لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-16, 09:03 PM   المشاركة رقم: 581
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 



*

*

مسحت على خصرها بقوة وملامح متألمة بعد سقوط الحجر للأرض

ونظرت للخلف بعينين دامعة تزم شفتيها الصغيرة تنظر للواقف هناك

يتوعدها بأصابع يده ثم سرعان ما أبعدت نظرها عنه ورفعت رأسها

مجددا للواقفين بجانبها يتحدثان بانسجام وسرعان ما أصاب الحجر التالي

قدمها التي رفعتها عن الأرض دون أي ردة فعل متجاهلة الواقف هناك

عند الشرفة الأرضية الواسعة يضحك عليها بصمت حتى قفز مذعورا

حين شعر بالشيء الذي ضرب عنقه بقوة فقال بضيق ماسحا عليه

" أحمق لقد أفزعتني "

انحنى وقاص متكأ بساعديه على حافة الشرفة وقال ناظرا له بابتسامة

ساخرة " وتضايق تلك الصغيرة لا بأس أما أنت فلا ؟ "

دفع له كتفه قائلا بامتعاض " رفقا بنا يا جمعية حقوق الطفل "

انطلقت ضحكة وقاص وقال " والشقراوات تحديدا يا دبور "

عبست ملامح رواح وقال متوعدا إياه " قلها مجددا وسأقتلع عينيك "

لم تتغير ملامحه ألا مبالية وقال بابتسامة مائلة " حتى تترك

النحلات الشقراء أولا "

تجاهله تماما وقلده في وقفته ناظران كليهما للطفلة ذات الشعر الأشقر

والعينان الخضراء تمسك بنطال والدها الواقف بجانبها بقوة تسرق

نظرها الخائف لهما كل حين وكأنها تترجى والدها بصمت أن يغادرا

وهوا منهمك تماما مع سلطان ولا يبدوا أنه يفكر في المغادرة

قال رواح ناظرا لها " انظر لتلك القشة الصغيرة إنها عربية "

نظر له وقاص بصدمة قبل أن ينفجر ضاحكا فقال رواح بضيق

" ما يضحكك يا أبله ؟ "

لكز مرفق الواقف بجانبه بمرفقه وهما فوق تلك الحافة وقال

" لذلك أنت معشش هنا من وقت "

كشر في وجهه ثم عاد بنظره لها وقال ببرود " تلك الحمقاء ملتصقة

بأبيها كالذبابة ولم تبتعد عنه ولا سنتيمترا واحدا , كان غرضي شريفا

وأريد أخذها في نزهة صغيرة في الحديقة فقط واريها العصافير لكن

العربيات جبانات دائما , لو كانت بريطانية لقفزت ناحيتي ما أن

رأتني أناديها من بعيد "

هز وقاص رأسه بيأس منه وقال ناظرا لها " وما أدراك أنها عربية ؟

حتى لون عينيها يبدوا لي أخضرا أو رماديا , ثم أنا سمعت الواقف

معها وهوا ينزلها من السيارة عند وصولنا أنا وأبي وكان يناديها

( ساندرين ) "

أشار رواح برأسه للذي تمسك يدها الصغيرة به بقوة وقال

" ذاك والدها وهوا قريب لزوجة خالي شاهر رحمه الله "

نظر له وقاص وقال مستغربا " تعني خالك الذي دخل للحالك

وتزوج هناك من امرأة منهم !! "

هز رأسه بنعم وقال " هذا يكون عم زوجته ويعيش هنا من زمن بعيد كما

أخبرتني والدتي وتلك الشقراء الصغيرة ابنته التي أخذت سمات والدتها

على ما يبدوا فهي ليست عربية , أما هذه فهي عربية منتمية لوالدها "

سوى وقاص وقفته قائلا " أتركها وشأنها إذا المدينة مليئة بالشقراوات

الصغيرات فلا يشعر بك والدي ويغضب منك "

أخرج رواح من جيب بنطلونه الجينز حجرا آخر وقال وهوا يرميه

جهتها مجددا " هذه مختلفة إنها بنكهة عربية جبانة وجميلة "

رفع وقاص كتفيه وقال " إذا بما أنها كما قلت بنكهة عربية فحاذر

من جبنها ذاك كما جميع العربيات "

أخرج حجرا جديدا لأن ذاك لم يصل لها قائلا " وما ستفعله برأيك !

هي لم تفكر حتى أن تبتعد للجانب الأخر خلف والدها "

ورمى الحجر وأصابها هذه المرة فنظرت له مجددا فرفع سبابتيه يسخر

منها بثنيهما بجانب رأسه مخرجا لسانه قائلا " جبانة عربية صغيرة "

وفوجئ حينها بنزولها للأرض ورفعت حجرا من الحصى المرصوفة

تحتهم كممر فقال ساخرا ومحدثا للواقف بجانبه " أنظر قررت أن

ترسل ردا صغيرا , حمقاء لن يصل ذاك الحجر ولا لأسفل الشرفة "

وما أن أنهى جملته حتى شهق مصدوما حين ضربت تلك الطفلة ساق

والدها بالحجر بقوة حتى نظر خلفه ثم لها تحته وفي حديث لم يصل

لسمعهما دار بينه وبينها وسلطان يراقبها رفعت إصبعها وأشارت

للشرفة ليرتفع نظر والدها وسلطان معا للواقفين فيها فانطلقت ضحكة

وقاص وأشار بأصبعه على رواح الذي ما أن التفت ليشير لوقاص

حتى وجد سبابته في وجهه فهوا أكثر من يفهمه فركض فورا جهة

باب الشرفة قائلا " الحمقاء الغبية ما أخبثها "

*

*

مسح قفا عنقه بيده مثبتا مرفق يده الأخرى على باب السيارة المفتوح

الذي نزل منه للتو وقال مخاطبا الواقفان أمامه " إن تعقدت الأمور

مجددا اتصلا بي سأكون عندكما في أقرب وقت "

قال أحدهما بضيق " وهل سنجلبك لـ ( بينبان ) في كل مرة لحل

مشاكل الميناء التي لا تنتهي ؟ علينا إيجاد حل لتلك المجموعات فورا "

أبعد يده عن عنقه ومررها في شعره قائلا " لقد حللتم الكثير من المشاكل

أنا أعتمد عليكم وإلا ما كنت وضعتكم هناك , صحيح أنه على الموثوق بهم

تسيير بعض الأمور لأجد وقتا لغيرها لكني سأكون هناك كلما دعت الحاجة

فذاك الميناء هوا متنفسنا الحيوي ولا أريد له أن يدمر ويغلق فبالرغم من

مشاكله التي لا تنتهي هو يتحرك وإن قل استخدامنا له بسبب نفور

الدول من المشاكل لدينا لكنه المدخل الشبه آمن للسلاح "

هزا رأسيهما بالموافقة فأغلق باب السيارة وقال " غدا ستجتمعان

بالرجلين اللذان سيصلان صباحا وأريد نتائج ذلك حين عودتي

لحوران مجددا ومن ثم ترجعا لبينبان مجددا أما الآن فيمكنكما

المغادرة بما أنكما ترفضان المبيت هنا الليلة في ضيافتي "

ودعاه مغادران ونظر هوا لساعته التي كانت تشير للواحدة ليلا ثم

دخل من باب المنزل وأغلقه خلفه ونظر يمينا لذاك الممر وهوا

يضع مفاتيحه في الجيب الخلفي لبنطلونه الجينز ثم صعد السلالم

وما أن كان أعلاها حتى نظر مستغربا للواقفة بجانب باب غرفته

متكئة على الجدار بكتفها مكتفة يديها لصدرها بفستانها الذي تركها

به نهارا , وما أن وقعت عينيها عليه حتى هربت بهما من مواجهة

عينيه المحدقة بها وهوا يقترب منها بخطوات واسعة واثقة يعدل

حواف قميصه القطني المغلق بعدما تبعثر بسبب وضع مفاتيحه في

جيبه , مدققا النظر فيها وهي تشيح بوجهها عنه وقد امتزج

الضيق والغضب والخجل في قسماته .

أمال تلك الابتسامة التي ظهرت على طرف شفتيه وقد تذكر آخر

لقاء لهما قبل أن يغادر حوران من ساعات , أفقدته عقله هذه

الصغيرة الجامحة ليفعل ما فعل في ذاك الممر دون أن يحسب

حسابا للمكان ولولا صوت الخطوات القوية لتلك الخادمة دونا

عن غيرها لا يعرف ما فعل أيضا وما الذي ستجدهما عليه ؟

لكن ما يعرفه الآن وموقن منه هوا أن دخوله للمنزل لم يعد بذاك

السوء السابق فقد أصبح يشبه جبهات القتال واجتماعاته برجاله

المحاربين لا يخلوا من التشويق فهوا يعلم بأنها لن تكون هنا

إلا لتهاجم بشراسة مغلفة بتلك الرقة .

ما أن وصل الباب حتى سوت هي وقفتها مبعدة كتفها عن الجدار

وكان هو في الطرف الآخر ومقابلا لها , كم كرهت نفسها حينها

وأضعاف ما كان فهي السبب في وجودها في هذا المنزل وتحت

رحمة شقيقته تلك , ففوق كرهها لمواجهته بعد ذاك الموقف

المخزي مع عمته وشقيقته نهارا ثم ما حدث في ممر غرفتها

هي مضطرة الآن أن تكون هنا بحجة أمر لا تستطيع تبريره

وستكون المدانة الوحيدة به , غرس مفتاح الغرفة في الباب

وقال ونظره عليه " هل غيرتِ رأيك أخيرا "

صرت على أسنانها غيظا منه وقالت ببرود " بعدما حدث

أمامهما نهارا لن أخسر شيئا ولن أغير قراري أبدا "

فتح الباب وقال وهوا يدخل " إذا أفهم من وجودك هنا أنك

قررتِ ... "

قاطعته وهي تدخل خلفه قائلة بغضب أنساها حتى أنها تدخل

الغرفة وقد أغلقت الباب خلفها ضاربة له بقوة

" لم آتي لأنام معك طبعا "

لتدرك ذلك حين التفت لها ووجدت نفسها مجددا مع هذا الرجل

الذي يملأ وجوده الأماكن المفتوحة فكيف بالمغلقة ؟ وجه لها

نظرة قاسية وقال " لا ترفعي صوتك يا ابنة شراع "

بلعت غصة أحستها كالجمر ورفعت رأسها وقالت بكل شموخ

" لم يربني شراع على رفع صوتي لكني ومنذ صرت هنا لم

أعامل كما يعاملني شراع وأخوتي "

توجه لطاولة التزيين وقال وهوا يفرغ جيوبه متجاهلا ما قالت

" أجلبي لي أي شيء يؤكل من الأسفل "

تمنت تلك اللحظة أن قفزت عليه وغرست أنيابها في لحمه على

بروده وتعجرفه ذاك لكنه بدد كل ذلك وبحركة واحدة حين أمسك

أطراف قميصه ونزعه والقميص الداخلي معه راميا لهما على السرير

جعلها ذلك تجد نفسها خارج الغرفة دون أن تشعر وحرارة جسدها تصل

للاحتراق , وصلت المطبخ وتنفسها الغاضب لا يساوي شيئا أمام أنفاسها

المتوترة من رؤيته عاري الصدر , هذا فوق احتمالها حقا ... هي لم ترى

رجلا بهذا المظهر سابقا لتكون مشاهدتها الأولى لهذا الرجل بالتحديد

أغمضت عينيها بقوة تحاول طرد صورته تلك وجسده الذي فاق جسد

شقيقها الكاسر بالقميص الداخلي الضيق حين كان يتفاخر به أمامها

ممازحا , نزلت للخزانة تخرج إناء الزيتون الكبير متمتمة

" تعالى لتكسر غرورك بنفسك يا كاسر "

وسرعان ما وقفت تمسح طرف عينها لتطمر تلك الدمعة الحزينة

في محجرها , وضعت في صحن أطباق حوت على ما تركت له

الخادمات بأوامر منها من عشائهم رغم أنها ليست عادتهم لأنه لا

أحد يستطيع تخمين إن كان سيرجع أم سيبات خارج المنزل أو يتناول

عشائه عند أحد من زارهم , سكبت له من الشاي الذي تم تحضيره

للضيوف نهارا وعصير فواكه تم حملت الصينية هامسة ببرود

" يكفيه هذا فلم يحلم به سابقا "

وأخذتها للأعلى وما أن دخلت حتى ضغطت قبضتيها على الصينية

بقوة وهي تراه جالسا على طرف السرير لازال ببنطلونه الجينز

الضيق فقط وحمدت الله أنه كان مشغولا بالسلاح الذي يثبته على

الأرض ويسحب الرصاصات منه بحركة سريعة واحدة وتسمرت

مكانها حين قال ولازال مشغولا بسحب باقي الرصاصات

" أغلقي الباب خلفك "

فعضت طرف شفتها بقوة تثبت يديها أكثر كي لا تقع الصينية منها

للأرض ( ما يخبر هذا الرجل عقله ؟ ولما إغلاق الباب ! سحقا

لشقيقته تلك هي السبب في كل هذا , أقسم أنها انتقمت لنفسها

وبجدارة )

دفعت الباب بطرف مرفقها مغلقة له والتفتت لتقول أنها هنا لتأخذ

ما تريد وتغادر ففوجئت به يرفع سلاحه نحوها ينظر لها من خلال

عين التصويب فيه مغمضا العين الأخرى مدمرا بذلك جميع حواسها

وتماسكها , قال دون أن يكترث لما يفعل " تعالي ضعيها هنا "

فشدت ظهرها متمالكة لأعصابها وقالت وقد تحركت نحوه

" لا يحتاج الأمر لترفع سلاحك نحوي سأحضره بدون أوامر "

قال وهوا يضعه جانبا ونظره عليها وهي تضع الصينية على

الطاولة أمامه " كنت أعدله فقط , هل ستعتقدين بأني سأقتلك

كلما رأيته في يدي "

استوت في وقفتها وتنفست بقوة عبرت فيها عن كل استيائها من

سخريته منها وقالت تتجنب النظر له وهوا بذاك المنظر المعذب

لأي امرأة فكيف إن كانت مربكة أيضا " ثيابي في الخزانة هنا

أريد أخذها فالغرفة لا تكون مفتوحة إلا في وجودك "

رفع نظره المستغرب سريعا لها وتابعت هي قبل أن يسأل

" يبدوا أن أحدهم خمن أني سأنتقل هنا ونقل الثياب دون

أن يأخذ رأيي "

واتخذت بذلك أسلوبا هجوميا وكأنها تضعه أيضا ضمن حلقة

المتهمين وكأنها لا تعرف الفاعل الأساسي , وظنت وقتها بأنه

سيتهمها بفعلها كما خططت شقيقته لكنه اكتفى بابتسامته ملتوية

وهوا يرى تجنبها النظر جهته وقال ببرود " ضننت أنك

ستفضلين النوم عارية على القدوم هنا "

ليسرق نظره ذاك اللون القرمزي الذي طغى على وجنتيها

خجلا قبل أن تقول بضيق " كنت أفضل النوم بفستاني طبعا

لولا أني وجدت مفتاح غرفتي مختف مع ثيابي "

سحب قطعة لحم ونظر لوجهها للأعلى ورماها في فمه وقال

وهوا يمضغها " أفهم أنك لا تريدين المفتاح "

صرت على أسنانها بقهر فها هوا يلعب مجددا بغير نزاهة ويجرها

للتحدث دون تفكير , رفعت نظرها له وأرخت ملامحها المشدودة

لتجاريه وقالت ببرود " إن كنت ستساوم عليه فأعطني ثيابي

وخذه بعدما تجلبه ممن أخذه طبعا "

تراقصت السخرية في عينيه وهوا يراقب ملامحها وقال

" إذا ستنامين على غير عادتك والغرفة بابها مقفل

دون مفتاح "

نظرت له بصدمة لم تخفها ( من أين علم أني أغلقها على نفسي ليلا

بل ومنذ متى يعلم ! ) قالت بحنق وهي تنظر له منشغلا بالطعام

أمامه " لن نمضي الوقت نتنافس من يكسر رأي الآخر لأني

سأرضى أن أبقى بهذا الفستان للأبد ولن أرضى

مجددا باللعب بغير نزاهة "

رفع نظره لها سريعا فشعرت بذاك الشعور الغريزي الذي يقول لها

أهربي لكنها ثبتت قدميها مكانهما تنظر لعينيه هربا من رؤية جسده

وقد قال ساخرا " أنا لم أذكر شيئا من ذلك يا ابنة شراع وأنتي

من ذكره أم نسيتِ ؟ "

كتمت غيظها وحنقهما منه لأنه على حق وقالت ببرود

" ما معنى كلامك إذا ؟ "

استقام في جلسته مظهرا عضلات صدره العاري بوضوح وكأنه

يدعوها للارتماء فيه وأدخل يده في جيبه وأخرج المفتاح منه وفي

حركة سريعة رماه مطيرا يده للأعلى مع صوت شهقتها المرتفعة

وهي تنظر له لامعا في الظلام يعكس نور المصابيح الجانبية للغرفة

وقد حلق عاليا ليستقر على الثريا الزجاجية الصغيرة المرتفعة التي

تزين السقف وقال ناظرا لوجهها المصدوم تنظر للأعلى " إذا ها

هوا ابتعد عن ساحة المعركة كما اخترتِ "

قبضت يديها جانبا بقوة وقالت " كيف وجدته ؟ "

عاد بنظره لطعامه مجددا وقال ببرود " انظري لنفسك أين

تركته لتجده جوزاء وتحظره لي "

شعرت بالأرض تحتها تتحول لنار مشتعلة فتلك المرأة يبدوا أنها

تلعب على مستويات مرتفعة جدا , فلا هي تستطيع اتهامها أمامه

لأنه لم يسأل من جلبها وهذا ما تستغربه ! ولن تستطيع إخباره في

كل الأحوال , ولا أن تسأله أين وجدته لأنها مؤكد صاغت كذبة

جيدة لتعطيه له وليس لها , نظرت جانبا جهة الخزانة الواسعة

متعددة الأبواب وقالت بجمود " سآخذ ثيابي وأنزل أم

لديك طلبات أخرى ؟ "

أشار لها برأسه على الخزانة ودفع الصينية دون كلام فتحركت من

فورها وفتحت أبواب الخزانة بالتتابع تشعر بتوترها يتضاعف من

وجودها معه هنا تحديدا حتى وصلت للتي حوت على ثيابها جميعها

وكادت تحترق وهي تراها مرمية في كومة واحدة لتوضح للرائي

فورا أن من وضعها هنا قد رماها على عجل وقت وجود

صاحب الغرفة هنا وغادر ولتتجه أصابع الاتهام لها طبعا .

رفعت نظرها للخيال الذي ملأ المكان أمامها يقف في الجانب الآخر

من باب الخزانة المفتوح مكتفا ذراعيه القويتان لصدره العريض

العاري ومتكئ على باب الخزانة الأخرى ينظر لها بصمت

فنظرت لداخل الخزانة فورا وقالت " لا تنظر لي هكذا

فلست من وضعها هنا "

قال من فوره " من أحضرها ؟ "

نظرت له مجددا وقالت " لست أنا ولم أكذب "

نقل نظره منها لثيابها المبعثرة داخلها وقال " أعلم "

لم تستطع سؤاله كيف علم ولما قال ذلك لأنها تعلمت شيئا مهما

وهوا أن هذا الرجل كلما حاولت فهمه تدثر برداء غموضه أكثر

نظرت ليده التي امتدت لها وللمفتاح وسط كفها ثم رفعت نظرها

لعينيه فقال ناظرا لعينيها " هذا مفتاح الغرفة وسآخذ الذي لدى

جوزاء ولا تسلميه لأحد مهما كان ولا لها هي "

نظرت للمفتاح في يده ثم لعينيه مجددا وقالت بهمس حذر

" لم أعني بكلامي أني أتهمها "

هز رأسه هزة خفيفة وقال بنعومة ظهرت في خشونة صوته

الأبح " أعلم ما الذي لا تريدين قوله "

أطلقت نفسا قويا متوترا لم يعبر أبدا عن راحتها بأنه يصدق براءتها

من هذا بل كان مشحونا بالخوف من عقل هذا الرجل الداهية , مدت

يدها ببطء لكفه المفرود أمامها وهي تشعر بالارتجاف فقط من فكرة

أن تلمس أصابعها ذاك الكف وهي تأخذ شيئا مسطحا من فوقه .

شكرت الله سرا حين أدار يده في حركة خاطفة رشيقة ليصبح المفتاح

بين سبابته وإبهامه ومده ليدها قبل أن تصل لكفه ففتحتها له سريعا

ووضعه فيه فقبضت أصابعها الرقيقة عليه دون أن ترفع نظرها

له ومدت يدها للخزانة وسحبت فستانا لتنام فيه ووقفت متسمرة مكانها

وهي ترى أنه لا يفكر في الابتعاد فكيف ستخرج ملابسها الداخلية ! لن

تستطيع النوم بثيابها ذاتها التي تلبسها منذ الظهيرة وقد لا يغادر غدا

مبكرا لترجع وتأخذها , كورت الفستان في يديها وقالت بارتباك

ناظرة للخزانة " حسنا أريد إخراج ثيابي "

جاءها تعليقه الساخر دون أن يتحرك من مكانه " ومن منعك ؟ "

نظرت له بضيق ازداد أكثر بسبب تلك السخرية في عينيه وقد

خالطتها التسلية فقالت بحنق " ابتعد هناك عند السرير "

انزلقت نظراته على جسدها ثم انتقلت للخزانة وقال وكأنه

يفتشها بعينيه " لا شيء يستدعي مني الابتعاد "

ثم عاد بنظره لعينيها وقال مميلا ابتسامته " أليس كذلك ؟ "

احترقا خديها بوهج حرارة الإحراج وشعورها بالرغبة في لكم هذا

الرجل يتعاظم أكثر فهل كان يسخر منها حين قال أنه يصدقها !!

نظرت له وقد حولت إحراجها لنظرة حانقة وقالت " ظننتك صادقا

ولست تسخر مني , لست من جلبها هنا وما كنت لأفعلها "

قال بنبرة متزنة متفحصا ملامحها " قلت لك أعلم , فلن تكذب

ابنة رباها زعيم قبائل أبدا , إن ابنتي كذبت أقتلع عينيها "

شعرت بمشاعرها تتهاوى للصفر وهربت بنظرها منه

وقالت بجفاء " ابتعد إذا "

ظهرت الابتسامة اللعوب في بحة صوته وهوا يقول وقد أحنى

رأسه ليتفرس ملامحها التي تهرب بها منه " يبدوا أني أريد شيئا

من أعلى الخزانة وعليا انتظارك لتخرجي ثيابك أولا "

علمت فورا أنه يتعمد إحراجها وكانت ستبتعد مغادرة وتتركها له

وستتحمل البقاء حتى بفستانها هذا على أن تترك له الفرصة لينال

منها لكنها موقنة من أنه يتوقع منها هذا وسيسخر منها كما في المرة

السابقة وينعتها بالجبانة الهاربة , رفعت رأسها ونظرها المتحدي

لعينيه وقالت " لن تربح أبدا حين سأتبع أسلوبك الغير نزيه في

اللعب يا ابن شاهين فاحذرني "

وما لا تعلمه أنها بذلك أشعلت نار التحدي التي يعشق داخله فمرر

لسانه على شفته السفلى في حركة سريعة وعفوية وقال يمسك

ابتسامته اللعوب " أرني ماذا صنع شراع صنوان من هذه

المرأة الواقفة أمامي قبل أن تتنازلي عن العمران طوعا "

لمع التحدي في عينيها وقد رفعت رأسها له وقالت " تذكر

فقط أنك من بدأ صباحا وجاء وقت رد الدين "

ضاعت نظرته المستغربة في عينيها وليس يعلم أن قلبها يكاد يتفجر

من ضغطها عليه وأوردتها ستتهتك وهي تجبر نفسها على فعل

ما تفكر فيه وقد مدت يدها لداخل الخزانة وأخرجت حمالة الصدر

ورفعتها تمسك طرفها لتتدلى على طولها وهي ترفع يدها عاليا

أمامه وقالت " هذه ليست مريحة للنوم "

ورمتها في حركة سريعة على كتفه لتستقر عليه وأخرجت

أخرى وقالت وهي ترفعها أيضا " هذه نزعتها صباحا "

وألحقتها بالأولى فلم تشعر بنفسها إلا وهي ترتفع عن الأرض

صارخة بذعر قبل أن ترتمي على السرير بقوة وشعرها قد

تناثر حولها على همسه الرجولي من بين أسنانه

" سحقا للنساء "

وتبت يديها بقبضتيه جانبي رأسها بقوة منحني فوقها لتبدأ عضلاتها

بالتقلص مجددا وأغمضت عينيها بقوة وهي تشعر بأصابعه تتخلل

أصابع يديها وكفاه القويان تسحقان كفيها ضاغطا عليهما وخرجت

شهقتها مرتجفة لا إراديا ما أن شعرت بانخفاض السرير بجانب

فخذها بسبب ضغط ركبته عليه وفتحت عينيها لتشهق شهقة

أخرى وهي ترى وجهه مقابلا لوجهها فقالت بنفس لاهث

" مطر ابتعد ، أنت تكسر قواعد لعبتك إن نسيت "

أصبح نفسه يلفح خدها بقوة وهوا يدير رأسه وانقبضت أحشائها

غريزيا وعضت طرف شفتها ما أن لامست شفتاه ذاك الخد الناعم

وهي تشعر بخشونة لحيته وشاربه رغم لمسته الخفيفة وقال هامسا

" أنتي من عبث بالقواعد يا نزيهة "

أشاحت وجهها جانبا تبعده عنه وأغمضت عينيها مجددا فيبدوا أنها

بالفعل لعبت لعبة لن تستطيع مجاراته فيها وباتت الطرف الأضعف

رغم موقفها القوي , وكرهت نفسها التي تاقت إليه الآن بل يبدوا أن

ذلك حدث منذ رأته بدون قميص ، خرجت الكلمات من حنجرتها

متقطعة مبحوحة وهي تحاول سحب يديها " لن تستطيع فعل

هذا ، أنت لم توافق على المهر "

وخرجت أنتها مرتفعه في شهقة مكتومة خالطها أنين عميق حين

شعرت بشفتيه على عنقها وأصابعه تقبض على كفيها أكثر

فقالت برجاء هامس " ابتعد مطر أرجوك "

لكنه لم يستجيب لرجائها المخنوق ذاك وانتقلت قبلاته الخفيفة

لأعلى عنقها فأذنها مدمرا جميع حصونها وهمس فيها

" استرخي ولا تفسدي ما أردته بنفسك "

أدارت وجهها له وتحركت بعنف وإن لم تستطع الإفلات منه

قائلة بضيق " لم أرد هذا , أنت السبب وحذرتك منذ البداية

فاتركني أو كانت العمران الثمن ولا تنسى ذلك صباحا "

نظر لعينيها وقال مبتسما بسخرية " يمكن اعتباره مهرا

مؤجلا يا ابنة شراع "

همست تشعر بقلبها يرتجف بقوة " لكن الطرف الآخر لم

يوافق على التأجيل "

ثم رطبت شفتيها بلسانها بسبب شعورها بذاك الجفاف في حلقها

فأمال رأسه هامسا من بين أسنانه " سحقا توقفي عن هذا العبث "

فانفتحت عينيها بصدمة من جملته ولم يترك لها مجالا للدفاع عن

نفسها وقد قبلها بعنف ضاغطا شفتيه على شفتيها في قبلة تحولت

للرقة تدريجيا حتى أبعد شفتيه وعيناها لازالتا متسعتان من صدمتها

ولم تفهم نظرته تلك لها وكأنه مصدوم مثلها أو ضائع في تفكير ما

وأنفاسهما القوية تسابق بعضها ، من صدرها الذي يعلو ويهبط

بانفعال شديد لصدره العريض الذي يتسع بقوة متناغمة مع إعصار

أنفاسه , انزلقت نظراته مجددا لشفتيها الممتلئة بشكل مغري رغم

صغرها وبدأ ضغطه على كفيها يزداد فأغمضت عينيها وقد

تحركت تلك الشفتين المرتجفة بهمس ضعيف محتج بوهن

" لاااا "

لكنه تجاهل ذاك الرفض وانحنى طالبا الارتواء منهما مجددا وكانت

قبلة أرق من رقة سابقتها وقد أرخى قبضتيه عن كفيها وأخرج أصابعه

المتشابكة مع أصابعها وعاد لتمريرهم فوق تلك اليدين الرقيقة الناعمة

في حركة بطيئة تناغمت مع قبلته التي بدأت بهتك دفاعاتها وتدميرها

وهي تشعر بعزيمتها تتلاشى شيئا فشيئا درجة الا وعي ، كانت لتصمد

لو أن تلك القبلة كانت بعنف سابقتها ولو أنه اختارها كعقاب لها , لكن

هكذا رقة وهكذا أسلوب ومن شفتي كهذا الرجل فالمقاومة عبثا ستجدي

خاصة ويداه تترك يديها وقد حضن بهما وجهها وانغرست أصابعه في

شعرها يعزز قبلته تلك أكثر فما كان أمامها من حل سوا الاستسلام ومن

أول مرة عرفت فيها هذا الأمر واختبرته ، ابتعد عنها أخيرا قاطعا ذاك

الوصال المفعم بالشغف ووقف على طوله وقال بهمس لاهث

" غادري يا غسق "

استندت بمرفقها ويدها الأخرى ورفعت جسدها الذي لم تشعر به متهالكا

كما الآن وخرج منها أنين متألم وهي تحاول إبعاد شعرها الطويل من

تحت مرفقها فابتعد عنها خطوتين وأولاها ظهره وهمس من بين

أسنانه " أخرجي بسرعة أو جعلتك تتنازلين مرغمة عن

مهرك الأخرق ذاك .... غادري الآن "

فابتعدت عن السرير ومرت بالفستان وحملته معها وخرجت من الغرفة

راكضة حتى وصلت لغرفتها وأغلقت الباب خفها واتكأت عليه وخبأت

وجهها في الفستان في يديها تمتمت بكلمات هامسة متقطعة وغير مفهومة

ولازالت تشعر بقلبها يرتجف وكأنه نافذة مكسورة تصفقها الريح في كل

اتجاه , رمت الفستان على السرير ودخلت الحمام تكرر عبارات شتمها

لنفسها ولحماقتها , فتحت المياه على أقواها ورمت ثيابها ووقفت تحت

ذاك الماء المتدفق ترتجف وكأنه ينزل عليها قطعا من الجليد , مررت

ظهر يدها المرتجفة على شفتيها وأغمضت عينيها بقوة تسترجع ما حدث

ولازالت تشعر بملمس شفتيه عليهما ثم مررت يديها على رأسها ممسكة

شعرها والماء يتدفق عليه وهمست برجفة " تبا له من رجل مختلف

في كل شيء يفرض سيطرته على كل الأمور "

وليست تعلم كيف أنهت حمامها ذاك وغسلت شعرها وجسدها فلم

تكن واعية لشيء حولها , لفت المنشفة حول جسدها وخرجت ووقفت

مكانها عند باب الحمام وعضت شفتها بقوة وهي ترى ثيابا لها على

طرف السرير فمؤكد هوا من أحضرها هنا فجميع ساكني المنزل

نيام , توجهت نحوهم ورفعت المفتاحان المجموعين في حلقة حديدية

وكانا فوق الثياب وكان أحدهما مفتاح غرفتها والآخر مفتاح غرفته

الذي وقع منها هناك ولا تدري متى أو أين , خبأتهما جيدا ليبتعدا

عن شقيقته ثم لبست ملابسها واندست في فراشها تحاول فقط

النوم وبأي طريقة لكن ذلك كان أبعد من مناها

*

*

رفع سلاح القنص عاليا وقال وهوا ينظر من عينه " اسمع

سأعطيك معلومة مهمة تذكرها دائما "

ثم أنزله ونظر للجالس بجانبه يستمع له بانتباه وتابع " أهم ما يرتكز

عليه القناص هوا طريقة تعديله لإحداثيات ومعدل سلاحه , كلما كان

تعديله دقيقا كلما كان أمهر وأصاب أهدافه بسهولة , ولا تعتمد على

خبرة غيرك لأنك ستحتاج لفعلها بنفسك في أي وقت "

عد تيم بأصابعه ونظره عليها وقال بعبوس " كلامك يعني أني

فشلت في تعديله للمرة الرابعة "

أزال عمير جهاز التصويب من فوق السلاح وقال

" لا تيأس يا فتى فالأمر لن يكون سهلا "

تنفس بضيق وضم ركبتيه مشبكا يديه حولهما وقال " لم أنجح في

تعديله فما سيحدث في التصويب ! لقد يئست "

ضحك ذاك وقال " التصويب أسهل مئة مرة "

نظر له تيم بصدمة فتابع بجدية " التصويب يحتاج ليدين ثابتة ونفس

منتظم ودهن صاف مها كان صاحبه معرضا للضغوط ثم أخيرا والأهم

قدرة الرامي على تركيز نظره في نقطة واحدة وهذه جميعها أجزم أنها

لديك وبتمارين بسيطة فقط ستتقنه أما تعديل التصويب فليس الجميع ملما

به وحتى بعض المهرة في الرماية يلجئون لغيرهم في فعلها ، ثم أنا

لم أخبرك عن الأمر المهم في تعديل مثل هذه الأسلحة "

هز له رأسه بنعم منتبه بشدة معه وتابع ذاك وهوا يرفع السلاح مشير

به لهدفهم المثبت بعيدا " اختر هدفا يوترك ، أكثر شخص يستطيع

أن يشوش انتباهك وهذا عليه أن يكون أمامك وليس أن تتخيله كما

في التصويب حين تتخيل هدفك أكثر شخص تكرهه , هل

فهمت هذه النقطة "

حرك تيم عينيه بتفكير وقال " ما فهمته أنك تستطيع تثبيت

إحداثيات سلاحك على شخص يوترك وجوده "

فرقع ذاك بإصبعيه قائلا بضحكة " هوا كذلك "

نظر للفراغ وقال بتفكير عابس " ماريه هي أكثر شخص يوترني

بسبب ثرثرتها التي لا تتوقف فلا أركز على شيء "

ضحك عمير ضحكة عالية جعلت الجالس بجانبه ينظر له بضيق

وقال " لو أعلم لما تضحك دائما دون سبب "

أخذ عمير نفسا قويا قبل أن يعود للضحك قائلا

" لم أتخيل أبدا أنه لك حبيبة "

وقف تيم على طوله وركل الأرض بحدائه مثير الغبار حول قدمه

وقال بغضب " ما هذا التعبير الأحمق ؟ أنا لم أقل أن لي حبيبة "

حرك ذاك يده قائلا ببرود " لما الغضب هكذا ؟ وأنا لدي حبيبة

أراها كلما كنت في إجازة "

تحرك حينها تيم مبتعدا يتمتم بغضب وصوت عمير يتبعه صارخا

من خلفه " قد لا تكون ثرثرتها التي توترك يا أحمق , أنا

أريد أن نكون أصدقاء مقربين جدا "

فالتفت له من بعيد وانحنى للأرض ورفع حجرا ورماه به وهو في

ضحكة واحدة على شكله الغاضب ثم وقف ينفض ثيابه متمتما

بابتسامة " فتى أحمق لو يعلم كم من رجال أدربهم

يحترمون مركزي ليرميني هوا بالحجارة "


*

*

طرقت باب الغرفة ودخلت وقالت بابتسامة مرتبكة

" صباح الخير عمتي "

بادلتها تلك الابتسام قائلة " صباح النور , إن لم أرسل لك

الخادمة لا تأتين ؟ هل غاضبة مني ابنة شراع ولا أعلم ؟ "

اقتربت منها تبعد خصلات شعرها خلف أذنيها وقالت

" أبدا ومن يغضب من قلبك الطيب ؟ "

ثم جلست على طرف السرير وقالت ناظرة ليديها في حجرها

" نمت فقط لأني لم أنم إلا فجرا "

قالت تلك مدققة على ملامحها " بعد مغادرة الضيوف لم أراك

وخمنت بأنك متعبة واستغربت أن لا تخرجي من غرفتك

صباح اليوم "

وتابعت تكتم ضحكتها " حتى ضننت أنك ستنزلين لنا من

غرفتكما في الأعلى "

نضرت لها بجزع قالت " من قال ذلك ؟ "

قالت نصيرة مستغربة " قلت أني ضننت فما بك يا غسق ؟ "

وقفت وقالت " لا شيء عمتي "

ثم نظرت خلفها وعادت بنظرها لها وقالت بتوجس

" هل غادر مطر ؟ "

قالت مستغربة " حد علمي سيغادر صباح اليوم للحدود إن لم

يجد شيء يجعله يؤجلها قليلا , هل تريدينه في أمر ما ؟ "

هزت رأسها بلا بسرعة وقالت مغيرة مجرى الحديث " حكت لي

حبيبة عن أعشاش الدجاج في الحديقة هل تخرجين معنا ؟ "

قالت بضحكة " حبيبة والدجاج قصة لا تنتهي وكرسيي لا يساعد

في التنقل في تلك الجهة , اجلسي نتسلى قليلا قبل ذهابك "

هزت رأسها بحسنا وعادت للجلوس تنتظر منها ما تتوقعه جيدا بعد

زيارة ابن شقيقها لها يوم أمس , قالت محاولة تبديد ذاك التوتر

" لاحظت أنه لا أحد غير الموجودين في المنزل أقارب لكم ! "

هزت تلك رأسها بنعم بحزن وقالت " زوجي توفي منذ زمن بعيد

وابني اختفى منذ أكثر من سبعة أعوام ولا أحد يعلم حيا هو أو ميتا

ولم نجده رغم محاولات مطر الجادة , أما عمك صقر فقد توفيت

زوجته وهي تلد ابنه ومنذ ذاك الوقت لم يتزوج ولم يفكر فيه أبدا

مهما حاولنا معه "

اجتازت غسق صدمتها بصعوبة وقالت وكأنها تحدث نفسها

" لكم أبناء !! "

ضحكت تلك رغم حزنها وذكرى ابنها الشاب وقالت " نعم ألسنا

بشرا نتزوج وننجب الأبناء ؟ "

قالت بتلعثم " لكني ظننت ... "

ثم رفعت خصلاتها خلف أذنيها مجددا وقالت " ظننت أنه كما

حكي وسمعت .... "

قاطعتها نصيرة مبتسمة " ما يحكى عن شقيقي شاهين طبعا ؟ "

قالت غسق بصدمة " أليس حقيقيا ؟ "

خرجت ضحكة صغيرة منها وقالت " نصفه ونصفه الآخر مجرد

كذب وافتراء فهل انعدمت الإنسانية لديه درجة أن يقتل أبناء عائلته "

همست بخفوت ناظرة لعينيها " ما الحقيقي في الرواية إذا ؟ "

قالت تلك بهدوء " الحقيقي هوا الابن الذي سيحكم البلاد وانتظار شاهين

رحمه الله له بفارغ الصبر وتربيته له بنفسه فقط والباقي لا صحة له

وما كان ليقتل عائلته من أجل باقي كلام الرجل ذاك "

قالت غسق مستغربة " لكنه صدق نصفها الأول ؟ "

هزت رأسها بنعم وقالت " وابني اختفى بعد وفاة شقيقي شاهين وولد

قبلها وصقر ولدت زوجته وتوفت وابنها وشقيقي شاهين حي أيضا

وقد زوج جوزاء وأنجبت طفليها في وجوده يا غسق "

فتحت فمها لتسأل لكن تلك سبقتها قائلة بحزن " وشقيقي دجى

توفي قبل وفاته وقد حاول شاهين جهده أن لا نفقده "

قالت غسق مستغربة " لك شقيق ميت ؟ "

هزت رأسها بنعم وقالت " كان شقيقا لنا من والدي رحمه الله

ولم نرى والدته أبدا فقد أحضره طفلا رضيعا ولولا الشبه

القوي بينه وبين والدي لما صدقنا أنه ابنه "

قالت غسق وقد شعرت بالفضول أكثر لمعرفة قصص هذه العائلة

" وكيف لم ترو والدته أبدا ؟ ... أعني لماذا ؟ "

تنهدت نصيرة بحزن وقالت وقد غابت بنظرها للفراغ " والدته من

الهازان كما أخبرنا والدي وأنها كانت من أجمل أجمل نسائهم , وفي

ذاك اليوم الذي اكتشف فيه جدي الأمر هدده بطرده من القبيلة وإبعاده

عن الحدود معهم فطلقها كما أخبرنا وأحضر ابنه منها وربته والدتي "

هزت رأسها بحيرة وقالت " غريبة قصته ! تربى بعيدا عن

والدته وهي على قيد الحياة ثم مات و .... "

قالت مندفعة " لما قلت أن شقيقك شاهين حاول جهده كي لا

يموت شقيقه دجى ! ماذا حدث ؟ "

خيم الحزن على ملامح نصيرة وقالت " مات في محاولة

للفرار خارج الحدود "

ثم رفعت نظراتها بالجالسة أمامها تنظر لها بصدمة وقالت مبتسمة

" يكفينا من الحديث عن البؤس والمآسي وأخبريني ما الجديد بينك

وبين زوجك فقد جاء يسألني بالأمس إن كان ثمة من يضايقك

من الضيوف "

رطبت شفتيها بلسانها فها قد وصلا للب الموضوع وجل ما تخشاه أن

تكون أخبرته عن الحديث الذي خرجت بعده رغم كثرة الأحاديث وقتها

وهوا من الدهاء أن يكتشف بسرعة صلتها بالعجوز تلك ودخولها إلى

أراضيه من أجلها , مررت أطراف أناملها على خصلات شعرها

وقالت بحذر " أخبرته أنه لم يضايقني أحد لكنه يبدوا مصرا

ثم أنتي تعلمين أنه زعيمهم ولن يرضى أن تهان زوجته

مهما كانت مكانتها لديه "

هزت تلك رأسها بنعم وقالت " وهذا ما سيحدث فلن يتجرأ أحد

على قول شيء في وجهك أو أمامنا أنا وجوزاء وما سيقال من

وراء ظهرك لا تكترثي له "

انفتح الباب حينها وأطلت منه حبيبة برأسها وقالت مبتسمة

" يبدوا أنك نسيت موعدنا سيدتي ؟ "

وقفت وقالت مبتسمة " لا لم أنسى وقادمة حالا "

ثم ودعت الجالسة على السرير بحركة من يدها مبتسمة لها وبادلتها

تلك نفس الحركة تراقبها مبتسمة حتى اختفت خلف الباب الذي أغلقته

ورائها وتمتمت بخفوت باسم " من التي قد تقتل مطر الذي صنعه

شاهين إن لم تكن هذه ! سبحان من كملها في كل شيء "

وما لبث أن انفتح الباب مجددا ودخلت منه جوزاء بوجه عابس

محتقن من الغضب فقالت نصيرة مبتسمة " بسم الله عليك

ما بك وكأن وجهك قطعة من نار ؟ "

قالت تلك بحنق تمسك وسطها بيديها " ليس وقت مزاحك عمتي "

تنهدت العمة بضجر وقالت " ولأنه ليس وقت مزاح أردت أن

أغير من هذا الوجه المكفهر "

قالت جوزاء وبدون مقدمات " مطر أخذ مفتاح غرفته مني "

قالت نصيرة بلامبالاة " وإن يكن ؟ مفتاح غرفته ويخصه "

ازداد غضب تلك من برود عمتها وقالت بضيق

" وأعطاه لتلك "

هزت نصيرة رأسها بيأس وقالت " تلك زوجته ومن الطبيعي

أن تهتم بأموره , ألست من كان يريد زواجه وأن تكون له

زوجة تهتم به "

نفخت جوزاء بقوة وغضب وقالت " سحرته تلك الصنوانية بجمالها

الزائف , سحقا للنساء ... لا أصدق أن الذي أمامي مطر "

لم تستطع تلك إمساك ضحكتها وقالت تستعيد نفسها " أضحكك الله

يا جوزاء من أين جئت بالصنوانية هذه ؟ ثم لا أرى شقيقك تغير

أبدا ولولا صبر ابنة شراع عليه لفرت هاربة مجنونة "

حركت جوزاء يدها في حركة غاضبة قائلة " لا تبدي جهدا أبدا تضع

العمران مهرا لها تلك البلهاء ورأيتِ معي بعينك ما تفعل لتجعله

يستسلم , حركات سوقيات لعينات ! لا أعلم لما مطر يجهل

حقيقتها حتى الآن وهي واضحة أمامه كالشمس "

ظهر الضيق جليا على وجه نصيرة وقالت حانقة من الواقفة

أمامها " جوزاء ما يحدث خلف الأبواب المغلقة لا أنتي ولا أنا

نعلم ما يكون وليس لنا حق الحكم عليه , حياة شقيقك هوا الذي

يقرر فيها فتوقفي عن حركاتك أنتي التي لا أريد نعتها

بالسوقية مثلك يا شقيقة زعيم الحالك "

قالت جوزاء بصدمة " حركاتي أنا ؟ "

علقت نصيرة بغضب " نعم ولا تضني أني عجوز خرفه لا

أرى وألاحظ تعمدك إبعادها عن مجالس النساء "

خرجت ضحكة ساخرة خالية من المرح من ثغر الواقفة عند

الباب وقالت " لعبت بعقلك أيضا , لا أستغرب ذلك "

تنفست نصيرة بضيق ويئس من حقد ابنة شقيقها الا مبرر وقالت

" هي لم تخبرني بشيء وأجزم أنها لن تفعلها أبدا "

ضربت جوزاء بكفيها ثم أشارت بأحدهما وقالت ساخرة " نعم

والواقع أمامك فها هي جعلت مطر يأخذ مفتاح غرفته مني

وهوا لم يفعلها سابقا "

همست تلك مستغفرة الله وقالت " أقطع ذراعي إن فعلتها , أقسم أن

تربية أسرة الزعماء متأصلة فيها لنخاع عظامها ولن تتحدث لا أمامه

ولا أمامي , ولن يحتاج مطر لتخبره ليعرف بنفسه وأنتي تعرفيه

جيدا كما هوا يعرف حقدك المبالغ فيه جهة صنوان جميعهم "

كتفت جوزاء يديها لصدرها وقالت " ما معنى كلامك عمتي ؟

هل أنا التي تخليت عن أصول تربيتي في أسرة زعيم الحالك "

قالت عمتها ببرود " الجواب لديك وليس لدي واتركي شقيقك وشأنه

لتثبتي لنفسك قبلي أنه معك حق يا شقيقة زعيم الحالك , وإن كان

لديك اعتراض على أخذه منك لقلته له بنفسك وأجزم أنك سلمته

له دون حتى سؤال "

أنزلت يديها وشدت قبضتيها قائلة بضيق " بلى سألته وقال بكل

صراحة أنه أعطى مفتاحه لها , لا يهتم بأن ما يفعله

يجرحني أنا شقيقته "

هزت نصيرة رأسها بيأس ولم تعلق فتركتها تلك وغادرت

متمتمة بغضب " أنا المخطئة جئت أتحدث معك "

*

*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 08-09-16, 09:06 PM   المشاركة رقم: 582
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 



*

*

دخل الغرفة يزرر قميص بذلته العسكرية وهمس للمضجعة على

الفراش على الأرض تحضن جسد تلك الطفلة النائمة بسلام

" نامت أخيرا ؟ "

هزت تلك رأسها بنعم ثم استوت جالسة وقالت ناظرة له

" هل قررتم الرحيل للحدود ؟ "

هز رأسه بنعم وقال " اتصل الزعيم مطر وسنخرج بعد قليل ما

أن يصلوا هنا فتجمعنا كالعادة من بلدتنا هذه ولولا ضرورة

الأمر ما تركني أتيت "

هزت رأسها بحسنا وقالت " هل أخبرته انك ستأخذها للطبيب ؟ "

هز رأسه بلا وقال " لم أجد داع لذلك فلا شيء بيده يفعله لها

مثلي تماما لكان فضل عمته على الجميع "

نظرت بحزن للنائمة تحتها تحضن دمية قماشية مصنوعة باليد

وقالت " ضننت أنها لن تنام أبد , لا زالت تذكر جدتها وتطلبها

خاصة وقت نومها وطعامها , مسكينة هذه الصغيرة رأت

ما لم يراه الكبار "

تنهد ذاك بحزن مماثل وقال وهوا يدس قميصه في بنطلون بذلته

" ستكبر وتشفى وتكون امرأة قوية وتأخذ بحقها من كل من تسبب

لها بذلك تأكدي من ذلك يا فاطمة فالظروف هي من تصنع الإنسان

ولن يذهب ضرار سلطان ذاك بذنبها هباءً وستكبر له

يوما وستري بعينك "

وقفت وتوجهت نحوه وأمسكت يده وخرجت به من هناك قائلة

بابتسامة " الله أكبر هذه لن تكون امرأة بل دبابة ! أبعد أفكار

المحاربين هذه عن الصغيرة ولا تؤثر عليها , أريدها شابة

جميلة رقيقة فلا تفقدها سحر جمالها الإلهي "

ضحك وحضن كتفيها وقبل رأسها قائلا سائرين جهة غرفتهما

" من سيخرج بحقها من عائلة والدها إن كانت كما تريدين

رقيقة دقيقة ؟ "

ضحكت تمسك فمها بيدها وقالت " من أين جئت بكلمة دقيقة تلك ؟

ثم طبع الإنسان لا يؤثر عليه شيء فهل تقارن أنت بالزعيم مطر

وأنتما تدربتما معا وخضتما المعارك سويا ؟ "

وقف فوقفت ونظرت له وقد أمسك وسطه بيديه وقال بضيق مازح

" ما قصدك بهذا ؟ ألا أعجبك مثلا تقارنيني بالزعيم ابن شاهين "

ضحكت وحضنته من خصره بقوة مخبئة وجهها في صدره العريض

وقالت " لا حرمني الله منك يا عكرمة , قصدت أنك ألين منه بكثير

وما كنت لأتمنى أن تكون مثله فلست أتحمل قسوتك أبدا "


مسح بيده على شعرها وقبل رأسها قائلا " لا يعرف أحدا الزعيم

مطر مثلنا ورغم قسوته وقوته وشدته يحمل قلبا يحوي الجميع

هوا فقط يحتاج من يفهمه ويعرف كيف يتعامل معه "

*

*


كان صوت ضحكاتها الرقيقة وصرخاتها تملأ ذاك الجزء من الحديقة

خلف المنزل الواسع وهي تحاول مع حبيبة جمع الدجاج بركضهما

خلفهم لمحاصرتهم في مكان واحد وكلما تحرك أحد الديكين جهتها

بالخطأ صرخت هاربة على ضحكات حبيبة عليها , وقد لبست هذه

المرة بنطلونا وقميصا طويلا نسبيا يساعدانها كما اقترحت عليها

وأخذت حجابها معها تحسبا لوجود أحد العمال وإن كان دخولهم

وحسب أوامر مطر لا يكون إلا للضرورة , اقتربت من حبيبة

مبعدة يديها عن جسدها قدر الإمكان وقالت " ها قد أمسكته خذيه "

ضحكت تلك وأخذت منها الصوص الصغير قائلة " لا تقدرين

إلا على أفراخها , أمسكي دجاجة لأرى "

ضحكت وقالت مبتعدة " لا أستطيع ولا لمسها بيدي "

وبعدما جمعوها جميعها داخل القن المخصص لها أغلقت حبيبة

الباب وقالت غسق وهي تمسح يديها ببعض ونظرها عليهما

" لما تدخلينهم ؟ فحسب علمي الدجاج يحب حرية الحركة

طوال النهار "

رفعت حبيبة سلة البيض المجموع وقالت " ثمة طبيب سيأتي

من أجل مرض أصاب بعضهن "

وانتقلت تبحث في كل مكان عن أي بيضة تأخذها أيضا وتلك تسير

خلفها تتبادلان أطراف الحديث حتى قالت ناظرة لساقيها وذراعيها

" أين يمكنني غسلهم قبل أن أدخل المنزل فقدماي مليئتان بالأتربة "

أشارت لها بإصبعها وهي تحاول الدخول لمكان ضيق مادة يدها

الأخرى فيه " الخرطوم موصول بصنبور المياه من أجل سقاية

الأشجار تتبعيه وستجدينه مفتوحا "

فتحركت من هناك من فورها تنفض طرف بنطلونها عند الركبة

وسارت تتبع الخرطوم الطويل الممتد الذي أوصلها لمقدمة الحديقة

فوقفت مكانها وعضت طرف شفتها بقوة تنظر للواقف هناك عند

سيارته المتوقفة جهة المنزل رافعا بنطلونه مثنيا حتى نصف ساقيه

وقميص قطني ضيق بأكمام قصيرة وكان شبه يوليها ظهره ينظف

السيارة بقطعة إسفنجه كبيرة مليئة بالماء في يده , فوقفت تراقبه

بصمت وشعره الأسود يتوهج تحت أشعة الشمس ولازال في حركة

واحدة سريعة ينحني قليلا ثارة وهوا ينظف كل ما تمر به يده منها

ويستوي في وقفته تارة أخرى , وحارت لما يقوم بذلك بنفسه ولديهم

عددا لا بأس به من العمال !! أم أن هذا الرجل يهوى التفتن بجسده

وبقوامه المختلف عن غيره ؟ ضحكت بصمت من أفكارها تلك

وغابت عيناها مجددا في حركات جسده وتقاسيمه وبدأت تشعر

بالحرارة تتسرب لجسدها وهي تتذكر ما حدث بينهما البارحة فقد

هربت اليوم من الجميع ولم تخرج من غرفتها كي لا تلتقي به

وكانت تضن بأنه غادر وليس هنا حتى الآن ووقت الظهيرة

بات يقترب , رفعت إبهامها ومررته على شفتها السفلى ثم عضت

طرفها ولازالت تراقبه وفكرت ما كان سيحدث لو لم يطلب منها

أن تغادر ؟ ماذا إن لم تطاوعه وكانت أشجع مما تضن بنفسها ؟

هل كانت ستخرج كاسبة وستصبح العمران لها أحب ذلك أم

كرهه ؟ ارتجف قلبها من مجرد الفكرة فهزت رأسها بقوة

متمتمة " ما كنت لأفعلها ولو شنقوني وما ضننت أن

الأمر سيصل لذلك "

أبعدت نظرها عنه وانحنت وأمسكت الخرطوم بيدها ورفعته وبدأت

بغسل قدميها وساقيها ثم يديها ووجهها ثم رفعت رأسها باتجاهه فكان

ما يزال على حالته تلك منسجم تماما فيما يفعل فعادت بنظرها للخرطوم

في يدها ثم سوت وقفتها وبدأت بتحريكه في الحوض الواسع النصف

ممتلئ بالماء مستمتعة بمنظر تمايله وهوا ينسكب من فم الخرطوم يعكس

أشعة الشمس وكأنه عقد من ألماس , حرّكته بشكل دائري تراقبه مبتسمة

بانسجام وسرعان ما ماتت تلك الابتسامة حين وصلها صوته من هناك

" لا تتركيه خارج الحوض ويملئ المكان بالمياه , وتوقفي

عن اللعب به كالأطفال "

رمت الخرطوم من يدها في الحوض ونظرت له بحنق وهوا ينظف

زجاج سيارته وكأنه لم يقل شيئا ولم تتخيل أنه كان يراها وهو لم

يلتفت جهتها أبدا ! أخرجت لسانها لظهره وتركت المكان وتوجهت

للجهة التي ستُدخلها لباب المنزل وما أن خطت خطوات قليلة حتى

انزلق كعب قدمها من مؤخرة شبشبها المنزلي البلاستيكي وشعرت

بشيء اخترق لحمها فصرخت قافزة ورافعة قدمها عن الأرض وثنتها

بتألم تنظر ما حدث لها وسط تلك الأتربة التي علقت بها وسرعان ما

أمسكت يد بأصابع طويلة قوية معصمها ووصلها صوته الحازم

المنخفض بنبرته المبحوحة " ما بها ؟ أرني إياها "

أنزلتها فورا ودستها في شبشبها وسحبت يدها منه وتحركت

قائلة ببرود " لا شيء قد يكون مـ.... "

وصرخت رافعة لها مجددا حين شعرت بذاك الوخز القوي فيها

ولم تشعر بنفسها إلا وهي ترتفع عن الأرض وقد أصبحت بين

ذراعيه وقد حملها بخفة قائلا " عنيدة وعنادك هوا الذي يفسد

حياتك دائما "

زمت شفتيها بغضب من تعليقه اللاذع وهي تحاول إبعاد وجهها

عنه وحمدت الله أنه لن يسير بها كل تلك المسافة للمنزل بل أخذها

جهة سيارته التي باتت قريبة وأنزلها عند مقدمتها قائلا

" لا تضعي قدمك على الأرض "

رفعت رأسها ونظرت له وكانت ستتحدث لكن الكلمات علقت في

حنجرتها حين أمسك خصرها ناظرا له ورفعها في حركة واحدة خفيفة

وأجلسها على مقدمة السيارة المرتفعة ثم رفع قدمها يتفحصها بعينيه ثم

تركها وتوجه لباب السيارة وهي جامدة كالتمثال لازالت تشعر بضغط

أصابعه على خصرها تحاول استجماع طاقتها مجددا , أخرج من سيارته

قارورة ماء وما أن وصل عندها حتى فتحها وسكب ما فيها على قدمها

فنزلت الأتربة من عليها ثم رمى القارورة جانبا ورفع قدمها مجددا

ونظر فورا للبقعة الحمراء الصغيرة بسبب تسرب الدماء الفاترة بسبب

امتزاجه مع الماء , حرك إبهام يده الأخرى عليها فصرخت الجالسة

فوق السيارة بتألم ممسكة ساقها " آآآآي "

فقال ونظره على إبهامه الذي لازال يحركه عليها برفق

" تحملي قليلا إنها شوكة لازالت داخل قدمك "

ثم تركها مجددا وتوجه لباب سيارته التي جلس في كرسيها وفتح

الدرج يفتشه لوقت ثم عاد يحمل في يده ما يشبه ملقط الجراحين

ورفع قدمها مجددا ونظر لوجهها وقال " لقد انكسرت فيها لكن

رأسها ما يزال خارجا وهذا جيد , سأحاول نزعه فلا تتحركي "

نظرت له بملامح متألمة وعينان مغرورقة بالدموع بسبب تألمها

السابق منها وقالت تمسك فخذها بقوة " بالرفق رجاء "

عاد بنظره لقدمها وقد خرجت منه ضحكة صغيرة مكتومة

وقال وهوا يرفعها أكثر لمستوى وجهه " تخافين من شوكة !

لا أصدق ذلك "

عضت شفتها قهرا من سخريته وقالت بنعومة مدمرة

" بل أخاف من يدك القاسية "

رفع نظره لوجهها سريعا وعلى طرف شفتيه ابتسامة غامضة لم

تفهمها ثم عاد بنظره لقدمها وعلق بجفاف " لا تخافي لن تكون

مهمة أصعب من إصلاح بندقية معطلة "

صرت على أسنانها بغيظ منه وقالت بضيق " لكني لست

سلاحا ولا جماد تقارنني بها "

قال وهوا يحرك الملقط حول تلك البقعة الحمراء في بياض كعب

قدمها " لم أتحدث عنك بل عن عملي أنا , هلا توقفتِ عن

اتهامك الدائم لي "

سندت كفيها للخلف على السيارة وهمست بصوت كئيب رقيق

" أنا من باتت تتهمك ؟ "

قال بسخرية " لا تحلمي بأن أعتذر عما حدث صباح أمس

لقد حذرتك من البداية وبأنك ستكونين المسئولة عما سيجري "

قالت مندفعة بضيق " لم أتخيل أن تفعلها , ظننتك تهددني فقط

لا يمكنك تصور الموقف الذي وضعتني فيه أمامهما "

أنزل قدمها ورفع نظره لوجهها قائلا بابتسامة ماكرة " ولا أنا

كنت لأتخيل أن تفعليها وتتركيني أخرج لهما بينما كان

الخيار في يدك "

هربت بنظرها من مواجهة عينيه وعاد صوتها للانخفاض

مجددا وهمست بقهر " لا رحمة في قلبك أبدا "

أمسك خصرها وقال وهوا ينزلها " لا بأس فها قد علمنا أننا

نلعب من نفس المستوى "

لم تعلق تنظر لقدميها وقد قال " دوسي عليها الآن فوق الحداء

لابد وأن الألم قد زال "

وضعتها عليه وحركتها قائلة باستغراب " اختفت ! كيف ؟ "

ثم رفعت نظرها لوجهه القريب جدا منها وقد قال مبتسما

بسخرية " نزعتها طبعا "

خرجت شهقتها الرقيقة مصدومة وقالت وقد نزلت بنظرها لها

وهي ترفعها لتراها " لم أشعر بأنك نزعتها ! "

اقترب من جسدها دافعا له ليلتصق بالسيارة خلفها وحاصرها بيديه

اللتان وضعهما على الحديد خلفها يراقب نظراتها المصدومة مبتسما

بمكر وهمس " الم أقل أنها مهمة سهلة جدا "

تنفست بقوة تحاول الهرب بنظرها عنه وقالت تدفع صدره بكفها

" شكرا لك هلا تركتني أغادر "

خرجت منه ضحكة صغيرة وابتعد عنها قائلا

" جبانة "

نظرت له بحنق وقالت " لست جبانة ولا أسمع منك هذا مجددا

أو تحمل التبعات "

قال بمكر مركزا نظره على عينيها المدججة بالغضب الفاتن

" أريني قدراتك إذا "

لعنت لسانها الأحمق على ما قال وقد توهجت خديها بسرعة البرق

وقالت بخفوت أبح " أنا لست مثلك أستغل ضوء الشمس والأماكن

المكشوفة "

ونظرت بصدمة لوجهه حين رفعه للأعلى وملأت ضحكته أذنيها

الضحكة التي لم تسمعها سابقا منه بل ولا حتى من غيره ! ضحكة

رجولية عميقة مختلطة بتلك البحة الغريبة , أنزل رأسه ونظر لها

وقال وابتسامته بسبب ضحكه ذاك ما تزال تزين شفتيه

" أجل فأنتي لا تلعبين إلا في الليل وفي الغرف المغلقة "

تصلبت ملامحها وكأن ثمة من حنطها فجأة وكادت تنفجر عيناها

دموعا فدفعته من صدره وتحركت قائلة بنبرة انكسار عجزت عن

إخفائها رغم محاولاتها " أعز الله والدي الذي لم يربني

لأكون ذليلة أو ليذلني أحد "

أوقفتها يده التي أمسكت ذراعها تمنعها من الابتعاد وهمس من

خلف أذنها " أنتي من حدني على هذا , كنت أريد حقا الاعتذار

عما حدث البارحة وأنسيتني ذلك "

شعرت بالاحتراق من صدى كلماته بسبب ذكره لما حدث بينهما أكثر

من احتراق خدها وجانب وجهها من أنفاسه الساخنة , ومر ذاك الموقف

أمامها وكأنه حدث الآن وهي من هربت من مواجهتها له بسببه , لم تتمنى

حياتها أن تنقشع من الوجود كما تمنتها تلك اللحظة وحمدت الله في سرها

أنه لم يذكّرها بأنها السبب فيما حدث منذ البداية أو أن يتهمها بالرغبة

فيه , سحبت يدها من ذراعه وتحركت في صمت وبخطوات

سريعة وجهتها باب المنزل البعيد قليلا عن نظرها

" غسق "

وقفت مكانها ودون شعور منها ما أن وصلت تلك الحروف لمسمعها

وأسمها الذي قد ميزه بطريقة لم يتقنها أحد غيره وقبله , وقفت لكنها

لم تلتفت له فوصلها صوته مع صوت فتحه لباب سيارته " جهزي

لي غيارين مريحين وبذلة عسكرية في حقيبة والحمام لأستحم "

تحركت مجددا وقد وجدت الفرصة لرد الدين وكرامتها المهدورة

فلوحت بيدها وهي تسير بخطوات بطيئة متمايلة وقالت بنبرة

رقيقة ساخرة " ولا تدخل الخادمات أبدا لعرين الأسد "

فعض شفته بغيظ منها وقد فرت بخطوات سريعة جهة المنزل

ضاحكة فأغلق الباب بقوة بعدما رمى الملقط على الكرسي

وتحرك خلفها هامسا بابتسامة " تلك الجنية سترى "

*

*

راقبته من بعيد وقد ضرب سماعة الهاتف بقوة معيدا لها مكانها

ثم دفن رأسه بين يديه فاقتربت منه حتى وصلت عنده قائلة

بتوجس " ماذا حدث يا شراع ؟ لا تقل أنها مصيبة جديدة "

رفع رأسه وتأفف قائلا " ذاك المجنون جبران كلما علم أني

أرسلت شخصا لمكانه فر مني ذاك الطفل "

جلست وقالت بحزن " هوا أكبر أبنائك وكم كان أقربهم لك وتمدح

رجاحة عقله فلما تناديه بالطفل الآن ؟ هوا يحتاج فقط لدعمنا جميعا

وللصبر وبعض الوقت حتى يتخطى صدمته وجرح مشاعره "

قال بضيق صارخا فيها " توقفي عن الدفاع عنه , طفل وألف طفل

وحكمي عليه كان خاطئا وظهر على حقيقته ما أن مر بموقف اختبر

فيه نفسه وقوة تحمله , ولن يرتاح ذاك الولد حتى يفعل شيئا

نندم عليه جميعنا "

قالت بتوجس وخوف " ما هذا الكلام يا شراع ؟ هو مهما حدث

لن يقدم على شيء يضرها أو يضرك أنا أكيدة من ذلك

وسيحسب حسابا لكـ ..... "

قاطعها بضيق " ذاك الأحمق يتتبع جميع أخبار وتحركات ابن شاهين

ولن تكون نواياه حسنة أبدا وعليه أن لا يصله ويتحدث معه "

قالت بصدمة " تعني أنه قد يخبره عن حقيقة غسق وأنها ابنة عمه ؟ "

وقف شراع على طوله قائلا " لن تفهمي أبدا مهما شرحت "

ثم نظر لها ونظرها معلق بوجهه فوقها باستغراب وقال بجدية

" علمت ما السبب وراء ابن شاهين , علمت ومن غبائي

لم أفكر به إلا متأخرا "

قالت بصدمة " علمت ماذا ؟ "

مسح وجهه بكفه مستغفرا الله بهمس ثم قال بصوت أجوف كئيب

" هوا يعلم أنها ابنة عمه , يعلم ومن قبل أن تصل له هناك "


المخرج ~

بقلم الغالية : لامارا


غسق


لـ طالما عشقت النوافذ
عند الفجر والغروب والمساء
وفي فصل الربيع والخريف والشتاء
ففي الصيف تدخل أشعة الشمس بلا استحياء

***


لكن هذا المطر هادم الملذات
مفرق الجماعات لا يأتي وحيداً
بل تأتي معه الصواعق والغارات
والرعد والبرق كلٌ مرعبات

***


أما أنا أتيت لأرضه لا لضير
فقط أدرت معرفة الأنساب
لكن شاء الله مسبب الأسباب
أن يجدني مفرق الأحباب

***


فأخذني لبيته مصابة جريحة
قلبي مجروح وفي ساقي جبيرة
فأنا ابنة الصوان في حكم أسيرة
وأعلم أنا أحبابي في ألف حيرة

***


وتحايل ابن شاهين على أبي
فاتخذ مني زوجة بالخدعة والحيلة
ولم يملك أبي لخلاصي أي وسيلة
فقد حسبها ابن الحالك بمعادلةٍ طويلة

***


عرسي بلا فرحة ولا دفوف تزفني
نقوش حناء وشمت على جسدي
تحكي حكايات سبيي وقهري
فاللباس لباس عرسٍ وعروسٌ لا أجدني


***

ودخلت لبيته كعروس بلا مهر
فأين المهر يا ابن الحالك مطر
فأنت حتى في مهري تحتال
وحتي في حقي تراوغ وتختال

***


لا أريد ذهب وجواهر أو مال
أريد فقط أرض العمران
ولن أتنازل وأنا ابنة الصوان
فادفعها لي أو تسريحٌ باحسان


***

قلت لي كانت من كانت
لا امرأة هذا مهرها على مر الأزمان
فأجبت كانت من كانت غيري
فأنا غسق حسناء الصوان

***



أنا ابنة شراع إن كنت جاهله
أنا ابنة كريم عُرفت خصاله
أنا أنا ومن بعدي الطوفان
وأنت اخترت فتحمل الأوزان


***


الحرب خدعة لكن الزواج استقرار
بيت هانيء وسكن وأطفال
وحب ومودة كما ذكر في القرآن
أختم كلامي بامضائي أنا

غسق شراع آل صوان

***



نهاية الفصل ....موعدنا القادم مساء الثلاثاء إن شاء الله


 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 08-09-16, 09:23 PM   المشاركة رقم: 583
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 33 والزوار 70)
‏bluemay, ‏غزلان سلمى, ‏مالي عزا من دونك, ‏Electron, ‏حربا, ‏همس الريح+, ‏بطه اورنج, ‏ons_ons, ‏نسمات الحنين, ‏الخاشعه, ‏اروع الذكريات, ‏missliilam+, ‏عمر البعد, ‏ديـ*M*ـوم, ‏زهر التيوليب, ‏نور سوريا, ‏طُعُوْن, ‏وافتخر اني عراقي, ‏غير عن كل البشر, ‏اثير بنت الامير, ‏الجابيه, ‏نونوا ونونو, ‏Metan, ‏ليل الشتاء, ‏حلم الشروق, ‏حكايه}.., ‏sloomi, ‏نور الغيد, ‏طوطه1985, ‏مهره الفهد, ‏برد المشاعر+, ‏soma libya, ‏لينالين


قراءة ممتعة

لي عودة بتعليق بعد القراءة غدا ان شاءالله.

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 08-09-16, 09:29 PM   المشاركة رقم: 584
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 120 ( الأعضاء 42 والزوار 78)
‏فيتامين سي, ‏Love asmo, ‏yasmin.foll, ‏أسيه, ‏لينالين, ‏نوره نوره نوره, ‏هدوء العواصف, ‏&*لحن المفارق*&, ‏ام مطلق, ‏hoouur, ‏غزلان سلمى, ‏مالكا قلبي, ‏bluemay+, ‏طوطه1985, ‏حلم الشروق, ‏ملكة الجليد+, ‏همس الريح, ‏مالي عزا من دونك, ‏Electron, ‏حربا, ‏بطه اورنج, ‏ons_ons, ‏نسمات الحنين, ‏الخاشعه, ‏اروع الذكريات, ‏missliilam, ‏عمر البعد, ‏ديـ*M*ـوم, ‏زهر التيوليب, ‏نور سوريا, ‏طُعُوْن, ‏وافتخر اني عراقي, ‏غير عن كل البشر, ‏اثير بنت الامير, ‏الجابيه, ‏نونوا ونونو, ‏Metan, ‏ليل الشتاء, ‏حكايه}.., ‏sloomi, ‏نور الغيد, ‏مهره الفهد

قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة...... لنا وللغالية برد المشاعر

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 08-09-16, 10:15 PM   المشاركة رقم: 585
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

ميششششششششووووووووو!!!!!!!!! تعملي ضيااافة وعصير تفااااااح وما تأخذيش من انتاج مزرعتي !!!!! ليه ليه ليه !!!!! و كمان اخد مطر منها حصته ! ولو انه ما لحقش يشرب هو والست الرقيقة غمسسسسس ... ولكن لن ايأس أبدا لن استسلم .. سأخلص الحلبة من كل الشروووور 🐯🐯🐯🐯🐯🐯🐯🐯😫😫😫😫😫😫🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎🍎

 
 

 

عرض البوم صور missliilam   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المشاعر, المطر, بقلمي, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية