كاتب الموضوع :
غفران ¥
المنتدى :
الروايات المغلقة
.
.
.
.
.
.
.
.
تغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ
بيديكَ تحمل وردةً مبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني
ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني
وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ
الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني
فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني
أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنانِ
...............
.
.
.
الجزء الثالث (3)
حائل
الساعه 2:4 فجرا
يجلس في مكتبه على كرسيه، مُمسِك صورتها بكل قوه، يتأمل ملامحها بشوق وحنين مدمر، وقلبه يهذي بما يثقله، روحي تتمزق من الأسى، دمعتي كل ليلة في عيني،جافاني النوم تماما، كل ليلة أفكر فيك يا بنتي، اتمنى عودتك لأحضاني بسرعه وكأنك لم تختفي يوما، اشتاق لك والشوق لا يرحم، في غيابك أحس أن النور ينطفئ مني، أحس اني في كابوس يطوّق عنق فرحتي، أحس أن البيت سجنا بدونك، كنتُ وما زلت أترقب الحرية من أنوار وجهك وأشم ريحها من أثوابك، وأنتظر عودتك ليرتوي بعضا من شوقي الهادر، اتمنى ان افتح ذراعيّ على مصراعيها لأضمك ضمة إلى قلبي الذابل عساني أشبع قلبي الطماع، لو استطعت ياصغيرتي لجعلت حضني مهداً لطفولتك ويدي أرجوحة لبراءتك وقلبي سكنا لك، فلا تصلك يد أنس ولا جان، آفاق من صومعة أفكاره على صوت زوجته الحزين : سلطان ياملي وش مقعدك بهالوقت وبهالبرد اللي ينخر العظم؟ أجابها بهم وكذب كي لا يحزن قلبها أكثر : جعلني ماذوق حزنتس، لا تشغلين بالتس، عندي مشاكل في الشغل وأفكر به انتي روحي نامي السهر مهو بزين لتس.
قالت وهي تجلس أمامه على الكرسي : والله انا توي شباب، اما انت باتسر تسني اشوفك تنود تبي النوم، الكبر شين يا سلطان، قالت جملتها الأخيره بشيء من الغرور. قهقهة سلطان من كلماته وأحس بحماس لمشاكستها : يا حليلتس يالجازي الشيب غطى شعرتس و ماعاد بتس حيله وتقولين شباب؟
قالت بعرور :والله ماحس مريرك - بمعنى قلب حالك - إلا شعري اللي تعذرب بوه الحين.
قال بعشق خالد ومتجدد : بهذي أشهد انتس صدقتي.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
...................
.
.
.
حائل
الساعه 4:35 صباحًا
كان يستعد للصلاه وبدء بغسل وجهه،انتهى من وضوءه، وفي طريقه للعوده للخيمه، رفع رأسه و تأمل السماء وإبداع الخالق فيها، سبح الله بإنبهار يتجدد كل مره يرى فيها خلق الله، ما أعظم هذا الخالق رفع السماء بلا عمد وزينها بنجوم تبهر الأعين ببريقها، خلق فيها كواكب وهيأها للإنسان بما يناسب طبيعته،أنزل ناضريه وهو يعدل أكمام رِّدَاءِه و يستغفر، وصل للخيمه وبدأ يصلي، انتهى من صلاته وجلس يردد ورده وأذكار مابعد الصلاه، وذهنه مشغول بمن في الخيمه المجاوره، هو لا يستطيع إرجاعها لذويها، فالسيل يحول بينهم،يجب أن يصبر حتى يخف السيل،لكن السيل هذه المره سَيْل عَرِم شديد، أقل مدة ممكن أن تكفيه ليخف أسبوع أو أكثر، يدع الله أن يخف بأسرع وقت فهو لن يحتمل سليطة اللسان تلك أكثر، لم يكمل تفكيره فيها حتى هاجمت أفكاره واقتحمت حرمة تأمله،سمع صوتها الذي كرهة من كل قلبه يردد جملته المعهوده: الحين ورا ماتخلين اذلف لأهلي وتفتك من، وارتاح منب جايبه سيرتك أبد.
ابتسم بستهزاء لتفكيرها القاصر والسطحي وقال دون أن ينظر لها : يا بنت الناس منب ميت عليتس ابي فرقاتس اليوم قبل باتسر بس حيل الله أقوى، السيل سد كل الطرق اللي قبل ديرة أهلك والمكان خطير ولا ينراحله - يذهب له - قالت بخيبة أمل و استنقاص له وهي عائدة من حيث اتت : والله من يوم شفت دميجتك - رأسك - وانا قايله ماحولك ديرة - بمعنى لا تعرف شيء - تمنى أمنيه وحيده في هذا الوقت يريد أن يقطع لسانها السام هذا ل ترتاح وتريح من حولها.
.
.
.
.
.
.
.
. . . . . . . . . . . . .
.
.
.
العراق
الساعه 7:15
لم تستطع النوم من التفكير، تنتظر رؤيته بفارغ الصبر، باتت تحس أن الصبر قد مل منها، تعتقد أن الوقت الان مناسب لها وله، منذ أن وصل حتى هذه اللحظه وهي تهيئ ذاتها، تريد إقناع قلبها أنها تبغضه ولا تريده ولكنها متشوقه لرؤيته حتى وإن كان لا يريد رؤيتها، عقلها يرفض أن تراه ولكنها تتمتم لنفسها أنها تريد رؤيته لتؤلم قلبه،افاقتمن الصراع بين قلبها وعقلها على صوت خالتها تعلمها بوصوله، تقدمت من المرآه تتأكد من شكلها المثير للشفقه، ألقت نظره على ملابسها، كانت ترتدي فستان ابيض مهترء وقديم، وشعرها أشعث، قدميها بلا حذاء وملتصق بها غبار و تراب، نظرت لشكلها برضاء تام، جلست على الأرض واستعدت وهي تشتت انظارها في كل مكان، وبيدها تمسك دميه قديمه بشعة، سمعت خطوات تقترب من الباب وصوت غريب غير صوت خالتها يتمتم بشكر للخاله : مدري وش اقول يا خاله أم محمد بس أشهد انتس اصيله، و ماقصرتي وقفتس مع حور وبنتها دين في رقبتي لين اموت.
ازداد ارتباكها واغمضت عينيها بقوه من وقع صوته الحنون عليها،أخذت تعد من واحد الي عشره،كعادتها عندما تتوتر، سمعت صوت الباب يفتح وخطوات ثقيله تمشي ببطء، لا تستطيع رؤيته لانها تعطي الباب ضهرها، تقدمت الخطوات حتى جلست أمامها على الأرض، بدأت بتشتيت مقلتيها في أنحاء الغرفه،وهي تسائل ببلاهة مصطنعه : منو؟
.
.
.
.
.
.
.
.
....................
.
.
.
العراق
الساعه 7:17 صباحًا
أخذ دقيقتان يتأملها بصمت، يحس أن قلبه تقطع بسكين حاده مسمومة، لا يستطع التنفس فالنفس ضاع منه ولا يعلم أين طريقه، يحس انه عاد طفل لا يفقه في الحياة شيء، برد أصاب أطرافه وجمد عقله عن التفكير، احاول حبس دموعاً قد تنحدر مني، انا اختنق على فراش الإحتضار اعاني سكرات الموت قبل الموت حقا، أهذا عقاب ربي لي في الدنيا؟ ، كسرت ظهري نظراتها الضائعة، جثوت أمامها بإنهزام وفتور عندما سمعت صوتها المبحوح، لا تعلم من انا،اجبتها بصوت اجوف خال من الحياة:ملك حبيبتي انا ابوتس.
بانت ملامح التفكير والاستغراب على وجهها، وردت علي بجملة جعلت عقلي نصفين : شنو يعني ابوتس؟
لا تعرف كيف تنطقها، خرجت كلماتها من فيها كالسكين اخترقت قلبي وادمته، لم أستطع الرد أو الكلام أكثر تقدمت منها مددت يدي نحوها، أريد ضمها واسكات أنين قلبي، لما هي تشبه والدتها لهذا الحد؟ لكن والدتها بيضاء وهي ذات لون خمري أسمر، ضممتها لصدري لأرتاح لكن بدون أن أعلم زدت هما والم، تماما رائحتها كرائحة حور، فل يحظى قلبي بالموت البطيء.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
................
.
.
.
حائل
الساعه 5:12 عصرا
تمسك الممسحه بيد والمنشفة بيدها الأخرى، عادتها عندما تتوتر التنظيف تنهك نفسها حتى تتعب ولا تدع لعقلها المجال للتفكير في اي شيء،حنجرتها أصابها فتور من الصراخ على صغارها،مالغريب فهو يأتي ك كل يوم يتفقد أوضاع المنزل واحيانا يلقي عليها كم كلمه، يتفضل عليها بكم ريال وكأنه يتصدق وليست ضروره وشيء مفروض عليه، هي لا تريد أن تبخسه حقه هو كريم حد الإفراط، كريم في كل شيء ومع كل شيء حتى في خيانته وجراحه كريم، كانت تحتاجه ولكنها الآن استقلت عنه تماما،هي صامته كعادة النساء الاثيرة من أجل صغارها، يراها ضعيفه غبيه ويضنها لا تفقه في الحياة، لا يعلم عنها شيء ولا حتى مؤهلاتها العلميه، و هي ويالا الخيبه تعلم عنه كل شيء، تعلم متى يكون حزين ومتى يكون محبط ومتى ومتى والقائمة تطول،ماذا يفضل من طعام حتى آبسط الأشياء، أشياء يراها الآخرون تافهة أو غير مهمه ولكن بالنسبه لها هي شيء كبير، تحفظ عادته جميعها جلها ودقها، لكنه كافأها بزواجه من أخرى، اذاقها المر والعلقم،أصبحت فاكهة المجالس، القريب والبعيد يتحدث عنها،لكنها قويه شامخه ليست هي من تستسلم وتنهار من أول عقبه تواجهها،خرجت أنه من أعماق قلبها، ليست حزينه عليه هي فقط مصدومة ومخذوله،أصوات صغارها قاطعة خلوة أفكارها،علمت بوصوله، فالمنزل أصابتة حالة استنفار وثورة، دلفت للمطبخ لتعلم الخادمات بوصوله وإعداد القهوة، جلست على الكنب أمام التلفاز ولكن تفكيرها بعيد تماما عما يعرض، هي لا تراه منذ ثلاث أعوام وهو لم يعترض أو يستنكر،هي مرتاحه هكذا ولا تريد أن تشغل تفكيرها فيه،سمعت صوت ابنها الكبير سيف على اسم والده هو : يمه ابوي يبي يسلم عليتس طالبتس لا تردينه مثل المره اللي راحت، هل تريد يا سيف أن تدمي قلبي وتفتح جراحه؟ لكن لا استطيع رد طلبك هذا فأنا لست جبانه كما يدعي، دائما ما كان يرسل مع ابنتي الصغيره رسائل مبطنه، لا يفهم معناها سواي وآخرها كان قصيده مضمونها اني خائفه من لقائه وإني جبانه، أعلم انه يريد استفزازي ونجح في ذلك نجحت يا ذياب، نظرت لأبني وقلت له وانا ذاهبه لغرفتي : قوله ينتظر ببدل ملابسي واجيه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
................
.
.
.
حائل
في نفس الوقت
كعادتي الاخيره اجيئ لمنزلي كغريب او ضيف مرغوب فيه عند البعض،والبعض الآخر يتمنى زوالي من الحياة بأسرها وليس من المنزل فقط،أعني بالبعض الآخر زوجتي طبعا، هي المعضلة الكبيره في حياتي لم أكن راضي عنها عندما تزوجتها ليس عيب فيها بل فيْ انا،صيتة هي الملاك الخالي من العيوب في نظري،أنجبت منها اربعه أبناء هم قطعه من قلبي، لا يكمل يومي بدونهم فأنا متيم في صغراهم الابنة الوحيده لي بين صبية ثلاثه، ولكنهم لا ينتمون لوالدتهم بشيء،فهم نسخ مصغره مني ماعدا الجوهرة ابنتي فهي كوالدتها تماما، بلغت الأربعون وأكاد انتصفها و الي آلان يراودني الإحساس بعدم الاستقرار، لا يهمني ذلك الاحساس الآن فأنا اليوم أريد رؤيتهابعد هجر أكثر من ثلاثه أعوام، كل هذا بإرادتي فأنا أريدها أن تهدأ وتفكر بعقلانية وتروي، أنا لست عاشق أو ادعي العشق ولكني أريد إسكات شيء بداخلي، فصيتة طوال حياتها لم تكن إلا لي ولن تكون إلا لي انا،افاقني من حماقة تفكيري صوتها المستهزء والمستفز لكل خلايا جسدي: أبو سيف لي ساعه احاتسيك -اكلمك - ماترد علي ولا الكبر أثر عليك اقول ليكون أذانك بهن بلا؟
اجبتها بنظره تقييميه لغطائها الكامل: والله مختس -عقلك- اللي صابه بلا ليكون تركي لتس أثر عليتس وعلى مختس؟
قالت بكبريئها المقيت لقلبي : والله يا ابو سيف اني في راحه من يوم مافارقتني ليتك مير مفارقني من قبل كان أنا مرتاحه من زمان.
أمنيه وحيده اتمنها في هذا الوقت،أريد فصل رأسها عن جسدها ثم تقطيع لسانها لقطع صغيره جدا، ولكنها تبقى أمنيه من الصعب تنفيذها، اجبتها وانا شياطين الإنس والجن تتقافز أمام عيناي : اسمعي يا صيته علم ياصلتس ويتعداتس حالتس المايل ذا ماهو مرضيني و بيتعدل على يدي انشاءالله الظاهر أني يوم خليتس على هواتس غلطت أكبر غلط في حياتي وانا اللي احسب لخطوتي قبل اسويها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
....................
.
.
.
في مكان غير معروف
الساعه 10:35 ليلا
تبقى على مجيئ ذاك الحقير ثماني دقائق وستة عشر ثانيه، أصبحت أحفظ موعد مجيئه بالساعات والدقائق والثواني،كثيرا ما يراودني إحساس اني في كابوس منذ ان دخلت هذا المكان،جلست بجانب ابنتي وسألتها للمره الأخيره، حتى أنها ملت من إعادة هذا السؤال عليها : ماما فرات اذا جاء هذاك الرجال وش تسوين؟
قالت بملل وبعدم تركيز،إنتباهها كله موجه للتلفاز المتنفس الوحيد لنا في هذا المكان:ياماما خلاص والله بسوي كل اللي تقولينه،
عند هذا الحد لم أحتمل انفجرت،فأنا منذ أكثر من شهر أخطط لهذا الأمر،فرات هي الأمل الوحيد لي في الخروج من هذا المكان،امسكت بأكتافها بقوه وهززتها بقوه أكبر وانا أصرخ فيها:لازم نطلع من هنا يا فرات تفهمين لازم،أعلم اني اخفتها لكنها الأمل الوحيد لي وسأتمسك به بكل قوه.
.
.
.
.
.
.
................
.
.
.
جزء قصير نوعا ما لكنه انهكني جدا،انا احاول أن أظهر كافة الشخصيات الرئيسيه لكنها حتى الآن لم تظهر جميعها،أفكر أن اغلق الروايه حتى يتسنى لي أن اكتب أكثر،فأنا لم أعتد أن أكتب وهناك من ينتظرني،اعتدت أن أكتب في أوقات مختلفه متفاوته،الخيار يعود لكم،أكتب أجزاء قصيره في أوقات قريبه،أو أجزاء طويله ولكن بعد فتره؟💜💜
|