كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
اخذت نفسا عميقا مرتجفا لتستعيد السيطرة على نفسها .
- اللعنة ايريس ..لقد تجاوزت الحاجة الى دليل , انت لست مجرمة أكثر مما انا عليه .. وسماعي لقصتك اثبت لي ما كنت احاول تجاهله عنك طول الوقت , كانت مسألة وقت فقط قبل ان تتوقف إدانتك عن تشكيل فارق بالنسبة لي.. وكلما عرفتك أكثر كلما فقدت معناها.
هزت ايريس رأسها وتبسمت :
- اجل برتسوم ..لم يكن لها معنى حين فقدت بلاكي .. كنت على استعداد لجعل الشريف يقرر احتجازي.
اسود وجهه إحباطا وهو ينظر إليها :
- إذا كنت تذكرين جيدا ,كل الظروف كانت تشير إليك ..ثم حين سألتك اذا كنت تعرفين شيئا عن السرقة, اضطربت وبدوت مذنبة .. توقفي عن مقاومتي ايريس .
لم تستطع ان تبعد نظرها عن تعابير وجهه الكئيبة .. كان ندمه حقيقيا .فجأة تملكها الغيظ لمقاومتها محاولاته الاعتذار , انخفضت نظراتها الى صدره :
- أنا آسفة ايضا .. الأمر فقط ..
وخنقتها المشاعر ..فتبسمت مجبرة وهي ترتجف واندست يداه حول خصرها فأكملت بصوت طفولي ناعم :
- عشت هناك طول حياتي .. كنت الجيل الرابع لآل برايبون هناك ...
وانهمرت الدموع التي لم تستطع كبتها على خديها المحمرين .
جذبها كوبر نحوه, ثم طواها بين ذراعيه ليكمل ما توقفت عن قوله :
- هكذا لم يعد لك ثقة هذه الايام بأحد. ان عدم تقديم الناس الذين يعرفونك دعمهم لك جعلك تعتقدين ان كل الناس سينقلبون ضدك.
وكأن سماع هذا كان المحرك بالنسبة لها , فانفجرت فى نحيب قوي, واشاحت بوجهها عنه لتضغطه على قميصه , واشتدت ذراعاه حوله يحميها وتركها تبكي .
لم تستطع منع نفسها عن قبول الراحة التي يقدمها لها كوبر , فدست ذراعيها حول خصره وتعلقت به . ولم تعرف كم اطالا الوقوف قبل ان تشعر بعاصفة الدموع تتراجع , وكان كوبر اكثر من قادر على المهمة وهو يمسك بها , ويتمتم بكلمات لطيفة مهدئة .
أحست ايريس أنها أكثر استنزافا, من ان تشعر بالحرج لمعاملتها كوبر كحائط مبكى , تحركت لتشير على انها انتهت , وابتسمت بخجل فتركها بما يكفي ليخرج منديلا من جيبه ويعطيها اياه, استخدمته بسرعة لتجفيف دموعها من عينيها وخديها وتراجعت عنه لتدير ظهرها بارتباك وتنفخ في انفها , لكنها ترددت في الاستدارة نحوه الى ان امسك ذراعها وادارها .
قال بهدوء :
- سيجعلك هذا افضل حالا .
وخاطرت بنظرة اليه , صدمتها وسامته الخشنة بقوة أكثر من قبل.. تسللت الطريقة الحنونة الناعمة التي كان يتوسلها للنظر اليها عبر آخر دفاعاتها .. إنها تحب هذا المزارع الخشن القاسي , وكانت تحبه منذ زمن بعيد , لابد انها وقعت في حبه منذ اول لحظة رأته فيها في مكتبته حين رفع نظره عن اوراقه وتطلع بنظرته القاسية اليها .
خشيت ان تكون ما تشعر به واضحا على وجهها كما هو واضح في قلبها, فنظرت بعيدا ,وقالت موافقة :
- أشعر انني افضل حالا .
ثم مدت يدها لتلامس ذراعه : شكرا .
أمسكت يده يدها وبينما كانت تحاول سحبها جذبها اليه , فرفعت وجهها نحوه ... لم يكن هناك أي شوق مجنون في نظرتيهما , احست بالسلوان الحنون يلامس روحها, وأغمضت عينيها تتمتع بالعناق , ثم فتحتهما لتلتقي بسواد عينيه اللطيف.
|