السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد مساءكم وكل أوقاتكم بكل حب متابعي روايتي جميعا وأدام
الله عليكم الخير والسعادة
شكرا لكل من انشغل باله عليا وكل من سأل عني وكل من اتوجه
بدعاء صادق لي ولبلادي الحبيب أسأل الله أن يعم أمنه وسلامه
على جميع الأمة الإسلامية
وأشكر كل من استمروا في ردودهم على الفصول واستمتعت جدا
بقراءة ما خطت أيديكم وأبشركم ختمت الرواية والحمد لله
وأصبحت كاملة وجاهزة
وأشكر شكر خاص جدا الأخت الغالية فيتامين سي على تحملها
مسؤلية الفصول من نقل وترتيب وتنزيل ورد على التساؤلات واستلام
مهمة تلبية طلباتكم للمطالبة بالفصول فالرواية لا تعد من مجهودي
وحدي بل هي من شاركتني في تعبي فيها وأتمنى أن تكون عند
حسن ظنكم حتى النهاية
الفصل السابع والأربعون
المدخل : بقلم الغالية عبق حروفي
وعندما كان عالمي مظلم.. أتيتِ من منبع ظلامي لتبدديه..
كالرياح التي تعصف في الاتجاه المعاكس لطريقنا..
كنتِ النور.. الذي يسطع في زوايا قلبي ليحرره من القيود حوله ويجعله ينبض..
كنتِ الدفء.. الذي أذاب الجليد بحياتي.. وكل شيء تحرك بعدكِ ..
أتريدين مني أن أفقدك ؟ ..
أتخلى عن مضخة الحياة بأوردتي ! ..
هل جننتي ؟ ..
كيف أعيش وأنا غريق في بحركِ ؟ ..
فإذا أنقذت من غرقِ حبكِ ..فسأموت من عطشي في حضن اليابسة..
ألا تفهمين ! .. أنتِ الحياة .. وفي يدك الوفاة..
فإما حياةٌ لي .. أو رحمة منكِ ي فتاة ..
سلمت يداك
ما هي إلا لحظة ودخل منه يحمل ندى بذراعه بفستانها الأبيض وذيله النازل منه
ويدها تمسك بها قبعتها وتحدثه مبتسمة تنظر له وهوا ينظر لي مبتسما فأنزلت
نظري فورا وأشعر أنه سيغمى عليا من شدة خوفي وتوثري ومن تأثير المشهد علي
فيبدوا أنهم قد دبروا هذا ليدخلها معه ويرسل بذلك رسالة للموجودين هنا قبلي أنها
جزء منه وكأنها الجسر الواصل بيننا ولن يقطعه شيء بزواجي به , ضغطت قبضتاي
بقوة على الباقة التي كنت أمسكها وانسكبت دموعي عليها رغما عني ليس بسبب خوفي
الذي وصل لحالة الرعب ولا من توتري بل من ظهور أب جديد لندى لن تشعر معه
بفراغ مكان والدها وما كان ليعنيني شيء في الحياة مثلها وقد سبق وجربت موت الأب
وفقدانه وكم تعب إياس وهوا فتى مراهق ليغطي ذاك المكان , وصلت أقدامهما عندي
ويبدوا أنه أنزلها من قبل أن يصعدا وأنا لازلت في حالتي تلك دموعي تتقاطر على
الأزهار البيضاء ويداي ترتجف من بكائي , شعرت به وقف أمامي ويداه أمسكت
ذراعاي برفق ووصلني صوته الهادئ قائلا بهمس " رغد ما يبكيك !
هل أزعجك أحد هنا ؟ "
زادت دموعي وارتجافي ليتحول لجسدي كله وقلت بعبرة ورأسي لازال
للأسفل " كن والدها يا بسام , كن لها الأب الذي فقدته وإن كنت لن
تكون لي الزوج أو تكرهني بسبب الماضي "
لم أشعر حينها سوا بجسدي التصق بجسده ووجهي دُفن في صدره وذراعاه
تطوقانني بقوة وهمس في أذني قائلا " سأكون لك الزوج قبل أن أكون
والدها ولن تجد بي هي إلا أباً لم تحلم به أي طفلة غيرها "
خرجت عبرتي بوضوح ورفعت يدي لطرف سترته وقبضت عليها بقوة
لأسكب باقي الدموع في حضنه فكم كنت عمياء يا بسام وكم كنت غبية حين
رفضتك من أجل غيرك ولو عاد بي الزمن للوراء ما فعلتها لكن ما نفع الندم
الآن , أبعدني عنه وأخرج منديلا من جيبه ومده لي قائلا بصوت مبتسم
" هيا لا تجعلي خالك وشقيقك يقتلانني الليلة "
أخذته منه بيد لازالت ترتجف ورأيت حينا إياس وخالي رِفعت وعمي
يدخلون من ذات الباب وقد نزلت لهم ندى راكضة بمرح واستقبلها
خالي بيديه رافعا لها للأعلى
*~~***~~*
دخلت القاعة أبحث بنظري عن الباب حتى وجدته فبعد إصرار سراب أن
آتي من أجل مظهر خالي وعمتي أمام الناس ولأن دُرر لم تستيقظ بعد كل هذا
الوقت وحين اتصل شقيقها قال أنها لم تنم من ثلاثة أيام فتركناها وقد أتيت
لأكون هنا ولو لبعض الوقت ولو من أجل رغد فهي الوحيدة التي كانت بعيدة
عن كل ما جرى هناك , دخلت من الباب الذي يدخل منه الضيوف ونزعت
عباءتي في الحجرة المخصصة ونظرت لنفسي في المرآة الطويلة ولفستاني
الأزرق القصير وفردت شعري على كتفاي ثم فتحت حقيبتي وعدلت أحمر
الشفاه ثم علقتها مع العباءة ودخلت وما أن خطوت للداخل تراءت لي منصة
العروس , كانت رغد واقفة بفستانها الأبيض ومعها إياس وعمي رِفعت وعمتي
وكان زوجها وعمها مغادران وندي تقف معهم بفستان كوالدتها وذيل وقبعة
وكأنهم يذكروه كي لا ينسى بأنه قد تزوج بالاثنتين معا , كانت تقف أمامي
اثنتان قالت واحدة للأخرى " أنظري لشقيقها ذاك لا يزيده العمر إلا
وسامة , لا أعلم هذا الرجل زوجته كيف تتركه يخرج من المنزل "
ضحكت الأخرى وقالت " لم تسمعي ما سمعت إذا "
اقتربت منهما لأنها بدأت تهمس لها وسمعتها تقول " وقالوا أنهما
متشاجران لذلك تركت منزله ويبدوا سيطلقها فهوا لم يرجعها
حتى الآن ولاحظي أنها ليست مع عائلة العروس "
قبضت على يداي بقوة أنظر لمؤخرة رأسيهما بغيظ والأخرى
تقول " ستوسع مكانا لغيرها إذا فهذا الوسيم لا يفوّت "
نظر حينها إياس جهتنا ويبدوا قد لمحني من تثبيت نظره على
عيناي فعضضت شفتي في حركة لا إرادية وقالت إحداهما
" انظري انظري إنه ينظر لنا "
شهقت الأخرى وقالت مباشرة " ينظر لك أم لي ؟ لنبتسم له بسرعة "
مددت يداي لرأسيهما وضربتهما ببعض ضربة لم تكن قوية لكنها
تفي بالغرض فأبعدتا عن بعضهما صارختان بتألم فقلت ببرود
" عذرا أريد طريقا قبل أن تشقا الرجل لنصفين وتتقاسمانه "
كان الاستياء واضحا على ملامحهما ولم تستطع أيا منهما قول شيء
لكنت بطحتها أرضا , عبرت بينهما أسير بثبات ورأس مرفوع قائلة
" فكرا أولا إن كان سيرضى بأي منكما قبل أن تفكرا في طلاقه "
وسرت وقد عدت بنظري للمنصة حيت كان ينظر لي ويضحك ضحكة
تبدوا خفيفة جعلت البعض يلتفت لي بينما رغد ووالدتها وخالهم منشغلون
ببكاء عمتي ودموع رغد , أزحت نظري عنه ووصلت المنصة وصعدت
فنظرت لي رغد وابتسمت فتقدمت منها وحضنتها وقلت " مبارك لك
يا عروس للمرة الثانية "
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت " ولا تقلديني طبعا "
قلت مبتسمة " لا مانع من التجربة "
حمحم حينها الواقف بجانبها ورغم أني لم أنظر له لكني ألاحظ جيدا نظره
المركز بي والغريب أنه لم يعلق على ضربي للرأسين هناك كعادته حين
ينتهز الفرص ولا عن قدومي وحدي ومؤكد خمن أني جئت بالسيارة
نظرت له نظرة باردة وقلت موجهة حديثي لرغد " إن مر بك شخص
يبحث عن عروس مسترجلة فأخبريني "
ثم التفت لعمتي سريعا قبل أن أسمع تعليقه وباركت لها فقالت مبتسمة
" جيد أنك أتيتِ يا ترجمان لقد أكلت الناس وجهي "
قلت بهدوء يميل للبرود " آسفة شقيقتي تعبت ولم أستطع تركها قبل
هذا الوقت "
شعرت بيد لامست ظهري ولم يكن سوا عمي رِفعت الذي قال
بهدوء " كيف أصبحت دُرر الآن "
هززت رأسي هزة خفيفة وقلت " أفضل "
قال حينها " هيا يا إياس نأخذ شقيقتك لزوجها قبل أن يقتحم
المكان ويسرقها "
ثم نظر لي وقال " وأنتي يا مشاغبة ألا تريدين الذهاب معي للمنزل "
هززت رأسي بلا ثم قلت مغادرة من عندهم " غادر بدوني وخذ ابن
شقيقتك معك ووفر عليه وعلى النساء المزيد من الذنوب "
ثم نزلت متوجهة لوالدة العريس وابنتيها اللتان تقفان بجانبها , باركت لهن
ثم توجهت للباب عائدة من حيث أتيت ليوقفني الصوت الذي ناداني من
خلفي فالتفت لها فكانت سدين ووصلت عندي قائلة " ترجمان انتظري
لنتحدث قليلا أرجوك "
لم أجب بكلمة والتفتّ متابعة سيري فلحقت بي وأمسكت يدي وقالت
" انتظري لتغادري معنا على الأقل وجنبي نفسك وزوجك وعائلته
المزيد من الشائعات "
نظرت لها وقلت ببرود " ولما أجنبكم شيء هوا حقيقة وليس شائعة "
تنهدت بيأس وقالت " ترجمان إياس يحبــ... "
قاطعتها قبل أن تنهي كلامها قائلة " لم يكن هذا كلامك ولا
كلامهم سابقا والآن ما عدت أريده ولا يهمني "
كانت ستتحدث فقلت مغادرة " أنتي تحديدا يا سدين لن أسامحك
وكلما علت مكانة الشخص لديك كلما كان جرحك منه أعمق "
ثم خرجت من هناك من فوري , أنتي تحديدا يا سدين كنتِ الأقرب لي كنتِ
معي طوال الوقت بل وأنتي من زرعتِ فكرة حملها منه في دماغي ولم تكلفي
نفسك عناء إخباري بكل ذلك , هه طبعا ستقف مع شقيقها ولن تعصي أوامره
ركبت السيارة وانطلقت بها بسرعة لأني رأيتهم يركبون سياراتهم ويبدوا أن
سدين وسلسبيل وندى سيركبون مع عمي رِفعت بينما رغد التي لم تخرج بعد
ووالدتها سيغادرون مع إياس ومؤكد ليوصلوها لمنزلها , ما أن اجتزت بعض
المسافة حتى ظهرت سيارته في المرآة الجانبية خلفي مباشرة , ما به هذا فطريقه
ليست من هنا ! زاد سرعته وأصبحت سيارته تسير بجانبي وأطلق منبهها القوي
فزدت من سرعتي وتقدمت تاركة إياهم خلفي فزاد حينها من سرعته ولحق بي ,
ذاك الأحمق يبدوا يتسلى بي ولم يفكر بشقيقته ووالدته اللتان معه في السيارة , بدأ
جنون القيادة يلعب بجزيئات جسدي وزدت السرعة ففعل هوا ذات الشيء حتى
أصبحت سيارته بجانبي مجددا ثم سبقتني قليلا ورأيت عمتي في الخلف واضعة
يديها على رأسها ورغد تبدوا مرعوبة من سرعته وذاك الأحمق يضحك عليهما
فقللت من سرعتي حتى عبرت شارعا آخر ليس من أجله ولا خوفا منه بل من
أجل اللتان معه لكنت علّمته معنى التسابق بالسيارات
*~~***~~*
رن هاتفها في يدي فأفزعني ككل مرة وكان ككل مرة رقم شقيقها , مشكلة
عمي صابر الذي كان يجيب عليه نائم ودُرر لم تستيقظ بعد وإن تركته دون
أن أجيب عليه سينشغل باله عليها ويأتي لها هنا بنفسه , تركت الاتصال حتى
انتهى ثم كتبت له رسالة فيها أنها لم تستيقظ بعد وأن حرارتها وتنفسها معتدلين
ثم وضعت يداي والهاتف فيهما في حجري ونظرت لها وتنهدت بأسى , ما بك
يا دُرر ؟ ماذا حدث معك يا شقيقتي ؟ أنتي قوية الإيمان الصبورة دائما ما الذي
جعلك تنهارين هكذا وبشكل مخيف ! ومن قلق شقيقك عليك وضح لي ما عانيته
الفترة الماضية وأنتي معهم , حتى عم ترجمان لم يخبرها بشيء مفهوم ولا أحد
غير هذه النائمة يملك إجابة عن كل هذه التساؤلات , حركتْ رأسها قليلا فنظرت
لها بتركيز فهل ستستيقظ أم تحلم ؟ كنت سأقف وأتوجه لها لكنها جلست بشهقة
فزع فتوجهت نحوها مسرعة وجلست بجانبها وحضنت كتفيها قائلة
" دُرر تعوذي من الشيطان , هل رأيتِ حلما ما "
تعوذت هامسة عدة مرات ثم نظرت لي باستغراب وكأنها لم تستوعب
بعد أنها أصبحت هنا ثم قالت بهمس " سراب ؟ "
ضممتها بقوة وقلت " نعم يا شقيقة سراب الحبيبة وأخيرا اجتمعنا مجددا "
قالت بهمس حزين " نعم , لقد اشتقت لكما .. اشتقت كثيرا وأحتاجكما "
ضممتها بقوة أكبر ونزلت دمعتي رغما عني , دُرر حبيبتي هل بوجود والدتك
وعائلتك تقولين هذا ؟ هل نحن بتلك الأهمية لديك ؟ بالرغم من كل ما غرسته
فينا تلك العجوز وشقيقها من سلبيات لم يؤثروا بعلاقتنا أبدا , وما مررنا به
واحتياجنا لبعض أكبر دليل فلم تجد أي منا الراحة إلا وهي مع الأخريات
انفتح باب الغرفة حينها ودخلت منه ترجمان وابتسمت ما أن رأتها مستيقظة
وقفزت معنا على السرير قائلة " هل استيقظت الأميرة النائمة أخيرا "
*~~***~~*
تبعتني بنظرها حتى وصلت نافذة الغرفة ووقفت أمامها وقالت هي
بهدوء " أمي لما لم تذهبي أنتي لزواج ابنة شقيقته كنت سأبقى
هنا ولن يحدث لي شيء "
قلت بذات هدوئها ونظري على الحديقة المضاءة " ما كنت سأذهب
وأتركك يا غدير ولا أريد أن يكون أول لقاء لي بعائلته في حفل
الزواج , هذا لا يليق ولا يجوز حتى لمظهره أمامهم "
تمتمت ببرود " وهل الأفضل أن لا تكوني معهم في حفل الزواج
ماذا سيقول الناس عنك وعنهم "
تنهدت بضيق ولم أعلق , أعلم أنها تريد أن تبرر له لأنه اتصل بها هي
ليسألها إن كنا سنذهب ولم يطلب التحدث معي أنا ولم نراه منذ وصولنا هنا
بالأمس وقال أنه مشغول اليوم في الزواج واستقبال الضيوف لكنها مخطئة
فأنا لا ألوم عليه أبدا وأعلم أي ظروف هذه التي تزوجني فيها فسيكون غرضه
فقط تلبية طلب من أواس وإخراجي وابنتي من ذاك المستنقع قبل أن يبلعنا وأنا
موافقتي كانت لذات السبب ( أواس وغدير ) سمعت صوت سيارة وقفت في
الخارج فعضضت شفتي بقوة وكما توقعت قالت غدير " يبدوا عمي وصل
وأنتي هنا وبملابس المنزل "
التفت لها وقلت بصدمة " وبما تريدين أن يراني ! "
غادرت سريرها قائلة بابتسامة " أعلم أنك لن ترضي بأي شيء
ولديا ما سيكون على ذوقك "
سحبتني من يدي دون أن تترك لي المجال لا لأن أتكلم ولا أعترض فما
يريده بي هذا الرجل الذي منذ وضعني هنا لم يسأل عني ؟ وأين أخذها
تفكيرها ؟؟ فتحت الخزانة وفتشت قليلا ثم أخرجت فستانا وضعته على
جسدها وقالت " ها ما رأيك ؟ مناسب أليس كذلك "
نظرت له نظرة شاملة كان يشبه العباءات الأردنية المطرزة برقبة
مفتوحة بشكل مربع وكمين طويلان مطرزان أيضا ويبدوا مشغولا
باليد , قالت ناظرة لي بابتسامة " ما رأيك به ؟ "
تنهدت وقلت " لا أعلم "
أمسكت يدي وسحبتني جهة الحمام قائلة " بسرعة , فها هوا محتشم
وجميل ومناسب رغم أني أردتك أن ترتدي ثوبا قصيرا بحمالات رقيقة "
نظرت لها بصدمة فسحبت معها باب الحمام ضاحكة وتركتني لوحدي
بالداخل و لبسته مستسلمة لواقعي ولا تعلم فيما تورطني ومعها حق عليا أن
أغادر غرفتها هل سأبقى معها الليلة أيضا بلا سبب ومؤكد سيخبرني عن
مكاني هنا لأنتقل له ومؤكد ستكون إحدى غرف الطابق الثاني , خرجت من
الحمام فأمسكت يدي من فورها وسحبتني لطاولة التزيين قائلة " بسرعة بما
أنه لازال في الخارج ولم يصعد بعد "
تنهدت بضيق ثم قلت بصدمة وهي تفك شعري " غدير ماذا تفعلين ؟ "
مشطته سريعا حيث كان طوله لنصف ظهري شديد النعومة وكثيف بعض
الشيء وله غرة من الأمام وقد اعتدت على إمساكه دائما كما إمساك غرتي
قالت وهي تفتح درج الطاولة " لا تعارضي يا أمي رجاءً فحتى الله
حلل هذا , ثم هوا يراك لأول مرة "
أخرجت المكحلة فأبعدت يدها قائلة بضيق " عند هنا ويكفي , ما
سيقوله عني الرجل ؟ فرحت فوق اللزوم "
نفضت يدها وقالت بتذمر " أمييييي "
قلت بحزم " ولا كلمة ... لست صغيرة لفعل كل هذا ولا داعي له "
رمتها في الدرج قائلة بأسى " لا بأس هذه المرة وهيا اذهبي قبل
أن يصعد ولا يجدك "
تنهدتُ باستسلام وخرجت من عندها , تلك الحمقاء تطبق أفكار سنها عليا أنا
فلو كانت في عمري ووضعي ما قبلت بكل هذا من البداية , سمعت صوته يقترب
من باب المنزل فرفعت الفستان بيداي وصعدت السلالم مسرعة حتى وصلت غرفته
ودخلتها وأغلقت الباب خلفي أشعر بقلبي سيخرج من قوة ضرباته المتسارعة
توجهت للسرير وجلست على طرفه وأشعر أني في مأزق وندمت على قدومي هنا
لكن التراجع الآن أصبح مستحيلا فها هوا صوته يقترب متحدثا في هاتفه وها قد
جنيتِ على نفسك يا خديجة ولا أستبعد أن يطردني من غرفته لذلك عليا أن أقولها
له قبل أن يتحدث هوا ويهينني , سأخبره أني سأخرج من نفسي وأخذ غرفة هنا كي
لا تلاحظ ابنتي شيء , انفتح باب الغرفة ببطء ويبدوا أنهى مكالمته ليتوقف تنفسي
تماما وأنا أراقب الذي دخل منه بهدوء بشخصيته الصلبة وطوله وبياضه الغريب
وشعره المختلط سواده بالبياض وعينان مال لونهما للرمادي وكأن شعره عكس
عليهما وملامحه التي لا تدل على عمره أبدا , نعم كيف نسيت فأنا سبق ورأيت
ابن شقيقته صديق أواس ورأيت شقيقته في زواج أواس من وجد وشكله مثلهما
تماما فمؤكد شقيقته ستكون تشبهه وابنها يشبه خاله , شبكت أصابعي ببعضها وقد
انعقد لساني وتجمدت عيناي على وجهه ولم أعرف ما أقول وتسمر هوا مكانه
ينظر لي بصدمة ولا أستغرب ذلك منه فمؤكد يعدها وقاحة مني أهجم عليه في
غرفته وكأني أقول له لم تطلبني أنت فجئت بنفسي , شعرت بفظاعة ما فعلت
وخجلت من فعلتي لكن الأمر ليس بيدي فما سأقول لابنتي التي تعيش معي
في نفس المنزل , أنزلت رأسي للأسفل أنظر لأصابعي المرتجفة بتوتر
لحظة إغلاقه للباب فأغمضت عيناي بقوة أنتظر سيل شتائمه الصارمة
التي سيرميني بها وأوامره العسكرية التي سيلقيها على مسمعي
*~~***~~*
نظرتُ لها بصدمة وهي تمسح دموعها وقلت " كل هذا مررتِ به يا
دُرر !! أي معاناة هذه التي عشتها ؟؟ "
قالت ترجمان بحماس " يا لها من مغامرة مثيرة وصلت لأن تري فيها
الوزير , آخ لو كنت معك فقط "
نظرت لها بتحذير فقالت ببرود " أعني الجانب الحماسي منها "
ثم نظرت لدُرر وقالت " والآن كيف اختفى زوجك ذاك وما سر كل هذا "
عادت لمسح دموعها وقالت ببحة " هذا ما جئت لأفهمه وأجد الجواب عليه "
قلت بهدوء " وما خطوتك القادمة ؟ "
نظرت للأسفل وقالت بحزن " سأسأل كل من يقرب له ويعرفه لعلي أجد
ولو معلومة عنه وإن اضطر بي الأمر أن أحاول مقابلة الوزير فهوا
كان معه ومؤكد يعلم بكل شيء "
قالت ترجمان من فورها " وكيف ستقابلينه يا معدومة فهذا وزير
الداخلية أي يخشون عليه حتى من الذباب أن يقترب منه , لو كان
وزير المجاري لقلت ممكن "
نظرت لها وقلت ببرود " ومنذ متى كان للمجاري وزيرا يا غبية "
قالت بابتسامة واسعة " أقصد الصرصور يا جبانة "
هززت رأسي بيأس منها وقلت " ليس وقت مزاحك يا ترجمان
راعي مشاعر شقيقتك وحزنها على الأقل "
قالت بحماس " ولما الحزن والكدر سنجده بالتأكيد مادام حيا
ولن نتوقف عن البحث عنه "
نظرت حينها دُرر لكل واحدة منا وقالت " حقا ستبحثان معي ؟ "
أمسكت يدها بيداي وقلت مبتسمة " بالتأكيد يا دُرر ولن يهنئ لنا
بال حتى نجده فلا تقلقي "
ظهر شبه ابتسامة طفيفة على ملامحها الحزينة المتعبة وقالت ترجمان
" سنبدأ بعمي أولا فعليا خنقه وهزه حتى يُخرج الحروف ويقول ما
لديه ثم الأحمقان صديقاه "
قلت ناظرة لدُرر " ومن غيرهم قد يفيدنا تعرفيه يا دُرر ؟ "
قالت من فورها " هناك والده وعمته أيضا قد يكونا يملكان شيئا يفيدنا
ومن عملوا عنده ومعه , وقصي شقيقي لديه أشخاص في المخابرات
يعرفهم هنا وسيساعدوننا كثيرا "
قالت ترجمان " جميل يعني مشوارنا لن يكون طويلا بما أن شقيقك
له معارف من تلك الفئة الجاسوسة المتخفية "
خرجت ضحكتي رغما عني وقلت " لو سمعك أحدهم لقطع لسانك "
قالت ببرود " ولينكروا أن كلامي صحيح وأنهم متنكرين
دائما وجواسيس "
قالت حينها دُرر بعبرة تدحرجت معها دمعتها " ماذا إن لم أجده ؟
كيف سأعيش حياتي بعده ؟ "
ضممتها لحضني وقلت بحزن " سنجده يا دُرر توقفي عن تعذيب
نفسك يا شقيقتي "
تمسكت بي وقالت ببكاء " أخشى أن جدي السبب , مؤكد أنه وراء
اختفائه فلن يتركني أواس أبدا أعرفه جيدا "
ضممتها أكثر ماسحة على شعرها وقلت " دُرر لا تفقدي إيمانك القوي ذاك
لا تجعلي الشيطان يلعب بك يا شقيقتي وكوني دُرر القوية التي نعرفها "
ابتعدت عن حضني وقالت " وأنتما أخبراني ما حدث بعد سفري "
تنهدت وقلت " حالنا من حالك "
قالت ترجمان بضيق " ليس مثلها قطعا فهي وجدت فيه الزوج المحب
وترك لها مالا كثيرا أما أنا وأنتي فلم نجني منهما شيئا , أنا لا شيء
لديه وأنتي أخسرك كل ما لديك "
نظرت دُرر ليديها في حجرها وقالت بحزن " على الأقل موجودان
لا تتخليا عمن تحبان أبدا يا شقيقتاي "
نظرت لترجمان بنصف عين وقلت " قوليها لهذه التي اكتشفت أنه
ليس متزوجا وفعل ما فعل لأنه يحبها ويريدها أن تتصدق عليه
بذرة مشاعر "
قالت دُرر بصدمة " لم يكن متزوجا !! "
قالت ترجمان حينا ببرود " لا ... ذاك الكاذب لن أنساها له أبدا "
ثم ضربتي على رأسي وقالت " وتحدثي عن نفسك أيضا "
قلت ببرود " لا شيء عندي ولا جديد "
قالت من فورها " بلى لديك "
ثم نظرت لي نظرة شامتة وقالت " لقد قتل حبيب القلب مواشيهم
وأبقارهم وأحرق المحاصيل وأقفل المصنعين ثم اقتسم بقايا دماره
بينهما ولم نره بعدها فقد فعلها وهرب "
نظرت لي دُرر وقالت بصدمة " حقا فعلها !! لكن لماذا ؟ "
نظرتُ لترجمان وقلت بضيق " هي لا ينقصها هموم لتحكي
لها عن مآسينا "
قفزت عليا وخنقتني وقالت " اعترفي أنك لا تتحملين فيه شيئا
وتدافعين عنه في داخلك "
قلت محاولة خنقها أيضا " بل أنتي التي اعترفي بذلك "
ولم أتخلص منها إلا بصعوبة وبدفعة قوية كادت أن توقعها من السرير
وأنا أضحك عليها وهي تحاول التشبث كي لا تقع فقالت دُرر مبتسمة
" كم اشتقت لجنونكما هذا "
قفزت عليها وضممتها وقلت " وأنا اشتقت لك كثيرا "
قفزت علينا ترجمان أيضا وقالت حاضنة لنا " وأنا يا غبيتان
اشتقت لكما كليكما "
ضحكت وقلت محاولة دفعها عنا " من يسمعك لا يصدق أنك
معي من مدة "
*~~***~~*
ما أن وصلنا كان بسام وأشقائه ويبدوا البعض من أصدقائهم أمام المنزل
وضعاني أمي وإياس هنا في منزله وغادرا وتركاني للتوتر والخوف جالسة
في الغرفة المفتوحة على وسط المنزل , كان منزلا بسيطا صغيرا وجميلا
فيبدوا وضع فيه كل ما يملكه , كانت الغرفة واسعة وفيها بابان لكني لم أجرؤ
على فتح أي منهما فواحد حمام بالتأكيد لكن الآخر ما سيكون ؟؟؟ مسحت دمعة
تسللت من رموشي حين تذكرت ندى فلأول مرة أبات بعيدا عنها وكم أخشى أن
أكون ظلمتها بكل هذا فهي معتادة على النوم في حضني وعلى وجودي قربها
طوال النهار وأنها من أولويات اهتماماتي وكم أخشى أن يؤثر هذا فيها فأنا في
صغري رغم أني كنت في العاشرة وأكبر منها لم أتخيل أن تتزوج والدتي وتنشغل
بغيرنا وأن يشاركنا رجل غريب في حنانها ووقتها واهتمامها وأن تنام بعيدا عن
حضن تؤماها الصغيرتان , انفتح باب المنزل فوقفت دون شعور مني وبدأت
بقبض يداي في بعضهما بتوتر ونظري على باب الغرفة وأنا أسمع صوت
إغلاقه للباب وتصلبتُ مصدومة حين سمعت الصوت الطفولي الذي
أعرفه جيدا يقول " لم تكن واحدة بل اثنتان "
ثم صوت بسام قائلا " بل واحدة "
قالت حينها بضيق " بل اثنتان "
وصوت ضحكته الهادئة قائلا " حسنا اثنتان لا تغضبي "
ندى !! ما الذي جلبها هنا وهي غادرت مع أمي وسدين ؟؟ وقد أصرت والدتي
أن تبقى لأيام عندها إن لم تبكي وتتعبها كي لا نضايق الرجل وهوا متزوج للتو
دخل من باب الغرفة ويدها في يده ويمسك باليد الأخرى قبعتها فركضت نحوي
من فورها فنزلت لها وحضنتها فقالت ضاحكة " أمي أنتي هنا أيضا ؟ "
لم أستطع إمساك ضحكتي وقد سمعت ضحكة بسام الهادئة وهوا يغلق
باب الغرفة ثم قال " لم تصدق أنك هنا حتى رأتك بعينها وأنا من
اعتقدت أني مهدت لها الأمر من مدة "
ابتعدت عن حضني ونظرت لي وقالت " هل سنعيش هنا حقا ؟"
رفعت لها خصلات غرتها خلف أذنها وقلت " هل بكيتي وأزعجتهم
ليحضروك هنا ؟ "
هزت رأسها بلا فقلت بتحذير " ندى من يكذب يضعه الله في النار "
هزت رأسها بلا بقوة واقترب بسام قائلا " هي صادقة أنا من
أصررت على أن تنزل "
وقفت على طولي وكنت سأتكلم فقال رافعا لها وهوا يجلسها على
السرير " لن تنام بعيدا عنك يا رغد ووجودي في حياتكما
لن يغير فيها شيئا "
طارت الحروف من لساني ولم أعرف ما أقول وامتلأت عيناي بدموع
وأنا أنظر لملامحه وهوا يتحدث مع ندى مختصمان في ذات موضوعهما
السابق ويضحك من تضايقها وكلماتها الغاضبة , مسحت عيناي بقوة حين
قال وهوا يخلع لها حدائها الأبيض " باب الحمام على يدك اليمين
مؤكد متضايقة من الفستان "
تحركت حينها وسحبت حقيبتي الصغيرة وأخرجت منها الفستان الذي جهزَته
لي سلسبيل ودخلتُ للحمام استحممت وقد اختلطت المياه بدموعي ولست أعلم
دموع فرح لمعاملة بسام التي لم أتوقعها حتى أنه حرم نفسه من أن يقترب مني
وابنتي تشاركنا المكان أم دموع ندم على سوء اختياري من البداية وكم أحمد الله
أني لم أراه زوجا لأخرى يعاملها هكذا , ليس لمشاعر أحملها له لكن سيشعرني
ذاك بحجم ما فقدت , خرجت من تحت المياه سريعا كي لا تنتفخ عيناي ويلحظ
ذلك ويضنني نادمة على زواجي به , جففت جسدي وشعري ثم لبست الفستان
أشده للأسفل حيث كان فوق الركبتين بشيء بسيط جدا وبدون أكمام , جففت شعري
بمجفف الشعر المعلق هنا وبسرعة ثم مشطته للخلف حيث كان طوله لنهاية ظهري
خلاف شقيقتاي , وصلت للباب وتنفست بقوة عدة مرات أشد الفستان للأسفل من
جديد أستمع لصوت ضحكهما معا , فتحت الباب ببطء وخرجت وتذكرت حينها
أني لم أضع أحمر شفاه ولا كحلا في عيناي فيبدوا أنه كُتب لبسام أن يعيش ليلة
مختلفة عن كل الرجال الذين يتزوجون , نظرت بصدمة حيث كان فستان ندى
مرميا على الأرض وهوا يغلق لها أزرار بيجامة يُلبسها لها لم أرها سابقا وليست
من بيجاماتها التي تلبسها عادً , نظرت ندى لي حيث كان هوا يوليني
ظهره وقالت مبتسمة فاتحة ذراعيها " أنظري ماما .. جميلة "
التفت حينها بسام ونظر لي نظرة شاملة فنظرت للأسفل وعدت للّعب
بأصابعي فوقف وقال " تعالي لتقيمي عملي فهذه أول مرة البس
فيها طفلة "
نظرت لندى وتقدمت منها ثم نزلت عندها وقلت ضاحكة
" البنطلون مقلوب , رأس الدب يفترض أن يكون في الأمام "
سمعت ضحكته من خلفي وقال " لم أعرف في أي اتجاه سيكون
وحين سألتها قالت في الخلف "
قلت مبتسمة وأنا أنزعه لها " هذا لأنها تطلب دائما أن تلبس
بيجامتها وحدها ودائما تلبسه مقلوبا "
قال بضحكة " لذلك خدعتني إذاً "
ألبستها البنطلون وأوقفتها على السرير ووقفت أيضا أعدله لها فارتجف
جسدي بقوة حين شعرت باقترابه خلفي ويده لامست خصري وهمس
قائلا " لا تضعي شيئا على وجهك أريدك هكذا كما عرفتك كل حياتي "
ثم ابتعد وقال متوجها لباب الغرفة " سأجهز العشاء , أنهي لباسها والحقا بي "
*~~***~~*
بقيت لوقت أحدق في الجالسة على طرف سريري وبصدمة , هل هذه عمته
التي تزوجتها !! هل هي حقا أم أنها واحدة أخرى ؟ هذه ليست كما تخيلت ولا
نصف ما في مخيلتي عن عمرها ! نظرت نظرة شاملة لجسدا المتناسق مع لباسها
المخصر فهذه الأنواع من الفساتين لطالما كانت تعجبني فهي تعطي المرأة هيبة
عمرها وتشعرك بأصالتها , نظرت لوجهها للعينين الواسعة والرموش الكثيفة
المنسدلة للأسفل وللبشرة الصافية والشفاه الممتلئة قليلا , هذه أجمل حتى من ابنتها
لم يخبرني ابن شقيقها أنها صغيرة وجميلة , حمحمت موقظا نفسي مما أنا فيه
وأغلقت الباب بإدارة يدي خلف ظهري ونظري لازال على شعرها البني شديد
النعومة المحتضن لكتفيها , رِفعت هل هذا ما كنت تبلبل به لنفسك بأنك ستفصلها
عنك وأنها لن تكون هنا إلا لتبتعد عن منزل شقيقها وتنقد ابنتها من والدها وزوجته
أين طار كل ذاك يا أحمق يا عقيد يا من قررت أن لا تشاركك امرأة غرفتك بعد
زواجك السابق , تأففت من نفسي ومن أفكاري فوقفت الجالسة هناك من فورها
وقالت ببحة وتوتر " آسفة سأخرج حالا لا تفهم وجودي بشكل خاطئ "
ابتسمت أمسح طرفي شاربي الخفيف بأطراف أصابعي ثم توجهت لطاولة التزيين
أخلع ساعتي فقالت بصوت منخفض " أعلم بظروف زواجك بي ويمكنني
أخذ غرفة وحدي وأعدك لن أضايقك أبدا فقط كي لا تلاحظ ابنتي "
أخرجت هاتفي ومحفظتي أضعهم على الطاولة موليا ظهري لها لكانت رأت
ابتسامتي فهذه المرأة تبدوا خائفة مني فهل أنا وحش لهذه الدرجة , التفتُّ لها
بسرعة وعقدت حاجباي وقلت بجدية وحزم " والمطلوب مني الآن "
كدت أضحك عليها حين ارتجف جسدها وقالت بدون تركيز " سأفعل ما تريد
سأكون خادمة لك أيضا فقط أبقي ابنتي معي وبعيدا عنهم "
انفجرتُ حينها ضاحكا على نظراتها المصدومة لي ثم قلت " ضننت أن هذه
الفكرة يأخذها عني ابنة شقيقي وبنات شقيقتي فقط وليس الجميع "
بقيَت تنظر لي بذات صدمتها ليظهر لون عينيها البني فقلت مبتسما
" من قال لك عني أني وحش ومتوحش سامحك الله "
قالت بعدم استيعاب " ظننتك رافضا لوجودي هنا ومجبرا
من أجل أواس "
ماتت ابتسامتي ما أن ذكرت اسمه وتنهدت بحزن ثم توجهت نحوها
أمسكت يدها وقلت " تعالي لأريك غرفتك هنا "
توجت بها للباب تسير معي منصاعة لكن وجهتي لم تكن باب الغرفة
بل بابا حمامها وفتحته وقلت " غيري ملابسك بشيء يمكنك النوم فيه
أم ستنامين معي بهذا الفستان "
*~~***~~*
صعدت للأعلى وفتحت باب الغرفة فكانت مظلمة تماما وترجمان نائمة
مولية ظهرها فأغلقت الباب وتوجهت لسريري ودخلته استلقيت وغطيت
جسدي وقلت ناظرة لها " ترجمان هل نمتِ ؟ "
قالت بصوت منخفض " ليس بعد , هل نامت دُرر ؟ "
قلت من فوري " لا .. تركتها تقرا في مصحفها وتعرفيها حين
تمسكه لا تتركه قبل ساعات "
لم تعلق فقلت بحزن " كم هوا صعب ما مرت به , ليثه بيدنا شيء
نفعله لترجع ابتسامتها الصادقة النقية تلك "
تنهدت بقوة ولم تتكلم فقلت " شقيقها لم يتركها حتى أقسمت له أنها بخير
ووالدتها حدّثتها مرتين وفي كل مرة تصر أكثر من سابقتها أن تقسم لها
أنها بصحة جيدة وليست في المستشفى "
قالت بهدوء " جميل أن يكون لك عائلة , أليس هذا ما تريدين قوله "
قلت بتذمر " وأنكري أنك لم تفكري مثلي "
قالت بنبرة فيها بعض الحزن " وأنتي لديك والدتك "
ابتسمت بألم وقلت بسخرية " والدتي التي لم تسأل عني منذ ذاك
اليوم ولم تفكر حتى أن تتصل بي "
قالت من فورها " أنتي من طردتها من حياتك "
تأففت وقلت " لنغير الموضوع "
ومسحت عيناي بقوة كي لا تنزل دمعتي فقالت ترجمان " ما يحيرني
كيف اختفى هكذا ولا أحد يعلم أين ولا حتى دُرر ولا عمي رِفعت ؟ "
قلت بحيرة " أمر يصعب فهمه وتفسيره لكننا لن نترك جهدا
حتى نعرف أليس كذلك ؟ "
قالت بصوت مبتسم " نعم مادام لدينا سيارة "
قلت ببرود " أجل فهذا مناك أنتي , ألا تخبريني كيف سكت عنك
زوجك وهوا من يمنع شقيقاته من القيادة "
قالت ببرود مماثل " لم أفكر في السبب ولا أريد معرفته "
قلت بمكر " كاذبة "
قالت بتهديد " سرااااب "
ضحكت وقلت " سأقول ما لدي وافعلي ما يحلوا لك "
قالت باستياء " سأخنقك وأقتلك وها قد حذرتك فاحتفظي بما
لديك في جوفك "
تجاهلت كل ما قالت وقلت " ألم تلاحظي أنك لم تقولي لدُرر كعادتك
أنه لا يستحق وأن الرجال خونة وأن الحب أكذوبة وأنها ستخسر
مادامت تتبع مشاعرها و.... "
قالت مقاطعة لي " سراب نامي خيرا لك "
قلت أمسك ضحكتي " لما لا تعترفي أن نظرتك للأمر برمته
تغيرت , لا بأس أن تفتحي قلبك وتتحدثي لا عيب في ذلك "
قالت من فورها " لا يستحق "
لذت بالصمت ولم أعلق فيبدوا أني ضغطت الزر وستتحدث أخيرا
قالت بعد قليل " أن تحملي مشاعر لشخص شيء وأن تذلي نفسك وأن
يستغل هذا الأمر وأن يجرحك من أجل الحصول عليه شيء آخر "
قلت بهدوء " حسنا لو فرضنا أنه لم يكن يكذب وتزوجها
حقا هل كنتِ ستغفرين له ؟ "
قالت من فورها " إن طلقها "
قلت بضحكة صغيرة " كم تغيرتِ يا ترجمان فحتى الردود
من دون تفكير لم تكن عادتك "
قالت ببرود " لم أكن أعلم أني نائمة تحت مجهرك "
قلت مبتسمة " ألم تفكري في أن حقيقة أنه لم يتزوج أفضل من
أن يكون تزوجها حقا حتى إن فكر في تطليقها من أجلك "
قالت بسخرية " لا ... الفرق شاسع فأن يكون تزوجها حقا فمبرره أننا مررنا
بفترة فتور ومشاكل وأي رجل سيفكر بذات الطريقة وذاك طبع الرجال جميعهم
يحاولون إيجاد البدائل لا حل المشكلات , وأن يطلقها فيما بعد من أجلي فمعناه
الكثير أن يكون ندم أن يكون اكتشف مميزاتي أن يكون اكتشف مكانتي لديه لكن
أن تكون لعبة من البداية فهذا كارثة يا سراب , هذا معناه استغفالك واللعب بك
وسلبك الشيء رغما عنك والسخرية منك أيضا , لا أحب اللف والدوران
تعرفيني جيدا "
قلت مباشرة " لكنك بذلك أحببته , ألم ينجح بما فعل ؟ "
قالت بنبرة متألمة أكثر من كونها ساخرة " لا أبدا وهذه مشكلته
يظن نفسه بما فعل فقط جعلني أحبه "
رمشت باستغراب ثم قلت " ومتى إذا ؟ "
قالت بعد صمت " من وفاة زوج شقيقته من قبل انتقالنا للمزرعة بفترة
بسيطة منذ رأيت فيه الرجل الذي لا يحاول أن يكون قوّاما على شقيقاته
بالطريقة الخاطئة التي فهمها البعض , رأيت كيف كان يضع نفسه أُما وأبا
لهن وعلمت أن ترك شقيقاته لما يرفضه ليس تحكما وتسلطا منه بل من حبهن
له فعلن ذلك ومن خوفه عليهن فعل ما فعل , وبعد انتقالنا للمزرعة رأيت
فيه أكثر الرجل المستعد لتحمل مسئولية أي شيء "
كنت أحدق فيها باستغراب وحزن والكثير من المعاني فهذه أول مرة في حياتي
أرى ترجمان تفتح قلبها وتتحدث , ظننت أن ذاك كسب حبها بزواجه بتلك الروسية
ولم أتخيل أن تكون نظرت له بتلك النظرة وأن ذاك ما أعجبها فيه , صحيح أننا في
مجتمع أصبح فيه الرجل يهوى فرض سيطرته والتحكم بالمرأة ليس لسبب سوا أنها
أضعف منه وتحت جناحه لكني لم أتخيل أن تكون ترجمان تنظر للأمر من هذه
الناحية , قلت بهدوء " ولم تتغير نظرتك له أنتي مجروحة منه فقط أليس كذلك "
قالت بجمود "سراب نامي "
قلت بتذمر " دعينا نتحدث أنا لا أشعر بالنعاس "
قالت من فورها " تحدثي في أمر لا يخصه إذا "
لويت شفتاي وقلت " على الأقل هوا لحق بك في ذاك المنتجع وحاول
التبرير عما فعل أنا لم يفعل ذاك الأحمق شيئا سوا قول أنه ينتظرني
وأنه عليا أن أعود وكأني سافرت للقمر "
قالت بسخرية " لأنك غبية طوال حياتك "
نظرت لها بضيق فانقلبت جهتي وقالت قبل أن أتحدث
" هوا يريد سراب التي عرفها هناك "
قلت بألم " تلك قتلها للأبد وخسرها , فليكون هوا معي آسر الذي أراه مع
العائلة التي ربته وليفكر لمرة واحدة أن يعتذر عما فعل معي ثم يبحث
عن سراب القديمة وسيجدها ظهرت من نفسها "
قالت من فورها " صحيح لما لم يشرح لك سبب تدميره لثروتكما "
تنهدت بأسى وقلت " اسكتي يا ترجمان فكلما فكرت في ذلك الأمر
أشعر بقلبي يحترق "
قالت بحيرة " ألم تفكري أنه يريد بذلك بيع حصتكما لبعض ؟ "
قلت بتفكير " لا أعتقد فأنا سبق وعرضت عليه الأمر ولم يوافق "
قالت بعد قليل " إذا أراد أن تعودا كما كنتما معدومان "
قلت بضيق " وهذا ما أخشاه أن يكون يريد إرجاعي تحت جناحه
أحتاجه حتى في جرعة الماء "
تأففت وقالت " نامي هيا هما نائمان ويحلمان ونحن نتحدث
عنهما , كم أكره هذا "
ضحكت وقلت " قد يكونا مستيقظان "
انقلبت للجانب الآخر مولية ظهرها لي مجددا وقالت " أعلم فيما
تفكرين ولن أقبل التحدي "
قلت أكتم ضحكتي " لأنك ستكونين الخاسرة كالمرة السابقة "
لم تعلق فقلت بهدوء " لا تعجبينني الليلة يا ترجمان , هل رأيته
حين ذهبتِ هناك ؟ "
قالت بشيء من السخرية " بل رأيت النساء الآتي ينتظرن أن
يطلقني لتأخذ إحداهن مكاني "
قلت بصدمة " ماذا ؟؟ "
تأففت وقالت " نامي يا سراب لقد رفعتِ ضغطي من جميع جوانبه "
*~~***~~*
تناولنا العشاء معا وندى طبعا تجلس بجانبه يطعمها بيده وأحاديثهما لا
تتوقف وقد أضحكاني حتى تعبت بسببهما ثم وقف ورفعها من ذراعيها
قائلا " سنغسل يدينا الآن وننام فورا "
قالت وهما يبتعدان " تحكي لي حكاية "
فعضضت شفتي بإحراج فهي معتادة على أن تنام على حكاياتي ليلا
قال بضحكة وهوا يدخل بها للحمام " وأنام قبلك طبعا "
لم أستطع كتم ضحكتي ثم وقفت وبدأت بإدخال الأطباق والأكواب للمطبخ
وغسلتها ونظفت الطاولة ورتبت كل شيء مكانه ثم عدت للغرفة فكانت نائمة
معه على السرير ويحكي لها عن وحش هجم على المدينة والناس تريد إمساكه
وهي تمسك فمها بيدها بخوف وهوا يحرك يديه ويصف حركات الوحش فقلت
بضحكة " بهذا لن تنام الليلة وستستيقظ تصرخ طوال الليل "
فبدأ بدغدغتها وهي تضحك , جلست معهما على السرير حيث كانت ندى
نائمة في وسطه وبسام مستلقي بجانبها يسند رأسه بيده متكأ على مرفقه
فاتكأت على ظهر السرير أنظر لهما وهوا يلعب بأصابعها الصغيرة في
يده ويتحدث معها قائلا " وبهذا أصبح بسام والد ندى الصغيرة الجميلة "
قالت من فورها " لكن ماما أخبرتني أن بابا ذهب للسماء "
قبّل جبينها وقال " نعم وأعطاك الله واحدا غيره وهوا أنا فنادني
بابا أو غضبت منك "
ضمته بقوة وقالت " أجل أنت بابا لأنك أصبحت تنام معنا هكذا "
مسحت دمعة نزلت رغما عني فبسام أشعرها حتى بالأشياء التي غفل
عنها والدها سابقا , قال بضحكة " جيد تفسير منطقي للأمر ولا
خوف من أفكارك "
ثم أبعدها عنه ومسح على شعرها قائلا " هيا نامي وأخبري ألماستي
تتوقف عن ذرف اللآلئ من عينيها فقلبي لا يحتمل رؤية ذلك "
مسحت حينها عيناي بسرعة مبتسمة وهوا لازال ينظر لها واستمرا
على حالهما ذاك حتى استسلمت ندى للنوم رغم مقاومتها له من وقت
فجلس حينها ونظر لي وقال مبتسما " هل تستيقظ ابنتك ليلا "
نظرت ليداي في حجري وقلت بارتباك " في العادة لا لكن بعد
حكايتك تلك لا أستبعد "
قال بضحكة " وماذا عن تغطية رأسها باللحاف "
شعرت أن حرارتي ارتفعت من الخجل ولم أجب فوقف وحملها فنظرت
له باستغراب وقال وهوا يتوجه بها للباب المغلق في الغرفة " افتحي لي
باب غرفتها إذا فيبدوا علينا طردها من هنا "
وقفت حينها مستغربة من أمر هذه الغرفة وفتحت الباب لأفاجئ بغرفة أطفال
بجميع تجهيزاتها ودخل هوا على نظراتي المندهشة لكل شيء فيها وقال وهوا
يضعها على السرير " سنترك الباب مفتوحا والغرفة مصممة أن تضاء ما
أن تُنزل قدميها من السرير وسنعلم أنها ستخرج لنا حينها "
نظرت للأسفل أدس خصلات شعري خلف أذناي ثم غادرت الغرفة سريعا
ووقفت عند سرير غرفتنا حتى سمعت خطواته خارجا من غرفتها ووصل
عندي وشعرت بيديه على كتفاي ثم لفني جهته ينظر لوجهي مبتسما فخفضت
نظري بحياء فأمسك وجهي بيديه وقال " كم أتمنى أن أسعدكما يا رغد "
نزلت دمعتي من فورها وقلت بعبرة " أنا آسفة يا بسام كم كنت ظالمة
معك وكم أخطأت حيــ... "
وضع أصبعه على شفتاي وقال " لا نريد حديثا عن الماضي
يا رغد اتفقنا "
هززت رأسي بحسنا دون كلام فشدني لحضنه برفق وقال بهدوء
" ما يهم عندي أني فزت بحبيبة طفولتي ولا يوجد أحد لا يخطئ
في بعض قراراته واختياراته يا رغد "
ثم شعرت بسحّاب الفستان يفتح من الخلف على صوته قائلا
" تلك الغرفة هل تصدقي أنها من منزل جاري ولم تكن ضمن المنزل "
دسست وجهي في صدره ولم يعد بإمكاني إدراك شيء بسبب ملمس أصابعه
على ظهري وكل ما أفكر فيه وأحاول إقناع نفسي به هوا إسعاده الليلة كما
أسعدني وأسعد ابنتي , هذا فقط ما عليك فعله يا رغد لتكافئيه ولو قليلا
*~~***~~*
نظرت للبحر في الأسفل تحت الجسر الذي نستند عليه بمرفقينا وقلت
" ألم تجد مكانا غير هذا في هذا البرد والليل "
قال بهدوء " أين مثلا ؟ منزلي لا أحد فيه الليلة فسدين وأمي لدى
سلسبيل وبعد إصرار منها أخذتهما معها وأنا لا أريد التواجد فيه
الليلة بالتحديد ومنزلك بعيد عن مكاننا الآن "
نظرت له وقلت " وهذا حالك طبعا كلما تزوجت إحدى شقيقاتك
وخرجتْ من المنزل "
أنزل رأسه للأسفل وقال بحزن " لو الأمر بيدي ما غابت واحدة منهن
عن عيني ورعايتي أقسم أنهم يخرجوهن من قلبي كالشوكة من الصوف "
نظرت للأفق وقلت " معك حق فبنات عمي صابر رغم أنهن لسن شقيقاتي
لا أتخيل فكرة أن يكنّ يوما مع رجال آخرين ولا يحتجنني ولا يطلبن الشيء
مني أنا فلك أن تتصور سعادتك بسماع طلباتهم واحتياجهم لك "
ضحك ضحكة خفيفة ورفع رأسه وقال " ثم ستجد نفسك في مطاردة عشر
رجال هذه أبكاها وهذه تشاجر معها وهذه أغضبها وتتمنى أنها بقيت في
منزل والدها فقط لترتاح من مشاكلها "
قلت بضحكة " وهذا أجمل ما في الشقيقات لا يجعلنك تنساهن أبدا "
نظر لي وقال " وما أمورك مع زوجتك وما قررت ؟ "
ماتت ابتسامتي وعدت بنظري للأفق وقلت بشرود " لا شيء حتى الآن
وبما أن زوجتك أصبحت معها فأعلم مصيرنا جيدا "
قال بضيق " ما قصدك بهذا ؟ "
نظرت له وقلت " اغضب كما تشاء لكن الحقيقة واحدة زوجتك شخصيتها
قوية لا تقبل أن ترضخ لأحد ولا تحب ذلك لغيرها وأنت تعلم أي مكانة
تحملها كل واحدة منهن للأخرى "
عاد بنظره للبعيد خصلاته القصيرة تتطاير مع الريح وقال " أتعلم ما
خطأنا يا آسر ؟ وأراك لازلت تستمر عليه "
لم أعلق فنظر لي وتابع بهدوء " نحن لم ننظر لهن بواقع الماضي الذي
عشنه , أردناهن كما نتمنى كما نريد ولم نراعي شيئا ولا أحدا وكلامك
الآن عن زوجتي أكبر دليل "
دار بعدها ناحيتي وقال بجدية " هؤلاء الثلاث فتيات يا آسر يشبهن ثلاث
زهرات زرعن في مستنقع وحل وكان عليهن أن يقاومن ليعشن فيه دون أن
يلوثهن وأصبحت كل واحدة تحاول أن تلعب دورا مهما في إنقاذهن من هناك
فكانت زوجتي القوة والحامي لهن واتخذت من شجاعتها درعا للحماية ومن
صغرهن بينما زوجتك فكرت أنه عليهن الخروج من هناك عليهن الابتعاد ولم
تجد وسيلة سوا المال سوا الهرب مع زوج والدتك وليس من أجلها بل من أجل
ثلاثتهن أما زوجة أواس فكانت تحاول توفير ما سيحميهن من الخطأ من اللجوء
للطرق البشعة لجلب المال واحتياجاتهن , لذلك فكرت زوجتك في البحث عن
زوج ثري ولم تفكر في سلك طريق الرذيلة لتحصل عليه بينما عاشت زوجتي
ترى أنها لا تحتاج لمن يحميها بل هي من تحميهن وكذلك زوجة أواس كرست
نفسها لتوفير كل ما سيحتاجونه وبالحلال "
نظرت للأسفل وقلت بهمس " أواس !!!.. ماذا حدث معه يا رجل "
قال من فوره " لا أعلم ؟ كنت أضنه مسافرا ولم أعلم عن كل ذلك إلا
منك وقد ذهبت لمنزله أكثر من مرة وبلا فائدة وحتى والده لا
يعرف أين يكون "
رفعت رأسي ناظرا لعرض البحر المظلم وقلت بحيرة " حتى محلاته
جميعها مغلقة ومعرضه أيضا , لا أفهم السبب والأغرب أن زوجته
ليست معه وزوجته الأولى مختفية أيضا "
تنهد بحيرة ولم يتحدث فنظرت له وقلت " وماذا قررت أنت بشأن
زوجتك بعد هذه المحاضرة الطويلة عن ماضيها "
نظر لي وقال " ابن خالتها وابن خالها دخلا البلاد من يومين
ويبحثان عنها "
نظرت له باستغراب وقلت " وما يفعلان بها ولا أحد منهم سأل
عنها منذ اخفت ؟ "
نظر للأفق مجددا وقال " ولهذا أردت التحدث معك , للسبب الذي
جاءا هما من أجله "
المخرج : بقلم الغالية alilox
من جبال الشموخ والصلب خرجت من ينابيع التمرد شربت لايأثر بي كلام العشق ولاباقات الورد وجدت فيك عكس ماأملت من استهزائك من شخصيتي مللت رجل شرقي كباقي الرجال وجدت يريد انثى منقادة مستسلمة تابعة لك امتدادا لك تريدني دائما كظلك خلفك لاأتقن هذا الدور لاتنتظر مني ان أمثل وأخدعك اريدك جنبا لجنب يدا بيد تقوى بي وأقوى بك استنفذت رصيدك من الغفران شفقة في قلبي لم يتبقى لك أنا أنا لن أتغير لن تجد عندي طلبك سأدوس هذا القلب إن فكر يوما ان يهتز لك لن تستطيع تغييري وتبديلي أهذا الكلام جيدا أيقنت
سلمت يداك
نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء السبت إن شاء الله