كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
استجمعت شجاعتها , والتفتت إليه :
- لن أساعدك بلاك , مهما فعلت بي .
- ستغيرين رأيك بسرعة كافية حبيبتي .
والتفت ليبتسم لرجليه :
- قلت لكما إنها عنيدة كالبغال .
ابتعد الثلاثة , وصعدوا إلى شاحنتهم فأصاب الحصى المتطاير ساقيها مع دوران الإطارات .
تركتها صدمة المواجهة ترتجف .. نظرت حولها , آملة أن يكون موظف المحل قد عاد إلى الخارج ليشهد ما حدث , فهذا ما يساعدها كثيرا .. لكن المدخل كان خاليا , ولا يبدو أن أحد ما هناك .
فتحت إيريس السيارة وهي ترتجف وصعدت إلى الداخل .. فكرت بالذهاب رأسا إلى الشريف .. لكن الخوف الرهيب الذي تملكها لما قاله لها بلاك ازداد بشكل لا يطاق .
ثم فكرت أن تقول لكوبر ما حصل , وتحاول الحصول على دعمه . لكنها صرفت النظر عن تلك الفكرة , فلكوبر فكرة سيئة عن سجلها الإجرامي , وهو الآن مبتعد عنها ولا تجرؤ على الثقة به .
ارتجفت يدها وهي تدير المحرك , إذ أن فكرة أن يتمكن بلاك من توريطها في شيء ما يضمن عودتها إلى السجن قد أرعبتها .. أية مخالفة لإطلاق سراح المشروط . سيعني لها خمس سنوات في تلك المساحات الضيقة الخانقة , مع أشخاص عدائيين , وبعضهم لا شفقة عنده , والبعض مجنون , لا قلب له أبدا .. وليس الجميع ممن يمكن معاشرتهم , تملكها الغثيان للذكرى , وانتظرت أن تهدأ أعصابها بينما كان التوتر باديا عليها .
في مكان ما وسط ذعرها , تذكرت إليك فارتغتون .. قد يتمكن من مساعدتها , شريطة أن يكون قد عاد إلي بلدته الآن .. والأمر يستحق المحاولة , فأحست بوجود بريق من الأمل .
حركت الشاحنة بسرعة وخرجت من الزقاق . حجرة الهاتف الوحيدة التي شاهدتها كانت قرب مركز البريد .. وفي وقت قصير حصلت على رقم هاتف مكتب أليك من عاملة الهاتف ودست المزيد من القطع النقدية المعدنية لتغطي كلفة المخابرة .
بعد لحظات , كانت مع مكتبه على الخط .. أليك أخذ إجازة بضعة أيام ولن يعود إلى المكتب قبل أسبوع . وقالت سكرتيرته إنها لن تتمكن من معرفة مكانه , لكنها سجلت رسالة إيريس , ووعدت بإيصالها إليه إذا اتصل .
عادت إلى الشاحنة ودخلتها , شعرت بحالها أسوأ من قبل .. كان أليك أملها الوحيد . فلو تكلم مع كوبر , أو أفضل من ذلك, لو مهد لها الطريق مع الشريف , لكان القبض على بلاك ممكنا .. لكن, والحال كما هي عليه فلن تستطيع إيريس إجبار نفسها على الذهاب إلى الشريف وحدها .
لم يبد الآن أن فضح أمر بلاك , وتبرئة اسمها , أمر مهم .. قد تتمكن أخيرا من العيش مع سجلها الإجرامي ... لكنها لن تستطيع مواجهة السجن مرة ثانية .
أغمضت عينيها يائسة , يخجلها الجبن الذي تحس به . كان العقل السليم يصر عليها أن بلاك قد ينجح في توريطها مرة أخرى .. وحذرتها الخبرة أنه قادر على ذلك .. فتحت عينيها لتنظر إلى الشارع دون أن ترى أمامها محاولة كبت مخاوفها .
حين أدارت الشاحنة وحركتها , كانت قد اتخذت قرارها .. سوف تترك عملها ما أن تعود إلى المزرعة , ثم تطلب من كوبر إرسال من يوصلها إلى موقف الباص , حيث ستستقل أول باص يتجه إلى أي مكان , وتصلي كي تتمكن من الابتعاد أميالا قدر المستطاع عن بلاك رايدر .
مع شيء من الحظ , وإلى أن ينفذ بلاك ما يخطط له , ستكون بعيدة جدا بحيث لا يشكل فعله أي تهديد على مرتبها ..فيما بعد , حين تصبح آمنة ستتصل بالشريف وتطلعه على نشاط بلاك . وستكون المخابرة من مجهول , وستؤمن بذلك عدم ظهور بلاك مجددا في حياتها , وتكون حياة جيدة لنفسها في وقت تستقر فيه أخيرا . تراجعت إيريس لتوجه السيارة نحو المنزل والألم يملأ قلبها لما ستفعله .. إذ أنها أدركت أن مزرعة برتسوم أصبحت بطريقة ما المنزل بالنسبة لها .
نهاية الفصل
|