أول شي لأن بنات شقيقتي أول ما يشوفوا اللاب أصابعهم
لأزراره على طول فنزلت الفصل هالوقت لأن صعب أنزله بعدين
وثاني شيءأحب أوجه شكر كبير للغاليات
لهفة مشاعر , آيفا رمضان , عبيركك , لهفة مشاعر , شموخي ثمن صمتي
نوره ( عميه ) , sunny smil , جنون شرسة , الجميله2 , em esoos
ahsas , ورودي ذبلت , الياقوتة الحمراء , مطلع القمر ~Morgana~
(Maysa) , آية الموسوي , hatice hatice , شوقي العنيد
دفء المشاعر H , همس الامومه , وعد الماهر
على دعمهم وتشجيعهم والكلام الكبير في حقي وحق الرواية وما ننسى
الأختين الغاليتين فيتامين سي ولمارا لإتاحتهم الفرصة لي لمعرفة قلوب
مثلكم لا حرمني الله منكم جميعا
الفصل الثالث عشر
نظرت له بترقب أتنقل بنظري بين عينيه أريد جوابا أي
جواب يا أواس أرجوك , قال بهدوء " عودي للمنزل ولا
تخرجي هذا الوقت ثانيتا "
قلت مجددا وبإصرار " من أنا يا أواس "
نظر لأعلى حبل الأرجوحة وقال " عودي للمنزل "
قلت بجمود " لا "
نظر لي وقال بضيق " عدنا للعصيان يا دُره "
وقفت وقلت " أجبني أولا "
أبعد نظره عني وقال " أنتي دُره سيدة هذه الأرجوحة "
اقتربت منه حتى وقفت أمامه وقلت " وأنت ؟ "
نظر لعيناي مطولا ثم قال بهمس " أواس الفتى الذي كان
يحملك على كتفيه وقدماه تنزف دما من كل مكان فيها "
شعرت بجسمي ارتجف وقلبي علت نبضاته فها هوا يذكر
التعذيب مجددا وبدماء هذه المرة , هززت رأسي بحيرة
وقلت بحزن " ماذا كان يحدث هنا أخبرني أرجوك "
نظر للأسفل وابتسم بسخرية وقال " اسكتي يا دُره نبهتك
سابقا عن فتح هذا الموضوع ولا أريد أن تكون النتيجة
كعصيانك لي اليوم "
بقيت أنظر لملامحه بصمت أتمنى فقط أن يغير رأيه تكلم يا أواس
حلفتك بربي وربك أن ترحمني وتخبرني ... تكلم ... تكلم الآن , رفع
نظره لي مجددا وبقينا على ذاك الوضع لوقت ثم قلت بهمس حزين
" آلمتني اليوم "
فمد يده لذراعي وشدني منها لحضنه وطوقني بذراعيه فشعرت
بقلبي علت نبضاته فوق علوها وبدموعي بدأت تزاحم عيناي لكني
لن أبكي فلم أكن للبكاء يوما , كانت تلك اللحظات الأغرب في
حياتي كان شعورا فاق كل وصف وأنا وسط حضنه لا أعلم ما
أقول عنه سوا أنه الشعور بالحضن الوحيد الذي عرفته حياتي
فلأني كنت أكبرنا ثلاثتنا فمند صغرنا كنت أنا من أحضن من
تبكي منهما حين تقع وتتأذى , مسح بإحدى يديه على ظهري
نزولا وقال هامسا " لازال يؤلمك "
اضطرب تنفسي على اضطرابه وقلت بذات الهمس ووجهي
يرسم تفاصيله على عضلات صدره " نعم كثيرا "
مرر أصابعه في شعري ودس وجهي في صدره أكثر وقال
" لا تعصيني ثانيتا يا دُره لا تتحدثي وأنا غاضب لا تناقشيني
لا ترفعي صوتك علي ولا تفتحي الدفاتر القديمة فالقادم أشد "
ثم تركني وأولاني ظهره وقال سائرا " هيا عودي
للمنزل أريد أن أسمع خطواتك خلفي "
تحركت حينها وسرت خلفه فسأكون غبية إن كررتها الآن تحديدا
وعصيته وهوا نبهني للتو , كيف تريد مني أن لا أسألك لا عن
زوجتك ولا ماضينا معا وعن سر كلماتك الغامضة ؟ كيف نعيش في
هذه الدوامة ولا أسأل ؟؟! كنت أراه يبتعد وتذكرت حديث ترجمان
وهي تضحك على الروايات الأجنبية حين يصفون بطلها بعريض
المنكبين فاره الطول وسيم الملامح مع حدة فيها وكنت مثلها لا
أصدق ذلك لكن الآن هذا الجسد والمشية تحت الضوء الضعيف
للمصابيح جعل منه صورة كخيال تلك القصص , ترجمان كانت
دائما تكره الرجل شديد بياض البشرة رقيق الملامح وتراه كالفتيات
وزوجها كان كما تكره بشرته تكاد تكون كالمرآة درجة أن لحيته
البنية تظهر منها بوضوح محددة بينما تعجبها شخصية كأواس
سراب يعجبها الرجل كإياس وأنا لطالما كنت أتمنى كزوج سراب
صاحب الملامح المسترخية والنظرة التي لا تفارق الأرض
فغريب كيف تعاكست أقدارنا
وقفت مكاني حين تذكرتهما فوقف لوقوفي رغم أنه ابتعد عني
قليلا لكنه شعر بي وقال موليا ظهره لي وبنبرة أمر " دُره "
خرجت منه بحزم جعلتني أتابع سيري وقلت " أريد أن
أرى شقيقتاي ولو أسمع صوتهما فقط "
قال وهوا يتابع سيره " ليس الآن "
قلت " متى إذا "
لاذ بالصمت ولم يجب ففهمت أنه عليا أن أنسى الأمر حتى يقرر
هوا , دخلنا المنزل وقال وهوا يتوجه نحو السلالم " خذي المسكن
وإن بقي يؤلمك أطرقي عليا باب غرفتي وسأآخذك للمستشفى "
ثم صعد السلالم فتنهدت بحيرة وكنت سأتوجه جهة ممر غرفتي
فوقفت مكاني وأنا أرى قطرات الدماء على حدائي وأسفل ساقاي
فنظرت جهته بسرعة وهوا يصعد وقلت منادية بقلق " أواس "
فوقف والتفت لي فصعدت له مسرعة حتى وقفت في الدرجة
التي تحت قدميه ونظرت لجسمه بالمكان وهوا ينظر لي بحيرة
ثم أمسكت يده وقلت " يدك تنزف انظر إنها مجروحة "
سحبها مني بقوة وقال صاعدا " لا شيء بها وقلت لا تصعدي "
ثم اختفى عني فهززت رأسي بحيرة ونزلت وتوجهت لغرفتي
خلعت حدائي وجلست على السرير ورفعت قدماي عليه ونصبت
ركبتاي ومررت أصابعي على الدم في ساقي ثم حضنت ساقاي
بقوة وخبئت وجهي فيهما , ماذا يحدث معك يا دُرر كيف يظهر لك
رجل من ماضيك يبدوا كنتِ تأخذين حيزا كبيرا في ماضيه ليتصرف
معك الآن بتناقض يجعلك أيضا تناقضين نفسك لتصبحي تسأليه
كل وقت من أنا وكأنك لا تعرفي من تكونين
شعرت بالألم ازداد في ظهري فاتكأت للخلف وتأوهت بهمس
ونظرت للسقف وقلت بابتسامة حزينة " يقول لا تصعدي للأعلى
أبدا وقال بلسانه إن أتعبك ظهرك أطرقي عليا باب غرفتي
فكيف يكون هذا "
نظرت بعدها جانبا ومددت يدي وسحبت كيس الحبوب من على
الطاولة بجانب السرير وأخرجتهم منه لآخذ حبتين عل هذا الألم
يخف ولا أطر للصعود له فقد ينسى أنه من قال ذلك ويعاقبني
عقابا جديدا
*~~***~~*
هززته مجددا ولم يجب ولم يفتح عينيه فشعرت أن عقلي توقف
عن العمل فما سأفعل الآن وكيف سأتصرف , أخذت هاتفه بسرعة
وفتحته فكان يغلقه برقم سري فرميته على السرير وقلت بضيق
" نعم نسينا أنك منظمة سرية "
ثم خرجت من الغرفة توجهت لغرفتي وأخذت العباءة وخرجت
ألبسها على عجل وغادرت المنزل برمته ووقفت في الشارع وفكرة
مجنونة تقول لي اصرخي بعلو صوتك ومن يسمعك سيخرج لك لكن
هكذا قد تكون فضيحة بلا فائدة , توجهت للباب المقابل لمنزلنا
وطرقته بقوة وفي قلبي أدعوا الله أن لا يكون منزل رجل أو رجال
عزاب , بعد قليل فتح رجل الباب فتنحيت جانبا وقلت " نادي لي
زوجتك أو أمك أو أي مخلوقة أنثوية هنا "
قال من فوره وهوا لم يخرج لي " كيف أنادي لك زوجتي في
هذا الليل ؟ من تكونين أنتي "
نعم جيد يعني لديه زوجة والأمر المطمئن الآخر أنه كلمني من
الداخل , قلت " أنا زوجة جارك المقابل لك هنا وزوجي مريض
وفقد الوعي ولم أعرف كيف أتصرف "
قال وهوا يدخل منزله " لحظات وأخرج لك "
بقيت واقفة هناك وخفت أن أرجع للمنزل ويكون استفاق ويوبخني
على إدخالي الرجل للمنزل , خرج بعدها مسرعا وامرأة تتبعه
وقالت " ادخلي معي حتى يراه زوجي "
هززت رأسي بلا وقلت " سأكون هناك , تعالي معي عليا
أن أرى ما به "
قالت وهي تمسك يدي " لن يسمح لي زوجي فادخلي معي
فقد ينادي أحد آخر ويأخذوه للمستشفى "
سحبت يدي منها وعدت للمنزل دخلت وكان زوجها خارجا من
الغرفة يتحدث في هاتفه وأنزل نظره وتخطاني قائلا " أخرج لي
فجاري المقابل لي متعب ومغمى عليه ولم يفيق "
ثم ابتعد جهة الباب وقال موجها حديثه لي " ابقي مع زوجتي
في منزلي رجاءا حتى نأخذه للمستشفى "
التفت له وهوا مولي ظهره لي وقلت " ما به ؟؟ "
قال وهوا يخرج من الباب " خيرا خيرا "
فشعرت بعبرة غصت في حلقي , كنت أريد الدخول له للغرفة لكن
الرجال سيدخلون هنا فما سيكون مظهري أمامهم , غادرت المنزل
مجددا ووجدت منزل جارنا لازال مفتوحا فوقفت عند الباب وطرقت
فقد يكون في الداخل فسمعت صوت زوجته قائلة
" أدخلي لا أحد غيري هنا "
فدخلت حينها منزلهم فكان نسخة عن منزلنا فها نحن لسنا وحدنا
نعاني , الاختلاف الوحيد أنهم يغطون وسطه بسعف النخيل ليحميهم
من أشعة الشمس , أدخلتني لغرفة الضيوف وجلست هناك وغادرت
هي وبدأت حينها أشعر بأعصابي تحترق وبدأت دموعي بالنزول وكل
خوفي كان من أن يكون مات فالرجل قال أنه لم يستفيق مهما حاول
كنت أبكي خوفا من موته نعم لكن ليس من أجله بل من أجلي فأين
سأذهب بعده غير للشارع , حتى دار الأيتام لن تقبل بواحدة في سني
ترجمان ودُرر متزوجتان من منهما سيقبل زوجها بي , الآن فقط
اكتشفت أنه سند لي يحميني ولو من الشارع , دخلت زوجته تحمل
لي كوب ماء وما أن رأتني أبكي حتى وضعته سريعا على الطاولة
وتوجهت نحوي وجلست بجواري وحضنت كتفاي وقالت مهدئة
لي " سيكون بخير اهدئي لما كل هذا الخوف "
قلت بعبرة " كيف أهدأ فلا أحد لي بعده غير الله كيف
يموت ويتركني "
مسحت لي دموعي وقالت " لا حول ولا قوة إلا بالله من
قال لك أنه مات سيكون بخير لا تخافي "
ولم يزدني كلامها سوا بكاء فمدت لي كوب الماء وجعلتني
أشربه مجبرة ثم قالت " أين أبنائك أم ليس لك أبناء "
هززت رأسي بلا فوقفت وشدتني من يدي قائلة " قفي معي
اغسلي وجهك وتوضئي وصلي ركعتين وادعي له وستهدأ نفسك "
وقفت ودخلت الحمام توضأت وصليت ودعوت الله لأجد نفسي أدعوا
أن يحميني بعده من الشارع أن يتركوني في المنزل حتى أتدبر أموري
أولا ونسيت الدعاء له تماما لأكتشف أكثر أن كل ما يعنيني نفسي
فدعوت إن كان يتعاط المخدرات أن يموت ويرتاح وأرتاح منه فقط
هذا كل ما قدرت عليه فلا أحد له أخاف أن يبقى بعده غيري لأقول
يا رب أحفظه من أجله , بعد قليل رن هاتف المرأة فوقفتُ من
على سجادة الصلاة أنظر لها بترقب فأجابت عليه قائلة
" نعم يا قيس بشر كيف حالته "
قالت بعدها مبتسمة " الحمد لله زوجته تبكي وكادت تجن "
أبعدت بعدها الهاتف عن أذنها ومدته لي قائلة
" خدي كلميه واطمئني أنه بخير "
فهززت رأسي بلا وقلت " المهم أنه استفاق وبخير "
أعادت هاتفها لأذنها وقالت " لا تستطيع مكالمته الآن
متى سيخرج "
" حسنا وداعا الآن "
أنهت المكالمة وقالت " سيخرج صباحا هوا بخير كنت أود أن
تبقي معنا حتى يخرج لكن زوجك طلب أن تعودي للمنزل "
خلعت حجاب الصلاة الخاص بها وقلت " لا داعي لهذا فهوا
يبات دائما في عمله ومعتادة على النوم وحدي "
شكرتها وودعتني حتى الباب وعدت لمنزلي وأغلقته خلفي
ودخلت , الحمد لله يبدوا أن عمره أطول مما كنت أتخيل وها
هوا لم يمت , غبية يا سراب ما أخافك عليه لو مات لتخلصتِ
منه ومن سجنه لك وقد ترثي أنتي منه مال ذاك العجوز وتحكم
به المحكمة لك آه ليته مات , أف ما بي هكذا ؟ توجهت لغرفتي
وما أن وصلت الباب حتى غيرت رأيي وتوجهت لغرفته دخلت
وتوجهت لسريره وقفزت عليه فرِحة سأنام ليلة على سرير ولو
شبه مريح , نمت عليه على ظهري وفردت يداي وساقاي , لو
فقط تركوه لديهم أسبوع , قفزت بعدها واقفة حين تذكرت أن ذاك
القط يشاركه هذا السرير وسيأتي لزيارتي في أي وقت فخرجت
من الغرفة وعدت لغرفتي وأغلقتها جيدا فهوا يعرف كيف ينكد
علي حتى وهوا غير موجود
في الصباح استيقظت على صوت الباب يفتح فخرجت من الغرفة
ووقفت أمامها فدخل وفي يده كيسا لا أعلم ما به , وقف عند باب
غرفته ونظر لي مطولا بصمت وأنا أبادله ذات النظرة حتى قال
" كيف تخرجي وتطرقي باب الجيران ؟ هل فكرت أنه قد يكون
يعيش فيه رجلا لوحده وكيف تكون أخلاقه "
نظرت له بصدمة هل هذا جزائي أني جلبت من أنقذه ! تابع
بضيق " لا وتدخلين معه هنا وتتبادلين الحديث معه فضحتني
في الحي , لكن ما سأتوقع منك تربية سحرة مجرمين "
قلت بحدة " هييه أحفظ لسانك , الحق علي أني خفت أن تموت
وبحثت عمن يأتي لإنقاذك المفترض بي أن تركتك مت
وفررت منك بجلدي لكني غبية حقا "
ابتسم ابتسامة ساخرة لم تزدني إلا اشتعالا ودخل الغرفة وأغلقها
خلفه بقوة قبل أن أنهي باقي كلامي فصرخت من الخارج " تربيتي
أفضل منك يا مدمن المخدرات , لن أنساها لك يا آسر تسمع "
فأغلق النافذة بقوة كي لا يسمع صوتي فدخلت غرفتي أتأفف وأشتم
فيه بغيظ , لكن مهلا كيف علم أني تحدثت مع الرجل فيبدوا يستحي
مستحيل أن يقولها له , وضعت يداي وسط جسدي وضيقت عيناي
الوغد المخادع كان يعي ويسمع كل ما كان يدور حوله إذا فما السر
وهوا لم يستفيق مهما حاول ذاك الرجل معه فهل كان يعي ويسمع
ولا يمكنه فتح عينيه والحركة أم ماذا !!!
*~~***~~*
نزلت والدتي من السلالم مسرعة وهي تقول " ما بكم صراخكما
وصلني للأعلى ماذا حدث "
قال مصطفى بصراخ غاضب " تعالي وانظري لابنك وأفعاله "
اقتربت منا قائلة بضيق " ما بك توقفا عن الشجار متى ستعقلون
كل يوم اثنين متسببان لي بفضيحة مع الجيران "
ثم نظرت لي وقالت " ما بك يا خالد فليست عادتك أن
تدخل في مشاكل مع إخوتك "
قال مصطفى بضيق " ابنك المصون الذي لا يعرف المشاكل
كما تقولين أخذ الذهب والحلي الذي اشتريناه لرغد
وأعطاه لها تصوري "
نظرت لي وشهقت بصدمة ضاربة صدرها بكفها وأنا أنظر لها
بأبرد ما لدي من أعصاب وقلت بهدوء " وذهبها فلا تنسى "
قالت أمي بضيق " تأخذ لتلك الحرباء الذهب يا خالد وهي من
تركت منزلها وشقيقك وأخذت منه ابنته "
قلت بضيق " الذهب من حقها خافوا الله في اليتيمة فشقيقها لن
يسكت لكم حتى إن كانت بلا والد فلا تستهزئا من حالها يكفي
ضربه الدائم لها وكأنها بعير وأمامنا أيضا "
قالت بحدة " هذا ما يهلكك يا ابن بطني قلبك العفن الذي يرق
على الظالم والمظلوم , تستحق ما أتاها تلك الساحرة هي وأمها
سحروا شقيقك والآن أنت "
حدثها مصطفى مشيرا لي " تفضلي الآن جِدي لنا حلا معه ومع
الذهب الذي من المفترض أن يكون للعروس الجديدة وسنؤجل
الموعد بسببه "
نظرت لي وقالت " تذهب وتحضره أو تشتري غيره "
قلت مغادرا " لا هذه ولا تلك "
ليصرخ مصطفى من خلفي قائلا " أقسم أن يدفعوا الثمن ولن أطلق
ابنتهم , أنا يرفعوا عليا قضية ليأخذ مني نفقة ابنتي ويأخذوها
مني , سأريه ذاك الصعلوك الطفل "
خرجت من المنزل وتركتهما فأكبر ما يقدر عليه الصراخ وأن
يجمد قضية الطلاق لوقت وفي النهاية سيحكم بها القاضي لهم ولن
يحصد شيئا من تهديداته , ينجب الأبناء ويرميهم للشارع , يكفي
ضربه لها وسجنها تئن من الألم طوال الليل , ركبت سيارتي واتكأت
على مسند ظهر كرسيها وأغمضت عيناي وأنا أتذكر صوتها حين
كنت أسمعه من فتحات قابس الكهرباء المشترك بين غرفتي وغرفتهما
أي بشر هذا الذي تسمح له نفسه بضرب وتعذيب غيره , كم مرة هددته
بأني سأخبر شقيقها ووعدني أنه لن يضربها مجددا وأخلف وكنت أنتظر
أن تتخذ هي تلك الخطوة وتخبره بنفسها وفعلتها أخيرا وكما توقعت كان
له إياس بالمرصاد وفكر جيدا حين جعل طلاقها من المحكمة والنفقة
تكون للوالد فقد أقنعني في آخر زيارة لي لهم بتفكيره فإن مات لن
تستطيع رغد دفع ما ستحتاجه ابنتهم وهي حتى دراستها لم تنهيها
وشقيقتيها أيضا لازالتا تدرسان وستتزوجان وتعيشان حياتهما فعلى
مصطفى أن يتحمل دفع كل ما تريده ابنته وبالقانون أيضا وأعرفه
جبان ويخاف السجن وسينصاع لهم , شغّلت بعدها سيارتي وغادرت
من هناك حتى تهدأ براكينهما أولا وأعرف أنه لن يستطيعا شيئا
سوا تأجيل زواجه الجديد حتى يشتري الذهب للأخرى
*~~***~~*
نظر لي ببرود وأنا أكاد أموت من الضحك وقلت بعدما تنفست
الصعداء " من كل عقلك يا آسر تفعل كل تلك التمثلية "
رمى يده وقال " أردت أن أرى إن كانت ستنتهز الفرصة
وتهرب أو تقتلني أو تحاول سرقتي "
جلست على طرف الطاولة وقلت مبتسما " لكن أي شيء
من ذلك لم يحدث وهذا المفيد "
قال بضيق " الوقحة جلبت جاري ليثها هربت كان أفضل "
عدت للضحك مجددا وقلت " أقسم أنكما ثنائي رائع "
وقف ولبس قبعته وقال " أنت وابنة خالك الثنائي يا أحمق "
وقفت وقلت " وما فعلت بعدها "
قال مغادرا المكتب " لا شيء خاصمتها لأسبوع ولا
أكلمها رغم أني أراها مبسوطة بذلك "
أخذت قبعتي بسرعة وتبعته قائلا " بالتأكيد ستسعد بذلك فأنت
كنت تنكد عليها طوال الوقت وستسعد بمخاصمتك لها , من
كثرة رومانسيتك معها لتفتقد كلامك "
خرجنا من المركز وفتح باب السيارة قائلا " وهذا ما ينقص
أغدق تلك الجشعة بالكلام الرومانسي ما رأيك أن آخذها في
شهر عسل أيضا "
ركبت بجانبه وأغلقت باب السيارة وانطلقنا وقال " قلت بما
أنها ثرثارة فما أن أسكت ستنفجر من الوحدة ويبدوا لي
تتعمد إظهار لا مبالاتها "
نظرت له وقلت بهدوء " لما لا ترضى بواقعك وتعيش
معها كزوجين طبيعيين "
قال ساخرا ونظره على الطريق " هه قل هذا لنفسك قبلي "
نظرت أماما وقلت " فرق كبير بيني وبينك يا آسر وفرق أكبر
بين زوجتك وزوجتي , لو كانت ترجمان مكانها ما رضيت أن
تطهوا لك ولا غسلت ثيابك ولجعلتك تهرب من المنزل بلا حداء "
ضحك وقال " قالتها صديقتها سابقا ليثهم زوجوك بترجمان
لأحرقت لك منزلك وخرجت "
هززت رأسي وقلت " تفعلها دون أدنى تردد أو تفكير "
تأفف وقال " كادوا لنا يا رجل أقسم أنها أكبر مكيدة وقعنا
فيها ليثني ما وافقته مالي ووجع الرأس "
فتحت النافذة وقلت " ترى ما أخبار أواس مع ثنائيه أراه
الوحيد الذي لا يتحدث "
قال ببرود " من كثرة ما تتحدث أنت مثلا , وحدي أثرثر بينكم
أواس ذاك يبدوا يعيش في العسل مع القشديه محمرة الخدين
لذلك لا يتكلم , انتقاها يا رجل وأصاب "
ضحكت وقلت " وما يدريك بذلك ثم لا يسمعك تتكلم
هكذا تعرفه غيور جدا فيما يخصه "
قال بابتسامة ساخرة " صديقتها من تحدثت عنها بل سُعدت
أنها لم تكن لي أي أنها تعلم أنها أفضلهم "
قلت مبتسما " إذا محظوظ حقا أواس لقد هزمنا واختارها
بمحض إرادته فيبدوا يعرف جيدا كيف تكون "
مرت حينها سيارة فتيات بجانبنا وصفرت لنا إحداهن وسرن
أمامنا فقال بضيق " أغلق النافذة يا ساحر النساء عشنا
ورأينا يضايقن رجل شرطة أيضا "
ضحكت وأغلقت النافذة ووقفنا حينها أمام مركز شرطة المرور
وقال وهوا يفتح باب السيارة " وأنت يا أبو الشجاعة
ماذا حدث معك "
نزلت أيضا وأغلقت الباب وقلت " اسكت يا رجل تنام بجانبي
كل ليلة وكأنها تنام وحدها ولا تعلم عن حالي فلست
أعلم حتى متى سأتحمل "
دار ناحيتي ووضع يده على كتفي وقال" ولما لا تأخذ
غرفة لوحدك "
ضربته بكفي على ظهره وتحركنا قائلا " أقسم أن يجن
جنون أمي حينها "
دخلنا وقال ضاحكا " أنت زرعت أنت تجني "
قلت بصوت منخفض ونحن نجتاز رجال الشرطة " وهل ترى
الأمر بيدي أخبرتك أنهم لن يرضوا أن أطلقها فأمامي حلين
فقط إما أن أغيرها أو أرضى بهما كما هي وأرى كل واحد
منهما أصعب من الآخر "
قال بهمس " والحل الثالث أن تنتظر حتى تحدث معجزة
تخلصك منها "
تنهدت بضيق واكتفيت بالصمت , ما ستكون هذه المعجزة ووالدتي
سعيدة بها بجنون وتعجبها وخالي لا يراني مرة إلا ويوصيني عليها
فمن أين سأجد الحيلة التي تجعلني أطلقها دون أن ينزعجوا وأن
يقفوا في صفي أيضا , والحال المزري أننا أسبوع أحاول تجنبها
طوال الوقت وهي ولا كأنها متزوجة ولها زوج تطبق الاتفاق
بحذافيره حتى إن جلست معهم تنشغل بالحديث مع سدين أو رغد
أو تلعب مع ندى ولا تشارك حتى في أي حديث أكون فردا فيه
أي وجودك كعدمه أمامي ولا أراها تتعمد ذلك بل فعلا لا تهتم
لأمري ويبدوا تنتظر الفكاك مني لكن كما قال آسر داوها بالتي
كانت الداء وفي كل شيء فحلين فقط أمامي إما أغيرها أو أرضى
بها هكذا وهذا أراه مستحيلا فلم أقتنع بهذا النوع من النساء حياتي
دخلنا مكتب مدير الشرطة وجلسنا وقلت " نريد أوامر ضبط
المطلوبين وما حدث فيها لدينا أوامر بمراقبة العمل هنا "
وانهمكنا في عملنا هناك لننتقل بعدها لبعض نقاط التفتيش ولست
أعلم حتى متى سنعمل عمل غيرنا أيضا فما علاقتنا نحن
بشرطة المرور ومهامنا المداهمات والقبض
*~~***~~*
كنت جالسة معها ضامه ساقاي لحظني أراقبها وهي تعمل
على هذه الآلة الخشبية الكبيرة الغريبة بانسجام حتى قالت
" دُرر هل لي بسؤال "
نظرت لها من خلف خيوط آلتها المتراصة وقلت " نعم "
قالت وقد عادت لعملها " هل ينام أواس معك ليلا "
نظرت للخيوط بشرود وقلت " لا "
تنهدت وقالت " إذا كل واحد منكما في غرفة "
قلت بهمس " شيء من هذا القبيل "
عادت لعملها ولصمتها فقلت " ماذا ستفعلين بهذا
الذي تنسجيه بالصوف "
قالت ناظره للأعلى حيث تمرق أصابعها بين الخيوط لتمرر
الصوف المغزول " بطانية من الصوف النقي لصديق
لأواس طلبها منه "
ثم أنزلتْ ما مررته وتابعت وهي تمرر غيره " سبق وصنعت
لأواس واحدة عندما كان يدرس في الكلية فكان لا يتغطى إلا بها
لأنها تقي من البرد بشكل كبير وصديق له يريد
واحدة وها أنا أصنعها له "
اتكأت على الجدار وقلت ولازلت حاضنة ساقاي
" منذ متى وأواس متزوج من زوجته تلك "
وضعت ما كان في يدها ونظرت لي وقالت مبتسمة
" هل بدأنا نغار "
ابتسمت بحزن وهززت رأسي بلا فقالت
" منذ عامين أو أقل بقليل "
نظرت لأعلى الآلة وقلت " غريب كل هذا ولم تحمل زوجته
أم أنهما كانا هكذا متشاجران منذ البداية "
نظرت لي بابتسامة أفهم مغزاها ولم تجب فنظرت للأسفل وقلت
" مجرد فضول فقط لا تذهبي بفكرك بعيدا "
انفتح حينها الباب ودخل منه أواس فأنزلت قدماي وعدلت جلستي
وهربت بنظري منه للأرض فتوجه نحونا في صمت وجلس على
السرير وقال " دُره أحضري لي كوب ماء بارد مع ثلج "
وقفت من فوري وغادرت الغرفة مسرعة وكأنها ساعة الفرج حلت
علي فجلوسه بجانبي وترني أكثر من وجوده , توجهت للمطبخ
وطلبت من الخادمة أن تعطيني الماء والثلج ووقفت أنتظرها
سارحة بنظري في الأرض , بعد تلك الليلة لم أره سوا لمحات
بسيطة فهوا إن لم يكن في عمله في مركز الشرطة يكون في
معرضه ومحلاته التي حكت عنها عمته ويبدوا لا يأتي سوا لينام
ليلا ويبدوا أيضا ينام في غرفته تلك في الأعلى لأني لازلت أسمع
طرق زوجته وصراخها طالبة أن نفتح لها ليلا أي أنه ليس معها
هناك , لو أفهم فقط شيئا في حياة هذا الرجل وكيف يفكر
" الماء جاهز سيدتي "
انتبهت لها وأخذت الكوب منها وعدت جهة الغرفة وما أن
وصلت حتى سمعت عمته تقول " لكن هذا لا يجوز بني هي
زوجتك ولها عليك حق فإن كانت وجد مخطئة في شيء وأنتما
على خلاف فدُرر لا أرى شيئا عليها فعش حياتك معها واترك
الماضي الذي لا يجدي نبشه في شيء "
وضعت يدي على قلبي فكلمة ماضي وحدها كفيلة بتحريك
دفة الموضوع لمنحدر مبهم وسيء , تأفف وقال " عمتي قلت
منذ البداية أمر دُره لا تناقشيني فيه "
قالت بضيق " وما الذي أناقشك فيه برأيك كل شيء
ممنوع عني التحدث فيه "
كرهت وضعي وكأني أتجسس على حديثهما ففتحت الباب الشبه
مغلق ودخلت واقتربت منه ومددت له كوب الماء فأخذه مني
وبدأ يحرك الثلج بتحريه له ومرفقيه على ركبتيه ينظر للأرض
فقلت بهدوء " هل تريد شيئا آخر أم أذهب "
هز رأسه بلا دون أن يجيب فخرجت وأغلقت الباب وهربت
منه لغرفتي التي دخلتها وأغلقت بابها واتكأت عليه , ترى ما
عنت عمته بأن ينسى الماضي الذي يحاول نبشه والكلام كله
كان عني , ما علاقتي أنا بالماضي ولما سأدفع ثمنه فهذا
الواضح من كلامهما , ترى ما قصتي معك يا أواس ؟؟ لما كنت
أضربك كما كنت تقول وهل ستُدفعني ثمن خطئي أم خطأ غيري
نظرت للسقف وأغمت عيناي وقلت بحزن " يا رب قوني
على القادم فيبدوا كما قال القادم أشد "
*~~***~~*
خرجت دُرر وقالت عمتي وقد عادت لعملها
" والدك يسأل عنك "
شربت دفعة أخرى من الماء وقلت " لو أردت
سماع صوته لأجبت عليه "
تنهدت واكتفت بالصمت وغادرت أنا ببصري وذهني للأرض
لم أرى أن جدها تحرك حتى الآن ترى أيكون لم يهتم أو لم تصله
الرسالة , يستحيل أن لا يهتم لأمر حفيدته فما السر يا ترى !!
أخرجت هاتفي على صوت عمتي قائلة " خذني وزوجتك للسوق
لتشتري ثيابا فهي ترفض لبس ملابس ابنتي رغم أني أخبرتها
مرارا أنها لا تحتاجها وهي هناك "
وضعت الكوب على الطاولة وقلت " سأرى "
ثم نظرت لها وقلت " سوف آخذك لمنزل والدي لفترة
لتري ابنتك هناك "
نظرت لي باستغراب فوقت وقلت " وسأحضرك بنفسي فيما بعد "
هزت رأسها بحسنا ولم تعلق فتركتها وهممت بالمغادرة فقالت قبل
أن أخرج " لا تقسوا عليها يا أواس حلفتك بالله فأنا أعرف سبب
إخراجك لي من هنا , هي ليست كوجد أبدا لا في طبعها
ولا في مكانتها لديك "
فخرجت حينها وأغلقت الباب خلفي ولم أعلق على كلامها , خرجت
من المنزل وتوجهت يمينا حتى وصلت شجرة السنديان وأرجوحتها
تحديدا , وقفت عندها وأمسكت الحبل وبدأت بتحريكها أنظر لها شرود
وعادت بي ذاكرتي لذاك الزمن وهي جالسة عليها أحركها بها ببطء
فنظرت لي بعينيها الخضراء الواسعة ومالت برأسها وقالت بتلك
الابتسامة التي أعشق وتزيل وحدها الهموم عني
" أمس ذهبنا لحفل زفاف جود "
ثم أشارت بكلتا يديها وقالت " فستانها كان كبييييرا ورائعا "
ثم أدارت أصبعها على نهاية بنصرها وقالت
" ألبسها العريس خاتما جميلا هنا "
ثم رفعت غرتها وقالت " وقبلها هنا "
وكانت تحكي عن قالب الحلوى وكيف أطعمها منه وأنا أراقبها
مبتسما فرفعت نظرها لي وقالت " هل حين سأكبر سيكون
لدي فستان وخاتم مثلها "
هززت رأسي بنعم مبتسما فضمت يداها لصدرها وقالت بسعادة
" رائع هل سيصبح لدي عريس وحفل أيضا "
ضحكت دون أن أعلق على كلامها ثم أنزلتها من الأرجوحة فنظرت
لي وأنا أعدل لها فستانها القصير وقالت " لكني لا أريد أن يكون
اسمه حسام كعريسها فهل يمكنني تغييره "
قبلت خدها وقلت مبتسما " نعم وشكله أيضا "
قفزت فرحة فقلت وأنا أبعد خصلاتها المتطايرة من شعرها عن
وجهها " وما الذي لا يعجبك في حسام وتريدي تغييره أيضا "
حضنتني وتعلقت بعنقي وقالت بصوتها الرقيق
" أريده يشبهك أنت واسمه أواس "
فضحكت وأبعدتها عني وقلت وأنا اربط حزام فستانها
" على جدك أن يكون اختفى من الخليقة حينها "
نظرت لي بعدم فهم فوقفت وأمسكت يدها وقلت سائرا بها بقدمين
تعرجان من الألم " لن يترك أي فرصة لذلك يا دُره ولن
يحدث أبدا فأشباه حسام أفضل لك من الآخر صدقيني "
دفعت الأرجوحة بقوة لتعود وتصطدم خشبتها بساقي وابتسمت بألم
بل بسخرية على حالنا , ها قد صرت زوجك يا دُره لكن بلا فستان
ولا خاتم زواج ولا حفل والأغرب أن ذلك حدث وجدك لازال على
قيد الحياة فمن يا ترى انتصر على من ومن سيكون الخاسر غيره
نظرت جهة باب الملحق وأدخلت يدي في جيبي وأخرجت هاتفي
وأرسلت الرسالة التي جهزتها لتصل له هناك
*~~***~~*
دخلت المنزل ووجدتها جالسة على الطاولة وفي يدها صينية
الأرز تحركه وترمي الفاسد منه على الأرض فوقفت وقلت
" لم أرى واحدة تكثر على نفسها الأعمال فمن سيكنسه
غيرك يا غبية "
نظرت لي حتى أنهيت كلامي ثم عادت بنظرها للصحن وتابعت
ما تفعل وبدأت تغني أغنية عن الملل والمملين فضحكت عليها
فتأففت وقفزت من على الطاولة ودخلت المطبخ فيبدوا كما قال
إياس كانت مستمتعة بتخلصها من مضايقتي لها , تبعتها للمطبخ
ووقفت عند الباب وقلت " يبدوا أن غدائنا سيتأخر وأنتي تعلمين
أن عملي سينتهي عند هذا الوقت "
بدأت بتقطيع الخيار ولم تتحدث فأملت وقفتي وقلت
" هذا كله بسبب الغناء على أساس أن صوتك جميل فالجيران
منزعجين منه ويشتكون لي "
قالت ساخرة " جارك المقابل لابد أعجبه صوتي فأنا أغني
له تحديدا تربية الشوارع قليلة الحياء "
هكذا إذا , قلت ببرود " لا تخلطي الأمور فأنا لم أقل إلا الحقيقة "
نظرت لي ورمت السكين وقالت بضيق " أغرب من
أمام وجهي لا أريد أن أراك تفهم "
قلت بحدة " تصمتي ولا ترفعي صوتك علي أو حطمت وجهك
ولا يتأخر الغداء هكذا ثانيتا فأنا أرجع من عملي جائعا لم
أكن أتسكع وآكل من الشارع "
قالت بغضب ملوحة بيدها " كيف تريد أن أغسل وأنظف
وأكوي واطهوا الطعام في وقت واحد هل قالوا لك عني آلة "
قلت مغادرا " ما لدي قلته وسأستحم وأخرج وويلك مني
إن لم أجده جاهزا "
دخلت غرفتي وأخرجت ثيابي وكل تفكيري في علاج عبير
وموعد رانية عند الطبيب والأدوية وكيف سأقسم الراتب للشهر
ليكفي مصاريف المنزلين , لو فقط تنتهي القضية لأطمئن عليهم
هم تحديدا فهؤلاء الفتيات نصفهن طفلات وكل شهر ستخرج
واحدة بشيء يريد مالا وأخاف إن قصرت في شيء يخفوا عني
الأمر فالمرض لا أحد يتهاون فيه لأنه سيتطور لمشاكل أكبر
خرجت من الحمام ووجدت الغداء على الطاولة فجلست وبدأت
بالأكل ومن أول لقمة مضغتها بصعوبة لأن الأرز كان قاسيا
هكذا إذا يا سراب , رميت الملعقة ووقفت وتوجهت لغرفتها
طرقت الباب بقوة وقلت " أخرجي أو كسرته عليك "
فتحته وقالت " ولما تكسره أنا لست خائفة منك ولن أغلقه "
شددتها من ذراعها وأخرجتها معي حتى وصلت بها للطاولة
وقلت بأمر " أجلسي هنا "
قالت وهي تحاول سحب ذراعها " لا أريد أترك يدي "
أجلستها بالقوة وقلت " تجلسي رغما عنك وتأكلي صنع يديك "
قالت بضيق " تريده وقت خروجك من الحمام فهذا ما أمرت به "
أشرت على الصحن وقلت بحدة " كلي "
قالت بتحدي " لا لن آكل "
قلت بغضب " قسما يا سراب إن لم تأكلي الآن كان
لي تصرف آخر معك "
نظرت لي للأعلى وقالت " لا أريد لم تأكله أنت فلما آكله أنا "
قلت من بين أسناني " لو تريدي أن أشد شعرك
وأطعمك بالغصب فارفضي "
رفعت الملعقة بتردد وحركت بها الأرز فقلت بأمر " بسرعة "
قالت ببكاء " مما مخلوق أنت كيف سآكل هذا "
تحركت وجلست أمامها وقلت " ولما لم تفكري كيف سآكل أنا هذا "
هزت رأسها بلا تمسح دموعها فقلت " أماك خمس دقائق فقط
أو قسما سجنتك وداشر في الغرفة "
بدأت تأكل وتمسح دموعها وتبلع الأرز بالغصب وأنا أنظر لها
ببرود واضعا ساق على الأخرى ومكتفا يداي لصدري حتى
أكلت أكثر من نصفه ثم أمسكت فمها بيدها وقالت
" لا أستطيع سأموت "
وقفت حينها وقلت " تذكري فقط أنك كلما كررتها ستأكلينه
أنتي وكل الكمية ليس كهذه المرة "
ثم توجهت لغرفتي دخلتها وأغلقت الباب خلفي
*~~***~~*
أمسكت أصبعها الصغير بإصبعي تحاول كل واحدة منا شد
الأخرى وهزمها وكنت طبعا أدعي أنها هزمتني وهي تصفق
بحماس وحرارة وسلسبيل وسدين تتحدثان بجانبي منسجمتان
وكان حديثهما عن الجامعة حتى قالت سدين
" غريب أمر نورس لم تزرنا من مدة "
ضحكت سلسبيل وقالت " فآتتك آخر الأخبار "
قالت سدين بفضول " هل تزوجت "
ضربتها سلسبيل وقالت " حمقاء وكيف تتزوج ابنة
عمك ولا تسمعي بذلك "
ثم اقتربت منها وقالت مبتسمة " بعد خبر زواج إياس
سجنت نفسها في غرفتها ليومين وهي في بكاء
مستمر وضنوا أنها مريضة "
قالت سدين بحيرة " لم أتوقع أنها تأخذ الأمر بجدية
ظننته لعب أطفال فقط "
قالت بعد ضحكة صغيرة " قسما أنك غبية فأي لعب أطفال
هذا وهي كانت تنظره باليوم والساعة أن يذهب لخطبتها فحين
علمت أنه يريد زوجة عاقلة ويحب شخصية الفتاة الهادئة الخجولة
أصبحت أمام الجميع كقطعة الخشب ليصله الخبر و يخطبها وحين
علمت أن والدتي هي من ستبحث له عن عروس والجميع يعرف
ذوق والدتي وأنها تكره الفتاة الهادئة الصامتة طوال الوقت أصبحت
مرجوجة فجأة وملتصقة بوالدتي ولا تتوقف عن الكلام والضحك
وما أن علمت بخبر زواج إياس حتى جن جنونها والكلام
أكيد وعلى لسان حلى شقيقتها "
قالت سدين " تزوج معذب قلوب فتيات العائلة أخيرا فليرحمونا
من نفاقهم لنعرف العدو من الصديقة فيهم "
عدت بنظري لندى المنسجمة مع دميتها وأهملت حديثهما الذي
أصبح مملا ، لما لم يتزوج ابنة عمه ويرحمني مادامت ميتة عليه
هكذا ومستعدة أن تصبح كما يريد ، غبية لا أغير شخصيتي من
أجل رجل كان من يكون وإن كنت ميتة عليه فمن لم يحبني لذاتي
وشخصيتي كما هي لا أحتاجه منذ البداية ، دخلت حينها عمتي
وإياس ذراعه تحضن كتفيها ويتحدث معها فعدت بنظري جهة
ندى وقلت " أريني ماذا تفعلين لها "
وشغلت نفسي معها كالعادة فكما توقعت هما سيجلسان معنا والذي
يراني جدار أعامله كجدارين , أنا يهمشني حتى حين يتحدث عن
موضوع يأخذ رأي الجميع عداي , إن كان هذا يراه أسلوب زوج
فأنا أراه مثله وزيادة ، ما أن جلس حتى قال " ندى تعالي حبيبة خالك "
فوقفت وانتبهت له حينها وركضت له فرفعها وهوا جالس قائلا
" هوووب أين لا تسلمين علي "
ثم بدأ يقبل عنقها وهي تضحك ووقفت سدين مغادرة بعدما بدأ
هاتفها بالرنين ولم تبقى سوا سلسبيل التي نادتها رغد وكأنهم
متفقون علي , نومها في حجره وبدأ يدغدغها وهي تضحك وعمتي
تنظر لهما مبتسمة ثم قالت " أراني الله ابنكما قريبا ليحظى بكل
هذا الدلال "
نظرت جانبا ولويت شفتاي , ابن ماذا الذي تنتظرينه ومن ماذا من
الأريكة أم من المرأة التي لن تحرك فيه شيئا ليقربها حد قوله
عدت بنظري جهتهما فكان ينظر لي ويقبل خدها وقال
" لن يكون بمعزتها ولو كان ابني "
أبعدت نظري متجاهلة له وبدأت ألعب بخصلة من شعري بين
أصابعي وأنزل هوا ندى للأرض فقالت له " إياث حمااام "
فشعرت أن ساعة الفرج جاءتني فوقفت وتوجهت نحوها
وأمسكت يدها وأخذها معي قائلة " تعالي سأآخذك أنا "
أوصلتها الحمام رفعت لها فستانها وتبته كما تفعل رغد وأدخلتها
أجلستها وخرجت بحثا عن والدتها فوجدتها في المطبخ فوقفت عند
الباب وقلت " ابنتك في الحمام أوصلتها لأهم نقطة فيه والباقي عليك "
تركت ما في يدها وتوجهت نحوي وقالت مبتسمة " هذا تطور
جيد فأنتي كنتِ لا تحبين ولا إيصالها له "
خرجت أمامي وتبعتها قائلة " آخر مرة طبعا فلا تستغليني "
ضحكت وذهبت لابنتها وصعدت أنا لغرفتي بما أنها خلصتني
من الجلوس هناك ، دخلت غرفة الملابس ووقفت أمام المرآة
الكبيرة فيها أنظر لنفسي , ماذا ينقصني ليقول أن نفسه لن ترف
للمسي ولم يفكر أبدا ولا في الاقتراب مني أو نظر لي نظرة
رغبة رغم أننا ننام معا , عديم الذوق كل هذا لا يحرك فيه شيئا
أملت وقفتي ورميت مشبك الشعر من شعري لينزل مغطيا ظهري
ومررت أصابعي فيه من الأمام فهوا على طولين أماما جزء عند
نصف ذراعاي وجزء عند كتفاي والباقي طويل في الخلف حتى
نهاية ظهري , أملت الجزء القصير منه جانبا ولففت حول نفسي
أنظر لملابسي وجسدي في المرآة , كنت أرتدي بنطلون جينز
أبيض لنصف الساق وقميص أحمر ضيق وسترة بيضاء قصيرة
كل هذا الجمال والقوام وتقول ذاك الكلام يا عديم النظر , غيرت
اتجاه شعري وقلت " أقسم أنك عديم ذوق ولا ترى يا كتلة الثلج "
" من هذا عديم الذوق "
شهقت مفزوعة ونظرت حيث باب الغرفة والواقف مستند
بيده على حافته ينظر لي وقلت بضيق " أفزعتني ما
بك تخرج كالأشباح "
أمال ابتسامته وقال " وما تريدين مني أن أفعل وأنا في
غرفتي ؟ أطرق الباب مثلا "
قلت وأنا أرفع مشبك الشعر من الأرض " قل أحم
قل يا عرب قل أي شيء "
ثم جمعت شعري واجتزته خارجة وأنا أثبت فيه المشبك
فأمسكني من خصري بذراعه موقفا لي وقال بهمس
" لم تخبريني من هذا عديم الذوق الذي لا يرى "
المخرج كلمات للمبدعة آيفا رمضان
أنا بببسطة هكذا يا أبن ادام أجعل من عالمكم هذا عالمآ لي أعيش
ع استغلال انفاسي متمردة ا تحدي والقوة مرتكزي اﻻول فأن لم تفهم
عالمي فأنا ترجمان دعني أترجم لك عالمي ، لاتتحديني يا فتاة فأنا
العنيد القوي فأن فعلتي ذالك ذالك يا ابنت حواء ساجعل من مملكتك
مملكة لي فاعلمي انني أياس وعليكي ان تعرفي من أكون ؛ ذاكرتي قد
خانتي يا هذا فأن كانت غائب عن ذاكرتي فعلم انك حاضر في احلامي
وأن كان اﻻنتقام هدفك فلي صمتي غضبآ كاسر فانا اتخذت من هدوئي
درة ولانتقامي درر ، أنا لذي لايغيب عنه ذكريات الماضي وﻻيغيب
عنة قسوة الحياة فأن محوتني من ذكرتك فلن تستطيع محي من كوابيسك
وسواطي ذاك ساجلد به من كان سببآ في انتقامي فأنا اوس وﻻتقفي في
طريق انتقامي ؛ أطلقت سراب الي احلامي وجعلت المال طريقها وبنيت
احلامي بها ولم ابنها كي تكون في قصرك ذاك فلمال وسيلتي وليست
غايتي وﻻتقف حرسآ لها ؛ دعيني يا سراب الطيور المهاجرة للمال أن
اريكي طريق هجرتك أن اجرد موطنك من لمال وقصري ذاك سياكون
شاهدآ على اخذي ممتلكتي من عمك ذاك فلمال يا عزيزتي غايتك قبل
أن تكون وسيلتك ؛ انا السحر الذي عرف بي انا الذي غدرني اولياكم
بي فدعوني اتلذذ بنشوة انتقامي بكم فأن اصبحتم حصون من جليد
فأنا على موعد لترويض حصونكم
موعدنا قبل فجر الأربعاء إن شاء الله .... وأحبكم في الله