لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-16, 07:56 PM   المشاركة رقم: 3156
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300752
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: Taleen Syrians عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Taleen Syrians غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

يسعد مساكن و كل اوقاتكن ميشو و فيتو و متابعي الحصون 😍😍
ميشووو برأيي اليوم و بكرا واحد تواسطيلنا مع فيتو تنزلنا البارتين اليوم هههههههههه هيك بتريحي راسك من نقنا 😂😂😂 رغم انو بحب حرق الاعصاب بتخلي الواحد يشغل مخو و تدور براسو افكار جهنمية ما بتخطر ع بال مجرم 😌😌
تسجيل حضور بانتظار البارت بأعصاب محروقة و مولعة 👿👿

 
 

 

عرض البوم صور Taleen Syrians   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 08:08 PM   المشاركة رقم: 3157
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 254771
المشاركات: 153
الجنس أنثى
معدل التقييم: محمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 245

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محمود أحممد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والخمسون)

 

طبعا يا فيتو الفصل اليوم مش حينزل حتى دقيقة بدري عاجبك حرق الدم اللي نحن فيه
بس برضه بنحبك جدا انت و ميشو و خذو راحتكم في اواس المسكين

 
 

 

عرض البوم صور محمود أحممد   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 08:32 PM   المشاركة رقم: 3158
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264520
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: رحاب المانوليا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 68

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رحاب المانوليا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والخمسون)

 

مساء الورد

تسجيل حضور

 
 

 

عرض البوم صور رحاب المانوليا   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 08:47 PM   المشاركة رقم: 3159
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310486
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: مجد العوني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مجد العوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والخمسون)

 

الحماس 1000✌🏻

 
 

 

عرض البوم صور مجد العوني   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 3160
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثالث والخمسون)

 




الفصل السابع والخمسون


المدخل : بقلم الغالية alilox

جن نبض هذا القلب ألم يصلك أنينه ألم تسمعيه فأنت مالكة له وكل مدنه وساكنيه قد أحرقه الشوق والصبر من أين يأتيه دعيه يمتلأ ولو كذبا بكي دعيه ارفقي به سرابي ولو بكلام موجع عاتبيه لقد أصبح تايعا لكي من مكانه اقتلعيه خذيه أصبح شيئا يخصك ولم يعد لي حاجة فيه. مبارك لكي به شئتي اقتليه وإن شئتي اشفيه

سلمت يداك

**********


طرقت الباب طرقات خفيفة ونظرت لزوجته فابتسمت وقالت هامسة

" هل عليا أن أدخل وأكون معك في كل مرة يا سراب "

قلت بابتسامة حزينة " هذه آخر مرة وسترتاحين مني "

نظرت لي بصدمة وقالت " ولما يا سراب وأين ستذهبين ؟؟ "

فتحت الباب وقلت " سأغادر فقد انتهت فترة إقامتي هنا "

ثم دخلت وتبعتني هي دون تعليق أو لم أترك لها مجالا لهذا , وهذا هوا

الواقع فمهما بقيت هنا فمصيري المغادرة لأنه لا المكان مكاني ولا الأشخاص

أهلي ومهما أقام الغريب فمصيره إلى الرحيل , اقتربنا منه وقد استقبلنا مبتسما

وكان يجلس على الأريكة في مكتبه وأمامه جهازه المحمول وقد أغلقه وأشار

لزوجته على المكان بجانبه مبتسما فتوجهت من فورها نحوه وجلست بجواره

وقال لي بذات ابتسامته " تفضلي اجلسي يا سراب "

جلست على الكرسي المقابل لهما وقلت " آسفة على إزعاجي لك لكن

الأمر ضروري وعلينا التحدث فيه "

قال بنبرته الهادئة " وكلي أذان صاغية لك "

ابتسمت له بحب وشكرته هامسة ثم نظرت للأرض وقلت

" أريد الذهاب من هنا "

لم يعلق فقبضت على يدي بقوة وتابعت بغصة " لمنزل زوجي "

وصلني صوته مستغربا " ولما يا سراب ؟ وبلسانك قلتِ لي أنك

باقية هنا ولن تغادري "

قبضت يداي ببعضهما وقلت ونظري لازال للأسفل " هكذا كانت

الظروف , ولو الأمر بيدي ما خرجت "

قال من فوره وبجدية " ومن الذي يرغمك على فعلها يا سراب ؟

تحدثي بصراحة "

رفعت نظري به وقلت " لا أحد , أنا من قرر ذلك "

قال بذات جديته عاقدا حاجبيه " ولما تقررين هذا فجأة ؟ ولا أرى في

وجهك علامات الرضا لقلت أنك رضيتِ عنه وقررتِ مسامحته "

أشحت بوجهي جانبا وقلت " لن يستطيع قلبي مسامحته أبدا "

تنفس بقوة وقال " إذا ما السبب تحدثي بصراحة يا سراب , وإن كانت

زوجتي هذه أو ابنتها أو ابنة أخي وراء ذلك أقسم أن آخذ لك بحقك منهن "

نظرت له بسرعة وقلت " لا أبد أنا لم أرى منهن إلا كل ترحاب وخير لكن ... "

قال بحزم " لكن ماذا ؟ "

قلت بهدوء حزين " والدتي ترفض كل هذا وتصر على أخذي معها أو

المجيء للعيش معي في منزلي هنا "

قال من فوره " ولما ترفضين ذلك يا سراب ؟ ألا تريدين أن تكوني معها "

قلت بغصة " ومن يكره أن يكون مع والدته "

قال بجدية " إذا ؟؟ "

قبضت على يداي أكثر وتنهدت بأسى فآخر ما كنت أريده أن أطلعهم على

حياة والدتي الخاصة , نظرت للأسفل وقلت " سيكون نتيجة ذلك طلاقها

من زوجها , وهي مصرة رغم كل النتائج "

قال بصدمة " ولما يطلقها إن أخذتك معها !! "

نظرت له وقلت " قصة طويلة وشخصية قليلا "

قال من فوره " لن يحتاج الأمر لتشرحي فهوا يبدوا رافضا

لك وهي ستتركه من أجلك "

هززت رأسي بلا وقلت " هوا لا يعلم عن مشاكلي وآسر وإن علم لن يرضى

بذلك وهوا رجل وحيد يعزل نفسه بأعماله ولا يثق بأحد ويقترب منه مثل والدتي

وهي تحبه واعتادت العيش بجانبه ولا أريد أن أكون سبب فراقهما , وقد حاولت

معها كل جهدي لكنها رفضت وأقسمت أن لا أبقى لدى الغُرب ولديها ولديّا منزل

هذا غير منزل زوجي , ولم تُجدي كل محاولاتي معها وأعرف نتيجة ذهابي

لها وهي خلاف محتم بينها وبين زوجها "

قال بضيق " وعليك أن تضحي أنتي وهي لا يا سراب ؟ "

نظرت للأرض وقلت بحرقة " ضع نفسك مكاني , أنا من بيدها حل كل

هذا مهما كان صعبا علي فأخبر آسر يأتي لأخذي "

وقف وقال " لك ما تريدين يا سراب وليكن في علمك دائما أن منزلي

مفتوح لك في أي وقت وآسر لي حساب معه , وإن جرحك بكلمة

واحدة فقط فاتصلي بي وحقك سيخرج منه من ليلتها "

وقفت أيضا وقلت ورأسي للأسفل " شكرا لك عمي لن أنسى ما فعلت من

أجلي ما حييت وآسر تعرفه لا يحب تدخل الغير في حياته وسأكون أنا الملامة

فاتركني أتفاهم معه بطريقتي وإن جرحني أو أهانني سآتي لمنزلك دون تفكير "

ثم خرجت من عندهما راكضة وعدت لغرفتي وترجمان ودخلتها وتوجهت

للحمام من فوري متجاهلة جميع نداءاتها








*~~***~~*







خرجت سراب تاركة الباب مفتوحا فمرر رِفعت أصابعه في شعره متنهدا

بضيق فأمسكت يده التي على فخذه وقلت بهدوء " أنت فعلت ما تقدر عليه

وهي أعلم بظروفها يا رِفعت وستلجأ لك إن اضطر الأمر "

أخرج يده من شعره وقال بضيق " لن تفعلها مثلما لم تفعلها سابقا وأملي

في أن يكون زوجها تلقى الدرس جيدا وأن لا يرى بما حدث أنها لن

تخرج من منزله وقد حاصرها لديه "

شددت على يده أكثر وقلت مبتسمة له برقة " حفظك الله يا

رِفعت يا نصير المرأة "

ابتسم ومرر ذراعه خلفي وضمني له وقال " هي أكثر من أخشى عليه بين

ثلاثتهن يا خديجة فلا عائلة لها ولا أحد ووالدتها تبقى امرأة وتحت رجل ولن

تنفعها بشيء طالما زوجها إنسان منعزل عما يخصها هكذا "

حوطت خصره بذراعاي وضممته بقوة وقلت " لن تضام إن كان زوجها

يحبها , وطالما أنت تقف معها من بعد الله "

ضمني له أكثر وقبل رأسي وقال " كيف هوا ابن والده اليوم ؟ هل أتعبك "

قلت بضحكة صغيرة " لازلت في البداية ولن يتعبني من الآن "

قال بضيق " ما أَحبك لهذه الجملة التي تذكرني دائما بأنه أمامي

مشوار طويل لأراه "

قلت مبتسمة " سيمر سريعا فها هي دُرر في لحظات أصبحت في

شهرها الثامن "

تنهد واكتفى بالصمت فابتعدت عنه ونظرت لوجهه وقلت بحزن

" ألا أخبار عن أواس ؟ "

هز رأسه بلا ناظرا للأرض ثم وقف وقال مغادرا " أخبري الخادمة

تُخرج الشاي والقهوة للمجلس بعد قليل "

وخرج من فوره فتنهدت بأسى ووقفت مغادرة أيضا , فهذا حاله كلما

سألته عنه يتهرب من الجواب ويهرب من المكان أجمعه , طمئنني الله

عليك يا أواس يا حرقة في قلبي وقلب زوجتك المسكينة








*~~***~~*







عبرت الشارع تلو الآخر كالتائه كالضائع الذي دخل هذه المدينة للمرة الأولى في

حياته , أنظر لوجوه المارة بضياع ولو الأمر بيدي لأوقفت كل واحد منهم وسألته

إن كان يراني ؟ إن كنتُ موجودا حقا ؟ و إن كان كل هذا واقع أم لا ! اتكأت بجبيني

على أحد أعمدة النور وأغمضت عيناي بقوة وضربته بجبيني عدة مرات ولم أكترث

حتى إن ضن الجميع أني مجنون وجد فرصة للخروج للشارع , فأي عقل سيصدق

ما سمعت للتو وأي عاقل هذا الذي سيتحمل معرفة تلك الحقيقة , توقفت عن ضرب

جبيني به لكن لم أبعده ولم افتح عيناي وصورتها ما تزال فيهما وكأنها أمامي الآن

وهي تقول بصوتها المرتجف الضعيف والدموع تعبر خديها كالأنهار ( قالوا لي أن

التقرير مزور خرجوا به من أحد المراكز من أجل إيهامك فقط ولم أكن أعلم أنهم

أوهموني أنا به قبلك ولم يهتموا بمصيري , كانوا يصرون عليا لاستدراجك لتنام

معي بأي طريقة كانت وحين فشلت في كل محاولاتي لإغوائك بملابسي وتصرفاتي

وسَمعتك تقول لعمتك أنك ستطلّقني وأنا لم أنفذ أوامرهم بعد قررت دس المخدرات

في شرابك كي تغيب عن الواقع وتفعل أشياء لا تعي لها ولم أكن أعلم أن الجرعة

أكبر من مخططي وبدلا من أن تسبب لك الهلوسة أفقدتك الوعي تماما وعلمتُ حينها

أني فقدت فرصتي الأخيرة ولن يغفروا لي ذلك أبدا فسحبتك للسرير وخلعت لك ثيابك

وثيابي أيضا ونمت على صدرك لكي حين تفيق تظن أنك فعلت ما أرادوا هم ويضنوا

هم أني فعلت ما طلبوا مني ولم أكن أعلم أنهم حقنوني بالمرض فعلا , وليست

أي جرعة بسيطة ومع المخدرات انتشر في جسدي كالسم )

ضربت رأسي بالعمود بقوة أكبر خرجت معها صرخة متألمة ولازال شريط حديثها

يُعرض في رأسي مكمِلا دورانه وهي تقول ( منذ أسبوعين زاراني رجلان لست أعلم

محققان أم شرطيان , كان أحدها بشخصية مخيفة ضربة من يده على الطاولة تجعلك تقر

بكل ما لديك , واستجوبوني لأخبرهم عن صلتي بعلي رضوان ورجاله وجميع جرائمهم

ومن المسئول من وزارة الصحة الذي مرر التقرير وكيف أُصبت بالمرض وعن طريقة

نقلي له لك وما كان أمامي سوا الاعتراف بكل شيء , وقال لي في نهاية تحقيقه معي

وبالحرف الواحد : لو لم تكوني مصابة بمرض خبيث مثلك لكنت حقنتك أنا به لتكوني

عبرة لغيرك وما أنقذك مني الآن ورغم مرضك إلا أن أواس سليم معافى )

نزلت دمعتي تلحقها الأخرى وتلك الجملة تتكرر في رأسي دون توقف

( سليم معافى ... سليم معافى )

هل عشت طوال ذاك الوقت في وهم ؟ في مرض لم يدخل جسدي أبدا ! قتلوني

وأنا حي , علموني معنى الحرمان من أغلى ما لدي وكلها كانت كذبة !! مجرد

كذبة تافهة منها قبلهم , شعرت بيد على كتفي وصوت أحدهم قائلا

" هل أنت بخير يا سيد ؟ "

ابتعدت عن العمود والتفت لصاحب الصوت ونظرت له بصدمة وقال هوا

بصدمة أشد منها " أواس !! "

وما كان سوا إياس فحضنته دون شعور مني وكأني أتأكد به من أن كل هذا

حقيقة وأني لست أحلم ولا أتخيل , فمن يتصور شعور من مات وعاد للحياة من

جديد ورأى أهله وأصدقائه أمامه مجددا , فكل هذه الأشياء ظننت أني خسرتها

للأبد ولن أراهم ولن يروني سواءً كنت فوق الأرض أو تحتها , ضمني بقوة

وقال بضحكة مختلطة بالمفاجئة " أين أنت يا رجل ؟ كيف اختفيت فجأة

وظهرت هكذا فجأة ؟ الجميع كان يبحث عنك ولم يجدك أحد "

ابتعدت عنه وقلت بلهفة متجاهلا كل أسئلته " زوجتي ..؟؟ أين

هي الآن يا إياس "

فمؤكد يعلم عنها فهي تُعد شقيقة زوجته , قال مبتسما " في منزلك

انتقلوا له من وقت قريب وسترزقان بمولود قريبا "

تركته وركضت عبر الشارع ولم اجب على كل نداءاته فكل شيء ألحق

عليه إلا هي , كل شيء سأجد له وقت لاحقا إلا القطعة من قلبي تلك فلا

صبر لدي على الانتظار والتلهي بشيء آخر عنها








*~~***~~*










غادرت المركز اثبّت حقيبتي على كتفي مبتسمة لكل شيء مررت به حتى

الجدران وأشعر براحة لم أشعر بها حياتي وسعيدة حقا أن النتيجة كانت سلبية

وأنها ليست مصابة ولازلت أجهل سبب تعلقي الكبير بصاحبتها فهل السبب أنها

أُم وبريئة من كل ذلك ؟ أم لأنها شقيقة ذاك المريخي ولا أريد أن أرى الحزن

في عينيه الجميلتان وأنا أخبره بذاك الخبر المفجع , نظرت يمينا وعبرت

الشارع متمتمة بابتسامة " غبية ... تلفين تلفين وترجعين لذات الموضوع "

سلكت شارعا آخر حيث منزل سلسبيل لأنها قريبة من مكان عملي وحين

يتأخر إياس أذهب لها حتى يأتي لأخذي وهوا ناذرا ما يتأخر عني , رننت

جرس الباب ففتحته لي سريعا فدخلت قائلة " أبعدي كرشك عن طريقي

كيف سأدخل وهوا هكذا أمامي "

ضحكت ضحكة متعبة وقالت وهي تغلق الباب " ما رأيك أن أديره

للخلف ليصبح في ظهري ولا يضايقك "

ضحكت وسلمت عليها مقبلة خدها وقلت " يكون أفضل للجميع

وأولهم زوجك , كيف حالك يا بطة "

ضحكت وقالت داخلة وأنا أتبعها " ليريني الله فيك يوما يا سدين

وكرشك أكبر من هذا "

نزعت حجابي وجلست وقلت " لا أعتقد يوجد أكبر منه إلا إن

كنت سأحمل بأربعة "

قالت ولم تجلس " قفي هيا جلبك الله لي لتطبخي لمأمون أكلته

المفضلة التي لم يتذوقها منذ ثلاث أشهر "

وقفت وقلت " كنت أعلم أن هذا مصيري , ثم ألم يأكلها مني

من أسبوعين يا كاذبة "

قالت ضاحكة وهي تتبعني للمطبخ " نسيت !! "

نزعت سترتي الخفيفة ووضعتها على ظهر أحد كراسي طاولة المطبخ

وقلت وأنا أرفع أكمام قميصي " وطبعا عليا أن أغسل جدران المطبخ

وألمع الأواني وخشب غرفة النوم أيضا وأنظف تحت صالون غرفة

الضيوف لأنهم من أسبوعين لم يلمسهم أحد "

جلست على كرسي الطاولة بصعوبة وقالت مبتسمة " لا حرمني الله

منك يا سدين يا أروع تؤم في العالم "

توجهت نحوها وسحبت المشبك من شعرها ليسقط منسابا على كتفيها وقلت

وأنا اجمع به شعري للأعلى " نعم اخدعيني أنتي وشقيقتك بهذا الكلام

تعلمان أن قلبي ضعيف ولا أرفض من يطلبني ويحتاج مساعدتي "

قالت بذات ابتسامتها " حظك هكذا ماذا نفعل لك ؟ واحدة حامل في شهرها

الأخير والأخرى في وحم وأنقذنا الله بأنك لم تتزوجي بعد "

توجهت للثلاجة فتحتها وقلت وأنا اخرج اللحم منها " نعم هذا ما تفكرون فيه

مصلحتكم فقط , واحدة كرشها أمامها لا تستطيع أن تتحرك وأنا من عليها تقليب

منزلها في حملات نظافة دائما والأخرى كل يوم والآخر قادمة تريد أن أطبخ لها

شيئا معينا اشتهته وتحمدان الله أني لم أتزوج بعد يا أنانيتان "

ضحكت وقالت " لم أخبرك , لقد اشترينا باقي أغراض ابنتي فأسرعي

لأريها لك "

قلت وأنا أخرج الخضار " بل أضع الطعام على النار وتريهم لي أولا "

قالت بابتسامة واسعة " وصحن كنافة أيضا من يديك الجميلتين "

نظرت لها بضيق فضحكت وقالت " لا باس سأتصل بمأمون يحضره

معه من الخارج وهوا قادم "

قلت ببرود " نعم هكذا كوني عاقلة , فما الداعي لأعد لك الأشياء

الموجودة بكثرة في المحلات "

ثم وضعت لها الخضار والسكين أمامها فقالت وهي وترفع " لأنها من

يديك أطيب لكن أمري لله إعفاء هذه المرة من طبق التحليه "

رفعت نظري للأعلى وقلت وأنا أغسل يداي " يا رب ارزقني زوجا له

أموال كثيرة وخادمات ولا يأكل الطعام إلا من يد والدته "

ضحكت وقالت " لا يوجد رجل لا يعشق طعام والدته وما أن يتزوج

يصبح لا يأكل إلا من يد زوجته فتمني أن يكون لك منزل لوحدك

لتطبخي له فقط وليس لعائلته جميعهم "

نشفت يداي وقلت بتذمر " لا تتركون المرء يتأمل في رحمة الله أبدا "









*~~***~~*









نظرتُ للأعلى حيث يثبتون اللافتة الطويلة المشتركة للثلاث محلات فوق

أبوابها الزجاجية الواسعة التي لا يفصلها عن بعض سوا أعمدة مزركشة باللون

الذهبي كما واجهة المحلات الثلاث أيضا , يداي في جيوب سترتي مركزا على

ما يفعلون وقلت " مائلة قليلا جهة اليسار , لا تثبتوها بعيدا عن الخط المحدد

أو ستصعدون وتفكونها وتركبوها من جديد "

حركها قليلا وبدأ بتثبيتها بشكل أفضل هذه المرة ( الدُره الصغيرة ) لقد تركتُ الاسم

كما اختاره لهم زوجها سابقا مع تعديل بسيط أضفته لها وهي صورتها حين كانت

في الثالثة وقد التُقطت لها في ذات الأسبوع الذي أخذها فيه علي رضوان من حضن

والدتي لتحكم عدالة الله في السماء وحُرم منها هوا أيضا بعد عامين , كانت صورة

لأجمل طفلة رأيتها في هذه البلاد وخارجها , شعرها البني الناعم يحف أسفل أذنيها

وغرتها الخفيفة قد غطت حاجبيها ومشبك أحمر صغير بشكل زهرة ممسكا باقي

شعرها من الأمام مجموعا في الجانب الأيمن من طرف جبينها , ضحكتها البريئة

وملامحها الجميلة وهي مميلة رأسها لليمين قليلا مما زادها ذلك براءة وجمالا

مؤكد كان يحبها ومتعلق بها كثيرا لما كان سمّى أرقى ثلاث محلات لديه وفي

مبنى كبير كهذا باسمها وهي مفقودة ولا يعلم حتى إن كانت حية أم ميتة , وترك

لها الآن كل ما يملك متجاهلا والده وأخوته وحتى عمته , بل وقد دَون كل شيء

في أوراق يسهل مراجعتها وحسابها وحتى أسماء الموردين والرجال الذين كان

يتعامل معهم في الجمارك وأخلص رجاله الذين يمكن الاعتماد عليهم كانت مكتوبة

في ورقة الاسم الكامل ورقم الهاتف والعنوان لكل واحد منهم مما سهّل المهمة عليا

كثيرا , وعاد كل شيء لسابق عهده في ظرف شهر واحد فقط , وقد تصرف بذكاء

حين نقل كل ما في محلاته لمستودعات بعلم جميع من يعملون لديه وقد عادت

مجموعة منهم لنقلها مجددا فجر اليوم التالي وبذلك لم يُحرق رجال رضوان

محلاته لأنهم يعلمون أنها فارغة وأحرقوا تلك المستودعات التي نقلت منها

البضائع فجرا وبذلك أنقد محلاته وبضائعها , فسبع محلات قطع غيار سيارات

ومعرض كبير مليء بالسيارات الجديدة ومحل ملابس راقي وضخم وآخر

للساعات وغيرهما للمجوهرات خسارة ضخمة ومفجعة إن أكلتهم النيران

جميعهم , كم تمنيت أن تعرفت على هذا الرجل أكثر فلم تكن سوا ساعة

واحدة حين أحضر دُرر لنا ولم أتبادل معه الحديث لأني وقتها كنت غاضبا

من إقحامه لها في كل ذلك وجلبها يحملها بين ذراعيه كالميتة ولولا أن الوزير

وراء القضية ما وافقت من البداية على مخططهم , ومن ثم تركه لها وحيدة

ولم أكن أتخيل أن يكون هذا هوا السبب وأن يَصْدق كلام دُرر الذي كانت

تصر عليه بأن جدها وراء اختفائه وكل ما قد يحدث له

" سيد قصي "

نزلت بنظري للواقف أمامي وقال مبتسما " هل نفتح المحلات ؟ فالكثيرين

أصبحوا في الانتظار ما أن رأوا الاستعدادات والتغييرات التي تدل

على فتحهم من جديد "

هززت رأسي بلا وقلت " أتركوه للغد بما أن كل شيء جاهز لأني أريد

أن تكون مالكتهم معنا هنا وسأحاول إقناعها بذلك "

هز رأسه بحسنا وغادر من أمامي فنظرت لساعتي ثم غادرت من هناك بعدما

أوصيته بإغلاق الأبواب جيدا بعد مغادرة العمال , عليا المرور بالمعرض ثم

الذهاب للمنزل لأرى العمال هناك وما حدث معهم , كم مرهق أن أمسك كل هذا

ويكون في رأسي وحدي , لست أعلم زوجها كيف كان يوفّق بين كل ما لديه

وهوا يداوم في مركز الشرطة يوم بعد يومين ؟؟ مؤكد لم يكن يجد وقتا

للراحة وللجلوس مع عائلته إلا لساعات قليلة جدا








*~~***~~*









فعلت آخر خطوة وهي لبس العباءة والحجاب وجلست على طرف السرير

وحقيبتي بجوار ساقاي أنظر ليداي في حجري بصمت وشرود أحاول أن

لا أفكر في القادم أبدا , فتحت ترجمان الباب ودخلت وقالت " ها هوا جاء

سريعا وكأنه كان أمام باب المنزل "

ثم قالت بغيظ " لا أعلم لما أفسدتْ والدتك كل شيء ؟ كان سيلقنه

عمي درسا لن ينساه أبدا "

وقفت وقلت " الذي في رأسه شيء ومقتنع به لن يغيره يا ترجمان وهوا

يعلم كما أعلم أنا أني ما ذهبت معه إلا مجبرة "

توجهت ناحيتي وضمتني بقوة وقالت بحزن " ما أحزنني بفراقك يا شقيقتي

لقد اعتدت وجودك بعدما يئست من أن نرجع معا مجددا "

ضممتها بقوة أكبر وقلت باكية " سأشتاق لك يا ترجمان , فزوريني

أرجوك لأني لن أطلب منه جلبي لك "

ابتعدت عني وقالت " بل اخرجي بنفسك وتعالي لي ولا تسمحي له أن

يكرر ما كان يفعل معك في السابق "

ابتسمت بحزن وتدحرجت دموعي مجددا فمسحتْ لي خداي وقالت

" توقفي عن البكاء ولا تسمحي له أن يرى دموعك أبدا يا سراب "

قلت بعبرة " ما أقسى شعور اليتم يا ترجمان عندما يكون لك أهل , الآن

فقط اكتشفت أني لم أشعر به طوال طفولتي وأنه ثمة ما هوا أبشع

من ذاك الشعور "

ضمتني مجددا وقالت بحزن " كيف تقولين هذا يا سراب ؟ وأين نحن وعمي

ثم والدتك تحبك ومستعدة بأن تضحي بحياتها وزوجها وتكون معك "

قلت ببكاء " لكنها ليست هنا , هي كوهم وخيال موجود لكنه ليس بين يداي

وابن خالتي الذي يفترض أن يكون من يهدد زوجي كي لا يخطئ في حقي

أرى عمك الغريب عنا من يهدده بذلك "

أبعدتني عنها وقالت " توقفي عن قول هذا ولا ترجعي لضعفك وانهزاميتك يا

سراب ولقنيه درسا لا ينساه , رغم أني أعلم كم تضعف المرأة في مواجهة

رجل تحبه لكن ثمة أمل لدي أن تكسري أنفه المسطرة ذاك "

مسحت عيناي وضربتها بقبضتي وقلت بضيق " كم مرة قلت لك

توقفي عن تعقيدي من أنفي "

ضحكت وقالت " تحدثت عن أنفه هوا وليس أنتي "

أمسكتُ بيد حقيبتي وقلت وأنا أجرها متوجهة للباب " لا أريد سماع كلمة

أنف المسطرة أبدا سواء كانت عني أو عن غيري "

قالت وهي تتبعني " زوريني يا سراب واذهبي لدُرر ولا تسمحي له أن

يسجنك , وأنا سأتحمل رؤيته وأذهب لك دائما "

هززت رأسي بحسنا دون كلام وودعت زوجة عمها وابنتها ثم خرجت من

المنزل حيث كانت سيارته في الخارج يقف مستندا عليها يفعل شيئا ما بمفتاح

سيارته ونظره عليه في يده فبدأ ذاك الشعور الكريه بالظهور للسطح وهوا التوتر

ورجفان القلب ككل مرة رأيته فيها ورغم كل ما فعل ويفعل , أبعدت نظري عنه

للأرض وسرت أجر حقيبتي حتى انتبه لي فتحرك وتوجه نحوي وأمسك مقبضها

فوق يدي وكأنه يتعمد فعل ذلك فحاولت سحب يدي لكنه قبض عليها أكثر فرفعت

نظري به متضايقة أحاول سحبها مجددا فأرخى يده وقال ناظرا لعيناي

" كل هذا بكاء لأنك ذاهبة معي ؟ "

أشحت بوجهي جانبا وضممت يدي لصدري وكأني سأخفف بها جنون قلبي فرفع

الحقيبة ووضعها في السيارة ولم يضف شيئا ففتحت الباب وركبت قبل أن يرجع

ثم ركب هوا وغادرنا في صمت من كلينا حتى وصلنا حيث يوقفون سياراتهم هنا

ونزل قبلي وأنزل حقيبتي وتابعنا سيرنا كالمعتاد حين نذهب لذاك المنزل , وها هوا

كل شيء عاد كما كان تماما , سراب الوحيدة الفقيرة المعتمدة عليه في كل شيء وآسر

المستبد المسيطر المتحكم بها , وكأن ثمة من أخدني في رحلة لأشهر قليلة وأعادني

حيث كنت , وصلنا المنزل وفتح الباب ولم يتحدث طوال الطريق وكأن كل واحد منا

يسير لوحده ولا أحد معه , دخل وأدخل الحقيبة ودخلت خلفه وأغلقت الباب كي لا يعيد

التاريخ نفسه ويصرخ بي أن أغلقه فلابد وأن تسقط هذه القشرة ويرجع آسر القديم كما

عاد كل شيء يخصه لحياتي من جديد , دخلتُ أنظر لكل شيء حولي ثم للأرضية التي

تغيرت من الأسمنت للرخام الصناعي المستخدم في المنازل , فها هوا يطور عرشه

تدريجيا , تيبس نظري فجأة على الأرجوحة الصغيرة الخاصة بالأطفال المثبتة في

الأرضية عند الزاوية ! فما هذه وما موقعها من كل ما فعل ؟ شعرت بتسلل أصابعه

في كف يدي فنظرت له سريعا وسحبتها وضممتها لصدري وأشعر برجفة سرت

في جسدي بأكمله فأبعد نظره عن عيناي ونظر جهة تلك الأرجوحة وقال

" أضفتها من الآن كي لا نكسر الأرضية فيما بعد من أجلها "

شعرت بجمرة من الغضب اتقدت في داخلي ونظري لازال على ملامحه فعن ماذا

يتحدث هذا الرجل وواثق من نفسه تماما ؟ قال ونظره لازال على تلك الأرجوحة

" باقي المال اشتريت به محلا لبيع التحف والتذكارات لأني أعلم أن عمي صابر لن

يرضى أن أبقى أصرف عليهم وهوا قد وقف على قدميه مجددا , ولا أريد أن يبحث

عن عمل سيرهقه ويؤثر على ساقه ويضغط على نفسه فقط كي لا يحتاج مالا من أحد

ولأنه يحب التحف والتذكارات كثيرا اشتريته له وسيكون دخله جيدا خاصة أنه ملكه

ببضائعه وسأساعده من راتبي في البداية ولو قليلا ومن دون علمه , وبهذا لم يتبقى

من مال والدتي وما اشتريت منك شيئا لكن راتبي جيد وسأبدأ بجمع المال لأبني

منزلا جديدا وواسعا "

ثم نظر لي ونظري لازال معلق به وقال " وأفكر أن يكون خارج ضجيج

العاصمة في مزرعة صغيرة وقريبة فما رأيك ؟ "

أشحت بوجهي ولم أتحدث ولا أريد أن اسمعه صوتي , منذ متى كان يأخذ برأيي

في شيء بل منذ متى يحكي لي عن مخططاته وما فعل وأين يصرف ماله وفيما

سيضعه ؟ كان دائما يخطط ويفعل دون أن يخبرني , ويتركني لأفكاري وظنوني

وتساؤلاتي ويتسلى بذلك كثيرا , شعرت بيده على كتفي وقال " تعالي لأريك

التغييرات الأخرى في المنزل "

أبعدت يده بسرعة وركضت جهة غرفة الضيوف ودخلتها وأغلقت الباب خلفي

لأكتشف أنه بلا مفتاح فيبدوا حسب حساب هذا أيضا , توجهت للكرسي ودفعته

حتى تبتّه عليه وجلست فوقه أمسك نفسي عن البكاء , فلن أبكي أبدا ولن يرى

دموعي ولا من خلف الباب المغلق , نظرت للغرفة ورغم تغيرها الجدري لازالت

في نظري كما كانت , فلما لم يضف من ضمن تغييراته سريرا لي هنا أم يتخيل أن

أنام معه هناك ليُجلس ابنه في تلك الأرجوحة , أم يكون كان يخطط للزواج بأخرى

لتنجبه له وجئت أنا لأفسد كل ذلك , ارتجف جسدي كعادته للفكرة فضممت نفسي

بيداي وهززت رأسي بقوة متمتمة " توقفي عن الجنون يا سراب , يكفي "








*~~***~~*










جلست شارد الذهن ونظري للأرض , أواس !! هوا بشحمه ولحمه , وإن لم يحضني

ويسألني عن زوجته لقلت أنه شُبّه لي ذلك , فأين كان كل هذه الأشهر ولا أحد يعرف

مكانه والجميع يبحث عنه ؟؟ خالي رِفعت ! نعم هوا الوحيد الذي كان متجاهلا غيابه

المفاجئ بل وطلب منا أن نتوقف عن البحث عنه , وكان ذاك كلامه لكل من سأله عنه

أو تحدث عن اختفائه أمامه , فهل كان في مهمة سرية لا يعلمها غيره ؟ لكن إن كان

الأمر كذلك ما وجدّته على تلك الحالة التي كان عليها وما حضنني ذاك الحضن وكأنه

كان ميتا وعاد للحياة , وكأنه ضاع في حرب ما وعاد الآن للوطن , فما سر كل هذا ؟

زفرت بضيق وحركت أصابعي في شعري فالمهم أنه عاد وأنه بخير فآخر ما رجحناه

بعد اختفائه لحظة القبض على علي رضوان وذكر أسمه في القضية أن شخص ما من

طرفه قد قتله أو فعل له شيئا بعدما أمسكوا به بسبب أواس , أخرجت هاتفي

واتصلت بآسر فأجاب قائلا " اللهم لا حسد "

قلت باستغراب " حسد على ماذا يا غبي ؟ "

ضحك وقال " على أن زوجتي خرجت من حصار عمك وزوجتك لا "

قلت بصدمة " متى وكيف ! هل جاءت والدتها وأخرجتها ؟ "

قال من فوره " بل خرجت معي وهي في منزلي الآن "

قلت بضيق " لا هذا غش وليس عدلا أبدا ولن أسكت عنه و... "

قال مقاطعا لي " قلت لا تحسدني فهي خرجت من هناك مرغمة بعد إصرار

والدتها ولم يعد أمامها سوا المجيء هنا لمنزلي وها هي سجينة غرفة

الضيوف من وقت وأعلنتها حربا ضدي "

قلت بحنق " تبقى بجانبك وفي منزلك وستقدر عليها بسهولة , فليترك

لي خالي زوجتي وسأتفاهم معها في ليلة واحدة "

قال ضاحكا " جرب حضك مجددا لن تخسر شيئا "

قلت بضيق " نعم تضحك , معك حق فقد أصبحتْ بين يديك وكأنك لست العابس

الغاضب طيلة الشهر الماضي , على عمي أن يعدل بين ثلاثتنا ويعيد زوجتك

لمنزله ويحتجز زوجة أواس معهما أو يُخرج لي زوجتي من سجنه حالا "

قال ببرود " في منامك أتركه يأخذها بعدما أعادها لي وأنشف دمي وعذبني فوق

ما بي , أما زوجة أواس فلا نفع من أخذها عنده وهوا مفقود حتى الآن "

ابتسمت ناسيا كل ما كنت فيه من ضيق وغضب وقلت بسعادة

" بل عاد ورأيته بعيني "

قال صارخا بصدمة " قل قسما رأيته , أقسم لي أنه عاد حقا يا إياس "

ضحكت وقلت " لو قالها لي شخص آخر لشككت في الأمر لكني رأيته بنفسي

وتحدثت معه وسألني عن مكان زوجته الآن أي أنه لم يرجع إلا اليوم "

قال بسعادة " بشرك الله بالخير يا أخي , كم كان يشغل بالي أمره

حمدا لله أن رجع لزوجته وابنه "

ثم قال بلهجة ماكرة " تجده عندها الآن وضاعت عليك يا إياس

وبقيت وحدك وحيد الخلية "

ماتت ابتسامتي وقلت بضيق " نعم اسخر مني , أنا على الأقل عائقي

الوحيد عمي ليس مثلك أمامك مشوار طويل لترضى عنك "

ثم أغلقت عليه الخط قبل أن يقول شيء آخر ومرت سدين من بعيد

فناديتها قائلا " تعالي يا جميلة أريدك في أمر "

اقتربت مني وقالت " ما سر هذا المديح ؟ مؤكد ورائه خدمة مستعجلة "

قلت مبتسما " نعم , سوف آخذك لترجمان وافعلي ما سأطلبه منك "

أمسكت ظهرها وقالت برجاء " إياس اقسم أن شقيقتك كسرت ظهري اليوم

فاتركها لوقت آخر فزوجتك لن تتركني حتى نلعب شوطا في كرة السلة "

وقفت وقلت " لا نفع منكن النساء أبدا "

وغادرت المنزل متوجها لمنزل خالي , لما أبحث عن الحل عنده ومفتاح كل شيء

سيكون عند ترجمان , فزوجة آسر حين أرادت أن تخرج من منزله خرجت بقرار

منها وترجمان ستكون مثلها فسأترك الحارس وأصطاد السجين ذاته , وصلت منزله

سريعا لأنه لا يبعد عنا كثيرا ودخلت ليستقبلني صوت الضحك والأحاديث في مجلسه

الذي لا يخلوا أبدا حتى في غيابه أغلب الأحيان فهوا يخرج ويتركهم هنا ليرجع لهم

بعد وقت , لم تكن وجهتي الباب طبعا لأنه سيمسك بي أو سيراني أحد أصدقائه لذلك

لففت حول منزله الكبير حتى وصلت شرفتها , عليا أن أقوم بها بنفسي ومؤكد هي لن

تدخل غرفتها الآن , كان ارتفاع المنزل متر ونصف تقريبا عن الأرض وهي لازالت

في غرفتها في الأسفل منذ الحادث الذي أصيبت فيه ساقها رغم أنها وحسب كلام سدين

وأمي تعافت تماما وتتحرك عليها بشكل طبيعي , وطبعا لأن هذه الأمور تدربنا عليها

لسنوات قفزت للشرفة بسهولة وكان بابها مفتوحا كما توقعت وهي ليست فيها فترجمان

تشبه الطائر الحر لا تحب السجن ولا الوحدة إلا إن وصل ضيقها لأقصاه , ولولا خالي

وموافقتها على ما يفعل بي ما بقيت سجينة المنزل شهرا كاملا وإن كانت يدها ما تزال

بها جبيرة في رسغها , وصلت الباب وأخرجت السكين الصغير من جيبي وفي حركة

سريعة عطّلته من الداخل ثم اختبرته بأن أغلقته وقد انغلق تماما لكن ما أن دفعته انفتح

فورا فابتسمت بانتصار وقفزت من الشرفة مجددا فموعدي معك سيكون الليلة يا

قطتي الشرسة العنيدة








*~~***~~*










نظرت لي وأنا أضع الوشاح على رأسي وقالت " دُرر أين

ستخرجين بثيابك هذه ؟ "

نظرت لها وقلت " سأتفقد الطيور , لقد مات منهم واحد آخر يا أمي فجر

اليوم ولم نعرف السبب بعد , وأريد الخروج قليلا وتنفس الهواء أشعر

باختناق في تنفسي ووخز في قلبي لا أعرف سببه "

قالت بتوجس " بسم الله عليك يا دُرر , أنتي لا تهتمين بصحتك أبدا يا

ابنتي وكأنك لستِ حامل في شهرك الثامن "

رفعت كيس الحبوب التي تحوي علاجا وقد أحضرها قصي بالأمس وقلت

" أنا بخير يا أمي لا تقلقي وتُقلقي الجميع هنا معك وتجعليني أندم أني أخبرتك "

قال من فورها " وماذا عن التجهيزات لابنك يا دُرر فأنتي لم تشتري شيئا

حتى الآن والوقت يسرقك "

قلت مغادرة جهة الباب " لازال أمامنا وقت كثير "

وخرجت من باب المطبخ للحديقة فهذه الجهة لا يوجد بها عمال ولا يأتون هنا فمنزل

قصي في المساحة المقابلة لمنزل أواس , قبضت على الكيس في يدي بقوة ومررت

يدي الأخرى على بطني أراقب خطواتي بحزن , لم أستطع يا أمي .. حاولت كثيرا

ولم أستطع فعلها والخروج لشراء أشيائه التي يفترض أن أشتريها مع والده , فلازال

قلبي يبكيه قبل عيناي ولازال جرح فقدي له ينزف طوال الوقت , وكلما تقدمت أيام

حملي أكثر كلما أشتد فراقه على قلبي أكثر وأكثر , فما أمرَّ الفراق وما أوجعه حين

يكون خارجا عن إرادتنا فتتمنى ألف مرة أنه جرحك وخانك وشتمك وآذاك بكل أنواع

الأذى ليعطيك سببا قويا لتكرهه وتنساه , لكني لم أجد سببا واحدا يجعلني ولو أتوقف

عن تذكره وعن البكاء عليه , عن سماع اسمه في كل نبضة تخرج من قلبي , ولن يكون

في الحياة يوم سأنساه فيه حيا كان أو ميتا , وصلت قفص الطيور ووضعت لهم الطعام

في المكان المخصص وأنا خارجه ووقفت أراقبهم مبتسمة بحزن وهم يتسابقون على

تناوله , فما أسعدهم لا يعلمون شيئا عن هذه الحياة ولا يشغلهم شيء سوا طعامهم










*~~***~~*











مر وقت طويل وأنا سجينة الغرفة لم أخرج ولم أسمع له صوتا في الخارج ولا أعلم

إن كان هنا أم غادر ولم يطرق عليا الباب أو حاول فتحه أبدا , ما كنت أريد الخروج

ولا رؤيته لكن عليا أن أدخل للحمام وأن أتوضئ من أجل صلاة العصر التي اقترب

وقتها , نزعت عباءتي أما الحجاب فقد خلعته منذ دخلت هنا وكنت أرتدي بيجامة قطنية

قصيرة ضيقة وبدون أكمام عشبية اللون وتوجد بها كتابة انجليزية عند الصدر وعند فخذ

بنطلونها الأيمن , أبعدت الكرسي وفتحت الباب ببطء فكان المنزل يعمه الصمت التام

ويبدوا أنه ليس هنا , خرجت من الغرفة ونظرت يسارا من فوري حيث تلك الأرجوحة

الصغيرة ثم أبعدت نظري عنها سريعا وتحركت متمتمة بضيق

" لا ويفكر في المستقبل كثيرا "

سرت جهة الحمام فشدني باب غرفته النصف مفتوح ولا يبدوا أنه موجود فيها فتحركت

نحوها لأشبع فضولي لمعرفة إن غيّر فيها مثل باقي المنزل أم أنه تركها كما هي , اقتربت

من الباب بخطوات متوجسة بطيئة حتى وقفت أمامه وأبعدت بعض الخصلات من شعري

خلف أذني وأبعدته كله في جانب واحد مركزة نظري على ما في الداخل فكانت بالفعل

بطلاء جديد وستارة طويلة على جدارها المقابل وغرفة نوم جديدة باللون العسلي المفعم

بنقوش سوداء وسرير واسع بمفارش بنية كلون الستارة التي تدمج البني والأسود وكانت

تتخللها نقوش عسلية واضحة , لا وظهَر أنه لديك ذوق يا سيد آسر , هل كل هذا ليمتع

نفسه وهوا ينام فيها وحيدا أم ... ؟ هززت رأسي بقوة لأبعد عنه تلك الأفكار عن زواجه

لأنها تشوشني وأكره التفكير فيها حقا , نظرت بصدمة للفراش الموجود على الأرض

أمام السرير وكان عليه وسادة ولحاف مبعثر وكأن أحدهم كان نائما عليه وتركه !!

قفزت بصرخة مذعورة حين لمس شيء ما عنقي وتنفستُ بقوة أنظر بصدمة للذي

كان واقفا خلفي وقال مبتسما " هل كنتِ تبحثين عني ؟ أنا في الخدمة "

تحركت لأغادر وأتركه لكنه شد يدي وسحبني منها نحوه وأدارني وأمسكني ملصقا

ظهري بصدره ويده لازالت ممسكة يدي وذراعه على جسدي مثبتا لي بها فحاولت

إبعادها ليبتعد عني ومن دون كلام لكني كنت كمن يحاول دفع صخرة كبيرة , شدني

بذراعه الأخرى أيضا ودار بي حتى أصبحنا مقابلان لباب الغرفة المفتوح وهمس

في أذني قائلا " ذاك هوا فراشي ومكان نومي منذ اشتريت هذه الغرفة فلم أنم على

السرير أبداً كي لا تكون أول مرة أنام فيها عليه وحيدا ولأنه ليس من حقي وحدي "

حاولت تخليص نفسي منه مجددا متأففة بضيق , ياله من مغرور هل يريد إخباري

بهذا أننا سننام عليه معا أم أن عليه النوم فوقه مع امرأة سواءٌ كانت أنا أم غيري

حاولت وحاولت وبلا فائدة فضحك ضحكة خفيفة وقال " لا تخافي يا سراب

لن أرغمك على شيء لا تريدينه "

تيبست مكاني فهمس في أذني مجددا " لكن عليك أن تراعي مشاعر الرجل

المسكين ولا تخرجي أمامه هكذا وتفقديه صوابه "

عضضت شفتي بقوة لا أعلم قهرا منه أم إحراجا وخجلا وانتفض جسدي بأكمله حين

شعرت بشفتيه قبلت عنقي وكانت الأولى لكنها لم تكن الأخيرة فقد استمر في تقبيله

حتى وصل لشعري ولا يعلم أي زلزال ضربني به وقتها بعثر به مشاعري كما

يُبعثَر الدقيق في الريح فقلت محاولة تخليص يداي من قبضته " ابتعد يا آسر "

فتوقف حينها عما كان يفعل وأرخى من قبضة ذراعيه وقال " جيد سمعنا

صوتك على الأقل "

ثم تركني قائلا " اذهبي الآن أنتي طليقة "

ركضت حينها عدة خطوات للأمام مبتعدة عنه وتابعت سيري للحمام متأففة

وغاضبة من كل شيء وأولهم نفسي وسمعت صوته قبل أن أدخل قائلا

" كنت أريد إخبارك أن لا تطهي شيئا للعشاء سأحضر طعاما من الخارج "

دخلت الحمام وضربت بابه خلفي بقوة أشتم فيه بحنق , من قال أني سأطبخ لك

أساسا , نظرت للتغير التام في الحمام فلم يعد كومة الآثار تلك وقد جدد كل شيء

فيه , ليس طبعا كحمامات منزل عمي ذاك ولا حتى منزلي لكنه أفضل مما كان

بمئات المرات وقد زوده بسخانه كهربائية أيضا , توجهت لحوض الغسيل وفتحت


الصنبور وغسلت وجهي مرارا وتكرارا محاولة تخفيف رجفة جسدي التي لم تغادره

بعد , وقح وأحمق ... بل أنا الحمقاء التي ارتجفت بين يديه كالورقة ومؤكد لاحظ

ذلك , ضربت وجهي بالماء عدة مرات قائلة بحنق " غبية غبية ولا تتغيرين أبدا "









*~~***~~*











وصلت المنزل بعد ركضي في الشوارع لوقت طويل لم اركب خلاله ولا سيارة

أجرى لأن معطفي بقي حيث لا أعلم وبه كل ما أملك من مال , بل ولم أفكر في

ذلك وشيء ما يقول لي تخطى المسافة ركضا واشعر بطعم الاقتراب منها شيئا

فشيئا , فمن كان يتصور أن خروجي من ذاك الكوخ فجر اليوم لا رجوع له بعدها

من يُصدق أنها آخر مرة أراه فيها ؟ لن أنام على ذاك السرير البارد الكئيب وحيدا

لن احدّث نفسي جالسا عليه من كثرة الفراغ والوحدة ولن أرمي همومي التي لا

تنتهي على وسادته الخالية من أي مشاعر , كل ذلك تبخر الآن كله اختفى , كان

كابوسا واستيقظت منه , فلن يكون بعد اليوم سريري إلا حضنها ووسادتي التي

أرمي عليها همومي صدرها ولن احدّثَ نفسي بعد الآن لأنه ثمة من ستسمعني

بقلبها قبل أذنيها , سأرى ابني سأحضنه وأشم رائحته سأحضر يوم ولادته وأختار

اسمه ولن يفتح عينيه ليجد نفسه يتيم الأب ولن يعيش وحيدا بلا أشقاء يمسح دمعة

والدته الحزينة وهي تحكي له عن أب غاب عنهم من سنين , وصلت سور المنزل

وتمسكت ببابه المفتوح أتنفس بقوة من ركضي كل ذاك الوقت ثم نظرت باستغراب

للعمال الذين يتحركون في الداخل فدخلت بخطوات مترددة , لو لم يخبرني إياس

أنهم هنا لظننتهم باعوا المنزل فما الذي يفعلونه فيه !! تقدمت نحو الداخل أنظر

لأساسات المبنى الواسع في الجهة المقابلة للمنزل من الحديقة وأوقفت

أحدهم قائلا " لمن هذا البناء ؟ "

نظر خلفه ثم عاد بنظره لي وقال " للسيد قصي "

وتابع طريقه ولازلت واقفا مكاني أنظر له , غريب لما يبني منزلا ومنزلي واسع

وبطابقين وهوا الآن ملك لشقيقته وقد أقرّت بلسانها بل وأقسمت أنها لن تتزوج ؟

هذا الشاب مؤكد يريد أن يبني منزله بنفسه ومن مجهوده ويكون قريبا من شقيقته

تابعت سيري حتى وصلت المنزل ورننت جرس بابه الداخلي بما أن الخارجي كان

مفتوحا , رننت مرارا وتكرارا وبدون أن ابعد أصبعي عن الجرس وكأني في سباق

مع الوقت حتى سمعت صوتا صرخ من الداخل قائلا " حسنا حسنا انتظر يا من

في الخارج , اصبر سأفتح لك حالا "

كان الصوت لامرأة ومؤكد والدتها أو خالتها , عن أي انتظار وصبر تتحدثين الآن

أقسم لو كان الأمر بيدي لخلعته من مكانه ووضعته جانبا ودخلت , فتحت الباب ولم

تكن والدتها ومؤكد خالتها فأنا لم أراها حين أخذتها لهم سابقا , كانت تمسك شالا

تغطي به شعرها وتنظر لي باستغراب ثم قالت " نعم يا بني ماذا تريد ؟ "

تنفست بقوة وقلت " أين دُره "

ثم هززت رأسي وقلت " أعني دُرر أين هي ؟ "

قالت بذات استغرابها " ومن أنت وما تريد منها ؟ "

قلت بنفاذ صبر " نادها لي يا خالة أرجوك ودعيني أدخل "

نظرت لي بتفكير وكأنها تحاول ترجمة أو فهم شي وما أن فتحت فمها لتتحدث

حتى ظهرت والدة دُره من خلفها قائلة " من هذا الذي يريد دُرر ؟ "

وتحولت نظرتها لي للصدمة فورا وقالت بهمس مصدوم " أواس ! "

قلت من فوري " نعم أواس فأين دُره نادوها لي أرجوكم "

قالت والصدمة لم تفارق ملامحها بعد " عند قفص الطيور "

فتركتهم دون أن أضيف شيئا وتوجهت هناك من فوري فها هي المسافات تتقلص

أكثر فأكثر وحلم وجودها في حياتي الذي عاد مستحيلا كالسابق ها هوا يتحقق

من جديد , وصلتُ قفص الطيور ووقفت أتلقف أنفاسي وعيناي علقتا على الواقفة

هناك تنظر لهم مولية ظهرا لي , دُره ... دُرتي الحبيبة وحلم طفولتي , من وقف كل

شيء بيني وبينها طوال تلك السنين , تقدمتُ منها بخطوات بطيئة خافتة لم تشعر بها

ولازالت تبدوا سارحة في النظر لهم تضع يدها مفرودة الأصابع على قضبان القفص

اقتربت أكثر وفي كل خطوة يشتعل الشوق فوق اشتعاله وتختنق معه أنفاسي , وقفت

مكاني على بعد خطوتين فقط منها حين اتكأت بجبينها عليه وقالت بأسى " مات

اليوم واحد آخر منكم , لما تختارون الرحيل وتركي كصاحبكم ؟ لما جميعكم

قساة هكذا ولا تشعرون بي "

قبضت يداي بقوة أنظر لها بحزن وتابعت هي بنشيج بكاء

" ظلمتموني جميعكم فليتكم تأخذوني معكم "

شعرت بقلبي وكأن ثمة من داس عليه بقوة من سماعي لها تتمنى الموت

والرحيل فلمن ستتركني حينها ؟ لا يا قلب أواس لا تقوليها مجددا , تقدمت

خطوة أخرى حتى كنت خلفها مباشرة لتخرج مني الحروف مشتتة

ضائعة مشتاقة ومتلهفة في ذات الوقت وبهمس خافت


" دُره "






نهاية الفصل ......

مفاجأتنا الحلوه لكم يا أحلى أعضاء
هي تلبيه لرغبة العزيزه دندوشة المطر اللي طلبت الوقت اللي
يلتقي فيه درر وأواس ننزل فصلين فهذا فصل الأحد وغدا ينزل الفصل 58
قراءة ممتعة لكم .... وردود ممتعه لنا ولحبيبتنا برد المشاعر
وإلا فيسي الشرير يظهر ويحرمكم من البارت غدا
ههههه أسعدونا بردودكم المثريه للموضوع نسعدكم
لكل فعل رد فعل مساوي له في القوه ومعاكس له في الإتجاه
وميشو أعلم بهذا القانون ههههههه



 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية