لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-16, 08:54 PM   المشاركة رقم: 2121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308892
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: مهره الفهد عضو على طريق الابداعمهره الفهد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 157

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مهره الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 

هانت يـ فيتوو الشريره كلها كم دقيقه وينزل البارت 😂🚶🏻

 
 

 

عرض البوم صور مهره الفهد   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 2122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 




الفصل الثاني والثلاثون


نظرنا لبعضنا ثلاثتنا ثم لهما لترتفع يد إياس لظهرها وتقدم

سائرا بها نحونا وقال " هذه والدتي يا سهاد "

فاقتربت منها وقبلت رأسها قائلة " عِمتي مساءا عَمّتي "

كانت لكنتها غريبة بعض الشيء وكأنها تخرج بعض الحروف

بصعوبة وإن كانت حرف أو حرفين لكنها واضحة , ركزت نظري

على عينا إياس الذي كان ينظر لي ورغما عني كانت عيناي تلومه

لست أعلم على ماذا تحديدا لكني حاولت أن أرسل بها نظرات حقد

ولا مبالاة فقط , لم أستطع مجاهدتها لتبعد نظرها عن عينيه فأرغمتها

على تغيير تعبيرها ومهما كان وفهمه منهما فلا يهم المهم أن لا

يفهم أنه لوما وعتابا , قالت حينها صاحبة البشرة الشاحبة

" من منكما رغد ومن سدين "

حولت حينها نظري من عينيه لها وقلت بثبات " بل أنا ترجمان "

شحب لونها أكثر وعلتها نظرة الصدمة بادئ الأمر ثم نظرت

لإياس وعادت بنظرها لي سريعا وقالت مبتسمة

" سررت بلقائك "

قلت بهمس " شكرا "

وغادرت من أمامهم متوجهة للسلالم من فوري وصعدت لغرفتي

دخلت وأغلقت الباب خلفي وجلست على السرير ممسكة هاتفي

جربت الاتصال بسراب ولم تجب ودُرر هاتفها كان مقفلا فرميته

جانبا وتوجهت للأريكة جلست وشغلت التلفاز لحظة ما طرق أحدهم

باب غرفتي ودخلت منه سدين قائلة بابتسامة " مرحا لترجمان

دمرتها بثقتك بنفسك وسرقت نظر إياس منها لك "

قلت بسخرية وأنا اقلب القنوات " لم يكن سوا ترقب منه لردة

فعلي يا بلهاء , ولا تتسلي بي وتراقبيني مجددا "

قفزت جالسة بجواري وقالت " لم أحبها ومن النظرة الأولى

فدعينا نتفق ونزيحها من الطريق "

حركت كتفي بلامبالاة وقلت " لا يهم عندي "

وقد كرهت شعور الاشتعال في داخلي منها فعليا أن لا أهتم لن أهتم

أبدا , رميت جهاز التحكم جانبا وقلت " ما قصة لسانها الأعوج "

ضحكت كثيرا وقالت " نزلت طائرتها من ساعات فقط

قادمة من روسيا "

نظرت لها باستغراب وقلت " روسية "

حركت كتفها وقالت " قال أن والدتها روسية أما والدها فعربي "

ابتسمت بسخرية وقلت " وتعرّف عليها في رحلاته التدريبية

أم عن طريق الانترنت "

تنهدت وقالت " خالها أحد من تدربوا على يديهم هناك "

هززت رأسي بحسنا وابتسمت بسخرية , طبعا لن أقول لما لم

يتزوجها من البداية ويرحمني لأن زواجنا أساسا كان رغما عنه

وفهمت الآن لما كان يريد أن ننفصل وحين يئس من والدته وخاله

تزوجها معي وجلبها , وقفت سدين وقالت " مؤكد تريدين تناول

الغداء هنا سأطلب من الخادمة جلبه لنا لغرفتك "

وقفت وقلت " ولما آكل في غرفتي سننزل لنأكل مع البقية "

شدتني من يدي وسحبتني معها نحو الباب قائلة " نعم تعجبينني

هكذا لو كنت مكانك وتزوج عليا ذاك الأحمق الجاف البارد لجننت "

هززت رأسي بيأس منها وأنا أجاري خطواتها حتى وصلنا للأسفل

وحين وصلنا طاولة الطعام كان هناك عمتي ورغد وابنتها وإياس

فقط فجلسنا في صمت فيبدوا أن العروس متعبة واختارت النوم أو

هكذا هيئ لي حتى نزلت نسمع صوت كعبها من هنا ودخلت بفستان

قصير للركبتين وقد جمعت شعرها للأعلى وتوجهت من فورها

للكرسي بجانب إياس لتصعق الجميع بأن مالت لرأسه وقبلت خده

وهمست له في أذنه بشيء وجلست بجانبه ونظره يتبعها حتى

جلست وقال مبتسما " لم أكلف نفسي بشيء يستحق "

فهربت بنظري للطبق تحتي وقد كرهت حتى تناول شيء منه

ما هذه الوقاحة وقلة الأدب ؟؟ نعم تربية روس كفار ماذا سنتوقع

منها , بدأ الجميع الأكل في صمت وأجبرت نفسي على تناول بعض

اللقم مع إزعاج ابنة رغد التي تغني بجانبي أغنية عن الخضروات

وكأنها تحبهم وليست تأكلهم مجبرة دائما , رفعت بعدها نظري ليقع

على المقابلة لي تأكل وكأنها أحد النبلاء حتى الملعقة تحركها لفمها

ببطء دون أن تنظر لها وتمسح شفتيها كل حين وتجلس بطريقة

وكأني أشاهد فيلما عن بطلة من عائلة ارستقراطية تأكل مع عامة

الناس , تنفست بضيق ثم وقفت وغادرت من هناك لغرفتي مجددا

لعله يسعد الآن بعدما تزوج من النوع الذي يعجبه ولنرى كيف

ستعمل هذه الشاحبة أعمالنا في المزرعة



*~~***~~*



خرجت من الحمام أجفف شعري ورميت المنشفة على السرير حيث

الجالسة منغمسة في الهاتف في يديها , اقتربت منها ووضعت

يدي على رأسها وقلت مبعثرا شعرها " ما به هذه المرة "

رفعت رأسها ومددته لي وقالت بضيق " أواس بالله عليك

تأخذه مني وترجع لي هاتفي "

أخذته من يدها وقلت مبتسما " ما مشكلته ؟ "

ثم نظرت لشاشته على صوتها قائلة " علقت شاشته على هذه

الصفحة ومنذ ساعة أحاول وبلا فائدة حتى أني أغلقته

ونزعت بطاريته ولم تتغير "

ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " تعالي تعالي أنظري "

وقفت من فورها على ركبتيها فوق السرير ونظرت له في يدي

وشهقت بقوة حين رأت كم الصور التي التقطها لها ثم اختطفته من

يدي وقالت وهي تمررهم بإصبعها " لا ما هذا !! كيف صورني ؟ "

استللته منها وقلت " بل أنتي صورتِ نفسك وجميع

الصور كنتِ فيها متأففة وغاضبة "

جلست ونظرها معلق بي للأعلى وقالت " امسحهم أواس

لا تترك منهم ولا واحدة "

قلت ونظري منشغل به " مسحتهم وتركت واحدة "

قالت من فورها " لا أواس أنا لا أتصور ولا ألتقط الصور

أمسحها أيضا "

أرسلت الصورة لهاتفي ثم رميته لها على السرير وقلت

" مسحتها "

توجهت بعدها للخزانة ولبست ثيابي ورميت المنشفة على

صوتها قائلة " لا تخرج شعرك مبلول أواس لن أسمح

لك هذه المرة تفهم "

التفت لها فكانت ترتب السرير فتوجهت نحوها وحضنت

خصرها ورفعتها على صوت اعتراضها وابتعدت بها

عنه قائلا " لا ترتبيه لا داعي لذلك "

أوقفتها بعيدا وتوجهت له وجلست عليه نصف جلوس متكئ

على ظهره وقلت مشيرا للطاولة " ناوليني هاتفي "

نظرت لي مستغربة ثم قالت " ألن تخرج "

هززت رأسي بلا وقلت " إلا إن كنتِ ستطردينني "

توجهت للهاتف ورفعته من الطاولة قائلة " لا طبعا فأنت

بحاجة للراحة بالفعل "

مدته لي ودارت حول السرير وجلست بجانبي ورفعت أنا

الهاتف لأذني قائلا " أغلق المعرض يا سلمان واصرف

العمال وعد لمنزلك "

قال من فوره " هل من خطب سيد أواس ؟ "

مددت ذراعي لها فنامت على صدري وضممتها بها وقلت

" لا ... اليوم لا شيء مهم سلمنا الدفعة بالأمس ولا أحد لديه

شيء سيأتيه اليوم فغادر لمنزلك وخذ باقي اليوم إجازة "

قال " هناك بعض الزبائن سجلت طلباتهم لاستلامها يوم الاثنين "

قلت من فوري " سنتناقش فيها غدا "

ثم أنهيت المكالمة ورميت الهاتف جانبا واتكأت برأسي للأعلى

ويدي تمسح على شعرها أفكر في هذه المرأة التي أصبحت نقطة

محورية في حياتي , في العينان الخضراء التي تمثل قهوة صباحي

في الشفاه الزهرية التي تبدد إرهاق يومي بابتسامة منها في حالنا

وماضينا ومستقبلنا , كيف تجاوزتَ نقطة ضربها لك يا أواس ؟؟

هل لأنها كانت صغيرة ولا تعرف وأنك موقن أنه إن تكرر الأمر

الآن فلن تفعلها ؟؟ أم تتحجج بأن جدها كان السبب ؟ وسبحت

بي تلك الأفكار بين سواد الماضي وعتمة المستقبل كما تسبح

أصابعي في نعومة شعرها حتى قالت " أواس هل لي بطلب "

ابتسمت بحزن وقلت " واحد فقط ؟ "

جلست ونظرت لوجهي وقالت " ترجمان وسراب صوتهما لا

يعجبني ولم يقولا شيئا أشعر أن ثمة ما يحدث معهما فاسأل صديقيك "

تنهدت ونزلت بنظري لوجهها وقلت " واحدة تزوج عليها زوجها

والأخرى وجدت والدتها واكتشفت أنها شبه تنكرها وفقط "

شهقت واضعة يدها على فمها وقالت وعيناها تمتلئ بالدموع

" من الذي تزوج !! "

مسحت عينيها بإبهامي وقلت " إياس وليست جريمة

الله حلل له أربعة "

هزت رأسها وقالت " يا إلهي ترجمان لا تستحق ذلك صحيح أن

شخصيتها يصعب التأقلم معها والسيطرة عليها لكن قلبها أنقى

منا وروحها الجميلة أجمل ما فيها "

رفعت كتفاي وقلت " تلك حياته يا دُره لا أحد يحق له

التدخل فيما يخصه "

قالت من فورها " وسراب "

مددت يدي لها وأعدتها لحضني وقلت " لا أعلم تفاصيل الأمر

فقد سمعت حوارا دار بينهما عن الأمر ويبدوا أن والدتها حية

وتريد مقابلتها سرا دون علم زوجها الرافض لها "

ضمت خصري بذراعها ولاذت بالصمت فلم أتحدث بعدها

واحترمت صمتها وتركتها لأفكارها لأعود لأفكاري التي تلتهم

قلبي كلما كانت معي , ليت الماضي كان غير الماضي يا دُره

يا حبيبة أواس منذ عرفك وأحضرك جدك طفلة تبكي تطلب

والدتها وسهرت مع والدتي نحاول جاهدين إسكاتك وما أسرع

ما يتأقلم الأطفال وينسجموا مع واقعهم , قالت بعد صمت طويل

" أواس ما تخطط من أجل المستقبل ؟ "

ابتسمت بألم على سؤالها , وكأنك تقرئين أفكاري يا دُرر

قلت بهدوء " ولما هذا السؤال ؟ "

قالت من فورها " لا شيء فقط سؤال فلا أحد لا يفكر في

المستقبل ويخطط له وأنت لم تتحدث عن هذا أبدا "

قلت بابتسامة صغيرة " وليس بسبب كلامي تلك الليلة حين

تشاجرنا ونمتِ في المجلس ؟؟ "

قالت بهمس " لا "

قبلت رأسها وقلت " مؤكد سأخطط لمستقبلي لكن ليس الآن "

ضمت خصري بقوة أكبر وقالت " ومن أنا فيه ؟ "

ابتسمت بألم ورفعت رأسي متكئا به للأعلى وقلت " إن أبقاني

الله لك يا دُره فستكونين ذاك المستقبل أجمعه "

ابتعدت حينها عن حضني ونظرت لي بعينان دامعة وقالت

" من سيقتلك يا أواس ؟ "

حضنت وجهها بكفاي وقلت مبتسما " ألا يموت

الإنسان بلا سبب "

هزت رأسها بلا تمسك عبرتها فقلت بحزم " لا تبكي يا

دُره ولا تتحدثي في هذا مجددا "

مسحت عينيها بظهر كفها بقوة وقالت ببحة " هل يفكر

في إيذائك ؟ هل حاول قتلك ؟؟ "

هززت رأسي برفض وقلت " اششششش يكفي "

كانت ستتحدث فلم أترك لها المجال شددتها لي وقبلتها بعمق , لا

تتكلمي يا دُره لا تخوضي في الأمر أكثر , كان هذا حلي الوحيد

لإنهاء الموضوع وإسكاتها وقد استسلمت لي من فورها واستجابت

لقبلتي الدافئة وهذا ما بات يعيد الحياة لعروقي أن لا تكون كل هذه

العواطف العاصفة من طرفي وحدي وكأنها تجبر نفسها على تحملي

هكذا أريدك يا حبيبة أواس تذوبين كقطعة الجليد بين أحضاني وقبلاتي

أن تعرفي معنى الغوص في هذا العالم الذي ينسيك كل شيء من

حولك , لن يتركني وشأني يا دُره لابد وأنه يدبر لشيء ومثلما

أتعس ماضيا ودمره سيدمر مستقبلي تأكدي من ذلك وقد

أندم يوما أني أدخلتك معي فيه




*~~***~~*



تبعته وركبت السيارة وانطلقنا وقلت من فوري

" هل نقلتهم لمنزله ؟ "

قال باختصار " نعم "

فلذت بالصمت ولم أتحدث وأنا أتذكر كلامه حين قال ( لنرجع قبل

المساء ) أي أنه لازال عند قراره ولن يعيش هناك لكن لماذا ؟؟

لما يتمسك بذاك المنزل وتلك الحياة وكل ثروة ذاك العجوز أصبحت

ملكه !! وطبعا لا يمكنني سؤاله كي لا يفهم الأمر كما يخبره عقله

خصوصا مع أفكاره عني وتحسسه من هذه الناحية وأنا ما صدقت

أن تغيرت نظراته ونبرته معي لأرجعه كما كان , نظرت له لوقت

وأفكاري تتزاحم حتى قال ونظره على الطريق " إن كان في

نفسك شيء فقوليه يا سراب ولن أغضب "

أبعدت نظري عنه وقلت " لا شيء لكنت قلته وتعرفني جيدا لا

أخفي ما في داخلي وما تقرره أنا معك فيه "

لم يعلق فسرقت نظري له فكانت على شفتيه ابتسامة صغيرة

لا أفهم معناها حقا فقد بث عاجزة عن فهم هذا الرجل وعن نفسي

معه , بعد مسافة لا بأس بها وصلنا لسور ضخم ومرتفع وقفنا

بالسيارة أمامه وأخرج هاتفه واتصل بأحدهم وقال من فوره

" افتحوا لنا الباب "

وما هي إلا لحظات وانفتح آليا ودخلنا للحديقة الواسعة التي كان

يبدوا عليها بعض الإهمال وهذا أمر طبيعي فصاحبها مات من

أشهر وأغلقت المحكمة المنزل ومع الرياح والأمطار ستتضرر

ما أن اقتربنا من باب المنزل حتى تراء لنا الصغيرات يلعبن في

جانب بعيد من الحديقة حتى أنهن لم ينتبهن لنا فها قد صبرت هذه

العائلة ونالت ثمار صبرها فستتغير جميع حياتهم خصوصا أن آسر

مستعد لأن يقدم لهم كل ثروته بما أنه لم يبخل عليهم براتبه في السابق

وقفت السيارة ونزل منها ففتحت الباب ونزلت أيضا وكانت والدتهم

وصبا وداليا في استقبالنا عند الباب , سلمت عليهم وقبل أن أبارك

لهم على المنزل باركوا لي على استعادة آسر لماله ولا يعلمون أنه

ليس لي فيه شيء إلا صاحبه الذي لم أملكه بعد وقد أُصبح دون أي

شيء وفي أي لحظة , بعدما رأيت من حياتي معه وحبه لهم وطريقة

عيشه وعيشهم والصدمة التي تلقيتها من والدتي تعلمت أن الإنسان أهم

من المال أن السعادة وراحة البال ووجود أناس تحبك وتعترف بك أهم

من هذا كله وإن كان آسر قد يكون يعاقبني بحرماني من كل هذا

فسأرضى وأصمت وأتحمل كي لا أخسره هوا أيضا , دخلنا للداخل

حيث والدهم الذي أصبح يتحرك بكرسي معاقين يمكنه تحريكه آليا

وها قد نفذ آسر أهم خطوة وهي إعطاء هذا الرجل فرصة ولو للتنقل

في المنزل والحديقة , كان المنزل كبيرا جدا وأثاثه أنيق وفاخر وكان

أول ما فعلته أن صارعت جميع الأفكار التي كانت تحاول سحبي معها

للتفكير في أن كل هذا كان سيكون ملكي لو تزوجت ذاك العجوز قبل

أن يموت , نظرت لآسر من فوري كأني أستخدمه كممحاة لكل تلك

الأفكار فنظر لي وابتسم فبادلته الابتسامة ونظرت لوالدتهم التي

قالت " تفضلا المنزل منزلكما قبلنا "

فتحركنا معها حيت قادتنا للصالون وسط المنزل وقالت ما أن

جلسنا " الصغيرات اليوم دخلن لتناول الغداء بالحيلة وكأنهم

حياتهم لم يروا ترابا وأزهار "

ابتسمت لها وضحك آسر وقال " أتركوهم سيملون ويدخلوا

وسأجلب ألعاب للحديقة ومن يهتم بها أيضا "

قال العم صابر " لا أرى أنكما أحضرتما أغراضا لكما

ألن تعيشا معنا هنا ؟ "

نظرت ليداي في حجري ولم أتحدث وقال آسر " لا "

قالت والدتهم من فورها " ولما تتخذا منزلا جديدا وهذا

واسع وبطابقين "

بقيت على صمتي بينما قال هوا " ولن أشتري منزلا جديدا "

كانت ستتحدث لكن زوجها سبقها قائلا " أميرة لا تتدخلي في

شئونهما , آسر ليس طفلا "

