لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-16, 09:30 PM   المشاركة رقم: 256
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2015
العضوية: 292078
المشاركات: 46
الجنس أنثى
معدل التقييم: غزلان سلمى عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 53

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غزلان سلمى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

بنات وين البارت الدموع ابتدو 😢😢

 
 

 

عرض البوم صور غزلان سلمى   رد مع اقتباس
قديم 10-08-16, 09:43 PM   المشاركة رقم: 257
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308892
المشاركات: 163
الجنس أنثى
معدل التقييم: مهره الفهد عضو على طريق الابداعمهره الفهد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 157

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مهره الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

ان شاء الله خير 😢😢
تأخرت فيتو جداً

 
 

 

عرض البوم صور مهره الفهد   رد مع اقتباس
قديم 10-08-16, 09:50 PM   المشاركة رقم: 258
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2015
العضوية: 286806
المشاركات: 303
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداعمنى سعد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 315

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى سعد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

2ان شاء الله خير

 
 

 

عرض البوم صور منى سعد   رد مع اقتباس
قديم 10-08-16, 10:01 PM   المشاركة رقم: 259
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 


جنون المطر (( الجزء الأول ))

الفصل الثاني عشر


المدخل ~

بقلم/ الغالية دندنة روح

جبراااااااان
مع زخات المطر الهاطل من السماء
مع نغمات وتر الكمان العازف في الانحاء
مع كل ما يختلج القلب من زفرات واهات اقول احبك
فالمحبه ليست للبيع او الشراء
انما هي والله للاقتناء
وحبك في قلبي لم يكن يوما محض افتراء
فلم لا نعيش عيشه السعداء
ام كتب علينا ان نكون تعساء
فللمحبين جميعا داء. ووانا ليس لدائي دواء
سعيدا كنت تعيسا عشت ارض بما قسمته السماء
فليس للحب طعم اذا لم تذق فيه الجفاء والافتراء
فاصبر ايها القلب على كل هذا الهراء
ولاتقل لي شفيع فللناس شفعاء
فاصبر ولا تتهور وتركض وتولول بكل غباء
فغسق لمطر ومطر هو هبه غسق من السماء
*****



توجهت للنافذة وأغلقتها متجاهلة التي تنظر لها باستغراب مستلقية على

ذاك السرير وقد ارتمت بقوة على الوسادة تتنفس بتعب مغمضة عينيها

فقد شعرت بدوار خفيف من محاولتها فقط الجلوس , أحكمت إغلاق

النافذة ثم التفتت جهتها وتوجهت نحوها بنظرات مسلطة عليها ووقفت

فوقها تنظر لملامحها الساحرة الفاتنة وعيناها الواسعة المغمضة وخديها

المحمران وهي ترطب شفتيها الزهرية الصغيرة بلسانها , وانتقل نظرها

للشعر الأسود الذي ارتمى جانبا نازلا من السرير ثم للفستان الأبيض الذي

احتضن جسدها الغض الصغير , وصدرها الذي يتحرك للأعلى وأسفل

متنفسة بصعوبة وقد انكشف جزء منه بسبب الزرين المفتوحين , لوت

شفتيها بعدم رضا فلم تفرح بغيبة شقيقها عن المنزل راميا بنفسه تحت

نيران الحرب كهذه المرة فقد كرهت أكثر من الخطر الذي هو فيه أن

يكون هنا ويشاهد هذا المشهد لأي سبب كان يجعله يدخل لها ويرى ما

تراه عينيها الآن من كمال منقطع النظير , كتفت يديها لصدرها

وقالت ناظرة لها ببرود " مؤكد أخبرتك الخادمة أن الطبيب يمنع

حركتك ومغادرتك للسرير , إلا إن كنتِ مستغنية عن ساقك

ليبتروها لك "

فتحت عينيها ونظرت لها بجفنين ناعسان مرهقان تدقق على

ملامحها الجميلة رغم كبر سنها قليلا وقالت بهمس خرج

كالأنين الرقيق العذب " أين أنا ؟ ومن أنتي ؟ "

لوت جوزاء شفتيها مجددا ( يا هذه التي حتى صوتها حكاية

لوحده ) رفعت ذقنها وقالت بتعالي " يبدوا لا تذكرين من أنا

لكني أذكرك جيدا يا ابنة شراع صنوان "

تنقلت غسق بنظراتها المستغربة في ملامحها قبل أن تهمس

مجددا " من أنتي ؟ "

قالت متجاهلة لسؤالها " ما أدخل ابنة زعيم صنوان التي تعيش في

أقصى غرب جزئهم الغربي لحدود جنوبها ولأراضي الحالك !

أليس سؤالا غريبا جوابه لن يكون بالتأكيد أنك متزوجة من

أحد جنود الحدود يا ابنة شراع ؟ "

شعرت بإرهاقها يزداد وبأن استيعابها بدأ يغيب مجددا وتلك

الهوة السوداء تعاود سحبها لعمقها من جديد فقالت بشفاه مرتجفة

" عليا العودة لتوز بسرعة أرجوك "

ابتسمت الواقفة فوقها بسخرية وقالت " وذاك منى الجميع يا ابنة

شراع لكن للأسف يداي مكبلتان عنه لكنت أخرجتك من يوم

أتيتِ هنا "

عادت لسحب جفنيها محركة حدقتيها في حركة نصف دائرية

لتبقي عينيها ووعيها في الواقع وقالت بهمس مبحوح

" من أنتي ومن أحضرني هنا ؟ "

فكت جوزاء يديه من على صدرها وأنزلتهما جانبا تضغط قبضتها

بقوة وقالت بذات سخريتها " أنا جوزاء ابنة شاهين الحالك "

واتسعت ابتسامتها الساخرة وهي تراقب الصدمة بدأت تعلو ملامح

ذاك الوجه الجميل المتعب فاغرة فاها وتابعت تلك بنشوة انتصار

" أما من أحضرك هنا فهوا شقيقي مطر شاهين الحالك

يا ابنة شراع "

لتخرج شهقتها المتعبة الرقيقة وقد أغمضت عينيها وغاص رأسها

في الوسادة أكثر وخارت قواها وتغلبت عليها تلك الهوة المظلمة

بل واستسلمت لها طوعا فقط كي تهرب من تلك الحقيقة المفجعة

*

*



ضرب قشرة الرمان ثم وضع لها الحبات الحمراء اللامعة في كفها

فأكلتها من فورها وقالت وهي تمضغها " جيد أنهم لم يقطعوا

الرمان عنا مع التقشف الحالي بسبب الحرب "

نفض القشرة وقال ببرود وهوا يجمع الحبات التي تناثرت على

السرير " التقشف عليا أنا وأنتي فقط هم لا يقطعون على

أنفسهم شيئا "

تنهدت بأسى وقالت " لا تحقد على أحد بني , الحقد

أمر سيء ويقتل القلب "

قال بحقد متجاهلا كل ما قالت " أنتي سجينة غرفتك ولا تخرجين "

نظرت له مستغربة وقالت " تيم هل يضايقونك الناس هنا بني ؟ "

أشاح بوجهه جانبا وقال " لم أعني هذا "

تنهدت بعجز ولم تعلق فنظر لها وقال باستياء " لما نبذك الناس

وأهلك ؟ لماذا تزوج والدي منك وتركنا بعده لهم , زوجة ابن

الهازان وابنه !! كان يفترض به أن يبقى وحيدا حتى مات

وهوا يعلم أنهم لن يتركوه حيا "

أمسكت يده الممسكة قشرة الرمان وقد اصفر لون أصابعها من مياهه

وقالت ناظرة لعينية وبحزم " تيم لا تقل هذا مجددا أو غضبت منك

والدك كان يحبك وينظر لمستقبلك لتحمل اسمه , الهازان قتلوا أشقائه

وأبنائهم وأنت حي لأنك هنا ولأنه يعلم بأنك ستكون بعده في حمى ابن

شاهين مهما نبذك الناس هنا بني , وأنا وافقت عليه بمحض إرادتي

فمن الظلم أن تنبذه قبيلته ويخرج منها فارا ومهددا ومطعون في والده

وأشقائه وننبذه نحن هنا أيضا ونرفض أن نضمه لنا , أنا لم أندم يوما

على زواجي منه وإنجابك من صلبه بني ولن أندم مهما حدث

فالعيب ليس بنا ولا بوالدك هو بالناس فقط "

حرك يده وهي في قبضة يدها وقال بألم " لكني هناك ابن الخائن

ودمي مهدور وهنا ابن الخائن وأعامل كالحيوانات , لقد ظلمني

ولم يفكر بمستقبلي في هذه البلاد ولا بوضعك "

شدت على يده بكلى يديها وقالت بجدية " تيم يوم تكبر وتتعرض

للظلم أنت لست بحاجتهم جميعا , غادر البلاد عمك قيس وعمي

الحارث وعمتك رقية جميعهم يمكنك الوصول لهم "

أبعد نظره عنها وقال ببرود " وهل تعتقدي أنهم سيرحبون بي أيضا ؟

ثم أنا لا أريد تركك ولا الابتعاد عنك ولا تتحدثي عن الموت يا أمي "

سمعوا حينها باب المنزل المشترك مع غرفتهم في السور فتح وأغلق

بقوة فسحب يده من يديها وقال ببرود وهوا يجمع القشور في كيس

" ها هي ضيفتك اليومية جاءت "

ابتسمت تنظر لملامحه الجامدة وقالت تقصد تذكيره

" ومن غيرها يسأل عنا ولا يراك ابن الهازان ؟ "

نظر لها من فوره وقال بحدة " طفلة وستكبر وتصبح مثلهم "

تنهدت بحزن ومررت يدها على طرف وجهه وأطراف أصابعها

تلامس شعره الكثيف وقالت " لا تنسى ما وعدتني به بني والوعد

في عائلة شهاب كنعان دين في العنق "

تنهد بضيق وهز رأسه قائلا " لم أنسى , عليا أن أهرب وأخرجها

لكني لا أرى أن ذلك سيحدث من أساسه "

أطل عليهما حينها رأسها من الباب المفتوح تمسك يدها الصغيرة

بطرف إطاره وشعرها البني مفتوحا وغرتها قد تدرجت جانبا

بسبب إمالة رأسها وقالت مبتسمة " ظننتكما نائمان "

ثم دخلت وتوجهت للطرف الآخر من السرير وصعدت وجلست

عليه وقالت بنبرة طفولية وابتسامة بريئة " كيف حالك عمتي ؟ "

مسحت تلك على طرف جبينها وقالت مستغربة " أنا بخير

أنتي ما به وجهك ! من خدشك هكذا ؟ "

مررت يدها الصغيرة على جبينها وقالت بعبوس " سقطت يوم

أمس ونحن ذاهبان للمدرسة وقدمي آلمتني البارحة كثيرا "

قال المقابل لها على الطرف الآخر من السرير وببروده المعتاد

" لتنتبهي مرة أخرى أين تضعين قدمك وتري الطريق

التي تمشين عليها "

نظرت له بضيق وأمسكت خصرها بيديها قائلة " عمتي أخبري

ابنك لا يتحدث عندما أتحدث أنا وأنتي "

ضحكت والدته بتعب وقال هو ساخرا " نعم انتهت الدراسة

ولم تعودي تحتاجين لحمايتك من بلال "

نظرت لابنة عم والدها المبتسمة نظرة عابسة حزينة وشفتيها

ممدودة فنظرت تلك لابنها وقالت ناهرة " تيم ماريه معها حق

أنا سألتها هي ما دخلك أنت بيننا ؟ "

قفز من السرير وقال مغادرا جهة الباب " إذا لا تلحقي

بي وتابعا حديثكما "

نزلت حينها من السرير بصعوبة منادية " انتظر أريد أن

ألعب بالسلحفاة معك , تيييييم "

وخرجت راكضة على نظرات الجالسة فوق سريرها المعتاد مبتسمة

بحنان قبل أن تتحول تلك الابتسامة لحزن وتنهيدة حارقة وهي تسمع

صوتها وضحكتها في الخارج ( كم أخشى على هذه الطفلة اليتيمة أكثر

مما أخشى على ابني فهم موقنون أن مالها تحت وصاية ابن شاهين

لا أحد يقربه كما حال من هم في مثل وضعها حتى تتزوج وجل ما

أخشاه أن تكبر ويزوجوها ابنهم وهذا ما لن يفوتهم أبدا فهم لن

يضيعوا من أيديهم كل ذاك المال الذي ورثته , ووقتها حتى

تيم لن يستطيع إخراجها )


*

*

ضرب سماعة الهاتف بقوة وغضب مغلفا له ولم يترك شتيمة لم

يهمس بها على صوت القادمة من خلفه " ما ذنب الهاتف تحطمه "

مرر أصابعه في شعره يشده للخلف بقوة وقال بقهر " عمتي

ليس وقت تعليقاتك أرجوك "

لفتت حول الأريكة وجلست مقابلة له وقالت بترقب

" وماذا حدث معك ؟ "

تأفف وحرك رأسه بقوة وقال " ماذا برأيك ؟ "

تنهدت بأسى وقالت " مؤكد ذات المرأة وذات الكلام "

تأفف بعصبية وقال " هذه المرة واحدة أخرى أسلط لسانا , على

الأقل تلك تجيب بأدب أما هذه فأجزم أنها من عائلة ابن شاهين "

نظرت له باستغراب وقالت " وما الفائدة من كل هذا إذا ؟ "

ضغط قبضته على هاتفه الخاص الذي يعمل بواسطة الأقمار

الاصطناعية وقال بغيظ " كنت أريد أن يجيب عمه صقر فهوا حد

علمي لا يغادر البلاد وهوا من يمسك أمور قبائلهم في غياب ابن

شقيقه لكن أولئك النسوة يستلمن الهاتف بالتناوب "

تنقلت بنظرها في ملامحه بحزن وأسى وقالت " إذا لا حل سوا

انتظار ابن شاهين كما قال والدكم "

ضرب بكفه على صدره وقال بأسى " شقيقتي يا عمتي , إنها

شقيقتي الوحيدة التي تربيت معها منذ ولدت , انظري للمنزل بعدها

كيف تحول لكهف كئيب , أفتقدها عمتي أفتقد حتى لركضها على

السلالم صارخة باسمي مستقبلة لي كلما عدت من مهمة , كيف

يتصرف والدي ببرود حيال أمرها هكذا ؟ "

قالت بعجز وحزن على حاله وكلامه " لن تحبها أكثر منه يا كاسر

لكن والدك يعلم مغبات الأمور أكثر منك فتخيل أنت أن يكون لك

ابنة عم تعيش معهم هناك ولا تعلم عنكم ولا تعلمون عنها ؟ أقسم لو

علم لدفّعنا ثمن ذلك غاليا فأعراف القبائل في الحضانة بقيت كما هي

مهما تعاقبت الأجيال وهذه ابنة عم زعيم في البلاد وليس أي

رجل سيخاف ويصمت "

قال من فوره " لكنه لا يعلم لذلك من حقنا أن نطالب بها وأن

يرجعها لنا بلا مشاكل وفضائح "

قالت بهدوء لتهدئ من غضبه ولا يتهور بشيء " لكن الفضيحة ستلحقها

هي يا كاسر إن كشف ابن شاهدين عن وجودها عنده , فما سيأخذها له

وهوا لم يدخل ويخرجها ونحن أبعد ما يكون عن حدودنا معهم , ففكروا

في مصلحتها فإن علمت القبائل ستأكل وجوهكم وإن عمّ الخبر أجزاء البلاد

الثلاث أصبحتم خبر العالم والمحطات ولعنونوه بـ ( ابنة شراع تفر لخصمهم

في أراضيه ولمنزله ) شراع يفكر في كل هذا وأكثر لذلك تجده مكرها على

الصمت والتروي وليس لأنه راض عن ذلك , وترى بنفسك وجهه المكفهر

وصحته المتردية وكأنه طعن في أقربكم له , فلن يفهم أحد حبه الأبوي لغسق

وما كان يرفض تزويجها إلا خوفا عليها من ابن عمها كي لا يأخذها من

حضن زوجها وأبنائها ويحرق قلبها عليهم , وهوا واثق من أن ابن

شاهين ليس من الرجال الذين يساومون بسمعة امرأة لذلك

يريد أن يتروى ويتحدث معه أولا "

قال بصوت يكتم فيه قهره وغضبه " لكنه رجل حرب عمتي لن تعرفيه

مثلنا نحن الرجال ولن يحتفظ بها عنده فقط ليتفرج على حسنها , مؤكد

سيستغل وجودها عنده لأفكاره ومخططاته الحربية ويعلم جيدا أنها ورقة

ضغط كبيرة على والدي وعلينا , ولن نستطيع حتى أن نقول له أنها

ليست ابنتنا كي لا يبحث خلفها ويكتشف الحقيقة "

قالت بذات هدوئها " لكن العجوز عزيرة دخلت صنوان ولا أحد

غيرها وكاتب قرية توز يعلم عن أمر زواج والدتها من دجى حالك

وأمر ولادتها بابنته فلنترك والدك يتصرف في الأمر , وجد طريقة

لتجدوا شقيقك جبران الذي اختفى ولا نعلم أين وما قد يفعل بنفسه

أو بغيره وقد يضرها بجنونه "

وقف وقال " وكيف نوقفه وهو مختفي من أيام ؟ واطمئني فهو

لن يقدم على عمل يضرها به وقد تحدث مطولا مع والدي قبل أن

يغادر المنزل , فاتركوه يبرد حر جوفه بعيدا فجميعنا نعلم ما

يعني له أمرها وأن زواجهما كان وشيكا , وفوق صدماته علم

أن لها عم وابن عم لن يزوجوها له ولو حفي على أربع "

ثم خرج من فوره تاركا إياها خلفه تعد الحسرة والندم على فعلتها حين

أخبرتها عن تلك العجوز فهي ترى أن الجميع يتهمها وإن لم يصرحوا

بذلك ولازالت تشعر بالخجل منهم ومن نفسها كلما اتصل أحد أبناء

شقيقها وسأل إن كان ثمة جديد عنها وهي مضطرة لأن تجيب عليهم

كل يوم حتى باتت تفضل النوم وقت عودة الكهرباء كي لا تجيب على

الهاتف , تنهدت بأسى ووقفت وتمتمت مواسية نفسها كمن يحاول

إطفاء النار بالزيت " لعله كان خيرا له أن يفقدها الآن

وليس بعد أن يكون بينهما أبناء "


*

*

ضل نظرها على الهاتف الذي أغلقته من وقت قصير وعلى شفتيها

ابتسامة انتصار ملئها سخرية وشماتة ( ذوقوا يا صنوان لتعلموا معنى

الفقد , لتجربوا ما عانيته أنا لسبع سنوات متتالية وأنا أبكي ولداي اللذان

حرمتموني منهما , جربوا معنى فقد الأحبة , قسما لو الأمر بيدي لأخذت

من كل عائلة فردا لتعانوا جميعكم وتقاسوا ما قاسيت بسببكم , لا صواب

في إمساك مطر لابنتكم إلا هذه وهي أن تتجرعوا الحرمان )

رفعت نظرها من الهاتف للذي دخل من باب المنزل الواسع المفتوح

يدس مفاتيحه في جيب سترته السوداء واقترب منها وجلس على الكرسي

متنهدا بتعب وقال " أحرصي على الخادمات يا زهراء , لا أريد أن

يتأخر غداء الرجال كيوم أمس فورائنا مشوار بعده لن ينتهي إلا ليلا "

هزت رأسها بحسنا وقالت " أخبرني كيف تسير الأمور معك "

تنهد بتعب وقال ببعض الضيق " تتعقد أحيانا حتى أعجز عن مجاراتها

وحلها , شقيقك ذاك ما أن يدخل جبهات القتال ينسى نفسه وما ترك

بعده ولولا الوقفة الجادة من أغلب أعيان القبائل ومساعدتهم لي

لشددت شعري ولفررت من البلاد وتركتها لكم "

خرجت ضحكتها رغما عنها وقالت " مطر يعتمد عليك عمي لذلك

ما أن يذهب للجبهات حتى ينسى كل ما ترك خلفه وهوا واثق بك "

مرر أصابعه في شعره وقال بضجر " مشاكل الغِداء لازالت تتعقد

وتوزيع المساعدات التي تقدم رغم حرصنا لازال يعاني الفوضى

والمستشفيات المتنقلة تعاني نقصا في كل شيء ويغطى ببطء شديد

هذا غير مشاكل الخلافات المستمرة وبعض السرقات وها نحن

نتبع خطة مطر الجديدة والجميع متفائل بنجاحها "

قالت مبتسمة بفخر " مطر لا يقف شيء في وجهه إلا ووجد له

حلا فكن واثقا به دائما لتزرع الثقة فيمن حولك "

قطع حديثهم ذاك الخادمة التي وقفت أمامهم وقالت مطرقة برأسها

باحترام للجالس مع ابنة شقيقه " سيدتي الفتاة تصر على ترك

السرير وتقول أنها تريد المغادرة ونخشى أن تضر ساقها

كما أنها لازالت ترفض الطعام "

قالت جوزاء ببرود " دوائها عندي , قادمة لها وسأنسيها

فكرة ترك غرفتها "

نظرت لها الخادمة باستغراب ووقف عمها وقال " جوزاء لا تنسي

تحذيرات شقيقك , إن تضررت الفتاة أو خرجت من هنا

لن يرحم أحدا "

وقفت أيضا وقالت " كن مطمئنا عمي "

قال مغادرا جهة الباب الذي دخل منه قبل قليل " الطبيب قادم

بعد قليل فكوني معهما "

وخرج دون أن يسمع ردها فالتفتت للخادمة التي ما تزال واقفة

مكانها وقالت " سأذهب لها وما أن يأتي الطبيب أخبريني

لأدخله حسنا "

هزت رأسها من فورها قائلة " حاضر سيدتي "


*

*


نظرت للنافذة المفتوحة والستائر البيضاء الشفافة التي تطير مع النسيم

والأشجار التي تظهر من خلفها ورائحتها العبقة التي تصلها لسريرها

في تلك الغرفة الواسعة , أخفضت رأسها ونظرت لكف يدها وللخدوش

التي بدأت تتماثل للشفاء وعبست ملامحها وهي تراقب تداخل خطوط

كفها مع تلك الخدوش الحمراء وغابت في طياتها ( ترى ما حدث مع

جليلة ؟ ومع جبران الذي كان سيرجع لي بعد يومين أو ثلاثة ليعيدني

للمنزل ؟ والدي شراع كاسر وعمتي ورماح وحتى رعد الهادئ دائما

لابد وأنهم غاضبون مني ولا يعلمون أين أكون , ترى هل أخبرتهم

جليلة ؟ وإن لم تفعل فماذا سيفكرون بي ؟ أني فررت منهم للحالك

وبدون سبب ؟ هل سيفكر جبران أني هربت من الزواج به ؟

هل سيسامحني والدي الحبيب ؟؟ )

ضغطت قبضتها بقوة ألمتها ونزلت دمعتها لتصطدم بأناملها البيضاء

ولازالت في دوامة أفكارها التي لم تنتهي منذ أفاقت ووجدت نفسها

هنا فآخر ما كانت تتخيله أن تفشل يومها , أن يظهروا لها أولئك الجنود

من العدم من سكون تلك الليلة وصمتها وكأن ثمة من أرسلهم لها !!

ارتجفت يدها بقوة وهي تتذكر أن ذاك الرجل كان هناك وجلبها بنفسه

ما الذي جلبه ولما طار من شرق البلاد لجنوبها ! تذكرت حديث جليلة

عن أن تعاسة حظهما قد تجلبه هناك وأدركت أن الحظ يلعب دورا كما

القدر قبله , اتكأت برأسها للخلف ونظرت للسقف وأغمضت عينيها

ببطء , آخر ما كانت تتخيله أن تدخل منزل عائلة زعيم الحالك ! أن

تراهم بعينيها بل وأن تقيم فيه ( أي أقدار هذه التي جلبتني هنا ؟

يا رب ما يخبئ لي قدري أيضا ؟ )

كانت تتجنب التفكير في الندم ورغم كل ما حدث معها ووصلت له

كانت ترفض أن تسيطر فكرة الندم على عقلها فرغم فشلها في الوصول

لتلك العجوز ووقوعها في قبضة ابن شاهين ورجاله إلا أنها لازالت ترى

أن معرفة نسبها ووالدها أمر أكبر بكثير من أن تندم على عقباته ونتائجه

تحركت شفتيها ببطء وهمست برجفة " سامحني يا أبي ويا جبران

سامحوني جميعكم أعلم بحجم استيائكم مني الآن "

انفتح باب الغرفة فأنزلت رأسها من فورها ناظرة للداخلة منه , التي لم

تراها بعد تلك المرة الأولى والوحيدة , وقد شعرت بالرهبة من مجرد

رؤيتها مجددا وهي باتت تعلم من تكون , كانت امرأة كغيرها من النساء

رغم تفردها بحسنها عمن تعرف من نساء صنوان لكن الهيبة والرهبة

لم تكن من شخصها بل من فكرة أنها شقيقة ذاك الرجل الذي ذكر اسمه

فقط لطالما أشعرها بأشياء تجهلها وتخافها تشبه الكابوس المرعب فكيف

برؤية شقيقته وفي منزله ! ولازالت تتمنى من الله أن لا تراه هو بنفسه

أن لا ينحدر حظها درجة أن تجده أمامها لأي سبب كان فلازال ذاك

الرجل يسكنها الرعب من تخيله فقط فكيف أن تجد نفسها في مواجهته

وأسعدها استنتاج أنه غير موجود هنا فهي لم تسمع سوا صوت رجل

واحد ولمرات معدودة جدا ولم يكن صوته قطعا فهي تذكر نبرته

المبحوحة تلك جيدا وستميزها بسهولة

اقتربت منها بخطوات بطيئة تنظر لها تلك النظرة المتعالية نفسها

وقالت بجمود " الخادمات يشتكين من عبثك بصحتك , هل

هناك من تجلب لنفسها أن تكون بساق واحدة ؟ "

تنقلت نظرات غسق لوقت في ملامح التي وقفت على بعد خطوات

من سريها ثم قالت " أريد المغادرة والعودة لعائلتي , لابد

وأن والدي وأشقائي قلقين بشأني "

ظهر شبح ابتسامة على شفتيها لم ترى غسق أبدا أنها ابتسامة

ودودة ولم تفهمها وقالت " لما لا تخبريني ما الذي أُدخل ابنة

الزعيم شراع للحالك ؟ "

بلعت ريقها وحاولت جهدها أن تكون ثابتة ولا يظهر توترها

وقالت " أنتي تعلمين جيدا أنه لا زوج لي منكم جئت من

أجله وسبق وصرحتِ بذلك "

تحولت ابتسامتها لسخرية وقالت " وما يكون السبب

إذا ؟ فضول وحب استطلاع مثلا ؟ "

لم تجبها ولم تزح نظرها عن عينيها ولم تتحدث جوزاء وكأنها

تنتظر جوابها فتحركت شفتيها قائلة " أريد أن أغادر لا يحق

لكم منعي "

تنهدت تلك بضجر وقالت " ولما مستعجلة هكذا ستشفى ساقك

وتغادرين , لن نسجنك هنا لا تخافي "

ظهرت أول ابتسامة على شفتي غسق منذ دخلت هذا المنزل

وقالت بسعادة " حقا سأغادر ما أن أشفى "

هزت تلك رأسها بنعم وقالت ببرود " فحافظي على هدوئك

وطعامك كي تشفي بسرعة أو سيطول بقائك هنا "

صمتت ولم تضف شيئا وقد شعرت بالسعادة لفكرة مغادرة هذا

الجزء من البلاد وهذا المنزل تحديدا , دارت جوزاء بعينيها بعيدا

قبل أن تنظر جانبا وتقول " غسق ! أسم غريب عنا في كل هذه

البلاد من سماك به ؟ "

قالت ناظرة لها باستغراب " والدي قال أن والدتي من اختارته

لي ومن قبل أن أولد "

نظرت لها وقالت " وهل ماتت والدتك وهي تلدك ؟ "

كرهت الجواب عن كل هذه الأسئلة التي تخصها ولكنها تربت على

احترام الناس والحديث اللبق , وإن كرهت الجواب على شيء عليها

أن تصمت فقط فقالت " توفيت وعمري عام واحد فقط "

هزت رأسها بحسنا ولازالت تلك النظرة الباردة المتعجرفة ترميها بها

طوال الوقت ثم قالت " شكلك غريب عن قبائل صنوان الأصل ! سمعت

أن والدتك كانت أجمل نساء قبيلة غزير وتزوجها والدك على زوجته

غريب أن تأخذي حسن والدتك كله ؟ "

لاذت غسق بالصمت ولم تخبرها أن والدها شراع هو زوج والدتها

فقط لأنها ستكتشف حينها أنها دخلت هنا لتعلم من والدها فقد لاحظت

جيدا على هذه المرأة شدة ذكائها وتحليلها للأمور , خاصة وأن غسق

كانت تظن أن والدها سيكون من أحد قبائل قرية حجور حيث العجوز

التي ولّدت والدتها , وأن يعلموا أنها ابنة أحد رجال الحالك فذلك الأمر

سيضر والدها شراع وأخوتها وقبيلتها خاصة وهم يترقبون مهادنة قريبة

مع ابن شاهين , وكل هذا كان في حسبان غسق لذلك قالت " معلوماتك

صحيحة ورغم أني لا أذكر شكلها إلا أنه كل من رآني قال أني

نسخة عنها "

وعضت لسانها داخل فمها على كذبتها تلك فكل من عرف والدتها قال

أنها كانت حسناء وجميلة لكنها لم تأخذ منها أكثر من شعرها وأنفها

وفمها الصغير فحتى بياض بشرتها علمت منهم أنها فاقت والدتها فيه

شبكت جوزاء يديها عند وسطها وقالت ناظرة لها " أستغرب أن والدك

لم يزوجك حتى الآن وأنتي امرأة بالغة وجميلة وابنة الزعيم ! "

تنهدت بضيق واضح من كثرة استجوابها لها وقالت وقد رمت جانبا

لباقتها التي تمسكت بها طوال الوقت " أنا لست كبيرة , لم أبلغ

العشرين عاما بعد وليس شرطا إن كنت ابنة الزعيم

أن أتزوج مبكرا "

حركت جوزاء رأسها بحسنا بابتسامة متهكمة وقالت بسخرية لاذعة

" أجل نسيت أن النساء لا يحببن التحدث عن أعمارهن وعن أنهن

كبرن لكني كنت أعني السن المناسب للزواج وليس أنك كبيرة "

ثم التفتت للباب سريعا حين انفتح بعد طرقتين خفيفتين فتنهدت غسق

براحة فهي كانت تنتظر هذا الزائر على غير العادة وهذا وقته

المعتاد , ذاك الرجل الكبير في السن بمعطفه الأبيض وحقيبته

الطبية وابتسامته الوقورة , قالت الخادمة من فورها

" سيدتي الطبيب وصل "

تحركت حينها جوزاء قائلة " خارجة له شكرا لك "

وتوجهت من فورها جهة الباب وخرجت تضع غطاء متوسط السمك

على شعرها ثم رمت طرفيه خلف كتفيها ووصلت لوسط المنزل حيث

الواقف بمعطفه الطبي يمسك حقيبة في يده موليا ظهره له وقد استغربت

هيئته المختلفة عن السابق وهوا منشغل تماما ونظره يتنقل في أجزاء

المنزل الواسع الفخم الذي لطالما سمع عنه وعن توارث العائلة له منذ

أزل , وصلت عنده وتنحنحت فالتفت لها من فوره فقالت باستغراب

من قبل أن يتحدث " أين الطبيب سمعان الذي يأتي يوميا ! "

أومأ الشاب الواقف أمامها برأسه باحترام وقال " عذرا سيدتي

الطبيب خرج من حوران في مهمة مستعجلة وطلب أن يأتي

غيره عنه اليوم وأنا متدرب لديه تخرجت للتو "

نظرت له من وجهه لأخمص قدميه نظرة متفحصة , شاب في

أواسط العشرين تقريبا يحمل سمات قبائل الحالك بوضوح , ثم

عادت بنظرها لوجهه وقالت " تخرجت من أين ولا جامعات هنا ؟ "

قال مبتسما باحترام " كنت أدرس في بلاد مجاورة وحين اشتدت

الأمور هنا وكنت قد تخرجت للتو جئت لأساعد في وطني "

هزت رأسها بحسنا وقالت وقد ولته ظهرها " اتبعني مؤكد

تعلم عن حالة مريضتكم "

قال وهوا يتبعها " شرح لنا الطبيب أنه جرح وصل لبعض

الأوردة وقطعها ويحتاج لعناية يومية "

لم تعلق وتابعت سيرها حتى وصلا للغرفة وفتحت بابها ودخلت

وهوا خلفها لتظهر لهما الجالسة على السرير وقد لفت على شعرها

حجابا أبيض كبير سبق وطلبته لتصلي به , نظرت باستغراب للذي

اقترب منها مبتسما ومدققا على ملامحها ولم يكن طبيبها المعتاد طيلة

الأيام الماضية ووقف قريبا منها وقال مبتسما " أنا من سيعتني

بجرحك آنستي حتى يرجع الطبيب سمعان حسنا ؟ "

نقلت نظرها بينه وبين جوزاء الواقفة على بعد خطوات قليلة ثم

هزت رأسها بحسنا دون كلام فجلس على طرف السرير وقال

وهوا يفتح حقيبته " سنرى الجرح اليوم وننظفه حسنا يا .... "

ثم رفع رأسه لها وقال مبتسما " لم أعرف أسمك بعد ؟ "

بلعت غسق ريقها ونظرت من فورها للواقفة هناك التي خرجت

من صمتها قائلة ببرود " ليس شرطا أن تعرف اسمها كما

أعتقد فقم بعملك "

عبست ملامحه التي رأتها غسق وحدها وأمسكت نفسها بصعوبة

عن الضحك ثم سرعان ما ماتت ابتسامتها وقد لاحظت أنه ينظر

لها مبتسما دون أن ترمش عينيه فأشاحت بنظرها عنه فتحرك

قليلا وقال " حسنا دعينا نرى الجرح "

حركت ساقها قليلة بأنة متألمة فقال وهوا يفك الشاش عنها بحذر

" بما أن الجرح وصل للأوردة فستتعبك أي حركة لها لكن

وضعها سيتحسن تدريجيا فلا تخافي "

قالت وهي تمسك فخذها بقوة لتتحكم في ألمها " لكنها تؤلمني ليلا

لدرجة لا أتحملها , حتى أن نصف جسدي بأكمله يؤلمني معها "

أبعد الشاش ينظر للغرز المخترقة لجلدها شديد البياض وقال وهو

يفتش في حقيبته " هذا طبيعي والمسكنات كمياتها محدودة وقد نقلت

حيث جبهات القتال في الجبال ولا نستطيع إعطاء المرضى هنا

منها سوى أول ليلتين أو ثلاثة ولا حل له سو أن يتحمل "

مدت شفتيها بعبوس تراقبه وهوا ينظف الجرح بحذر وبطئ بالقطن

المبلل بالمعقم الطبي ثم قال وهو يضع عليه مرهما لم يضعوه لها

من قبل " سأكتب لك عن بعض الأعشاب المسكنة للآلام

وستفيدك ولو قليلا "

همست ناظرة لساقها " شكرا لك "

فتأففت حينها الواقفة بعيدا فقد لاحظت ثرثرة هذا الشاب ونظراته

لكنها لم تهتم سوا لأنه سيؤخرها كثيرا تقف هنا معهما كالحارس

بعدما حرص عمها أن يكون أحدهما حاضرا في وجود الطبيب

بدلا عن الخادمات احتياطا لأن تحاول الفتاة قول أي شيء أو الاتفاق

مع أحد للمغادرة , نظرت له وهو لا يتوقف عن سؤالها عن طعامها

وساعات نومها وتمتمت بضجر " عمي معه حق فهذا الأخرق إن

طلبت منه تهريبها لهرب بها في لحظة "

التفت جهتها سريعا وكأنه يتأكد من قولها لشيء ما فقالت ناظرة

له ببرود " لو انتهيت سنخرج ورائي بعض الأشغال "

أغلق حقيبته ووقف وقال وهو يحملها " حسنا لقد انتهيت وانتبهي

لطعامك يا آنسة ولا تتحركي إلا للضرورة كي لا تتضرر ساقك "

ثم خرج بعد أن شكرته هامسة تتجنب النظر لوجهه وأغلقوا الباب

خلفهم فاتكأت للخلف ونظرت جهة النافذة بحزن وشعورها بالوحدة

والغربة هنا يتعاظم بعدما لاحظت أن سيدة هذا المنزل لا ترحب بها

وتعامل الخادمات معها حذر جدا ويبدوا أن شفاء ساقها سيحتاج

لوقت طويل ومغادرتها هذا المكان لن تكون قريبة كما تخيلت

وجل ما تخشاه أن يرجع ذاك الغائب قبل أن تغادر

*

*

اجتاز رجاله مبعدا لهم من أكتافهم بيده حتى كان أمام الباب

وهمس الذي خلفه " يبدو أنهم أربعة رجال سيدي كن حذرا

فقد يكونون مستعدين لتفجير أنفسهم "

أشار بيده إشارة يفهمونها جيدا ورغم استهجانهم ورفضهم تراجعوا

عنه لعدة خطوات فأزال سلاحه الرشاش على كتفه ممسكا له بقوة بيد

واحدة من وسطه وضغط بقدمه على الأرض ورفع الأخرى وبقفزة

واحدة عالية اصطدمت بالباب الحديدي للمنزل بقوة وانفتح على أوسعه

وتراجع للخلف وأخذ القاذف اليدوي من أحدهم واقترب مجددا مثبتا له

على كتفه وأطلقه جهة الباب الداخلي دون تردد ليصيبه راميا له للداخل

ودوي انفجارها وسط ذاك المنزل ارتفع عاليا مع صياح من كانوا فيه

وبدأت الطلقات النارية تخرج عليهم من داخله فتراجع وبدأ رجاله

يتبادلون معهم إطلاق النار من جميع جوانب المنزل وقد مر وقت

وهم على ذاك الحال قبل أن يتوقف الرصاص تماما من الداخل وبعد

قذيفة تأكيدية أخرى دخل الرجال وخرجوا يجرون الجثث من الداخل

وأحدهم يحمل العلم الأسود بكتابته البيضاء وطواه وأحرقوه كما فعلوا

مع غيره , التفتوا فورا حيث دوى انفجار في مكان قريب منهم تلته

صرخة التكبير العالية من عدد من الرجال فابتسم وعيناه محدقة

باللهب المرتفع عاليا وهمس بانتصار " ذوقوا ما كنتم تذيقونه

لغيركم يا حثالة "

قال أحد الواقفين حوله " وصلتنا أخبار عن أن صنوان أمسكوا بعض

الخلايا الإرهابية لديهم , لقد تحرك الجميع مخافة أن تتحرك

جماعاتهم في البلاد كما حدث من يومين داخل الهازان "

تحرك حينها وبعضهم خلفه وهمس بحزم " خيرا صنعوا فعلى

البلاد أن تتخلص من هؤلاء الكفرة أولاً "

ثم رفع نظره عاليا حيث الجبال المحيطة بهم من كل جانب وتفكيره

فيمن فروا لها هاربين , فإخراجهم من المدن ليس بأيسر من تمشيطها

من فلولهم والأصعب من كل ذلك هو مطاردتهم في الجبال والأودية

كي لا يتجمعوا مجددا وينضموا صفوفهم من جديد .

مر هدير إحدى الطائرات من فوقهم ووقفوا ونظراتهم تتبعها وما

هي إلا لحظات ودوى صوت انفجار القذيفة التي أطلقتها فأشار

أحدهم بإصبعه وقال " أنظروا أين سقطت ؟ "

وهز آخر رأسه بسخرية قائلا " في طرف الجبل الخالي !

من سيصدق أنهم عُمي ولم يروا المكان "

تابع مطر سيره قائلا ببرود " انسوا أمرهم فهم لا يضربون

إلا ما يريدون هم "

وتبعه البقية وعلق أحدهم قائلا " حتى إحداثياتنا التي كنا نعطيها

لهم تجاهلوها , ثم هم لن يكترثوا مادمنا نحن ندفع ثمن تلك

الصواريخ الحمقاء "


*

*

نظرت من نافذة المنزل بحذر للجنود الذين يتحركون في الخارج

فمنذ فجر أمس امتلأت البلدة بهم واشتد الحصار على البقية المتواجدة

فيها مانعين إياهم من الخروج منها أو رؤية بعضهم البعض ويقدمون

لهم الطعام في منازلهم والجميع متسائل عن السبب فلا وجود لدبابات

أو راجمات أو أي شيء يدل على أنهم سيدافعون عنها في وجه هجوم

ابن شاهين المرتقب , ولا هم تركوهم يخرجوا منها وهم مقطوعين هنا

عن كل شيء بلا كهرباء فلا مذياع وأخبار تصلهم ولا هواتف أرضية

تعمل , التفتت لحفيدتها الجالسة تلعب بدميتها القماشية وفمها لازال

ملطخا ببقايا الشكلاتة التي قدموها لهم وتنهدت بحيرة ( كل خوفي

عليك أنتي يا زيزفون فوضعك ليس كأي طفلة ولن تكبري

كغيرك من الأطفال فمن لك بعدي غير الله )

تنهدت بأسى وأغلقت النافذة متمتمة بكره " ستحمل ذنبها يا

ضرار سلطان حتى تموت , هذا فوق ذنب ظلمك لي ونبذك

لابنك وتركه ليحمل اسم والدي , لا بارك الله فيك ولا

في جيل يخرج من صلبك "


*

*


واقف ويديه في جيوب بنطاله مركزا مع جده وسكرتيرته ومساعدته

الخاصة ذات الشعر الأصهب المجموع للخلف والنظارات الطبية

جالسة أمام طاولة رئيسها في مكتب شركته الخاص يملي عليها

نتائج اجتماعهم وما تقرر فيه وهي تدون التقرير وتناقشه بجد

حتى قاطعهم قائلا " أليس مكلفا يا جدي ؟ ماذا إن خسر "

نظر له مبتسما ولم يزعجه مقاطعته لهم ولا كلامه الذي قد يعتبره

أي شخص عدم ثقة بقدراته وقال " لا تنسى أنك كنت معنا في

أغلب جلسات المراقبة ودراسة جميع الاحتمالات وأنها ليست

أول تجربة نخوضها , والخوف جزء من الفشل يا وقاص "

همس بالعربية هذه المرة " لكنهم لا يثقون بنا نحن العرب جدي "

ابتسم له وهز رأسه موافقا وقال بالعربية " ولا نحن , وحذرين

جدا منهم , جيد أن تسجل لديك هذه الملاحظة "

وقفت حينها السكرتيرة بعدما جمعت أوراقها وقالت حاضنة

لهم " أي شيء آخر سيدي "

وقف وقال " لا , دوني جميع الرسائل وأخبري السيد بانزو

يرسل ثياب حفيدي , علينا المغادرة على الوقت "

هزت رأسها بطاعة وخرجت من فورها وأغلقت الباب خلفها

فقال وقاص ببرود " لا تقل أنها حفلة ؟ "

ضحك وأمسك كتفه وقال " أجل والاعتراض ممنوع "

حرك حدقتيه السوداء بضجر وقال " لا أحب رؤية الطويلات

عاريات السيقان في حفلاتهم , إنهن قليلات حياء ثملات "

ضحك مجددا وربت على ظهره ثم قال مغادرا من عنده

" وما علاقتنا بالنساء هناك , عملنا مع الرجال فقط "

ثم قال وهوا يتوجه للباب الموصول بمكتبه يفتح على ما يشبه جناحا

صغيرا " اجعل دائما بينك وبين النساء هنا حاجزا كبيرا يا وقاص "

تبعه بنظراته المستغربة وهوا يتوجه لذاك الباب وتابع وهو يفتحه

" أعني حين تصبح رجلا يسعى بعضهن خلفك وليس الآن "

ثم اختفى عن ناظره وهو لازال يحدق بمكانه مفكرا بكل ما قال

ثم التفت سريعا جهة باب المكتب الذي انفتح ودخل منه رجل أشقر

الشعر بلحية بنية خفيفة وابتسامة واسعة يمسك في يده بذلة سوداء

بربطة عنق مغلفة بعناية وقال وهوا يتوجه بها نحوه رافعا لها على

طولها " أمامك عشر دقائق فقط سيدي الصغير لتكون جاهزا "

تأفف بضجر وأخذها منه وتمتم مغادرا جهة الباب الذي اختفى

جده خلفه " شكرا لك "

وما هي إلا لحظات وكانوا في السيارة التي وجد فيها والده أيضا

وكان يتحدث بهاتفه طوال الطريق وعلم أن هذه الحفلة تعد اجتماعا

مهما لهم وأن شخصيات مهمة سيقابلونها فيها جعلت والده يأتي هنا

من المطار فورا , غاب بنظره للنافذة المضللة وغاص في الكرسي

الجلدي يراقب لافتات المراكز التجارية والمحلات والفنادق حتى وقفت

سيارتهم ونزلوا منها ودخلوا من باب أحد أفخم الفنادق في لندن الذي

وقف على جانبيه رجلان بلباس رسمي أسود في استقبال الوافدين

لصالته المستأجرة للحفل وأوصلهم أحدهما حتى باب القاعة التي ما

أن دخلوها حتى غمرته رائحة العطور الفاخرة المختلطة وراقبت عيناه

تجمعات رجال بملابس فاخرة ووقفات تدل على مكانة أصحابها وقد

رافقتهم نساء مما كان يتخيل ويزيد , جال بعينيه فيهم بضجر وتمتم

" لا ينقصهم إلا رواح ليقلبها لهم رأساً على عقب "

كان قريبا من جده كما اعتاد وقد اندمج الأخير مع مجموعة من

الرجال وغادرت عيناه هو لزخرفة الأعمدة حتى أعاد نظره أحدهم

معلقا " كم أصبحت أعشق رؤيتك والنسخة المصغرة عنك

بجانبك وكم أطمح لرؤيته شابا وما سينجز "

ضحك ضرار وقال " إذا احمي شركاتك منه مستقبلا فقد

يسلبك إياها في غمضة عين "

وضحكوا جميعهم فقال وقاص بثقة لا تقل عنهم

" لن أخذل جدي ووالدي بي أبدا "

وضع ضرار يده على كتفه وقال بفخر " وأنا واثق من أنه

سيتغلب عليا أنا جده "

وأخذت الأحاديث مسارات أخرى وابتعدوا عن الأعمال فانحنى لهم

انحناءة طفيفة معتذرا وغادر من عندهم وتوجه لطاولات الشراب

والبوفيهات ووقف عندها ويده في جيب بنطاله وقد ارتفع بها طرف

سترته السوداء الفاخرة وسأل أحد الواقفين خلفها ونظره على

الزجاجات المصفوفة بعناية قد وزع حولها أوراق الأزهار

وحاملات الثلج " أي هذه المشروبات ليس كحوليا "

أشار له الساقي جانبا وقال " مشروبات الجاليات العربية هناك "

هز رأسه بحسنا وتوجه حيث أشار له وأخذ كأس عصير ليمون وانشغل

بشربه يراقب كعادته حركات الرجال وطريقة كلامهم وسرعان ما شعر

بضجره يزداد , لكم يحتاج لوجود رواح معه ليسليه , فكر حينها بعبوس

في عائلتهم وكيف أنه لا أعمام ولا أقارب له , والده وحيد وجده وحيد

وكل عائلته هكذا وفكر بيأس ( هل هي لعنة حقا كما قال جدي وحتى

نحن أحفاده لن ننجب إلا ابنا واحدا فقط ؟؟ )

نظر لكأسه رافعا له أمام وجهه يراقب الفقاعات التي تتصاعد من

القطع البيضاء المربعة المستقرة في قاعه وتذكر الحديث الذي

سمعه بالمصادفة بين والده وجده وهما يتحدثان عن حفيدة له وعم

لهم لم يعرفوه وتذكر عبارة جده ( جدتها قالت أنها تريدها , ثم

الطفلة كما قالت عنها خرساء ومجنونة فما سنفعله لها سوا وضعها

في مركز لمن هم في مثل حالتها ونزورها في الأعياد فقط )

أخرجه من أفكاره تلك الشيء الأحمر القاني الذي ظهر أمام نظره

حجب عنه رؤية أي شيء فرفع نظره ليظهر له العنق الأبيض

الطويل وحبات الألماس تتدلى منه ووصل لوجه المرأة التي

قالت مبتسمة له وقد انحنت جهته " أوه وكاس هنا ؟ "

عبست ملامحه وكشر في وجهها وتمتم بالعربية " لا أعلم

لما لا تنطقون اسمي صحيحا يا جهلة "

وسرعان ما وقف معهما رجلان آخران وقالت المرأة ويدها تلعب

بشعره " انظروا لأصغر رجال الأعمال هنا , سأتزوجه ما أن يكبر "

نظر لها بصدمة على ضحكاتهم العالية ثم غمزت له وقالت

" ما رأيك بهذا العرض المغري ؟ "

نظر لكأس الشراب في يدها ثم لها وقال باشمئزاز " إن

امتزج عصيري بشرابك يحدث ذلك "

ضحكت بصوت مرتفع واستمتاع ظهر جليا على ملامحها ثم

قالت ناظرة له " خسرت الجولة يا فتى فشرابي هذا مع

عصير الليمون يصبح بمذاق فريد جدا "

نظر لكأسه وفكر كم قطعة من السكر وضع فيه ثم نظر لكأسها

وابتسم بمكر وقال " لنجرب إذا "

مدت كأسها بحماس وقالت " لنرى أيها الوسيم الصغير "

سكب ما في كأسه دفعة واحدة في كأسها فارتفعت الرغوة البيضاء

وفارت من جوانب الكأس في غمضة عين فقفزت مبعدة فستانها

الفاخر على تصفيق الرجلان الحماسي وقال أحدهما " أووووه

لورا لقد خسرتِ أمامه وضاع منك زوج المستقبل "

شعر بذراع حضنت كتفيه وصوت جده مبتسما وهوا يسحبه

معه " لا أحد يقترب من حفيدي هيا "

وابتعدا على صوت المرأة الرقيق المغري

" أخذ عريسي يا رفاق "

المخرج~

بقلم / الغالية نجـ"ـمـ"ـة المسـ☆ـاء

اتشحت السماء بالسوادْ..
وران السكون فوق تلك البلادْ..
وغزا الظلام مفارق الاوتـادْ..
وها قد جمعنا..لقاء من غير ميعادْ!!
...
أتكون هذه فتاتي؟!..
اتكون هي ضالتي وحياتي؟!..
اتكون في ليل الدجى مشكاتي؟!
فيذيب طيفها الجليد..
وينفض الجمود ليكسر الحديد..
ويعبر سحرها سيل الوريد..
...
سيكون صدري وسادتك..
سيكون طيفي حكايتك..
سيكون عطري حياتك وشرابك..
ساكون لكِ..ولو طال ابتعادك..!

نهاية الفصل

موعدنا القادم مساء السبت إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 10-08-16, 10:02 PM   المشاركة رقم: 260
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319010
المشاركات: 20
الجنس ذكر
معدل التقييم: وافتخر اني عراقي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 29

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وافتخر اني عراقي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

عسى المانع خير بصراحة ما قلقني تأخير البارت قلقني اختفاء فيتامين سي لأن مو من عوايدها يارب انت بخير يا فيتو 😦

 
 

 

عرض البوم صور وافتخر اني عراقي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المشاعر, المطر, بقلمي, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية