المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
من رواية الحب القذر ...لمختار -أحمد سعيدي
من رواية الحب القذر ....ل..مختار سعيدي
أشارت -إليه بالخروج، فحرج و خرجت وراءه تسوقه -إلى حدث جديد، انحنت الشمس و -أضاءت أشعتها الرواق من الباب الخلفي الذي يطل على الفناء، هناك في ذلك الركن تحت ظل شجرة الزيتون كتب روايته الآولى، الرواية التي صنعت خيبات تحدياته، ذكرته بالمعري وهو يمزق كل ما كتب، فمزقها و أحرقها وأذرت رمادها رياح النقد الغموس، يجب أن يحادي في هذه المرة ما تروي خيوط الشمس لصباحاته وهسهاس الظل لمجالسه و تنفس الصبح لقطرات الندى وعسعسة الليل للسامرين، و يضاهي بشجون الحكايا خرير الحبر الذي تركه نجيب محفوظ و نفحات الامتاع التي ساقها عبد الرحمن الشرقاوي وتغاريد الغروب التي رسمها يوسف ادريس وصهيل الكلمات التي روضها أدونيس وصرخات الغبن الذي رد صداها عبد الله سعد اللحيدان و غيرهم من رواد الفكر و الآدب،لعله سيحبل بعدها برؤية من قوس قزح ترسم له مشرق الشمس و مغربها، وتسافر أحلامه لتحقيق --امله من جديد، حينها يعانق العمل الإبداعي الشموخ فيزهر من هناك ليثمر هنا.. الا أن مقولة كل كتاب مفيد حولته الى النزهة بين خبايا الأدب الفرنسي ليكون انسانا، فكانت قراءته لملحمة ميرايو لفردريك ميسترال أجنحة ليحلق بعيدا لما حررته ثورة الملائكة لأناتول فرانس من كل شيء، في السيرة الذاتية لاندريه جيد وجد نفسه قابعا في منثنيات النص،غريب كأنه هو، كما كانت رواية الخضوع لميشيل ويليبك و قصة حياتي لهيكتور مالو مركبة السفر الى حيث لا رجوع، و أمسى اضافة طفيلية تدور في فلك آخر، فتحول الى غاية لم يكن يتوقعها ، نسخ الحرف الألحن حروف الوجد، وتضلع من حبر الغرب و بهره ببريق روادها، دخل في الطابور الخامس، يحلق مع السرب الآخر، يغرد مع كل طير يطربه، يريد أن يكون انسانا، فكان ذلك الانسان الذي أريد له أن يكون، و هو يقول دائما ان الكتابة فانتازيا يكفي انك تعرف كيف تروض ذاتك لتكون،هي العالم الجيمل الذي يراه الآغبياء مستحيلا.من دهاليزهذا العمق كتب لقومه أشياء لا يؤمن بها الا هو، انصفق الباب ولما التفت فلم يجدها خلفه، لقد خرجت و وجد نفسه وحيدا يجتر ما ابتلع دون هضم، و كأنه سمعها تقول سأتأخر الليلة كذلك يا حبيبي فلا تقلق علي، دخل الى غرفة المكتب ينظر اليها من النافذة تخرج بسيارتها، توقف لها أحد المارة، حيته و دارت السيارة الى اليسار لتنغمس في ذلك الكم من الحديد والضجيج..
|