فلاذت بالصمت ولم تتحدث , لا أعلم لما أشعر أن هذا الرجل يعرف

عن حياتنا الكثير فهل هذا تخمين منه فقط أم آسر أخبره بشيء ؟؟




*~~***~~*



بقيت في غرفتي لباقي اليوم ولم أخرج منها وكانت سدين معي أغلب

الوقت رغم حديثها المزعج عن زوجها المهمل الذي لم يتصل بها

حتى الآن ولم يفكر في زيارتها ولا شراء هدية لها إلا أننا قضينا

وقتا مسليا معا كعادتنا ووقت العشاء نزلنا لتناوله مع البقية وكان

العروسان غير موجودان على طاولة الطعام فقد أخذها ليتناولاه في

الخارج , هه أمور حرمني منها وأعطاها للنصف عربية الشاحبة

تلك ولا أستغرب أن يسافر بها ويترك لنا أعمال مزرعته

أكلت قليلا ثم وقفت معتذرة بأني أريد النوم وصعدت لغرفتي مجددا

وبقيت وحدي فيها هناك أسمع صوت ضحكاتهم في الأسفل وضحكة

رجولية تشاركهم وهي لإياس بالتأكيد فلا رجل غيره سيدخل هنا , مرت

الساعة تلحقها الأخرى حتى هدأ المنزل ومؤكد خلد الجميع للنوم , طوال

النهار لم أفكر به ولا بها كان الأمر شبه عادي فكل ما كنت أفكر فيه كيف

أتحرر منه وأعيش حياة أنا من يختارها وبجميع تفاصيلها لكن الآن وأنا

موقنة أنه في ذاك الجناح وتلك الغرفة يعطيها حقا آخر حرمني منه

شعرت بالاشتعال لا أعرف لما تحديدا ولا يعنيني لكنه شعور سيء

وقاسي وقاهر أشعر وكأن ثمة من وجه لي طعنة قاتلة وتركني أموت

ببطء , اتكأت على السرير وسحبت البطانية على جسدي أتمتم بهمس

" للجحيم هوا وهي معه للجحيم "

وما كانت لحظة حتى قفزت جالسة حين فتح أحدهم باب الغرفة ودون

طرق وكما توقعت كان هوا واقفا أمامه فقلت فورا " ما جاء بك ؟ "

أغلق الباب ولم يتحدث فقلت " إن ضننت أنك ستجدني أبكي على

أطلالك وجئت لتشمت بي فرافقتك السلامة ليست ترجمان

من تبكي على رجل باعها واستبدلها "

قال ببرود " بل هي من تنازلت عن الليلة لك "

قلت بسخرية " تعرف في الأصول حقا , بلغها شكري

وقل لها مستغنية عنه لك "

توقعته سيزمجر غاضبا لكنه قال بهدوء " ترجمان أنتي زوجتي

مثلها وأقولها الليلة ولن أكررها إن أردتِ كان لك ما لها "

جمعت شعري في جانب واحد أخفي بحركتي تلك ارتجاف

أوصالي غضبا وقلت " لو كان في نيتك هذا ما تزوجت

بها من أساسه "

تنهد وقال " أنتي من رفضه فلا تنسي ذلك "

قلت بسخرية " لا يا ابن عمتي أنت من فعل ذلك ومن أول ليلة "

قال من فوره " لأنك ما كنتِ سترضي به "

ضغطت بقبضتاي على البطانية أخفيهم تحتها وأفرغ فيها غيظي

وقلت ببرود " الأمر واحد ولا أعرف رجلا ينام مع رجل "

تنفس بقوة وقال " لننسى كل ما قيل "

قلت من فوري " هه تأخرت "

قال بجدية " لم أتأخر وكما أخبرتك كلاكما زوجتاي "

تفجر حينها كل ما كنت أكبته وأشرت له بإصبعي ثم للباب خلف

وقلت بحدة " أخرج يا إياس فإن كانت أشعلت شهوتك تلك الأجنبية

ورمتك خارج الغرفة فلن أسمح لك بأن تطفئها عندي , وإن كنت

تخجل من أن تعلم صباحا أنك لم تنام معي فهذا لا يعنيني "

قال حينها بغضب " مجنونة وعقلك مريض ما هذا الهراء يا ترجمان "

ضربت بقبضتي على فخذي وأشرت للباب مجددا وقلت بعينان

تقدح حماما " أخرج يا إياس قلت أخرج "

فخرج حينها وأغلق الباب خلفه بقوة




*~~***~~*



بعدما أصروا علينا جميعهم وأقنعوا آسر بصعوبة استسلم ووافق

أن نبقى للمساء ونتناول العشاء معهم وغادرنا منزلهم قرابة منتصف

الليل وعدنا بعدها للمنزل لواقعه للحياة التي اختارها لنا رغم تلميحه

الواضح لي هناك أني إن أردت العيش معهم فلي ما لهم وأن أنساه

ومنزله هذا وحياته ولا يعلم أن ذاك هوا المستحيل والأمر الذي لن

يختاره قلبي فما لي بمنزل وثروة ليس لي فيها شيء إن لم أكن

زوجته فبأي حق سأعيش وأتمتع بها ؟ دخلنا المنزل وتوجهت من

فوري لغرفتي بعدما نزعت حجابي وتركته على كتفاي ليوقفني

صوته وأنا عند باب الغرفة مناديا " سراب "

فوقفت مكاني والتفت له فتوجه نحوي يديه في جيوبه حتى وقف

أمامي وقال ونظره للأرض تحتنا " هل أفهم أنك رفضتِ

عرضي بالبقاء هناك معهم "

قلت ونظري معلق به " من دونك لن أعيش هناك يا آسر

لما لا تريد أن تفهمها "

رفع رأسه حينها ونظر لعيناي وقال " سنعيش هنا إذا "

ابتسمت ابتسامة صغيرة وقلت " كما تريد وبما أنه راتبك سيصبح

لك وحدك عليك أن تغطي لنا هذا المكان المفتوح كي لا أموت

شتاءا تحت المطر لأني لن أتركك تغرف المياه وحدك "

ابتسم حينها ابتسامة واسعة وأخرج يديه من جيوبه وحضن بهما

وجهي ليبعثر مشاعري ويلعب بدقات قلبي ثم قال " هذا فقط ؟ "

أبعدت نظري عن عينيه وقلت مبتسمة " ومعطف شتوي طبعا

أو ستبقى طوال الشتاء تخدمني وأنا نائمة ومحمومة "

خرجت منه ضحكة صغيرة وقال " وأثاث جديد أيضا وغرفة

نوم أفضل وأكبر وسرير يسعنا كي لا تلكميني ليلا "

شعرت حينها بأطرافي تخونني وكاد يغمى عليا من الإحراج

وحاولت الهروب من قبضة كفيه لوجهي ولم أنجح فرفعه له

وقال " أنظري لعيناي يا سراب "

تنفست بقوة لأهدئ نفسي ثم رفعت نظري ببطء حتى استقر على

حدقتيه العسليتان وكنت أنتظر لأسمع ما سيقول ولم أكن أتصور

أن مخططه كان أبعد من ذلك حتى وجدت نفسي فريسة لشفتيه

وقبلته الرقيقة التي عرف كيف يبعثرني بها ويرميني خارج هذه

الخارطة بل والكرة الأرضية أجمع كي لا أجد أمامي سوا الاستلام

له والتجاوب معه وما كنت سأحاول الرفض وصده عما يفعل لأنه

لم تكن لدي أي طاقة على فعلها وكيف ذلك ويداي سبحتا فورا في

محيط صدره العريض لتستقرا متشبثتين بعنقه ولم أعي لنفسي إلا

حينما أبعد شفتيه وأخذ نفسا قويا وفي نيته معاودة الأمر مجددا لكني

هربت من كفيه المنغرستان في شعري ومن جاذبية شفتيه القوية لي

وركضت جهة الغرفة ودخلت وأغلقت الباب خلفي واتكأت عليه

أعض شفتي بإحراج مغمضة عيناي بقوة وأنا أسمع كلماته في

الخارج وهوا يقول " هذا ليس عدلا يا محتالة تشعلي

الفتيل وتهربي , أخرجي الآن "

غطيت وجهي بكفاي ألعن نفس ثم أبعدتهما وقلت بصوت

مرتفع " ليس الليلة آسر أرجوك "

لم أكن مستعدة للأمر أشعر بمشاعري متخبطة ومتوترة

ثم أريد الاستحمام وهذه الثياب و... لا لا يمكن هذا الآن




*~~***~~*





كنت نائمة على ظهري فوق السرير والهاتف في يدي أحاول تطبيق

كل ما علمه لي أواس اليوم وفهم هذا الشيء المعقد الذي كما قال

ستكون نهايته على يدي والأغرب أنه قال أن عليا أن أفسده لأتعلمه

وسيجلب لي آخر نسخة عنه وأعتقد أن هذا الهاتف سعره ليس بالشيء

البسيط , رغم أن أصابعي كانت تتحرك فيه وعيناي تراقبان بتركيز

ما أفعل إلا أن ذهني لم يكن معي أبدا بل مع ترجمان وما يحدث معها

ومع سراب ووالدتها , سراب لن تتحمل فكرة أن تجد شخصا من عائلتها

قد تجن من الفرحة فكيف بصدمتها أن والدتها ترفض وجودها في حياتها

بشكل رسمي , ترى ما يحدث معك يا سراب واليوم لا تجيبين على هاتفك

أبدا ! ترجمان أيضا تواجه أمرا الله وحده يعلم ما تعانيه منه فبشخصيتها

التي أعرفها جيدا لن تبوح بشيء حتى إن أزعجها ذلك ولم أحب محادثتها

والاتصال بها حتى تفعلها هي فلا أريد إحراجها بسؤالي , وكان جل تفكيري

في أواس وفي من يفكر في قتله ؟؟ جدي لا أحد غيره بالتأكيد فلما تحاولين

الهروب من اتهامه تحديدا يا دُرر فمن غيره ستحملين ذكرى تعذيب أواس

على يديه وأنتي لن تريه إلا وجدك معهم هنا , لماذا يحاول دماغي فطريا

تشويش الفكرة لأجد له مهرب ومنفذ منها هل لأنه جدي هل لأني أنتمي له

وقطعة منه ؟؟ لما قد يحاول قتله لما عذبه وما بينهما ؟ هل يكون أواس هوا

المخطئ ؟ لم أستطع حتى الاتصال به بالرقم الذي أخذته من هاتفه , لم

أستطع مخالفة أوامره لكن عليا أن أعلم عليا أن أفهم لما يريد قتله ومن هوا

في ماضيه ؟ لماذا يريد حرماني منه وأذيته بي كما قال , نزلت دمعة من

طرف عيني حينما فكرت أن يموت أن يقتلوه أن يتركني وحدي في هذه

الحياة , هل تعلقتِ به لهذا الحد يا دُرر ؟ هل نسيتِ كلامه عن أنك مجرد

مرحلة وغاية لأغراضه ؟ هل نسيتِ أنه لا يريد أبناء منك ؟ ترى هل

توقعه لموته هوا سبب كل هذا ؟؟ مسحت طرف عيني بأصابع مرتجفة

لحظة ما انفتح الباب ودخل منه فأبعدت الهاتف من أمام وجهي ونظرت

له جانبا ورسمت ابتسامة صادقة على شفتاي فمن قال أن أصدق لغة هي

لغة العينين فقط ؟؟ فما الذي قد يخفي نظرة الحزن والألم غير ابتسامة

مصدرها القلب , أغلق الباب ووقف مسندا يده عليه دون أن يتحرك من

مكانه ينظر لي بابتسامة معاتب فزادت ابتسامتي اتساعا ورميت الهاتف

جانبا وغادرت السرير متوجهة نحوه حتى وقفت أمامه وطوقت عنقه

بذراعاي واقفة على رءوس أصابعي وقبلت خده قبله رقيقة ثم

ضممته بقوة وقلت " لم أنسى "

فمرر كفه على ظهري برفق وقبل خدي بدفء وقال

" من الجيد أن لا تنسي "

ابتعدت عنه حينها ونظرت للأسفل العب بأصابعي وقد ارتفعت

أصابعه لخصلات شعري التي تمردت على وجهي وأنا أنزله وقلت

بتردد " أواس هي تحاول جهدها لكسبك وعليك أن تعدل بيننا وأ... "

وماتت الحروف على أعتاب شفتاي ولم أسمع جوابا ولا تعليقا منه

فرفعت نظري له وكما توقعت تغيرت ملامحه للضيق وقال

" إن كنتِ لا تريدين إلا ليلتك يا دُره نمت الليلة الأخرى

في أحد غرف المنزل "

هززت رأسي بقوة وقلت " لا ليس هذا ما أعني لكن .... "

وتوقفت عن الحديث ما أن وضع إبهامه على شفتاي وكأنه يختم

به عليهما ليسكتا وقال بذات ضيقه " لا شيء لها فيا يا دُره

لا شيء أكثر مما أمنحه لها الآن هل تفهمي "

أنزلت حينها رأسي مجددا ولذت بالصمت فتحرك نحو السرير

قائلا " ضننت لوقت أنك لا تريدين من يشاركني فيك "

أغمضت عيناي بقوة أضغط قبضتاي في بعضهما وقلت ولازلت

مولية ظهري له " لو كان الأمر بيدي ما تمنيت غيرها يا أواس

لكنها زوجتك مثلي وقبلي أيضا وواقع علينا تقبله "

تحرك حينها نحو الحمام قائلا " هذا قراري ولن تحاسبي

أنتي عليه فلا تتدخلي فيه مجددا "

ثم دخل وأغلق بابه خلفه فرفعت رأسي للأعلى ووضعت يدي على

جبيني , لا جدوى من النقاش مع هذا الرجل أبدا لم أناقشه مرة في

أمر وخرجت منتصرة وبما أريد , كم أنت شخصية يصعب السيطرة

عليها يا أواس وما يحيرني ما يكون هذا الجرم العظيم الذي ارتكبته

تلك المرأة لا يسامحها عليه ولا ينساه رغم محاولاتها الجاهدة , بعد

قليل خرج من الحمام ليجدني واقفة مكاني وتوجه للخزانة من فوره

وفتحها يفتش فيها فقلت " أواس لا تغضب مني "

قال منشغلا بما يفعل " لم أغضب "

تنهدت بأسى من نبرته الجافة التي تخالف ما يقول وقلت بهدوء

" لن أتحدث في الأمر مجددا ما دمت ترفضه لكن لا تنم

غاضبا مني أرجوك "

أخرج منشفة كبيرة وأغلق الخزانة ثم توجه نحوي ووقف أمامي

ورفع كفه حاضا به وجهي ثم قبل شفتاي قبله صغيرة وقال

" لست غاضبا فأقسمي لي الآن أنه ليس من أجل الله فقط "

هززت رأسي منزلة له للأسفل وقلت وأنا أدس خصلاتي

خلف أذناي " بل من أجلك وأجلي أيضا أقسم لك "

أمسك حينها ذقني بأصابعه ورفع وجهي له وقبلني قبلة أعمق وكأنه

يكافئني على ذلك ثم أبعد شفتيه ومرر إبهامه على شفتي وقال بهمس

ولمعان غريب في عينيه " مما مخلوقة هذه الشفتين ففي كل مرة

يخال لي أني مزقتهما "

ولم يكن لي مفر من إبعاد وجهي لأنه لازال ذقني في قبضة أصابعه

فأغمضت عيناي خجلا وشعرت حينها بشفتيه تقبلني مجددا ثم بأصابعه

تتركني وغادر جهة الحمام ونظري يتبعه حتى وقف أمام بابه والتفت لي

وأشار لجهتي من الخزانة مبتسما فهربت بنظري للأرض وقال وهوا

يغلق باب الحمام " الأحمر "

واختفى خلفه ليندفع صوت المياه سريعا فتوجهت للخزانة فتحتها

وأخرجت قميص النوم الأحمر المليء بالخيوط المتدلية منه وقلت

مبتسمة وأنا أنزعه من علاقته " تلك البائعة الحمقاء ألم تجد غيره "

لبسته سريعا وكل أملي أن لا يطلب أن أرقص له مجددا لأني

لن أفعلها ولو شنقني




*~~***~~*



صعدت السلالم ليوقفني صوتها منادية " خالد انتظر "

التفت لها ثم نزلت العتبات حتى وصلت عندها فقالت من فورها

" هل صحيح أنك أجرت شقة وتفرشها ؟ "

قلت ببرود " نعم , من قال لك ؟ "

قالت " لا يهم من قال لي , ماذا تفعل بها تؤجرها "

رفعت كتفاي وقلت " لأتزوج وأسكن فيها طبعا "

قالت بصدمة " وتترك هذا المنزل الواسع ! ثم لم تخبرني

أنك ستخطب وتتزوج "

قلت ببرود " ها قد علمتِ "

قالت بضيق " ولما لا تعيش هنا من سيبقى معي الآن بعد

مصطفى رحمه الله وزوجته التي غادرت لأهلها "

مررت أصابعي في شعري وقلت " ليأتي أحد أبنائك

الآخرين ليعيش معك بأبنائه "

كتفت يداها لصدرها وقالت " ومن العروس فلم تطلب

أن نبحث لك أم تعرفها سابقا "

تنفست بقوة أعد نفسي للمواجهة المؤجلة ومخطط بسام الذي

سأدفع ثمنه وحدي وقلت " بلى تعرفينها جيدا "

نظرت لي باستغراب مطولا ثم قالت " من بنات أعمامك أم خالاتك "

هززت رأسي بلا فقالت " من بنات الجيران إذا "

تنهدت وقلت " بل رغد زوجة مصطفى "

شهقت بقوة وقالت " من من !! "

قلت بجمود " ألست تريدين حفيدتك , سأجلبها لك "

قالت صارخة " أريد حفيدتي ليس والدتها ثم وزوجته الأخرى

حامل أيضا هل ستتزوجها لتجلب ابنها لنا "

قلت صاعدا من جديد " تلك لا تطالبي بابنها من البداية "

وصعدت للأعلى متجاهلا نداءاتها وصراخها الغاضب




*~~***~~*




مرت باقي أيام الأسبوع كما المعتاد لا جديد سوا تلك الدخيلة الجديدة

الملتصقة طوال الوقت بإياس كالناموسة وحتى في الإسطبلات لا

تتركه بل وتلبس ملابس ريفية غربية مضحكة وقبعة قش تضنه فصل

صيف لتحتمي بها من أشعة الشمس ! أما أنا فكنت أتجنبهم وكل الجهة

التي يتواجدون فيها داخل المنزل أو خارجه وسدين مرافقة لي طوال

الوقت ولا يبدوا لي أحد من العائلة استلطف تلك الشاحبة فحتى عمتي

قالت أنها ليست من النوع الذي يعجبها وتلك لا أراها تهتم سوا برأي

إياس ووجوده قربها , نظرت للقادمة تركض نحوي تضم ياقة كنزتها

الشتوية على عنقها وفكيها لتقيهم من البرد وقالت ما أن وصلت تمسح

أنفها المحمر " ماذا حدث معك ؟ "

قلت ببرود " لا شيء طبعا وقفت مكاني حتى تعودي يا محتالة "

أمسكت المعول مني وقالت " غبية لم أهرب كنت أحاول مع

والدتي إقناع تلك العنيدة رغد "

حملت الحجر الذي أخرجناه من الأرض وسرت به جانبا قائلة

" لما لا تتركوها تفعل ما تراه مريحا لها "

قالت وهي تضرب الأرض بالمعول " كيف لا تريد أن تشتري

ملابس وقمصان وعدّتها لم يتبقى عليها سوا شهر واحد وخالد

قال لإياس أنه سيعقد عليها فور خروجها منها "

رميت الحجر مع الأحجار الأخرى وعدت جهتها قائلة

" هي تعلم جيدا أنه لا شيء يثمر مع جنس الرجال "

عدلت وقفتها واتكأت بذراعها على عصى المعول الطويلة المسند

بالأرض وقالت " غبيتان أنتما الاثنتين , هل يعجبك حالك

هكذا وتلك تأخذ حصتها وحصتك فيه "

رفعت حجرا آخر وسرت به ولم أعلق فوصلني صوتها مرتفعا

" اقسم لو كنت مكانك لأعدته من بين عينيها "

ابتسمت بسخرية ورميت الحجر ونفضت يداي , وهل كان لي

لأعيده منها ! عدت جهتها قائلة " قريبا ننهي نصف هذه

المساحة , ماذا قرر شقيقك سيغرس فيها "

قالت ببرود " لما تغيرين الموضوع يا ترجمان "

نظرت بعيدا حيث أشجار الزيتون وقلت " لأني لا

أريد التحدث فيه "

قالت بهدوء " تغيرتِ كثيرا يا ترجمان هل لاحظتِ ذلك "

نظرت لها باستغراب فعادت لتقليب التربة قائلة " أصبحت انطوائية

أكثر وصامتة أغلب الوقت , تحدثي فلا يوجد بشر يمكنه التحمل دائما "

قلت بسخرية " لذلك عليا أن أخرج من هنا أو تخرج تلك "

نظرت لي بصدمة وقالت " خِلت أن أمرها لا يعنيك كما تقولين "

هززت رأسي ونظرت بعيدا وقلت " أجل لكن وجودها أصبح

يغيظني وعليها أن تختفي من أمامي قبل أن أظهر فيها مواهبي "

ضحكت وصفقت بيديها قائلة " نعم أرني أفعالك فيها "

رميت يدي في وجهها وقلت " هذا ما تريدينه أن تتسلي , تلك ... "

ثم تأففت ولم أكمل فقالت " تلك ماذا "

تجاهلتها وعدت لضرب الأرض فعادت هي أيضا للعمل ولم تعلق بشيء

حتى عمي رفعت لا يريد أن يقتنع أن وجودي هنا خاطئ وعليا أن أخرج

بأي شكل .. عليا أن أخرج , هل تتركيه لها يا ترجمان ؟ نعم أتركه وفيما

يعنيني لم أهتم له يوما , إذا لما يضايقك كل ما يجري ؟ رميت ما في

يدي بقوة لأقطع تلك الأفكار وغادرت من هناك عائدة جهة المنزل

ودخلت من الباب الخارجي للمطبخ وما أن دخلته حتى وجدت تلك

الشاحبة جالسة عند الطاولة تشرب كوبا من القهوة فتجاهلتها ولم أنظر

ناحيتها مطلقا هي وقبعتها المضحكة مثلها , توجهت ناحية الثلاجة

وأخرجت علبة مشروب غازي لأني أحبه باردا دائما , كنت سأخرج

مجددا وما أن مررت خلفها حتى تحركت شياطين رأسي التي كانت

ترقص منذ وقعت عيناي عليها هنا فرججت العلبة وفتحتها وأنا أعبر

خلفها ورفعت يداي فوق رأسها لينزل المشروب عليها ووقفت

هي حينها بشهقة مصدومة




*~~***~~*




مرت الأيام بعد تلك الليلة لم يحاول فيها آسر التحدث عن نومنا معا

أو أي شيء من أجل المستقبل سوا بعض القبلات الصغيرة الخاطفة

فلم أكن أراه أغلب النهار ولابد وأنه مشغول بأعمال ذاك العجوز

التي استلمها حتى أنه لم يعد يتناول جميع الوجبات هنا ويبدوا ينتظر

الإشارة مني لأني أنا من طلب منه تأجل الأمر , أنهيت إعداد الغداء

وطهوت عدة أصناف من الأشياء التي أحضرها فقد تحسن طعامنا

أكثر من السابق وجلب لحما وسمك والعديد من أصناف الخضراوات

والفواكه وغير الثلاجة بأكبر منها أيضا , لو أفهم طريقة تفكيره فقط

كيف يحصل على كل ذلك المال ويريد العيش هنا ؟؟ كنت أظن أنه

عقابا لي لكن بعد أن خيرني بين هنا والعيش هناك مثلهم ولي ما لهم

تبدد ذاك الشك ولكن يبقى الأمر لغزا مبهما يصعب عليا فهمه !!

أنهيت كل شيء وفكرة مجنونة قادتني لغرفته فعليا أن أعد جوا

مناسبا فيها بما موجود هنا وأسقط الجدار الذي بنيته بيننا فقد

أطلتها فوق اللازم كي لا أنتهي نهاية ترجمان ويفجعني بأخرى

فهوا الآن أصبح يملك المال وبإمكانه فعلها في أي وقت , آه أعانك

الله عليهم يا شقيقتي لو لم أكن أعرف من تكونين جيدا لطلبت أن

تأتي لي هنا بما أنه لا منصف لك هناك




*~~***~~*





صعدت السلالم أضحك على تعليقات عمته التي هربت منها وهي

تضحك وتتحدث عن خروجها للحديقة وقد رأتنا عند الأرجوحة

كله بسبب ذاك المجنون أواس طلب أن نذهب لها وأن أركبها ويدفع

بي كما كنا في الماضي ولثاني مرة تحدث عن الماضي وذكرياتنا هنا

في طفولتي واكتشفت من حديثه أني لم أكن طفلة وقحة فقط بل وأنانية

ومتطلبة لأني أجده لا يبخل عليا بشيء حتى الحديقة كنت لا أتجول

فيها إلا جالسة على كتفه , وقفت أمام باب الغرفة وهززت رأسي

مبتسمة بإحراج حين تذكرت ما حكاه لي عن المرة التي قلت له فيها

لما تُقبل خدي فقط قبل شفتاي كما يفعل جدي ووالدتك , وكيف بكيت

وغضبت منه ورفضت التحدث معه حتى فعل ذلك , فتحت الباب

أتمتم ضاحكة " وقحة حقا ولم تجدي من يؤدبك "

أغلقت الباب خلفي وصوت الماء في الحمام فيبدوا أنه يستحم , كنت

سأخرج لولا أوقفني هاتفه الذي علا بنغمة جعلت أطرافي ترتعش

وقلبي يضطرب بقوة جعلت صوت نبضاته تضرب في رأسي مصدره

ضجيجا عاليا , جدي هذا هوا بالتأكيد إلا إن جعلها نغمة لأحد غيره أو

للجميع , مر حينها كل كلام أواس أمامي كالشريط وفكرة واحدة عبثت

بعقلي ذاك الوقت وهي ( من الجاني منهما ولما يريد قتله ) تقدمت

بخطوات مجنونة وأعلم مصيري جيدا إن علم ما سأفعل لكن عقلي

يرفض الانصياع ويرفض التوقف , وصلت الهاتف ورفعته فكان

كما توقعت أسم ( الوحش ) ففتحت الخط ووضعت الهاتف على

أذني بيد مرتجفة وقلت بهمس " جدي "




*~~***~~*




فتحت باب المنزل ودخلت لتصلني رائحة الطعام اللذيذ ولهذا أرسلت

لي لآتي ولا أتناول الغداء في الخارج , أغلقت الباب أنظر للكيس

الصغير الذي أحمله في يدي يحوي علبة لخاتم زواج وسوار كي أقدم

لها شيئا من مالي قبل أن تستلم أموالها فوقتها لن تسعد بهما كما الآن

وبما أنه غدا صباحا تنتهي مدة توكيلها لي عن أموالها وقد تأخرت

هي كثيرا في أن تقرر الوقت المناسب ليكون زواجنا حقيقيا فالليلة

موعدي معك يا سراب وغدا سأخبرها بكل شيء وآخذها لطابقها

من ذاك المنزل فطوال هذا الأسبوع انشغلت بزيارة الحقول والأبقار

والمواشي وبدأنا في تشغيل المصنعين المتوقفين من أشهر وقد ساعدني

المحامي ومديري المصانع كثيرا وسيرجع كل شيء كما كان قريبا

دخلت وسط المنزل لأقف مكاني وأنا أنظر للواقفة عند باب غرفتي

وكأنها تنتظر دخولي , تحيط عينيها المحمرتان هالة متوهجة بسبب

احمرار جفنيها ويبدوا بكت لوقت طويل , وهذا غير الحمم الملتهبة

التي تقذفها عينيها ناحيتي وتنفسها القوي وارتجاف فكها , رفعتْ

بعدها يدها لأنتبه حينها فقط للأوراق الموجودة فيها ومدتهم

أمامها قائلة " ما هذا يا آسر ؟؟ "



المخرج : بقلم الغالية deegoo


سأكون كما اريد ولن اكون كما تريد
شامخة بأنوثتي وامشي بوثووق
تقول ان تصرفاتي و قلبي من جليد
لكن الحقيقة انني انثى بحق وحقوق
ستحبني رغما عنك وحبي فييك يزيد
وسنصبح قلبا واحد يحترق بشووق



نهاية الفصل ..... الفصل القادم مساء الجمعة إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 09:18 PM   المشاركة رقم: 2123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 121 ( الأعضاء 38 والزوار 83)
‏فيتامين سي, ‏نور الغيد, ‏منوني, ‏الاميرة الحالمة, ‏sloomi, ‏طيووووبة, ‏دمعه ثلجيه, ‏الخاشعه, ‏سلمى الخالد, ‏tahleel, ‏ترووفه, ‏جلاديوس, ‏منيتي رضاك, ‏جزيرة, ‏طُعُوْن, ‏rahmouna, ‏غندة, ‏لحظات عمري, ‏hoouur, ‏مجد العوني, ‏عبدالله المعيدي, ‏اريج الجهني, ‏رديناا, ‏ملاك الرووح, ‏شيماءعبدالله, ‏الوان الدنيا, ‏Meesh, ‏رسيل الاحزان, ‏ام نينه, ‏مملكة الغيوم, ‏احلى ذات, ‏الراجيه عفو ربها, ‏الاميرة البيضاء, ‏vida.rose, ‏مهره الفهد, ‏ام^عزووز, ‏Metan, ‏&*لحن المفارق*&

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 09:38 PM   المشاركة رقم: 2124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260674
المشاركات: 4
الجنس أنثى
معدل التقييم: كياكيا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كياكيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الرواية كل مالها تصبح شيقة 😩 مقدر اصبر كل اشوي اشيك على البارت

 
 

 

عرض البوم صور كياكيا   رد مع اقتباس
قديم 09-02-16, 09:44 PM   المشاركة رقم: 2125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2014
العضوية: 284565
المشاركات: 52
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماءعبدالله عضو له عدد لاباس به من النقاطشيماءعبدالله عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 103

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماءعبدالله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 

يالله ليشش؟؟كذا بارررت مررره خطيرر وقفله ممتازه😡

يابرد المشاعر ليش كذا🤕🤕🤕والله حنّا مساكين نبغى شيء يبرد ع قلوبنا انا أبغىء أعرف مشاعر أياس مع زوجته سهاد ترجمان اواس واسر ،؟فيه تعبير شوي أياس ولا شيء ولاشيء نبغىء رده الفعل..😎😎😎😎عساه تحمسنا تصدقين حسيته يكذب يوم قال هي تنازلت عن ليلتها 🤐ماادري عجزت لا أصدقه؟؟ترجمان هدوء ماقبل العاصفه وانتظروا


درر لااحب التكلم عنهالانها توجع قلبي 💔💔

اسر القادم ليله متنليه بستين نيله ☺☺☺☺

 
 

 

عرض البوم صور شيماءعبدالله   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية