كاتب الموضوع :
نجمه الصباح
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل السادس
الفصل السابع:
في مكتب المحقق تجلس امرأة في منتصف عقدها الرابع تبدو عليها ملامح الطيبة والوقار الممزوج بالفضول شأنها كشأن الاف النساء.. بدأ المحقق بالكلام مستفهما
- اسمك وسنك وعنوانك
اجابت وهي وهي تركز بنظرها على الورقه التي يكتب فيها
- سناء فتحي عمري 45 سنه .. ثم املت عليه العنوان
- حسناً سيدتي ممكن ان تخبريني بما شاهدت بدقة و ارجو ان تركزي جيدا وتكوني متأكدة من اقولك
اومأت راسها بايجاب وهي تبدأ بسرد ما شاهدت
-كنت عائدة من السوق عندما وصلت عند باب الشقه هممت بفتح الباب لكني توقفت عندما سمعت صوت صراخ حاد كانها مشاجره عنيفة , في بداية الامر لم اهتم , لاننا تعودنا على سماع مشاجرتها شبه اليوميه مع والدتها مره او مع احد الجيران مره اخرى , فقد كانت عبير سليطه اللسان لا ينجو احد من لسانها الحاد الذي يبدو ك.....
قاطعها المحقق بنفاذ صبر
-من فضلك سيدتي لا تخرجي بحديثك بامور جانبيه رجاءاً
اومات براسها وهي تقول
- حسنا سيدي... اسفه ...ما حصل بعد ذلك كان مريباً
قال المحقق
- وكيف ذالك ؟
اجابت
- توقف الصراخ فجاة وكانها لم تكن موجوده
اكملت وهي تقلب شفتها السفلى
- انا من عادتي لا اتدخل بشئون احد ,لكنني من احسست بالفضول ... فافسحت الباب قليلا وانا اراقب ما يحصل , بعد دقائق قليلة خرج شاب في مقتبل العمر , كان يبدو من خلال ثيابه الفاخرة انه من عائلة ثرية ومرموقه ... يلتفت يميناً ويساراً ثم انطلق باقصى سرعة كالمجانين
قال المحقق بامتعاض
- ولما لم تحاولي الدخول الى المنزل والاطمئنان عليها ؟
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت
- ان عبير لا تحب الأختلاط باحد .. هذا و بالاضافه للسانها الذي يبدو كالمبرد لا احد ينجو منه بالتالي اصبحنا نبتعد عنها ولم يفكر احد او يحاول مصادقتها
اجاب المحقق بنزق
- اكملي
قالت ببساطه
- هذا كل ما حدث والباقي لا اعرف غير انني خرجت على اصوات الشرطه والاسعاف
قال المحقق
- هل لديك اقوال اخرى ؟
اجابت بسرعه
- اجل سيدي لقد نسيت ان اخبرك بان الشاب الذي شاهدت كانت ملامحه مريبة كأنه يتعاطى المخدرات او شيء من هذا القبيل
اوما براسه وهو يقول
قال المحقق
-حسنا سيدتي هل انت متأكدة انك شاهدتي الراجل الذي خرج من منزل المجني عليها جيدا ؟
اجابت بثقة
- طبعا سيدي متاكدة جدا
تابع
- واذا شاهدتيه هل بامكانك التعرف عليه ؟
قالت بسرعه
- اجل سيدي استطيع تميزه من بين الف انسان
تابع المحقق موجها كلامه الى الشرطي
- اذهب واحضر المتهم مع طابور العرض
بعد فترة قصيره حضر احمد وهو مقيد اليدين
وقف امامها مع عدد اخر من المجرمين .. كان قلبه يخفق بعنف صحيح هو لم يفعل شيء يخشى منه لكن ذلك لا يمنع من تسلل الخوف الى قلبه ..
قال المحقق
- تفضلي سيدتي هل يوجد هذا الرجل الذي شاهدتيه من بينهم ؟
وقفت تتمعن بوجوههم جيدا واحدا تلو الاخر ، اخير قالت بثقة
-كلا سيدي لا يوجد بينهم
اجاب المحقق وقد اولاها اهتمامه
-هل انت متاكدة ؟؟
اجابت بنفاذ صبر وهي تعقد حاجبيها
-طبعا
امر المحقق بارجاعهم الى الزنزانه ..واحضار الرسام المتخصص الذي امر باحضاره بوقت مسبق تحسبا للامر
- هل تستطيعين وصف ملامحه لنا ؟
اجابت بثقة
-بالتاكيد سيدي فانا ما ان اشاهد الشخص مره واحدة حتى احتفظ بملامحه جيدا
ضحكت بخفه وهي تضرب على صدرها بفخر و تقول
- انا ذكيه في مثل هذه الامور بالاضافه الى انني احب المسلسلات البوليسيه واتابعها باستمرار وكنت اتمنى ان اخوض مثل هذه التجربه والحمد لله استجاب الله لدعائي
اجاب المحقق ببرود
- هذا واضح جدا سيدتي , حسنا الان كل ما اريده منك وصف دقيق لملامحه بدون ان تغفلي عن شيء
اومآت وهي توصف الشخص بدقه متناهيه ادهشت المحقق شخصيا فقال لها بعد ان انتهت
- ما شاء لله هل لاحظت كل ذلك من خلال فتحة الباب الصغيرة !
اجابت بثقه وغرور مثيرين للضحك
- وماذا كنت تظن سيدي ؟ انا اعتبر خبيره جدا بهذه الامور كما قلت لك يكفي ان انظر للشخص مرة واحده ليطبع صورته بذاكرتي
اومأ وهو يضع يده على خده
- هذا واضح جداً .. اعتدل بجلسته وهو يقول بجدية سيدتي نشكرا لك تعاونك .. هل لديك اقوال اخرى ؟
هزت راسها وهي تقول
-كلا سيدي لقد اخبرتك بكل ما اعرف ولو تذكرت اي شيء .. سأتي فورا لاخبارك
قال المحقق
- نشكرا تعاونك سيدتي تستطيعين الذهاب الان
بعد خروجها من مكتب المحقق قال مساعده
_ حسنا سيدي ما رايك ؟
اجاب وهو يتنهد بتعب
- الجزء الاصعب مر بسهوله بقي علينا البحث عن هويه هذا الشاب لنعرف الحقيقه ، هيا فلتتخذ جميع الاجراءت وتباشر بالبحث عنه
قال المساعد
- حالا سيدي
............................................................ .................................
اندفعت الى غرفتها بقوه لا ترى امامها... عيناها تحرقانها بشده تشعر بقبضه من الالم يعتصر قلبها ..بعد ان اخبرها والدها ان صديقه المقرب قد طلب يدها لولده الوحيد .. لقد احست ان والدتها تخفي عنها شيئا فمنذ ان اقام والدها الوليمة بمناسبة خروج احمد من الحبس ووالدتها لا تنفك ترمقها بنظرات غامضة لكنها لم تلقي بالاً لها ظناً منها انها تمزح كعادتها لكن ما اثار شكها هي تلك الزيارة المفاجأه ..الحت عليها بتقديم واجب الضيافه .. وارتداء ملابس ملائمه وجميلة .. عندما سألت عن السبب تعلثمت وهي تخبرها بانها تريد ان تتباها بابنتها الوحيده ..رفضت ..احتجت ..حاولت بشتى الطرق التملص من هذا اللقاء الذي اثار حفيظتها .. لكن والدتها عرفت كيف تقنعها وهي تنظر لها بتلك النظرات المنكسره التي لا تقوى نور على ان ترها بعينيها .. وافقت لكن بشرط ان لا تجلس معهم طويلا ..
تهللت اساريرها وهي تدعو الله بان يهدي بالها ويريح قلبها ويرزقها الزوج الصالح ..
عند دخولها تفاجأة بوجود الشاب الذي تجنبت الاصطدام به في الحفله التى اقامها والدها لاحمد .. رحبو بها بطريقة مبالغة بها جدا جلست قرب والدتها وهي تشعر بنظراته المسمرة عليها
اطرقت راسها بضيق... وهي تدعو ان تنتهي هذه الليله بسلام
استفاقت من شرودها وهي تستمع لكلمات والدها وكان صوته ياتي من عالم اخر ..احتاجت بعض الدقائق لتستوعب كلامه ...شحب وجهها بشدة ..احست وكانها في دوامة ..دوامة تبتلعها بلا رحمه ، آلم .. يأس ..طعم المراره تصاعد في فمها .. غصه مؤلمه جرحت حنجرتها وهي تحاول ابتلاعها ..نظرت لوالدها بنظرات زائغه .. وهي تستاذن بصوت خرج بارداً مهزوزا بلا روح واسرعت هاربه من امامهما بخطوات متعثرة
تبادل والداها النظرات بشك ..قال والدها وهو مقطب الجبين
-ما الذي جرى لها ؟ لقد شحب وجهها فجاةً وكانها رات شبحاً !
اجابت مريم بسرعه لتتدارك الامر
-لاشيء ابي انه امر طبيعي يصيب الفتيات بهكذا مواقف ..انها تشعر بالخجل فحسب ..ساذهب واتحدث معها قليلا لا تشغل بالك ..سيكون كل شيء على ما يرام ان شاء لله
اوما وهو يقول ببشاشة.. يبدو انه قد صدق كلامها ..الامر الذي جعلها تتنفس الصعداء
-اجل يا ابنتي ..اذهبي وتكلمي معها ... معك حقك نور خجولة جداً ويبدو انها قد احست بالحرج من وجودي
وافقته زوجته وهي توجه كلامها لمريم
-اذهبِ انتِ الان بنيتي وانا ساتي واتحدث معها بعد قليل
غادرت مريم بسرعه متجهه الى غرفه نور وهي عازمه على التحدث معها وارجاعها لصوابها قبل فوات الاوان
************************************************************
كانت تبكي بلوعه .... كيف ؟ كيف تتزوج غيره ؟ كيف ذلك وقلبها متعلق برجل واحد لا ترى غيره ؟ لا تريد سواه ! ارتمت على سريرها تبكي بصوت مكتوم وجسدها يرتعش بشده .. تشعر بان قلبها سيتوقف من شدة خفقانه .. بعد دقائق قليلة ...سمعت طرقات خافته اعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها و تأذن لها بالدخول.. تقدمت منها مريم بسرعه وقلبها يتقطع الما على حالها..
نظرت لها نور بعيون حمراء وعادت شهقاتها اكثر حده جلست قربها وهي تمسك بيدها .. وتقول لها
-يكفي نور ..يكفي حبيبتي ..اقبلي بنصيبك , ..انسي شخص اسمه حازم حاولي وستنجحين
هتفت بلوعه وهي تضع يدها على اذنيها
-ارجوكِ انتِ مريم يكفي ..لا اريد سماع المزيد ..ارجوك لا اريد سماع المزيد
اجابتها بقوه وهي تهزها من كتفيها
-هذه هي الحقيقه ,حازم سيتزوج , ويؤسس عائلة ويعيش حياته ...وانت.....
قاطعتها بحدة وهي تبعد يديها عنها ..انتشر شعرها بفوضويه حول وجهها بينما برق فيروز عينيها وتلالى بدموعها الحبيسه
-لا اريد سماع المزيد لا اريد .. اتركيني وشاني.. اخرجي لا اريد ان ارى احدا ..اتركوني وشاني
لم تجبها مريم وقفت وهي تنظر لها بشفقة .. قررت ان تتركها الى ان تهدأ قليلا ..توجهت الى الباب وقبل تهم بفتحه استدارت وقالت لها
- ارجو ان تفكري جيدا نور .. محمد شاب متزن وعلى خلق انا لا اتمنى لك الا الخير ..حاولي ان تعطي نفسك فرصه لتعيشي حياة سعيدة ان الذي تفعلينه بنفسك ليس حلا ...ابدا ليس حل
ذهبت وتركتها ..تمتم بحرقه ..سعادة ! سعادة... اي سعادة تلك ؟ انفجرت ببكاء مرير
جلست على الارض بانهيار وهي تهتز من شده بكاءها , من اين ظهر لها محمد !!
تذكرت الوليمة الكبيره التي اعدها والدها بمناسبه خروج احمد من الحبس مقابل مبلغ مالي كبير على ان لا يسافر الى اي مكان حتى العثور على المدعو فراس الذي اظهرت التحريات تورطه بالحادث
كانت ترتدي فستانا ربيعياً اصفر اللون يصل لكاحليها مع حجاب أبيض أظهر حمرة خديها وفيروز عينيها كأنهما حجراً كريم .. الوليمه تشمل اصدقاء ابيها واخوتها ..كانت تسير باتجاه المطبخ وهي تحمل صينيه مملؤه بكؤؤس العصير عندما تفأجأة بجدار بشري ضخم كادت أن تصطدم به .. رفعت رأسها بسرعة لتستقر عينيها على وجه شاب وسيم الطله له لحية مشذبة ..يبدو عليه البشاشة ابتسم برقه وهو يرجع للوراء ويقول بمزاح
- انتبهي انستي لقد كدت ان تسببي كارثه
اجابت بارتباك وقد أحمر وجهها بشده فبدت آيه من الجمال والرقة ..وقف مبهوتا يحدق بها
- اسفه سيدي لم انتبه امامي وانا اسير
همت بالذهاب لكنها توقفت على صوته الرجولي يسالها
- عفوا ..انستي هل انت شقيقة احمد ؟
اومأت بخجل وهي مطرقه الراس ثم انطلقت بسرعه
آآآآآه... الهي هل كان يجب ان اخرج بذلك التوقيت وتشاهدني !
بكت بلوعه .. المشكله انها لا تستطيع الرفض ف محمد شاب يمتلك جميع المواصفات التي تتمناها اي فتاه غيرها ..لو تقدم لاخرى كانت لتطير من شده سعادتها وهذه هي المشكلة .. انها لا تستطيع ، ليس لها القدرة على الارتباط بشخص اخر ,لم يخطر هذا الامر ببالها رفعت وجهها تنظر الي نقطه وهميه في الجدار وهي تتخيل نفسها تزف الى رجل اخر .. اغرورقت عيناها بالدموع مرة اخرى وهي تدفن وجهها بيديها .. تبكي .. وتبكي .. وهل لها غير البكاء ..مسحت دموعها عندما سمعت صوت الهاتف ..كانت ندى لم تجب على اتصالها بقيت متجمده تنظر الى الهاتف .. يرن بالحاح الى ان توقف .. وماهي الا دقائق وعاد بالرنين مرة اخرى .. تنهدت بالم وهي تجيب بصوت مرتجف
ما ان سمعتها ندى حتى سالتها بقلق
-ماذا بك نور.. صوتك لا يعجبني
بكت نور بصمت وصوت انفاسها المضطربه يبين بوضوح انها تبكي
قالت ندى بقلق
- اجيبي بالله عليكي ماذا هناك ؟ هل جرى شيئا لاحمد ؟ هل هناك جديد في القضية ؟
قالت بصوت مرتعش
-لا ..بعيد الشر عنه ..
قالت بنفاذ صبر
- اذن ما الامر ؟ لما تبكين ؟
قالت بصوت مرتعش
-لقد ..تقدم احدهم لخطبتي
ضحكت ندى براحه وهي تتنفس الصعداء
- يا لك من بلهاء وهل هذا سبب للبكاء ؟ يجب ان تكوني سعيده
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول بصوت مبحوح
شيءا - انا لا ابكي ..فقط اشعر بالارتباك لأنني تفاجأت بالامر هذا كل
أجابت ندى بحماس وقد تناست صوت نور المرتجف
- مبارك .. نور مبارررك حبيبتي انا سعيده جدا جدا من اجلك
والان الن تخبريني بالتفاصيل ؟؟
قالت نور بمراره
-شكرا ندى العقبى لك..حبيبتي ...صمتت قليلا وقد زاغت عينيها باضطراب عن اي تفاصيل تتكلم وماذا ستقول لها ؟ اكملت كلامها وهي تجاهد ليخرج عاديا .. وتهرب من اسألتها الفضوليه
-انا ..انا...يجب ان اغلق الان.. امي تناديني.. اكلمك في وقت اخر
قالت ندى بسرعة
- لا تتاخري اريد ان اعرف التفاصيل فهمتي نورر
انهت اتصالها وهي ترمي الهاتف بعنف على السرير
سمعت طرقا خفيفا على الباب وصوت والدتها وهي تريد الدخول ، هبت واقفه وهي تعدل من هيئتها المزريه وتلملم شعرها المبعثر باصابع مرتجفة .. دخلت وهي سعيده ومسروره لكن ما ان راتها حتى قطبت حاجبيها ...جلست على طرف السرير وهي تربت بجابها وتقول بهدوء
-تعالي ..اجلسي هنا ..واخبريني لما تبكين ؟-
تقدمت وهي مسبلت اهدابها الطويله لتجلس قربها وهي تقول بخفوت
-لا شيء امي انا لا ابكي .. انا..انا..فقط احسست بالتعب فجاة
نظرت لها والدتها بشك لكنها لم تعلق على حديثها ابتسمت وقالت ببشاشه
ما هو رأيك بمحمد ؟ اظن انك لن تستطيعي الرفض ..
لم تجب بشيء بقيت على حالها من السكون اكملت والدتها وهي تمسد شعرها الحريري بحنان
-حسنا حبيبتي .. لا تجيبي الان فكري جيدا ...وصلي الاستخارة ثم قرري ..ها ..ما رأيك ؟
اومأت رأسها بصمت... تنهدت والدتها وهي تقول
- فليقدم الله لكِ الخير ... ويرزقك الزوج الصالح .. اتمنى ان يكون محمد من نصيبك فهو شاب جيد ومن اسرة معروفة ... فكري جيدا بنيتي ولا تستعجلي ..
وقفت وهي تقول بحنان
حسنا ساتركك لترتاحي قليلا.. ولا تنسي ان تفعلي ماقلت لكِ
قبلت راسها وهي تنظر لملامحها الغامضه لعلها تصل لمكنونات دواخلها ...التي دائما كانت تجيد اخفائها ..لكنها لم تستطع ان تصل لشيء تنهدت بقلة حيلة ..وتوجهت الى الباب لتخرج وتغلقه خلفها بهدوء
استلقت نور على فراشها وقد اتخذت وضع الجنين و دموعها تسيل بصمت مرير
************************************************************
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااه تنهد بارتياح وهو يتمدد على فراشه الوثير أخيراً انا في المنزل الحمد لله لكن لازلت الشكوك تحوم حوله , الى ان يستطيعوا العثور على الجاني ، لقد اتضح انه فراس ابن احد الاثرياء الذي افسده الدلال حتى اصبح مدمناً للخمر والمخدرات ..بدون رقيب او محاسبة على افعاله فكانت هذه هي النتيجه ، هارب من العداله ومتهم بقضيه اعتداء ومحاولة للقتل ....لم يصدق نفسه عندما ادلت تلك المرأة بشهادتها لصالحه ، شعر ان أبواب السماء كانت مفتوحة وقد استجابت الله لدعائه .. احس بطعم الظلم كلما تذكر الايام الصعبة التي عاشها بين عتمة جدارن الزنزانة الموحشة ..قضى شهراً ونصف ..وكانها كانت دهراً من الزمن .. لقد بينت التحريات ان فراس كان على علاقه مع عبير وقد شوهد اكثر من مرة تردده على منزلها ، تعجب كيف تقبل ياسمين بان تكون عبير صديقتها وكيف حازم يسمح لها بمصادقه هكذا اشكال ..عندما راها للمره الاولى لم يرتح لتصرفاتها وتملقها له لقد ارتكب غلطه دفع ثمنها باهظا .
تذكر ندى التي لم تفارق خياله ابدا .. كم اشتاق لرؤيتها ترى بماذا تفكر الان ؟ تنهد بتعب وهو يغمض عينيه هل سيقبل حازم بعرض الزواج اذا فاتحه بالامر ؟ ام سيخشى على سمعته ! حتى وان كان بريئا يبقى متهما باعين بعض الناس .. هل تراه ندى مذنبا ؟ عند هذه الفكر ..قطب جبينه واعتدل بجلسته ..هو لا يهمه رٍأي الناس كلها بقدر ما يهمه رأيها هي وايمانها ببرائته ... مسد جبينه بتعب حسناً سيفهم كل شيء قريباً عندما يطلب يدها
***********************************
بعد ان انهت صلاة اللأستخارة .. توجهت بتثاقل نحو الفراش استلقت وهي تحدق في السقف ..كان احاسها عاديا ..لم تستطع وصفه بوضوح لكن شيء ما يدفعها للقبول, اخذت تفكر بجدية بكلام مريم انها على حق فلتترك مشاعرها جانبا ولتفكر بنفسها قليلاً حازم سيتزوج قريبا ..ماذا تنتظر اذا لم يكن يهتم قبل خطبته فهل سيهتم وينتبه لها الان ومعه ياسمين الفاتنه ! يجب ان تبدا حياة جديد ..ستحاول لعل الله يكتب لها الخير من يدري ربما ينجح الأمر ..
بعد عدة ايام قضتها بالتفكير عقدت العزم على ابلاغ والديها بموافقتها .. نزلت السلم بخطوات صغيره متعثرة وهي تتجه الى الشرفة حيث كان يجلس والديها يتجاذبان اطراف الحديث القت السلام بصوت مبحوح وهي تقول
-..كنت ...اريد ..ان ..ان..
حثتها والدتها وهي تقول بلهفه
-ماذا حبيبتي تكلمي ولا تخجلي
- كنت اريد ان اخبركم بقراري بشان الزواج من محمد
استقامت والدتها وهي تقف وتتوجه اليها تسألها بلهفة
-ماذا حبيبتي ؟ تكلمي
ابتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بطعنة باردة انغرست بصدرها وهي تقول بصوت مرتجف
- انا..انا...موا..فق..ه
تهللت اسارير والدتها وهي تهم بحتضانها تريد ان تبارك لها لكنها توقفت عندما اكملت بسرعة
-لكن لي شرط واحد
قطبت وهو تنظر لها بتساؤل
لتكمل وهي تسبل اهدابها بخجل
-اريد ان تكون هناك فترة مناسبة للخطبة , لا اريد الاستعجال ...بالزواج.. لكي استطيع التعرف عليه اكثر
ابتسم والدها وهو يقول
-حسنا بنيتي هذا من حقك وانا سأبلغهم بشرطك
همت والدتها بالأعتراض الا انه اسكتها بحركة من يده وهو ياذن لابنته بألمغادره
قالت له وعينيها تتابعها الى ان اختفت من امامها
-لماذا دائما توافقها على كلامها ..اي فترة تلك التي تريدها ! انك تفرط بدلالها
اجاب وهو يفرد الصحيفة ويكمل القراءة
- لقد اقتنعت بكلامها وهي محقه يجب ان تكون هناك فترة للتعارف قبل الزواج ..لا تقلقي انا اثق بنور ..وكل شيء سيتم امام انظارنا
............................................................ ...............................
كان يقف امام المرآة وهو يمشط شعره الأسود الكثيف .. ويضع القليل من عطره النفاذ ...لاح على شفتيه ابتسامة حالمة ... تذكر ذلك اليوم الذي ذهب به مع والده الى منزل صديقه المقرب رأفت للمباركة له بخروج ولده من الحبس عندما نسي ان يحضر هاتفه من السياره فخرج ليفاجأ بفتاة اقل ما يقال عنها بانها فاتنة .. صغيرة الحجم بدات كانها مراهقة كانت تحمل صينية ممتلئة بكؤؤس العصير كادت ان تصطدم به , اعجب برقتها وخجلها .. كان يعرف ان السيد رأفت له بنت اسمها نور ..اراد التاكد من هويتها عندما سالها لترد عليه بصوت رقيق كأنه نوته موسيقيه عذبة
في نفس اليوم فاتح والديه بامر خطبتها الامر الذي اسعدهما كثيرا خاصة انهما كانا يلحان عليه بضرورة الزواج.. تنهد براحة وهو يهم بلبس سترته السوداء ...من اين ظهرتي ايتها القطه المشاكسه لتقلبي حياتي راسا على عقب !
نزل السلم بخفه وهو يتوجه لطاوله الطعام ...حيا والديه وجلس ليبدا فطوره ويذهب الى العمل فهو يدير مصانع والده ويشرف على جميع مصانع ومحلات بيع الاثاث الخاصة بهم ، بدات والدته السيده مديحه بالكلام وهي تقول بمكر
-لقد اتصل السيد رأفت بنا قبل قليل وابلغنا بقرار ابنته ..خمن ما هو ؟
اجاب بلهفه وتسرع لا تليق برجل خطا اعتاب الثلاثينات
- ماذا ؟..هل وافقت ؟ ارجوك امي اخبريني بسرعه
تعالت ضحكاتها وهي تمازحه و تراوغ بالجواب فيما قال زوجها مؤنبا
-لا تتعبيه اكثر من ذلك
نظر لولده وهو يقول
- اجل يا بني ..لقد وافقت .. نور ستكون من نصيبك ان شاء الله
قلبه اصبح يردد الحاناً شجية ويقفز قفزات بهلوانيه اكمل فطاره بسرعة ..استاذن منهما بعد ان قبل يديهما وانطلق خارجا وهو يبتسم بسعاده .. اخيرا يا الهي هل من المعقول ان يتم الامر بهذه السهولة ؟
استقل سيارته وهو يتمتم بالحمد
***********************************************************
استقبل الخبر بوجه واجم و ملامح عابسة ، لماذا يشعر بالضيق ؟ وما شأنه ان خطبت ام لا ؟ لما يحس بهذا الالم المفاجأ يعتصر قلبه ؟ منذ ان اخبرتهم ندى بخبر خطبتها وهو لديه هذ الأحساس الموحش كأن جزء من جسده قد قطع او كأنما احدا ما وجه لكمه مؤلمه لمعدته !
زفر بضيق لما باتت تهاجمني هذه الهواجس مؤخرا ؟ توجه الى النافذة مكتبه الضخمة يراقب سير السيارات وهو شارد الذهن فتح زياد الباب فجأة وهو يقول ..
-السلام عليكم ..كيف الحال ؟
استدار وهو يبتسم نصف ابتسامه
-وعليكم السلام ...اهلا زياد
جلس على الكرسي المجاور له وهو يقول
-اين انت يا رجل ؟ لقد اصبحت تختفي كثيرا ..حتى ياسمين تشكو من اهمالك لها
اجاب بملل فعلا بدا يشعر بالضجر من ملاحقتها له ..جلس في المقعد المجاور له
-كنت مشغول في الفترة السابقه بقضيه احمد
قال زياد وهو يريح ظهره الى الوراء
-لكنه خرج اليس كذلك؟؟
اجاب بقتضاب
-اجل الحمدلله
اومأ زياد برأسه وهو يمعن النظر اليه ..احس بتغيره في الآونة الاخيرة ..بدأ الشك يتسلل لقلبه ..غير مطمئن لهذا الهدوء ..يبدو كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفه لكنه لن يخمن ويطلق العنان لخياله ، اراد ان يلمح له بان يستعجل بموضوع زواجه .. لكنه اثر الصمت ..اليس من المفترض ان يبدا هو بالحوار ! حسنا سينتظر بعض الوقت ليرى الى اين تصل الامور ..قضى الوقت الباقي وهما يناقشان عدة امور متعلقه بالعمل..
............................................................ .............
كان يعلم انه يريد ان يتكلم بأمر زواجه من ياسمين ..وهذا من حقه لقد طالت فترة خطبتهما ..لكنه حقا لم يكن له النية بفتح هكذا موضوع الان... منذ ان علم بخطبة نور والانقباض لا يفارق قلبه ..لا يدري ماهيه هذا الشعور الذي ينتابه في الآونة الاخيره ! اصبح يريد ان يستمع لاخبارها يشاهد حمرة خديها ...عندما يراها قلبه يتقافز فرحاً ..في اغلب اوقاته يفكر بها باستمرار... يراقب بسمتها ..عفويتها.. رقتها لقد حفظ ادق تفاصيل تعابير وجهها عند خجلها ..غضبها ..خصامها مع ندى ، ممازحتها ضحكتها الخجوله ، بريق عينيها ..لما لا يشعر هكذا مع ياسمين حتى انه لم يحاول الاتصال بها في الفتره الاخيره ، الهي اكاد اجن ما الذي يحدث لي ؟ زفر بضيق وهو يرخي من ربطه عنقه ويفتح الازار الاولى من قميصه.. التقط مفاتيح سيارته وهاتفه النقال وتوجه الى الخارج يستنشق القليل من الهواء النقي عل يجد تفسيرا لهذه المشاعر المتخبطة
***********************************************
جرت الأيام بسرعه لم تتصورها نور لكن خطبتها أصبح امر ملموس وواقع يجب عليها تتعايش معه وتحاول التقالم والتعود على محمد .. جاء يوم الخطبة التي كانت تنتظرها برهبة .. اقيم الحفل في حديقة المنزل حيث الجو الربيعي المنعش ، علقت الزينه بكل مكان ورصت الطاولات و المقاعد بشكل انيق ومرتب بينما تعالت اصوات الزغاريد والأغاني الخاصه بهكذا مناسبات وعمت الفرحة بين العائلتين
وجهت الدعوه لكل الأهل والأقارب والأصدقاء ..كانت نور في غرفتها تستعد للخروج ارتدت فستاناً فيروزي اللون يشبه لون عينيها الصافيتين ، احتضن جسدها الطفولي برقه ذو اكمام طويلة ومتسعه بينما يضيق عند المعصمين مع تطريزات رقيقة عند الصدر .. وضعت لها خبيرة التجميل .. الزينة بدقة ابرزت جمال عينيها الزرقاء .. كانت واجمة الوجه تحاول الأبتسام والتجاوب مع مزاح ندى ومريم الذي تلقيانه على مسامعها ..تشعر داخلها بالخواء تتحرك بآليه تبتسم عندما يتطلب الأمر.. تجامل.. تتكلم ..تتناسى جرحها ..تعالت الزغاريد مع خروجها بدت وكأنها أميرة متوجة ما أن رائها محمد حتى هب واقفا عيناه تتجولان على ملامحها الفاتنة بلهفة ..تحول وجهها لكتله من اللون الأحمر.. احست بتعرق يديها وبرودتها ..بيما هو كان في قمة سعادته ..كيف لا وقد اصبحت هذه الحسناء خطيبته...بعد دقاق ستلبس خاتمه وتصبح له ..حبيبته ...طفلته وأميرته ..وبعد اشهر قليلة ستكون زوجته
جلسا في المكان المخصص لهما..البسها شبكتها المكونه من طقم من الألماس ..لم تختاره بأرادتها هي ارادت أن تشتري شيئاً بسيطاً إلا انه اصر بشدة قائلا بحب
-انتِ لا يليق بك الا لبس الجواهر الثمينة ولو كان هناك ما هو اغلى من الماس لما ترددت بشرائه مهما بلغت كلفته
احمر وجهها من إطراءه المبطن ، لقد غمرها بلطفه و رقته رغم انها لم تتجاوب معه كانت متجمده الملامح .. ترد على كلامه وتسألاته باقتضاب ..
احست بالذنب لأجله هو لا يستحق ذلك لكن ماذا بمقدورها أن تفعل ؟ قلبها ليس ملكها لا تستطيع أن تغير مشاعرها بين ليلة وضحاها ستنتظر ربما مع الوقت تحدث معجزة ما تنسيها حازم..
عندما تذكرت اسمه اسبلت اهدابها لتخفي الألم الذي ظهر بعينيها.. كانت تشعر بوجوده لكن لم تلتفت لناحيته ابدا .. تعلم انها لو فعلت ذلك كيف سيكون نهاية الليلة
***********************************************
كان يراقبهما وهو جامد الملامح ، شيئا ما يؤلم قلبه وبشدة ...لم يشعر بيده التي كانت تضغط على الكاس بقوه... عيناه جحضتا حتى كادت ان تخرج من محجريهما وهو يلمحه يحتضن خصرها عندما تعثرت بكعب حذائها العالي وجهها الذي تورد خجلا تمنى لو يخفيه عن الناس كلها .. اراد الذهاب اليها وسحبها منه بقوه ..اراد ان يبعد يديه عنها وهو يصرخ بأعلى صوته ليسمعه الجميع
-انتِ لي .. تنتمين لي ..انا ..انا وحدي لا يحق له لمسك لا هو ولا اي احد غيره
لكن مهلاً منذ متى وانا افكر هكذا ! لما ينتابني هذا الشعور ؟ لما هذه النار الحارقة التي تلسع قلبي وتتاكله بقوة ؟ لما لا اُريد لاحد غيري أن يلمسها حتى لو كان دون قصد ؟!! اتسعت عيناه و تجمعت قطرات العرق بجبينه بينما بدأ نبضة بالأزدياد .. لقد ادرك الأمر ..ادرك حقيقة مشاعره المتأخرة ..والمتأخرة جداً..هل كنت غبي ..اعمى البصيره لهذه الدرجة ! كانت امامي ..طوال الوقت ..امامي اغمض عينيه بألم ..ابتلع ريقه بصعوبه ..وهو يعترف .بأنه يحبها...لا بل احبها وطوال الوقت .. احس بالأختناق شيء ما يكتم انفاسه لا يستطيع التنفس بسهولة .. ألم حاد يخترق صدرة بقوة .. قرر الخروج من المنزل لانه ان بقي هنا بالتاكيد سيرتكب حماقة ما ...اتجه نحوهم وهو ينوي تقدم التهنئة ليشاهدة يهمس لها بشيء قرب اٌذنها وهي تبتسم بخجل مطرقة الرأس .. ابتلع ريقه الجاف بصعوبة وهو يقول بصوت جامد
- مبارك لك نور يا محمد أرجو أن تحافظ عليها لأنها جوهرة نادرة
هل لمحت المرارة في صوته !! هل من المعقول !! لكن لا بالتأكيد انت مخطئة ايتها البلهاء اية مرارة التي سيشعر بها ولما ؟؟ ومنذ متى يهمه امرك ..
اجاب محمد بصوت بارد فقد احس بالأنزعاج من نبرة حازم المهتمة
- شكرا لك حازم .. بالتاكيد نور جوهرة حياتي التي رزقني الله بها وسأحافظ عليها لو تطلب الأمر ان افتديها بحياتي .. ثم ابتسم نصف ابتسامة وهو يكمل
- لا تشغل نفسك بهذا الأمر ..والعقبى لك ان شاءلله
أبتسامة صفراء هذا ما صدر منه .. أراد ان يلكمة على فمه ليكسر صفي اسنانه لهذا الأحمق الذي يزيد الحطب على نار قلبه المشتعلة ... التفت لنور الواقفة وهي مسبلة الأهداب برقة ليعتصر قبضته بقوة وهو يقول بصوت بارد
- مبارك نور اتمنى لك حياة سعيدة
اجابت بصوت رقيق هامس
- شكرا لك .. ثم اكملت وهي ترفع عينيها الناعستين تنظر له ببرائة
- اين ياسمين لما لم تاتي ؟
اجاب بجمود وهو يشتم بسره تباً تباً لما يجب ان يكون كل شيء متأخر ... كيف تعقدت الأمور هكذا
- اٌصيبت بالبرد وامرها الطبيب بملازمة الفراش
اومأت وهي تقول بأهتمام
- سلامتها اتمنى لها الشفاء العاجل .. ارجو ان توصل لها سلامي
همهم بخشونة وهو يخرج بسرعه وكأن شياطين الأرض تلاحقه
............................................................ .........................
كانت تهم بصعود السلم لتتأكد من ترتيب حجابها عندما احست بشخص يسير ورائها وهو يشدها من ذراعها ويسحبها إلى غرفة جانبية..
****************************...
نهاية الفصل السابع
|