كاتب الموضوع :
ورررررد
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: حياة دون النسيان
*********
_ ورقة أولى من صفحات الحياة _
(1)
| خط مُعاكٍس|
" دُعــاء "
كانت الساعه الثانيه وعشر دقائق صباحاً ، حين فُتِح باب المنزل لِيُطّل منه وجه فهد ، كنت مستلقيه على كرسي في الصاله محتضنه كتاب في سيرة الشاعر أبي العلاء المعرّي .
قد غلبني النعاس ولم أشعر إلا به واقفاً أمامي ، فزعت في مكاني ثم ذهبت مسيّرة نحو المطبخ ، وضعت عشاءه في المايكرويف ضغطت ازراره ببطء التعب ينهشني من كل جانب ، لا أتمنى سوى النوم ثم لا استيقظ ، تلاحقت أفكاري تتسابق على الهروب بعد أن سمعتُ صوته صارخاً "العشا يابنت" تحشرج صوتي ثم خرج مبحوحاً "يله جايه" انتظرت ثانيتين أخرى ثم وضعت كوب البيبسي على الصينيه وأخرجت الطبق نحو الصاله،وضعته أمامه ثم جلست أفكر في طريقه أطرح فيها ما أود قوله ،
تمللت في مقعدي بينما جلس هو يأكل بهدوء ظاهري على مايبدو ، أتوقع أن كل شيء داخله يتعارك ، غريب أطوار ، بعد فتره ليست قصيره من الصمت المطبق ، بللت شفتي وأنا أنظر لأقدام الطاوله التي يأكل عليها متحاشية النظر إلى وجهه الذي يربكني ، ثم نطقت أخيراً "فهد" لم يجيبني ، ظننت أنه لم يسمعني ، حاولت معاودة الكرّة ثم نطقت بصوت منخفض لكنه أعلى من سابقه " فهد " سمعت صوته الذي يشبه الهدير "تبين طول الليل ترددين فهد فهد " ابتلعت ريقي ، صعّب مهمتي ، خلت أنه يمكنني الهروب من المحاوره الفاشله تلك ، انتفضت واقفه وأنا أقول "خلاص مهو شي ضروري تسلم" أدرت ظهري هاربه نحو الغرفه ، استوقفني صوته العالي " وين تعالي ابعرف وش تبين" أظن أن علو صوته أكبر سبب يجعل التفاهم بيننا مستحيلاً ، لعنت نفسي سبعين مرّه حين فكرت أن أفاتحه بموضوع كهذا ، تسابقت ضربات قلبي ، ثم عدت إلى مقعدي وأنا أشعر أن نظراته المصوّبة ناحيتي احرقتني ، " يعني كنت بستأذنك .. باخذ حبوب هذي الفتره على الأقل " نطقتها وأنا أفرك كفّي ببعضهما مولّدة حرارة تدفيء أطرافي المتجمده ، "حبوب اييييييييييييييش ..!؟" اخترق صوته العالي طبلة أذني ، يبدو أن الأمر أصعب ممّا أتوقع ، رفعت رأسي إليه لأجد عيناه وأذناه محمرّتان ، تساءلت ألهذا الحد ضايقه ماقلت ..! كرّر سؤاله بحدّه أعلى من سابقتها "قلتلك حبوب اييييييش ؟" انكمشت في مقعدي وأنا أحاول التبرير ، " أنا مابي عيال هالفتره على الأقل لين تلقى إنت شغله زينه " رد بصوت هاديء مستفهماً" يعني تقصدين حبوب منع حمل؟" أيّدته بابتسامه واسعه ولدت للتو " ايوا هذا قصدي " ثم أردفت بحماس " ترا كثير ياخذوها وماتضر بس إن شاءالله تتحسن أوضاعنا وأوقفها " كان قد فرغ من أكله دفع الطاوله برجله ثم وقف بعد أن رمقني بنظره مرعبه وهو يقول " انسي الموضوع"
نظفت المكان ثم تبعته إلى حيث يجلس ، ونطقت شفاهي فأنا لا أريد تكرار قصة جديده كـ قصتي "فهد والله ماقصدت ، بس احنا مو مستقرّين الله يرضى عليك" رفع رأسه "من أي ناحية تقصدين؟" تمتم بهدوء انعقد لساني ، أيعتقد بأن حياتنا في إطار سليم ، لم أحِره جواباً وانطلقت نحو الغرفه متمنّيه أن أنام ولا أستيقظ وينتهي هذا المسلسل الذي أعيشه ، في ذلك اليوم أصابتني حراره شديده في الليل وما إن أشرق الصباح ذهبت إلى الطبيبه لأخذ مسكن خافض للحراره ، لكي اكتشف وكأن حظي يعاندني أني أحمل في أحشاءي طفلاً لـ فهد ، جاءت الطبيبه بوجه متهلل "مبروك إنتي حامل بشهر ونص "
" ذٍياب "
نظر لساعته الجلدية بتملًل , ليرى عقاربها تُشير إلى العاشرة والنًصف , عشر دقائق ويًكمل الساعه بانتظارٍه , أغمض عينيه وبدأ بالعد للعشرة ,إن لم يأتٍ سيحمل نفسه ويذهب , وليحدُث مايحدث , لايعنيه , فهو قد استنفذ صبره , ولم يعًد يحتمل أكاذيب أكثر , بدأ بالعد
" واحد , اثنين , ثلاثه , أررررر ....." فتح عينيه بفزع بعد أن سمع صوت اصطدام حقيبته بالطاوله الخشبيه
وفتح فمه صائحًا " ياخي ماتعرف تسلًم , مسلمين حٍنًا, فوق مانك متأخر لك فوق النص ساعه "
ليبتسم الآخر باستفزاز وينحني تحت الطاولة يتلمس جداراها متجاهلًا حديثه للتو " أشوف لايكون مخبًي لي سماعات تجسس مني ولا مناك "
أطبق ذياب شفتيه وهو يتذكًر كلام أبيه بأن لايسمح له بانفلات أعصابه وهو يردد بداخله
"لاكان لك عند الكلب حاجة قله ياسيدي "
ليردف ذاك بعد جلوسه " ايه ياعمًي , وش طلباتك ؟"
تصبر ذياب بحلم " كثرة الحكي ماتلزمني , انت عارف وش أبي , انت اللي وش طلباتك عشان نخلص "
نظر لشاشة جواله الذي لم يصمت من جلوسه وتكلم بصوته الواثق " ذياب حبيبي , أنا اللي كثر الحكي مايلزمني , انت وابوك وقبيلتك عارفين إني لايمكن أتنازل عن شي لي حق فيه , ومستحيل أتنازل لكم , بس عطيتك وجه وقبلت إني أشوفك عشان تقتنع إن طلبك مو عندي , وأنا مشغول الآن , أعتذر منك "
وأشار لنادل القهوه بأن يحضر لذياب كوب من القهوه , وضع الحساب على الطاوله وانسحب من المكان مسرعًا , وسط ذهول ذياب الذي ماإن ولًاه ظهره خارجاً
ضرب الطاوله بقهر , وهو يردد " حقييييير حقييير , لولا خاطر أبوي ماتنازلت أكلمه "
وانسحب من المكان مسرعًا تاركا كوب القهوه الساخن ينتظر من يشربه .
" عيسى "
خرٓج اليوم مبكّراً ، لم ينتظر حتى يسجل دكتوره اسمه في لائحة الحضور والغياب ، لوّح لصديقيه عمر وذياب "شباب سجّلوا اسمي تكفون"
رمقاه بخبث وهما يتضااحكان ليردف عمر بحماس"نيّالك يابا ، رايح للحبيبة"
كشّر رافعاً حاجبيه بتمثيل وهو يرمي قلمه مصوباً نحو صاحبه " لم لسانك لا أقطعه "
ربّت ذياب على كتف عمر " خلّه يارجال وشلك بالقيل والقال مثل الحريم
وتوجّه نحو عيسى مستدركاً "روح ياعمّي الله وياك"
ليبتسم ذاك الأخر ويطلق له قبله في الهواء متميّعاً وينطلق تاركاً إياهم خلفه يقهقهان .
فهو على موعِد مرتّب مسبقاً مع خطييته الذي احتفل بهما الأهل والأصحاب آنفاً ، بعد قصّة حب بريئه
خرج من غرفته قُبيل الظهر بدقائق ، لم يُنجِز شيئاً ، داهمته ذكرياته فأحس بصداع عجيب يغزوه ثم استسلم للنوم ، لايسمع لها صوتاً ، فتح باب غرفتها مستغربا، لايوجد أحد ، انتفض كالمجنون وهو يصرخ " قُمـــر قُمـر"
سمع صوت ارتطام شيئاً في المطبخ ، هرول نحو المطبخ ليجد الأرضيه ملطّخة بالخليط الذي جهزه لها وطبقه المكسور
ابتسمت له وهي تمشي نحوه مترنّحة تحاول تفادي شظايا الزجاج المتناثر حتى وصلت وهي تنظر لموضِع قدمه "آسفه ماكنت أبي يصير هيجي بس خِفِت وكت سمعتك تصارخ"
تراءت أمامه للحظه صورة والدها وهو ينظر إليه بابتسامه خبيثه فصرخ فيها قائلاً " كم مرة قلت لك لاتطلعين من غرفتك وانا مو موجود" أمسك بياقة فستانها العنّابي وهو يدفعها نحوه " جاوبينييي ،!!؟"
أخفضت رأسها بيأس وقد تلألأت مُقلتيها "مادري جذي بتعصّب والله ماكان قصدي أبوي تكفى ماتزعل منّي "
جنّ جنونه وتقافزت أمامه الصور ، رأى نور مرقده وهي تصرخ وهو ينظر من بعيد مكبّل وهو يصرخ " كلاااب ، فكوها فكّوني نوور نووور"
قهقه الجندي أمامه ضاحكاً "حيل عوّرتك ها!؟، بعدك ماشِفت شي "
وأمر بحمل الفتاة إلى الداخل وجُرّ عيسى إلى الساحه ورُبِط إلى عامود تحت الشمس .
قطعت حبل أفكاره كعادتها "أبوي ، لاتسرح هيجي أني أكلّم منو!؟"
رأسه يؤلمه بشِدّة لماذا لاتكفّ عن مناداته بـ "بابا"
صرخ فيها متوعّداً " مو أبووووك مو أبووك ، يله طلعي غرفتك"
تململت باستياء"عساس عيد ميلادي اليوم ، خوش والله" وصعدت غرفتها باكية .
- نفض ذكرياته بعنف ، ووضع يده على رأسه مجدّداً ، ماذا عساه يفعل الأمر فوق احتماله ، هل يُرسلها لوالدته تهتمّ بشؤونها!؟ وماذا تستطيع أن تفعل تلك العجوز المسكينه ، ألا يخجل من نفسه ، مقاطعاً والدته من فتره ليست بالقصيره وكأنّه يحمّلها ذنب ماحصل ، نظر إلى الأرضيه التي تلوّنت بلون الخليط وأزاح قطع الزجاج بحذاءه وشرع بتنظيف المكان .
******
ان شاء الله البداية مشوقة وتكون عرضت شي بسيط من تفاصيل الحكاية
انتظروني بشوق
ان شاءالله التزم معكم بتنزيل الأجزاء كل ـأسبوعين على الأكثر
أختكم / ورد
|