كاتب الموضوع :
نعجتي
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: هذه دُنياي
الفصل السادس
رجف جسدها على الأريكة ,تشعر بشرارات تجتاحها ,والدتها تجلس بقربها تهدئها وتمسح على شعرها الشعث وتسقيها الماء
ناريمان أسبلت عينيها برجاء : تكفين يمه أسكتي اهدي الحين بتجي ليليان وتشوفك كذه ما رح تسكت لين تعرف وش صار
تنفست ريتا بعمق شديد , محاوله أن تتمالك نفسها , وعينيها تدمعان من شكل الجثة التي رأتها بعينيها ومن كلام والدتها , رباه ما هذه الدراما التي تعيشها
من بين دموعها ورجفاتها التي لا تهدأ : ماما التقوليه مستحيل كيف كيف أروح هناك وأمثل أني بنته , شربت رشفه من الماء , وكفها يرتج ليرتج الكأس بقبضتها ,وتتصارع المياه بداخله
عادت دموع ناريمان بالنزول على وجنتيها الممتلئتين : مو مشكله أنتِ فكري توه أبوها لليليان ما وصل لنا لو ما تبين بكيفك ماني جابرتك
اتسعت عينا ريتا وهزت رأسها بعنف : مستحيل ليلو أختي كبرنا مع بعض عشرين سنه أنتِ شايفه أنها قليله المدة كيف أسوي فيها كذه
ابتسمت بحب : ادري أنها مو قليله ولا يكون على بالك أني ما أحبها بالعكس هي بنتي وربيتها مثل ما ربيتك جاتني وهي باللفة وتوها مولودة بس أنتِ غير بنتي الحقيقة , بللت شفتيها لتردف , و أبغالك الخير هي فتره مؤقتة بس
فغرت ريتا شفتيها , رجف جسدها بقوه ليهتز برفض حاد وهبت على قدميها بعنف مُتطلعة لوالدتها : مستحيل كيف أروح يعني الرجال غبي ما رح يفهم إني مو بنته وبعدين لو عنده أولاد كيف بكشف عندهم وعنده هو
عبست ناريمان ملامحها : عادي يا يمه لا تشيلي الحجاب قولي مو متعودة عليكم وصعب علي حتى لو حاول يحضنك تقدري ترفضي بحجه انه صعب ومو متعوده
كتفت ذراعيها وما تزال والدتها ترمي الكلام المسموم في بالها وتزيد من جرعه حياتها التي ستتغير للأفضل , محمد ينظر لهما بجمود , هامها أم وابنتها تخيطان خيوط العنكبوت ليلتصق بهم عبدالكريم برباط وهمي صنعاه سوياً , ويحرمون تلك الصغيرة من والدها الحقيقي , ولكن ما بيده حيله ماذا يفعل مع امرأة بمئه رجل , كل ما يتمناه أن يظهر لهم شي يُفسد مخططاتهم
,
دخلت ليليان بابتسامتها المُحببة وروحها الحلوة اتسعت حدقتيها الرمادية , وفغرت شفتيها من شكل عائلتها البائس لتهمس بعبوس ملامحها , وضعت كفها الناعم على فمها , ووجنتاها المكتنزتان محمرتان كحبات التفاح من حرارة الجو والرطوبة , والأفكار السيئة تتصارع برأسها من حالهم البائس
: ماما بابا ريري وش صار ليه تبكوا في شي
مسحت ناريمان دموعها بظاهر كفها , ثم مدت ذراعها
: تعالي يا يمه تعالي
تقدمت بتعثر وهي تخشى خبراً سيئاً لن يتحمله قلبها الصغير , وجلست بجانب والدتها, عانقتها من كتفها , وعانقت ريتا من الجهة الأخرى , وقبلت رأسهما
: ما في شي يا يمه بس تعرفي حالتنا وشلون متبهذلين ووصلت فواتير المويه والكهربا الله يرزقنا من عنده
عقدت ملامحها بحزن لو معها بعض المال لأعطتهم ولكن راتبها قد انتهى وما يزال يبقى عده أيام على الراتب القادم , تنهدت بعبره خنقتها وتشعر أنها مكبله بأغلال ولا تستطيع مساعده عائلتها , نهضت الفتاتان لغرفتهما لتغطا بنوم عميق
***
يرتكز بكفيه على مكتبه بداخل غرفه من غرف الشركة , مط شفتيه بحيرة , وحدقتيه مُشتته بالفراغ , ثم وجه نظراته لذياب الذي لا يقل عنه حيرة ليقول
ذياب : يمكن نصابين طيب ما عندك بنت وخافوا عشان كذه ما جابها
هز عبدالكريم رأسه نافياً : مستحيل أنا أعرف الشيخ عبدالعزيز مستحيل يكذب في موضوع زي كذه أصلاً ماله مصلحه يكذب بس ما دري وينه اختفى اتصل عليه والجوال مغلق مر 3 أيام ولا منه خبر الله يستر ما يكون صار له شي كان تعبان
وضع ذياب كفيه على إطار الكرسي ليستند بذراعيه واقفاً ويهتف بحده منخفضة : أجل اسمحلي أخلي رجالي يسألوا وبجيب عنوانهم أكيد عندهم خبر أنا ندور بنتنا
بلل عبدالكريم شفتيه ليمحي عنهما لمحه الجفاف , وأومأ برأسه , بتوتر : طيب طيب سوي التشوفه
,
بعد عده ساعات
توقفت السيارة أمام منزل صغير , أكل عليه الزمن له بوابه صغيره وخلفه حديقة صغيره , ترجل من السيارة الفخمة زوجان من الأقدام أحدهما بمنتصف عقده الرابع , والأخر كان بأواخر عقده الثاني طرق الباب وهما يقفان تحت حرارة الشمس , شعر بالاختناق ليحرر ربطه عنقه وأول زرين من قميصه , خلل أنامله بشعره الكثيف ويوجه نظرات بغير معنى للحي الفقير
***
|