لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-16, 01:39 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319113
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: مي نيم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مي نيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سجلت في المنتدى من اجل هذه الروايه .. للكاتبه العزيزه البارت نبيه طويل حبتين
مايصحش كده مايمدي اقرأ الا نلتقي مساء الجمعه ثم عاد صدق انقهر ""
طوليه حبتين ماعليك امر ""

 
 

 

عرض البوم صور مي نيم   رد مع اقتباس
قديم 29-07-16, 02:01 PM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته..


طيب نظرًا لظروفك ما يمدي تنزلينه الحين مثلًا🙊🌚

هههههه غاليه والطلب رخيص وكان ودي ألبي طلبك ياعسل
لكن فيه سبب يمنعني أنزله هالوقت

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 29-07-16, 06:40 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

يسعد مساكم يا حلوين ‏

كنت مقررة اليوم أرد على تعليقاتكم لكن ما لقيت وقت أبدا فلي عودة سريعة لهم إن شاء الله ‏


يعطيك العافية فيتو ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 29-07-16, 07:56 PM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 



جنون المطر (( الجزء الأول ))
الفصل السابع


المدخل ~

بقلم/ الغالية همس الريح

قاتلتي بلا سلاح
معذبتي بلا ذنب
حبيبتي بلا امل

ابتعدت عنك لاهدئ خفقات قلبي النابض باسمك
فزادني الشوق شوقا
اتراني احلم بك ليلة ؟؟
او اصل اليك حقيقة ؟؟

احبك ..
يا شقيقة شقيقي


جبران
******
حلم بقلبي لم يزدني الا صمود
ان تنتهي كل الحروب و تلتغي كل الحدود
ان اعيش في وطن لا تقيده القيود


غسق

*******

في إحدى أراضي شرق البلاد وفي عمق قبائل الهازان , في تلك البلدة

الخضراء الصغيرة المرتفعة ( خُماصة ) التي تميزت أراضيها بزراعة

نباتات الصفصاف حيث الخصوبة التامة والأمطار الموسمية التي تزورها

حتى أواسط الصيف , وقد اعتمد أهلها على بناء المنازل من الطوب لأن

المنازل الطينية لا تصمد فيها لذلك كانت مقرا لقبيلة خماصة تحديدا ومنها

استمدت اسمها منذ أمد بعيد وهي من القبائل المنضوية تحت الهازان , وهي

قبيلة اشتهرت بتدرج اللون الأزرق في أحداق أعين أبنائها حتى باتت سمة

تميزهم عن الكثيرين فتجد الجد وأبنائه وأحفاده حوله جميعهم لهم نفس تلك

الزرقة المتفاوتة ولم يقضي عليها ولا اختلاط الأنساب بالقبائل الأخرى وإن

قل ذلك في عاداتهم , وتروي الحكايات أن جذور تلك القبيلة كما في العديد

من القبائل منحدرة من بلدان ليست عربية وأغلبهم ما يسمون بالمستعربين

الذين نزلوا البلدان العربية من مئات السنين والبعض ينحدرون من السكان

الأصليين للبلاد قبل أن تمر بها الفتوحات الإسلامية فتجد فيهم كل هذه

السمات من لون العينين للحمرة في البشرة البيضاء وميلان لون الشعر

لتدريجات البني كافة رغم أن الدم العربي واللهجة النظيفة موجودة فيهم

بوضوح فقد تداخلت الأنساب من أجدادهم الأوائل وتحولوا لعرب لا نقاش

لاثنين في أمرهم وجميع ما ذكر يعد تاريخ مضى لا أحد يذكره الآن .

( بلدة خُماصة ) في هذا اليوم لا يفصلها عن خط الحرب الدائرة شرق البلاد

سوى بلدة واحدة , أي تبعد مسافة قرابة الثلاثين كيلو مترا عن خط الحرب في

ريهوة وكان دوي المدافع يصل للمنازل الأقرب لتلك الجهة بوضوح , وحيث

أن بعض أهاليها غادروا من أيام ما أن دارت رحى الحرب هناك فالبعض منهم

اعتصموا في منازلهم ورفضوا المغادرة لأسباب عدة ومختلفة كما أضطر

من لديهم أطفال للرحيل حاليا عن تلك الجهة للذعر الشديد الذي سببته لهم

تلك الأصوات , حتى تتوقف رحى الحرب أو تهدئ قليلا

وفي أحد منازل تلك البلدة بل وعلى أطرافها الأقرب لدوي الدبابات والمدافع

وفوق تلك الثلة الصغيرة التي أحيطت بسياج من الأسلاك الشائكة حيث كان

يقع ذاك المنزل الصغير نسبيا المبني من الطوب الأبيض وقد غُطي سقفه

بالآجر الأحمر المتعرج ليتناسب مع أجوائها وأمطار شتاء تلك البلدان

الجبلية المرتفعة , كانت قد افترشت الأرض تجلس على بساط غليظ فوقه

فراش سميك مخصص لذلك وقد ضمت ساقيها وجلست متربعة ليتسنى لتلك

الصغيرة ابنة الأربع سنين أن تتكئ على ركبة جدتها تنظر للفراغ وأصابع

تلك المرأة ذات الثماني والأربعين عاما تمسح على الشعر البني الحريري

برفق تستمع للمذياع بجانبها وقد تناغم الصوت الذي يصرخ خارجا منه مع

صوت دوي تلك الأسلحة الثقيلة التي تهتز نوافذ المنزل لدوي بعضها إن

اقترب , رفعت تلك الصغيرة عينيها ونظرت بحدقتيها الزرقاء التي تشبه

بحرا في يوم صيفي قد صفت فيه السماء وعكست عليه زرقتها البهية محدقة

بجدتها المنتبهة مع ما يقول زعيم قبائلهم مهددا ومتوعدا من وصفهم بالخونة

الحثالة وهم قبائل الحالك ثم عادت بنظرها للفراغ مجددا تنظر للشيء الأسود

الصغير الذي يقترب منها وكأنه لا وجود له حتى أبعدته تلك اليد طويلة

الأصابع رامية له بعيدا وقالت للتي لازالت تتوسد ركبتها " زيزفون يا

صغيرتي هذه الحشرة خطرة لا تتركيها تقترب منك "

نظرت لها تلك الطفلة وكأنها تترجم وتحلل ما تقول وقد كررته جدتها

ثلاث مرات متتالية وقالت حينها تلك الصغيرة بهدوء " خطرة "

مسحت تلك على شعرها وقالت مبتسمة " نعم صغيرتي خطرة

وعليك أبعادها عنك كلما اقتربت "

لتعود تلك العينين الزرقاء لتهيم في الفراغ وهي تردد بهمس

" خطرة , أبعدها عني "

لتخرج تلك التنهيدة الحزينة من بين أضلع التي كلما تقدمت في العمر يوما

فكرت أكثر في حفيدتها التي لا أحد لها غيرها , ابنة ابنها الوحيد الذي توفي

وهي لم تخرج للعالم بعد وتركتها والدتها من أجل أن تتزوج بآخر ولا تربط

نفسها بابنة مريضة تحتاج لعناية ورعاية تتمثل في المراقبة طوال الوقت لإبعاد

أي شيء يكون عاديا بالنسبة للجميع يتحول لخطر بالنسبة لتلك الطفلة , كلما

فكرت في حفيدتها أكثر كلما لعنت ذاك اليوم الذي تزوجت فيه من ذاك الرجل

الغريب عن قبيلتهم وهي ابنة السبع عشرة سنة لتكون أم لإبن لم يعترف أنه

من صلبه وأنكره مثلما أنكر زواجه السري بها وكانت النتيجة ابن نُسب لجده

والد أمه بدلا من أن ينسب لأبيه , والنتيجة الأخرى هي هذه الطفلة التي

مات والدها في تفجير إرهابي من أربعة أعوام وبقيت لا أحد لها سوا هذه

الجدة الوحيدة مثلها , وقفت مبعدة لها عنها ونظرت لها وقالت ممسكة

كتفيها الصغيران " زيزفون سأدخل للحمام فلا تفتحي الباب

وتخرجي بنيتي حسنا "

بقيت تلك العينان الزرقاء الواسعة تتفحص عينا جدتها التي تشبهها في

كل شيء وككل مرة تحاول ترجمة كل كلمة على حدا حتى كررت لها

" زيزفون لا تفتحي الباب حسنا "

هزت تلك الصغيرة رأسها بحسنا وقالت بصوتها الرقيق الهامس

" لا تفتحي الباب "

فابتسمت لها ابتسامة لم تصل لعينيها وغادرت من عندها هامسة بأسى

" لا يقلقني شيء أكثر من سؤال جدك ضرار ذاك عنك مرة أخرى

لا بارك الله في اليوم الذي عرفناه فيه "

*

*
دفع باب الشرفة ببطء شديد مخرجا رأسه أولا ونظر مبتسما للمتكئة

بذراعها على حافتها وقد نامت برأسها عليها تقف بفستانها الزهري الذي

حوّلها لشيء أشبه بأزهار الكاميليا الرائعة وهي هائمة بنظرها لما انشغلت

أصابعها الثلجية بفعله بوريقات أزهار شجرة السنديان , الشجرة التي فاق

طولها تلك الشرفة وقد تساقطت أزهارها حمراء اللون ذات الشكل الثلاثي

الغريب الأقرب منه للأوراق من الأزهار وكما يعرف عنها فهي تتساقط

طوال الوقت وقد انتشرت في كل مكان حولها حتى على خصلات شعرها

الأسود الحريري المتطايرة مع رياح بداية الصيف العذبة , اقترب منها

بخطوات خافتة حتى كان خلفها وهمس مبتسما

" كيف هي شقيقة كاسر الجميلة "

ليقفز ذاك الجسد النحيل مفزوعا وبعثرت يدها تلك الزهرات وقد أخذت

نفسا قويا ويدها على صدرها وقالت بهمس " أفزعتني يا أحمق "

ضحك بصوت مرتفع ناظرا للأعلى ثم نظر للتي تحولت نظراتها له

للضيق وقال غامزا بعينه " هل أفهم ما ذاك الشكل الغريب الذي

كنتِ ترسمينه بالأزهار جعلك سارحة هكذا ؟ "

لينتشر ذاك اللون الزهري أعلى وجنتيها وقد هربت بأصابعها خلف

جسدها تقبضهم ببعض وفرت بنظرها للأرض ثم شعرت بإصبعه

الكبير وهوا يلامس وجنتها وخرج صوته ضاحكا " وما سر

هذه الأزهار البرية التي نبتت هنا فجأة "

أبعدت يده وأولته ظهرها ناظرة للخارج حيث حديقة منزلهم الواسعة

وقالت " لا شيء طبعا فلا تتوهم أمور ليست موجودة "

وكيف لها أن تعترف بما كانت تكتب بتلك الأزهار وهل كان سيصدقها

إن أخبرته أنها كانت تفكر فيما يحدث في شرق البلاد والقرار المصيري

الذي سيصدر اليوم وأنها كتبت اسم ذاك الرجل دون شعور منها رغم أن

تفكيرها كان منصبا على الحرب هناك لا عليه هوا ذاته , التفتت له

بسرعة وقالت " كيف هم جبران ورعد ورماح ؟ ألن يأتوا ؟ "

هز رأسه بلا فقالت بحزن " يعني أن أبن شاهين رفض "

قرص خدها بقوة وقال مبتسما " بل وافق وتمت التهدئة اليوم "

قالت بصدمة " حقا توقفوا !! "

قال باختصار " جزئيا أو لنقل حاليا فقط "

عبست ملامحها وقالت بأسى " ثم ماذا ؟ "

رفع يده ونظره للأعلى وقال وأصابعه تلعب بأوراق السنديان الكثيفة

المصفوفة " سيتم إيقاف إطلاق النار من الجانبين ويجتمعون بابن

شاهين خلال أيام للتفاهم معه "

تأففت برنة رقيقة بالكاد خرج معها تنفسها وقالت

" وطبعا ما سيقوله سيحدث "

نظر لها وحرك كتفيه وقال " الهازان أرسلوا يطلبون أن نغزوا

على الحالك "

شهقت فيه بقوة فاغرة فمها الصغير قبل أن تزم شفتيها وقالت

" ما هذا الغباء الذي أصابهم "

ضحك وقال " لو كنتِ تقرئين التاريخ أيضا يا فأر الكتب لفهمتِ

أنهم يريدون أن نحاصره بفتح جبهتين عليه "

شعرت بشيء ما تغلغل في حلقها أخرج صوتها متقطعا

قائلة بصدمة " تحـ ـاصرونه من الجانبين "

هز رأسه بلا وقال " رفض والدي وكبار قبائلنا "

رفعت خصلات غرتها خلف أذنها وقد قبضت يدها الأخرى على طرف

فستانها بقوة وقالت بتوجس " ألم تكن طريقة مناسبة لردعه عما يفعل ؟ "

قال بجدية " بلى لكن الخيانة في دم زعمائهم يا غسق فقد خانوه مرارا

وغدروا بالمعاهدات معنا أيضا وما أن تتحقق مآربهم سيغدرون بنا "

عبست ملامحها قبل أن تردف بحزن " دخلنا الأسبوع الثالث

فما الحل يا كاسر ؟ متى سينتهي كل هذا "

ابتسم مراقبا ملامحها الجميلة وسط أوراق السنديان الخضراء البراقة

بأزهارها شديدة الحمرة وقد تمركز ذاك اللون الزهري فوق وجنتيها

مجددا جاعلا من ذاك المشهد لوحة لا يشوبها سوا تحرك الأوراق

وخصلات شعرها مع الريح الخفيفة , لتعلوا ابتسامته تلك نظرة

مشاكسة وقال " الحل لدي وسهل جدا "

نظرت له باستغراب من قوله ذلك بكل بساطة مع تلك النظرة والنبرة

اللتان لم تحملا الجدية أبدا وقد تابع وتلك التسلية في ملامحه تزداد مكرا

" نرميك في حديقة منزله وأقطع ذراعي إن غادره بعدها قبل عام

وستصدأ عظام رجاله من الانتظار "

ليتفجر ذاك اللون الزهري متحولا لحمرة انقلبت سريعا من الخجل

للغضب وقد توجهت نحوه تلكمه بقبضتيها على صدره قائلة بحنق

" سأقطع لسانك أن قلت هذا مجددا "

ضمها لصدره مطوقا بذراعيه جسدها الصغير بالنسبة له وقال ضاحكا

" حسنا توبة يا من تكره أن يتغزل فيها الرجال "

ابتعدت عنه وقالت بحنق " لو لم تكن شقيقي لعلمت من سأخبره

ليقطع أذنيك "

وضع كفيه على أذنيه وقال مبتسما " لا كله إلا جبران فإن سمع ما

قلت لدفنني جثة عند الحدود هناك "

عادت وجنتيها للتوهج مجددا وها قد فهم من قصدت بشكل خاطئ

فدفعته من أمامها وقالت وهي تدخل غرفتها " أحمق "

فضحك وقال لاحقا بها " أقسم أني أتوق لأرى امرأة تسلب ذاك

الجبل لبه وتكسر عنفوانه هذا لتجعله ضحية حرب بدلا من

المنتصر الدائم فيها "

ثم سرعان ما عاد للشرفة مغلقا الباب ضاحكا ليتصدى للوسادة التي

رمته بها وقال صارخا بضحكة " لم أتحدث عنك أنتي يا عدوة

ابن شاهين بل قصدت أي امرأة منا أو من الهازان "


*

*


خرج من المنزل ولف خلفه ووضع حقيبته هناك ثم توجه لمنزل معين


وهوا لأحد كبار القبيلة هناك وطرق الباب وما هي إلا لحظات وفتحه

له بنفسه , ذاك الشيخ ذو الثمانين عاما بلحيته الطويلة البيضاء وقميصه

الأبيض الطويل نظر له مستغربا لبرهة ثم قال " تيم ألم تذهب للمدرسة ؟ "

فمن المعروف هنا وبما أنه مضى على الحرب أيام واستأنفت المدارس

عملها فجميع الأطفال هذا الوقت يكونون فيها , أجابه من فوره بصوته

البارد المنخفض " لم أذهب لها "

مسح بيده على الشعر الأسود الكثيف تحته ودفعه من مؤخرة رأسه

قائلا " ادخل يا تيم "

ودخل به لمجلس منزله الصغير فهوا يعرف هذا الطفل جيدا فلن يأتيه

إلا لأمر جلل ولن يتحدث مع أحد عبثا وهوا من اشتهر هنا بقلة كلامه

وبعباراته المقطوعة التي لا تخرج منها بما تريد مهما حاولت , جلس

وقال " اجلس وأخبرني ما جاء بك وقت المدرسة "

نظر للأسفل وقال " لا أستطيع جلوس مجالس الرجال وأنا طفل

شكرا لكرمك "

ابتسم مراقبا ملامحه الجامدة فهذا التقليد اشتهرت به قبائل الهازان ورغم

أنه ولد هنا وعاش معهم إلا أن والده يبدوا أنه غرس فيه ما يحب من

طباع قبيلته وإن كان أنكرها سابقا وخرج منها , قال مبتسما

" حسنا ما جاء بك يا تيم "

رفع نظراته الحادة وركزها على عينيه وقال " أمي مريضة وعلينا

أخذها لحوران "

قال الجالس أمامه مستغربا " ألم يأخذوها للطبيب وهي تتلقى العلاج حاليا ! "

نظر جانبا ولاذ بالصمت فهوا يعلم أن البوح بما يحدث معهما هناك

سيكون مصيره عقابا قاسيا وأن تحرم والدته حتى من اللقمة الشحيحة

التي يعطوها لهم وقد يرموهما في البر بدم بارد ويقولان بأنهما ماتا

قال الجالس أمامه عندما طال صمته " هل ساءت حالتها أكثر ؟ "

نظر له وقال " أصبحت تأتيها نوبات سعال شديدة تفقدها القدرة

على التنفس لوقت وستموت "

قال مجددا " ألم يأخذوها للطبيب فماذا قال ؟ "

أخفض رأسه وقال بشبه همس " لا أعلم "

تنهد بأسى ووقف على ركبتيه وأمسك بكتفي الواقف أمامه وقال

" تيم قل شيئا واضحا ومفهوما لأساعدك "

رفع نظره به وقال بجدية " تساعدني إن أخذت والدتي للطبيب دون

أن تخبر أحدا أني من طلب منك ذلك ولا أن تسألني عن شيء "

تنهد بقوة ووقف وقد فهم صمت الصبي وأسبابه وتمتم هامسا

" لا حول ولا قوة إلا بالله "

ثم قال بجدية " حوران بعيدة والرحلة لها ستتعبها لكن يوجد طبيب

عند مبنى الجنود في الحدود فسأرى طريقة نجعله يعاينها ويعطيها

علاجا دون أن يشك ابن عمها "

نظر له فوقه وابتسم ابتسامة رضا لم يراها على وجهه سابقا وقال

" شكرا لك يا عم "

مسح على شعره وقال " ألحق بمدرستك بسرعة فما يزال هناك

بعض الوقت كي لا تتلقى توبيخا من أحد معلميك "

هز رأسه بحسنا وغادر من عنده مسرعا وهز ذاك رأسه متنهدا بأسى

فابن الهازان سيبقى هازانا مهما اختلفت الظروف لأن الناس لا ترحم
*

*

خرج من عنده متفائلا بأن ذاك الرجل سيسعى جهده من أجل أخد والدته

للطبيب , فسيتحمل الضرب والعقاب والجوع وأكل قشور الرمان من أجل

أن تتحسن صحتها , مر بالمنزل مجددا أخذ حقيبته وفتح الباب الذي لم يغلقه

واطمئن على والدته التي لم تنم إلا بعد الفجر بسبب السعال وضيق تنفسها

ثم خرج راكضا ليدرك مدرسته فمازال هنالك بعض الوقت ويمكنه إدراكها

قبل أن يدخل الطلاب لحصصهم , ركض مسرعا تحت ضلال تلك الأشجار

الطويلة العالية ممسكا حقيبته على كتفه ليلوح لمسمعه صوت بكاء قادم من

بعيد يعرف جيدا هذه النبرة الرقيقة العالية لمن تكون , كان ذاك البكاء يقترب

أكثر فأكثر ليكتشف أن صاحبته كانت تركض أيضا لكن في عكس اتجاهه

وما أن وصلت عنده حتى وقف وقال بانزعاج " أغلقي فمك واصمتي "

لكن فمها لم يغلق وعيناها لم تفتح فنظر لها نظرة شاملة من شعرها المبعثر

لوجهها الملطخ بالتراب لثيابها المغبرة ثم قال صارخا فوق صوتها

لتسمعه " ماريه أصمتي لنلحق مدرستنا "

ولا حياة لمن تنادي فصرخ بعنف " ماريااااا "

فسكتت فجأة تنظر له بعيان دامعة تمسك فمها الصغير بصعوبة

عن البكاء فتأفف وقال " توقفي أو ضربتك "

مسحت على خديها الصغيران وقالت بعبرة

" أين أنت لم أجدك ؟ "

قال ببرود " ألهذا تبكي يا جبانة "

قالت وقد عادت للبكاء " بلال ضربني وأوقعني على الأرض

وضحك مني هوا ورفيقاه "

سار مجتازا لها وقال " إذا لا علاقة لي بك واذهبي لعمك وأخبريه "

لكن تلك الخطوات الصغيرة تبعته راكضة تمسح عينيها

بكفيها الصغيران وهي تقول " انتظر سأذهب معك "

فتابع ركضه أمامها حتى كانا عند باب المدرسة ووقف وقال

" ادخلي بسرعة كي لا يعاقبوك "

نظرت له ودموعها لازالت تعانق رموشها وقالت بحيرة

" ألن تدخل ! "

دفعها للداخل قائلا " بلى سألحق بك ادخلي "

دخلت وتركته وفي كل خطوة تخطوها كانت تنظر للخلف حيث كان واقفا

خارج باب المدرسة ولم يدخل حتى اختفت وعاد حينها أدراجه وسار جهة

أحد الخرب القديمة التي لا يسكنها أحد بسبب انهيار أسقفها وهوا موقن من

أنه سيجده هناك فهوا يهرب غالبا من المدرسة أيام الامتحانات , ما أن وصل

وكما توقع وجده يلعب الكرة مع الفاشلين الآخران وما أن رأوه حتى توقفوا

عما كانوا يفعلونه وتراجع الاثنان للخلف فهم يعلمون جيدا سبب مجيئه لهم

وقف ذاك فارج بين ساقيه ويداه وسط جسده وقال " ماذا تريد يا ابن الخائن "

توجه نحوه بعدما رمى حقيبته جانبا بعنف وقال وهوا يدفعه للخلف بقوة

" اقسم إن ضربتها مجددا فسأقتلع عينك من مكانها "

ترنح في وقفته قبل أن يستعيد توازنه مجددا ثم دفعه أيضا وقال محاولا

إيقاعه " لا شأنك لك بها يا ابن الهازان "

دفعه بقوة أكبر بطحته أرضا وبرك فوقه ممسكا بثيابه بقوة وقال بحدة


" تترك الجميع وتضربها هي يا جبان لأنها وحدها من يقترب مني

واجهني أنا بدل أن تضرب طفلة "


ودخلا في عراك لا يُرى منه سوا غبار الأرض حولهما ولم يتدخل

أي أحد من الواقفين خلفهما اللذان لاذا بالفرار بعد قليل لأنهما يعلمان

نتيجة هذا العراك جيدا وقد يكون دورهما بعده

*

*


مسحت على ظهر الطفل ذو العامين المستلقي نائما في حجرها وقد

دفن وجهه فيه وقالت ناظرة للتي بجانبها تربط للطفل ذو التسع

أعوام حذائه وقالت " متى قال عمي أننا مسافرون من هنا "

رفعت تلك كتفيها منشغلة بحذاء إبنها وقد تساقطت خصلات شعرها

الأسود الناعم بسبب يده الصغيرة التي تستند برأسها رافعا قدمه لها

وقالت " القرار قراره طبعا وقد يكون التنفيذ بعد عام من الآن "

تأفف الجالس بعيدا على الكرسي ذو الظهر المرتفع وهوا يعلم جيدا

أنه المعني بنغزات كلامهن طوال الجلسة , نظر للثالثة التي

تخيط شيئا منشغلة به وقال " هل ذهب ابنك للمدرسة ؟ "

رفعت رأسها له ثم سرعان ما عادت لشغل عينيها بما تفعل وقالت

" ابنك لا مدرسة لديه ألم تعلم أن والدك منع ذهابه ووقاص

لها حتى تنتهي الحرب "

تأففت الجالسة على الأرض مفترشة سجادا عجميا فاخرا سميكا

وقالت ويدها لازالت تعبث بشعر ابنها " والحرب جنوبا ما أبعدنا

نحن شمال الهازان عنها أم يخاف أن ينقص من أحفاده واحدا "

خرجت ضحكة ساخرة من التي غادر ابنها راكضا بعدما أحكمت ربط

حدائه وقالت وهي ترتب خصلات شعرها التي تبعثرت بسببه " لكان

جلب عليك الرابعة حينها يا أم لسانين لتعوضه عن الحفيد الذي فقده "

قالت تلك ببرود " لا شيء جديد وقتها فقد جربتِ أنتي قبلي "

وقف حينها الذي ذاق ذرعا منهن ثلاثتهن وهوا يعلم جيدا أن صراخه

وغضبه وحتى معاقبته لهن لن تجدي في شيء ككل مرة , فكيف سيكون حال

الذي لديه ثلاث نسوة لا يشغلهن شيء وليس لديهن سوا ابن واحد لكل واحدة

منهن سوا الشجار الدائم مع بعضهن وإن سئمن من ذلك استلمنه هوا كتسلية

وتغيير روتين , دخل غرفة مكتب واسعة صنع أثاثها من أجود أنواع الخشب

وداس بحدائه على السجاد الذي غاص فيه مغطيا حوافه وجلس خلف الطاولة

وبدأ بالدوران بالكرسي الجلدي الأسود وفكرة واحدة تزعجه في المستقبل

وهي أن هؤلاء الثلاث نسوة سيتضاعفن إن فكر والده بجنون كالآن وزوج

كل واحد من أحفاده بثلاث نساء لتنجب له كل واحدة طفلا ليصبح في المنزل

أثنى عشرة امرأة غير هؤلاء الثلاثة من أجل أن يزيد أثنى عشرة فردا في

عائلة ضرار سلطان وكله سيكون على رأسه هوا فالنساء زوجاته والأخريات

زوجات أبنائه , توقف عن دورانه فجأة ورفع رأسه للأعلى مغمضا عينيه

وقد عادت به الذاكرة لأربع أعوام مضت وفي هذا المكتب تحديدا حين كان

والده جالسا على هذا الكرسي وابنه الأول من زوجته المتوفاة وقاص واقفا

بجانبه مقابلان له وقال بحزم ماسحا بيده على رأس حفيده الأكبر ذو

العشر سنوات الواقف بجانب كرسيه (( " هل ولدت زوجتك ؟ "

خفض الجالس أمامه نظره وقال " ليس بعد , قد تحتاج لبضعة

ساعات أخرى "

قال بجدية وجمود " والثالثة إن لم تحمل فطلقها وتزوج غيرها

فورا لن ننتظرها حتى تقرر ذلك "

تنهد الجالس أمامه يخفي تذمره من كل هذا وقال " أنجبت الأولى

والثانية في الطريق , إن تأخرت الثالثة فلا ضير "

أنزل يده من شعر الفتى لكتفه وقال قابضا عليه بقوة " بل كل الضير

وعلى حفيدي الرابع أن يكون هنا قريبا ويكبر مع أخوته "

رفع نظره له وقال " أبي ها هوا حفيدك الأول واقف بجانبك

يكبر أخوته بأربعة أعوام "

ضرب بيده على الطاولة بقوة وقال بحدة " هذا لن يكون كباقي

أخوته ولن تنجب امرأة ممن تزوجت مثله "

قال بحنق " وما الداعي لهن إذا ؟ "

تحولت ملامحه للقسوة وقال بغضب " أراك اليوم لست ابني الذي

أعرفه وتعلم جيدا يا رافد جواب سؤالك , وعلى النحس الذي لازم

عائلتنا لعقود أن يزول الآن "

كان سيتحدث لولا انفتح الباب ودخل منه رجل انحنى من فوره

انحناءة طفيفة وقال باحترام " تمت المهمة سيدي "

أشار له بإشارة يفهمها جيدا فاقترب منه حتى وقف خلف كتفه وانحنى

لأذنه وقال بهمس وصل للجالس أمامهم بوضوح " قالت أن زوجة ابنها

ولدت فتاة من ثلاث أشهر وأن الطفلة خرساء وتصرفاتها ليست طبيعية

وتطلب من سيادتك تركها عندها لتربيها ولا يكون مصيرها

مركز الأطفال المتوحدين " ))

عاد من زخم أفكاره ذاك وضرب بيديه على حافتي الكرسي

ووقف مغادرا وتمتم بحنق " والحفيدة الخامسة يبدوا قادمة

لتنضم للعائلة في أي وقت "

وتابع خارجا وهامسا بسخرية " لا وخرساء ومجنونة قد مات

والدها ورمتها والدتها على جدتها , هذه نتائج الزواج في

السر يا والدي يا ضرار سلطان "

*

*
أدارت مقبض النافذة وفتحتها على وسعها لتدخل نسائم بداية الصيف التي

لا زالت تحمل عبق الربيع الذي غادر حديثا ورقة هوائه حيث كانت مطلة

على حديقة واسعة متراصة الأشجار فأكثر ما كان يهتم به الناس آن ذاك

حدائقهم وأراضيهم وقد اجتهدوا في الزراعة كل جهد بسبب المناخ المعتدل

أغلب الموسم والتربة الخصبة ولأن شح الغذاء لا يغطيه إلا زراعة الأرض

فقد وجدوا في ذلك المنجى الوحيد من الموت جوعا , اعتنت برفع الستائر

القماشية خلفها جيدا ليدخل النور لكافة أرجاء الغرفة ثم سرعان ما التفتت

للذي فتح الباب ودخل عليهما وتوجه للجالسة على سريرها من فوره وقبّل

رأسها وجلس على طرفه ممسكا يدها يسألها عن حالها ولا يترك تفصيلا

وكأنه طبيب يعاين مريضه وهي تجيبه بكل حب فعلاقته بشقيقته هذه كانت

كبيرة منذ صغره فهي من ربته وشقيقيه شاهين ودجى ومن ثم ربت أبناء

شقيقهم شاهين ( مطر وجوزاء ) باستثناء العناية الخاصة التي استحوذ عليها

مطر من والده لتقتصر مهمتها على غسل ثيابه والاهتمام بطعامه فحتى دروسه

كان والده من تكفل بها وقد كان ملازما له طوال الوقت تقريبا ما أن بلغ السابعة

توجهت جوزاء نحوهما وجلست أمام السرير على الكرسي الذي تتركه مكانه

لتكون قرب عمتها كلما اختارت أن تبقى ملازمة لسريرها وقالت ما أن

جلست " ماذا حدث مع مطر ؟ "

سبقته الجالسة أمامها قبل أن يتحدث وقالت مبتسمة " قولي ما

حدث مع رجالنا عند جبهات القتال وليس مطر "

قالت ونظرها لازال على عمها " هل عقد الهدنة المؤقتة وأوقفوا

إطلاق النار ؟ "

هز رأسه بنعم دون كلام ثم قال " أضنكم سمعتم هذا في المذياع

فلقد توقفوا من يومين "

نظرت جانبا وكأن الأمر لم يرق لها أو كانت تتوقع أن الواقع خلاف

ما قيل وقالت عمتها بهدوء " مؤكد يريدون الضغط عليه ولن تسير

الأمور في صالحه بعدما خسر من أرواح وجرحى وعتاد "

قال الجالس بجوارها وبكل ثقة " هل تعتقدي أنه لم يفكر في أبعاد

كل هذا من قبل أن يقدم عليه ؟ هوا يعلم أن كل هذا سيحدث "

قالت جوزاء بحيرة " ولم يخبرك بما يفكر طبعا فما استنتجت

أنت من أفعاله وقراراته ؟ "

ابتسم لمغزى كلامها وقال " مطر في الحرب ليس مطر في باقي

حياته يا جوزاء ورغم قلة كلامه وكثرة تفكيره وتخطيطه إلا أنه

مفهوم جدا وقد أخد الأمر من منحى لا يدعوا للريبة ولا الخوف "

نظرتا له بعدم فهم فتابع دون انتظار لتسألانه " نزلت دباباتنا

وجنودنا قيعان جبال أرياح فجر اليوم "

لتشهقا الجالستان معه معا تنظران له بصدمة وقالت جوزاء سريعا

" أوكار الإرهابيين في الهازان "

قال من فوره " من لا يعرفه سيفكر أنه يستغل هذه النقطة

لصالحه لكنه بعيد كل البعد عن التفكير بذاك المنطق "

قالت شقيقته بشيء من التذمر " صقر قل شيئا يفهمه عقل هذه

العجوز الجالسة بجوارك "

قال مبتسما " لا بأس "

ثم تنهد ونظرت للفراغ بشرود وقال " آخر حديث دار بيننا بالأمس قال

لي فيه ( حتى آخر نفس في صدري وآخر رجل من رجالي سندفعه

لتنظيف هذه البلاد فعلى الغمامة السوداء التي تركها الاستعمار خلفه لعقود

أن تنقشع , ومهما دفعنا اليوم من أبناء الوطن في كلا الجانبين سيكون أقل

خسارة من أن تعيش بلادنا في الظلام والموت طوال حياتها ) ومن كلامه

هذا فهمت ما يصبوا له مطر ولما رجاله مستعدون لدفع أرواحهم خلفه

دون تراجع ولا تفكير فلو سألنا أي شخص هل تموت مقابل أن تتخلص بلادك من حربها الأهلية لكان جوابه نعم "

تنهدت الجالسة بجواره وقالت " فهمت الآن مغزى كلام ذاك المجاهد

الذي حارب الاستعمار قديما وقاد الرجال وحين سؤل لما تفعل كل

هذا أجاب ( من أجل الأجيال القادمة ) "

هزت جوزاء رأسها بنعم وقالت " أول ما سيفكر فيه أي شخص

أموت ويعيش أبنائي وأحفادي في سلام أفضل من أن يكون

المستقبل كالحاضر وكالماضي "

ثم قالت بتفكير " لكن مطر لا ابن له فيها ولن يكون له حفيد فتحتِ

أي مبدأ يتحرك أم فكر كذاك المجاهد "

قالت عمتها بابتسامة حب " فكر فيك وابنيك البعيدان عن حضنك

فينا وفي جميع أبناء وطنه , ومن يدري قد يكون له فيها أبناء

وأحفاد فالغيب لا يعلمه إلا الله "

تنهدت جوزاء وقالت " فليعش أولا وهوا يقود رجاله في

الخطوط الأمامية وصدره مفتوح للنار والبارود "

وقف صقر وقال " لا يموت أحد قبل يومه يا جوزاء , ولا تنسوا أن

تبقوا عند المذياع فسيجتمع ببعض الرؤساء العرب والوزراء

منتصف اليوم "

نظرت له للأعلى وقالت باستغراب " الاجتماع اليوم ! "

قال بابتسامة جانبية " نعم واختاروا أن تبثه جميع القنوات وكأنهم

يريدون أن يُسمعوا رأيه لمن في هذه البلاد وخارجها ويضعوه في

الصورة التي يريدون أن يصوروها هم للناس ( الطامع في كل شيء

الراكض خلف إراقة الدماء ) "

وقفت جوزاء من فورها وقالت " وكيف ذهب دون أن يأتي ويطلب

مني أن أرتب له حقيبته وأن يغير ملابسه بتلك التي يسافر بها

خارج البلاد دائما "

ربت على كتفها ثم قال مغادرا " وهوا يفكر بنفس طبقة تفكيرهم

وغادر لهم بلباس الحرب ومن الجبهة فورا "


*

*


فتح باب تلك القاعة الواسعة التي توسطتها طاولة شبه دائرية قد صنعت

من أجود أنواع الخشب وزينت بأكاليل الزهور الصغيرة وانتشرت الكراسي

الفاخرة حولها قد ملأ كل واحد منها رئيسا أو رئيس وزراء نائب عنه وخلفه

جلست مجموعة الوفد المرافقين له , تقدم ليكسر نقاشهم المحتد في الداخل قبل

حضوره وقبل أن يسمحوا لمراسلي القنوات بالدخول , والتفتت الرؤوس جميعها

للذي وقف على بعد خطوتين من ذاك الباب بلباسه العسكري وحضوره المهيمن

الطاغي ونظرة الثقة التي لم تفارق عينيه ونظراته بل وملامحه الجامدة , وخلفه

مباشرة يقف خمسة من رجاله يرتدون ذات اللباس مع اختلاف لونه عنهم ويقفون

ذات الوقفة الثابتة وتحمل أعينهم ذات تلك النظرة القوية المسيطرة وكأنهم يوجهون

رسالة موحدة لكل من يجلس هناك بأنها الحرب ولا شيء غيرها , نقل نظره بينهم

فردا فردا قبل أن يتقدم من الكرسي الذي تُرك له في رأس مجلس اجتماعهم

وكأنه مذنب ساقوه للمحكمة سوقا ليدلي بأقواله ويقدم أسبابه ومبرراته , وصل

لمكانه ووقف خلف الطاولة دون أن يجلس ولا مرافقيه أيضا وكأنه يبلغهم

رسالة واضحة بأنه لا وقت لديه لهم ولجلسات الأنس وشرب المشروبات

والعصائر الفاخرة واستنشاق عبير الأزهار والكلام في أمور لا جدال فيها

ليخرجوا بنتائج لن تتعدى باب مجلسهم هذا , انتشر الصحفيون ومراسلي

القنوات بعد دخوله متوافدين من الأبواب الثلاثة لتلك القاعة وقد تمركز

أغلبهم على بعد خطوات من طاولته وهوا يجمع مكبرات الصوت الرقيقة

المثبتة على الطاولة لتكون متقاربة جميعها ثم استند بيديه على الطاولة تحته

ينظر للجالسين في صمت , وقبل أن يتحدث أحدهم أو يبدأ من كلفوه بإلقاء

المقدمة وكأنه مدعي عام للمحكمة التي جلبوه لها تحت ستار ( نناقش مطر

شاهين ليتوقف عن أفعاله ) جال بنظره بينهم ولازال جسده منحنيا على

الطاولة المرتفعة أممه ورأسه مرفوعا لهم ثم قال بثبات " طبعا لا داعي

للمقدمات فجميعكم يعلم أني أكرهها , ولا داعي لأن ألقي أنا عليكم

خطابا وطنيا سخيفا كمقدمة مماثلة "

ثم سكت لبرهة يبادلهم نظرات باردة موازية لنظراتهم قبل أن يردف وقد

غزت نبرته العالية المبحوحة الواثقة صمت القاعة الواسعة التي تحولت

لمكان وكأنه لا يوجد به غيره " جميعكم يعلم وأنا أولكم أننا هنا اليوم

من أجل ما تسمونه بإيقاف جنون ابن شاهين عند حده , اعترفتم بذلك

أم أنكرتموه أو سميتموه بغير مسمياته "

بدأت نظرات الاستهجان تطفوا على السطح وبعض التمتمة الساخطة قبل

أن يسكتهم صوته الذي ارتفع مجددا " لم يكن الأمر جنونا حين مات رجالي

على الحدود مع الهازان من أربعة أعوام , ولم يكن الأمر جنونا وبلادي

تقسم لثلاث أقسام وهي وطن واحد , ولم يكن الأمر جنونا وخيراتها تنهب

من خارجها ولا يصل لشعبها إلا القليل "

ثم سكت لصوت أحد الرؤساء وهوا يقاطعه " نحن هنا من أجل

الحاضر لا الماضي يا ابن شاهين "

ضرب بيده على الطاولة ضربة دوت في المكان بأكمله وقال بحنق

" وما نحن فيه اليوم إلا نتاج ما كان في الماضي "

ثم رفع يده ليسكت كل من حاول إبداء رأيه أيضا وقرب شفتيه من

الميكرفونات السوداء الرقيقة أكثر ونظره لازال عليهم وقد اشتدت نبرته

وملامحه وحدة صوته المبحوح قائلا " هلاّ ذكرتم لي الآن وأمام مسامع

أبناء شعب بلادي كم برميلا من النفط يخرج من الحقول التي أبارها

داخل البلاد وهي في البلدان الموجودة على الحدود خارجها ؟ "

ضرب بيده الطاولة بقوة مجددا وقال بنبرة أشد " هل تعطوني نسب لمصافي

تكرير النفط وبلادي تعاني شحا في الوقود والبنزين ؟ كم تستخرجون من

الغاز الطبيعي من أراضيها ونحن نستخدم المدفئات والأفران البدائية طيلة

العام ؟ وكم ينتج هذا من كهرباء كفيلة بجعل حتى التراب في بلادي

يتحول لشحنات كهربائية ونحن نعاني انقطاعها طوال الوقت "

بقت العيون محدقة به بصمت وهوا يمد يده لمن خلفه وقد ناوله مجموعة

أوراق وضعها أمامه على الطاولة وضرب عليها بيده وقال ناظرا لهم

" هل أنتم مستعدون لأن تقضوا اليوم بطوله هنا وأنا أقرأ على مسامعكم

أرقام الحسابات هذه واخرج الأخطاء والسرقة فيها ؟ قد يجهل الصغير ولا

يفهم الكبير من شعبي لكنكم أعلم منهم بما أقول , من الذي سيكون من

مصلحته أن تستقر البلاد وتأخذ خيراتها وحدها ليدفع لها المال مقابلها

وهوا يأخذها الآن بالمجان "

تعالت صيحات الاعتراض ممن يرون أنه رماهم بالسرقة وهم يقولون

عن أنفسهم بأنهم من فتحوا أراضيهم لمنشآت كبيرة تعمل لصالحهم داخل

البلاد دون أن يدفعوا تكاليفها , لتسكتهم يده التي ضربت الطاولة مجددا

وقال صارخا " من كان له اعتراض فليقرأ التقارير السرية التي تغطي

عليها الدول العظمى في الغرب ويضنون أننا سنبقى غافلون عنها أبد الدهر

فها قد آن لشعبي أن يفيق للجميع وأن يرى أبعد من مكانه الذي يقف فيه "

نظر للأوراق وورقها بيد واحدة والأخرى لازال يسندها على الطاولة حتى

أخرج إحداها ورفعها لهم أمامه ليزداد صوت التقاط كاميرات الصحفيين

له وقال محركا لها مع حركة نظره عليهم " ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا

مقدرة بعشرة مليارات دولار في كل شمس تشرق على أراضينا التي تعاني

هذا غير نصف مليون لتر من البنزين والمحروقات ولن نتحدث عن الغاز

فهلا حسبها لي أحدكم منذ أن بدأ المشروع الدولي لاستخراج هذه الخيرات

من بلادي لخارجها تحت حجة تقديم رواتب لأبناء شعبها ونحن لا يصلنا

منها سوا القليل سنويا في ميزانية مضحكة يتوجب على كل ثلث من

البلاد تقسيمها على مواطنيه "

كان لا شيء سوا الصمت والأعين المحدقة فيه وهوا يقلب الأوراق ويستخرجها

بالواحدة ويشرح على ما حوت قبل أن يرميها ناثرا لها أمامه لتلتقطها أيدي

الصحفيين بنهم يكادون يتشاجرون عليها وتابع قائلا بغضب " ومشروعكم

السخيف الجديد وهوا سلب أبناء وطني آخر ما تبقى لهم وهي خيرات الأرض

التي يحرثونها ويزرعونها بأيديهم وبعرقهم تحت مسمى الغذاء مقابل الغذاء "

ثم صرخ ضاربا الطاولة مجددا " سحقا لأفكاركم فنحن لسنا بحاجة لمعلباتكم

الصدئة تلك فلم يكفي أنكم أخذتم النفط والغاز مقابلا لها لسنوات طويلة تحت

مسمى سخيف جديد النفط مقابل الغذاء مثلما كان النفط مقابل مال لا

يساوي عشر ثمنه "

سوى بعدها وقفته شامخا ونظرهم عليه ومن خلفه لم يكونوا أقل منه ولوح

بإصبعه راميا له جانبا وقال صارخا " بلادي ستتوحد وخيراتها سترجع

لها إن بالسلم أو بالحرب , وإن مات ابن شاهين فسيترك لكم خلفه الآلاف

مثله وأشد عزما منه , وبما أننا نقتل بعضنا في كل الأحوال ونموت

بالمئات يوميا حتى وقت المهادنات فلنمت من أجل شيء يستحق

ومن أجل مستقبل أفضل لأبنائنا "

ثم أشار لهم بإصبعه حوله تباعا وقال " ومثلما أصدرتم خرافاتكم

بالنفط والغاز مقابل المال ومقابل الغذاء فقد أصدرنا نحن قانونا أيضا "

اشتد الانتباه له من الجميع وكأنهم يتلقون الصدمة تلو الأخرى قبل أن يقبض

أصابعه وقال صارخا " الدم مقابل الحرية والدم مقابل الدم والدم مقابل بلاد

واحدة , فليبصق التاريخ على ابن شاهين فيما بعد فلا يهم عندي ما ستذكره

الكتب عن ابن شاهين مريق الدماء لأني سأكون راضيا بعشرة يعيشون

عليها بحرية وكرامة وراحة وأمان "

تعالت الأصوات وتداخلت وكأن كل واحد يريد أن يبدي رأيه قبل الآخر

ليدوي صراخه عاليا " من أرادها بالسلم ستكون بالسلم محفوظا دمه

وعرضه وماله ومن أرادها بالحرب فنحن لها "

وكانت كلمات فهم الجميع أنها موجهة لقبائل بلاده وليس لهم , جال بنظره

فيهم مجددا وقال " بعد ساعة من الآن سينزل رجالي جبال أرياح لعلنا

نخلص البلاد من شر يدعمه الجميع ليتفشى فيها , وإن كنتم حقا تشعرون

بنا كما تزعمون فقدموا العون لانتشالهم رغم أني أشك بذلك "

وغادر طاولته والقاعة بأكملها مخلفا ورائه زوبعة من الاعتراضات

والانتقاد لما قال وكيف خرج دون أن يستمع لأحد وكأنه جاء ليلقي ما

لديه على مسامعهم ويغادر , وبدأ البقية بالمغادرة أيضا قبل أن تتلقفهم

أسئلة الصحفيين عن ادعاءات ابن شاهين والأرقام الموثقة عن السرقات

وعن الأعداد الحقيقية لإيرادات بلاده في فضيحة ستلتهمها الصحافة

لوقت يعلم الجميع أنه لن يكون قصيرا


المخرج ~

بقلم/ الغالية انجوانا

عندما رايتك تكبرين امام عيوني كزهره فواحه
تتفتح مع نسيم الصباح وتنشر عطرها ....كل يوم
بل كل ساعه لا كل دقيقه ادعوو الله ان تنظري لعيوني
لتري العشق يتلألأ بها لرؤيتك يا ياسمينه قلبي ...
انظري لومره واحده فقط انعشي قلبي بابتسامتك
كل ليله اسافر بخيالي لعالم اخر لا حرب ولا دماء ولا احد
انا وانتي فقط نعييش ونتقاسم السعاده ...ساعطيك قلبي وروحي
وكلي لك لأرى نظره الطفوله تشع منك ...لا اريد ان اعيش بلا قلب فانتي قلبي ولا بلا روح فانت الروح ..اريد ان امسك بك ونحلق ونطيير الى الانهايه الى الاوجود ....انا وانتي فقط ...بهماساتك ولمساتك .....بابتسامتك احيا انا فلا حياه بدونك ياياسمينه قلبي ....احبك حيث لا حب بعد وارغبك حيث لا عشق بعد ...واعشقك حيث لا حدود لعشقي ...كوني لي.......

ممكن نقول لجبران


نهاية الفصل السابع


مفاجأة برد المشاعر لكم
*

*


*

*


*

*


*

*

*
الفصل الثامن غدا إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 29-07-16, 09:43 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8156
المشاركات: 7,675
الجنس أنثى
معدل التقييم: بلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاطبلا عنوان عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 118

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بلا عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

عجبتني المفاجأة كثييييرا


جاري القراءة

 
 

 

عرض البوم صور بلا عنوان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المشاعر, المطر, بقلمي, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية