كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 497 - وحدها مع العدو - آبي غرين ( الفصل الاول )
اقترب منها وقال لها بتحد " كما ترين , في النهاية , ستصبح هذه الأرض جزءاً من أراضي ده روجاس , وبإنكارك لهذا فأنت تطيلين فترة عذابك. فكري فقط .. بإمكانك العودة الى لندن في غضون اسبوع , وانت تجلسين في الصف الأمامي من عروض الأزياء ومعك كمية كبيرة من المال التي ستمكنك من العيش برغد لفترة طويلة من الزمن . سأحرص على ان تكوني راضية بالمبلغ الذي سأدفعه كي لا تعودي الى هنا ابداً"
هزت مادي رأسها وحاولت كبح الشعور الذي اعتراها بالتراجع عن هذا . لقد جرحتها كراهية هذا الرجل لها, جرحتها أكثر مما يجب. وهذا ما أرعبها كثيراً.
لم تستطع التحكم بنبرة صوتها الحزينة " هذه بلدتي بقدر ماهي بلدتك, وعليك ان تحملني جثة ميتة قبل ان تجعلني أغادر هذه البلدة "
كانت مادي تعي بمرارة حقيقة كلامه بالرغم من محاولتها التأكيد على عكس كلامه. عدا عن فكرته عن حياتها التي لم يكن لديه ادنى فكرة عنها , والتي لم تكن تنوي كشفها له.
تراجعت أكثر وقالت " لا تقترب من أراضي ده روجاس , انت او أي احد من طرفك , فأنت ليس مرحباً بك"
ابتسم بسخرية " انا معجب بتمثيلك يا فاسكيز, واتطلع بشوق لأرى لكم من الوقت تستطيعين لعب هذا الدور"
ابعدت مادي عنه وابتعدت عنه, وكادت تتعثر بحذائها الكبير.ريحانة
صرت على اسنانها , وصلت طوال الطريق الى الباب بأن تظل محافظة على كرامتها وان لا تتعثر بحذائها الكبير وتفقده امام ده روجاس المتكبر وامام هذه الحشود الساخرة.
رفعت مادي رأسها عالياً, ولم تفقد سيطرتها على نفسها حتى وصلت الى موقف السيارات حيث كانت سيارة والدها الجيب المغلقة بانتظارها هناك. وما إن دخلت السيارة واغلقت على نفسها حتى انخرطت في موجة بكاء هيستيرية لبضع دقائق .
الحقيقة المرة ان كلام نيك كان صحيحاً , ولم يكن لديها شيء لتخفيه في محاولتها إعادة إحياء ارض فاسكيز . ولكنها ستندم باقي حياتها إذا لم تحاول ذلك. لقد قدم لها والدها تعويضاً طويل الأمد عن الأيام التي افترقا فيها , وبالرغم من انه قد اتى متأخراً, إلا ان مادي كان لديها دوماً الأمل بأن والدها سيتكلم معها ويطلب منها العودة, وكانت ستعود منذ سنوات طويلة لو انه طلب منها ذلك, لأنها كانت دوماً تحلم بالعمل في الأرض.منتديات ليلاس
وعندما وصلتها الرسالة المؤلمة من والدها المريض والذي عبر فيها عن أسفه وندمه على ما فعله بها , لم تستطع مادي إلا تلبية طلبه بالعودة الى المدينة لمحاولة إنقاذة ارضهم من الضياع.
لم تكن علاقة مادي بوالدها تندرج تحت إطار العلاقة الجيدة او المقربة , لطالما اوضح لها بأنه كان يريد ابناء وليس ابنة , وكان يعتقد بأن مكان المرأة في البيت وليس في مجال صناعة الغذاء . ولكنه عوض عن هذه الفترة كلها بينما كان على فراش الموت . عندما ادرك بأنه من الممكن ان يخسر كل شيء.
|