لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-16, 08:30 PM   المشاركة رقم: 2021
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258758
المشاركات: 360
الجنس أنثى
معدل التقييم: najla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 524

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
najla2013 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثلاثون)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر مشاهدة المشاركة
   هههه سلامة أعصابك نجولتي يعني بتتركينا لآخر فصول الرواية وتلاقي نفسك ترجعي تقرئي الي تركتيه عشان تفهمي ‏

إياس يمكن دواه يجرب أو دوى ترجمان قرصة حارة توقضها وآسر علاجه جاي وسراب دواها تيأس منه أما وجد فدواها عندي هههه ‏


شكرا نجول يحزني إن روايتي توصلك لهالدرجة من الإحباط وربي يحفظك لكتاكيتك الحلوين ‏

لا و الله مو احباط اما ماهو مرة هكة و مرة هكة ...خفي عليهم شوي ...و هما مساكين من مشكل لمصيبة لانتقام 😝😝😝

 
 

 

عرض البوم صور najla2013   رد مع اقتباس
قديم 06-02-16, 08:49 PM   المشاركة رقم: 2022
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 228326
المشاركات: 169
الجنس أنثى
معدل التقييم: sloomi عضو على طريق الابداعsloomi عضو على طريق الابداعsloomi عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 213

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sloomi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثلاثون)

 

أتوقع ظهور نزار وهو اللي بيوصل اواس لجابر

 
 

 

عرض البوم صور sloomi   رد مع اقتباس
قديم 06-02-16, 09:01 PM   المشاركة رقم: 2023
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثلاثون)

 






الفصل الحادي والثلاثون

المدخل : بقلم الغالية alilox


يادرتي احتويني طبطبي وداوي جرحي العميق من غابر السنيني يادرتي حرريني حرري روحي التي مازالت مقيدة مع ذاك الطفل في القبو من ظلم جدك الطاغيةخلصيني الذي استنزف طفولتي استباح برائتي وصنع مني قاسي القلب متمردا فأنت خلاصي وفي ذات الوقت انتقامي فساعديني خذي بيدي من ذاك القبو المظلم البارد الذي استعبد ذاتي وسكن ذكرياتي اخرجيني ولنور الشمس وربيع عمري بقربك خذيني يسعدلي هالمسا

وهذه بقلم الغالية اغاني الوفاء


أقسم بإن الحب الأزلي التي تتحدث عنه الروايات ودوواين الشعراء دوماً ، لم يحضى بقناعتي، فأنا مؤمنة إيماناً كاملاً أن تلك الأحلام الوردية ليس لها مكان في واقعنا ويومنا ، وكم كنت استخف بالفتيات المحلقات في سماء غرامهن وعشقهن...
ولكن أن أقف في يومي هذا مختلة الإتزان ، مضطربة المشاعر ،مشتتة الفكر، بسبب الصوت المدوي لباب قلبي الذي أدخل زائر الحب إلى أعماق أعماق قلبي، كأنه يلغي بذلك كافة قناعاتي ويرميهن عرض الحائط ، لاصطدم بإني أحمل لإحدهم شغف وولع وهيام.. لهوا الجنون نفسه،،، تباً فقد دارت الدنيا وأوقعتني بحصاد سخريتي من أحلام بنات حوى.

سلمت الأيادي


نظرت لي بصدمة لوقت ثم قالت ببحة " والدتي !!! "

هززت رأسي بنعم دون كلام فهزت رأسها غير مستوعبة ثم مسحت

عيناها وأنفها بطرف كمها وأشارت لنفسها وقالت " أمي أنا ؟ والدة

لسراب هذه "

ابتسمت بحزن ومددت يدي لخدها ومسحت بقايا دمعتها وقلت

" نعم والدة سراب "

جمعت خصلات شعرها خلف أذنيها وزحفت ناحيتي قليلا وأمسكت

يدي وقالت " لست تكذب عليا آسر أليس كذلك ؟ "

هززت رأسي بلا مبتسما فقفزت حاضنة لي تبكي حتى كادت

توقعني للخلف وتعلقت بعنقي فمسحت على ظهرها وقلت

" هذه السعادة من أجل والدتك أم من أجل أني لست متزوجا "

لم تجب طبعا بل ازدادت تمسكا بعنقي تدفن وجهها فيه وتبكي

بشدة فأبعدتها عني وحضنت وجهها بكفاي وقلت " يكفي بكاء

ألم تجفي بعد ؟ ستمرضين ولا نقود عندي لعلاجك "

أمسكت يدي مجددا وقالت " أريد أن أراها آسر خذني لها أرجوك "

نظرت حينها للأسفل وقد ماتت ابتسامتي ووصلني صوتها حائرة

" ماذا هناك هل هي مريضة أم مسافرة ؟؟ ألا يمكنني رؤيتها "

رفعت نظري لها ومددت يدي لذراعها وسحبتها لتتكئ على صدري

ونظرت للفراغ وقلت بشرود " لا هذه ولا تلك "

وتنهدتُ بعدها فعليا المتابعة وعليها أن تعلم بذلك وكل ما أخشاه نتائج

ما سأقول , تابعت وأصابعي تمسح على نعومة شعرها " بعد وفاة

والدك تزوجت خالتي من رجل مسئول كبير في الدولة ورفض أن

تبحث عنك وأن تعيدك إن وجدتك وبعد أن شِيع خبر ظهوركن من

جديد قال أنه لا يقبل أن تكون لها أي علاقة بك وقال أنه لا يعلم من

أي نوع أنتي وتعلمين وجهة نظر هؤلاء المسئولين الأثرياء يا

سراب وكيف ينظرون للأقل منهم فأهم ما لديهم مظهرهم

الاجتماعي "

ابتعدت حينها عن حضني ونظرت لعيناي وقالت بصدمة

" لكني لست فاجرة ولا مجرمة لما يخجل مني ! وأكبر دليل

أني متزوجة ومِن ضابط شرطة أيضا "

تنهدت وقلت " لم يقتنع وهي تريد رؤيتك دون علمه "

نزلت دمعتها تسابق الأخرى وقالت بصدمة " رؤيتي في السر !!

هل باعتني به ؟ "

لم أعرف ما أقول وما أجيب فسألت من فورها " هل لدي

أخوة ؟ هل لها أبناء منه "

هززت رأسي بلا فقالت بعبرة " إذا لما تتمسك به أم كل ما

يعنيها مظهرها الاجتماعي أيضا "

كنت سأتحدث لكنها سبقتني قائلة " هل عرضت عليها

العيش معنا هنا ؟ قل الحقيقة آسر "

صُدمت بادئ الأمر لتوقعها ذلك لكني لم أستغرب أن تفكر فيه فأنا

بالفعل أخبرتها أنها إن أرادت ابنتها فمنزلي مفتوح لها ولم أخبرها

بثروتي وثروة ابنتها لكنها رفضت , نظرت للأسفل ولم أتحدث فبدأت

بضرب فخذيها بقبضتيها بقوة وقالت ببكاء " باعتني من أجل المال

باعت ابنتها الوحيدة من أجل ذاك , من أجل كيس النقود

اختارته عليا أنا "

مددت يدي لها قائلا " سراب عليك أن تسمعي منها أن تعلمي

أسبابها فقد يكون كل هذا من أجلك "

رمت يدي عنها وقالت بصراخ باكي " لا أريد سماع صوتها

ولا رؤيتها لا أريدها , ابتعد عني "

وقفت حينها فعليا تركها وحدها ستهدأ وتفكر بروية وما ستقرره سيكون

ولن أجبرها على شيء فخالتي كانت مخطئة منذ وافقت عليه وشرطه

كان من قبل زواجه بها أنه لن يعترف بابنتها في حال ظهورها وأن

تنساها للأبد , ومالا تعلميه يا سراب أن جميع أموال والدك سلمتها

والدتك لذاك المغرور فلو فكرتِ للحظة لاستغربتِ كيف لمدعي عام

في محكمة العاصمة أن يموت ولا يترك شيئا ولا حتى منزل ترثيه

منه , خرجت من الغرفة وتركتها في بكائها المستمر تاركا قلبي معها

لا يمكنني التغيب أكثر عن قسم الشرطة وما كنت أريد إخبارها الليلة

لكنها اضطرتني لذلك كي لا تمضي الليل تبكي من فكرة زواجي وها

هي ستمضيه في دموع أشد وحزن أكبر , عليك أن تكوني قوية يا

سراب عليك أن تتخطي هذه الصدمة ولوحدك ولتعلمي أن حب المال

أمر سيء وقاتل ولهذا لم أكن أريد إخبارك عنها عندما سألتني تلك

الليلة لكنها تصر الآن على رؤيتك وكانت ستأتي من نفسها لذلك

أخبرتها أنه علينا تمهيد الأمر لك أولا



*~~***~~*



بعدما صليت الفجر وأنهيت قراءة أذكاري وقفت أفكر بحيرة أمام

الخزانة المفتوحة لأقرر ما سأرتدي وعيناي على قمصان النوم

لكننا وقت الفجر الآن فما قميص النوم في الصباح !! لكنه يُعتبر ليلا

بالنسبة له وسيأتي لينام , آخ منك يا أواس كنت دائما تأتي هذا الوقت

لا ترى شيئا أمامك بسبب التعب والسهر وتنام فورا فما جد عليك اليوم

أنا الحمقاء هل كان عليا فعل ذلك بالأمس , مررت أصابعي في شعري

ورفعته للأعلى وتأففت , لما لم أستطع تمالك نفسي ؟ ما هذا الذي فعله

بي أم كله من تأثيرا زوجته على أفكاري , أخرجت أحد قمصان النوم

أقطع بذلك جميع هذه الأفكار ولبسته , كان قصيرا لنصف الفخذ وباللون

النيلي , قصير جدا لكنه أفضل من طويل وأعلاه كله دانتيل مخرم أو

شيفون فهذا من الحرير , توجهت بعدها جهة المرآة وكنت سأضع أحمر

شفاه فغيرت رأيي حين تذكرت تلك المرة جعلني أمسحه فما نفعه الآن

تحركت بعدها في الغرفة أفكر أين سأستقر بهذا المظهر أدخل السرير

وأغطي نفسي ؟ حركة سخيفة جدا , أجلس وأغطي ساقاي ؟ أيضا حركة

مزرية وكأني مشلولة أو نائمة في المستشفى فكيف أستقبله هكذا , تأففت

وأمسكت رأسي بيدي أتنهد بأسى لحظة انفتح باب الغرفة ودخل ليجدني

واقفة مكاني لا جالسة ولا نائمة ولا قررت شيئا , نظرت للأرض من

فوري أخفي توتري بدس خصلات شعري خلف أذني فأغلق الباب ووقف

عنده ولم يتحرك وخشيت أن أرفع نظري له فأجده ينظر لي بضيق أو

غضب , غبية ما فعلته ليغضب ها أنتي طبقت أوامره لك وبحذافيرها

رفعت نظري له ببطء فكان مكتفا يداه لصدره وقال ما أن وقع نظري

على عينيه " اليوم لن أدخل دون دعوى , سأعتبر نفسي ضيفا "

شهقت حينها في وجهه بصدمة فرفع يده أمام وجهه وفعل حركة

بسبابته وإبهامه ثم قال " لا تذكرين هذه الحركة بالتأكيد "

أبعدت نظري عنه حينها فإن كنت لا أذكرها فأنا أعرف معناها وهل

قصده بهذا أني كنت أفعلها له في صغري ؟ لا أستغرب ذلك فيبدوا

أني كنت طفلة وقحة تحتاج من يجلدها لتتأدب , قلت بخجل

" أواس توقف عن هذا "

قال حينها بصوت مبتسم " متأكد أنك لن ترضي أن أقضي اليوم

واقفا هنا لأني لن أتحرك من مكاني إلا بدعوة "

تراجعت خطوتين أهز رأسي رفضا وقلت " أواس أترك

عنك هذا الجنون "

هز رأسه بلا مبتسما دون كلام فقلت " ادخل الحمام واستحم

وسأجهز لك ثيابك , تحرك هيا "

بقي مكانه وأعاد الحركة مجددا فرفعت رأسي للأعلى وهززته بلا

وقلت بحياء " هذا جنون , لا مستحيل "

فقال بعدها بلحظة " هيا دُره فلا صبر لدي عليك أكثر "

أخفضت حينها رأسي وغطيته بكفاي وأشعر بإحراج لم أشعر به

حياتي مع لذعة صغيرة لا أعلم سعادة أم رغبة أم تسلي , اتكأ حينها

على الباب خلفه مصدرا ثقله عليه صوتا وقال " متعب يا طفلة أواس

وأكاد أسقط واقفا فارحميني "

أبعدت يداي حينها وتحركت نحوه ورأسي أرضا وكلما اقتربت منه

خطوة شعرت بدمائي تتفجر في وجهي حتى وصلت عنده ومهما طال

الوقت كنت سأصل , وقفت أمامه وقد سوى وقفته ووضع يديه في

جيوب بنطاله فعضضت شفتي بقوة ثم رفعت يداي وطوقت بهما عنقه

ورفعت رأسي قليلا بحيث لا تقع عيناي على عينيه وأغمضتهما من

فوري وقبلته وهذا المجرم لم يبدي أي مساعدة ولا بأن ضمني بيديه

وكأنه يعلم نتيجتها فسرعان ما استسلمت لجنوني وتعلقت به أكثر أرفع

نفسي على رءوس أصابعي وقبلتي تزداد عمقا وضمني بذراعيه حينها

وقبل أن يشاركني الأمر أبعدت شفتاي وخبأت وجهي في صدره وقلت

" آخر مرة تفعل لي تلك الحركة أو أغضبتك "

فخرجت حينها ضحكته الخفيفة وشعرت بها كأنها ذبذبات من ضلوعه

المحتضنة لي وهمس في أذني " لن أفعلها إن تعلمتِ كيف تستقبلين

زوجك كلما دخل الغرفة "

ابتعدت عنه وقلت بصدمة " كلما ماذا !! "

توجه نحوي ورفعني عن الأرض قائلا " لا تناقشي كي

لا أقول كلما رأيتِني "



*~~***~~*




ما أن دخلت المنزل فجرا حتى وجدتها خارجة من غرفتها وملامحها

أسوء مما كانت عليه وتبدوا لم تنم البارحة , توجهتْ للمطبخ دون

أن تنظر لي ووقفت عند الباب تنظر للأرض وقالت

" هل أعد لك إفطارك "

قلت متوجها للغرفة " لا سأخرج لا وقت لدي "

وما أن وضعت يدي على الباب حتى قالت " ماذا هناك ؟؟

هل من مكروه حدث لعائلة العم صابر ؟ "

دفعته ودخلت قائلا " لا ... لا شيء من ذلك "

أخذت ثيابي وخرجت للحمام ولم تكن موجودة , استحممت سريعا

وغادرت المنزل من فوري لأن المحامي ينتظرني من أكثر من

نصف ساعة , وصلت مكتبه وخرج لي فورا وركب السيارة وقال

ما أن انطلقنا " هناك من سيساعدنا , سبحان الله كل الأمور

تتيسر لك يا آسر "

قلت مبتسما " حمدا لله كله من نعمه وفضله "

ثم نظرت له وقلت " كم سيستغرق الأمر من وقت "

قال من فوره " ليس كثيرا فالأملاك محددة ولا شركاء له وحتى

التجار الذين كان يتعامل معهم انتهت عقودهم من قبل وفاته فهوا

كان على علم بمرضه والفترة الماضية تجمدت فيها أملاكه ومراقبة

جميعها من المحكمة وسنلتقي اليوم بالمحامي المسئول عنها ستعرف

ما لك وما عليك وبما أن الإرث سيقسم لنصفين دون بيع شيء منه

سيكون حصره سهلا وتقسيمه كذلك "

هززت رأسي بحسنا مبتسما وقلت " المهم المنزل الآن علينا أن

ننهي أموره أولا وبما أنه كما في الأوراق بطابقين متشابهان فالسفلي

لي أريد أن أجهز غرفا فيه وأنقل عائلة عمي صابر له في

أسرع وقت "

قال مبتسما " وهذه أول إشارة لعدلك أخذت طابقا وتركت

لها واحدا "

ثم تابع بضحكة " وأين أنت من كل هذا وهي زوجتك ؟ "

ضحكت وقلت " معها إن رضيت عني وفي الأسفل إن طردتني "

وضحكنا معا لحظة وصولنا مبنى المحكمة وبدأنا في الإجراءات

الطويلة التي أراها كما قال تتيسر أمامي وكأن الجميع مجهز ليقف

معي ويساعدني وبحكم مهنتي استطعت اختصار الكثير على نفسي


*~~***~~*



ما أن أشرقت شمس صباح الليلة التي لم يغمض لي فيها جفن مهما

حاولت نزلت للأسفل وكانت عمتي وسدين تجلسان في الصالون

الموجود وسط الصالة الواسعة التي يدخلها النور من كل جانب

بسبب النوافذ الضخمة وباب المنزل الواسع المفتوح فهذا أجمل ما

في المزارع الخصوصية التامة لا جيران لا منازل بطوابق مرتفعة

ولا تطفل من أحد , وصلت عندهم وجلست بعدما ألقيت تحية الصباح

فقد يكون أخبرهم أني علمت ولن أعطي الفرصة لأحد يشمت بي وإن

كانت عائلتهم التي لم أرى منها إلا الحب والمعاملة الطيبة , لكنه قهر

مقهورة ولا أعلم لما أشعر بكل هذا وأبحث فقط عمن ألقي باللوم

عليه في هذه اللعبة التي لعبوها من ورائي وجميعهم يعلمون

" ترجمان ما رأيك أنتي في هذا "

نظرت لها وقلت " ماذا ؟؟ أعيدي فلم أكن منتبهة معك "

قالت مبتسمة " ومن يشغل بالك ها اعترفي "

ابتسمت لها ببرود ولم أعلق لأن تعليقي سيجرحها , وقفت

رغد حينها من بعيد ونادت " سدين تعالي "

فوقفت من فورها وغادرت جهتها واختفتا هناك وقالت عمتي

" سلسبيل قادمة بعد يومين مع زوجها ووالدته وكنا نتناقش في الأمر "

ابتسمت وهززت رأسي دون تعليق فخرج لنا صوت سدين من بعيد

" أمي تعالي "

فقالت عمتي بصوت مرتفع " ما سيوقفني الآن قولي ما

لديك من هناك "

قلت حينها بسخرية " اذهبي لها فقد يكون مخططا جديدا لا

تريدونني فيه "

نظرت لي بصدمة وقالت " مخطط ماذا الذي سنخفيه عنك ؟ "

وكانت القشة التي قصمت ظهري فقلت بضيق " أنتي أعلم مني يا

عمتي وما كان عليكم إخفاء الأمر تندسون وتتهامسون من ورائي

في موضوع أنا الجزء الأساسي فيه "

قالت بشبه همس " أخبرك ؟ "

قلت ببرود وإن كان بغضب داخلي مشتعل " نعم وهل كنتم

تخططون لإخفاء الأمر حتى يحضرها "

تلعثمت ولم تعرف ما تقول فوقفت وقلت " على ابنك أن يطلقني

بما أنه وجد بديلا لي فلا داعي لتركي كالمزهرية هنا "

كانت ستتحدث لولا أوقفها الصوت الرجولي الحازم من خلفي قائلا

" ترجماااان "

التفت له وكان يقف خلفي ينظر لي بضيق بمظهره الجديد القميص

المهمل مثني الأكمام لمرفقيه وبنطلون الجينز المتسخ وخصلات

شعره المتناثرة على جبينه وفي يده يحمل حبلا ملفوفا , نظرت

له ببرود وقلت " نعم أي أوامر "

قال بضيق " لو كان لك كلام كنتِ أتحفتني به ليلة أمس دون

هذه المسرحية وأنتي تستفردين بوالدتي "

كتفت ذراعاي لصدري وقلت " لم أقل لها شيئا غير الذي

قلته لك فذكرني بمخالفاتي "

تحولت ملامحه للغضب وكان سيتحدث لولا التي قفزت من خلفي

وتوجهت نحوه مسرعة وأمسكت ذراعيه قائلة " حلفتك بالله أن

تسكت يا إياس لا داعي لكل هذا "

نظر لي حينها وقال " من أجلك فقط يا أمي فلن يهينك أحد

وأسكت له والكلام موجه لابنة شقيقك "

تحركت حينها وغادرت من أمامهم وصعدت للأعلى

وعدت لغرفتي ضاربة بابها خلفي بقوة


*~~***~~*


صعدت هي للأعلى وأبعدت والدتي يداها وقالت بعتب

" إياس لا يجوز بني هي مجروحة وعلينا أن نتحملها "

ابتسمت بسخرية وقلت " لا أعتقد أن ما في خيالك حقيقي "

تنهدت وقالت " لا تنسى وعدك لي يا إياس لن تطلقها مهما قالت

وطلبت ذلك أو لن أرضى بزوجتك الجديدة تلك في منزلي

ما حييت "

قلت بضيق " وما علاقة سهاد بالأمر أنتي ربطتِ رضاك عن

زواجي بأن لا أطلق ترجمان وأنا وافقت فأبعدي سهاد عن

كل هذا "

قالت مغادره على صوت نداء سدين المتكرر لها " لا تنسى تعهدات

خالك رفعت أيضا ولا أضنك ترضى أن يغضب منك وينفذ تهديداته "

ثم اختفت تتحدث مع سدين وتركتني أتأفف غاضبا , خرجت بعدها

وعدت جهة الإسطبلات وبدأت بربط الدعامة مع العامل الذي كان

ينتظرني هناك ممسكا لها وكنت أشد الحبل بقوة وغضب وأنا أتذكر

نظراتها وكلامها حتى أنها البارحة لم تتأثر وأنا أخبرها وكأن الأمر

لا يعنيها أم تفكر أني فعلتها فقط لإغاظتها , ربطته جيدا ثم قفزت من

الأعلى وقلت " أكمل أنت الباقي سأذهب لرؤية ذاك التاجر وأعود لك "

هز رأسه بحسننا وبدأ بتمرير باقي الحبل في الثقوب وغادرت أنا

من هناك للمنزل استحممت وغيرت ثيابي وخرجت من المزرعة

لزيارة تاجر الخيول الأشهر هنا فلو قبل عرضي ومساعدتي سينفعني

كثيرا , وصلت المزرعة واستقبلني مدير أعماله وكما حكوا لي عنهم

بسطاء جدا عكس حالتهم المادية فقد كان يمسك طفلا ينظف له يديه

من الوحل ويبدوا ابنه لأنه يناديه بابا , وقف على طوله ما أن

رآني وقال مبتسما " لابد وأنك السيد إياس تفضل "

صافحته قائلا " نعم وأنت السيد وليد بالتأكيد "

قال مبتسما " نعم ونواس في انتظارك أعذرني يدي متسخة "

ثم التفت وتحدث مع طفلة تقفز بعيدا وقال " تعالي خذيه لوالدته "

نظرت لنا وقالت " عمتي مي نائمة وقالت يبقى معك ولا توقظوني "

ضحكنا معا وقال " تفضل هيا ولا تنفر من الزواج بسببي "

ضحكت وقلت سائرا معه " لدي حصتي وزيادة "

وصلنا الإسطبلات وكنت أتوقع أن يستقبلني في مكتبه لكن يبدوا

أنه كمدير أعماله لا رسميات لديهم , دخلت الإسطبل الذي كان

فيه مع فتى يبدوا في العاشرة وغادر مدير أعماله من فوره

مددت يدي له وقلت " تشرفت بمعرفتك سيد نواس"

صافحني مبتسما وقال " وأنا أيضا سررت بلقائك "

تحدثنا لوقت عن خيولي ومشاكلها وإمكانية مساعدته لي موسم

التزاوج وعرض عليا أفكاره وكان أكثر مما تخيلت سمحا وبشوشا

ومتعاونا جدا وكريما حتى في نصائحه , قال مبتسما " لأنه لا

خبرة لديك فستجد الأمر صعبا بادئ الأمر لكن بالعزيمة ستنجح

وسأساعدك فخالك العقيد رفعت له جميل كبير في عنقي "

هززت رأسي مبتسما ومتفائلا ثم مسحت على رأس الفتى الذي

كان ينظر لي مبتسما وقلت " يبدوا ابنك رغم أنه لا يشبهك "

قال مبتسما " نعم ولي غيره ثلاثة ولا أحد منهم يشبهني "

ضحكنا معا لحظة ما ظهر رأس فتاة صغيرة تبدوا في السادسة نظرت

من باب الإسطبل بعينان سوداء واسعة وشعر حالك السواد مربوط

جديلتين وقالت " أحمد ويلك من ماما هي تبحث عنك وغاضبة لأنك

لا تدرس وغادرت الغرفة "

فركض حينها مسرعا وقال " أذهبي وأخرجي كتابي من المطبخ

وأعطيه لي من الباب الخارجي بسرعة "

فضحكنا كلينا ورفع كتفيه وقال " النساء لا يقتنعن أن ثمة

أبناء لا ينفعون للدراسة "


*~~***~~*



طرقت الباب مجددا وقلت " ترجمان افتحي ولو

من أجل عمتك "

ولا مجيب طبعا فتنهدت والدتي بجانبي وقالت " لنتركها

الآن قد تكون تريد البقاء وحدها "

قلت بضيق " لا ليست ترجمان من تستفرد بنفسها وتحزن

أنا أعرفها قبلكم وأكثر منك , كله بسبب ابنك وجنونه

ما الذي ينقصها يفكر هكذا "

انفتح الباب حينها وخرجت منه على نظراتنا المترقبة وقالت

" ما بكم لم تتركوني في الحمام براحتي ظننت أن

مكروها أصاب أحدكم "
نظرنا لبعضنا ثم لها وقلت " كنتِ في الحمام !! "

نظرت لوالدتي وقالت " آسفة عمتي لم أعني ما قلت "

هزت أمي رأسها وقالت " لا عليك بنيتي أنتي من علينا

أن نعتذر منك "

رفعت كتفيها وقالت " حياته وهوا حر فيها أزعجني فقط أن

أخفيتم الأمر عني وكأني سأفسده عليه "

قالت أمي من فورها " أبدا يا ترجمان ما هذا التفكير نحن فقط

خفنا أن تزداد المشاكل بينكما ولم يكن أحدا راض عن ذلك

وحاولنا جهدنا ولم ننجح "

كانت ستقول شيئا فسبقتها والدتي قائلة " لا يا ترجمان

طلاق لن أطلبه منه ولن أوافق عليه "

قالت بضيق " ولما وهوا مستغن عني وسيجلب أخرى

ما موقعي أنا من كل هذا "

قالت من فورها " أنتي زوجته مثلها فلا تسقطي حقك فيه

فقد تعيديه تحت جناحك مجددا "

حركت يداها في الهواء قائلة بضيق " لا أريده عمتي أفهموها ولا

حياة بيننا , لما لا تحرروني منه لأختار بنفسي كما فعل هوا "

تحولت لهجة أمي للجدية وقالت " لا ابني ولا أعرفه إن طلقك ولا

أنتي ابنة شقيقي ولا أعترف بك وعمك رفعت رأيه من رأيي وسبق

وبلغه به ويوم ستخرجين من هنا سيلحقك هوا ولن تعتب قدماه منزلي "

نظرنا لها كلينا بصدمة فقالت بجدية أكبر " قسما لن يردعني عن

فعلها شيء وقد أخبرته بذلك منذ قرر قراره ذاك وعليه أن يعدل

بينكما إلا فيما أسقطته بنفسك "

ثم غادرت ودخلت ترجمان الغرفة بخطوات غاضبة فلحقتها

وأغلقت الباب خلفي وقلت " هل ستتنازلين لها عليه يا غبية "

التفتت لي وقالت " لا تتحدثي معي , أنتي التي آخر من كنت

أتوقع أن تخفي أمرا كهذا عني "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " ترجمان لا تنفثي

غضبك واستيائك بي "

تحركت جهتي وفتحت الباب وخرجت قائلة " بسرعة

ننهي باقي أعمالنا بلا كثرة حديث "

فهززت رأسي وتبعتها , وكأنها ليست تلك التي قالت بالأمس لن

تعمل مجددا ومؤكد تريد إفراغ طاقة غضبها هناك فهي هكذا دائما

تفرغ ما تكبته بالمجهود البدني , سارعت الخطى حتى أدركت

خطواتها تنزل السلالم وسرت بجانبها قائلة " ترجمان أقسم أنه

بمقدورك استعادته منها وبسهولة فقط استخدمي عقل الأنثى "

أسرعت أمامي للباب قائلة " مستغنية عنه لتشبع به "

فتنهدت وهززت رأسي بيأس ولحقتها


*~~***~~*


مرت أيام هذا الأسبوع عرفت فيهم أواس جديد كما عرفت فيهم دُرر

جديدة أيضا , صحيح أنه متغيب جل النهار لكن تعامله معي تغير

كثيرا وكأنه ليس ذاك البارد الجليدي الغاضب دائما والمستاء طوال

الوقت وبلا سبب , أما حال صديقتكم دُرر فقد تردى للهاوية وقد بات

حضنه سكينتي ودفء صوته انتعاش روحي التائهة وقبلاته عنواني

للحياة وأصبح باختصار جزئا مني شيء أستحمل تغيبه طوال النهار

لكن لا أستوعب فكرة أن يخلوا يومي منه , أعلم أنه سجاني وجلادي

ومصيري معه مجهول ومبهم وقصير لكن ما يحدث معي فاق طاقتي

ولا تحكم لي به , قد يكون لأنه الرجل الوحيد في حياتي وقد يكون

لأني وجدت فيه الحضن الذي افتقدته كل عمري وقد وقد وكلها واحد

أني تعلقت به حقا وإن كان ذلك بيني وبين نفسي ولم أخبره به فلازال

كل واحد منا متحفظا في نظري , تصرفاته تحكي الكثير لكن لسانه

لازال يقتصر الحروف والكلمات وعيناه لازالت تخفي من الماضي

الكثير , تنهدت بأسى ونظرت له وهوا نائم بجانبي وابتسمت على

شكله المرهق وحاجبيه المعقودان وهوا نائم وفي حركة مجنونة

مددت سبابتي وحركتها بين حاجبيه ففتح عينيه فورا فرغم كل تعبه

نومه خفيف جدا , أمسك يدي وقبلها ثم انقلب وأولاني ظهره

قائلا ببحة " دُره اتركيني أنام ورائي نهار مرهق "

فتركت السرير والغرفة وأغلقت الباب خلفي بهدوء , هوا لا

يرحم نفسه أبدا رغم عودته فجرا من قسم الشرطة ينام لساعات

معدودة ثم يغادر لمعرضه ومحلاته ولا يرجع إلا مساء منهك

حد الانهيار وصحته آخر ما يفكر فيه , نزلت السلالم وتوجهت

لغرفة عمته لأني أعلم أنها لا تنام بعد الفجر , طرقت الباب

فقالت مباشرة " تفضل "

ففتحته ودخلت وقلت مبتسمة " نمت البارحة مبكرا

ولم أستطع النوم الآن "

قالت مبتسمة " تعالي إذا , هذا لأن زوجك ليس هنا ليلة

أمس لما نمتِ باكرا هكذا "

ابتسمت بحياء ودخلت وأغلقت الباب واقتربت منها حتى

جلست أمامها وقلت " في ماذا تمضين الوقت كل يوم "

وضعت مصحفها جانبا وقالت " في الحديقة في إعداد الطعام

أو ترتيب غرفتي , لا أحار فدائما أجد لي عملا أفعله "

ابتسمت لها ولم أعلق فقالت " أرى أواس هذه الفترة شخص

آخر يبدوا أن الأمور تطورت بينكما "

نظرت ليداي في حجري وقلت " أفضل من السابق بكثير "

قالت بهدوء " علمت أن هذا لن يصعب عليك ونصحتك

سابقا بأن تجربي "

رفعت نظري لها وقلت بحيرة " لكن ثمة ما يزال يؤرقه عمتي

يحزنني حاله حقا ولا أفهمه ولا أفهم ماضيه وخائفة عليه منه حقا "

تنهدت وقالت " حل ذلك كله لديك يا دُرر فأنتي مفتاح أواس

الوحيد , أنتي من عليه انتشاله من ذلك الماضي "

هززت رأسي بحيرة وقلت بحزن " كيف وأنا لا أعلمه , جدي والحقد

الذي بينهما والده وأشياء كثيرة لا أفهمها , من كان يعذبه منهما وما

يريدان منه فلا واحد منهما يبدوا يفكر في تركه وشأنه فكيف

سأنقده وأحميه وأنا لا أفهم شيئا "

كانت ستتحدث لولا انفتح الباب وظننتها إحدى الخادمات حتى

قالت الجالسة مقابلا لي بابتسامة " تعال فيبدوا أن الذين فارقهم

النوم كثر اليوم "

التفت حينها فكان أواس ببيجامة النوم شعره مبعثر وعيناه محمرتان

وناعستان , اقترب مني وأمسك يدي وسحبني منها قائلا

" من سمح لك بمغادرة الغرفة تحركي هيا "

وسحبني معه على صوت ضحكة عمته فقلت ضاحكة وأنا أجاري

خطواته السريعة " أواس توقف , ما ستفعل بي وأنت ستنام "

وكان وكأنه لا يسمعني حتى وصلنا غرفتنا وأغلق الباب وأشار

للسرير دون كلام فضحكت ودخلت تحت اللحاف فنام أيضا وشدني

لحظنه قائلا " هل تعي أن النوم فارق عيني ما أن غادرتِ الغرفة "

دسست وجهي في صدره وأحطت خصره بذراعي وقلت مبتسمة

" أمري لله رغم أني قسما لا أشعر بالنعاس "

قال حينها بصوت ثقيل هامس " أشششش "

وسرعان ما عاد للنوم وتركني لتلاطم مشاعري وأنا أتنفس عطره

وأستمع لأنفاسه ونبضات قلبه وكأنه ينوي بهذا تعذيبي أكثر ولم يكفيه

ما وصلت له , فلا ينسيني نظرات زوجته وكلامها الجارح سوا لحظات

وجوده معي , بعد وقت استسلمت للنوم رغما عني كطفل أطفئوا

عليه النور وسجنوه في سريره

وبعد وقت طويل استيقظت ووجدت نفسي وحدي ولم أشعر حتى

بتركه للسرير وكأني أنا التي نمت متعبة وليس هوا , جلست أجمع

شعري وسمعت صوت المياه في الحمام أي أنه يستحم وسيخرج لباقي

أعماله , غادرت السرير وتوجهت لهاتفه وطاقة ما تحركني أسمها

( عليا معرفة ماضيك يا أواس ) أمسكت هاتفه بيدين مرتجفة وعيناي

على باب الحمام وقلبي ينبض بجنون من الخوف لأني أعي معنى ما

سيحدث إن خرج ووجدني أمسكه , فتحت قائمة الأسماء ولحسن حظي

لم يكن يغلقه بالرقم السرير وبحثت عن أسم ( الوحش ) ونظرت للرقم

مطولا وأعدته عدة مرات من توتري لأحفظه ثم وضعت الهاتف مكانه

لحظة ما توقفت المياه في الحمام , أعلم خطورة ما سأقدم عليه وأنه

حذرني من التحدث بهاتفي مع غير سراب وترجمان لكن عليا أن

أفهم وأن أعلم الحقيقة مادام لا يريد هوا إخباري بها


*~~***~~*


حركت المجرفة فطار الحجر ضاربا في خصرها فلم أستطع إمساك

ضحكتي وقالت هي بضيق " نعم أعطبي لي كليتي , أعلم أن

ذاك الأحمق أمين لن يأخذني من هنا إلا نصف إنسانة "

عدت للضحك مجددا فسدين الشخص الوحيد الذي بات مصدر الترفيه

لي هنا ولا أعلم كيف ستصبح هذه المزرعة بعد مغادرتها فلم أتخيل

يوما أنها بلباسها وعاداتها تلك تعمل كل هذه الأعمال , رمت ما

في يدها وقالت " انتهى عملنا لليوم هيا للراحة "

رميت المجرفة أيضا وتوجهنا للمنزل وقالت " الأحمق إياس

تركنا نعمل وحدنا وغادر "

لويت شفتاي وتمتمت " ذلك أفضل "

وطبعا لم يخاطب لساني لسانه منذ ذاك اليوم رغم أننا نتواجد معا

لأكثر من ساعتين هنا وعلى طاولة الطعام , وهوا الآن مشغول

بإعداد جناح له ولعروسه الجديدة ويرميني أنا في غرفة ولم يجعل

لي جناحا ولا وقت زواجنا هناك , لا أعلم أي مظهر سخيف هذا

الذي سيظهر به أمام الناس تزوج ولم يمضي على زواجنا أكثر

من ست أشهر , دخلنا المنزل وقالت عمتي ما أن رأتنا

" للحمام فورا لنتناول الغداء "

قالت سدين " سآكل هكذا ثم أستحم وأنام "

نظرت لها بصدمة ثم ضحكت وقالت " سدين تتكلم يالا العجب "

قالت سدين بضيق " وما تركتم من سدين القديمة غير الذكرى فلم

يعد لدي وقت ولا للاهتمام بنفسي كالسابق وتحولت لفتاة مزرعة

متسخة يدور الذباب حولها طوال النهار "

ضحكنا أنا وعمتي هذه المرة ليعج المنزل بضحكاتنا ومات كل ذاك

الضحك وتحول المكان لكوكب من الصمت وكأنه لا أحد فيه ما أن

دخل إياس من الباب يحمل في يده حقيبة كبيرة وضعها وقال

ناظرا هناك " أدخلي يا سهاد "

لتعلوا ضربات كعب حداء امرأة ودخلت فتاة بقوام ممشوق وطويل

وكأنها عارضة أزياء ببشرة عاجية وعينان زرقاء متوسطة الحجم

وملامح هادئة , بنطلون ضيق ومعطف من الفراء وقبعة وشال

تغطي بهما شعرها وعنقها وكأنها قادمة من الجليد , مدت يدها

لقبعتها فورا ونزعتها لينسدل شعرها البني المموج للخلف ولا

أعلم لأي طول يصل وقالت بابتسامة خجولة " مساء الخير "



*~~***~~*


وقفت بسيارتي أمامه فركب وأغلق الباب بقوة وقال

" تحرك "
فشغلت السيارة وتحركنا وأنا في حيرة من أمره وملامحه وطلبه

رؤيتي الآن وفي السيارة تحديدا !! نظرت له ثم للطريق وقلت

" خالد ما بك يا رجل "

قال بصوت فيه سخرية " اتصل بي إياس وتقابلنا صباحا "

أوقفت السيارة جانبا ونظرت له وقلت بريبة " وماذا يريد

منك يتصل بك وما علاقتي أنا بالأمر "

ضحك ضحكة ساخرة قائلا " هه كل الدخل لك , أنت

صاحب الفكرة من البداية "

نظرت له بتجهم لوقت ثم قلت " كنت أود خطبتها مجددا

وأنتظر انتهاء عدتها فقط فهل اكتشف إياس شيئا من خطتنا "

حرك رأسه ساخرا وقال " أي خطبة وخرافات يا رجل "

ثم نظر لي وقال بجمود " جاء ليخبرني أن شقيقته موافقة علي "

تيبست الدماء في عروقي وجف حلقي وإن كان للعينين قدره

على الخروج لخرجتا من مكانهما من الصدمة , قلت بصوت

أبح " مــ ... كيف وافقت "

حرك يده في الهواء وقال " أمي الحبيبة تطالب بحفيدتها ولأنه

بسبب لعبتنا السخيفة أنا سبق وخطبتها وهي لا تريد خسارة

ابنتها فوافقت وفقط "

قلت صارخا بحدة " هراء وهل أخبرته بالأمر "

قال بحدة مماثلة " لا ... وتضنني جننت أخبره بأمر كهذا ليقطع

عنقي وعنقك معي على هذه الخطة السخيفة والمهزلة واللعب

به وبعرض شقيقته "

قلت من فوري " نحن لم نلعب به ولا بعرضها وموت

شقيقك أفسد ذلك "

أشار لي بيده بمعنى تفضل أنظر لما وصلنا له فقلت

" والحل الآن يا خالد "

فتح حينها باب السيارة وقال ناظرا لي بثبات " تنسى الأمر برمته

ولا تتحدث أمامي مجددا عن غرامك وهيامك بخطيبتي "

ونزل وضرب الباب وسار يديه في جيوبه فشغلت السيارة غير

مستوعب ما سمعت وتحركت بها بجانبه وقلت محدثا إياه من

نافذتها " اركب نتفاهم في هذا الهراء الذي قلته "

وقف مقابلا ونظر لي وقال " والدتي لن تتخلى عن مطالبتها

بابنة مصطفى وأموت ولا ينتزعها أحد من حضن والدتها

وأنت خططت فتحمل النتائج "

أوقفت السيارة حينها ونزلت منها ووقفت أمامه وقلت

" علينا إخبارهم بالحقيقة "

هز رأسه وقال " لن تستفيد شيئا سوا كره إياس لك فحافظ على

ابن عمك , ورغد لولا ابنتها ما فكرت بي من أساسه ولولاها

أيضا ما وافقت فلا يخبرك خيالك أنه ما أن يأخذوا منها

ابنتها ستتزوجك "

أمسكت قميصه بقوة وقلت " يبدوا لي راقت لك اللعبة

وترغب بها لنفسك "

أمسك قبضتي بقوة وأبعد يدي قائلا " احترم ألفاظك يا بسام أنت

صديقي من سنوات ولا أريد أن أخسرك فإن كنت أنت لا تفكر

بمصلحة أحد إلا نفسك فأنا أفكر في مصلحتهما ورغد لم أراها

يوما أكثر من زوجة لشقيقي أحترمها وكأنها شقيقتي وهذه ليست

سوا نتائج لعبتك فلا تنسى أني لم أخطط لها ولم أصر

عليها فلُم نفسك فقط "

ثم غادر راكضا مجتازا الطريق للشارع الآخر وتركني أشتمه

وأشتم نفسي ورغد وإياس معه , ركبت سيارتي وغادرت بسرعة

جنونية وكأني أفرغ بذلك غضبي من كل شيء , سحقا لو كنا نخطط

له هكذا ما نجحنا فكيف سارت الأقدار بهذا المنحى


*~~***~~*

مر الأسبوع الماضي حافلا فقد قضيت أغلبه برفقة المحامي نتم باقي

الإجراءات وأصبح نصف جميع أملاك ذاك العجوز لي والنصف

الآخر لسراب طبعا ولا علم لها حتى الآن وسأخبرها قريبا فحتى

التوكيل ستنتهي مدته نهاية الأسبوع القادم , كانت فرحة بنات عمي

صابر لا توصف وهم يدخلون المنزل فلم أخبرهم حتى أصبحوا

داخله وامتزج ضحكهم وفرحهم بالدموع وكل واحدة تسرد عليا سيلا

من الطلبات التي كانت تحلم بها لأحققها لها الآن وقد أحضرت لهم

سائقا لأخذ الصغيرات لمدارسهم الجديدة وسجلت الآتي في الإعدادية

في حافلات خاصة بالمدارس وجلبت خادمتين أيضا لأعمال المنزل

فهم كل دوافعي لاسترداد هذا المال وجاء الوقت الذي أرد فيه الدين

لهذه العائلة التي مهما فعلت من أجلهم فلن أوفيهم شيئا , وسأبدأ مراحل

علاج عمي صابر قريبا ليتخلص على الأقل من الآلام التي لازالت

تلازمه أغلب الأحيان , دخلت منزلي لأرى التمثال الصامت الذي

أصبحت أشتاق حتى لسماع صوت حدائه يتحرك به في المنزل

مشاعر تصارعني وتغلبني وأكبحها بكل جهدي لتجتاز آخر اختبار

أولا وتنجح فيه ثم سننتقل أيضا هناك وأكمل حياتي معها وفي ظل

جميع من أحب في ذاك المنزل الكبير , حاولت مرة التحدث معها

مجددا في موضوع والدتها ورفضت فتحه بالكلية ولم أخبر خالتي

بشيء بل طلبت منها مزيدا من الوقت متأملا أن تهدأ وتغير رأيها

لكن يبدوا لي أن كل ذلك لن يحدث , دخلت المطبخ فكانت تقف فوق

علبة حديدية تخرج شيئا من فوق الخزانة فوقفت تحتها أنظر لها

وهي لم تنتبه لي فظهر أنها قطعة قماش تنظف بها الغبار فوقها ولم

أنتبه لتسط الماء تحتي وبحركة سريعة كانت سترمي قطعة القماش

فيه وتقفز للأسفل فشهقت بقوة حين وجدتني واقفا وترنحت في وقفتاها

فمددت يداي وأمسكت خصرها سريعا وأنزلتها لتصبح واقفة أمامي

لا يفصل أنفاسنا شيئا ولا يسع مدى نظرنا سوا لأعيننا سامحين لهما

بالتحدث بدلا عنا , مددت أصابعي للخصلة التي تمردت على وجهها

فجفلت وابتعدت عني ترتب ما تبعثر من شعرها المربوط للخلف

وشتت نظرها عن وجهي قائلة " أفزعتني "

قلت مبتسما " آسف , وأنا كدت أن أكون ممسحة لغبار

الخزانة "

ضحكت حينها منزلة رأسها للأسفل تخفي شفتيها خلف ظهر كف

يدها فنظرت للأعلى وتنهدت بقهر , يا صبرك عليها يا آسر لو

تترك نفسك تفترسها بقبلاتك المتعطشة وترتاح , تراجعت للخلف

قبل أن تسيطر عليا تلك الأفكار المجنونة وقلت من خارج المطبخ

" أتركي كل هذا سنذهب لزيارة عمي صابر وعائلته "

خرجت حينها من فورها واتجهت لغرفتها قائلة " جيد وأنا

اشتقت لهم وكنت سأطلب منك ذلك لكنك لا تأتي إلا لتنام "

ثم دخلت ولم تسمع ولا ردي وخرجت بعد قليل بعباءتها تلف

حجابها على رأسها فخرجت في صمت وهي تتبعني وسرنا

بجانب بعضنا في صمت تام حتى قالت " آسر ليست هذه

طريق منزلهم !! هل انتقلوا منه لواحد آخر هنا ؟ "

قلت باختصار " شيء من هذا القبيل "

وما كانت ستتحدث حتى كنا في الساحة التي يوقفون فيها السيارات

وقد وصلت قبلها ووقفت أنتظرها وهي واقفة تنظر لي باستغراب

فأشرت لها بيدي لتسرع فركضت نحوي فقلت قبل أن تتحدث

" بسرعة لنرجع قبل المساء "

قالت من فورها " هل ربحت القضية يا آسر ؟؟ "


المخرج : بقلم الغالية alilox


انا امرأة لي كياني لي كبريائي يصل عنفوانه للعلياء من أنت لتستنقص انوثتي من وتحط من قدري أمام نفسي ماذا تعرف عني لت حكم علي بهذا الهراء أحصل حقي بيدي فلست بحاجة أمثالك ليمن علي بهذا العطاء لست مغرورة ومسترجلة دع من فكرك عني هذه الصورة الهوجاء لي كرامتي وشخصيتي ماجعلاني اصمد ليومي هذا ولن اتخلى عنهما ولو وصل بي العناد لعنان السماء ترجمان انا اترجم اقوالي افعال فلدي مايكفيني لأخر الدهر من عزة نفس وكبرياء تريد كسر عيني وتحطيمي بامرأة أخرى هذا ضرب من الجنون ومنتهى الغباء أتظنني سآتيك باكية خانعة ذليلة ارتمي في أحضانك أقدم لك فروض الطاعة والولاء ،لن اتوسل منك بعض الحب والاهتمام اترك عنك هذه الخيلاء

سلمت الأيادي


نهاية الفصل ..... الفصل القادم مساء الثلاثاء إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 06-02-16, 09:24 PM   المشاركة رقم: 2024
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 95 ( الأعضاء 34 والزوار 61)
‏فيتامين سي, ‏ملكة الجليد, ‏ام عموورى, ‏غزلان سلمى, ‏منى سعد, ‏MIIIMIII, ‏شموخ انسانة, ‏اناسي, ‏منيتي رضاك, ‏lenaaa, ‏أميرة القدس, ‏Meesh, ‏نور سوريا, ‏سباهي, ‏فتاة الزهور, ‏elrayan, ‏نهاد حمزه, ‏صباالجنووب, ‏Fatum, ‏ملاك الرووح, ‏غريب, ‏rahmouna, ‏الوان الدنيا, ‏&*لحن المفارق*&, ‏غندة, ‏ez3ag, ‏خالديه, ‏sunny smile, ‏صبااا, ‏فينوس البحر, ‏عين وهدب, ‏ن و ا ر ى, ‏منوني

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 06-02-16, 09:26 PM   المشاركة رقم: 2025
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الحادي والثلاثون)

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 36 والزوار 67)
‏فيتامين سي, ‏رحاب المانوليا, ‏شموخ انسانة, ‏تائبة لربها, ‏رسيل الاحزان, ‏ملكة الجليد, ‏ام عموورى, ‏غزلان سلمى, ‏منى سعد, ‏MIIIMIII, ‏اناسي, ‏منيتي رضاك, ‏lenaaa, ‏أميرة القدس, ‏Meesh, ‏نور سوريا, ‏سباهي, ‏فتاة الزهور, ‏elrayan, ‏نهاد حمزه, ‏صباالجنووب, ‏Fatum, ‏ملاك الرووح, ‏غريب, ‏rahmouna, ‏الوان الدنيا, ‏&*لحن المفارق*&, ‏غندة, ‏ez3ag, ‏خالديه, ‏sunny smile, ‏صبااا, ‏فينوس البحر, ‏عين وهدب, ‏ن و ا ر ى

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية