جنون المطر ( الجزء الأول )
الفصل الثالث
مدخل
بقلم الغالية: همس الريح
انا ....
ابحث عن نفسي في من حولي و لا اجدني
ابحث عن رائحة امي ، عطر ابي ..و عبق اهلي ..
انا غسق ..
******
وسط سكون ذاك المنزل الكبير والإضاءة المسائية الخفيفة
التي يعتمدها الجميع هنا من أجل توفير الكهرباء ، كانت جالسة
تتسلى بهوايتها المفضلة ورغم نصائح الأطباء لها بأن تتجنبه
قدر الإمكان بسبب تحسس جهازها التنفسي منه لازالت هدايا
مشغولاتها الصوفية تصل للمقربين لها دائما ولازال عمها
لا يلبس شتاءا سوا الجوارب الصوفية التي تحيكها له بيديها
وحتى شال عمتها تجدده لها كل عام .
تنسج ومع كل حركه لمسمار الحياكة ولف للخيط بين يديها تحكي
عيناها له ذكرى صُنعها لهذه الأشياء لابنيها وزوجها اللذين حرمها
منهم تجدد الحروب وخرق الهدن من عشر سنين ولأنه من صنوان
وهي من الحالك كان مصيرها كالعشرات غيرها أصبحت هي في
مكان وزوجها وابنيها في مكان آخر لا يمكنها حتى تقصي
أخبارهم والسؤال عنهم , وهذا دائما مصير الأنساب بين القبائل
حين تتحول البلاد لحرب دامية , فمن أكثر من عشرة أعوام
تزوجها أحد كبار قبيلة صنوان كإثبات لعودة وحدة البلاد ولو
جزئيا ليفتحوا الأبواب لزيجات أخرى ممن تحركت فيهم النخوة
لتقليد ذاك الرجل وكان الخبر بالنسبة للجميع فرحة لا توصف
وأمل أشرق حديثا في دعوة لنسيان الدماء والأحقاد لكن النتيجة
كانت مدمرة لهذه العائلات حين دارت رحى الحرب مجددا بسبب
قبائل الهازان في الشرق لتدفع تلك النساء الثمن سريعا بأن حرمن
من أطفالهن صغارا وأغلبهن تُركن هكذا معلقات لا فرصة لهم ولا
في الزواج من جديد ، كهذه المرأة التي أصبح ابنيها الآن في
العاشرة والحادية عشرة من العمر وهي لم تراهما من عشر سنين
توقفت أفكارها مع توقف حركة يديها وأنزلتهما لحجرها حين
سمعت حركة عجلات الكرسي المتحرك خلفها وهي تقترب
ناحيتها فالتفتت للخلف وابتسمت للجالسة عليه تدفعها به إحدى
الخادمات حتى أوصلتها عندها وغادرت لتبتسم لها قائلة
" من علّم عمتي السهر على غير عادتها "
فبادلتها عمتها الابتسامة محركة مسبحتها بيدها لتفك التشابك
البسيط في خرزاتها وقالت " ومن يأتيه النوم مع صوت
هذا المطر القوي "
ثم أردفت قائلة " هل عاد شقيقك ؟ "
هزت تلك رأسها بلا وقالت وقد عادت بنظرها ليديها اللتان رفعتهما
تنهي حياكتها " سيكون وصل لحوران منذ الصباح وتعرفي ابن
شقيقك جيدا سيمر بجميع حقول مدننا الشمالية بما أن المطر
وصل لأقوى حالاته وقد لا يرجع قبل الفجر "
انفتح الباب حينها ودخل محور حديثهما للتو وأغلقه خلفه بقوة
كقوة الرياح الماطرة التي تحاول فتحه لتتسلل معه للداخل وتابع
طريقه للسلالم المجاورة له فورا وصعد قائلا بصوت وصلهما
بوضوح رغم انخفاضه
" السلام عليكم "
وتابع صعوده دون أن ينظر ناحيتهما ولا أن ينتظر ردهما
لسلامه فقالت عمته بابتسامة تشاكس بها الجالسة أمامها
" علمتُ الآن لما جعل السلالم قريبا من باب المنزل
كي يصعد مباشرة ولا يرانا أنا وأنتي "
هزت جوزاء رأسها بيأس وقالت " وكأنه لم يكن في
حرب وغائبا عنا لأيام ونحن نأكل أنفسنا انشغالا عليه "
تنهدت الجالسة أمامها وقالت وهي تدير إحدى خرزات
المسبحة بين أناملها " تعرفين طبائع شقيقك جيدا فما
سيغيره فجئه ؟ "
قالت بامتعاض " بل ما أعرفه أن والدي صنع منه ما
يريد وقتل فيه ما نريد نحن وهذا يكفي "
هزت العمة رأسها وقالت بهدوء " جيد أنك لست
زوجته فما كنتِ ستصنعين بنا ؟ "
ضمت مساميرها مع بعض ولفت حولهما باقي خيط الصوف
ثم لفتهم في القطعة التي تحيكها وقالت وهي تضعهم على
الطاولة بجانب كرسيها " فليرضى هوا ويتزوج وليفعل بها
ما يحلو له وإن وضعها أمام الباب وداس عليها وصعد "
ضحكت عمتها وقالت " شقيقك هذا لن تغير أفكاره ناحية
الزواج والنساء ولا حتى حسناء صنوان "
لوت جوزاء شفتيها وقالت بتذمر " يا حسناء صنوان هذه
التي أصبحت مضربا للمثل حتى هنا في الجنوب "
قالت تلك محركة لخرزات المسبحة " وكيف لا يصفون ابنة
زعيم صنوان بحسنائهم وهي فاقت جمالا كل نساء قبائلهم
وفيها كتب أحدهم قصيدة حفظها الكثيرين وطردوه أشقائها
وأبناء عمومتها من البلاد بأكملها متوعدين بقتله , وتذكرين
مثلي حين رأيناها في اجتماع المهادنة ذاك من أربع سنين
وأقسم أنها تستحق ما يقال فيها ووصفها بالحسناء قليل "
رفعت حينها جوزاء نظرها في النازل آخر عتبات السلالم
ولم يشعرا به يحمل في يده مجموعة أوراق فتح باب المنزل
وخرج منه ويده الأخرى لازالت تمسك الباب يُحدّث أحدهم
في الخارج ولم يفته طبعا حديثهما الذي وقع في أذنه مباشرة
لكن عقله لم يعر الأمر أي اهتمام ليس لأنه كلام سبق وسمعه
عن تلك الابنة ومن رجال من أكابرهم بل لأن هذه الأحاديث
بمجملها آخر اهتماماته فلم يعرف الخوض فيها منذ ولد ويكره
تحدث الرجال في أمور هامشية مثل مفاتن النساء ويرى أن
الحرب والنساء لا يجتمعان على رجل إلا وخرج دون كليهما
وهوا يرى نفسه رجل حرب ورجل الحروب لا حاجة له بالنساء
أغلق الباب وصعد مجددا ونظرات الجالسة مقابلة له لازالت
تراقبه وقالت بضيق ما أن صعد " انظري لعمامته تقطر ماءً
على جبينه وفكيه ولم يكلف نفسه عناء نزعها بعد صعوده
لو كانت له زوجة لنزعتها منه رغما عنه "
حركت المقابلة لها عجلات كرسيها للخلف قليلا قائلة بابتسامة
وبنبرة تقصد بها إغاظتها " قد تكون حسناء صنوان لم تتزوج
بعد فلنقنعه بها يجعلها صفقة مهادنة معهم ويتزوجها
لتنزع عمامته كلما تبللت "
وقفت حينها جوزاء وأمسكت بمقابض كرسيها وقالت وهي
تحركها به " يبدوا أن النعاس بدأ يداهمك وبدأت تخرفين
لن يكون ابن والدي الذي أعرفه إن ربط مهادنة بزواجه
بامرأة وإن عرضها عليه زعيم صنوان عرضا "
*
*
*
نزلت السلالم بهدوء بعدما علمت من الخادمة أن والدها
وصل منذ قليل وأنه في الأسفل , وما أن وصلت منتصف
السلالم وجدت جبران جالسا معه فجلست حيث وصلت حتى
يغادر ابنه أولا فحديثهما كان يدور عن شؤون قبائلهم ومدنها
ومؤكد لن يطول ولا تريد النزول وجبران هنا تجنبا لتجنبه
لها وقد حالفها الحظ أن نزولها لم يكن قبل ذلك بقليل حين كان
جبران يخير والده بين أن يزوجها له أو يتركه يذهب للحدود
دون عودة , قال شراع بجدية " الحال لن يدوم هكذا ومع ترديه
قد يتحول للأسوأ , إمداد الكهرباء أصبح محاطا بمخاطر كبرى
ولن تقدم الدول المجاورة الدعم دائما , محاصيلنا في تناقص
ولدينا مشاكل معقدة في المستلزمات الطبية وجرعات لقاحات
المواليد الجدد , يرى مشايخ أجواد جمع المال من الناس رغم
أن الناس أحوج منا للمال , سأسافر اليومين القادمين لبحث حلول
لهذه المشاكل قبل أن تستعصِ أكثر خصوصا بعد إغارة ابن شاهين
على الهازان فقد أصبحت المواقف الدولية في تذبذب وقد رفض
حضور الاجتماع الطارئ الذي كانوا سيعقدونه من أجل ما
حدث ويطالب بالمفاوضة على العمران "
قال جبران " تفكيره أبعد مما توقعنا !! ثم العمران لنا
لا هي للشرق ولا للجنوب "
تنهد واتكأ لظهر الأريكة وقال " كانت لنا ويبدوا أنها ستصير
له إلا إن قدّم له الهازان تنازلات ترضيه ليتركها , العمران
نقطة محورية إن أصبحت في قبضة ابن شاهين سيكون دورنا
أيضا في التحرك على حدودنا لأن نواياه حينها ستكون غير
متوقعة وعلينا أخذ الحيطة والحذر , ولا تنسى أنه في الشرق
بؤرة للإرهابيين في جبال أرياح وإن رأى المجتمع الدولي
أن ابن شاهين قادر على دحرهم أيضا سيقفون في صفه
في زحفه على الشرق وإن من تحت الطاولات "
قال جبران بنبرة استغراب " أريد أن أفهم فقط كيف
يديرون مدنهم ونحن هنا الذين في شبه سلم معهم نكاد
نجن ولا نجد حلولا لكل مشاكلنا !! "
قال شراع بهدوء " كل منهم تجد له ما يكدره , ومسئولية
إمساك بلاد تعاني حربا ليس بالأمر السهل ولا يستلمها إلا
من كُتب له الشقاء "
وقف حينها جبران وقال " هل تأمرني بشيء ؟ "
هز رأسه بلا دون كلام فقال مغادرا " فكر فيما تحدثنا
فيه إذاً لأني بالفعل أريد أن أكون معهم هناك "
ثم غادر مبتعدا ونزلت حينها التي أتعبها الجلوس هناك وسماع
أخبار الحرب والموت , وما أن شعر بها شراع حتى قال مبتسما
" تعالي هنا وأخبريني ما سبب رفضك للطعام الليلة "
قبلت رأسه وجلست بجواره وقالت " لا رغبة لي
في تناوله ولا سبب آخر "
قال مبتسما " في عينيك كلام فقوليه بسرعة
فوالدك يريد أن ينام "
هزت رأسها بحسنا وقالت " سأقوله لكن لدي شيء
غيره نتحدث فيه أولا "
أمسك خدها بكفه وحرك إبهامه تحت جفنها لتتابع حديثها
فقالت " لما لا تتزوج بدلا من هذه الوحدة فوالدة
أشقائي رحمها الله مر عامان على وفاتها "
ثم تابعت مبتسمة " أريد طفلا أتسلى به وقت فراغي "
أبعد يده عن خدها وضحك وقال " طفل في هذا العمر وزواج
ويفترض بي أن أزوج أبنائي اللذين أصغرهم أصبح
في منتصف الثانية والعشرين "
قالت بإصرار " وإن يكن , أنت لست كبيرا ومن
حقك أن تتزوج "
أمسك كفها بين كفيه وقال بهدوء " وأجلب لك من تكدر
صفوك من جديد وتضع رأسها من رأسك وتغار منك
هل هناك من تجلب الهموم لنفسها ؟ "
ضمت يده بيدها الأخرى وقالت باستياء " ولما ستغار
مني ؟ أنا ابنتك ولست زوجتك "
ضحك ورفع يديه وقبل كفها الناعم ثم قال " وزوجتي رحمها
الله كانت تغار منك وهي تعلم أنك لست زوجتي "
عقدت حاجبيها وقالت برجاء " ذلك كان بسبب والدتي التي
نزلت عليها ضرة وليس غيرة مني فلا تغلقها من
جميع أبوابها أبي أرجوك "
هز رأسه بلا وقال " ما كانت غيرة من والدتك وهي ترفض
حتى أخذك للحفلات معها وتتضايق من جلوسي معك ومن
حديث الناس عنك , لن أتزوج بأخرى تضايق صغيرتي أبدا "
تنهدت بيأس وقالت " وإن تزوجت أنا وخرجت
من هنا هل تتزوج أنت ؟ "
ضحك وقال " هل ستوافقين على الزواج فقط لأتزوج ؟ "
رفعت خصلات غرتها خلف أذنها وقالت " نعم من أجلك أفعلها "
قال مبتسما " حتى إن كان الزوج أحد أبنائي "
ماتت حينها ابتسامتها ولاذت بالصمت فمسح على شعرها وقال
" وصلني الجواب يا غسق وبغيرهم لن أزوجك والبلاد في هذا
الوضع المتذبذب , فلن تحصي عدد من يخطبونك مني حتى في
مجالس شيوخ القبيلة , منهم من أراد نسبنا ومنهم من أراد حسنائنا
ورفضتهم جميعهم ولن أسلمك لأي كان فقط لكي أتزوج , وأحترم
نظرتك لأبنائي على أنهم أخوة لك لا أكثر فالذنب كان ذنبي
منذ البداية "
تنهدت حينها براحة لأن جبل الزواج انزاح من على كتفيها
أخيرا رغم الحزن الذي غمرها برفضه فكرة أن يتزوج ثم
قالت بيأس " ألا أمل أبدا في أن تغير رأيك ؟ "
أدخل يده في جيبه وأخرج منه شيئا وضعه في كفها وأغلقه
عليه بيده وقال " لا أمل , وعلمت من عمتك أن ابنة إحدى
أخوالك ستتزوج وأعلم أنك لن تطلبي مني "
قالت محاولة إعادتهم لكفه " أبي أقسم أني لا أحتاج
شيئا فاترك النقود معك أفضل "
استل كفه منها وقال " أنا أعطيتك فلا ترديني , وأخبريني ما
هوا الموضوع الآخر الذي تريدين الحديث معي فيه "
قبضت على النقود في يدها بقوة ونظرت للأسفل وقالت
بهدوء حذر " لم أعد أريد الذهاب للمدرسة "
لم يعلق ولم يتحدث فرفعت رأسها ونظرت له وقالت
" أرجوك أبي لا أريدها , هي ضاعت مني من عامين ثم ما
سأفعله بشهادة ثانوية والبلاد لا جامعة فيها , وأنا كرهتها حقا "
وقف حينها ليرتفع نظرها ورأسها مع وقوفه وقال " كما تريدين
فقط لأني لاحظت تعب نفسيتك هذه الفترة بسبب ما يقال فيها
لكن الامتحانات ستذهبين لها "
وقفت حينها مبتسمة وقبلت خده وقالت " شكرا أبي أعدك
أن أدرس هنا وأذهب لها وقت الامتحانات "
سارت برفقته وصعدا معا حتى دخلت غرفتها وتابع هوا سيره
لجناحه وعيناها تراقبه بحزن , كم تخشى فقده يوما وكم تخشى
البعد عنه وكم تخشى من ظلمه لنفسه وهوا يضحي بكل شيء
من أجلها , اتكأت بيدها على إطار الباب واتكأت بجبينها عليها
وقد اجتاحتها ذكريات أوقظها والدها الليلة حين كانت زوجته
والدة أشقائها على قيد الحياة فكم كرهتها وعاملتها بسوء في
غيابه وكانت هي تتستر على أفعالها كي لا تضايقه حتى أوصل
له أحد أخوتها كل ما يحدث من ورائه بعدما اكتشف المستور
وما كان ذاك إلا جبران الذي عصى والدته وأغضبها منه لسنوات
حين أخبر والده بما يحدث معها وتسبب ذاك الأمر بما خشيته هي
كثيرا وسكتت من أجل أن لا يحدث وهوا خصومة كبيرة بينهما
جعلت كل واحد منهما ينام بعيدا عن الآخر لأشهر , كم كانت تلك
الأيام صعبة وكم كان حنان والدها وحب أخوتها لها داعما أساسيا
لتصبر وكان قدوم عمتها فيما بعد بصيص نور جديد في حياتها
فأصبحت تجد فيها حنان الأم تجد فيها النصح والتوبيخ المفعم بالحنان
والخوف , لو كان لها عائلة والد ما تمنتها أفضل من هذه العائلة لكنها
لا تستطيع أن تتجاهل الأمر , من هوا والدها ؟ من أهلها ؟؟ أعمامها
عماتها أخوتها وهل لها شقيقات تمنتهن كل حياتها أم لا ؟ والأهم لها
نسب لها عائلة يقال أنها ابنتها وترحمها الناس من الهمز الذي تسمعه
وهم يتعمدون إسماعها إياه , تنهدت بأسى قد قطعت به تلك الأفكار
ودخلت لغرفتها نظرت لكتبها على الطاولة وتوجهت نحوهم وحملتهم
ورمتهم في خزانة أغلقتها للأبد فهي حفظت هذه المناهج من كثرة
الفراغ والوحدة والهروب من التفكير في واقع البلاد كما كرهت أن
تكون طالبة في الثانوية وهي على مشارف العشرين من عمرها
ويفترض أنها الآن في الجامعة فكم هو سخيف أن ترى نفسك
في مكان أقل من عمرك فهي تريد أن ترى نفسها شابة ناضجة
تخطت مرحلة الثانوية فلما يريدون إرجاعها للوراء ؟؟!!
وقفت أمام مرآة الخزانة وفكت شعرها ليغطي ظهرها وتدلت جوانبه
كستائر حريرية عل كتفيها حتى نزل مغطيا كامل ذراعيها وخصلاته
المقصوصة تعانق جبينها ونحرها وذقنها وهي تتذكر كلمات جليلة
لها يومها في منزل خالها وهي تقول لها ( يا حظك يا غسق يقولون
أن الرجال يحبون الشعر الطويل والناعم وأنتي اكتسبتِ الصفتين
وستسحرينه من نظرة واحدة لوجهك فكيف بشعرك معه ؟؟ لن
ألومه إن عسكر عندك أسبوعا ولم يخرج لأحد )
جمعت شعرها بسرعة وابتعدت من هناك ودخلت سريرها وهي
تستغرب من سيطرة كلمات جليلة عليها الليلة فكم سمعت المديح
ولم تعره أي اهتمام فما تغير بها هذه الآونة لتصبح تهتم بما يعجب
الزوج وما سيجعلها بهية في نظره وما سيسلبه لبه ما أن يراها
دست رأسها تحت اللحاف وهي تردد في نفسها ( لن تتزوجي يا
غسق , ما تصنعيه بالزواج وحتى والدك يرفضه ؟ هل ستتزوجين
برجل مدني ينام في حضنك ويترك الدفاع عن أهله وقبيلته كي لا
تترملي ويتيم أبنائك أم ستتزوجين بأحد رجال الحدود تريه يوماً
بعد عشرة أيام فقط لأنه يدافع عنك وعن غيرك وفي نفس
الوقت يقتل أبناء بلاده )
تأففت من جديد وتقلبت كثيرا حتى غلبها النعاس أخيرا وتمكن
منها فعلى الأقل هي تخلصت من همين هم الزواج بأحد
أخوتها وهم الدراسة
*
*
*
في ذاك المجلس الأرضي الواسع بالسجاد العجمي السميك
المزركش بالنقوش وأباريق القهوة والشاي ومياه الشرب
الموزعة في كل متر فيه والمليء بكبار رجال القبيلة ومشايخ
القبائل التي تحتها , جالس نصف جلوس ناصبا ركبته ويده
اليمنى ممدودة عليها بإهمال ينظر للسجاد بشرود وعقله مع
الذي ينتظر قدومه في أي لحظة رغم أن سمعه مع كل ما يقول
له صاحب الصوت الجهوري الجالس مجاورا له
" آخر ما توصلوا له تسوية بشأن الكهرباء والمحروقات , البنك
المركزي يرفض الفكرة أو على الأقل يخفضوا من سقف المطالب
و صنوان يقترحون الضرائب وهازان يطالبون بنصف ما يدفعه
البنك للعوام , ولجنة الرقابة ترفض وقد زادوا عددهم للضعف كي
لا يحدث أي خرق ولا تُصرف الأموال في غير مكانها الذي
حددوه هم "
نطق أحد الجالسين في آخر المجلس تعقيبا على ما قيل
" البنك المركزي يخضع لرقابة دولية مشددة ولن يخضع لمطالب
الهازان فغرضهم أكل أموال الناس بالباطل خصوصا أنه يُمنع
صرف الأموال على السلاح والعتاد ويقسم على العوام شهريا
وعلى المرافق التعليمة والصحية سنويا وبدقة ورقابة ومحاولتهم
العبث مع السلطات الدولية يعني حرمانهم البتة من نصيبهم
السنوي من مال ثروة البلاد "
وقال آخر " يبدوا أنهم سيقلصون الإرادات لهذا العام ويتحججون
أن السبب إغارتنا على الهازان لتسببها في تذبذب كبير في
المواقف الدولية "
خرج حينها من صمته وقال وعيناه لازالت في شرودها
" هل رصدوا الميزانية ؟ "
قال ثالث الجالسين على يساره " هذا الشهر حد
علمنا من مصادر موثوقه "
شد على إبهامه بين أنامله وقال بصوته الجاد ببحّته الواضحة
" لن نساوم ولن ينقص الناس شيئا "
ليفهم الجميع هنا رده القاطع ورأيه في الأمر دون توضيح
ولا شرح كعادته التي ألفوها واعتادوا عليها منه فقد وصلت
المعلومة ... ميزانية العام ستصرف كالسابق ورواتب الناس
ستعطى لهم دون نقصان أي لن يسلك طريق صنوان في أخد
الضرائب من الناس لسد النقص ولا طرق هازان الملتوية
لأخذ نصف الميزانية لشراء السلاح والعتاد وحجتهم
الوحيدة محاربة الجماعات الإرهابية
" السلام عليكم "
كان ذاك الصوت الرجولي الذي دخل عليهم مجلسهم والذي
جعل نظره يرتفع من معانقته للسجادة طوال الوقت مهما دخل
وخرج منهم فميزة تذكر الأصوات وتمييزها لديه جعلته يعلم
فورا أنه الغائب المنتظر , نظر له بهدوء أقرب للجمود مثبتا
نظرته الصقرية الحادة على عينيه وقال ذاك بعدما أخد نفسه
" يطالبون بالتفاوض على العمران والاجتماع صباح غد "
وقف حينها من فوره ليقف جميع من في المجلس مع وقوفه
فأشار لهم بيده ولازال نظره على الواقف هناك وقال بجدية
" عشائكم هنا الليلة , عمي على وصول "
ثم أنزل يده وقال مغادرا جهة الباب " حين أرجع أريد ما
تحدثنا عنه بخصوص ترميم السد تحول لأفعال "
وخرج من هناك ووجهته باب المنزل الملاصق لذاك
المجلس الواسع , دخل مناديا بشدة " جوزااااء "
لم يجبه أحد فكرر النداء وهوا يصعد السلالم لتخرج تلك من
غرفة عمتها مسرعة ولحقت به صاعدا للأعلى فقال
" حين يرجع عمي أخرجوا العشاء للمجلس وأخبريه يزور
الحقول ويراقب سير زرع المحاصيل بدلا عني "
دخلت خلفه لغرفته قائلة " وأين ستذهب أنت ؟ "
فتح الخزانة وأخرج الحقيبة الصغيرة منها ورماها على السرير
قائلا " سأسافر خارج البلاد ليومين أو ثلاثة , فلا أحد
وأولكم عمي ينام خارج المنزل مفهوم "
مطت شفتيها من جملته المكررة دائما ثم قالت
" دعني أرتب لك ثيابك إذا "
قال متجها للحمام " لا تلمس الخادمة شيئا سأستحم وأخرج "
قالت قبل أن يدخل " وماذا بشأن عقد قران أ.... "
قال وهوا يغلق الباب خلفه دون أن ينظر ناحيتها
" لا داعي له "
فمدت هذه المرة شفتيها أكثر وحركتها بامتعاض فها هوا رفض
ذهابهما هناك بما أنه لن يكون هنا وطبعا كي لا يباتا خارج
المنزل وهوا غير موجود ولا يحق لها النقاش أو الاعتراض
على أوامره , فتحت الحقيبة وبدأت بترتيب بعض الملابس
الداخلية والبذل فيها لحساب ثلاثة أيام ورتبتها بعناية واهتمام
أغلقتها بعدما انتهت وقالت بضيق وهي تغلق السحّاب
" لا أعلم لما لا يتزوج ويرحم نفسه مادام لا يريد أن
تلمس الخادمات شيئا يخصه بدلا من أن يفعل
كل هذا بنفسه "
ثم رفعت رأسها فجأة عندما سمعت حركته قريبا منها
فوجدته عند طاولة التزيين ببذلته الرسمية وربطة العنق
الموضوعة على عنقه بإهمال دون ربط يفتش عن شيء
ما في أدراج الطاولة , بلعت ريقها فيبدوا كان هنا وسمع
ما تقول , أغلق الدرج بقوة فخرجت مسرعة وتركته فهي
تعلم كم يكره الحديث عن الزوجة والزواج وقد سبق وحذرها
من فتح الموضوع مجددا , نزلت السلالم فستعود ما أن يغادر
لتنظف غرفته والحمام وتعطي الخادمات ملابسه لغسلها
دخلت مجددا لغرفة عمتها التي قالت ما أن رأتها
" ما به شقيقك ؟ ولما تأخرتِ هكذا ! "
عادت للجلوس أمامها ورفعت كوب قهوتها وقالت
" سيسافر لأيام وأوصاني أخبر عمي ما يريد قوله له "
هزت رأسها بحسنا دون كلام فقالت جوزاء بامتعاض
" ومشوارنا ألغي طبعا بأوامر من ابن شقيقك "
قالت بهدوء " هكذا أراد الله , ثم لا تنسي أنك
ستستقبلين بعض الزائرات غدا "
وضعت الكوب على الطاولة وقالت " مللت منهن لا شيء
لديهن سوا الطلبات , هل يضنونه سيستمع لكلامي وأؤثر
عليه ! حتى إن كنت زوجته لن ينصت لي فكيف بشقيقته
التي لا تراه إلا صاعدا لغرفته ونازلا منها "
ضحكت تلك بخفة وقالت " ولما لا تخبريهم بذلك وترحمي
نفسك وترحميهن بدلا من تمثيل دور شقيقة زعيم القبيلة
المسيطرة التي لها كلمة عنده , وتوقفي عن شرب القهوة
الباردة واتركي الخادمة تسخنها لك مجددا "
*
*
*
مررت أناملها البيضاء على ورقات الأزهار الندية وهي جالسة
على الأرض بجانب الشتلات المغروسة بعناية , تحضن ركبتيها
بذراعها الأخرى وتتكئ بذقنها على ركبتها وتتابع حدقتيها حركة
أصابعها بشرود وعينان منسدلة للأسفل بحزن حتى شعرت باليد
التي لامست كتفها ووصلها صوت عمتها الهادئ
" غسق ادخلي عن البرد هيا "
لم تتكلم ولم تتحرك من مكانها فتنهدت تلك وأبعدت يدها
وقالت " لمصلحتك قلت ما قلت يا غسق فلا أريد لتلك
الليلة أن تتكرر "
أبعدت أناملها عن الأزهار وحضنت ركبتيها بذراعها الأخرى
ولازالت سجينة صمتها ليدخل عليهم الصوت الرجولي
" ماذا تفعلان هنا في هذا البرد ؟ "
التفتت لشقيقها الواقف خلفها وأشارت له بعينيها على الجالسة
لم تغير وضعيتها ولم تتحدث فأشار لها أن تدخل وتتركهم لكنها
أبت فهي تعلم مدى تدليله لها وأنه سيقف في صفها وستفعل
ما تريد هي حتى إن كان خاطئا , قال بحزم
" جويرية ادخلي واتركينا "
تنهدت بضيق ومرت بجانبه ووقفت وأمسكت يده بقوة
وقالت بهمس " قدّم مصلحتها على حبك لها يا شراع
فهي لم تعد طفلة وعنادها يزداد بسببك "
دخلت بعدما لم يجبها بشيء وعيناه على الجالسة خصلات شعرها
الحريري تلعب بها الرياح الباردة الشديدة وبخار تنفسها يخرج
بين الحين والآخر دليل أنها تتنفس من فمها , قبض على يده بقوة
وعيناه لازالت تراقب الجسد المنكمش على نفسه تحتضنه برودة
الأرض فهي تشبه والدتها حتى في هذا فحين كانت تحزن تنطوي
على نفسها وكم كان يتكرر ذلك فلم يعرف تلك المرأة إلا حزينة
وشاردة الذهن وكل تفكيرها كان في جنينها ومستقبله ولم تطلب
منه سوا أمرين ( إن كان مولودا ذكرا فلا تخبر أحد عن حقيقته
حتى يموت ابن شاهين وإن كانت أنثى فسموها غسق ولا تزوجها
إلا من قبيلتها )
فلطالما استغرب الجميع أسمها الذي لم يعتادوه لديهم كما استغربوا
حسنها الذي فاقت فيه حتى قبيلة والدتها ولم يعلموا أي مزيج هوا
من عرقين أخرجها بهذا الحسن , تنهد بأسى فأكثر ما يتعبه هذه
الأمانة وهذا الحمل الكبير على كتفه فهذه الجالسة بحزن حملها
على قلبه أعظم من البلاد والقبائل وشئون المدن ( لو تعلمي أي
أمانة أنتي يا غسق وأي حمل وضعته والدتك على كتفي ولن
أرتاح في نومي ولا يقظتي وتلك العجوز لازالت على قيد الحياة
فوحدها تحمل سرك وإن علم به ابن شاهين فلن يرضيه إلا أنتي
أو رقبتي , وما رفضت زواجك حتى الآن إلا خوفا منه إن علم )
اقترب منها حتى وقف خلفها مباشرة وقال " غسق عمتك
خائفة عليك فلا هي ولا أنا نريد لتلك الليلة أن تتكرر "
خرجت حينها من صمتها وقالت بحزن " وأنا لم
أعد أريد الذهاب "
تنهد وقال " وكيف لن تحضري زواج ابنة خالك "
ضمت نفسها أكثر وقالت " أبي لا تجبرني أرجوك قلت لن
أذهب ولن أغير رأيي حتى لو سمحتم لي بارتدائه والتزين "
هز رأسه بيأس وقال " أدخلي إذا قبل أن تصابي بالزكام "
خبأت وجهها في ركبتيها وقالت " قليلا وسأدخل "
فتركها مستسلما ودخل ليجد جبران في وجهه وقال من
فوره " لم تدخل ؟؟ "
قال بهدوء " أتركوها ستدخل وحدها "
قال حينها وبضيق " ولما تمنعوها مما تريد , لا أرى
عذركم منطقيا أبدا فهذه الأفكار نستها الناس من سنين "
قال مارا من أمامه وهوا يتبعه " ونحن لم ننسى تلك الليلة التي لم
تنم فيها ولم ينم أحد منا حين تعبت ولو لم يحضر رعد ويقرأ عليها
لكانت فقدت عقلها , فقد عاهدتْ عمتك نفسها أن لا تتركها تتزين
في حفلات الزواج مجددا فإن سلمت الأمور مرة لن تسلم دائما "
ثم جلس وقال جبران " لهذا إذاً ترفضون أن تحضر
زواجا لشخص لا يقرب لها أو لنا "
هز رأسه بلا ونظر للأرض وقال " بل هي من ترفض
وأنت تعلم السبب جيدا "
جلس حينها بجانبه وقال " أخبرها عن والدها إذا إن كنت
تعلم من يكون وأرحها لترحمها الناس "
قال شراع ببرود " قلت لا أعلم وانتهى "
تنهد بقوة وشجع نفسه لفتح ذاك الموضوع مجددا وقال
" وماذا بشأن ما تحدثنا عنه ؟ "
قبض حينها شراع على أنامله بقوة وقال " سيأخذ كاسر
مكانك هنا وغادر أنت للحدود "
وقف حينها على طوله من صدمته ثم قال
" رفضت "
اتكأ على ظهر الأريكة وقال ونظره للفراغ " ذلك من حقها
فإن كنت أنت تعلم ومن صغركم أنها ليست شقيقتك فهي لا
ثم حتى لو وافقت هي فأنا لم أعد موافقا ولن أزوجها "
قبض على يديه بقوة وقال بغيظ يحاول كتمانه قدر الإمكان
" ولما يا أبي لما ؟؟ فلو ربطت الأمر برضاك لوافقت
أم لا تراني كفئا لها "
نظر له للأعلى بسرعة وقال بحزم " أصمت لا تكرر هذا
الكلام أمامي وقلت لن أزوجها وانتهى الحديث في الأمر "
غادر حينها جبران يشتعل غضبا وحزنا وترك خلفه الجالس ينظر
له بحيرة ورحمة , يعلم مدى تعلقه بها ورغبته فيها لكنه سيخطئ
إن فعلها سيخطئ خطئا كبيرا فوالدتها ما طلبت تزويجها من قبيلة
والدها إلا خوفا على مستقبلها في هذه البلاد كي لا يكون مصيرها
مشابها لها أو للكثيرات ممن حرمن من أزواجهم وأبنائهم لأنه زواج
فاشل من بدايته حين جمع شخصين من قبيلتين متنازعتين لوقت لا
يعلمه إلا الله وقد يكون حتى تفنى الأرض , فليحترق الآن أفضل من
أن يحترق أكثر حين يأخذوها من حضنه وهي زوجته ويحرموها
هي من أولادها , وقد قرر قراره النهائي ووقف مغارا لغرفته
ليرتاح ( إن تحسنت الأوضاع وتهادنا مجددا أزوجها لأحد
رجال قبيلتها وبعدها حتى إن علموا من تكون لن يضروها
ولا زوجها في شيء )
*
*
*
أنهى لبس بذلته وربطة العنق , الملابس التي لا يلبسها إلا
خارجا من البلاد لحضور إحدى تلك الاجتماعات أو زيارة
أحد المسئولين , لبس المعطف الشتوي ولف شالا أبيض حول
عنقه وحمل حقيبته ونزل وخرج من المنزل حيث تنتظره سيارة
بسائقها أمام الباب فستستغرق رحلته لساعات ليخرج برا للبلد
المجاور لهم ثم ينهي رحلته بالطائرة , خرجت سيارته تتبعها
ثلاث سيارات لحرسه الخاص عند خروجه وحده بدون أي فرد
من قبيلته فهوا اعتاد السفر لهذه الأغراض وحده كما اعتادوا
هم على رؤيته وحيدا لا يناقش أحدا في قراراته التي يقررها
أمامهم إلا إن كان اجتماع مهادنة تحضره رؤوس القبائل .
بعد خمس ساعات من السير برا في رحلة سيدها الصمت
المميت سوا من بعض الاتصالات المهمة التي أجراها وصلت
السيارات للحدود وتمّ إدخالها فورا لتسرح عيناه ككل مرة
فيما جد هنا في هذه البلاد , يمعن النظر بفكر شارد للبعيد
لتلك المباني العالية والتطور العمراني المهيب , وهوا يرى
أن لبلاده الأحقية أن تصبح مثل غيرها وأفضل بكثير .
وبعد مشوار الساعة والنصف كانوا في العاصمة ووقفوا أمام
المبنى المرتفع بطوابقه العالية وفتح له أحد الحارسين الواقفان
عند الباب باب سيارته ونزل وأخذ منه حقيبته الدبلوماسية ودخل
يتبعه مع حرسه لتستقبله المرأة الثلاثينية بقصة شعرها المدرجة
وبذلتها الرسمية رصاصية اللون بتنوره ضيقة تصل لنصف
الساق وقالت وهي تسير بجانبه " حمدا لله على السلامة سيدي
بشأن الاجتماع الطائرة خاصة وتوجد رحلة لليوم وللغد
أيضا فيمكنك أن ترتاح اليوم وتصعد على رحلة الغد "
قال متابعا سيره ودون أن يلتفت لها ولا بطرف عينه
" بل اليوم , هل أعطيتم السيد عثمان خبرا بوصولنا "
قالت وهي تسبق خطواته وتفتح له الباب أمامه
" نعم وهوا في انتظارك "
مخرج
بقلم الغالية : lulu moon
أخوة .. ومن ربوع وطننا عشنا ..x <br>
فهل بمرور سنوات كالأعداء صرنا <br>
ولدنا.. أكلنا..; شربنا... لعبنا.x <br
وتحت سماء بلادي كبرنا..<br
درسنا...تخرجنا<br>
ولرسالة العلم ادينا..<br>
في وطن واحد وتحت علم واحد .<br>
فهل الآن أعداء بتنا.<br>
يدك بيدي ....<br>
وحلمكx على حلمي ...<br>
من أجل اجمل ما في وطني ...<br>
أخوة وسنبقى .. <br>
لا فرق بين غربه وشرقه ..<br>
ولا بين شماله وجنوبه ...<br>
فكلنا نعيش تحت سقفه وبين حدود أرضه ..<br>
فسلاما عليك وطني سلاما....
خاطرة بقلمي
أسعد الله صباحكم أحبتي ...
لولو العراقية ..
نهاية الفصل الثالث
موعدنا القادم مساء الثلاثاء إن شاء الله
ودمتم في حفظ الرحمن جميعا