كاتب الموضوع :
نعجتي
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: هذه دُنياي
[COLOR="rgb(105, 105, 105)"]الفصل الثالث [/COLOR]
تهرول خلف طفلها الصغير لاهثة , وهي تُمسك بعبائتها جيداً بالسوق حتى لا ينكشف جسدها الضعيف المُهمل من الولادة نادهه باسمه , مُحرجه جداً من نظرات الناس المارة حولها
: منصوووور تعال هنا يا ولد
أختها تقف ببُعد بضعه أمتار عنها ممسكه بيد الطفلة الصُغرى مُزون , تهز رأسها بأسف من ابن أختها ذو الخمس سنوات , الذي أتعبهم بدلاله و دلعه كثيراً , وشهقت عندما رأته انبسط على الأرض ليعلو صوت نحيبه المُزيف ويُحرك قدميه وذراعيه و يرطمهما بالرُخام طالباً عدم المُغادرة للمنزل , أمسكته أمه من زنده وهي تهمس له بين أسنانها
سيدرا : أمشي معي أنا أوريك بس نرجع البيت ما ينطلع معك مكان أخر مره أجيبك معي المره الثانية بجي لحالي أروق
هرولت لها أختها وهي تهتف : سوسو يلا قومي جواد جا ياخذنا
التفتت إليها : طيب تكفين أمسكي هالحيوان مره طفشني وش جابني أنا , أنا الحماره الجيت
تنهدت بعمق : أوف منك بس ما عليه حبيبتي استحملي عاد اشتقنا لك مو معقول بتقطعينا لين يكبروا العيال كل الأمهات مثلك وأردى بعد احمدي ربك على النعمة
تمتمت بالاستغفار والحمد , تُحب طفليها ولكنها تعبت كثيراً , لم تعد تلك المرأة , الطموحة , الهادفة , المرحة , المغناجة , التي تُجنن زوجها بغُنجها ودلالها , لم تعد تلك المُغرية التي تُلهب عواطفه لتثور , خارت قواها وانطفئ بريقها وبريق روحها المرحة حتى زوجها لاحظ ذبولها مع الوقت وتغيرها للأسوأ , فقد بدا عُمرها قد تجاوز الثلاثين بأميال طويلة وهي حتى الآن لم تُنهي عقدها الثاني من العُمر , فالعُمر يجري كما يجري المارثون , وهي تذبل كأوراق الخريف , فلقد رحل الربيع ليحل محله الشتاء على قلبها الواهن , وجف قلبها وجسدها كالصيف , لم تعتد تهتم بنفسها فقد أهملت نفسها وزوجها كُلياً لتركز على طفليها و نظافة المنزل والغسيل والمطبخ وكل تلك الأمور وهي مقتنعة أن زوجها سعيد لاهتمامها بالطفلين وبمنزلهما وحياتهما
***
بعد ساعتين بداخل الجناح
يمُد جسده الرجولي على السرير ويُدلك جبينه بأنامله , خرجت من دوره المياه والماء يتقاطر من شعرها الرطب وأطرافه السُفلى مموجة بتموجات مُتمرده , مُثيره , تنظر لحبيبها بكل عاطفة وشجن جلست بقربه وعانقته بقوه هامسة بحب وصوت ركيك
ليال : حط راسك على رجلي عشان أسويلك مساج لراسك وألعب بشعرك
ابتسم طلال بخبث بعينين شبه مُغلقتين و أصبعيه على صدغيه
: ما يحتاج خلاص راح الصداع من الصار قبل شوي
زمت شفتيها بخجل من جرأته , جذبها إليه و قبلها بشغف وحب مُتبادل , ويغمر كفه بشلالها الرطب , رغم السنوات الثمان التي قضيها سوياً فهي ما تزال تخجل منه وتتورد وجنتيها وتثير جنونه وتُثيره أكثر وأكثر بنعومتها وغنجها , همس قُرب فمها
: ما ودك تحطي لزوجك المسكين الجوعان غدا
فتحت فمها لتهمس بابتسامه خجولة : إلا الحين بجهزلك ياه ما رح أتأخر حبيبي , برمت شفتيها قليلاً لتهمس بخفوت , تبغى الغدا هنا ولا تحت مع خالتي
بلل شفتيه وهو ينظر لها بحذر قائلاً : خلينا نتغدا مع أمي عشان لا تكون لحالها مع البنات وبعد الغدا جهزي نفسك بوديك عند أخوانك عشان بروح لذياب في المزرعة ما دري وش فيه معصب هالأسبوعين وطالعه قرونه
أومأت برأسها مُبتسمة وهي تعيد خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتخرج , ليأتيه اتصال من صهره أجاب عليه بمرح
طلال : هلا بك يا النسيب
بصوت ملئ بالحزن بلل شفتيه : طلال تعال مستشفى ..... ولا تخلي ليال تحس عليك
اتسعت حدقتيه بقلق من كلامه : يامان وش صاير
تنهد بعمق ليهمس : ......
أومأ برأسه وكأن يامان يراه , وقد فغر شفتيه وهو يدعو الله بسره أن ينقذ زوج خالته , هم واقفاً يُبدل ملابسه وخرج بعجل وأرسل رسالة لليال حتى لا تكشف ملامح وجهه القلقة فهي تعتبر العم منصور كوالدها , هو من قام بتربيتها إلا أن كبرت وتحجبت عنه لتصبح زوجته وكم يؤلمه أنها كانت ترغب في زايد زوجاً لها فقط من أجل أن تُصبح حليلة لمنصور , ولكن زايد خطب و تزوج بنفس السنه التي قد تزوجا بها , هز رأسه طارداً هذه الأفكار فلقد تجاوزا هذه الأزمة منذ زمن طويل
***
يُتبع
|