لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-16, 07:56 PM   المشاركة رقم: 1766
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2014
العضوية: 265607
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: حنان الرزقي عضو على طريق الابداعحنان الرزقي عضو على طريق الابداعحنان الرزقي عضو على طريق الابداعحنان الرزقي عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 337

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حنان الرزقي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 

ان شاء الله ساسهر معك على ضوء الفصلين الجديدين

 
 

 

عرض البوم صور حنان الرزقي   رد مع اقتباس
قديم 25-01-16, 08:44 PM   المشاركة رقم: 1767
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 254771
المشاركات: 153
الجنس أنثى
معدل التقييم: محمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداعمحمود أحممد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 245

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
محمود أحممد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء علي مشاهدة المشاركة
   فين في مصر
عشان لو جنبي مجيش ازورك 😁

في الجيزة قريب من جامعة القاهرة

 
 

 

عرض البوم صور محمود أحممد   رد مع اقتباس
قديم 25-01-16, 08:51 PM   المشاركة رقم: 1768
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 15 والزوار 26)
‏فيتامين سي, ‏توليب المرج, ‏rahmouna, ‏أنوار البتول, ‏ن و ا ر ى, ‏محمود أحممد, ‏missliilam, ‏Taleen Syrians, ‏مملكة الغيوم, ‏Electron, ‏حاملة الرسالة, ‏واحدة من عباد الله, ‏اريج الجهني, ‏منوني, ‏sunny smile

يسعدالحلوين اللي محضرين من بدري البارت الساعه عشره
هههه شكلين مابحكي ( فيسي الصارم

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 25-01-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 1769
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 






الفصل السادس والعشرون









مر أسبوع وعمته رفيقة وحدتي الوحيدة لازالت عند شقيقها لترى

ابنتها ولازال حالي معه كما هوا متغيب أغلب النهار وفي وجوده

لا شيء سوا الجمود والصمت وإن اضطرته الضرورة للتحدث تحدث

بنبرة جافة باردة ولا أعرفه شخصا مختلفا إلا في الليل وكأنه ليس هوا

ففي بعض الليالي أراه رجلا عطوفا متعطشا لشيء فقده من سنوات

طويلة وبعضها يأتي منهكا لينام من فوره من أول ما يسقط جسده على

السرير ويغمض عينيه ولم أسمع ولا شيء من كلام زوجته عن تحدثه

في نومه ومناداته لؤلئك الأشخاص فهل كانت تكذب عليا في كل ذلك ؟؟

وبالنسبة لها فقد أحضرها هنا منتصف ذاك اليوم وأصبحت قابعة في

الغرفة التي في الأسفل وهي غرفة ابنة عمته سابقا ولا تخرج ولست

أعلم رضا منها أم أنه هوا من يسجنها لأني لم أعد أسمع طرقها للباب

وصراخها العالي والأمر الآخر الذي لفت انتباهي هوا همس الخادمات

عن أنها أصبحت تأخذ الطعام وتأكل دون أن ترميهم بشيء منه أو تطرد

من أحضرته بعدما تضعه بل وحتى ضربه لها لم أعد أسمعه وكأنها

عادت من المستشفى شخص آخر بل وتراجعت عن أقوالها وعن اتهامها

لي , وقفت أمام باب مكتبه ونظرت لكوب الشاي الذي أحضنه بين يداي

والبخار يتصاعد منه ثم تنهدت بأسى , لما يطلب مني أنا جلبه وينزلني

من الأعلى ولديه بدل الخادمة ثلاثة ؟ لو لم يكن معي قبل قليل لقلت أنه

يشتاق لي ! ابتسمت بسخف على أفكاري ومددت يدي للباب وأمسكت

مقبضه وكنت سأفتحه لولا أوقفني صوته الغاضب ويبدوا يتحدث في

الهاتف قائلا " ومن أين جئتُ صعلوكا وفاشلا وعاقا أليس منه

أخبريه أني أسمع ما يقول ولا أعترف به أباً كما لا يعترف بي

ابناً وما يريده لن أفعله "

فتراجعت حينها مبتعدة حتى اختفى الصوت عن مسامعي أو لم أعد

أفهمه إلى أن توقف سيل صراخه الهادر فاقتربت من الباب مجددا

طرقته ودخلت فكان ممسكا لرأسه بيده تتخلل أصابعه في شعره الأسود

القصير ورفعه ما أن شعر بدخولي وكان الاستياء لازال باديا على

ملامحه فاقتربت ونظري على يداي حتى وضعته له أمامه وكنت

سأغادر فأوقفني صوته قائلا " لا تخرجي اجلسي "

فالتفتُّ أنظر له باستغراب وكان ينظر للورق أمامه ويكتب فيه فما

يريد مني وما يفعل بي وهوا يبدوا مشغولا بما بين يديه ومتضايقا

أيضا ؟ جلست منصاعة ولا شيء غير الانصياع لدي وبدأتُ بتمضية

الوقت على أظافري فلا شيء هنا غير الصمت وهوا على حاله منغمس

في أوراقه , أحيانا يمزقها ويرميها بغيظ وأحيانا يجعدها ويقذفها في

سلة المهملات والتأفف لا يمكنني حصره من كثرة ما خرج منه ولم

أستطع ولا قول ( إن لم ترد شيئا سأغادر ) كي لا يفرغ باقي هذا

الغضب بي , رفعت نظري له وقلت " هل أساعدك في شيء فأنا

أفهم حتى في جرد البضائع "

هز رأسه بلا دون أن يرفع نظره بي فتنهدت ونظرت للثريا في

الأعلى ثم عدت لتفتيش أظافري , لو أفهم فقط سبب تركه لي هنا

دون شيء أفعله ولا أن يتحدث معي ؟؟ بعد وقت نظرت خلفي

وقلت " هل أرى الكتب في المكتبة تبدوا كثيرة ومتنوعة "

فهز رأسه مجددا دون كلام فوقفت وتوجهت نحوها وبدأت أنظر

لها نظرة شاملة أرى عناوين الكتب وعمّا تتحدث ثم قلت وأنا

أسحب أحدها " ألا يوجد لديك كتب دينية "

وصلني صوته قائلا " من النوع الذي تقرئيه لا "

نظرت أمامي بصدمة فما عرّفه بنوع كتبي وما أقرأ ؟؟ آه أجل لابد

وأنه رآها عندما جلب الأشرطة فلما لم يجلبها أيضا !! أعدت الكتاب

مكانه قائلة " ولكني لا أرى أي نوع منها "

سمعت بعدها صوت فتحه لدرج مكتبه لأقفز بشهقة حين تحركت

أرفف المكتبة جانبا وكشفت عن أرفف أخرى خلفها ففتحت عيناي

على اتساعهما وأنا أرى الكتب الموجودة فيها ثم اقتربت منها

قائلة بدهشة " رائع لما تخفي كل هذا "

وبدأت بالنظر لعناوين الكتب , الرد على الحلبي الرد على الملحدة


وغيره وغيره وحتى كتب المداخلة جميعها وكنت سأمد يدي لها

فعادت الرفوف مكانها وأخفتها عني فنظرت له وقلت

" لماذا أغلقتها ؟؟ "

أغلق الدرج وعاد لأوراقه قائلا " لا تنغمسي في هذا العالم

كثيرا كغيرك وتصبحي نسخة عنه "

قلت باستهجان " من الذي تفسده هذه الكتب ؟؟ هي ترينا الشبهات

وردود العلماء عليها وأنا أعشق هذه الكتب "

نظر لي نظرة حادة وقال بحدة " ويجب على هذه الخصلة فيك أن

تتغير فوحدها أخذتها منه ولا أرى هذه الكتب نفعته في شيء فبدلا

من أن يستفيد من كلامهم وردودهم على المبتدعة ذهب يقرأ كتب أولئك

المخالفين الذين كانوا يحاربونهم في هذه الكتب وأصبح نسخة عن

أولئك ويدافع عنهم أيضا "

بقيت أنظر له بصدمة فعاد بنظره لورقه وقال

" إنسي أمر هذه المكتبة مفهوم "

لويت شفتاي بامتعاض ثم مررت أصابعي على الكتب المسموح

لي قراءتها بالطبع حتى أخرجت كتابا يتحدث عن الأدب وورقت

فيه قليلا وشعرت بالملل منه فأعدته , لو فقط سمح لي برؤية تلك

الكتب فلن أخرج من مكتبه أبدا بعد اليوم لكنه عاد لألغازه المبهمة

مجددا فهل جدي كان يحبها ويقرئها وتحول لكتب المخالفين ؟؟ فيبدوا

لا عدو له غيره هوا ووالده , التفت جهته واتكأت على الرفوف خلفي

ودسست يداي خلفي وقلت " أواس هل لي بسؤال ولا تغضب مني "

أبعد الورقة جانبا وبدأ بالكتابة في الأخرى قائلا

" ابتعدي عن جدك واسألي "

قلت ببرود " ليس عنه سأسأل بالتأكيد "

هز رأسه بالموافقة دون كلام فقلت بهدوء وترقب " لما علاقتك

بوالدك سيئة هكذا ؟؟ لما لا تحاول تحسينها "

رفع نظره بي سريعا فشعرت بأني سأخترق الرفوف خلفي

وأهرب ثم بلعت ريقي وقلت " أعني لما لا تسايره وترضيه

لتكسب أجر بِره "

رمى القلم من يده وقال بسخرية " ولما لا تُعلميني كيف "

علمت حينها أن نهايتي قد اقتربت لكني بدأت الأمر وعليا إكماله

للنهاية ولن أقف أتفرج على حاله معه وآخذ إثم أني لم أنصحه

قلت بثبات " لا تعامله بالمثل ولا تخسر آخرتك مثله "

وقف حينها على طوله فسقط آخر حصن لي وشعرت أنه الخطر

قد دنى مني , كيف وأنا أعلم جيدا غضب هذا الرجل ونتائجه

أخفضت رأسي وأخرجت يداي وشبكت أصابعهما ببعض وقلت

" لا تنسى أنك قلت لن تغضب إن كان الموضوع لا يخص جدي "

بقي واقفا مكانه وهذا ما زاد فرص نجاتي منه وقال بسخرية

" أعطني مثالا لهذا البِر لنرى "

رفعت نظري به فكان ينظر لي عاقدا حاجبيه ومتضايقا بالفعل

فبلعت ريقي وقلت " { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } "

وكنت سأقول باقي الآيات لكن الكلمات توقفت في حلقومي حين

خرج من خلف مكتبه ووقف أمامي وقال بحدة " نعم وأَقبل الرشوة

من أجله وأتعامل بالربا لكي يُسير أمور صديق له يمسك مصرفا

تجاريا ربويً , وأُدخل بضائع مهربة مع شحنات البضائع

ليرضى عني "

تنفست بقوة محاولة تبديد خوفي من ملامحه الغاضبة وإيجاد كلمة

تخففه فرمى يده جانبا وتابع بصراخ غاضب " يكفي أني لم أقدمه

للعدالة أو أورطه وأكشفه , فأي بر تتشدقين به عليا يا فاضلة "

قلت بشيء من الهدوء وإن كان مليء بالتوتر والخوف

" لا أقصد هذا "

قال بذات غضبه " إذا لا تتحدثي ثانيتا في شيء لا تعلميه "

قلت من فوري " ولكن طريقتك معه لن تثنيه عن أفعاله "

غادر من أمامي عائدا لمكتبه قائلا " أخرجي لم أعد أريدك

معي .. أخرجي الآن "

كنت سأتحدث فاستدار لي وقال بحدة " لا تعاندي يا دُره وتحركي "

فتأففت وتحركت بضيق وخرجت من هناك وتركته منصاعة

لأوامره طبعا








*~~***~~*





لبست تنوره يصل طولها تحت نصف الساق مع حداء طويل لأكثر

من نصف الساقين وقميص ضيق مع سترة قصيرة , رفعت شعري

قليلا من الأمام بدبوس شعر رقيق أسود وتركته مفتوحا ثم رفعت

حقيبة يدي وهاتفي الذي لا يتوقف عن الرنين ونزلت مسرعة بل

أركض الدرجات ركضا حتى وصلت لعمتي في الأسفل تنتظرني

عند الباب وأنا أدس الهاتف في الحقيبة وخرجنا معا قائلة

" ابنك لا يعرف الصبر أبدا لقد أحرق هاتفي "

قالت مبتسمة ونحن نتوجه للسيارة " عادته طول

الصبر في الانتظار فما غيره الآن "

آه نعم فكل الحسنات عندي تصبح عيوبا فلو أفهم مزاج ابنك فقط

فكل ما يفعله هذه الآونة لا يريحني وآخرها أمس حين ألبسني أمامهم

سلسالا ذهبيا أحضره , ولا أعلم أين ضاعت كل تلك القسوة والتعجرف

والغرور , ركبنا السيارة وأصررت على عمتي أن تركب في الأمام

وانطلقنا قائلا " أمي كم مرة قلت انزلي عتبات المنزل برفق ولا

تتهاوني على العملية التي أجريت لركبتك فهذا يضر بها "

نظرت له وقالت " استعجلتني ترجمان لأنك تريد أن

نخرج بسرعة "

لف بالسيارة وقال " لم أستعجل أحدا وتعرفينني أراعي مسألة

حركتك جيدا "

قلت من فوري حيث كنت جالسة خلفه " ومن كاد يحرق لي

هاتفي أليس أنت "

نظر لي في المرآة وقال " بل كنت أريد أن أقول لك شيئا قبل

أن تنزلي لكنك كعادتك لا تجيبين حين يكون في المسألة خروج "

نظرت له بحقد فغمز لي ضاحكا بصمت وقالت والدته

" من المفترض بك أن أجبتِ عليه وعلمتِ ماذا يريد "

فضربته بقبضتي على كتفه وأشرت له بأن حسابي معك فيما

بعد فعاد للضحك صامتا وأنا اشتعل منه غيظا فكم يحب وضعي

في موقف الكاذبة أمام أهله ويستمتع بذلك كثيرا ويبدوا أني بدأت

أقبلها كمزاح منه وإن كان باردا مثله , وصلنا منزل عمه فاليوم

قررت عمتي أن نزورهم قبل زواج ابنتيها بما أنهم يبدوا سيعلنون

غضبهم عليهم وبما أن سدين وسلسبيل لا يمكنهما الخروج هذه الفترة

ورغد رفضت رفضا قاطعا فأنا من عليها الذهاب مع عمتي في كل

الأحوال لكني أردت أن تكون إحداهن معنا فالمؤكد أنه لن يستلطفني

أحد هناك وأجد على الأقل مع من أتحدث , نزلت عمتي قبلي ثم

فتحت الباب لأنزل فأوقفني صوته قائلا " ترجمان لا تكترثي لكل

ما يقال عندهم لا نريد مشاكل مع عمي "

نظرت له في المرآة وقلت " ما تقصد بهذا "

قال بهدوء ونظره للبعيد " أقصد ما فهمته "

لويت شفتاي وقلت " تعني نورس "

نظر لي حينها بسرعة في المرآة وقال ببعض الضيق

" أعني الجميع فقد يكونوا متضايقين من رفض

سدين لابنهم وأعرفك بعشر ألسن "

فتحت الباب أكثر وقلت بضيق مماثل وأنا أنزل " لن أسمح

لأحد بأن يهين عمتي ويهينني وأسكت عذرا لا أستطيع "

ثم ضربت باب السيارة ودخلت خلف عمتي وتركته , تخاف على

مشاعرهم كثيرا درجة أن تريد أن نتركهم يهينون والدتك ونسكت

إن كان يرضاها لي فأنا لن أرضاها لعمتي قبل نفسي ولو كان الأمر

بيدي ما أتيت لكن من أجل عمتي ومن أجل أن لا يمنعني من الذهاب

لدُرر غدا , دخلنا واستقبلتنا زوجة عمه وابنتين عرفتني عليهما عمتي

كانت واحدة أسمها ريحان والأخرى حلى ويبدوا أن المدعوة نورس

معتصمة عنا , دخلنا منزلهم وأخذونا لغرفة الضيوف وكانت زوجة

عمهم تحاول أن تكون طبيعية لكن الاستياء باد عليها واضح جدا

ريحان كانت تلتزم الصمت أغلب الأحيان وتستمع فقط فهي تبدوا في


الثانوية ولا أحد هنا في سنها أما حلا فكانت تبادلني الأحاديث وتبدوا

بشوشة ومرحة , كنت أراها في الجامع مع سدين أو مع صديقاتها لكني

لم أحتك بها يوما ولم نتحدث هكذا , بعد قليل قالت عمتي

" أين نورس لم أراها هل هي خارج المنزل "

نظرتا ابنتيها لبعضهما وقالت والدتهم " اليوم لم تنزل من

غرفتها أبدا لديها بحوث كثيرة تعمل عليها "

وما أنهت كلامها حتى سمعنا صوت في الخارج مناديا الخادمة ليصبح

لون وجه والدتهم كفستانها الذي تلبسه ثم وقفت وخرجت من الغرفة

وعادت بعد قليل للجلوس معنا وكنا نسمع صوت ابنتها في الخارج

ويبدوا تتعمد إسماعنا صوتها ولا تريد أن تأتي وتجلس معنا ولا حتى

أن تسلم على زوجة عمها , بعد وقت قالت زوجة عمهم " ما كنا

نتوقع أن ترفض سدين ابن عمها أيضا وكأنهم لا يعجبونكم "

قالت حلى من فورها " أمي "

فنظرت لها بحدة وأسكتتها فيبدوا أنها صبرت كثيرا ولم ترتاح حتى

أبردت على قلبها , قالت عمتي " أمين خطب رغد ثم سلسبيل ورفضناه

لا لعيب به وكان إياس يريده لكل واحدة منهن وحين خطب سدين لم

نستطع رفضه أيضا ولا هي كانت ترضاها لشقيقها والزواج

نصيب يا عالية ولو لهم نصيب في بعض لن يمسكه أحد "

قالت ببرود " معك حق لم يكن بينهم نصيب ولن يكون "

كان تلميحا قويا واجهته عمتي بالصمت ثم قالت تلك

" وبسام سنخطب له قريبا ابنة شقيقتي "

قالت عمتي من فورها " تمم الله على خير "

ويبدوا أنها ترميها بالكلام أي لا تطمعوا أن يتزوج رغد بعد طلاقها

انفتح بعدها الباب ودخلت منه فتاة وكانت أجمل من أختيها فمؤكد هذه

نورس فأول ما قابلتنا نظرت لي وحركت شفتيها بضجر ثم اقتربت

وسلمت على عمتي وبعدها مدت أطراف أصابعها لي فنظرت جهة

حلى وتحدثت معها ولم أسلم عليها , الوقحة هل تراني خادمة عندها

أو جارية تعاملني باستعلاء وتضن أني سأكون أقل منها , وكزتني

عمتي وتجاهلتها فأعادت تلك يدها بعدما تعبت من الانتظار وجلست

في مقدمة الأريكة بتململ ولاذت بالصمت وعدت أنا للحديث مع حلى

وعمتي ووالدتهم منسجمتين معا حتى قالت نورس " غريب إياس

ترك زوجته من دون حجاب هكذا "

نظرت لها ببرود وقلت " غريب كيف عرفت أنني جئت بلا حجاب "

صدمت من كلامي بادئ الأمر ثم قالت " سمعت عنك "

هه مسكينة تضننا صدقنا ذلك بل يبدوا أنك أنتي من كنتِ

تراقبينا من نافذة غرفتك , نظرت جهة حلى مجددا وقلت

" إياس لا يفرض عليا شيئا لا أفعله باقتناع "

أذكر في آخر خروج لنا للسوق نبه سدين على أن مقدمة شعرها

مكشوفة من حجابها واستغربت أنه لا يتحدث عن تحجبي ويبدوا

لا أعنيه ولا يعتبرني شيء يخصه ولا أفهم حقا لما لم يفعل كزوج

سراب , رن حينها هاتفي وكان إياس , ما يريد بي الآن ؟؟

ياله من توقيت سيء وسيجعلني سخرية لابنة عمه هذه بالتأكيد

أجبت عليه فقال من فوره " ها كيف الأجواء عندكم "

أنزلت رأسي لينزل شعري مخفيا ملاحي وأجبت بصوت منخفض

" وما بك مشغول هكذا على ما سيجري "

قال بنبرة باردة " لأن والدتي لديها الضغط يا نبيهة وأعرفها

لا تدافع عن نفسها وأخاف أن تمرض "

قلت بابتسامة جافة " إذا اطمئن ضغطها معتدل تماما هل

تريد السؤال عن شخص آخر "

قال بنبرة فيها استغراب " شخص آخر مثل ماذا "

قلت ببرود " مثل نورس "

ضحك وفاجئني حقا بردة فعله ثم قال " هل نغار يا ترجمان "

شهقت بصمت من الصدمة وأغلقت عليه الهاتف !! لقد جُن هذا

الرجل بالتأكيد , رفعت رأسي وعدلت شعري فوجدت المدعوة

نورس تنظر لي فابتسمت لها ابتسام باردة فنظرت جانبا

وأعادت حركتها تلك متململة وضجرة من وجودي , وقحة

وتحتاجين من يكسر لك رأسك ولولا أن الجالس بجانبي

عمتي ولا أريد أن أحرجها لعرفت كيف ألقنك درسا جيدا





*~~***~~*









لأني اليوم عدت من عملي فجرا ولم أنم طوال النهار فما أن

صليت العشاء حتى نمت من فوري وما كدت أغرق في النوم

حتى أيقظني صوت المطر الذي هطل اليوم قويا لأول مرة في

هذا الخريف فقفزت واقفا فها قد بدأت أيام الشقاء مع المطر في

هذا المنزل , فتحت باب الغرفة ووجدت وسطه كالعادة في ظرف

ثواني امتلأ بالماء فأمسكت رأسي بيدي ثم خرجت صارخا

" سرااااب "

ففتحت باب غرفتها من فورها فقلت راكضا جهة الحمام

" أحضري شيئا تفرغي به الماء معي كي لا يدخل المطبخ "

ودخلت الحمام وأخرجت الدلو المخصص بالغرف وخرجت وكانت

هي خارجة من المطبخ تضع صينية تقديم على رأسها لتمسك المطر

عنها وفي يدها طبق حديدي غارق قليلا فتوجهتُ نحو بقعة المياه

وبدأت بإبعاده والمطر يسقط فوقي ولحقت هيا بي وبدأت تفعل مثلي

تثبّت الصينية ثارة وتغرف ثارة أخرى وحاولنا قدر الإمكان أن لا

يدخل الكثير من الماء للمطبخ لأنه حينها ستخرب الأرضية والمئونة

وجدارها الآخر كان قديما بسبب الرطوبة وصاحب المنزل نبه كثيرا

على دخول ماء المطر له ورغم أنه صنع له عتبة لكن الماء لازال

يدخل له بسبب انخفاضه , بعد وقت وجهد توقف المطر فرميت الدلو

ووقفت على طولي أمسح الماء من وجهي وقد تبللت بالكامل ثم

نظرت لها في الأسفل وقلت " لقد توقف يكفي لن تدخل هذه "

لكنها لم تقف بل أبعدت الصينية عن رأسها ووضعت فيها الطبق

ثم نظرت للسماء وقالت " هل تفعل هذا طوال الشتاء "

قلت متوجها لغرفتي " نعم "

ودخلت وأغلقتها خلفي وغيرت ملابسي فالجو يبرد ليلا ومع هذه

الأمطار ستزداد برودته , خرجت بعدها بالملابس لأنشرها خارجا

فسمعت صوت عطس سراب المتلاحق في غرفتها فذهبت جهة

الحبل عند الباب نشرت ثيابي بعدما عصرتها جيدا وعدت ولازالت

تعطس باستمرار فتوجهت نحو غرفتها وطرقت الباب وقلت

" غيري ثيابك ولا تبقي بها ستمرضين "

قالت من الداخل " ليس لدي غيره سيجف فليس مبتلا كثيرا "

قلت بضيق " أنتي من الآن تعطسين كيف ببعد وقت , أخرجي

للحمام واستحمي بماء دافئ والبسي عباءتك حتى يجف الفستان "

قالت " لا تقلق لن يحدث شيء "

قلت بضيق أكبر " لا أريد أن نقضي الليلة في المستشفى

يا سراب فتحركي "

فتحت حينها الباب تضع عباءتها على جسدها وخرجت متوجهة

للحمام تركض في بقعة الماء على رؤوس أصابعها وما أن تخطت

الباب بقليل حتى انزلقت قدمها ووقعت وكانت النتيجة أن أصبحت

جالسة في بقعة الماء مع صرختي " انتبهي "

وأنا أنظر لها بصدمة فرفعت رأسها ونظرت لي وقد تبللت بالكامل

والعباءة سقطت معها لتفاجئني بضحكتها التي تحولت لضحك هستيري

فابتسمت وهززت رأسي ثم توجهت نحوها أمسكت يدها وأوقفتها

قائلا " أدخلي الحمام سأتدبر الأمر "

لفت نفسها بالعباءة المبللة وقالت وهي تركض له

" في الغرفة ثياب أحضر لي منها "

نظرت جهتها باستغراب فوقفت عند الحمام جسدها في الداخل

ورأسها خارجا وقالت " ترجمان أصرت على تركهم لي رغم

أني رفضت لكنها باغتتني وتركتهم وغادرت "

لولا الموقف وأنها لم تلبس منهم أبدا حتى الآن وقد لجئت لعباءتها

ولم تأخذ منهم لكنت لا أعلم كيف ستكون ردة فعلي , قلت متوجها

لغرفتي " بل سأخرج وأجلب لك شيئا أنتي لست بحاجة لصدقة أحد "

قالت قبل أن أدخل " أحضر لي من ثيابك سيجف الفستان بسرعة

لا داعي لتخرج وتشتري "


أخرجت من الخزانة بنطلونا كان صغيرا منذ اشتريته وقميصا

وخرجت , طرقت باب الحمام ومددتهما لها فأخرجت يدها

لتأخذهم وأبعدت أنا نظري عنها وقلت " سأسخن لك الماء "

ثم غادرت للمطبخ وملأت القدر بالماء ووضعته على الموقد

وأخرجتها لها في تسط صغير وكان يخرج صوت سعالها وليس

عطسا فقط , كل هذا ونحن في الخريف كيف إن دخل الشتاء ؟

وضعته أمام الحمام وطرقت عليها الباب وقلت " الماء أمام

الباب , سأشعل المدفأة فما أن تخرجي تعالي لغرفتي "

ولم يخرج منها أي رد فتوجهت للغرفة وشغلت المدفأة البدائية التي

تعمل بالديزل كموفر للكهرباء فأحد شروط صاحب المنزل عدم

استخدام أي كهربائيات تعمل بالحرارة , توجهت بعدها للمطبخ

لأعد لها شايا ساخنا فلا نقود لدي لصرفها على الأدوية إن مرضت

وقفت أمام الموقد أنتظر الماء ليغلي فمر في بالي فورا موقف سقوطها

فابتسمت مستغربا استقبالها لكل الأمر بلا تدمر لكن سرعان ما ماتت

ابتسامتي حين عادت لي الأفكار عن أنها لم تتغير إلا بعدما علمت

حقيقة حياتي فهل كان تصرفها سيكون مشابها إن لم تعرف ؟ مؤكد

ستتذمر وتصفني بوجه الفقر وبمنزل الفقر , نظرت للماء الذي

بدأ بالغليان وتوجهت للخزانة لأخرج الشاي









*~~***~~*








ما أن هدأ المطر توجهت لمنزل عمي لأرجع بهما للمنزل وما

أن وقفت أمام الباب واتصلت بوالدتي حتى خرجتا فورا وهذه

المرة ركبت والدتي في الخلف متجاهلة طلب ترجمان أن لا

تركب إلا في الأمام وفي أي وقت لأن رأي والدتي كان العكس

ركبت ترجمان بجانبي وانطلقنا وما أن خرجنا للشارع وسلكنا

الطريق الرئيسي حتى نظرتُ لوالدتي في المرآة خلفي وقلت

بابتسامة ماكرة " أمي كم عدد الضحايا أم لا حروب هذه المرة "

ضحكت حينها والدتي ونظرت لي ترجمان نظرة حادة لكني

تجاهلتها ولم أنظر ناحيتها وقالت أمي " لا أضرار هذه

المرة لأنها قذائف بعيدة فقط "

كتفت حينها ترجمان يديها لصدرها وقالت بضيق

" عمتي ليست مقبولة منك أبدا "

قالت حينها ضاحكة " عنهم أتحدث فلا تفضحي نفسك "

ضحكت أنا حينها ونظرت هي للنافذة وتأففت وتمتمت بهمس

سمعته بوضوح قائلة " لا تنقص عن ابنها وكأنهما متآمران ضدي "

فشغلت حينها مسجل السيارة لأغنية عن الغيرة وبدأت أغني معها

وأسرق نظري لها وأمي تكز كتفي كل حين كي لا أضايقها أكثر

لكني لم أكترث لها حتى أشارت لي ترجمان بأصابعها أمام

جسدها تخفيهم عن والدتي ( واحد , اثنان .... )

فأغلقت المسجل وقلت ضاحكا " حسنا كله إلا عنقي "

ووصلنا حينها المنزل ونزلت ترجمان أولا ضاربة الباب بغضب

وقالت والدتي " لو لم أكن أعرفك من سنوات لقلت أنك لست إياس

ابني , منذ متى تحب حركات الإغاظة والمشاكسات أم تريد

قهرها فقط "

رفعت يداي وقلت " استسلم , لا تستلميني يا أمي أردت

ممازحتها فقط "

تنهدت وقالت وهي تفتح الباب " هي في النهاية امرأة وأنت

زوجها من الطبيعي أن تغار فلا تزيدها عليها "

ثم نزلت وأغلقت الباب فقلت بصدمة " ماذا قالت من

الطبيعي أن تغار "

فتحت حينها الباب وقلت بحماس نازلا من السيارة " يبدوا أن

الليلة ستكون حماسية ومشوقة "

ثم أغلقت الباب وتوجهت للداخل ويبدوا أني كما قالت والدتي بث

أعشق الحركات التي تغيظها بل وتقليدها في بعض الأمور




*~~***~~*



خرج أواس بعد خروجي من مكتبه وقد تناصف الليل ولم يأتي وهذه

ليست عادته فهوا يرجع للمنزل بعد صلاة العشاء وأذكر جيدا عمته

حين قالت لي إن تضايق سجن نفسه في الملحق في تلك الغرفة ولا

يخرج منها حتى الصباح ومؤكد سيدخن هناك فيبدوا أنه بعد مكالمة

والده زارته تلك الحالة وزدتها أنا بتدخلي , منذ ساعات كنت متجاهلة

الأمر لكن لا أعلم لما أنبني ضميري وكما قالت عمته وقوفنا نتفرج

أكبر خطأ نرتكبه في حقه فيبدوا أن ماضيه يحمل الكثير وأنه يسيطر

على حاضره , نزلت السلالم حتى وصلت المطبخ وقلت للخادمة

هناك " سيارة أواس في الخارج ؟؟ "

أشارت لي برأسها بمعنى نعم فتأكدت شكوكي فتوجهت لباب

المنزل فتحته وخرجت وسرت بخطوات متعثرة على الأرض

الزلقة بسبب الأمطار وحاولت الإسراع قدر الإمكان حتى وصلت

ووجدت باب الملحق مفتوحا بالفعل فدفعته ببطء ودون صوت ودخلت

فكان الظلام يعمه ولا نور منبعثا ولا من تلك الغرفة وكنت سأتراجع

لولا أن انغلق الباب خلفي بقوة وصرت سجينة السواد


بعد دقائق الفصل السابع والعشرون

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 25-01-16, 09:09 PM   المشاركة رقم: 1770
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الخامس والعشرون)

 






الفصل السابع والعشرون









خرجت من الحمام أمسك البنطلون كي لا يقع مني أما القميص فقد

ربطته ربطا لأجمعه على جسدي وتوجهت بخطوات راكضة نحو

غرفته ودخلت فكانت دافئة تماما وهوا ليس فيها فاقتربت من المدفئة

ومددت يداي ألتمس الدفء منها وكانت ثمة بطانية أمامها ومؤكد آسر

من وضعها هنا , لففت جسدي بها جيدا وجلست أمام المدفئة ولازالت

عطساتي تخرج بين الحين والآخر حتى دفع الباب ودخل وأغلقه خلفه

يحمل في يده كوبا تخرج منه الأبخرة فمسحت كفاي ببعض ثم مددتهما

للمدفئة وقلت " ليلة من ليالي الشتاء القارص , ما كل هذا البرد "

وضع الكوب أماي وقال " اشربي هذا ليدفئك , الجو ليس بذاك

السوء أنتي من يبدوا أنك لا تستحملين "

ضممت نفسي بالبطانية مخبئة نصف وجهي فيها وقلت ونظري

على المدفئة " في صغري كنت أرجع من المدرسة بلا مضلة كغيري

ولا أحد يوصلني , الجميع يحضر أبائهم عندما يهطل المطر أما أنا

وترجمان فنرجع للمنزل ركضا تحته ونصل مبتلتان تماما ولا نجد

ولا حتى مدفئة بل أغلب الأحيان تجف ثيابنا علينا إن كانت دُرر

خارج المنزل ومع مرور السنين أصبحت هكذا لا أتحمل

ولا نفحة البرد البسيطة "

لاذ بالصمت ولم يعلق بشيء وجلس على سريره وكنت أتوقع هذا

منه فنظرته لي لن تتغير أبدا ويظنني أستجدي عطفه بحديثي عن

تلك السنين لكنه مخطئ مخطئ تماما , ضممت نفس أكثر ولذت

بالصمت مثله عيناي تراقبان النار أشرب الشاي الذي أعدّه وعلى

دفعات حتى خرج من صمته قائلا " سراب سأسألك سؤالا

ولا تجيبي عليه "

نظرت باستغراب دون أن ألتفت له فكيف يسأل سؤالا ولا يريد

الجواب عليه ؟؟؟ تابع حديثه قائلا " لو لم تعرفي حقيقتي

هل كان سيكون موقفك مشابها اليوم "

التفت لها حينها أنظر له بصدمة وكنت سأتحدث لكنه سبقني

قائلا بجمود " لا تجيبي اتركي الجواب لنفسك "

فوقفت حينها وغادرت الغرفة وركضت لغرفتي ودموعي تجري

فوق خداي , نعم فهمت هوا لا يريد الجواب أيا كان وكل ما

يعنيه أن تصلني فكرته وقد وصلت







*~~***~~*








دخلت لغرفتي ونزعت السترة ورميتها وبقيت بالتنوره والقميص

الضيق الذي كان تحت السترة وخلعت الحداء ورميته أيضا فانفتح

الباب ودخل منه فالتفت له ووضعت يداي وسط جسدي وقلت

" هذه آخر مرة تأخذني لمنزلهم تفهم "

أغلق الباب وتوجه للأريكة ارتمى عليها وقال ساخرا

" بل ستذهبين كلما ذهبت والدتي هناك "

رميت أصبعي في الهواء وقلت " إذا تحمل النتائج

ولن أسكت مجددا "

وضع ساق على الأخرى وقال ببرود " ولما كل هذا

الغضب والصراخ الأمر لا يستحق "

قلت بضيق " بالنسبة لك لا يستحق أنا لا يهينني أحد وأسكت له "

ثم قلت مقلدة لها ولطريقة كلامها " آخر ما توقعت أن يتزوج

إياس مما يصفهم بالمترجلات "

ثم تابعت بغضب " أقسم لولا منعتني عمتي كنت سأريها

المسترجلة وأحول وجهها لخارطة ألوان "

قال مبتسما وكأني لا أشتعل أمامه " كنتِ قلتِ لها أعجبه

كما أنا وما كانت ستستطيع الرد عليك "

نظرت له بصدمة ثم رفعت الوسادة من على السرير ورميتها

عليه قائلة " هذا بدل أن تقول أني لست كما قالت تُعلمني

كيف أجيب عليها "

رمى الوسادة على السرير وقال " أريد أن أعلم ما يغضبك

في كل هذا "

قلت بسخرية " أغار طبعا "

ضحك ثم غمز لي بعينه وقال " أعلم "

ضغطت على أسناني بقوة ثم توجهت نحوه وبدأت في محاولة

خنقه قائلة بغيظ " وأنت اتفقنا أنك لن تكرر كلامك ذاك

مجددا أليس كذلك "

أمسك ذراعاي ورفعني بخفة ورماني جانبا لأصبح أنا الجالسة


على الأريكة شبه مستلقية وهوا فوقي وقال " وأنا عند الاتفاق "

قلت وأنا أحاول التحرر من قبضتيه " كاذب فتذكر كلامك وسؤالك

لوالدتك عن نتائج الحرب هناك وأيضا حين قلت كله إلا عنقي "

لوا شفتيه بعدم رضا ثم قال " حقا أنا قلت هذا ؟؟ "

قلت بجمود " نعم وعليك أن تتلقى العقاب "

قالت ببرود " حقا ؟ "

هززت رأسي وقلت " نعم ولا تنسى أنك من وضع

ذاك الشرط "

هز رأسه بلا وقال " لا أذكر "

قلت بضيق " أتركني وابتعد ألمت ذراعاي "

طرق حينها أحدهم الباب فابتعد عني وفتحه وجلست أنا أرتب

شعري لحظة دخول عمتي تتحدث معه وما أن رأتني حتى قالت

بابتسامة محرجة " آسفة جئت في غير وقتي "

فغمز لي من خلفها وقال ضاحكا " أمرنا لله والدتي لن

نستطيع طردك "

نظرت حينها له بضيق وضحكتْ هي وقالت

" تحملاني قليلا "

ثم نظرتْ له وقالت " ظننت أن ما حدث اليوم قد يتسبب بمشاكل

بينكما لكن يبدوا أني أخطأت ولم يعد من داعي لبقائي "

ثم قالت متوجهة للباب " تصبحان على خير "

وخرجت وأغلقت الباب خلفها فنظرت له وقلت

" هل أعجبك هذا "

قال ببرود " قوليها لنفسك فأنتي السبب "

قلت بضيق " بل أنت ولا تغمز لي بعينك مجددا أو فقأتها لك "

وضع يداه وسط جسده وتأفف وقال " ترجمان متى ستكبرين

وتعقلي ؟ أقسم أني تعبت "

قلت بجمود أخفي به الأسى " لا أعرف مسترجلة تعقل "

هز رأسه بيأس وقال متوجها للسرير " لننسى الموضوع برمته "

ثم أخذ كتابا من على الطاولة ألحضه يقرأ فيه دائما وجلس على السرير

فخرجت حينها من الغرفة وتركتها له لأني لا أحب مظهر الضعف

وأن أكون حزينة ومهزومة ولا أعلم لما أشعر بكل هذا السوء








*~~***~~*








مسحت جبيني وتأففت بقوة فقال العم عثمان بعدما وقف مستندا

بعصا المجرف " لم أتخيل أن يكون العمل فيه صعبا هكذا "

عدت للحفر مجددا قائلا " علينا إنهائه الليلة فقد ينزل المطر

مجددا ولا وقت لجلب عمال الآن بعد منتصف الليل "

عاد للعمل معي ولا شيء يسمع سوا صوت ضرب الحديد

للأرض وعادت الأفكار تراودني وكلام فؤاد اليوم لا يغيب عني

( اثنان يراقبان منزلك طوال الوقت فعليك أخذ الحيطة , هذا ما

علمته من مراقبتي ولا يحتاج الأمر لأن نتقصى عمن كلفهما

فهوا جد زوجتك بالتأكيد )

وقفت ومسحت قطرات الماء التي نزلت من شعري على وجهي

وزفرت بضيق , أعرفه جيدا لن يحاول محاربتي في تجارتي

لكان حاول ولو إحراق أحد محلاتي ولن يفكر في قتلي فهوا يهوى

التعذيب فتعذيب الأنفس هوايته المفضلة ولا ينتقم إلا بها ولابد وأنه

يفكر في شيء ما ومراقبته للمنزل أكبر دليل فهل يفكر في اختطافها

أم كما أتوقع لن يأخذها حتى يدمرني أولا ومن الداخل , رميت ما

في يدي وقلت وأنا أفض يداي " يكفي هذا يمكنك الذهاب

للنوم والراحة لقد أتعبتك الليلة "

وضع المعول جانبا وقال " أنا هنا من أجل هذا فما نفعي

إن لم تجدني الآن "

ربتّتُ على كتفه ثم غادرت من عنده عائدا جهة المنزل , دخلت

وصعدت لغرفتي من فوري وفتحت الباب ودخلت وكانت خالية

تماما , رميت سترتي بعدما أخرجت منها ساعة يدي ونظرت لها

فكانت الثانية بعد منتصف الليل , أين ذهبت هذه في هذا الوقت !!

لا تكون غاضبة وتريد النوم في غرفة عمتي , رميت الساعة على

الطاولة وغادرت الغرفة ونزلت السلالم مناديا " دُره "

كررت النداء مرارا ولا مجيب توجهت لغرفة عمتي ولم تكن فيها

فبدأت بمناداة الخادمات بالواحدة وبصراخ حتى خرجت إحداهن

ركضا بملابس نومها وقالت " نعم سيدي "

قلت من فوري " أين دُره "

قالت بتوتر " لا أعلم "

قلت بغضب " كيف لا تعلمين وماذا تفعلن هنا "

خرجت آني قائلة " رأيتها عند الثانية عشر إلا ربع سألتني إن

كانت سيارتك في الخارج فأخبرتها أنها هنا ولم أراها بعدها "

" لقد غادرت المنزل "

التفتتُّ لمصدر الصوت فكانت وجد فبعد عودتها من المستشفى

لم أعد أغلق عليها باب الغرفة فيبدوا أنها تأدبت ولم تعد ولا تتطاول

عليا بلسانها رغم أني أستغرب هذا منها ولا أصدق أن حالها قد تغير

التفتُّ لها بجسدي وفي صمت فقالت " رأيتها تخرج من باب

المنزل يبدوا هربت من هنا "

تركتهم حينها وخرجت من الباب ووقفت في الحديقة أفكر ما سأفعل

أين ستكون ذهبت ؟؟ لقد تركت الباب مفتوحا بعد عودتي أول المساء

وانشغلت مع العم عثمان في الخلف لساعات فإن خرجت فلن يشعر بها

أحد , رميت الحجر بقدمي بغيظ وقلت من بين أسناني " لن تفعلها لا

وكل خوفي أن تكون وقعت في قبضة من كانوا يراقبون المنزل

في الخارج "

خرجت من باب المنزل الخارجي بقميصي المهمل كماه مثنيان

للمرفقين وبنطالي الجينز مثنيا حتى نصف الساق وبدأت بالتحرك

حول المنزل لأرى إن كان ثمة أحد هنا فإن أخذاها سيختفيان , كانت

حركة غبية ومتسرعة مني وسيلحظون معرفتي بهم إن لم يغادروا

لكن عقلي يرفض أي فكرة غير إيجادها وإرجاعها لي , لففت حول

المنزل عدة مرات كالمجنون رغم اتساع مساحته وبلا فائدة فعدت

للداخل وآخر ما لدي الخروج بالسيارة والبحث عنها في الشوارع

وما أن وصلت السيارة حتى خطر في ذهني الشجرة وأرجوحتها

نعم كيف لم أفكر فيها فهي سبق وذهبت هناك ليلا , أغلقت باب

السيارة وتوجهت هناك راكضا حتى وصلت ولم يكن هناك أحد

فأمسكت الحبل الأرجوحة بقبضتي وشددت عليه بقوة غير مصدق

أنها اختفت , ضاعت مني هكذا بسهولة ودون عناء من أحد

وستفشل كل خططي فوحدها سلاحي لجلب جدها للبلاد وتنفيذ

باقي مخططاتي , خرجت بعدها بالسيارة وبدأت بلف الشوارع

شارعا شارعا وكل ما أمسك نفسي عنه هوا الاتصال بجدها

والصراخ فيه وتهديده لكني لن أفعلها مادام هوا لم يتصل

فقد لا يكون من أخرجها أو اختطفها رجاله









*~~***~~*










أيقظني صوت طرق الباب من نومي ففتحت عين واحدة وقلت

" من "

ولم يجب أحد بل تكرر الطرق مجددا فنظرت للساعة ثم جلست

أرتب بيجامتي , من هذا الذي يطرق في هذا الوقت ولا يريد

الدخول ؟؟ لو فقط يبعدوا عنا الكوارث حتى يتم الزواج أولا

توجهت للباب وفتحته وأنا أتثاءب وأغلقت فمي فجأة حين

وجدت إياس أمامي فقلت باستغراب " إياس ماذا تفعل هنا !! "

قال ببرود " أقف أتحدث معك طبعا "

لويت شفتاي وتمتمت " أعان الله ترجمان عليك "

فقال بضيق " أعيدي فلم أسمع "

حككت شعري وقلت " لا تقل أنكما تشاجرتما وطردتك

من الغرفة "

نظر لي نظرة تحذير فتنهدت وقلت " آسفة تفضل إياس "

قال بذات بروده " انزلي لتدخل من البرد ستمرض ولن

ترحمني أمي إن علمت "

كتفت يداي لصدري وقلت " ولما لا تنزل لها أنت

فالحل لديك وليس لدي أنا "

قال بضيق " نزولي لها لن يزيد الأمر إلا سوءا ولا تفاهم مع

ابنة خالك كما تعرفيها فأقنعيها تنام معك على الأقل , لا مزاج

لي للمشاكل وأعرف والدتي ستلقي باللوم علي "

قلت مغادرة من أمامه " أمري لله ولا تنسى لي كل هذا

وحين سأتشاجر مع أمين أنت من ستصلح بيننا "

شعرت بشيء شدني من ظهري وأعادني للخلف فقلت بتألم

" آه إياس أتركني خنقتني "

تركني حينها وقال " لكي تحترميني مرة أخرى ولا أعتقد

أنك ستحتاجين لمن يراضيه مع لسانك هذا "

ثم غادر جهة ممر غرفته وتركني , ذهب لينام طبعا وترك لي

المهام الصعبة فما سيقنعها بالدخول الآن ؟ يفعلها هوا وأتورط أنا

نزلت وتوجهت للحديقة وكانت جالسة هناك بالفعل بل وعلى بساط

الأرض وتلعب بشيء بين أصابعها ونظرها عليه فاقتربت منها

وجلست أمامها وقلت " ما بها حرم شقيقنا المصون "

قالت ببرود " أُحصي عدد أعشاب الحديقة هل لديك مانع "

ضحكت وقلت " بل قسما أنكما تشاجرتما ومالا تعلميه أنه

يراقبك من بعيد ينتظر أن تدخلي "


ابتسمت بسخرية ولم تعلق فقلت " لا تصدقي لكنها

الحقيقة فعلا "

رمت ما في يدها وقالت " سدين فارقيني حالا "

تربعت وقلت " في منامك لن أدخل إلا وقدمي على قدمك وإن

ظهرتُ ببشرة شاحبة في زواجي ستكونين السبب "

قالت بسخرية " لا أعلم لما لا تتعلمن من تجارب غيركم

مالك والزواج ووجع الرأس "

لوحت بيدي قائلة " لا لا تلك أفكارك وحدك أنا أريد

زوجا يحبني وأبناء ومنزل "

نظرت للبعيد وقالت " غبية وستكتشفين ذلك يوما "

تنهدت وقلت بهدوء " ما المشكلة بينكما ترجمان أخبريني "

قالت ببرود " لا شيء "

قلت بإصرار " بل ثمة شيء فتحدثي "

لاذت بالصمت ولم تتكلم فقلت " هل زيارة منزل عمي

وراء كل هذا "

ولا جواب طبعا فقلت باستياء " ترجمان افتحي لي قلبك

هيا ولن يعلم أحد بما دار بيننا أقسم لك "

نظرت لي وقالت بضيق " تعلمين بدون سؤال فأنا لا أعجب

شقيقك أبدا , لست كما يريد ولن يسمح أحد بانفصالنا وحياتنا

معا أشبه بالمستحيل , فها قد علمتِ المشكلة لترتاحي "

قلت بهدوء " وما فيك لا يعجبه ؟ فتاة بجمالك وشعرك الرائع

وقوامك الممشوق ماذا يريد أكثر من هذا "

قالت بسخرية " كل هذا لا يعنيه يريد امرأة يقودها كالدّابة لا

شخصية لها ولا رأي لا معه ولا مع غيره "

قلت بشبه همس " لكني أراه يعاملك جيدا ويمزح وكأنه

ليس إياس والجميع هنا لاحظ ذلك "

قالت بسخرية " يريد إغاظتي فقط , هل صدقتم أنه

سيتغير في هذه المدة البسيطة "

هززت رأسي وقلت " وليس حلا أن تنفصلا يا ترجمان فأنتي

ستصبحين مطلقة وإياس لن يتزوج أبدا أعرف شخصيته

جيدا لا يدخل أي تجربة مرتين "

قالت من فورها " لا يهم مطلقة مطلقة "

تنهدت بيأس وقلت " أدخلي معي لغرفتي هيا وغدا ستهدئين

ويتغير كلامك "

نظرت للأرض وقالت " ادخلي وسألحقك أريد لعب الكرة قليلا "

فوقفت حينها وقلت " سأتركك ولكن لا تبقي في الحديقة فالجو

بارد فادخلي للملعب حسنا "

هزت رأسها بحسنا دون أن تنظر لي فدخلت وتركتها وأخشى حقا

على زواجهما ويبدوا أن جهود إياس لم تنجح حتى الآن فهل يفعل

ذلك لتحبه أم كما قالت ليغيظها ويسخر منها ليس إلا ؟؟ توجهت

لغرفتي أمسكت هاتفي وأرسلت له ( إياس لن أكذب عليك فلأول

مرة أرى ترجمان حزينة ومحبطة فخِفّ عليها قليلا , وقالت

أنها ستذهب لملعب السلة فحاول أن تتحدثا )








*~~***~~*








بعدما يئست من إيجادها عدت للمنزل وقد أيقنت أنها غابت

للأبد وانتهى كل شيء فلم تذهب ولا حتى لمنزل إياس ولا

آسر ولا منزلهم القديم حيث عاشوا ولا هاتف لديها وقد خرجت

في وقت متأخر فمن أين ستجد هاتفا عموميا ؟؟ عليا أن أستحم

وأذهب لأصلي الفجر ثم أرى ما سأفعل وكيف أعلم إن كان جدها

وراء الأمر أم لا وعليا تعميم أسمها في المطارات كي لا يخرجها

من البلاد إن كان وصل لها ولن يكون بعدها من حل سوا رجال

الشرطة لإيجادها وسأعمل جهدي ليكون الأمر محاطا بالسرية

فكم مرة سيسجل أسمها في محاضر لدينا ويكفي حتى هنا , ما أن

وصلت باب المنزل حتى أوقفني صوت العم عثمان مناديا فالتفت

له فوقف يتلقف أنفاسه وقال " أردت إرجاع الأدوات للملحق

فوجدت الباب مغلقا فافتحه لي قبل أن تذهب لعملك بعد الصلاة "

نظرت له باستغراب فأنا أعرف تصميم الباب جيدا لا يغلق من

تلقاء نفسه ولا حتى في الجو العاصف , قلت راكضا جانبا

بمحاذاة المنزل " عد لغرفتك أنا من سيرجعهم "

وتوجهت من فوري للملحق فهذا أملي الأخير رغم أني أستبعد

أن تذهب له فما ستفعله هناك ! وصلت الباب ووقفت أمامه ليصل

لمسامعي صوتها المنخفض وهي ترتل القرآن بصوت مرتجف

فأخرجت مفاتيحي وفتحت الباب بسرعة ليدخل النور منه قويا

ومستقيما أظهر جسدها النحيل وهي تقف مستندة بالجدار خلفها

تنظر لي بترقب لردة فعلي فتوجهت نحوها وأمسكت ذراعها

وسحبتها لحضني وضممتها بذراعاي بقوة وقلت " ماذا أفعل

مع غضبي منك الآن يا دُره ؟ لما تهوين إتعابي "

قالت بصوت مرتجف ضعيف " جئت أبحث عنك

خفت كثيرا لما لم تأتي لتخرجني "

زدت من احتضانها أكثر وقبلت رأسها وأخفيت وجهي

في شعرها قائلا بهمس " المهم أنك هنا وبخير "









*~~***~~*









ما أن سمعت حديثه والعجوز الذي يهتم بالحديقة والأشجار حتى

خرجت خلفه بمسافة كي لا يشعر بي فيبدوا أن ذاك العجوز أفسد

مخططي وسيخرجونها , كنت أريد أن تتعفن هناك لأرى ردة فعله

وصلت المكان ووقفت من مسافة قريبة أرى الباب من بين الأشجار

ليظهرا لي بالداخل يحضنها بقوة منزلا رأسه ووجهه في شعرها

بنطلونه الجينز المرفوع لنصف ساقيه وكما قميصه المرفوعان

يكشفان ساعديه القويان والنور المتسرب مشكلا حولهما مستطيل

طويل وكأنه يستقطعهما من جميع المشهد , كنت وكأني أشاهد فيلما

وليس واقعا أمامي , لقد عشت معه لأشهر أتمنى هذا الحضن وهذه

المشاعر النابعة منه ولم أحضا به يوما لتأتي هذه وتأخذ كل شيء في

شهرين فقط , ضغطت قبضتي بقوة أراقب كيف يدسها في حضنه

ولم يكتفيا حتى الآن وكأنهما يتعمدان قهري , ظننتك لا تعرف هذا

يا أواس , ظننتك آلة وكتلة من الحقد والبرود والصمت كما عرفتك

دائما وحين يئست منك وبحثت عن ذلك في غيرك ألقيت باللوم علي

كيف حضت هذه النتنة برجل مثله لا يحركه أي شيء ؟ كيف أخذته

هكذا شخصية جذابة ومال وكل شيء تقريبا مجتمع فيه حتى تشرده

هذا لم يزده إلا جاذبية وروعة , هي نعم هي نقطة ضعفك يا أواس

ودمارك سيكون على يدها وأنا من سأكون السبب فيه











*~~***~~*












بعد ساعتين وعند اقتراب وقت الفجر نزلت وتوجهت لملعب

سدين وهوا كان ملحقا فتحت له بابا خلف السلالم وحولته لملعب

كرة سلة صغير لحبها لهذه الرياضة , كان الباب مفتوحا وصوت

ضرب الكرة للأرضية واضحا فوقفت أمامه أراقبها وهي تركض

وترمي الكرة في السلة وشعرها يتطاير مع حركتها ويبدوا أنها

تفرغ غضبها في اللعب فهي لم تشعر حتى بوجودي , توجت جهة

السلة وكانت ترمي الكرة فنزلت منها أمامي فأمسكتها بيداي

ونظرتْ هي لي تتنفس بقوة بسبب ركضها وقفزها فضربت

بالكرة على الأرضية وقلت " ما رأيك في جولة "

استدارت ويبدوا ستغادر فقلت مستفزا لها " سبق وهزمت

سدين مرارا وقد أهزمك بسهولة "

وقفت وقالت دون أن تلتفت لي " أقطع يدي إن فعلتها معي "

قلت بابتسامة " لنجرب إذا والمنتصر يشترط على

الخاسر ما يريد "

التفتت لي وقالت بسخرية " رأيت وعودك سابقا ولم

أحضا بشيء فإنسا الفكرة "

ثم استدارت مجددا لتغادر فلحقت بها وأمسكت يدها وقلت

" دعينا نتفاهم إذا فهذا ليس حلا لمشكلتنا "

استلت يدها مني وقابلتني وقالت " لن ينجح الأمر لأنك

ستخل به ككل مرة "

قلت ببرود " أنا أخللت به ؟؟ "

قالت بجمود " نعم أنت وضعت شروطا ليلة زواجنا وأخللت بها

ثم وضعت أخرى كي لا أهينك ولا تسخر مني وأخللت بها

أيضا والثالثة لن تفرق عنهما "

تنهدت بضيق وقلت " وإن قلت أني آسف "

قالت بسخرية " على ماذا "

تأففت وقلت " على كلامي البارحة طبعا فلا تضيقيها

وهي واسعة يا ترجمان "


كتفت يداها لصدرها وقالت " لا أصدق أنك أنت إياس تعتذر

مني ففسرها لي رجاءً "

وضعت الكرة تحت ذراعي وقلت " ومن قال لك أني لا أعتذر

فارفعي أفكارك السوداء ناحيتي "

قالت مغادرة " أعرفك دون أن يقول لي أحد ولعلمك فقط إن

حملت فالطفل لي ولن تراه والاتفاق سنكمله في كل الأحوال "

ثم غادرت خارجة من الباب فهززت رأسي ورميت الكرة بقوة

وغيظ فلا يبدوا أنه هناك سبيل للتفاهم مع هذه المرأة







*~~***~~*










لا أنكر أني أحيانا أجد لنفسي تفسيرا في قسوتي عليها وفي أحيان

أخرى أرى أنه لا مبرر لها , فبث هكذا كالمربوط بين حبلين كل

واحد يشده لجهة حتى يمزقاه في النهاية , وقفت أمام باب الغرفة

وتنهدت بأسى وضيق والكثير من المعاني من ذلك فعندما سرقتْ

نظري البارحة بملامحها وهي تحمل كل البراءة تنعكس أمام ضوء

نار المدفئة وجذبتْ عطفي نحوها حين تحدثت عن تلك المعاناة في

طفولتها لم أجد حلا سوا إبعادها وإقناع نفسي أكثر أنها هي نفسها لن

تتغير ولن أغير نظرتي لها وكنت كمن يريد أن يُسكِت صراخا عاليا

في داخله ولا حل أمامه سوا الصراخ مثله , تنهدت مجددا وطرقت

باب الغرفة ففتحته لي نصف وجهها فقط يظهر منه تنظر للأرض

والحزن باديا على ملامحها فنظرت للكيس في يدي وقلت وأنا

أمده لها " هذا حجاب وجهزي نفسك لآخذك لشقيقتك "

توقعت أن ترفضه أن تأخذه وترميني به أن تثور وتذكرني بكلامي

البارحة لكنها خانت جميع توقعاتي ومدت يدها وأخذته وقالت

بهمس " شكرا "

فأبعدت نظري عن ملامحها سريعا وتوجهت لغرفتي







*~~***~~*








تحركت بعشوائية أمام باب المنزل وهاتفي في يدي ثم تأففت

وعدت للمنزل وكانت عمتي تنزل السلالم فقلت بضيق

" أين ابنك لم يأتي ولا يجيب على هاتفي "

وصلت للأسفل وقالت " قد يكون شغله شيء ما "

قلت باستياء " وما سيشغله وهوا يعلم أنه عليه أخذي لمنزل

دُرر , لا أعلم لما يحب قهري هكذا "

تنهدت وقالت " ولما ظن السوء هذا ؟ قولي عساه خيرا

هذا بدل أن ينشغل بالك عليه "

تركتها وعدت للوقوف خارجا , هي والدته في كل الأحوال

وستجد له ألف عذر أما أنا فلا أجد له ولا واحدا من مئة

وقفت قليلا وعيناي على الباب الخارجي ثم نظرت لساعتي

وضربت الأرض بقدمي متأففة ثم عدت للداخل وجلست على

الأريكة بالمقربة منها وقلت ببرود " عشر دقائق أخرى إن

لم يأتي اتصلت بعمي رفعت ليأخذني "

ثم وضعت حقيبتي في حجري بقوة وغيظ وتابعت بقهر

" يعلم أنه لن نحظى بموعد آخر من زوج دُرر المصون ولن

يوافق زوج سراب على أخذها هناك ثانيتا وسيضيعها علي

لا أعلم ما بنا حظ كل واحدة منا أردأ من الأخرى "

كانت ستقول شيئا لولا منعها دخوله من باب المنزل وقال

متوجها للسلالم " أنزل وأجدك في السيارة أو ذهبت وتركتك "

وصعد ونظري يتبعه , ما به عابس هكذا ويقول كلامه من رأس

أنفه ؟ حتى أنه لم يحيي والدته كعادته وهل يراني لست جاهزة

أمامه ؟؟ تجاهلت كل تلك الأفكار ووقفت وخرجت للسيارة وركبت

فالمهم عندي أنه جاء لأخذي لأنه إن فعلها بي لا أعلم ما ستكون

ردة فعلي , خرج بعد قليل وركب وخرجنا من فورنا ولم يتحدث

طوال الطريق بشيء حتى وصلنا منزلا أكبر وأرقى من منزلهم

ومنزل عمهم وعمي أيضا رغم كبر حجم منازلهم , وقفنا

أمامه وقال ببرود " اتصلي بي لآتي لأخذك "

فنظرت له بصمت وهوا ينظر أمامه متجنبا النظر لي فنزلت

دون أن أعلق على شيء , وما أن أغلقت باب السيارة حتى انطلق

بها مسرعا وصوت انزلاق عجلاتها على الطريق كاد يصم لي

أذناي فبقيت مكاني للحظات أراقب سيارته تبتعد مستغربة تبدل

مزاجه فجأة ثم رفعت كتفاي وتوجهت لجرس الباب وقرعته فالمهم

عندي أني أتيت والأروع من ذلك أنه ترك الوقت مفتوحا أمامي

ما أن رننت على الجرس حتى وقفت سيارة زوج سراب ونزلت

منها فنظرت لها مبتسمة وهي تنزل ثم اقتربت منها وهي تتوجه

نحوي وقد غادر زوجها فحضننا بعضنا وقلت بشوق

" اشتقت لك يا غبية هل تدركي هذا "

لتفاجئني دموعها وشهقتها الباكية وهي تضمني بقوة أكبر

فقلت ماسحة على ظهرها " سراب ما بك هل ضايقك

مجددا ذاك الأحمق "

قالت بهمس مخنوق " لا "

ثم ابتعدت عني عندما انفتح باب المنزل لنا









*~~***~~*











وضعت زجاجة العطر على طاولة التزيين بعدما رششت منها ثم

وقفت أنظر لملابسي وأرتبها جيدا , كنت أرتدي تنوره قصيرة

تحت الركبتين بقليل بقماش مبطن لها نقوش عريضة عند حوافها

السفلية , ضيقة عند الخصر ثم تتسع تدريجيا وقميص ضيق بدون

أكمام وفوقه طبقة من الشيفون بكمان دائريان وطوله لنهاية الخصر

ونصف مفتوح من الأمام وكان هذا أنسب ما وجدت ليكون مناسبا

لليوم , رفعت شعري بقوس فضي وجلست على حافة السرير خلفي

أنظر للأرض بحزن وحيرة ثم تنهدت بأسى وأنا أتذكر كل ما حدث

البارحة فبعدما عدنا هنا أنزل عليا سيل توبيخه ( ما الذي أخرجك

ذاك الوقت وكيف تغلقين الباب على نفسك وماذا إن لم أذهب هناك

من سيسمع حتى طرقك ومناداتك ) ولم يصدق حتى أني لم أغلقه

وفي النهاية نام غاضبا مني وخرج فجرا لعمله وكأنه ليس ذاك

الذي ضمني لحضنه هناك دون أن يصرخ ويغضب كعادته حين

أكون مخطئة في نظره , كم هوا معقد هذا الرجل وكم يصعب

عليا فهمه فهوا يجعلني عاجزة حتى عن فهم نفسي , أخرجني

من أفكار صوت طرق على الباب فتوجهت نحوه وفتحته

فكانت إحدى الخادمات وقالت من فورها " سيدتي

ضيوفك وصلوا "

فخرجت مغلقة الباب خلفي ونزلت السلالم مسرعة فاليوم من

الأيام التي تحسب في حياتي , وأخيرا سأراكما يا شقيقتاي

اللتان لم أرزق بهما يوما فلأول مرة نفترق كل هذا الوقت فلم

نغب عن بعضنا يوما , ما أن اجتزت نصف السلالم حتى ظهرتا

لي وكانت ترجمان تنظر من حولها وسراب تنظر ناحيتي مبتسمة

وتمسح دموعها فأكملت باقي العتبات ركضا وقفزت لحظن سراب

التي استقبلتني فاتحة ذراعيها لي وبدأت تشهق باكية وأبكتني معها

ضممتها بقوة وقلت " منذ متى أصبتِ حساسة هكذا

ومبارك ارتدائك للحجاب كم هذا رائع "

ثم ضحكنا معا من بين دموعنا وابتعدت عنها واحتضنت ترجمان

التي استقبلتني بذراعيها وضمتني بقوة وقالت من فورها " أول

مرة أرى أبوابا مرسومة وكأنها لوحات فنية وما هذه الملابس

الرائعة التي تلبسينها , لقد أخذتِ نصيب الأسد يا حمقاء

أوسمهم وأغناهم "

ابتعدت عنها ومسحت دموعي قائلة بابتسامة " قولي اشتقت

لك قولي كيف حالك , حسد هكذا من بدايتها "








*~~***~~*










ألبستها باقي ملابسها أستمع لحكاياتها الطفولية التي لا تتوقف

وبطلتيها طبعا ترجمان وسدين وذهني ليس معها أبدا بل مع

أولى جلسات المحكمة التي ستبدأ بداية الشهر ولم يتبقى عليها

سوا أيام ويبدوا أن مصطفى تراجع حتى عن تطليقي بمحض

إرادته وقد سئمت من نظرات الناس وكلامهم عن سبب تركي

لمنزلهم وزواجه من أخرى فقد كُتب لي أن تنزل فوقي ضرة

قبل أن أصبح مطلقة لأجرب جميع الأنواع , رن هاتفي وكان

ذاك الرقم الغريب مجددا ولم يكمل الاتصال كعادته ثم وصلت

منه رسالة ولأول مرة يفعلها ففتحتها فكان فيها

( رغد هذا أنا خالد )

فشعرت بجسدي كله ارتجف حتى وقع الهاتف مني وبدأت دموعي

بالنزول , لما يحدث معي كل هذا وما يريده بي بل وكيف يفكر هذا

المجنون فلو انتشر الخبر بين الناس فلن يرحمني أحد , طرق أحدهم

باب غرفتي فأمسكت الهاتف برجفة وأغلقته نهائيا ومسحت

دموعي وقلت " تفضل "

فانفتح ودخل منه إياس فوقفت ندى من فورها وركضت جهته

ضاحكة فحملها وقبل خدها وتوجه نحوي وجلس على الكرسي

وأنزلها للأرض وقال " اذهبي ونادي جدتك بسرعة "

فخرجت من فورها وقال ما أن غادرت " رغد هناك أمر

أريد أن تقومي به من أجلي "

نظرت له باستغراب وتابع قبل أن أعلق " أريد أن أتزوج "

نظرت له بصدمة وقد تاهت الحروف مني وبدأت بالتلعثم ولم

أعرف ما أقول فأشار لي بإصبعه على شفتيه وقال ناظرا للباب

" أش سنتحدث لاحقا وأمي آخر من سيعلم "

ولم أستطع قول شيء لأنها بالفعل دخلت وندى تسحبها من يدها

وقال إياس من فوره " سآخذ إجازة وبعدها سأنقل عملي من هنا

وسننتقل للمزرعة بعد زواج سلسبيل وسدين مباشرة فرتبوا أموركم "

ودخل هوا وأمي في نقاش حول الأمر ولا تبدوا أمي معترضة أبدا

أما أنا فلم أستطع قول شيء فصدمتي من كلامه لازالت تلجمني

عن الكلام حتى الآن









*~~***~~*










دخلنا مجلس الضيوف وقالت ترجمان ما أن جلسنا " كيف

أحوالك مع عريس السعادة يا دُرر فوحدك مجهولة

المصير حتى الآن "

قلت بهدوء " جيدة "

لوت شفتيها وقالت " كنت أعلم أنه سيكون جوابك في كل

الأحوال وأتوقع العكس فكل هذا الأمر كان فاشلا منذ البداية "

ولم تتركني أعلق بل تابعت قائلة " لو كنت أعلم أن كل هذا كان

سيحدث ما وافقتهم على ما فعلوه وبقيت للفضيحة فستنساها

الناس مع مرور الوقت "

نظرت للأسفل وقلت " الشرف لا يسامح فيه أحد ولا يُنسى يا

ترجمان , ثم هل ستختارين أفضل مما اختار الله لنا "

تمتمت بشيء لم أفهمه ثم قالت " أقنعيني أن حياتك أفضل من

حالنا وأنك راضية عنها فأنا أعرفك من سنوات يا دُرر

وأفهم نظرتك دون كلام "

تنهدت وقلت " قلت أن أموري جيدة وما كنت سأستبدلها

بالفضيحة أبدا "

تجاهلتني ونظرت جهة سراب الصامتة منذ أول الجلسة

وقالت " وأنتي من بلع لسانك فليست عادتك "

قالت بهدوء أقرب للبرود " حياتك جيدة يا ترجمان فلا تفسديها

بغبائك وطيشك وتندمي وقت لا ينفع الندم "

نظرتْ لها بصدمة وقالت " هل هذه سراب من تتكلم !! "

نظرت ليديها في حجرها وقالت بشيء من الحزن " نعم فقد

يكون حال أفضل من حال لو لم نفسده أكثر "

قالت بتذمر " بالله عليكما من ألقى عليكم تعويذته ؟ دُرر أعرفها

طوال حياتها ترضى بالتعب وتسكت , أنتي ما غيّرك فجأة "

نظرتْ لها وقالت بجدية " غيرني غبائي الذي دمرني وعليك

أنتي أيضا أن تستفيقي لنفسك فزوجك لا ينقصه شيء "

نظرت لي حينها وقالت " دُرر هل تصدقي أن هذه

سراب التي نعرفها "

هززت رأسي بلا في صمت فقالت سراب بضيق " وما في

الأمر إن غيرت قناعاتي وحياتي , هذا شيء عادي وطبيعي "

نظرت لها ترجمان بصدمة وقالت " سراب يا غبية هل

أحببت ذاك المعتوه "

قالت وعيناها قد امتلأت بالدموع " نعم بعدما أكرهته فيا أضعاف

ما كان , هل ارتحتِ الآن بمعرفة السبب "

أمسكت رأسها بيدها وقالت " غبية لقد أفسدتِ على نفسك "

أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت " بل أفسدت على نفسي حين

لم أرضى بواقعي منذ البداية فكل ما كان يحتاجه زوجة تفهمه

وتتفهم ظروفه وحياته ولم يجدها بي وحين استفقت لنفسي

كان الأوان قد فات ولم ينفعني الندم "

هزت ترجمان رأسها بيأس منها ثم نظرت لي وقالت

" وأنتي يا معدومة هل أحببته أيضا "

نظرت لها بصدمة فقالت " وصل الجواب لن تكوني

أفضل منها "

فقلت بصدمة أشد " ماذا أنا ..... "

ولم أنهي كلامي لأنها قاطعتني قائلة " وأين زوجته الأولى

لا تقولي أنها تعيش معك هنا "

وما أنهت جملتها إلا وانفتح باب المجلس ودخلت منه ...... وجد






نهاية الفصل .... موعدنا مساء الخميس إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية