المنتدى :
المنتدى العام
الاعجاب بالنفس
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات بمنتدانا الغالي
حفظكم الله من كل مكروه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الاعجاب بالنفس:
هو اغترار المرء بنفسه و اعتباره لها فوق ما هي عليه من علم أو مال أو جاه، و ينشأ عن الجهل بحقيقة النفس و قيمتها و خفة العقل. و هو كما رأيت من أخبث الرذائل و مستنقع قذر ينبعث منه كثير من مفاسد الأخلاق
عنوان الموضوع قد يفسر بالكثير من المفاهيم للإعجاب
بالنفس والتي تكون في مجملها صفة مذمومة ولعلي أتطرق لبعض الصفات التي تكون في حياتنا الإجتماعية بشكل عام ونرها أمامنا صباح مساء .
الإعجاب بالقلم :
وبدأت بالقلم لأن الكثير يكتب ويستحدث مواضيع ربما تكون من أجمل ما يُقراء لهذا الكاتب فيجد في نفسه التفاخر والزيادة في نفسه وتراه لا يعير للآخرين مدى قبح هذا النوع من الإعجاب بالنفس ..
الإعجاب بالمنصب :
ومن لا يرى هذه الصفة في الكثير من مجتمعنا ففيهم الوزير والأمير والضابط والمدير ولا يرى للموظف البسيط إلا أنه أقل منه وربما يصتصغره في عينه وكأنه حشرة قد يدوسها في أي لحظة وينهي آمالها في الحياة بطوع المنصب ..
الإعجاب بالعلم :
كلنا تعلمنا وتفاوتنا في العلم ومنا من وصل لمرتب العلماء ومنا من وصل دون ذلك ويرى ذلك الأمي جاهلاً لا يفقه في هذه الحياة سوى أنه إنسان يمشي على هذه البسيطة وربما كان عند الله أفضل منه بمراحل ..
الإعجاب بالدين :
فمنا من يكون إماماً أو طالب علم ومنا من بلغ فوق ذلك لمرحلة شيخ أو فقيه ويرى من دونه أنه لا يفقه في الدين شيء وربما يتعالى على رب العالمين ويحلف يميناً قاطعة أن الله لا يغفر لك وكما ورد في الحديث عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل :
من ذا الذي يَتَأَلَّى عليَّ ») من الذي يحلف عليَّ
(« أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له وأحبطتُ عملك » .
( رواه مسلم ) .
وهذه الصفة من أعظم الصفات التي قد يكون فيها الإنسان معجب بنفسه والتي لا يحمد عقباها ..
اللهم لا تجعل في قلبونا ذرة من كبر وأحفظنا بحفظك ..
الإعجاب بالجمال أو الوسامة :
طبعاً الحديث موجه للنساء بحكم أنهن هن الجميلات والاتي بعضهن تعجب بنفسها وترى ما دونها من الجمال الذي حباها الله انها أعلى منزلة وأنها تفوق كل من حولها فلا تغترين أختي وتأخذك نفسك إلى عدم شكر النعمة التي أنعم الله بها عليك ..
الإعجاب بالنسب :
وهذا النوع قد أخذ في أنفس المجتمع الكثير بأن هذا له أصل والآخر لا أصل له وهذا من القبيلة الفلانية والقبيلة التي أنا منها هي الأعلى وهنا يقع اللوم على صاحبها ..
الإعجاب بالمال :
الناس ليسوا سواسية هناك من هوا ثري ومن هو دون ذلك فقد سمعت قصة رجل ثري
ومن رجل صالح لا أزكيه على الله أن هذا الرجل لديه من المال ما الله به عليم فكان يتباهى في المجالس وأحدهم قال يا فلان المال زائل ولا يبقى إلا العمل الطيب
فقال والله العظيم أن الفقر لو أنه صاروخ لما لحقني !
تصورأخي وأختي بعد عام بالضبط وجد صاحب المال يمد يده أمام باب المسجد فهذا تعالى على قدرة الله
ولم يشكر النعمة التي وهباها الله له .
في الختام أن هذه نعم أنعم الله بها علينا واعطانا ولم يحرمنا فمتى ما كنا شاكرين لأنعمة فرب العالمين كريم وسيزيد المحسنين .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
قالت عائشة رضي الله عنها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه دماً قالت : عائشة رضي الله عنها : قلت : تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال : أفلا أكون عبداً شكورا..
فهذه النعم التي أسبغها الله علينا تجعل منا عباداً شاكرين لأنعمة بمجملها ولا تكن في أنفسنا إعجاباً قد يكون في نهاية المطاف في غير صالحنا ..
لقد صدق الحكيم، إذ قال: "أخوف ما أخافه على الرجل إعجابه بنفسه
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ..
دمتم بكل الخير
فيض ودى
|