لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-16, 08:17 PM   المشاركة رقم: 2676
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 312374
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: ايفا رمضان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ايفا رمضان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي واﻷربعون)

 

من حين الى اخر وبين الدقيقة وساعة وبين لحظة وثانية ظل انتظار رغم قرب الموعد فما سبيل الشوق سوى اﻻنتظار أمسك كتبي بيد واعمل في يد اخر لعلي أنسي الوقت البااقي لي نزول الباارت أجمع شتائت أفكااري كم مضي من الوقت وكم طال اﻻنتظار ولعلي بي شوقي التقي بي حماااس البارت كي تعصفي يا برد المشاعر بي ثلاوج قنابلك ............
ههههه نزلو الباارت

 
 

 

عرض البوم صور ايفا رمضان   رد مع اقتباس
قديم 04-03-16, 08:22 PM   المشاركة رقم: 2677
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي واﻷربعون)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر مشاهدة المشاركة
   ههههه حتى الفصلين بيكونوا قفلة شريرة ‏،‏ فصل اليوم إن شاء الله طويل ويعجبك ولازم تصبروا واتساعدوني عشان أبدأ في انهاء فصول جنون المطر ‏

حبيبتى ميشو جنون المطر ولا حتى لو كتبتى عن جنون البقر منتظرينه بحماس وشوق يا غاليه

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم   رد مع اقتباس
قديم 04-03-16, 08:32 PM   المشاركة رقم: 2678
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 280204
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرام البحر عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرام البحر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي واﻷربعون)

 

السلام عليكم احباب حصون من جليد
بصراحة وكما قلت سابقا انا من مقاطعين الروايات الغير مكتملة بس روايتك ميشو و رواية ثانية شدوني وبديت بقرايتهم لمدة و بعدها توقفت لظروف و كذا ما قدرت مع انقطاع الكاتبة الثانية، رغم انك انتي على عكسها ملتزمة بالمواعيد و الردود (شكرا خاالص ليك و لفتامين سي الرائعة على المجهودات و التفاني لارضاء القراء ربي يجازيكم بالخير )
اكمل حكايتي هههه
يمكن من الفصل السابع و لعشرون توقفت و البارحة رجعت قلت يمكن خلصت الرواية و قريت فصل و و و لم استطع التوقف حتى اخر كلمة كتبتيها ميشو سلمت يداك و ياريت يحذوا كاتبات ليلاس حذوك (مع احترامي للجميع )لانه بصراحة رغم كل ظروفك الصعبة الا انك بتوصلي لينا الفصل في وقته و اكيد ما ننسى الحبيبة فيتامين سي لانعاشها لينا في الموعد
كل الشكر و المحبة لكما
اممممم تعليقاتي على الابطال
درر ايمانك بالله ما رح يخيبك و انتي محصنة بقرآنك و دعائك و اواس ما رح يخسر لانه ربي مع المظلوم اما الشخص المفاجئة اعتقد انه اواس او والده
ترجمان الصراحة من الاول شكيت انه مومتزوج الناموسة و انها خدعة بس سبقتيني في كشف الحقيقة هههه و مثل ما قالت سدين رح يندم اياس بس متاخر لانه مع شخصية ترجمان اكيد ما رح تتسامح معه و تنسى الحقيقة ما في اوجع من امراة تعيش مع زوج متزوج عليها ثانية و كذا في نفس البيت واعرة بزاااااف و تقتل يمكن تفكير اياس اوحاله انه
تاديب ليها بس الطريقة كانت خاطئة و هو تمادى بزاف بزاف و النتيجة رح تكون اقوى
سراب اعتقد آسر لم يستطع فهمها من الاول لانها و حسب ما نرى ليست جشعة بالاصل لانه برايي الجشع و المحب للمال لا يتغير و يبحث عنه باي طريقة و اي وسيلة المهم الحصول عليه
لا يهم كيف و لا من اين ،بس طريقة تفكيرها حاليا تثبت صحة كلامي فهي لم تكترث بما كسبت و كل تفكيرها كيف تأمن مصدر للعيش لها و اخوااتها حتى لا يحتاجوا احد و اعتقد حتى سابقا كان نفس التفكير لما ارادت الزواج بالعجوز كان هدفها اخراج شقيقتيها من وكر العجوز الساحرة كما كان حلم درر ايضا بزوج و عائلة لتهرب من تسلط العجوز و شقيقها الهدف واحد و طريقة التفكير تختلف لذا ارى ان آسر حكمه كان جائر في حقها و يستاهل ما يحصل و سيحصل له
بسام و اخيرا سيتحقق حلمك
سدين عليك بالهجوم فحتى امين ليس بالرجل السهل ههههههه الى لامام
شكرااااا ميشوووو و نتمنى ما تطوليش بالنهاية لاني لا استطيع الصبر

 
 

 

عرض البوم صور غرام البحر   رد مع اقتباس
قديم 04-03-16, 08:54 PM   المشاركة رقم: 2679
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 312374
المشاركات: 9
الجنس أنثى
معدل التقييم: ايفا رمضان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ايفا رمضان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي واﻷربعون)

 

اه ياا ميشو يلا استعجلي ونزلي جنون المطر انا هيني صبرت دقيقتين يلا نزلي
والله عااارف أنو ضغضنا عليكي بس هااد كلووو من حبنا لا قلمك وكل شكر لخواتك لزيزات ل انهم ششجعوكي كرمال تنزلي روايتك ........
كل شكر لكل المتابعات. ....

 
 

 

عرض البوم صور ايفا رمضان   رد مع اقتباس
قديم 04-03-16, 09:02 PM   المشاركة رقم: 2680
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي واﻷربعون)

 






الفصل الثاني والأربعون


المدخل : بقلم الغالية alilox

انا رجل قسى عليه الزمان ولم يعرف طعم الراحة للان من قتلوه اراحوه وانا تركوني للموت في اليوم الف مرة هل هناك أقسىى من لوعة الحرمان وتعيش مع تعشق في نفس المكان ممنوع عنه وانت بامس الحاجة لهذه الاحضان لااستطيع الاقتراب منه او لمسه كانه صور تملا الجدران اسف زهرتي من كل قلبي لاني وضعتك على قمة بركان مازالت سفني تائهة في محيطات العذاب لم تهتدي لها على شطآن يريدون سلبي معنى الوجود وتركي جسد بلا روح لايصلح لهذه الحياة سيأتي يوم واتخلص منه فالكون لم يعد يتسع لي ولهذا الشيطان

سلمت يداك

********


جمدت مكاني في دفء حضنه وجمدت تعبيرات وجهي بل وحركتي

وتنفسي صدمة لما قال وسمعت ولم يعد يربطني بالعالم حولي سوا سماعي

لتنفسه وضربات قلبه , ضمني بقوة أكبر وشعرت بدفء أنفاسه الهامسة

في أذني " انتهى كل شيء , كله كان كابوسا فقط "

دفعت نفسي بعيدا عنه وتركني هوا انسل من حضنه براحة وتراجعت

خطوتين أنظر لعينيه بصدمة كبيرة عجزت معها عن إبعاد نظري

عن ملامحه المسترخية وقلت بهمس مبحوح " كابوس !! "

أمل شفتيه بابتسامة صغيرة وقال " نعم مجرد كابوس وانتهى "

بقيت أحدق فيه بصدمة محاولة ترجمة شيء مما قال ويحدث , كيف ليست

زوجته كيف ؟؟!! نظرت بسرعة للخيال الذي ظهر أمام باب الغرفة ولم

يكن سوا تلك الشاحبة التي قالت مبتسمة " هل أدخل أم ليس

بعد يا عاشقان "

عدت بنظري لإياس فكان لازال ينظر لي مبتسما ودخلت تلك

قائلة " ما هذا الحضن الطويل ؟ أتعبتما ساقاي أنتظر خارجا "

ووقفت بجانبه على نظراتي التي لازالت تحدق فيهما بصدمة لا يمكنني

وصفها مهما قلت فهذا أبعد من خيالي ولا يمكنني حتى ترجمته وفهمه

ولا وضع تخمينات له ؟؟ تحركت شفتاي ببطء شديد وكأني أبعد جبلين

عن بعضهما وقلت ببحة ناظرة لها ويده تحضن كتفها " من أنتي ؟ "

نظرت لإياس ثم لي وقالت بابتسامة " مؤكد لم تصدقي ما قال وأنا

كنت أنام في نفس الجناح معه وأقترب منه متى وكيف أريد "

مدت بعدها يدها لجيب بنطالها وأخرجت منه صورة أرتها لي من مكانها

هناك وكان فيها رجل بشعر بني يكاد يكون أحمر اللون وطفلان أحدهما

بملامح هادئة مبتسمة والآخر بابتسامة مشاكسة ويده خلف رأس الآخر

يخرج إصبعيه من خلف رأسه , رفعتُ نظري لها فقالت من

فورها " زوجي وابناي "

لتصفعني صفعة أخرى بل يبدوا لم ينتهي الأمر هنا فقد قالت بعدها

وهي تبعد الصورة " وعند مجيئي هنا اكتشفت أني حامل من

أسبوعين فتمني معي أن تكون فتاه هذه المرة "

حولت نظري منها لإياس وأشرت لها بسبابتي ونظري على

عينيه وقلت بهمس " من هذه ؟ "

ضحك ضحكة صغيرة وضمها له أكثر و قال مبتسما " والد سهاد

رحمه الله يكون عمي من الرضاعة وهي رضعت معي لأنها في

نفس عمري فهي شقيقتي التي تعيش مع والدتها في الخارج "

حركت رأسي بعدم استيعاب لتخرج كلماتي متقطعة من

الصدمة " لعبة !! ... لعبتم بي "

ضمت يديها أمام ذقنها وقالت مبتسمة " عندما اتصل بي شقيقي

وقال أنه يحب فتاة أتعبته كثيرا ولا يستطيع التخلي عنها وطلب

مساعدتي وافقت فورا "

ثم تابعت بابتسامة جانبية " ولم أكن أعلم أن النتيجة ستكون على

رأسي حتى رأيت شعري بين أصابعك فأنتي أنثى رائعة وقوية لا

تتخلى عما لها بسهولة ولا تستسلم أبدا "

نقلت نظري منها لإياس الذي فتح لي ذراعه الأخرى مبتسما

فقت بجمود " لا "

قال بذات ابتسامته " ألم يكفيك سماعها منها هي وعليا قولها

أمامها لتصدقي "

تحركت من مكاني حينها بخطوات سريعة وتركت لهم الغرفة

بما فيها ونزلت للأسفل





*~~***~~*








نظرت للواقف أمامي بصدمة لعدة ثواني فلم أتخيل وجوده هنا ولا أن

ألتقي به حياتي فلم يسبق ورأيته إلا في التلفاز ومنذ كان رئيسا للشرطة

الجنائية ولم أصدق الشائعات التي كانت تقول أنه لازال يستلم بعض القضايا

بنفسه حتى بعدما أصبح وزيرا , وجوده أمامي الآن أكبر دليل على صحة ما

قيل ولابد وأن خبر أنه متزوج من فتاة بسيطة والدها كان مطلوبا سياسيا فارا

من البلاد صحيح أيضا فمن تنازل في تلك يتنازل في غيرها ويضع نفسه أقل

من حجم مركزه , وحديثه عن قدومه بسرية دليل آخر عن تكتمه عن أعماله

هذه فهل جدي بكل هذه الخطورة أم ما يصبوا له ويخطط بحجم وصل كبره

لأن يأتي الوزير بنفسه ليستلم الأمر !! قلت بشبه همس " أين أواس ؟؟ "

نظر لي بجمود وصمت كحال رجاله الواقفين خلفه وقد انضم لهم الشاب

الذي جلبني هنا , كانت ضربات قلبي في اضطراب تام فإن كان أواس سابقا

يوترني حضوره الغامض القاسي فكيف بهذا الرجل الذي وجوده أمامي مختلف

عن التلفاز تماما فيبدوا أشد وسامة وأكثر ضخامة وقوة في الشخصية , وملامحه

أكثر برودا وحدة مما كنت أرى فأعان الله تلك التي تكون زوجته فلابد وأنه

لا يبتسم لها إلا مرة واحدة في العام خاصة أنها عامية بسيطة بلا أحد ولا سند

فمؤكد ستكون ممسحة له يهينها طوال الوقت , تنفست الصعداء وكررت

مجددا " أين زوجي وماذا حدث له ؟ "

قال الوزير حينها بشيء من البرود " هوا بخير ولا وقت أمامنا

وعليك المغادرة مع رجالي "

قلت بإصرار " لن أتحرك من هنا حتى أعلم أين هوا وأراه "

كان أحدهم سيتحدث لكنه أسكته بإشارة من يده وقلت أنا حينها " ماذا

يحدث معه وكيف يبحث عني ولا يعلم مكاني ؟ وماذا إن أذوه رجال

جدي ؟ فلن أفعل شيئا حتى أطمئن أنه بخير "

قال حينها بذات جموده " أخبرتك أنه بخير وهوا مراقب من رجال جدك

من أيام لو أرادوا أذيته لأذوه ثم رجالي يحوطونه من كل جانب فلا تقلقي "

هززت رأسي بقوة رفضا فبدا التذمر واضحا على وجوه رجاله بينما كان

ضيقا على وجه من جلبني هنا دونا عن غيره ولا أفهم سبب تضايقه ! أما

الوزير فكانت ملامحه لازالت تحافظ على جمودها فقلت بذات إصراري

" إن كان لك زوجة تحبها وتقدر معنى أن تكون مطمئنا عليها فستفهم

شعوري بالتأكيد "

لا أجزم أنه يعلم معنى هذه المشاعر لكن كان عليا قول هذا ليعلم أني لن

أتحرك من هنا قبل أن أطمئن على أواس وأنه بخير , والمفاجأة كانت

أن مد يده للخلف دون أن يلتفت وقال بجدية " رائد أعطني هاتفك "

فمد له أحد الواقفين خلفه هاتفا فورا ووضعه على أذنه دون أن يطلب

أي رقم وقال " أعطني جونيل وأخبره يقترب من الهدف أكثر "

مده بعدها أمام جسده وقال " عليك أن تعلمي أنه أي صوت

يصدر منك سيعرضه للخطر "

بقيت على نظرتي الجامدة على الهاتف في يده وهوا يقترب مني بضع

خطوات حتى كانت لا تفصلنا إلا خطوتين أو أقل وتوتري يزداد من

اقترابه فهوا مخيف بالفعل رغم وسامته وكأن ثمة هالة تحيط به تشعرك

بالتوتر والخوف , خرج صوت وشيش من الهاتف وكأنها حركة هواء

قوي وكان هاتفا غريب الشكل يبدوا خاصا بهم , سمعت بعدها صوت

خطوات خارجة منه ثم أحدهم متحدثا بالانجليزية وقال " هل من مشكلة

يا سيد , ما الذي تبحث عنه من وقت في هذا الركام المحترق "

تعالت ضربات قلبي ولم يأتي الرد من أحد فقال ذاك الرجل مجددا

" لو كان ثمة من أحياء أو جثت هنا لأخرجوها رجال الدفاع

المدني وإن كانت نقود أو مجوهرات فانس أمرها "

امتلأت عيناي بالدموع حين خرج صوت أواس قائلا

" وما مشكلتك أنت ؟ ابتعد عني "

سالت دمعتي على خدي وذاك يسأله مجددا وهوا يقول بلا تركيز

وكأنه يحدث نفسه وأصوات لأخشاب ثقيلة ترمى " أين ستكون غير هنا

إن كانت ليست مع رجال جدها ولا معي ولا مع الشرطة أين ستختفي "

أوقف حينها الواقف أمامي اتصاله بذاك الرجل فنظرت له وقلت بعبرة

مكتومة " لما لا يعلم أين أنا ؟ لم تتركوه هكذا لماذا ؟ "

مد الهاتف للوقف خلفه وقد اقترب ذاك بخطوات سريعة لأخذه وقال هوا

ناظرا لي " لسلامته وسلامتك وسيعلم أين أنتي في الوقت المناسب فهل

تريدي أن يتأذى بسببك "

هززت رأسي بلا فتحرك قائلا " إذا غادري معهم الآن وافعلي كل

ما يقال لك لننهي الأمر سريعا "

ثم غادر واثنان منهم يتبعانه وبقي ثلاثة مع الرجل الذي أحضرني

هنا , راقبتهم بعينان دامعة ونظرة حزينة وهم يبتعدون في الثلوج

البيضاء والرياح تعبث بمعاطفهم الطويلة وعدت بنظري أمامي

على صوت أحد الواقفين قائلا " سنتحرك الآن السيارة تنتظرنا "

فتحركت معهم مسلمة باقي مصيري للمجهول متمنية لو فقط سمحوا لي

بأن أطمئنه أني بخير وحية وبعيدة عن المكان الذي يبحث فيه فلما كل

هذه القسوة ؟ لما لا يخرجنا الوزير من كل هذا ؟ مسحت الدموع التي

عادت للنزول سائرة برفقة الصمت المبهم من رجالهم حتى قال ذاك

الشاب بنبرة باردة وغريبة وجافة " سيكون بخير ألا تثقين في

كلام الوزير "

ضممت القبعة على جانبي وجهي بكفاي أخفي بها ملامحي وتابعت سيري

بصمت فما به معي هذا وما يزعجه في أمري لما لا يرح نفسه ويرحمني

منه هل طلب منه أحدهم التدخل ؟ بعد مسافة قليلة كنا أمام سيارتين سوداوين

مظلمتين , ركبت في إحداها في الخلف واثنان منهم في الأمام بينما ركب

الاثنان الآخران السيارة الأخرى وانطلقنا وما أن اجتزنا أول لافته يبدوا تدل

على خروجنا من تلك المنطقة حتى مد لي ذاك الشاب الذي كان يجلس بجانب

السائق شيئا في يده وقال " دعيه معك فهوا معد للإطلاق فسنكون مراقبين

من الآن وحتى نصل "

شعرت بجسدي ارتجف بقوة من كلامه ومن منظر المسدس في يده ومن

مجرد فكرة أن أستخدمه أو حتى أمسكه في يدي , بقيت أنظر له في يده

بجمود حتى قال " قد تحتاجينه وتتمني وقتها أنك تملكين واحدا , هوا

للضرورة فقط وسنكون في مأمن فاطمئني "

مددت يدي المرتجفة له وأخذته من كفه لتلسعني برودة حديده وأرجفت

قلبي قبل أوصالي فدسسته سريعا في جيب المعطف كي يختفي عن

نظري ولا أراه مجددا متمنية أن لا أحتاجه ولا أخرجه








*~~***~~*









نظرت بشرود للسوار الملتف حول أصابعي جالسا على سرير غرفتي الذي

بث أشعر أنه بارد وأجوف بعدها رغم أنها لم تشاركني فيه سوا ليلتين فقط

ولم يترك لي حظي وقدري فرصة النوم معها فيه ولو مرة في العمر قبل أن

تتركني وإياه خلف ظهرها وتغادر , مررت أصابعي في شعري ونظرت جانبا

ترى من الملام يا سراب أنا أم أنتي أم قدرنا الذي جمعنا في وقت سيئ وفرقنا

في أسوء منه ؟ متى ستعودين سراب تلك ؟ حتى متى ستتلونين بألوان ليست

لك فهذا سيتعبك كثيرا ويتعبني أكثر منك , ارتميت للخلف نائما على السرير

ليقع نظري على القلوب المعلقة في مروحة السقف المعطلة , القلوب القماشية

التي صنعتها وعلقتها هنا ولم أنزعها بعد مغادرتها وأصبحت كأشباح ترافقني

ليلا وتسرق نظري نهارا كلما دخلت هنا فلا أنام إلا ونظري عليها لتذكرني أكثر

أني بث أخسر من صنعتها أناملها يوما بعد يوم وباتت تتحول لفتاة لا أعرفها

ولا أريدها ؟ لماذا بعدما انفصلتِ عن آسر أصبحتي سراب أخرى تبدوا أسوء

حتى من التي قابلتها أول مرة , جلست بسرعة ووقفت وغادرت الغرفة بعدما

أعدت السوار لعلبته مع الخاتم وخرجت من المنزل حتى وصلت سيارتي

ركبتها وتوجهت للمكان الذي سأجد فيه ما أريد ولفت نظري واحد معين

من الواجهة فدخلت وغرضي الحصول عليه







*~~***~~*








خرجت خلفها ما أن غادرت الغرفة وكان عليا توقع هذا من شخصية كترجمان

أن لا تتقبل ما فعلته بسهولة فتبعتها ولا خيارات في عقلي عما تفكر فيه , نزلت

للأسفل وسهاد خلفي فكانت تتجه حيث والدتي وسدين ورغد ووقفت أمامهم

وقالت " أنتم على علم بكل ما كان يجري وبخدعته ؟ "

نظروا لها بريبة ثم لي حيث وقفت على بعد خطوات خلفها وسهاد

بجانبي وقالت والدتي " تحلي بالحكمة يا ترجمان حتى نشرح لك "

رمت أصبعها في الهواء وقالت بحدة " لا أرى حكمة في كل هذا لأتحلى بها "

ثم قالت بقهر " آخر ما كنت أتوقعه منكم يا عائلتي يا أهلي يا أقاربي أن

تجعلوني سخرية لكم وأنا أمامكم كالبلهاء الغبية وأنتم تضحكون مني "

قالت سدين من فورها " لا ليس هذا يا ترجمان كيف تفكرين هكذا "

صرخت حينها بغضب " وماذا يكون إذا برأيك ؟ "

نظرت لي والدتي ثم لها وقالت " لم يكن أحدا موافق على ذلك

لقد كانت رغبة إياس "

قالت بسخرية " حقا ؟ وأنتم مجبرين وتؤذون الدور بحرفية

كيف يكون هذا ؟ "

قلت حينها بحزم " ترجمان حديثك معي أنا فاحترمي عمتك "

التفتت لي حينها لتظهر أمامي عيناها المحمرتان والدمعة تملئهما

وقالت بأسى " أنت آخر من يتحدث معي تفهم "

قلت بهدوء " دعينا نصعد لغرفتنا ونتفاهم بمفردنا ولا نعقد الأمور "

ابتسمت بسخرية وقالت " غرفتنا !! هل أصبح لنا غرفة الآن "

تنفست بقوة وقلت بذات هدوئي " هل أخطئتُ لأني أحب زوجتي

وأردت أن تبادلني ذات الشعور "

رفعت يداها جانبا وقالت بألم أو سخرية أو خليط منهما " اسمعوا

ما يقول ؟ يحب زوجته ويريدها أن تحبه بتمثلية سخيفة أقنع بها

الجميع وهم مقتنعين أساسا دون عناء "

قلت بشيء من الحزم " ترجمان دعينا نصعد لأي مكان

تختارينه ونتفاهم "

انفتح باب المنزل حينها ودخل منه خالي رِفعت وهذا آخر من كنت

أريد أن يكون هنا فقالت ترجمان حينها وقد تدحرجت دمعة من طرف

عينها " أخرجني من هنا يا عمي والآن أو قسما أن أحرق هذا

المنزل ومن فيه "

ركز نظره على عينيها وقال " اجمعي ثيابك وسأنتظرك في السيارة "

فتحركت حينها عائدة جهة السلالم ولم تكترث لندائي لها وقالت وهي

تصعد العتبات " أقسم أن الشارع كان سيكون أرحم لي منكم يا عائلتي "

فتحركت خلفها فأوقفني صوت خالي قائلا " اتركها فعند هنا وأطعتك

كثيرا يا إياس وأنت تلح عليا دائما أن لا أتدخل وأنك تحبها وتريدها

وكنتُ قادما لحل الأمر دون أخذها معي لكن أن أرى دمعة ابنة

شقيقي فلن أقف أتفرج "

قلت بضيق " زوجتي وسأتفاهم معها بمعرفتي فابتعدوا عن

هذا الموضوع رجاء "

قال حينها بحزم " إياس احترمني , وقلت سآخذها من هنا ولن ترجع

إلا برغبتها ولن تبقى إلا لو رغبت هي بذلك "

تحركت حينها صاعدا السلالم بخطوات راكضة حتى وصلت غرفتها

ووقفت عند الباب مصدوما ليس من إخراجها لثيابها ورميهم في الحقيبة

تحت قدميها بل من دموعها التي تنزل دون توقف وشهقاتها المكتومة

فقلت بهدوء " ترجمان تعوذي من الشيطان ودعينا نتفاهم بروية

ولن يحدث إلا ما يرضيك "

انتظرتُ أن تقول أي شيء لكن وكأني أتحدث مع جدار وقد أخرجت

قميصها ومسحت به خديها ثم رمته في الحقيبة فتوجهت نحوها

وأمسكت رسغاها وقلت ناظرا لوجهها الذي تشيح به عني جانبا

" ترجمان توقفي عن هذا ولنتحدث "

قالت بعبرة وهي تحاول شد يداها مني " اتركني ابتعد عني يا

إياس فلا بقاء لي هنا بعد اليوم "

شددتها حينها لحضني بقوة لتنسكب عبراتها فيه , ترجمان التي لا تعرف

الدموع مهما حدث ومرت به بكائها ليس بالأمر السهل لا عليها ولا عليا أنا

وخروجها من هنا أمر محال لن أسمح به , لا يا ترجمان ليس بعد أن أخرجت

منك المرأة التي أريد , ليس بعد كل عنائي وتعبي وأنا أراك أمامي وأموت مئة

مرة وأنتي تقابلي حبي لك بالصدود الدائم , ليس بعد أن حدث ما تمنيت وأريد

تذهبي هكذا بسهولة وتتركيني هنا وحدي , كانت تحاول الخلاص من ذراعاي

والابتعاد عن حضني فشددتها بقوة أكبر وقلت " لن أسمح بها يا ترجمان

هل تسمعي , لن أتركك ترحلي وتتركيني هذا فوق طاقتي "

قالت بهمس ولازالت رغم وهنها تحاول الابتعاد عن حضني

" قتلتني يا إياس هل تعي معنى هذه الكلمة ؟ ومسحت

بكرامتي الأرض "

ارتخت حينها ذراعاي عنها وتركتها تبتعد عني فعادت سريعا لرمي

باقي ثيابها في الحقيبة وأغلقتها ثم خرجت من أمامي تجرها معها








*~~***~~*









ضربت قطعة الخشب المحترقة بقدمي ورميها بعيدا أشعر بضيق وغضب

وحرقة لم أشعر بهم حياتي , جلبتها هنا كمصيدة لجدها وأضعتها في هذه

المدينة التي تعج بالمجرمين , أين رجال الشرطة ؟ أين من كانوا على اتصال

دائم بي اختفوا فجأة وأين يمكن أن أبحث عنها غير هنا وأين ستكون وهي لم

تخرج من هذا المنزل لكانت في موقع قريب منه بعد اندلاع النيران فأنا أعرف

دُره خير المعرفة لن تتحرك من دوني لن تقرر شيئا من رأسها والأهم لن تذهب

مع رجل لا تعرفه أو بالأحرى لا يحل لها إلا لو كان قريبا من هنا وسيوصلها لي

فإن لم تكن مع رجال جدها فأين هي أين وحتى الخادمة وزوجها وجدوهم ؟؟

سرت عدة خطوات مبتعدا عن ركام ذاك المنزل الذي قضيت عنده يومين كاملين

أبحث دون ملل ودون أمل ولا جدوى أيضا ولا أعلم لي خيارا غيره , تابعت سيري

بخطوات مترنحة تغشى عيناي ضبابه بيضاء بالكاد أرى معها الأرض تحتي وسرعان

ما انهرت على ركبتاي وقبضت على الأعشاب الندية بيداي بقوة لتتحول تلك الغشاوة

لقطرت تتساقط على تلك الأعشاب في دموع تحكي عجزي عن كل شيء , عن حمايتها

عن الوصول لها والأهم من ذلك عن إبقائها في حياتي حتى إن ظهرت ووجدتها فالحقيقة

المرّة أني خسرتها على أي حال وخسرتها في كل الأحوال وضاعت مني حية كانت أو

ميتة وحيا كنت أو ميتا , حُرمت حتى من أن ألمسها وأقترب منها حُرمت من تقبيلها تلك

القبلة التي أردتها ومنعت نفسي عنها , كما وحرمتها هي من طلبها الوحيد مني أن أهديها

ابنا من صلبي وإن كنت سأموت وأتركهما , ضربت الأرض بقبضتي بقوة مرارا

وقلت بنشيج وصراخ " حرمتني منها وحرمتني من الحياة معها , حرمتني

من أغلى شيء لدي يا متوحش وانتقمت مني حقا "

" سيد أواس "

أخرجني مما أنا فيه الصوت الهامس واليد التي تمسك كتفي فعدلت جلستي

ومسحت عيناي بقوة ونظرت للجالس أمامي مستندا بقدميه ووضع يده

على كتفي مجددا وقال بصوت منخفض " قم معي فقد غادروا "

نظرت له باستغراب فأدخل يده في جيب سترته الداخلي وأخرج شيئا فتحه

أمام وجهي لأتأكد من هويته ثم سرعان ما أعاده وقال " كنتَ مراقبا من

رجال الخلية طوال الوقت وقد غادروا وتركوك منذ قليل حين علموا

عن وجهة زوجتك ومكانها "

أمسكت حينها بطرف سترته وقلت بحزم " أين دُره ؟ أين ذهبت ؟ "

أبعد يدي بشيء من الضيق على ملامحه من حركتي تلك ووقف وقال

" موجودة وبخير وعلينا التحرك بسرعة حسب الأوامر "

وقفت أيضا وقلت " تحرك إذا ماذا ننتظر "

فتحرك أمامي وسرت بخطوات تكاد تسبقه من سرعتها فأهم ما في الأمر أنها

بخير وأنها معهم وعليا حمايتها وإن بإيقاف كل شيء وعليهم أخذي لها فيبدوا

أنهم يريدون العمل وحدهم مبعدين لي عن كل شيء رغم حديثي الصريح مع

الوزير وتفهمه أنها قضية شخصية أكثر من كونها أمنية وأنه عليا وحدي القبض

عليه حيا أو أن أكون قاتله إن كان ميتا , وصلنا سيارة سوداء مركونة على

جانب الطريق فوقفت وأوقفته وقلت " أين ذهبوا بها وما المخطط ؟ "

لم يجب وكان سيتحرك فأمسكته وقلت " خذني حيث هي "

قال بضيق " أنا لا أنفذ إلا الأوامر "

قلت بنفاذ صبر " أين ستأخذني ؟ "

قال ببرود " لمكان آمن حاليا "

قلت بحدة " أريد أن أكون هناك لا أريد الأمان ولا أحتاجه "

قال بحدة مماثله " لا دخل لي بشيء , تحركاتك سأسلمها لغيري

الأوامر تقول هكذا "

نظرت له لبرهة بهدوء ثم قلت " لن تستقر بي في مكان واحد ؟ "

قال بحنق " لا "

قلت حينها بجدية " لا تحلم أن تسجنني في مكان لا يمكنني

مغادرته لأني سأقتلك وأغادر تفهم "

تأفف حينها وأخرج هاتفه وقال متوجها للسيارة يحدث أحدهم

عبره " سأحضره حالا سيدي فلسنا بعيدين "








*~~***~~*








نزلت للأسفل أجر الحقيبة التي تقفز خلفي على عتبات السلالم حتى

وصلت وتوجهت للباب فورا دون أن ألتفت لأحد ولا أنظر جهتهم

ليوقفني صوت عمتي قائلة " ترجمان يا ابنتي "

تسمرت مكاني من كلماتها ثم نظرت ناحيتها فكانت واقفة وقالت

" إياس لم يفعل ما فعل إلا لأنه يريدك ولم أوافقه إلا ليقيني من ذلك "

قلت بحسرة وألم " لو لم تكوني عمتي لقلت كلاما لن يعجبك أبدا فكم

رأيت فيك والدتي التي لم أعرفها لكنك خذلتني فيك مثلهم جميعا "

ثم توجهت للباب دون أن أنتظر ردها ولا أن تنطق هي بحرف وخرجت

حيث كان عمي في سيارته ينتظرني أمام الباب , وضعت الحقيبة في الخلف

ثم ركبت بجانبه وانطلق من فوره دون أن يتحدث عن شيء وسافرت عيناي

لتفاصيل المزرعة ونحن نغادرها مارين بالأرض التي عملنا عليها لأسابيع

لتعاودني ذكرى ما كان يحدث هنا واقتراب تلك منه والتصاقها به طوال الوقت

أمامي وكله كان عمدا لإغاظتي وحتى حديثهم بلهجتها أمامي مؤكد كان عني

وعن مخططهم وعن ردود أفعالي وضحكهم حينها لم يكن سوا سخرية مني

أغمضت عيناي بقوة ضاغطة قبضتاي كي أخرج من هنا ولا أرى شيئا بعد

وأهمها الطريق حين خرجت له تلك الليلة لأخبره أن يفتح الباب للعامل ولحقت

بي تلك وأسرعت لحضنه أمامي وكله تمثيل كله كذب وكله سخرية مني , ليمر

حينها ما حدث هنا كالشريط أمامي وكأنه الآن وكيف كانوا جميعهم يمثلون

أدوارهم بحرفية وكأنها زوجته حقا ويراقبون جميع تصرفاتي وردود أفعالي

لأصبح سخرية للجميع والسبب هوا السيد إياس , فتحت عيناي حين شعرت أن

السيارة بدأت تسير على طريق معبدة واتكأت على النافذة أنظر للخارج بشرود

محاولة أن لا أفكر أكثر فيما حدث وما كان في تلك المزرعة وأن أتركه خلفي

للأبد " ما رأيك لو توجهنا لمكان جميل سيعجبك "

نظرت للجالس بجانبي وتذكرت حينها أنه على دراية بكل هذا وموافق

عليه بالتأكيد , نظر لي مبتسما ثم للطريق وقال " صحيح أنه بجوار

البحر ونحن في الشتاء لكنه سيعجبك كثيرا "

رفعت رأسي وقلت بجمود ناظرة له " أنت كنت تعلم وموافق أليس كذلك ؟ "

قال ونظره على الطريق " ولن أسمح لك بلومي مثلهم "

قلت من فوري " ولما ؟ "

قال بجدية " لأني عمك "

قلت بضيق " ولأنك عمي كان عليك رفض تلك المهزلة , ولأنك عمي

كان عليك أن تقول ابنة شقيقي ولا أرضى لها الذل والإهانة و... "

قاطعني بحزم " ولأني عمك تحترميني ولا أسمح أن تتجاوزي معي

في الكلام يا ترجمان "

كنت سأتحدث فقاطعني قائلا " ولأني عمك ستستمعين لي الآن

دون مقاطعة "

لذت بالصمت أنظر له بضيق وحنق فتابع بجدية " هل برأيك أنك رخيصة

بالنسبة لي أو لم أكترث بأمرك ؟ لا يا ابنة شقيقي ومن اليوم الذي وصلتني

فيه رسالتك وأن إياس ضربك أمامهم كان لي رأي وكنت يومها سأطلقك

منه وآخذك للعيش معي لولا رفضه وإصراره واعتذاره مني ملحا على

أن أعطيه فرصة وأنه لا يريد تطليقك "

نظرت له بصدمة وتابع هوا " وحين أخبرني بأمر تلك الروسية اعترضت

واحتججت وهوا لم يترك وسيلة لإقناعي فحلفت له يمينا أنه إن تضررتِ

بذلك أو تسبب في إهانتك هوا وشقيقته تلك أنه لن يراك أبدا ولن يحلم بك

فلا تضني أني تركتك تواجهين كل شيء وحدك وأنه لا ظهر لك يرد عنك

أدى أقرب الناس لك حتى إن كان زوجك , وتصفية حسابك منه حانت كما

أعطيته الفرصة أن يفعل ما أراد فأنا معك للنهاية وما ستقررينه سيحدث "

قلت باستياء " وما حججه التي أقنعك بها لتتركهم يلعبون بي تلك

اللعبة السخيفة "

قال باختصار " يحبك "

قلت من فوري " كذب "

لم يعلق فتابعت بحنق " من يحب لا يهين لا يجرح لا يسخر ويجعلك

سخرية للجميع , فكيف تركته ضحك عليك هكذا "

هز رأسه بلا وقال بهدوء " ليس صحيحا يا ترجمان فالرجل حين يحب

يُحكم عقله وليس عواطفه كالمرأة لذلك هي آخر من يلحظ الحب في

تصرفات الرجل أما الرجل مثله فيعلم بذلك من نظرة عين

الجالس أمامه "

ضغطت قبضتاي بقوة وقلت بجمود " طلقني منه "

نظر لي لبرهة ثم عاد بنظره للطريق وقال " ظننته جعلك تحبينه "

قلت بحنق " حب بطريقة خاطئة وحب بكرامة مهدورة لا

أريده ومستغنية عنه "

قال من فوره " تعترفين بحبك له إذا "

ضربت بقبضتي على فخذي وقلت باستياء " قلت لا أريده هذا حب

خاطئ وسأنتزعه لأنه فرض عليا ولم أختره "

قال بذات هدوءه " لا يوجد حب يكون بالاختيار يا ابنة شقيقي "

قلت بضيق " أنت كيف تكون عقيدا في الشرطة وتتحدث

عن الغراميات بأريحية هكذا ؟ "

انطلقت حينها ضحكته وقال " لما صورتنا في أذهان الجميع أننا

متحجرين وقاسيين وبلا قلوب "

قلت من فوري " لأنكم كذلك , كل من رأيته منكم كذلك , من ابن

شقيقتك لزوج سراب وزوج دُرر فكيف برئيسهم "

قال مبتسما " إهانة مقبولة منك , ورجالي أعرفهم جيدا رغم قسوة ما

مروا به في حياتهم ورغم التدريب الخشن المستميت قلوبهم لم تمت "

قلت بذات ضيقي " كيف تراني متضايقة وغاضبة ومهانة

وتضحك هكذا ؟ لما لا تشعر بي "

قال من فوره " ومن قال أني لا أشعر بك ؟ فما جدوى أن أصرخ

وأبلبل مثلك غير أن تؤلمنا رءوسنا ويزداد ضيقك أكثر "

نظرت جهة النافذة وقلت ببرود " كان يجدر بك أن تكون طبيبا

نفسيا وليس رجل شرطة أو أن تُعلم مبادئك لطلابك "

عاد للضحك مجددا فتأففت بغيظ وقال حينها " ما رأيك هل نذهب

حيث اخترت وترتاحي قليلا وتهدئي من ثوران أعصابك ؟ "

قلت بجمود " وبعدها تأخذني لمنزل سراب "

نظر لي ثم للطريق وقال " ولما ؟؟ ألا منزل لدي "

قلت من فوري " بلى لكني أريد الذهاب لها ومؤكد تعلم أنه أصبح لها

منزلا لوحدها وأريد أن أكون هناك حتى أقرر أن أنتقل لمنزلك "

قال بذات هدوءه " لك ذلك سأآخذك هناك "

عدت بعدها بنظري للنافذة ولم أفكر ولا أتساءل عن سبب موافقته السريعة

فأنا مشتاقة لها وبحاجة لها حقا وعندما أقرر تركها سأذهب لمنزل عمي ولن

أرجع هناك أبدا ما حييت , أغمضت عيناي بقوة حين راودت عقلي صورة

ملامحه وحديثه الأخير وكلام تلك الشاحبة عما قاله لها سابقا عني وكلام عمي

فهززت رأسي بقوة رافضة كل تلك الأفكار ولن أسمح لها أن تسيطر عليا

مهما حدث ولن أنسى جرح كرامتي منهم جميعا حتى من الجالس بجانبي

فحالما يوصلني سأعاقبه مثلهم بنكراني لهم جميعا







*~~***~~*









سمعت طرقات متقطعة ومنخفضة على الباب فأغلقت حاسوبي الجديد

الذي اشتريته مؤخرا من أجل أعمال المصنع ثم وقفت وتوجهت له

وفتحته ونظرت باستغراب لأني لم أجد أحدا ليلفت نظري الصوت

الطفولي الذي تحدث من الأسفل قائلا " سراب "

نظرت لها وقلت مبتسمة " إسراء ! لما ملتصقة هكذا بالباب ؟

فمن سيفتح لن يراك "

تراجعت خطوتين للخلف ثم قالت بابتسامتها الطفولية الجميلة

" هناك من أحضر شيئا لك "

قلت باستغراب " لي أنا ؟؟ "

هزت رأسها بنعم ثم أشارت بيديها مفتوحتين بوسعهما

وقالت " صندوق كبير هكذا "

قلت بحيرة " من أحضره ؟ "

قفزت بمرح وقالت " رجل وسيم يلبس حلة حمراء وقبعة

بيضاء ولا أعرفه "

ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " هل هوا عامل توصيلات ؟ "

نظرت لي بعدم فهم فخرجت وقلت مغلقة الباب خلفي

" سأنزل له هل ستأتي معي ؟ "

تبعتني من فورها قائلة " أجل فأنا أريد أن أراه مجددا "

نظرت لها بصدمة فخبأت فمها في يدها وقالت " لا تخبري صبا

ستغضب مني وتضربني "

قلت ونحن ننزل السلالم " لا أخبرها عن كلامك عن الرجل

أم عن صعودك لي للأعلى "

قالت بصوت منخفض " عن الاثنين معا "

ضحكت وحملتها ونزلت بها باقي السلالم حتى وصلنا الباب وأنزلتها

هناك حيث أخذتُ حجابا معلقا بجانبه ثم خرجت وهي تتبعني حيث ثمة

شاب بملابس عمال توصيلات المتاجر بالفعل ومعه صندوق متوسط

الحجم مد لي بدفتر وقلم وقال " وقعي لي على استلامك لهاسيدتي "

أخذت منه الدفتر والقلم ووقعت له وغادر من فوره فنظرت لإسراء

وقلت " ليس وسيما جدا ما أعجبك فيه ؟ "

قالت بتجهم " حقا ليس وسيم ؟ "

هززت رأسي بنعم مبتسمة فقالت " لكن شعره جميل "

ضحكت ورفعت الصندوق قائلة " أنتي ألا ترين رجال أبدا "

دخلت خلفي قائلة " أنا لا أذهب للمدرسة "

ضحكت كثيرا ونظرت لها وقلت " المدرسة يدرسون

فيها ليست معرضا للرجال "

نظرت للصندوق في يداي وقالت " هل ستفتحينه في غرفتك ؟ "

قلت بضحكة " نعم وتعالي معي لتري ما فيه "

قفزت بفرح وتبعتني للأعلى بأسئلة لا تتوقف عما به ومن أرسله وكل ظنها

أن ذاك الشاب أحضره هدية لي وقد تفاجئ بأنه ليس إلا عرض لمنتج من

أحد أصحاب المتاجر التي نتعامل معها ولن يكون إلا طردا خاصا بالعمل

بالتأكيد , وصلت الغرفة ودخلت خلفي وأغلقت الباب ووضعت الصندوق

على الأرض وفتحته لأفاجئ بآخر داخله به شريطة حمراء جميلة ولامعة

في الأعلى وتبدوا من القماش فهل هي لعبة الصناديق وستنتهي بواحد صغير

جدا به ورقة فارغة ؟؟ نظرت لإسراء التي كانت تنظر لي وقالت

" صندوق آخر !! "

قلت مبتسمة " أجل وأخشى أن يكونوا أكثر من هذا "

أدخلت يداي في الصندوق وأخرجته على صرخة إسراء المبهورة وكان بالفعل

صندوقا رائعا ومبهرا أحمر اللون بقلوب فضية لامعة وفصوص تأخذ شكل

زخرفة وزهرة وتلك القلوب مضمومة ضمن الزخرفة ذاتها وكأنها معلقة بها

وضعته على الأرض ورفعت الغطاء بتوجس وفضول فكان ما بداخله مغطى

بأوراق زينة فبدأنا بإزالتها وشلتني الصدمة وأنا أخرج القلوب الموجودة فيها

ورفعتها أمام وجهي أنظر لها بعينان دامعة وقد عادت ذكرى تلك الليلة أمامي

وكأنها اليوم والآن فما قصده من إرسالها لي فهذا له ألف معنى أغلبها سيء

جدا , نظرت للواقفة أمامي تنظر لي بفضول ثم قالت " جميل , من صنعه "

قلت بابتسامة حزينة " أنا "

قالت بصدمة " حقا !! "

هززت رأسي بنعم ومسحت عيناي قبل أن تنزل دموعي فقالت

" لما صنعتها ؟ هل من أجل غرفة نوم دميتك "

سقطت حينها الدمعة التي كنت أمسكها بصعوبة وقلت بحزن

" بل من أجل غرفتي لكن كل ذلك ضاع وانتهى "

قالت من فورها " يعني لا تريدينهم ؟ "

نظرت لها فقالت قبل أن أتحدث " هل آخذهم أسرّة للدمى خاصتي "

مددتهم لها وقلت بحزن " نعم يكون أفضل "

أخذتهم مني فورا فوقع نظري على شيء آخر في الصندوق فأخرجته من فوري

وكان قطعة القماش التي شققتها سابقا من الفستان الملون الذي أحضره لي فما

يعنيه بهذا هل يذكرني بما كنت عليه ألا يكفيه معاملته الجافة الباردة لي وكأني

أنا المخطئة في حقه ؟ أخرجتها بقوة وغيظ فتدحرجت منها علبة انفتحت ليسقط

منها سوارا وخاتما يبدوان من الذهب لحظة ما طرق أحدهم باب الغرفة

وفتحه ودخلت منه صفاء ونظرت لإسراء وقالت بضيق

" ماذا تفعلين هنا ؟ تعالي معي بسرعة "

فتوجهت نحوها راكضة تجر القلوب القماشية خلفها لأنها تمسك الخيوط

المعلقة بها وخرجا وتركاني نظري معلق بذاك الخاتم الملقى أرضا قبل

أن أقف وأتوجه نحوهما ورفعتهما بين أناملي أنظر لهما بعينان دامعة فهل

قصده أنهما مرتبطان بذاك اليوم أم اشتراهم الآن ؟ لكن ما علاقة الحجاب

ذاك إذا ! قبضت عليهم بقوة ليغلبني بكائي فكل ما يفعله يريد به هذا يريد

أن أحزن وأشعر بالقهر يريد تذكيري بكل ما كان وبمشاعري اتجاهه

سابقا , المشاعر التي أصبح يشكك بها كلما سنحت له الفرصة







*~~***~~*









وصلنا لمكان بسور عالي لا يرى شيء خلفه فنظرت لعمي باستغراب ثم

للسور مجددا وللنقش في أحجاره وكأنه بني من العهد الروماني ففتح باب

سيارته وقال نازلا منها " ها قد وصلنا ولا تحكمي على المكان من الخارج "

فتحت الباب ونزلت وضممت المعطف على جسدي بسبب الهواء القوي

البارد فتوجه نحوي قائلا " الجو يبرد هنا مقربة الليل لكنه نهارا

وخصوصا وقت الظهيرة يكون أكثر دفئا "

نظرت له وقلت ببرود " حسنا دعنا نكتشف عوالمكم الرومانسية

رجال الشرطة "

ضحك وتحرك سائرا بي وذراعه تحضن كتفاي حتى وصلنا لباب بارتفاع

ذاك السور ومفتوح ودخلنا منه ولم يكن خلفه سوا رمال البحر الصفراء وصوت

الموج البعيد وتقدمنا أكثر حتى تراءت لنا بناية حجرية قديمة ومرتفعة تأخذ

شكلا دائريا , نظرت لعمي بصدمة فقال مبتسما " مكاني المفضل وستكتشفين

عالما آخر فيه لتعلمي أننا بشر ونشعر مثلكم يا من لستم رجال شرطة "

تقدمنا نحوها وقلت " رائعة ... متى بنيت هذه "

قال من فوره " لا تحكمي عليها من الخارج فهي في

الداخل فندق حديث "

شهقت بصدمة وقلت " فندق !! "

قال ونحن نقترب من الباب الذي يقف أمامه رجلان بملابس غريبة الشكل

وكأنهم خرجوا من عهد المماليك " نعم لكن كل ما يُقدم فيه وجميع أمسياته

على الطراز الروماني القديم وهذه النوافذ بشكل أقواس المنتشرة على طوله

خلفها زجاج معتم تظهر هكذا وكأنه مكان خالي من الداخل ومظلم أما الشرفات

فمدعمة من الداخل بالحديد والرخام وليست متهالكة كما يظهر لك فهذه مجرد

قشور لمبنى قوي خلفها غرضهم منه العودة بك للتاريخ الروماني "

اجتزنا الباب داخلان أتنقل بنظري بدهشة في معالم المكان حيث كان ثمة

صالة استقبال واسعة بها صالونات بأرائك طويلة وطاولة نصف دائرية خلفها

ثلاث فتيات بملابس غريبة أيضا وقبعات تعود لخمسينيات القرن الماضي

تقدمنا نحو إحداهن وقالت مبتسمة " مرحبا سيد رِفعت "

قال من فوره " مرحبا يا شهد نريد جناحا بغرفتين منفصلتين "

مدت له دفترا ليملأ بعض البيانات وطلبت بطاقتي لتتأكد من أني من

عائلته ثم أعطتنا بطاقة قائلة " أتمنى لكما وقتا سعيدا هنا وتركت

المدة مفتوحة كالعادة سيدي "

قال عمي من فوره " جيدا فعلتِ وهذا مفتاح السيارة فأدخلوها

مكانها المخصص وأنزلوا حقيبة ابنة شقيقي "

هزت رأسها بحسنا مبتسمة وغادرنا من هناك ووصلنا لمكان ضحكت

ما أن كنا أمامه وقلت " مصعد !! "

ضحك وقال " لا تصدقي أنك عدتِ نصف قرن للخلف حقا "

صعدنا عدة طوابق ودخلنا لجناحنا هناك وقال عمي متوجها لباب

زجاجي واسع يبدوا شرفة " تعالي أريك شيئا سيعجبك "

تبعته من فوري وخرجت خلفه ونظرت مثله للأسفل وقلت بدهشة

" مسرح روماني !! "

ضحك وقال " نعم وستحضرين أمسياتهم هنا معي وسترين أشياء

ستبهرك وتنسيك ليس في إياس فقط بل وفي نفسك "

نظرت له وقلت ببرود " هل هذا وقت ذكر اسمه الآن "

ضحك وقال متوجها للداخل " حسنا سننساه لبعض الوقت "

ثم تابع من الداخل " تعالي ادخلي استحمي وارتاحي قبل العشاء لأننا

سننزل له في المطعم في الأسفل حيث قاعة مخصصة له "

دخلت من فوري وكلي فضول لمعرفة كيف تكون تلك القاعة وما يخبئه هذا

المبنى من مفاجأات بل ما يخبئه عمي في خبايا شخصيته التي لا يعرفها أحد

على ما يبدوا , ولا أستغرب شيئا فعند لقائي الأول به ضمني لحضنه أمام من

كانوا هناك فهوا يبدوا مختلفا عن جميع رجال الشرطة بل والرجال أجمعهم

فليث ابن شقيقته ورث هذا منه , أخرجت ثيابي ودخلت الحمام ورميت تلك

الأفكار من رأسي فعليا أن أنساه وأنسى ما فعل بي حاليا على الأقل








*~~***~~*









سرنا لمسافة طويلة نسبيا وعبرنا عدة مدن لا يصاحبنا في تلك السيارة إلا

صوت الشاب صاحب العينين الخضراء متحدثا في هاتفه وقد أجرى وتلقى

عدة مكالمات ولا أعلم كيف لم يجف حلقه ويتكسر ويبدوا لي شخصا مهما ولا

أفهم شيئا مما يدور حولي ! كان أحيانا يتلقى أوامر من أحدهم وأغلب الأحيان

يوجه أوامر لغيره ويبدوا ينقلون له أخبار أشخاص يراقبونهم أما الجالس بجانبه

لم يكن يفعل شيئا سوا القيادة حتى وقفت السيارة عند سياج حديدي مثبت بأرضية

إسمنتية مرتفعة محيطا بمساحة شاسعة تحيط بها بعض الأشجار تخفي هوية ما

يوجد خلفها , قال ذاك الشاب ما أن توقفت السيارة " سننزل الآن وواصل

أنت طريق وسنلتقي هناك ليلا "

ثم فتح الباب ونزل فنزلت خلفه مباشرة حيث وصلت السيارة الأخرى حينها ونزل

منها واحد منهم وغادر البقية تاركين ثلاثتنا هنا وقال الذي انضم لنا " هم على

بعد كيلو متر فقط ويفصلنا عنهم مالا يقل عن الخمسة عشر دقيقة "

تحرك حينها قائلا " جيد وقت كافي لنقلع من هنا "

نظرت له باستغراب ولم يكن أمامي من خيار سوا اللحاق به وسرت

خلفهما بخطوات مترددة بطيئة حتى قال دون أن يلتفت لي

" لا وقت لدينا أسرعي "

فزدت من سرعتي حتى كنا داخل ذاك السياج وتقف على مقربة منا طائرة صغيرة

بعض الشيء ليست كتلك التي يسافرون بها في المطارات فهل هذه طيارة خاصة ؟؟

تحركوا نحوها دون تردد ولا وقوف وتبعتهم حتى وصلنا لسلمها وصعدنا على متنها

وكانت بالفعل كما ضننت من مقاعدها التي لا تسع إلا لخمس ركاب أو أقل مقسمة

لتكون مقعدين صغيرين وأريكة للشخصية المهمة ومقعدين لمرافقيه , جلسا كليهما

وتوجهت أنا لأحد المقاعد المتطرفة وجلست فيه وربطت الحزام وانطلقت الطائرة

فورا على صوت دوي رصاص جعلني أخفض رأسي حاضنة له بيداي حتى

خرج صوت يبدوا من مكبرات موجودة بها قائلا " نرجو الهدوء وربط

الأحزمة جيدا سنقلع بسرعة أكبر "

وبالفعل علت الطائرة بشكل مخيف فتشبثت بالمقعد مغمضة عيناي بقوة

وتشهدت فلا يبدوا أني سأخرج من هذه الرحلة سالمة , بعد قليل ثبتت

الطائرة فتنفست بارتياح وفتحت عيناي على الصوت الذي قال

" هل تريدين ماءً ؟ "

رفعت نظري للواقف فوقي ثم هززت رأسي بلا فعاد حيث كان وبعد مدة

نزلت الطائرة مجددا ونزلنا منها لنصعد سيارة جديدة وما أن تحركنا حتى

تلقى ذاك الشاب اتصالا ما فهمت منه أننا بثنا في مأمن ولا أحد يتتبع أثرنا

فلما تركوهم من البداية يعرفون بأمرنا وبأني ذهبت معهم ؟ سرنا مسافة قليلة

حتى كنا في مدينة أقل ازدحاما وأصغر من سابقاتها ولست أعلم أين ولا أستطيع

السؤال ولا أعلم حتى إن كنت لازلت في أسبانيا أم غادرنا منها , وقفنا عند

مبنى معين نزل له ذاك الشاب وخرج سريعا ثم ركب وقال من فوره

" تحرك فهدفنا الآن آمن وعلينا أن نصله سريعا "

تحركنا مجددا وغادرنا تلك المدينة في رحلة طويلة سالكين طريق ترابي

موحش وقد بدأ الظلام يتسلل للأرجاء حتى وصلنا طريق معبد دخلنا منه

لمدينة أخرى عبرنا لها خلال أول نقطة تفتيش أراها , وما أن أراهم ذاك

الشاب بطاقته تركونا نعبر فورا وتوغلنا في تلك المدينة حتى وقفت سيارتنا

أمام مبنى بعدة طوابق لا أعلم فندقا أم عمارة سكنية أم ماذا يكون فلا لافتة

فوقه مما يعني أنها بناية سكنية , صعدنا بالمصعد ودخلنا شقة معينة

وأشار ذاك الشاب لأحد الأبواب قائلا " يمكنك الدخول لتلك الغرفة "

فسرت نحوها دون اعتراض ولا أن أسأل أو أطلب شيئا رغم أني لم آكل منذ

عشاء البارحة ولم ينزل معدتي شيء , دخلت الغرفة وأغلقت الباب وتوجهت

للسرير من فوري وارتميت عليه من شدة تعبي بعد كل هذه الساعات من السير

مشيا وفي السيارة وحتى جوا , أغمضت عيناي سريعا وغبت في عالم النوم

دون أن أجد وقتا حتى لأفكر فيه في شيء , بعد وقت استيقظت على طرق

لباب الغرفة فجلست وتوجهت نحوه بما أني لم أخلع حجابي , فتحت الباب

فكان ذاك الشاب وقال من فوره " اتبعيني هناك من عليك رؤيته "

قلت من فوري " أواس هنا ؟ "

عاد الضيق لملامحه وقال " تعالي وستعرفين "

خرجت أتبعه ولا أعلم سر العداوة بينه وبين أواس ومن أين يعرفه ولما

يبدوا لي يكرهه بشدة ؟؟ توجهنا لصالون المنزل حيث كان يجلس رجل

لا أعرفه وقف ما أن رآني ومد لي بورقة وقال " اطّلعي على هذا "

أخذتها منه وفتحتها أنظر لها بحيرة وريبة وقرأت أسطرها ثم نظرت

له فقال من فوره " هل كل شيء فيها واضح ؟ "

قبضت عليها بقوة وقلت هامسة بألم " واضح "

مد لي بهاتف أخرجه من جيبه وقال " سأستمع للمكالمة معك عبر سماعات

التصنت والتقطي إشارتي إن سأل عن شيء غير الموجود في الورقة "

هززت رأسي بحسنا بحزن فقال " لا تترددي فكثيرين يعتمدون عليك

وأهمهم مصير بلادك بأكمله أيضا "

نظرت للهاتف في يدي وضغطت عليه بقوة وأول ما فكرت فيه هوا

أواس فكم أحتاجه الآن وكم أريد أن يكون بجانبي , أشار بيده وقال

" يمكنك الجلوس "

جلست وجلس هوا مقابلا لي يضع سماعة في أذنه ويثبتها فيها وبقي ذاك

الشاب واقفا , ضغطت الأرقام بأصابع مرتجفة ورغم أني أعلم جيدا ما يدبر

له ويريد فعله وكل جرائمه تلك لكنها كبيرة على نفسي , كبيرة أن أقوم بها

أنا تحديدا , وضعت الهاتف على أذني وأجاب من في الطرف الآخر سريعا

فقلت بهمس " أعطني جدي "

وما كانت لحظات حتى سمعت صوته الجاد الجهوري قائلا

" دُرر هذه أنتي ؟ "

نزلت دموعي من فورها وهذه المرة ليس حزنا على ما سأفعل به بل

على كل ما لقاه أواس منه دون سبب منطقي , على كل من سُجن بسببه

وأعدم وقتل , مسحت دموعي وقلت ببحة بكاء " نعم جدي "

قال من فوره " أين أخذك ذاك الجاسوس ؟ أين أنتي ولما تبكي هكذا "

نظرت للواقف فوقي باستغراب من معرفة جدي له ومن نعته له بالجاسوس

وكنت أريد سؤاله عن الأمر لكني تراجعت عن ذلك بإشارة من الجالس

أمامي وقال جدي " أين ذهبا بك كنا نراقبك وننتظر الفرصة المواتية "

قلت وقد عادت دموعي للنزول " لا أعلم أخذت هاتفه بالخفية لأنه نائم

جدي خذني من هنا لا ثقة لي بأحد ولا حتى رجالك ولا أريد الذهاب مع

هذا الرجل ولا أريد العودة مجددا لزوجي ولسجنه لي لقد هربت منه

تلك الليلة بأعجوبة "

قال من فوره " لا تخافي لن تعودي له ولن يأخذك , لما لم تفعلي ما

أرسلته لك مع الخادمة لكان أخرجك رجالي من هناك "

مسحت أنفي وقلت " لم يصلني منها شيء ولا علم لي بكل هذا

فلا ترسل لي أحدا منهم "

قال بغيظ " سحقا للحشرة ستموت على يدي "

ارتجف جسدي بقوة من كلامه وتابع هوا قائلا " صفي لي

شيئا أي شيء رأيته "

رفعت نظري للجالس أمامي وقلت " دخلنا مدينة بها برج

تلتف حوله أضواء ملونة "

قال من فوره " نعم عرفته ثم أين "

قلت مباشرة " خرجنا منها عبر طريق ترابي لمدينة أخرى يضم

اسمها ثلاث كلمات في لافتتها بها نقطة تفتيش ونزلنا في شقة "
قال مباشرة " دُرر لا تغلقي الهاتف واتركيه بعيدا عنك مفتوحا عرفت

المدينة وسنحدد موقعك حالا وأريد أن تفعلي ما سأقول لك ما أن

تكون الساعة الواحدة ليلا "

نظرت للجدار فكانت الساعة الحادية عشرة ونصف واستمعت له

بعدها وقد شلتني الصدمة وهوا يقول " هل تستطيعي أخذ مسدسه

منه ؟ هوا لم يربطك ويسجنك بالتأكيد ولن يفعل لك شيئا "

لم تكن صدمتي من ثقته بأنه لن يسجنني ويربطني بل مما طلب مني بعدها

وهوا قتل الشاب الذي أحضرني بمسدسه فهل يضن الجميع يمكنهم قتل الناس

ببرود , استمعت لكل ما قال حرفيا ووقفت بعدها بإشارة من الجالس أمامي

ووضعت الهاتف الذي لا يزال متصلا به حيث أشار في إحدى الغرف وأغلقت

عليه الباب وعدت جهتهم فقال هامسا " أمامنا ساعة ونصف ومؤكد سيطوق

رجاله المكان بعد قليل فهوا قريب من هنا وسنصطاده الليلة ونخرج به

عبر الممر الحدودي الذي دخلنا منه فهناك من يسّر كل ذلك من دخولنا

حتى خروجنا وإخراجه بعيدا عن نظر وعلم سلطات هذه البلاد "

وبعد مشاورات كثيرة مع أشخاص تحدثوا معهم ويبدوا ذاك الوزير يسيّر كل

شيء وحين كانت الواحدة إلا عشر دقائق كنت واقفة أمام باب الشقة أحمل

المسدس بيدين مرتجفة وأعصاب متوترة للغاية , أما ذاك الشاب فقد غرق

في الداخل في بركة دماء مزيفة تحسبا لتسلل رجاله هنا ويبدوا أن البقية لم

يغادرا هذا المبنى لأنه مراقب تماما , ارتجف جسدي بقوة عندما علا رنين

الهاتف الذي تركوه معي وأجبت عليه فكان الرجل الذي أجاب عليا سابقا

وما أن سمع صوتي أعطاه لجدي الذي قال فورا " أين أنتي الآن ؟ "

قلت بهمس " أمام باب الشقة "

قال من فوره " اصعدي للسقف "

وكما كانوا يتوقعون طلب مني الصعود هناك ففعلتها سريعا فكل ما كنت

أريده أن ينتهي هذا الأمر , أن أبتعد من هنا وأن أعود لأواس وينتهي

كل هذا الكابوس الذي اسمه انتقام من حياته , قلت بذات الهمس

" ماذا أفعل بالمسدس ؟ "

قال " ارميه لم تعودي بحاجة له "

فأعدته لجيبي كما طلبوا مني وصعدت للأعلى حيث السطح الواسع الخالي

تماما سوا من بضع خزانات مياه تبدوا مبنية ضمن المبنى نفسه , نظرت في

كل اتجاه ولم أفهم كيف سيأتي وأين يكون الآن , هل سينزل من الأعلى مثلا ؟

بعد قليل شعرت بأحدهم خلفي وكنت سألتفت أوقفني
همسه المكتوم وكأنه متلثم بشيء ما قائلا

" لا تتحركي , قليلا ويصل سيدي أنتي بمأمن الآن "

زاد ارتجافي أكثر فإن كانوا دخلوا هنا فأين يكونون رجال الشرطة ؟؟ بعد

قليل علا صوت من فوقنا فنظرت للأعلى أمسك حجابي الذي بدأ يتطاير مع

نزول طائرة مروحية نزلت ببطء حتى سكنت على سطح المنزل وانفتح بابها

ونزل منه شخص لم أتبينه جيدا بسبب الضوء الضعيف والهواء الذي يلفح

وجهي وعيناي , وما أن توقفت أدرع المروحية عن الدوران ومسحت عيناي

بطرف كمي حتى وضح لي الخيال الذي كان يقترب مني بخطوات بطيئة وظهر

وجهه أمامي بوضوح لتتساقط دموعي تباعا وأنا أرى تلك التقاسيم التي لم يغيرها

الزمن كثيرا على ما يبدوا لتتزاحم الصور أمام عيناي كل تلك الصور التي فقدتها

من ذاكرتي في صغري , أواس وضربه له وطلبه مني أن اضربه وكل تلك القصص

التي لفقها لي عنه , لعبه معي في الحديقة دامي القدمين والأهم تلك الليلة التي ضربني

فيها هذا الرجل حين دافعت عن أواس أمامه وقلت له أنت الكاذب وكان هذا سبب

عقدتي فيما بعد لأنه سجنني تلك الليلة في الفناء الخلفي مع ذاك الكلب الأسود المخيف

المربوط , فلِما نسيت كل شيء ولما تذكرته الآن ؟؟ اقترب أكثر وكان يقول شيئا لم

أسمعه من تشوش عقلي وذكرياتي وقواي تكاد تخور وتنفسي يدخل بصعوبة وما هي

إلا لحظات وهوا على مبعدة عدة خطوات مني خرج رجال بأسلحتهم من كل خزّانات

السطح التي على ما يبدوا كانت فارغة ومليئة بهم فأصبحوا مطوقين للسطح من جميع

جهاته فنظر حوله مباشرة , وأول هدف لهم كان المروحية التي أمطروها بوابل من

الرصاص أوقف محركها فورا وعلا صوت صارخ " سلم نفسك حلا وكل من

معك وسنقتل كل من سيقاوم "

نظر جهتي حينها وأنا بالكاد أقف على قدماي والرؤيا عندي تزداد ضبابية

ورأسي يؤلمني بشدة وأحداث اختطافي تعود له تباعا مما سبب لي كل هذا

وأشعر بكل محاولاتي للصمود تنهار ورغم كل ذلك سمعت كلماته بوضوح

وهوا يقول " خــــــــــــائنة "

لترتفع يده ببطء وكأنه يشير لأحدهم فوقف تنفسي تماما وأنا أسمع صوت السلاح الذي فُتح خلفي


المخرج : بقلم الغالية alilox


هناك صوت داخلي يسألني ويلح السؤال ماينبت بقلبي حب ام مجرد وهم وخيال لقد أمتلأ القلب به وأصبحت حواسك عليك ثائرة تنازلي عن كبريائك قبل ان تفقدي السيطرة سكن أعماقك وأصبحت روحك به متشبعة ألم تري نظرة عينيه تخترقك وتعريكي كأنها تقول لكي ممثلة فاشلة حطمي حصون الجليد من حولك وتحرري لحدائق العشق المشمسة المزهرة حتى عندما تلتزمي الصمت فأنت مفتضحة أنفاسك شرودك هروبك من نظرة عينيه لاتحاولي الإخفاء أكثر ياامرأة ونظرات عينيك له معاتبة محرقة ارحمي قلبا مل جبنك وأنت بعكس تيار الهوى مبحرة ملتلك الوحدة وسريرك وانت بهذا الجسد مستأثرة أطلقي العنان لعينيك التي أمتلأت بالدمع متفجرة من يطالبك بأن تكوني لكبريائك مخلصة الضعف في الحب قوة لم هذا الأمر مستصعبة معارك العشق كثيرة ليس بالضرورة ان تخرجي من كلها منتصرة أصرخي ليمتلأ هذا الكون بصداها فأنت بهذا العشق مختنقة اعشقي احبي إن لم تعيشيها فلم يعد لهذا القلب منفعة

سلمت يداك

نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء الإثنين إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية