بنزل لكم الفصل وبعدها بكتب الردود الي ما كملتها
بس أول شي حابة أشكر الأخوات
عبيركك , آيفا رمضان , برستيج أردنية , ألم الواقع الحزين
بنوته رومانسية , جنون شرسة , الكسنا , النوري العتيبي
عبق حروفي , fata , ahsas , em esoos , الجميله
morgana~ maysa , renad
على كلامهم الطيب وتشجيعهم لي واشكر الغالية آيفا رمضان على
النص الرائع إلي كتبته وسعدت جدا بقراءته ولو تسمح لي بضيفه
لفصول روايتي
وكل الشكر للحبيباتي فيتامين سي ولامارا على جهدهم الرائع والطيب
في نقل الرواية فشكرا يا أعظم كنوز المنتديات الروائية
الفصل الثامن
رمى الهاتف على السرير وهوا لازال في رنين مستمر وتقدم
نحوي فتراجعت حتى التصقت بالجدار وقلت " أواس ماذا بك ؟؟ "
وصل عندي وأمسك ذراعي بقوة وقال من بين أسنانه
" من عمر الحاشي هذا "
قلت بتوتر ونظري في عينيه الغاضبة " مـ مالك المحل الذي
كـ كنت أعمل فيه "
هزني بقوة وقال " وما يفعل رقمه عندك ويتصل بك
لماذا يا دُره تكلمي "
يا إلهي عيناه ستخرج من مكانها من الغضب وأشعر أنه سيحرق
وجهي بأنفاسه وحتى في أوج غضبه يناديني بدُره , شد على ذراعي
أكثر وقرب وجهي لوجهه وقال بغضب " لا تكوني من النوع ذاك
يا دُره لأني لن أرحمك أبدا , كله إلا أن تكوني من أنجس ما خلق الله "
حاولت الكلام لكني لم أستطيع فهذه العقدة مرتبطة بنفسيتي , هزني
بقوة وقال بصراخ " تكلمي ما يفعل رقمك لديه ويتصل
بك في الصباح الباكر "
كنت أحدق فيه بصمت وتنفسي يتصاعد ثم هززت رأسي بلا
ليفهم أني لا استطيع الكلام وهوا بهذا الغضب فرماني على
السرير بقوة وتوجه للباب ليخرج فقلت بصوت ضعيف
" لا أعرفه أقسم لك "
وقف حينها والتفت لي فدسست وجهي في اللحاف وقلت
" زوجته تحدثت معي من رقمها مرة ولم أسجله عندي "
وصلني صوته قائلا بضيق " ولما يتصل إن كان الرقم عند زوجته "
قبضت على اللحاف بقوة ووجهي لازال مختبئ به وقلت ببحة
" لا أعلم , اتصل به الآن أمامي لتفهم ولا تصرخ أرجوك
حتى أتبت لك عكس ما تضن "
*~~***~~*
نظرت لها وهي تنكمش على نفسها وتتمسك باللحاف بقوة لينتقل
نظري لجسدها وساقيها وذراعيها البيضاء فنظرت جانبا حيث
الباب الذي أمسكه بيدي فقالت بخفوت وهمس بالكاد يسمع
" لا تغضب أرجوك لتفهم "
نظرت لها سريعا وقلت " لازالت لديك تلك الحالة ؟!! "
لاذت بالصمت ولم تتحدث ولا تتحرك فمررت أصابعي في
شعري وتوجهت نحو الهاتف اتصلت بالرقم ذاته ورميته على
السرير بجانبها وقلت " سيجيب الآن وأريد أن أفهم موضعه
من كل هذا أو قسما لن أرحمك "
جلست حينها تجمع شعرها البني جانبا وتمسح أنفها الذي احمر
رغم أنها لم تكن تبكي فجميع ما كان يحدث معها عند طفولتها
لازال يلازمها , رفعت الهاتف وفتحت مكبر الصوت فأجاب
صوت ذلك الرجل مجددا وقال " آنسة دُرر معي "
شعرت بالنيران تعود للاشتعال في داخلي ما أن سمعت صوته
فأن تكون شبيهة بوجد أمر لن أرحمها فيه ولن أتهاون أبدا
وسترى ما لم تراه تلك , أبعدتْ الهاتف وأصبح ويدها التي
تحمله على فخذها وقالت ونظرها عليه " نعم "
قال من فوره " اعذريني أخذت الرقم من زوجتي لأني بحثت
عن رقمك لدى جميع من عملتي معهم ولم أحصل عليه
وفوجئت بأن زوجتي تملكه "
مسحت أنفها وقالت بهدوء " والمطلوب مني سيد عمر "
قال من فوره " تعودي للعمل كيف تتركيه فجأة حتى راتبك
لباقي الشهر لم تأخذيه وأنا مستعد أن أزيده فقط لا تتركي المحل "
تقدمت نحوها أضغط أسناني بقوة فوقفت تنظر لي بتوجس
وعادت للخلف قائلة " سيد عمر أنا تركت المحل ليس من أجل
الزيادة في الراتب ولا أريد العودة وليس من اللائق أن تتحدث
معي في أي أمر بنفسك وليس زوجتك "
قال من فوره " أعلم ونصحتني زوجتي أني لو تحدثت معك
فستُصرّين على رأيك أكثر وكانت تريد هي التحدث معك لأنها
تريد خطبتك لشقيقها وأنا لا أريدك أن تتركي المحل فلنتفاهم
على ما يرضي الطرفين , توافقين عليه ولا تتركي العمل "
أخذته من يدها بقوة وضربته في الجدار ثم توجهت للباب وتركتها
ووقفت عنده ممسكا مقبضه والتفتت لها وقلت بحزم " تخرجي
من المنزل أقطع ساقيك تفهمي "
وهي لازالت مكانها ملتصقة بالجدار وتنظر لي بصمت وصدمة
فغادرت من هناك وصادفتني عمتي تحمل صينية فيها فطور
وقالت مبتسمة " كنت سآخذه لزوجتك وبما أنك أتيت
خذه أنت وتناولاه معا "
فتركتها واقفة وغادرت دون أن أقول شيئا
*~~***~~*
نزلت السلالم ووقفت مصدوما أنظر لوالدتي والخادمتان
وهما يجران أريكة الصالون فقلت ونظري يتبعها
" أمي ماذا تفعلين "
وضعتاه هناك وقالت وهي ترجع للتحفة لتحملها " سننزل
الآخر الذي في الأعلى هنا ليتسع المكان لأشخاص أكثر "
تبعتها وقلت " ولما ؟؟ "
وضعتها على الطاولة ونظرت لي وقالت " من أجل الحفل طبعا "
ثم تحركت قائلة " اتصلت بمحل أثاث وسيأتي العمال بغرفة
النوم ليركبوها بداية المساء فكن هنا "
هززت رأسي بيأس منها ثم تبعتها وقلت بضيق " أمي لما كل
هذا من ورائي ؟ وتعلمين أنه يوم عملي فكيف أستقبلهم "
حملت الطاولة الصغيرة مع الخادمة وقالت وهي تسير وأنا أتبعهما
" أخبرتك فجرا حين أتيت أم نسيت ولن تثني رأيي أبدا أريد أن
أفرح بك يكفي أنه الكثيرات قرأن الخبر واتصلن بي يسألن عن
حفل الزفاف الذي لا يعلم عنه أحد "
وقفت ونظرت للأعلى وقالت " يا أيامك القادمة يا إياس "
عادت نحوي وضربت كتفي وقالت " لا تقل هكذا ولا تنسى أنها
ابنة شقيقي الذي أخذه منا الموت شابا وسأتصل بخالك رفعت
يستقبلهم وسنقيم حفلا رغما عن أنفك فالحفل للعروس نستقبلها
به ولا شأن لك أنت ولن تكون فيه سوا لتلبسها ما ستشتريه
لها من حلي "
قلت بصدمة " ماذا !! ألبسها ماذا "
وضعت يداها وسط جسدها وقالت " وقل أنك لن تشتري لها
عقدا وخاتم زواج كغيرها , لا تكن يتيمة وبلا أهل ولا نعلم "
قلت بتذمر " والدتي أنتي أم والدتها هي ؟؟ "
قالت مغادرة جهة المطبخ " والدة كلاكما وانتهى
الحديث في هذا "
فهززت رأسي وغادرت جهة الباب فلا وقت لدي
لمناقشة أمور لن تتراجع فيها أبدا
*~~***~~*
خرجت من المطبخ ولم أجده فمؤكد غادر لعمله , نزلت حينها
سدين من السلالم وندى تتبعها تلبسان بيجامتا نوم بيضاء بقلوب
صغيرة وكثيرة وملونة وندى تفرك عيناها بيديها الصغيرتان
فقلت مبتسمة " من أين وجدتِ بيجامتان لكما من
نفس النوع واللون "
نظرت حولها وقالت باستغراب " ماذا بكم ؟؟ "
وقالت ندى وهي تفرك عينها " ماذا بتم "
فضحكت رغما عني وخرجت رغد من المطبخ قائلة
" ندى تعالي ماما عليك أن تستحمي وتغسلي أسنانك "
قالت سدين ناظرة لها " ما رأيك أن أحممك أنا "
توجهت لوالدتها وقالت " أليد ماما "
فحملتها رغد وقبلت خدها وقالت " وأين قبلة الصباح لماما "
حضنت لها عنقها وقبلت خدها ونامت على كتفها فقالت سدين
ويداها وسط جسدها " وأنا لدي أم ليس وحدك فتعالي معي "
قلت مبتسمة " يكفيك أنها نامت معك ولأول مرة تنام
بعيدا عن والدتها "
قالت باستياء " ومن أيقظني في هذا الصباح الباكر
غيرها تريد والدتها "
ثم نظرت للخادمة تنزل السلالم تحمل كرسيا وقالت
" ماذا يحدث هنا هل سنرحل "
ضحكت وقلت " لا سنقيم حفلا "
نظرت لي وقالت بحماس " قولي قسما ولما "
قلت بعد ضحكة " قسما ولما "
قالت ببرود " علّمتها لك ثقيلة الدم سلسبيل "
لتأتيها ضربة على ظهرها من خلفها وقالت سلسبيل
" أنا ثقيلة دم يا حرباء "
قالت سدين وهي تمسد ظهرها بيدها وبتألم
" آي تتريض وتقوي عضلاتها لتضربني أنا "
ضحكتْ ثم توجهت لرغد وغادرتا معا تتبادلان الحديث وقلت
أنا لها " بسرعة استحمي وغيري ثيابك لتساعدينا "
قالت بحيرة " أخبريني لماذا الحفل ؟؟ "
قلت متوجهة جهة السلالم " شقيقك تزوج وسنقيم له حفلا "
شهقت من ورائي بقوة وقالت وهي تتبعني
" متى وكيف وأين نحن ؟؟؟ "
قلت صاعدة الدرجات ببطء " ليلة البارحة وبعلمي وحدث
الأمر سريعا والعروس ستكون هنا في الغد "
صفقت وقالت " نااايس سنزيد فردا "
ضحكت وهززت رأسي وتوجهت للصالون العلوي لأرى ما
سننزل أيضا وتبعتني هي قائلة " حسنا من العروس "
قلت وأنا أزيل التحف من على إحدى الطاولات
" غيّري ثيابك وانزلي وسأحكي لكم معا "
*~~***~~*
دخلت المنزل عند الثانية وربع ووجدتها تشطف وسطه بالماء
والمقشة وتوليني ظهرها منحنية فعدت خطوتين للوراء ودست
بحدائي في التراب الذي وصله الماء وسرت جهة غرفتي ثم جهة
المطبخ فوقفت وقالت " هيييييه انظر تحتك "
وقفت ونظرت خلفي مباشرة وقلت " آه لم أنتبه "
قالت بحنق " كاذب "
نظرت لها بضيق وغرضي توبيخها فانفجرت ضاحكا حين
رأيت ما فعلت بالفستان وكيف تربطه عقدة عند خصرها ليجمد
نظري على كتفها العاري فرفعته لتغطيه وقالت بضيق
" لما تنظر يا قليل الحياء "
دخلت المطبخ قائلا " زوجتي وقليل حياء !! كيف إن
لم تكوني كذلك "
ثم توجهتُ للقدر على النار ووقفت هي عند باب المطبخ قائلة
" ذلك عندما أعترف بك زوجا وتقبلني زوجة فنهاية
حياتنا الطلاق المحتم "
غطيت القدر مجددا وتوجهت نحوها وأبعدت يدها التي تمسك
بها رقبة الفستان وأنزلته كما كان لذراعها وعيناي في عينيها
وقلت بهمس " لا خروج لك من هنا سيدة قروش حتى تموتي "
أبعدت يدي بقوة وغطت كتفها مجددا وقالت
" ليس أنت من يقرر سيد فقر "
ضحكت رافعا رأسي للأعلى ثم نظرت لها وقلت
" ولعلمك يا زوجة السيد فقر قضيتي ستربح وسآخذ مال ذاك
العجوز كله ولن أصرف منه علينا قرشا وسنعيش هنا "
شهقت بقوة وقالت " تأخذ كل ذاك المال وتعيش هنا !! "
أمسكت ذراعها وأزحتها جانبا ببطء وخرجت من المطبخ
قائلا " نعم ومحرم عليا وعليك الدرهم منه "
ثم تركتها في صدمتها ودخلت الغرفة أوشك أن أنفجر ضاحكا
على شكلها , لم تري شيئا بعد يا سراب وستكرهين المال أقسم
وأنا آسر , جلست على السرير وأخرجت هاتفي واتصلت بالمحامي
فأجاب بعد وقت فقلت مباشرة " مرحبا سيد جهاد آسف اليوم
عملي ولا يمكنني المجيء لك فطمئني ما حدث معك "
قال بهدوء " كل شيء يسير على ما يرام وتعرف المحاكم
تأخذ وقتا دائما لكن المهم أن نحصد نتائج جيدة "
قلت مبتسما " جيد وهذا كل ما أريد وسأحضر لك غدا عقد
زواجي بها , لن آكل حقها لكن لن توقع على أي ورقة
وتستلم أي شيء حاليا من ورثها منه "
قال مباشرة " كن مطمئنا هذا الأمر سهل ولن يأخذ وقتا "
وقفت وقلت " وداعا إذا فلن أعطلك وأراك في الغد "
ثم أنهيت المكالمة وأعدت الهاتف لجيبي وخرجت من الغرفة
وتوجهت للمطبخ , وقفت أمام الباب أراقبها وهي تحرك ما في
القدر وتقول بتذمر " لا أعلم متى سأتخلص من الأعمال كنت
هناك آخذ أعمال ترجمان ودُرر وأنا أكثر من يكره أعمال
المنزل والآن من تعاسة حظي زوجوني بهذا المعدوم , ما
أنا أكيدة منه أن ترجمان ودُرر الآن تخدمهما
الخادمات ولا يفعلن شيئا "
ضحكت عليها بصمت ثم اقتربت حتى وقفت عند فتحة الباب
وانحنيت في وقفتي واتكأت على إطاره أنظف أسناني بعود
شجرة وأنظر للجهة التي تربطها من الفستان وترتفع حتى
ركبتها وهي منحنية وساقها كله مكشوف ثم رميت العود عليه
فنظرت جهتي من فورها وقالت بضيق " ظننتها السحاب غطت
الشمس وليس جسدك المخيف سد النور عن الباب , ولا ترميني
بشيء ثانيتا تفهم "
قلت ببرود ونظري يتنقل بين ملامحها " أريد
غدائي بسرعة لا وقت لدي "
عادت بنظرها للقدر ثم حملته وتحركت به جهة الصحن
قائلة " أجلس هناك على كومة أخشابك في الخارج وما
أن أسكب التبن سأعلفك به "
قلت بابتسامة جانبية " لن ينجح معي هذا الأسلوب يا سراب
ولن أغضب من كلامك وأطلقك فأقصى حالات غضبي
أضربك حتى تتكسر عظامك "
رمت الملعقة في المغسلة ووضعت يداها وسط جسدها
وقالت بضيق " فكر أن تمد يدك علي وأقسم أن أشتكيك
لرئيسك الذي زوجني بك ليجد لك حلا "
قلت ببرود " هذا إن خرجتِ من هنا ورأيته ولا تهدديني
فأنتي زوجتي ولن يتدخل ولن أسمح له "
ثم غادرت من هناك وجلست على الطاولة وأخرجت هي الطعام
ووضعته أمامي وغادرت جهة غرفة الضيوف هنا فقلت
" هيه ألن تأكلي "
وقفت عند الباب والتفتت لي ووضعت يدها وسط جسدها
وأمالت وقفتها وقالت بسخرية " لا رغبة لي فقد شبعت برؤيتك "
قلت بمكر ناظرا لجسدها " هل أخبرتك أن الفستان يليق
بك خصوصا اللون "
نظرت لي بغيظ ثم قالت " لأنه من ذوقك المميز يا وجه الفقر "
ثم أغلقت الباب بقوة فضحكت ثم قلت بصوت مرتفع
" خصوصا الأصفر رائع عليك يا سيدة قروش "
*~~***~~*
بقيت سجينة غرفتي طوال الصباح خصوصا بعدما دخلت عليا
عمته بعده ووجدت هاتفي محطم وفهمت أن ثمة شجار دار بيننا
أريد أن أعرف لماذا تزوجني إن كان سيفعل كل هذا ويسجنني في
المنزل ؟ كان تركني تزوجني غيره أو بقيت للفضيحة , أول مرة
أشعر بالإهانة والاتهام في شرفي وهوا يقول لا تكوني من أنجس
ما خلق الله ويطلب مني أن أبرأ نفسي أمامه , بأي حق يتهمني فإن
كان بحق أني زوجته عليا أن أقدم العذر فليس له حق في اتهامي
رفعت شعري بعشوائية وأمسكته بمشبك بلاستيكي أسود بشكل
فراشة وجميعها طبعا أغراض صاحبة الغرفة لأني جئت
بالفستان الذي علي , طرق أحدهم الباب فقلت " تفضلي "
انفتح الباب وكانت عمته وقالت مبتسمة " هيا يا دُرر الغداء
جاهز ولا تقولي أنك لا تريدين لأنك لم تأكلي شيئا أبدا "
وقفت منصاعة رغم أنه لا رغبة لي في شيء وخرجت أتبعها
حتى طاولة الطعام التي كانت في صالة المنزل , أمر غريب
لكنه مميز حيث يفصلها أشبه بالجدار الزجاجي عن باقي صالون
الاستقبال فيمكنك ما أن تدخل أن ترى إن كان ثمة أحد يجلس هناك
ويأكل , جلسنا معا وبدأنا الأكل في صمت من كلينا سوا نظراتها
المستفسرة من حين لآخر حين أرفع نظري فيها فجأة ولا ألومها
فيما تفكر ومن حقها أن تستغرب وجودي , فتاة تراها لأول مرة
في حياتها يُدخلها عليها مقربة الفجر ويخبرها ببساطة أنها زوجته
ويتشاجر معها ما أن يأتي صباحا فلا أستغرب أن تتوقع ما حدث
معي وأن الزواج مداراة لفضيحة ويبدوا أنه لم يخبرها عني شيئا بل
جاء ليزمجر بي ويغادر , الأمر الآخر الغريب أين زوجته أو أن هذا
منزل عمته وليس منزله هوا !! كلما حاولت سؤالها أنربط لساني فما
ستقول عني وأنا حتى تفاصيل حياته العامة لا أعرفها , اقتربت منا
الخادمة وقالت " سيدتي ماذا بشأن غداء السيدة وجد "
نظرت لها مباشرة وباستغراب فقالت عمته " لا أعلم من المفترض
أن عمل أواس انتهى منذ الصباح لكنه غادر صباحا ولم يغير حتى
ثيابه فلابد وأن لديهم حالة طارئة أو أخذ مكان أحدهم "
كنت أنقل نظري بينهما أنتظر مزيدا من التوضيح , هل تكون
وجد هذه زوجته أم شخص آخر من سكان المنزل كشقيقة مثلا
لكن لما لا يأخذون لها الغداء إلا بحضوره !! قالت الخادمة
" ننتظره إذا وسأسخنه لها عندما يأتي "
ثم غادرت من فورها ولم أجرؤ على السؤال فأن تضن أني أعلم
كل شيء أفضل من أن تعلم أني لا أعرف شيئا , تابعت طعامها
ووضعت أنا الملعقة فنظرت لي وقالت " ما بك يا دُرر لم
تأكلي شيئا "
قلت بهدوء " شبعت شكرا لك "
نظرتْ حينها أماما مبتسمة لأحدهم من بعيد فنظرت جانبا حيث
تنظر فكان أواس متوجها نحونا ولازال بملابس الشرطة , وقف
عند أول المكان ونظرت أنا لصحني بسرعة وقالت عمته
" سبقناك ظننتك لن تأتي "
نظر للخلف ولم يجب عليها ونادى بصوت مرتفع " آني "
فجاءت الخادمة مسرعة وقال لها " غداء وجد وألحقيني بسرعة "
ثم غادر من فوره وصعد السلالم بخطوات سريعة ونظري يتبعه
باستغراب , وجد هذه تبدوا مريضة نفسيا ويسجنوها في الأعلى
ووحده من يفتح لها فلا تفسير آخر للأمر والخلاصة أنها مسجونة
في مكان ما , وقفت لأغادر لغرفتي فتسمرت مكاني حين سمعنا صوت
تكسر الأواني في الأعلى فنظرت لعمته مصدومة وفتحت فمي لأسأل
فلم يعد بإمكاني التكهن بشيء لكني لم أجد وقتا بسبب الصراخ الذي
بدأ يصلنا من هناك , صراخ امرأة وصراخه الغاضب و........
ضرب يضربها !! قبضت على البيجامة جهة قلبي وقلت بصدمة
" ماذا يحدث هنا ؟؟ "
وقفت حينها عمته وقالت ناظرة للأعلى " هذا الأمر أصبح
شبه يومي وتطور جدا ولا يمكن السكوت عليه "
قلت بحيرة " من هذه التي يضربها في الأعلى ولما ؟؟ "
ولم تجب لأنه نزل حينها يصرخ غاضبا " عمتي "
فتحركت مسرعة وتبعتها لأعلم ما سبب كل هذا ووقفت مبتعدة
كانت ثمة ورقة في يده لوح بها في الهواء وقال بغضب
" كم مرة قلت لا تجلبي لها شيئا لما تعشقين كسر كلامي دائما "
قال من فورها " لم احضر لها شيئا بني وكيف سأراها
وأنت تغلق عليها باب الجناح "
قال بحدة " من أين جاءتها هذه إذا من السماء "
ثم نظر جهة المطبخ وصرخ " آني , إلْيا "
فخرجتا الخادمتين مسرعتين نحوه وملامحهما ملئها خوف
وتراجعت أنا حتى التصقت بالجدار الزجاجي وصرخ هوا
فيهما " من أحضرت هذا لوجد تكلما أو رأيتما شيئا ينطقكما "
قالت إحداهما بخوف " ليس أنا سيدي أقسم "
صرخ في الأخرى " وأنتي "
قالت بارتجاف " رجل قال شقيق هي وقال أعطي هذه لوجد
طرقت عليه باب فقالت أدخليه من تحت باب جناح أنتما "
قبض على الورقة بقوة وقال بغضب " أقسم إن تكرر الأمر
سأضربك بدلا عنها تفهمي "
قالت بخوف " حادر سيدي "
ثم نظر لعمته وقال " ولا تغفلي عنهما يا عمتي فقد يرشوهم
أحد حتى بالمال "
قالت بهدوء " حسنا بني اهدأ ولا تزعج نفسك "
هز رأسه وقال بضيق " كيف أهدأ وورائي تلك , وأريد أن
أُعلمك بأنه على الأخرى ينطبق قوانين الأولى "
يا إلهي لابد وأنها أنا الأخرى فما تكون هذه القوانين غير الخروج
فهل سيسجنني ويضربني مثلها بل ما في الأمر إن شقيقها جاء
من أجلها ولما يرسل لها رسالة دون أن يطلب رؤيتها !!!
خرج بعدها كما جاء لم يخبر ولا عمته أين كان وأين سيذهب
وهزت هي رأسها بقلة حيلة وقالت مغادرة جهة الممر الآخر
" آني أحضري لي الشاي في غرفتي "
ثم اختفت خلف الممر فتحركت نحو المطبخ ووقفت عند الباب
فكما يقولون لا شي يخفى عن الخدم , نظرتا لي بصمت فقلت
" من في الأعلى هل هي زوجته "
لم تجيبا لأن إحداهما التفتت لإبريق الشاي على النار والأخرى
علق نظرها خلفي فشعرت بقلبي توقف حين وصلتني رائحة عطره
مما يعني أنه هنا لذلك لم تتحدث أي منهما , تخطاني ودخل
المطبخ وقال " إلْيا أحضري علبة الإسعافات "
تحركتْ تلك خارجة بسرعة ونظرتُ أنا ليده مباشرة وكان يضغط
على كفها بقوة والدم يغطي أصابعه فيبدوا أنه أصيب بسبب تحطم تلك
الأواني لكن كيف لم ننتبه له حين نزل !! خرجت الخادمة الأخرى
بالشاي وكنت سأغادر حين أوقفني صوته قائلا
" أخرجي الثلج من المبرد "
التفت له فكان ينظر لكف يده , لما لا يغسلها بالماء غريب تفكيره
وتصرفاته !! توجهت لمبرد الثلاجة وأخرجت منه الثلج ووضعته
على الطاولة أمامه فأخذ منه ووضعه على الجرح وأنا أنظر له
باستغراب , كيف يوقف الدم بالثلج !! دخلت الخادمة حينها بعلبة
الإسعافات الأولية ووضعتها على الطاولة وأخرجت الشاش والمعقم
وقالت " قد يحتاج غرزه لما لا يذهب أنت لمستشفى "
قال بضيق " أفعلي ما قلت وتوقفي عن كثرة التدخل فيما لا يعنيك "
كنت سأغادر لكن منظري كان سخيفا زوجته والخادمة من
تعقم له الجرح لكنه لم يطلب مني ذلك , قال " أفتحي القارورة "
فتحت له قارورة المعقم وأمسك القطنه بيده اليسرى وقال
" أسكبي هنا بسرعة "
فعلت ذلك سريعا وأنا طبعا أقف أتفرج ولا أعلم لما وكأن قلبي
يقول لي أنظري لحجم الجرح أولا , نظف الجرح بالقطنه كان
صغيرا نسبيا لكنه ينزف دون توقف , قالت الخادمة
" تريد مساعده هل يلف أنا شاش "
أبعد يده وقال " لا يحتاج غادري لعملك "
غادرت من فورها وكأن ساعة الفرج أتتها وبقيت أنا مكاني
أنظر له وهوا يحاول لفه بصعوبة ثم رماه عندما تلطخ بالدماء
ونفض الصندوق ولم يفتح له فقال ونظره عليه " تعالي افتحيه "
نظرت حولي ولم يكن غيري هنا فأنا المعنية بالتأكيد فتوجهت نحو
الطاولة وفتحته وأخرجت له شاشا آخر وأزلت عنه الغلاف الورقي
وفتحته فأخذه مني فورا وبدأ يحاول لفه من جديد فقلت بهدوء
" دعني أساعدك "
قال ونظره على يده " قلت لا يحتاج "
وكانت النتيجة أن فسد هذا أيضا فأخذت شاشا آخر أخرجته
وتوجهت نحوه وأمسكت يده وسحبتها نحوي فشدها مني
وقال بضيق " قلت لا يحتاج ما يبقيك أنتي هنا "
أمسكتها بقوة وقلت ونظري عليها " بل يحتاج وسألفه
لك ثم أريحك من رؤيتي "
ضغطت بإبهامي على الجرح كي لا ينزف ووضعت الشاش
وبدأت بلفه , كنت أشعر بتوتر كبير من إمساكي ليده بل ومن
أنفاسه التي تلفح وجهي وهوا قريب مني هكذا والشعور الآخر
كان ( الخوف ) فكلما تذكرت ضربه لها الذي وصل لأن نسمعه
في الأسفل أشعر برجفة في عظامي فما الذي يجعله بهذه القسوة
معها وهل سيكون مصيري مثلها !!
انتهيت من لفة وربطته بسرعة رغم الرجفة في أصابعي
وأبعدت يدي لأفاجئ به أمسكها بسرعة بيده السليمة فرفعت
نظري له فورا وقلبي أسمع نبضاته في أذناي فكان ينظر لعيناي
بصمت تلك النظرة التي أحار في فهمها , حاولت سحب يدي
منه فشدها بقوة أكبر وعيناه لازالت في عيناي وقال بهمس
" هل تذكرين يا دُره كل تلك الأمور "
*~~***~~*
عاد هاتفي للرنين مجددا ونظرت للاسم فكان هوا , ما به
اليوم يصر عليا كثيرا , لن أجيب اتفق معه إياس على الطلاق
وسيطلقني ولا شيء بيننا , ابنته إن أراد رؤيتها فليتحدث مع إياس
وهوا لن يرفض , عاد للرنين مرارا وتكرارا فأمسكت الهاتف
بتردد ثم قررت أن أجيب عليه ونغلق هذا الباب نهائيا , فتحت
الخط ووضعت الهاتف على أذني فجاء صوته متلهفا
" رغد وأخيرا رحمتِ حالي حبيبتي "
أغمضت عيناي بقوة وألم وأنا أتذكر كل كلامه هذا ولهفته
التي تلاشت فيما بعد وتحولت لسراب بل لضرب وسب
وإهانات , قال بحنان " رغد أجيبي دعيني أسمع صوتك "
قلت وقد عانقت دمعتي خدي " ليس بيننا أي كلام يا مصطفى "
قال من فوره " كيف ؟ وأين حبك لي لا أريد أن ننفصل
يا رغد وأنتي من بيده تغيير كل شيء "
قلت بحزن " وأين كان حبك أنت عندما كنت تضربني وتشتمني
وتقسوا علي وتسجنني في المنزل , حبي لك لم ينقص يوما
لكن كلامك ذاك كله كان كذبا وظهرت على حقيقتك ولن
أخالف شقيقي مهما حدث "
قال باستياء وحزن " وأنا ؟؟ أنا أريدك وأريد ابنتي لما
تدمرين منزلنا وحياتنا "
مسحت دمعتي وقلت بثبات " أنت مريض يا مصطفى مريض
بالشك وأنا السبب لأني تزوجتك عن حب تحدثت معك في الهاتف
وتقابلنا خارجا في أماكن عامة وغافلت أهلي وشقيقي وكانت النتيجة
أن بقيت في نظرك كما عرفتني فتاة تلعب من وراء أهلها ستلعب من
ورائك , تضربني دون أن تتحقق من شكوكك وتسجنني كي لا أخرج
وأقابل رجلا كما كنت أقابلك , أنا أخطئت وارتكبت غلطة عمري
حين تركت كل شيء ورائي من أجلك "
قال مقاطعا لي " أنا لم أشك بك أنا فقط حريص عليك
لا أريد أن يقربك أحد "
قلت بابتسامة ساخرة " لا تلفق الحقائق يا مصطفى فأنا وأنت
بنينا شيئا على الباطل فلن يكون إلا باطلا والثمرة كانت
ابنتنا التي ستعيش بلا أب "
قال بهدوء " حسنا فكري فيها إذا ولنعطي لنفسينا
فرصة من أجلها "
قلت بجدية " فرصة في ماذا ؟؟ هل ستتركني أخرج وأدرس
وأعمل وأذهب للسوق ؟ هل ستترك لي هاتفي طوال الوقت وليس
وأنت موجود فقط ؟ هل ستتركني أفتح النوافذ دون أن يخبرك
عقلك المريض أني سأراسل أحد الجيران منه ؟ هل
ستسمح بكل هذا "
لاذ بالصمت ولم يجب فقلت بسخرية " لا طبعا لأن
الرخيصة في نظرك ستبقى رخيصة "
قال من فوره " لو كنتِ كذلك في نظري ما طلبت
أن ترجعي لي "
قلت بألم " إذا جارية اعتدت على خدمتها لك والنوم معها , هذه
سهلة تزوج بأخرى وهي ستوفره لك ونصيحة مني لا تتعرف
عليها قبل الزواج كي لا يكون نهايته الفشل كهذا "
قال بضيق " أبنتي أريدها إذا وتصرفي وشقيقك أو
أخذتها رغما عنكم "
قلت بابتسامة جانبية " ها قد ظهرت على حقيقتك وابنتك خذها إن
أردت فأنت الملزم بها وعلى الزوجة الجديدة أن تربيها وليس أنا
لأني سأتزوج وأعيش حياتي , إياس من تمسك بها أما رأيي
فهي ابنتك وعليك تحمل مسئوليتها "
ثم أغلقت الخط في وجهه ورميت الهاتف بعيدا وارتميت على
السرير أبكي بحرقة , يا رب كل شيء إلا ابنتي لا يستخدمها
وسيلة للضغط علي لأني سأتحمل حتى ضربه لأعيش معها
*~~***~~*
وقفت أمام النافذة أمد ذراعياي للأعلى وأتكاسل فقال من خلفي
" كيف حال العروس معك "
أنزلتهما ونظر له نظرة باردة ثم عدت بنظري للنافذة وقلت
" حالك مع عروسك "
قال بضيق " هل أنت معي في أنهم ورطونا يا رجل "
التفت له ووقف مستندا بها وكتفت يداي لصدري وقلت
" عروس تخدمك وبلا مهر ولا جهاز لو فقط قطعوا لها لسانها
قبل أن يزوجوك بها لكانت أفضل ورطة "
قال بابتسامة جانبية " أراك تقنعني بها "
قلت بسخرية " بل أراك أنت تريد ذلك "
أشار لي بوجهه وقال ببرود " لو خيروني ما اخترتها سيدة
قروش لكنه حظي الرذي دائما "
ضحكت كثيرا فقال بضيق " قم قم تأكد من الدورية بدلا من
الكلام الفارغ "
توقفت عن الضحك بعد وقت وتنفست بقوة وقلت
" أما سيدة قروش هذه خطيرة وتليق بها "
ضحك وقال " ولا أخبرك لقّبتني بالسيد فقر "
عدت للضحك مجددا وقلت " أقسم أنكما ثنائيا رائع "
كشر في وجهي وقال " بل الثنائي لديك فما صنعت أنت يا مدير "
تأففت وقلت " كنت تركتني أضحك ومستمتع فأنا لم أراها منذ
غادرت من هنا مع خالي رفعت وأتصور حياتنا كيف ستكون "
قال بمكر " إذا داوها بالتي كانت هي الداء "
نظرت له بحيرة فتابع " انظر لمصيبتك ما سيكسر رأسها وافعله "
فكرت قليلا ثم قلت " أراها تحب التغطرس ولا أحد يفرض
رأيه عليها ويبدوا ستتخذ من عمها ظهرا لها "
قال بابتسامة " جميل أعطها من هذا الباب إذا واكسر رأسها "
قلت بصدمة " ما قصدك بهذا "
أشار لي بإبهامه وقال " هؤلاء يفكرن بنفس الأسلوب تخلصوا من
الفضيحة عن طريقنا وسيستخدموننا كجسر عبور يتحررن منا
ويعشن كما يردن فأكرهها على البقاء معك حتى توقع بك في
مشكلة بينكما توصلها لخالك فيطلقها منك بما أنه لديها مكان
غير منزلك "
هززت رأسي بلا فقال بتذمر " ما هذا الجواب المبهم "
التفت للنافذة مجددا وقلت بهدوء " وضعك ليس كوضعي يا آسر "
قال باستياء " أَفهمني معنى ما تقول لأرى "
التفت له وقلت " والدتي وخالي لن يرضيا بذلك وسيحاولان
إيجاد حل للأمر دون الوصول للطلاق ثم هي ابنة خالي في كل
الأحوال هل أفكر في نفسي وفي التخلص منها ولا أفكر فيها "
قال باستغراب " والمعنى "
قلت " المعنى أني لن أطلقها أبدا "
هز رأسه بعدم تصديق وقال " ظننتها لا تعجبك "
كتفت يداي لصدري وقلت " طبعها لا يعجبني وعلى
أحدنا أن يتغير "
قال بابتسامة جانبية " ها قل هكذا من البداية راقت لك "
التفتت للنافذة مجددا ولذت بالصمت , قد لا يكون أمامي خيار آخر
غيره وعليها أن تغير من نفسها وأن تتقبلني كما أنا بما أنه لا طلاق
يلوح في الأفق ولن يكون ذلك أبدا , دخل حينها أمين وتحرك
آسر قائلا " إذا سأغادر أنا لهم بما أنك أتيت فعليك
مرافقة إياس لسجن الجنوب "
ثم خرج من فوره ونظر لي أمين وقال مبتسما
" كيف العريس "
قلت ببرود " ومتى ستتزوج أنت وترحمنا "
نظر للسقف وقال " متى يا رب "
قلت ببرود " هذا وأنت تملك المال والمنزل وأي واحدة
تشير لها ستكون لك وتقول هكذا "
قال خارجان معا " وهل هي لعبة تتزوج من أي كان ؟ عليا
أن أعرف كيف أختار ولن تكون إلا جوهرة بين النساء
بحسبها وأهلها أولا "
*~~***~~*
خرجنا من القسم سويا وربت بيده على ظهره وقال ونحن نقترب
من السيارة " هذا يعني أنك كنت ترى شقيقاتي هكذا لذلك
طلبت اثنين منهن "
ركبنا سيارة الشرطة وقلت ونحن ننطلق " نعم أردت نسبك فأنت
صديق طفولتي وشبابي ووالدانا رحمهما الله كانا أعز أصدقاء
وأردت حقا نسبكم لكن الله لم يكتب ذلك "
نظر لي ثم للطريق وقال " وإن قلت لك أني أيضا أريد ذلك
وأنتظر فقط أن تفتح الموضوع "
نظرت له باهتمام فيبدوا يقصد رغد فهي حسب كلامه سيطلقها
زوجها خلال هذين اليومين , صحيح سبق لها الزواج ولديها ابنة
لكن لا بأس فطبعها يطغي عليها وتعجبني تربيتهم وأخلاقهم
نظر لي وقال " ها ماذا قلت "
قلت من فوري " موافق طبعا وهل سأعترض "
عاد بنظره للطريق وقال بعد ضحكة " قد يكون فقط لأني
وضعتك في موقف محرج "
قلت ضاحكا " لا من هذه الناحية لا تقلق فأنت تعرفني
كلانا يعتبر الآخر شقيقه "
قال ونظره على الطريق " إذا آخذ رأيها ؟؟؟ "
قلت مبتسما " بالتأكيد "
وقف حينها أمام باب قسم السجن وقال " إذا على بركة الله
وهذه المرة لن تكون إلا لك "
وكلامه هذا يؤكد أنها رغد بما أنه قال هذه المرة أي هناك سابقة
وأخيرا تحقق مرادي , أردت حقا شقيقاته جمال كشقيقهم وأخلاق
وتربية جيدة إذا ما استثنينا طباع ولباس تلك المدعوة سدين التي
خرجت طفرة من العائلة ولأني لم اطلبها سابقا فلن يفكر في
عرض الموضوع عليها طبعا لأنها لن ترضى وستعتبره
هوا من عرضها علي
*~~***~~*
جربت الاتصال بهما مرارا وتكرارا وبلا فائدة فدُرر هاتفها مقفل
وسراب لا تجيب مهما حاولت , كنت أريد أن أطمئن عليهما وأرى
ما حدث معهما ومؤكد لن تبشرني أي منهما بالخير كما سيكون
مستقبلي قريبا وتنتهي أيام راحتي هنا بل ساعات راحتي فهوا لم
يتركها تصبح أياما , طرق أحدهم باب الغرفة وانفتح ودخل منه
عمي رفعت فعدلت جلستي وقلت مبتسمة " مساء الخير عمي "
اقترب مني وجلس أمامي وقال " مساء النور ماذا كنتِ تفعلين "
نظرت لهاتفي في حجري وقلت بحزن " جربت الاتصال
بسراب ودُرر لكني لم أحصل على أي منهما "
قال بهدوء " متزوجات ومع أزواجهم ليستا مثلك تاركة
زوجك وجالسة هنا "
نظرت للأسفل أشعر بالخجل من كلامه وبالحزن ذات الوقت
لأنه يرى بقائي معه لا يجوز , وصلني صوته قائلا
" لا تسهري كثيرا فغدا ورائك تسوق لتشتري ثيابا لك
وتتجهزي فعمتك أعدت حفلا بسيطا من أجل استقبالك "
رفعت رأسي ونظرت له وقلت " ولما كل هذا ؟ "
قال مبتسما " لن يستطيع أحد تغيير رأيها ثم هوا ابنهما
الوحيد ومن حقها أن تفرح به "
قلت من فوري " أليس لديها غيره ؟؟ "
هز رأسه بلا وقال " ثلاث بنات وإياس فقط وستحبينهن بالتأكيد "
ابتسمت له دون تعليق فوقف وقال " سأتركك الآن لأن أصدقائي
ينتظرونني في المجلس ونامي باكرا كما اتفقنا حسنا "
هززت رأسي بحسنا مبتسمة فوضع يده عليه وحرك شعري
ثم قال مغادرا " إذا تصبحين على خير "
ثم خرج وأغلق الباب فمددت شفتاي مستاءة , لما لا أبقى هنا
أنا حقا لا أريد الذهاب هناك , رفعت بعدها اللحاف وتغطيت
به حتى رأسي وتركت كل شيء للغد فقد أعود هنا سريعا
وهذا المؤكد فهوا يكرهني بجنون
*~~***~~*
طبعا لم يرجع آسر باقي النهار ولا حتى الليل ولم يهتم حتى أني
لوحدي هنا لينام في عمله ويتركني في هذا المنزل الذي يتحول
لشيء مخيف ليلا , ما أن بدأ يحل المساء أخذت قارورة ماء بعدما
دخلت الحمام طبعا وتوضأت من أجل صلاة العشاء ثم دخلت لغرفته
وأغلقتها من الداخل , كانت غرفة بسرير واسع وخزانة أفضل من
الأريكة تلك رغم أنها أسوء ملايين المرات من غرفتنا في منزل
العجوز فحتى تكييف لا يوجد فيها ولا حتى كذاك الخردة الذي يبرد
قليلا , نمت سريعا بسبب تعبي في هذا المنزل الذي لا ينفع معه
تنظيف وحتى منظفات تفي بالغرض لا يوجد فيه أي فقر مبقع
والغبي سيحصل على مال كثير من ذاك العجوز ومتمسك بهذا
المنزل الذي أجزم أنه بني أيام الاحتلال من أكثر من مئة سنة
نمت متمنية أن أسمع أذان الفجر لأنه ليس لدي ما يوقظني فحتى
هاتفي أضعته في ذاك المنزل , لكني استيقظت قبله بسبب الشيء
الذي رفع فستاني للأعلى فقفزت من السرير صارخة
نهاية الفصل وموعدنا فجر الإربعاء إن شاء الله