كاتب الموضوع :
نجمه الصباح
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: رواية .. خفقات هاربة .. بقلمي .. رقية سعيد .. الفصل الرابع
السلام عليكم
مساء الخيرات والسعادة على اجمل منتدى واجمل عضوات عسولا
الفصل الخامس
نبدأ تنزيل الفصل
يارب يعجبكم
بسم الله
الفصل الخامس
صاحت عبير بفرح وهي تتقدم بجلستها للأمام
- وما هي ؟ هيا بسرعة
قالت ياسمين وهي تريح ظهرها على الكرسي بغرور
- عندما أقيم حفلة عيد ميلادي , سأطلب من حازم أن يدعو احمد وتلك الغبية نور .. وهناك حاولي التقرب منه بدهاء أرجو أن تستغلي هذه الفرصة جيدا وتقدري حجم التضحية التي أقدمها لك بدعوة تلك البلهاء نور
تهللت أساريرها وهي تجيب بفرح
- شكرا لك أنت فعلا صديقتي الوفية ... وهل ستقيمين الحفلة في إحدى الفنادق مثل كل عام
أجابت بملل
- لا , أفكر بان أقيمها بحديقة الفيلا ، أريد التغيير لقد مللت من التكرار .. أريدها أن تكون رائعة وأدعو الكثير من صديقاتي ليتعرفوا على حازم
قالت عبير
- فكرة جميلة خاصة وان حديقة منزلكم كبيره جدا .... انك عبقرية ومتى ستبدئين بالتجهيز لها
أجابت ياسمين بعجرفة
- لقد بدأت فعلا عزيزتي واتفقت مع عدد من المصممين ومجهزي الحفلات ليكون كل شيء جاهزا في الموعد المحدد
نظرت لساعتها الثمينة وقالت حسناً لقد تأخرت ..فكري فيما أخبرتك به وجدي طريقه مناسبة للحديث معه فهمتي
أومأت عبير برأسها وهي تراقبها تغادر ببطء بينما كانت تفكر بإيجاد طريقه للإيقاع بذلك المتعجرف الوسيم المدعو احمد رأفت
......................
عاد العروسان من شهر عسلهما فاستقبلوا بفرحة عارمة ..كأن حسن قد عادا شابا في العشرين ، السعادة لا تغادر وجهه وهو يرمق زوجته بين حين وأخر بتلك النظرات الخاصة التي لا يفهمها سوى هذين العاشقين .... جلست بجانب نور وهي تحكي لها عن كل الأماكن التي زاراها وتريها بعض الصور التي التقطوها هناك ....ونور تستمع لها وهي تبتسم بحب فهي من ناحية سعيدة لسعادة أخيها .. مريم فتاة رقيقة ومرحة وقد بدا جليا على وجهها الفتي عمق الحب الذي تكنه لأخيها ومن ناحية أخرى أحست أن الله قد مَن عليها بأخت محبه مثلها .
وبعد عده دقائق رن جرس الباب توجهت نور بعفويتها المعتادة , راسمه على شفتيها ابتسامه رقيقه لتفاجأ برؤيته وهو بأبهى حلة ، تسللت الدماء مثل كل مره تشاهده فيها لتتجمع بوجنتيها وقلبها الغبي بداء يفقد دقاته كالمعتاد ..ألقى عليها السلام بصوته الرجولي المميز أجابت بخفوت
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ....
اجاب بلطف
- كيف حالك نور
قالت بخفوت وهي تتحاشى النظر اليه
- بخير الحمدلله
ثم قالت بسرعة وأنفاس متقطعة
- س...سأنادي احمد
انطلقت تسير بخطوات مسرعة بينما كان فستانها الربيعي بألوانه الزاهية يهفهف حول ساقيها بنعومة
لاحت على شفتيه ابتسامة كسولة وهو يراقب طيفها يغيب عنه يا الهي كم هي جميله ورقيقة ، أحس بتلك الخفقة التي باتت تلازمه باستمرار كلما رآها .. تساءل لماذا لا اشعر مع ياسمين بهكذا مشاعر ! لماذا دائما مشاعري باردة وكأنني مسير ولست مخير , تنهد بيأس وهو يمرر أصابعه في طيات شعره الكثيف وهو حائر مشوش ..
