المنتدى :
رمضانيات 2016
سلوك الانسان فى رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوة الايمان
فكم تُطوى الليالي والأيام،
وتنصرم الشهور والأعوام،
فمن الناس من قضى نحبه
ومنهم من ينتظر
وإذا بلغ الكتاب أجله
فلا يستأخرون ساعة
ولا يستقدمون.
وهذه سنة الحياة،
والليل والنهار متعاقبان،
والآلام تكون من بعد زوالها،
أحاديث وذكرى
ولا يبقى للإنسان إلا ما حمله
زاداً للحياة الأخرى،
ينظر المرء ما قدمت يداه،
أخواتى واخوتى،
لقد أظلكم شهر عظيم مبارك،
كنتم قد وَعدتم أنفسكم قبله
أعواماً ومواسم،
ولعل بعضكم قد سوّف وقصّر،
فها هو قد قرب أجله،
ينظر الله إلى تنافسكم فيه،
ويباهي بكم ملائكته،
فأروا الله من أنفسكم خيراً،
فإن الشقيّ من حرم رحمة الله
وفي الصيام
يتجلى في نفوس أهل الإيمان
الانقياد لأوامر الله،
وهجر الرغائب والمشتهيات
يدعون رغائب حاضرة،
لموعد غيب لم يروه
إنه قيادة للشهوات
وليس انقياداً لها.
في نفوسنا يا عباد الله،
شهوةٌ وهوى،
والصوم ترويض للغرائز،
وضبط للنوازع،
إن عبّاد المادة
وأرباب الهوى،
يعيشون ليوم حاضر،
يطلقون لغرائزهم العنان،
إذا أحرزوا نصيباً طلبوا غيره،
شهواتُهم مسعورة
وأهواؤهم محمومة
ونفوسهم ملوثة
ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلاْمَلُ
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3]،
يجعلون مكاسبهم وقوداً لشهواتهم،
وحطباً لملذاتهم،
ويوم القيامة يتجرعون الغصة
[ ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ
فِى ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ
وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ
[غافر:75
هناك أناس استقبالهم له تأفف،
وقدومه عليهم عبوس،
لقد هرم فيه أقوام،
فزلت بهم أقدام،
اتبعوا أهواءهم
فانتهكوا الحرمات،
واجترؤوا على المعاصي
فباؤوا بالخسار والتبار،
ومن الناس من لا يعرف
من رمضان إلا الموائد،
وصنوف المطاعم والمشارب
يقضي نهاره نائماً،
ويقطع ليله هائماً،
فيا غيوم الغفلة تقشعي،
ويا قلوب المشفقين اخشعي،
ويا جوارح المتهجدين
اسجدي لربك واركعي،
وبغير جنان الخلد
أيها الهمم العالية
لا تقنعي.
طوبى لمن أجاب وأصاب،
وويل لمن طرد عن الباب.
في هذا الشهر ذنوب مغفورة،
وعيوب مستورة
ومضاعفة للأجور،
فاجتهدوا رحمكم الله
واعرفوا لشهركم فضله
وأملوا وأبشروا.
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى اله وصحبه وسلم
والله المستعان
دمتم بكل الخير
فيض ودى
|