انتبه على قدوم احمد الذي رحب به بحرارة ودعاه للدخول
جلسوا بصالة الضيوف الواسعة ..يسود بينهم جو من المرح والمزاح , كانا والدا نور يعاملان حازم كفرد من أفراد الأسرة... لم يكن حازم يشعر بالغرابة وهو يجلس بينهم بالعكس كان يتصرف باريحية .. يمازح احمد ويشاكس حسن ... اما من ناحية نور كان واجبها تقديم الضيافة لهم وهذا كان ما يسعدها جدا ... بينما كانت تقدم له الضيافة التقت نظراتهما صدفة فاحتقن وجهها بحمرة قانية بينما تعالت ضربات قلبها بشدة حتى صمت أذنيها اسرعت الخطى لتهرب من امامه وهي تردد داخلها بلهاء وغبية الى متى ابقى هكذا .
جلست مع مريم في الغرفة المجاورة لغرفة الضيوف لم يكن بامكانهم سماع ما يقولون لكن يكفيها ان تشعر بوجوده قريباً منها ... قالت نور بعد فترة قصيرة من الزمن سأذهب لأعد القهوة اشعر ببعض الصداع هل ترغبين أن تشاركيني
أجابت مريم وهي تبتسم
-حسنا سآتي معك
دلفتا الى المطبخ الواسع .. وضعت الابريق المخصص للقهوة على الموقد فيما رصت مريم فنجاني القهوة على المنضدة الرخامية التي تتوسط المطبخ .. وهما تتجاذبان اطراف الحديث بعد دقائق قليلة , دخل حسن وهو يقول بخفة ومرح
لقد دعانا حازم إلى عيد ميلاد ياسمين لكنني اعتذرت له ..احمد سيذهب ثم وجه كلامه لنور
-وأنت كذلك نور إذا أردت يمكنك الذهاب
ابتسمت بشحوب وهي تومئ برأسها وكأنها جسد بلا روح .. واصل كلامه بعفوية
-يبدو انه شعر بالغيرة لقد قرر الزواج قريباً ... لم يكمل كلامه وهو يلتفت لنور التي أسقطت فنجان القهوة على الأرض قائلة بارتباك
-آسفة لم انتبه
قال حسن باهتمام وهو يتقدم للأمام ليمسك نور من ذراعها
-لا باس ..المهم انك لم تتأذي
هزت رأسها وهي تجاهد لمنع عبراتها من السقوط لا تعرف كيف نظفت الأرض من بقايا الزجاج المهشم وكيف تسللت لتخرج من المطبخ بهدوء انطلقت تعدو بخطوات متعثرة تنشد الوحدة لتسكب دموعها بصمت .. لحسن حظها أن حسن كان منهمكا بالحديث مع مريم فلم ينتبه لها , فقط مريم هي من انتبهت كانت تراقبها وهي مقطبه الجبين ..لاحظت تغير وجهها الجميل ما أن سمعت باسم ياسمين وعن عقد القران , قررت أن تلحق بها وقلبها ليس مطمئن فهيئتها تبين أنها ..أنها..... وضعت يدها على فمها وهي تشهق بخفوت ...يا الهي يجب أن تعرف بسرعة وقبل فوات الأوان ..طرقت الباب بخفه سمعت ردها المتحشرج فخمنت بدون شك أنها تبكي .. دخلت بهدوء
لتجد نور منخرطة ببكاء مكتوم يقطع نياط القلب توجهت لها بسرعة واحتضنتها بشده وهي تقول
- يا الهي ما الذي أصابك نور ؟ لِمَ البكاء حبيبتي !
لم تجب نور بل لم تكن قادرة على الكلام فقط صوت شهقاتها المتقطعة يُسمَع بوضوح
أبعدتها مريم قليلا عن صدرها واحتضنت وجهها بيديه تمسح دموعها برقه وأخذت تمعن النظر فيها
قالت بهدوء بعد فتره من الصمت وقد تأكدت بالفعل من سبب بكائها
- نور .. أنت تحبينه .. أليس كذلك ؟
لم تجبها بل انفجرت بنوبة جديدة من البكاء المرير ..ارتمت بأحضانها وهي تقول بصوت متقطع
- أحببته منذ سنوات ... كنت بلهاء وغبية ظننت أن اهتمامه وكلامه الرقيق معي يعني انه يبادلني شعوري لكن اتضح ... إنني ....إنني وأكملت البكاء بنشيج اكبر احتضنها مريم بقوه وقلبها يتقطع ألماً لحالها , تريد مساعدتها لكنها لا تعرف كيفيه ذلك ، ربتت على ظهرها بحنو وهي تقرأ عليها بعض الآيات القرآنية , وبعد فترة قصيرة من الوقت هدأت قليلا وهي تبتعد عنها و تقول بابتسامه مريرة ودموعها تنساب وتحفر وجنتيها المرمريتين بقسوة
- غبية وحمقاء أنا أليس كذلك ؟ بنيت أحلاما ورديه ... صدقت كلام الروايات التي اقرأها
صدقت بأنه يمكن أن يحبني .... لا ..ليس هذا فقط بل ....بل... كنت انتظر اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبتي
أجابت مريم بحنان وهي تمسح شعرها الحريري
- لا حبيبتي أنت لست حمقاء ولا غبية ، أنت فقط حالمة وحساسة كثيرا ما كان يجب أن تأخذي اهتمامه على انه حب ، لقد فهمتي الأمر خطا و اختلط عليك الأمر .. ستنسينه ، صدقيني نور ما أن تتزوجي ستنسينه
هزت نور رأسها بعنف وعادت الدموع لتغرق عينيها من جديد....وهي تقول بألم
- لا استطيع مريم ، حاولت صدقا ... حاولت بشتى الطرق ولم استطع ...أبدا لم استطع ....اش..عر بألم كبير هنا
أشارت لقلبها وهي تعتصره بقوه
غامت عينا مريم الجميلتين وقد ملأتا بالدموع ألما لحالها ، ابتلعت غصتها بصعوبة وقالت بقوة وهي تحتضن وجهها وتنظر لعينيها الحمراوتين بثبات و عزيمة
- ستنسينه ..وستنجحين وتستمر حياتك وتتزوجين وتنجبين أطفالا وسيكون حازم من الماضي و سترين... والآن اخبريني هل ندى على علم بأنك تحبـ.......
قاطعتها برعب وهي تهز رأسها بعنف
- كلا ....كلا لا احد يعرف ، فقط أنت أرجوك مريم لا أريد لأحد أن يعرف عديني بذلك
أجابت مريم تهداها بسرعة وهي تمسك بيدها
- ابد أبدا لن افشي سرك ... أنا هي شقيقتك الكبرى هل فهمتي ذلك ؟
ابتسمت نور برقه وقالت وهي تمسح بقايا دموعها
- لا تتصوري مدى الراحة الكبيرة التي شعرت بها عندما أخبرتك كنت بحاجه إلى احد لأتكلم واطلب النصح منه ... شكرا لك مريم ، شكرا كثيرا لا حرمني الله منك .. حسن محظوظ أن لديه زوجة جميلة ومحبة مثلك
ابتسمت مريم بمودة وقالت بمرح
حسنا دعينا من هذا الكلام وهيا اغسلي وجهك الجميل ولنعود إليهم سيتساءلون عن سبب غيابنا
هزت رأسها بالنفي وقالت بخفوت
- اذهبي أنت أنا لا استطيع النزول الآن
تفهمت مريم موقفها ولم تضغط عليها أكثر قبلتها بحنان وقالت
- لو احتجت أي شي فقط ناديني
أومأت رأسها بامتنان
قالت مريم بمرح وهي تحذرها بإصبعها
- عديني نور
تسللت ابتسامه لشفتيها الكرزيتين وقالت
- أعدك سيدتي
...................
جرت تحضيرات حفل ميلاد ياسمين على قدم وساق ففي اليوم المحدد كانت الحديقة تبدو بديعة التصميم حيث وضعت الانارة بشكل متناسق على الأشجار المحيط , فيما وزعت الطاولات بشكل مرتب على الجانبين بينما انطلقت أصوات الأغاني الصاخبة تصدح في المكان , كانت ياسمين ترتدي ثوبا حريريا ياقوتي اللون ..انساب فوق جسدها يحتضنها برقه ذو فتحه دائرية واسعة بعض الشيء وقصير يصل إلى ما بعد الركبتين مظهرا نعومه ساقيها ..الشيء الذي اغضب حازم كثيرا لكنها لم تهتم ولم تلقي بالا لغضبه ... اصبح حازم اكثر تحكماً واستبداداً لكنها لن تخضع لم يخلق بعد من يستطيع ذلك هذا ما فكرت به وهي ترسم ابتسامة باردة على شفتيها خصتها لندى التي تجلس على إحدى الطاولات بملل واضح ، كانت ترتدي ثوبا احمرا طويلا يصل إلى كعبيها مع حجاب اسود اللون تبتسم بتحدي فقد علمت من حازم أن احمد سيحضر ... أرادت أن تغيظه قليلا لأنه حذرها من ارتداء حجابا اسود ، شعور بالانتصارتسلل لقلبها واثلجه عندما رأته ينظر لها وعينيه تتقد شرارا لكنها لم تهتم وأخذت تدندن مع الإلحان المنسابة
كان يقف وهو عاقدا حاجبيه ينظر لها بغيظ ، كم كانت شهيه و جميله أراد الذهاب إليها وجرها عنوة أمام أنظار الجميع ، وهزها لكي تستفيق و لا تجرب أن تتحداه ثانية ..
سمع صوتاً ناعماً بجواره يلقي عليه السلام ، التفت إليها فشاهد فتاة بدأت ملامحها مألوفة ترتدي فستانا تركوازي ضيقا أثار في نفسه الاشمئزاز وهي تمد أصابعها الرقيقة
-مرحبا احمد كيف حالك ؟
أجاب وهو يصافحها باستغراب
- أهلا وسهلا آنستي
قالت بنعومة وغنج
- ما هذا احمد ! أنت لم تتعرف إلي لا اصدق ذلك , من يراني مره لا يستطيع نسياني أبدا
شعر احمد بالحرج لأنه لم يتذكرها قال باعتذار شديد
- آسف أنا عادة لا أتذكر الأسماء بسهوله
أطلقت ضحكة ناعمة وهي تكمل بخفوت
- أنا عبير صديقة ياسمين .... لقد التقينا في حفله خطبتها ألا تتذكر ؟
قطب احمد جبينه وهو يحاول التذكر ثم هتف بابتسامة بشوشة
- اجل ..اجل عبير تذكرتك آسف جدا ... كيف حالك عبير ؟
قالها بابتسامة واسعة وهو ينظر لندى بتشفي ، إذن هذه هي الجميلة التي كانت تقصدها في المرة الماضية ......
فليتسلى وليشعل فتيل غيرتها قليلا ... كانت ابتسامته كشعله أمل لعبير التي بدأت تتحدث معه بأريحية كبيرة ... فاسترسلت معه بالكلام كأنها تعرفه منذ سنين
أخبرته عن تخصصها و عملها وعن عائلتها وإنها الوحيدة لوالديها ، توفي والدها قبل عدة سنوات وهي تعيش مع والدتها ليس لها الكثير من الأقارب .. كان يستمع بملل وهو نادم على فتحه المجال إمامها ، لم يعلم أنها قد تنخرط بالحديث عن حياتها الشخصية بهذا الشكل ... هو فقط أراد أغاظه ندى ليس أكثر , تململ وحاول الانسحاب بأدب ... لكنه تفاجأ ورفع حاجبيه عندما طلبت منه رقم هاتفه
-من فضلك احمد هلا أعطيتني رقم هاتفك ........
عندما شاهدت ملامحه المندهشة أسرعت بالتبرير
-فقط لنتكلم كأصدقاء لا غير ..أرجوك ... في بعض الأحيان احتاج لشخص أتكلم معه بحرية أرجوك احمد صدقني لن أزعجك
قالت ذلك وهي ترفرف برموشها الكثيفة
تنهد بإحراج وأملاها رقم هاتفه مضطرا لذلك
ابتسمت بانتصار قبل أن تتوجه إلى ياسمين فقد أخذت رقم هاتفه وهذا أول خطوة للإيقاع بك يا احمد
انظم احمد إلى حازم و زياد وهم يمزحون ويتجاذبون أطراف الكلام بينما ندى تراقبه وتتمتم بغيظ
-لماذا لم تأتي نور أوف ؟ اشعر بالملل متى تنتهي هذه الحفلة الكئيبة ؟
لمحت ياسمين تسير باتجاهها بكل عجرفة
جلست بجانبها وهي تبتسم برسمية شديدة قائلة لها
- كيف حالك ندى ؟ لم أرك منذ مدة
أجابت بابتسامه باردة
الحمد لله بخير مشغولة بأمور الجامعة ، تعلمين أنها المرحلة النهائية ويجب التركيز جيدا
أومأت ياسمين برأسها الجميل وقالت بنبره ذات مغزى
- أين نور لما لم تأتي ؟ لقد أبلغت حازم أن يدعوها لو كنت اعرف رقم هاتفها كنت دعوتها بنفسي
أجابت ندى وهي تبتسم ببرود
- إنها مريضه لقد تعبت فجأة ، أصيبت بتلبك معوي
أجابت ياسمين وهي تتصنع الحزن وتضع يدها على صدرها
- أوه ... مسكينة ابلغيها سلامي وتمنياتي لها بالشفاء العاجل
وقفت فجأة كما أتت فجأة وقالت
- سأذهب لأحيي ضيوفي .... استمتعي بوقتك عزيزتي و اعتبري المنزل منزلك
ذهبت وهي تتبختر بمشيتها بميوعله مقززه
تمتمت بغيظ وهي تراقبها تبتعد
- مغرورة ..متعجرفة .. كر..(قاطعها صوت عن متابعة كلامها )
- هل أصبحت تتحدثين مع نفسك ندى !
التفتت ودقات قلبها الخائنة بدأت بالقفز رمقته بنظره باردة , تجاهلت وجوده وهي تشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى
سمعته يقول بخفوت لكي لا يلحظه احد
- الم أنبهك من أن لا تلبسي حجابا اسود ؟ ها ! هل تتحديني ندى ؟ انتبهي لأني زوج غيور جدا وقد بدأت افقد صبري
تورد وجهها بشده وهي تتمتم من بين أسنانها
- ابتعد عني وإلا افتعلت فضيحة واتهمتك بالتحرش
ضحك بخفة وقال
-لن تستطيعي فعلها
أخذت تكيل له الشتائم بسرها وعادت لتقول له
- ما الذي تريده مني ؟ اذهب إلى تلك البلهاء التي كنت تتكلم معها
أجاب بمكر
- هل تشعرين بالغيرة ندى ؟؟ ...
وضعت يدها على صدرها وهي تشهق باستنكار
- أغار... أنا أغار من تلك .. لا يوجد وجه مقارنة بيننا حتى أغار منها
أجاب بإعجاب وعيناه تلتهمانها
-بالتأكيد لا يوجد .. إطلاقا لا يوجد مقارنة... قطب جبينه وكأنه تذكر شيئاً
- لم تردي على سؤالي ؟ الم أحذرك من ارتداء..............
لم تدعه يكمل كلامه ... وقفت فجأة وهي تلوح بيدها لشقيقها الذي لمحته من بعيد وذهبت مسرعة تتعلق بذراعه , وهي ترفع حاجبيها و تنظر له بتحدي
زفر بغيظ و هو يتوعد لهذه الحسناء التي ستفقده صوابه بقصاص لذيذ وقريبا جدا جدا .......
.........
انخرط كل من حسن واحمد بالعمل حيث كانا مشغولين جدا بالآونة الأخيرة خاصة بعد أن توسعوا بعملهم وأصبحوا يتعاملون مع أكثر الشركات شهرة في صناعة الأثاث لتزويدهم بأجود أنواع الأخشاب ..فأصبحوا يقضون الكثير من الوقت في المصانع التي يملكوها وفي بعض الأحيان لا يعودان إلا في المساء ، كانت مريم تستقبل , زوجها وعلى وجهها ابتسامه جذابة ، ترتدي له أجمل الثياب ما إن يراها حتى ينسى كل تعبه .
دخل الغرفة فوجدها تجلس أمام المرآة وقد لبست قميصا للنوم ذو لون ازرق باهت له حمالات رفيعة وقصير يصل إلى ما فوق ركبتيها بقليل
عطرها أسكرت أنفاسه ، كانت تمشط شعرها البني الحريري عندما انتبهت لدخوله وهي تبتسم له ابتسامة عريضة ..وقفت بسرعة واتجهت إليه تتعلق بعنقه ، ضمها بقوه مشدداً على خصرها دافنا وجهه بعنقها يقبلها بشوق وهو يستنشق عطرها الشهي تمتم من بين قبلاته
- اشتقت إليك مريم
فكت عنقه من اسر ذراعيها المرمريتين وهي تنظر له بحب وتهمس برقه
- وأنا اشتقت لك أكثر حبيبي
داعبت جانب فكه وهي تقول
- سأذهب لأحضر لك العشاء بالتأكيد أنت جائع
اتجهت لتلبس إسدال الصلاة عندما أحست بيده تطوق خصرها بقوه ويقبلها وهو يقول بصوت أجش
- لا أريد طعاما حبيبتي لقد أكلت مع احمد شيئا خفيفا في العمل
استدارت تنظر له بعتب لذيذ وهي تضم شفتيها المكتنزة وتقول
- لماذا تأكل في الخارج ؟ أنا انتظرك لنأكل سويا ثم إن الأكل خارج المنزل مضر بالصحة ومليء بالجراثيم عدني انك لن تفعلها ثانية
ضحك بعذوبة وهو يقبل شفتيها ويقول
-لن استطيع أن أعدك بشيء حبي ، ماذا لو تأخرت ؟ هل تريديني أن أموت جوعاً ؟
وضعت يدها على فمه بسرعة وهي تقول
- بعيد الشر عنك حبيبي أنا سأجهز الطعام ، و أنت فقط أرسل احمد ليأخذه ، أرجوك
تنهد بقلة حيله فهي تعامله كأنه طفل صغير أجاب بتذمر
- لماذا تتعبي نفسك حبيبتي ؟ صدقيني الطعام هناك نظيف جدا كما أن كل العمال يأكلون منه
قالت وهي ترفع حاجبها بصرامة رقيقة
- ليس كل العمال حسن ، أنا لدي حسن واحد وهو حبيبي الذي أخشى عليه .... والآن عدني بذلك أرجوك ... أرجوك
نظر لها بحب وقال بينما يداه تضمها أكثر لصدره العضلي الصلب
- أعدك بذلك حبيبتي
غامت عيناه بالشغف لهذه المخلوقة الهشة بين يديه
- سأذهب لاستحم ... إياك أن تنامي
أومأت بخجل شديد وهي تراقبه يدخل الحمام ، تنهدت بسعادة وهي تفكر يا الهي كم تعشقه وتحبه ، لم تتصور أبدا بان وراء هذه الجثة الضخمة والملامح المنحوتة بصرامة كل هذا الشغف والحنان , كل يوم تكتشف شيئا جديد بشخصيته فتحبه أكثر فأكثر , لقد مر شهران على زواجهم وكل يوم يثبت حبه بطريقه مختلفة..
تنفست بعمق وهي تضع رأسها على الوسادة ، أحست بخروجه أدارت وجهها ناحيته تنظر له بحب.. استلقى على الفراش وهو يتنهد براحة .. بينما يده تسحبها لأحضانه اندست تدفن وجهها بخجل في عنقه وهي تعرف تماما كيف ستنتهي ليلتهم كما حال الليالي السابقة
.........................
كانت تجلس تقطع الخضراوات بينما مريم تجلي الصحون عندما دخل احمد عليها
المطبخ وقد اعد العدة لإخبار والدته بأمر ندى ... لن يستطيع الصبر أكثر من ذلك .. يخشى أن تتم خطبتها وهو مازال في مكانه لا يتحرك ..ذهب إلى البراد واخرج زجاجه الماء شرب القليل منها وأعادها مكانها بتوتر, بينما عيناه تراقبان والدته وهي منخرطة بتقطيع الخضراوات .... جلس أمامها على الطاولة وقد كتف يديه يراقبها باهتمام لا يعرف كيف يبدأ الحديث معها .. انتبهت والدته لوجوده, فقالت وهي تكمل تقطيع الخضروات
- ماذا هناك احمد ؟
منحها أجمل ابتسامه لديه وهو يقول بليونة
-لا شيء فقط أحب أن اجلس معكِ قليلا
قالت بصرامة محببة
- لا تكذب احمد أنا أعرفك جيدا .. هناك ما تريد قوله
أجاب ببراءة وهو يرفع حاجبيه
- ألا يستطيع الشخص الجلوس مع أجمل امرأة في الوجود إلا لو أراد منها شيئاً
نظرت له بابتسامة تعرف .. بأنه يريد التحدث بأمر ما لكنه محرج ربما من وجود زوجة أخيه قالت توجه كلامها لمريم وقد توقفت يدها عند التقطيع
-مريم يا ابنتي تعالي وأكملي تقطيع الخضار عني و ريثما أتكلم مع احمد قليلا
أومأت برأسها وهي تجفف يديها
- حالا أمي
وقفت وأمرته بصرامة
- اتبعني يا ولد لأرى ما ورائك
تبعها كأنه ولد صغير معاقب
ذهبا إلى الصالة.. جلست بهدوء وقالت بمكر
-هيا اخبرني ماذا تريد ... ولما يبدو وكأن القطة قد التهمت عشائك !
ابتسم بتوتر وهو يخلل أصابعه بشعره
- حسنا أمي انه بخصوص ..ندى
رفعت حاجبيها وابتسمت بدهاء
- تريد خطبتها أليس كذلك ؟
اتسعت عيناه بدهشة وهو يهتف
- وكيف علمت ذلك وأنا لم اخبر احد بعد؟
قالت بحنان
- أنا أم واعرف جيدا ما يدور بخلدك قبل أن تنطق
ثم أكملت بمكر
-وقد لاحظت نظراتك المتيمة التي تخص بها تلك المسكينة أينما ذهبت
قهقه ضاحكا بفرح وهو يقول
-اجل أمي ...أنا أحبها كثيرا وقد كنت أريد خطبتها بعد خطبة حسن مباشرة لكنني
فضلت الانتظار بعد زواجه ..والآن انا أريدها أمي وبشده ، أخشى أن يتقدم لها احد غيري وتوافق عليه
قالت وهي تبتسم بحنان
-اطمئن ولا تقلق لن توافق على احد , ولن تتزوج غيرك
قال باستغراب
- وكيف تعلمين ذلك أمي ؟ إنها لا تطيقني ، ما أن تراني حتى تتحول لقطه مشاكسة
أجابت بثقة وقد التمعت عيناها بشقاوة
- اعرف وكفى ... لا تطرح المزيد من الأسئلة وهيا الآن اذهب لعملك ...واترك هذا الأمر لي
هب واقفا بنشاط وابتسامه عريضة تزين وجهه الوسيم
- لا حرمني الله منك أمي
ثم تقدم وقبل يديها ورأسها بينما لسان حال والدته يلهج بالدعاء له و لإخوته.
غادر وهو بقمة سعادته وكيف لا وقد أوشك حلمه الذي ارقه ليالٍ طويلة على التحقق
............................................................ .........................
كان جالسا مع احد المحاسبين وهو يراجع بعض الفواتير الخاصة بمعاملهم عندما رن هاتفه معلنا عن رقم عبير الذي احتفظ فيه على مضض ونسي أمره تماما
اتصلت به وهي تذرف الدموع بمهارة وبصوت يقطع نياط القلب قالت له
_ أرجوك احم.....د ا....أمي ....أغمي عليها ولا اعرف كيف أتصرف لم أجد غيرك لاتصل به أرجوك ساعدني
قال احمد بقلق حقيقي
- حسنا عبير اهدئي واسمعيني أعطني عنوان منزلك وسآتي ومعي الطبيب على الفور
هتفت بسرعة
- لا لا اق....صد .....لا تحضر الطبيب معك أنا اتصلت بطبيب العائلة لكنني بمفردي وأخشى استقباله وحدي
قطب جبينه وقال وبدا الشك يتسلل لقلبه
-هل آنت متأكدة عبير
قالت بلهجة منكسرة
- أرجوك احمد إذا لم تكن تريد الحضور لا باس سأبقى وحدي , اسفه على إزعاجك
أجاب بسرعة
- لا اقصد ما فهمته لكن ، تردد قليلا قبل ان يكمل بشهامته المعتادة... حسنا لا تقلقي سآتي على الفور أعطيني العنوان
أملت عليه العنوان وهي تبتسم بانتصار فقد نجحت أخيرا باستدراجه بعد أن وضعت لها ياسمين هذه الخطة المحكمة ... بان تتصل بأحمد وهي وحيده في المنزل ليأتي خالها بعد فتره قصيرة ويجدهما معا فتهب عاصفة من الشجار وتمثل هي دور البريئة , خصوصا وان خالها رجل عصبي المزاج جدا وملتزم بالعادات القديمة سيجبره على الزواج لاسترداد شرفه المهدور .
أطلقت ضحكة رنانة وهي تطالع انعكاس وجهها بالمرآة... لقد تخلصت من والدتها باعجوبه عندما أخبرتها بأنها ستقضي باقي النهار خارج المنزل من اجل العمل وهي تخشى عليها من نوبة السكر التي باتت تصيبها بالإغماء مؤخرا .... وهكذا وقعت في الفخ بإرادتك يا ... احمد المغرور
............................................................ .......................
وصل إلى المنزل بسهوله كان في منطقه هادئة وتعتبر راقيه نوعا ما .... وقف عند باب الشقة وقلبه غير مطمئن ..رن الجرس عده مرات ولم يجيبه أحدا ! طرق الباب وتفاجأ به كان مفتوحا .. دخل ببطء وعيناه تتجول باستغراب وهو ينادي عليها بريبة لكنه تسمر في مكانه لعدة دقائق وقد اتسعت حدقتا عينيه يريد ان يستوعب ما يرى هل هو في كابوس .. استعاد بعض من وعيه وهو لا يزال غير مصدق ليسرع ويجثو أمامها كانت ، مضرجة بدمائها مرمية وسط الصالة وقد طعنت عدة طعنات بأجزاء متفرقة من جسدها بطريقه وحشيه وهي تلفظ أنفاسها بصعوبة
ما جرى بعد ذلك كان كحلم بشع في غضون ثوان معدودة تعالت أصوات صافرات الشرطة مع صوت سيارة الإسعاف مع هتافات الجيران ...وما زاد الطين بله ..هو هذا الرجل الذي يبدو انه يقرب لها ....كان يهزه من ياقة سترته وهو يصرخ بهسترية ويتهمه بقتلها ..
- قتلتها أيها الحقير المجرم .. لن تنجو من قبضتي سأجعلك تتعفن في السجون اقسم على ذلك
حاول الكلام لكنه لم يستطع كأن لسانه ربط من هول المصيبة ينقل بصره بينهم بذهول وعدم تصديق ... تم نقلها إلى المشفى فورا بينما ألقت الشرطة القبض عليه وهي تقيد يديه بتلك القيود الحديدية الباردة
-اخبرني بما حدث بالضبط أرجو ألا تغفل عن ذكر أدق التفاصيل
قالها المحقق وهو يشعل سيجارته بكل برود
أجاب بثبات
- سيدي لقد أعدت سرد ما حدث أكثر من مرة
ضرب المحقق سطح المكتب بقوة وهو يقول بعنف
- هل سيأتي أمثالك ويعلموني كيف أدير عملي ؟! اجب دون نقاش وكما ذكرت بأدق التفاصيل
أعاد سرد كل ما جرى من أول اتصالها وهي تبكي وتستنجد به إلى أن شاهدها وهي ملقاة في صالة منزلها مضرجة بدمائها
-هل هذا كل ما عندك لتقوله
أجاب بثقة
- اجل سيدي هذا كل ما عندي ولا يوجد شي لأضيفه
ضغط على جرس الاستدعاء وأمر بحبسه وهو يقول بعمليه وصوت بارد
- يحبس أربعه أيام على ذمة التحقيق إلى أن يصدر تقرير الطب الشرعي لرفع البصمات عن السكين.......
نهاية الفصل الخامس..
لا تحرمنوني من تعليقاتكم القيمة
|