لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-16, 02:37 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الخامس والعشرون

قبل يوم من الآن
تحديداً الساعة التاسعة مساءً
ازعاج ، ازعاج ، ازعاج .. هذا كُل ما يشعر به الآن زائد الصُداع من أطفال اخته اللذان يلعبان بصوتٍ عال وكأنها وحدهما بغرفه الجلوس ، أجفل حينما سمع صوت اخته تصرخ قادمه من المطبخ وقد زادت الم رأسه بصُراخها المُجلجل كالرعد .. يُقسم انه لو كان زوجها هُنَا لما سمع حتى صوت انفاسها المُختنقة .. ولتحولت خلال ثواني إلى أنثى بكامل النعومة والرقة ، ترمش بعينيها ببراءة ، وبالكاد يسمع صوتها وهي تتكلم
: منصوووور وجع يوجعك ان شاء الله خذ اختك وادخل داخل أزعجت خالك جاي من السفر تعبان .
يجلس كولدٍ مؤدب ينصب ظهره على الأريكة بتهذيب ، وقدماه تستريحان على السُجادة الوثيرة ، وعلى شفتيه ابتسامه صغيره .. مُجامله .. تعبيراً عن غيظه من الإزعاج لم تفهمها سيدرا
" والله انت التعبتيني يا اختي بصوتك ذَا تقول صوت رجال موب حرمه متزوجه وعندها عيال ، ولا لو زايد هنا سبحان الله تقول سحر كيف يتحول الصوت بثواني لصوت بنت مايعه و مدلعه "
ولكنه احتفظ بأفكاره لنفسه .
اتسعت عينيه وافكاره تتمثل أمامه ، وهي مازالت تصرخ على اطفالها الذي يلعبون بالنباتات بطريق الغرفة وفجأه أجابت على هاتفها الذي صدح وأودعت صوتها كل الرقه والنعومة التي تمتلكها ، واصبعها يلتوي مع خصله من شعرها متحررة عن عقالها ، ووجها المتشنج من الغضب ارتخى فجأه وهي ترسم أجمل ابتسامه على شفتيها وتقول بغنج ودلال
: هلا حبيبي .. كيفك .. دوم يا رب هاه وش صار معك .. جد ايه ايه عادي يحبه .. فديتك انا اي شي تجيبه من ايدك احبه ويعجبني .. يا روحي انتبه على نفسك ولا تسرع وانت جاي .. سلملي على عمي مع السلامه في أمان الله .
اتسعت ابتسامتها اكثر واحمّر وجهها وكأن صهره ألقى عليها تعويذه سحرية قلبت مزاجها رأساً على عقب .
نظرت لأخيها تقول بخجل من نظراته المُتعجبة وحاجبيه المُرتفعين وقد سمع حوارها مع زوجها وقد غفلت عن وجوده
: معليش يا قلبي زايد بيتأخر شوي ليجيب العشا ابوه يبيه ضروري وبجيب معه العشا من *** لو ندري انك بتجي كان جبنالك ذبيحه تسوى ، جـعان وش اسويلك شي خفيف تاكله .
رد جواد بإحترام : افا عليك موب غريب انا واحد من العيله وتعمدت ما اعلمكم عشان لااكلف عليكم ، اليجيبه رجالك فيه الخير والبركة وخليه يأخذ راحته مع ابوه .
كانت ترتدي جينز واسع مع بلوزه هفهافه باللون الكريمي .. شعرها مُشعث ومُبعثر بحده ومجموع فوق رأسها بعُقده مُتخلخله .. يتخيل لو انه مكان زوجها ، كان لينتقدها ويأخذها للغرفة ويهزأها على اهمالها نفسها بوجوده ولفعل وفعل و ... الخ .
سمع نبرتها اليائسة وهي ترفع أطباق المُكسرات وفناجين الشاي وعينيها على منصور الذي خرج من الغرفه
: منصور خلاص تعبت ارحممممني و ارجع لغرفتكم والعبوا لا تخلي اختك لحالها تأذي نفسها وانتبه عليها انت الكبير .
قال منصور متأففاً : اوووف طيب ماما بروح وأخذها .
شعر بتأنيب الضمير لأفكاره .. واخته كان مظهرها مُرتباً وأنيقاً جداً عندما جاء عصراً لزيارتها .. إذ ان اللحاق بأطفالها طوال اليوم والعمل على خدمته وراحته قد جعلها تذبل هكذا ولا تجد الوقت لتعديل نفسها .
تنهد بعمق يمحو أفكاره العقيمة عن اخته الحبيبة فهو لم يتزوج ليعرف كيف سيتصرف مع زوجته ، ويقول بجديه وهو يرى السعادة تشع مو عينيها فقط بمكالمه زوجها
: سيدرا تعالي هنا جمبي بحاكيكِ بموضوع مهم .
نظرت لأخيها بتوجس مما سيقول وجلست قربت بعد ان أخذت الصينية للمطبخ وعادت
: خير جواد في شي .
لوى شفتيه وهو يهز رأسه
: خير ان شاء الله يا رب بس بتأكد منك .
استل هاتفه من جيبه وفتحه بخفه ينتقل بإصبعه على شاشه الهاتف وصولاً إلى الواتس اب وفتح المحادثة المطلوبة ووضعه أمامها يردف
: تعرفين هاذي البنت .
حدقت قليلاً بالصورة الرمزية والرقم المُرفق وهي تهز رأسها بقوه
: ايه ايه اعرفها هاذي مرح وحده من صديقاتي بس شلون جت عندك غريبه .
جواد : اول شي قوليلي تعرفين بيتها واهلها رحتيلهم من قبل زرتيهم تدلين بيتهم .
أومأت بوجوم وهي تعبس بوجهها قليلاً
: ايه اعرف رحتلهم كم مره وصرت حافظه الطريق .
بلل جواد شفتيه مُحدقاً بشاشه هاتفه بعُمق
: هاذي البنت هي البدت تكلمني ومادري شلون جابت رقمي بس مع كلامي معها كل يوم عرفت شلون جابته .
غضبت سيدرا تقول
: وش ذي الوقاحة الفيها شلون تكلمك كذه بدون لا ادري وكيف جابت رقمك ـ تغضن وجهها بألم ـ جواد ما أبغاك تدخل ذَا الطريق وتكلم لو تحب خلنا نخطبلك ونزوجك .
بدون اي مقدمات قال بجمود ينظر اليها
: أخذت رقمي من جوالك وتحسبني زايد زوجك .
***
الساعة الآن الثالثة عصراً ، اشتدت الحرارة والرطوبة عالياً .. وبدأت حُبيبات العرق بالتسلل على جبينه الأسمر ، و طيّر الهواء شُعيراته الرمادية الداكنة وهفهف ثوبه على قَده الصلب كالحديد ، عيناه الصقريتان مُمتدتان للأُفق البعيد إلا المالا نهايه .. تُحدّق بعُمق إلى البحر الأزرق المتوهّج بأشعه الشمس التي منحته بعضاً من الإصفرار ، يميل بجذعه للأمام وساعِداه مُرتاحان على حافه شُرفه الفندق المُطلة على البحر .. أنامله تُداعب حبات الخرز من مسبحته وشفتيه تلهج بذكر الله .
أُجفله رنين هاتفه لينظر اليه بلا اهتمام وعيناه تُعانقان الرقم الغريب على شاشته ، رفعه ببطء إلى أذنه وهتف بخشونه صارمه
: آلو مين معي ؟؟! .. حياك الله أيه أنا نسيبه خير اللهم اجعله خير .
ذُهل لا .. لا بل الذهول أقل من أن يصف حالته الآن بما سمع فهو لا يُصدَّق ما يسمع .
تحرك بخطواته قاطعاً المسافه بينه وبين الباب الزُجاجي المُنزلق وفور ان حطت قدميه القاسيتان على أرض الغُرفة .. وقعت عيناه على عينيها البُنيتين الناعستين من أثار النوم ترمش و تُحدّق به ببراءة طفوليه وكأنها لا تعلم ماحدث .. نظرات يُقسم أنه لم يرى مثلها خلال 35 عام بحياته .
رمش هو الآخر بعينيه وبقي ثابتاً عده دقائق يكتشف ويُحلل هذه الكائنة السمراء التي أصبحت زوجته ، المحشورة بين ملاءات السرير ووساداته الضخمة المحشوة بالريش .
تأملاته وافكاره تحولت و أنحنت لمنحنى أخر .. وقح !!! ، بمُجرد امتثال أنثى !! امامه وهي حلاله تُشبع رغباته الذكورية التي لم تُشبع من قبل ، لم يكن يوماً عابثاً او يُزيغ نظره هُنَا وهُناك .. فلديه اخوات ويخاف عليهم .. كُل ما أخّره هو المواصفات التي يُريدها بعروسته والتي اشترط ان تكون من بلاده كي لا يتعذب بالزواج بها .. وليُقدر الله له فتاه كانت عكس كُل شيء يتمناه ، وانطبق عليه مقوله " ليس كُل ما يتمناه المرأ يُدركه " و " قدّر الله وماشاء فعل " .
أجفل ووعى فجأه من أفكاره نحو شهقتها الخافتة وعقد حاجبيه مُتعجباً
: خير وش فيه كأنك شايفه جني .
ثم نظر لنفسه واعتد بوقفته يُمثل الغرور ، وهي عبست حاجبيها اكثر بخوف .. لا تعرفه أبداً ولم تسمع به ولم يخبرها والدها عن شيء وقالت بخوف
: ما علمتني مين انت ؟؟! اول مره اشوفك وما قالي عنك أبوي احمد .
تغضن جبينه من قولها " أبوي احمد " ولكنه تجاهل الأمر ليقول بحده
: قلتلك يا بنت الناس انا زووووجك على سنه الله ورسوله ـ دسّ كفه بجيب الثوب ليُخرج دفتر صغير اخضر داكن اللون ويفرده أمامها وموثق من الجهات المُختصة ـ هه شوفي اسمي باااتل واسمك انت ـ بلل شفتيه وهو يُعيد الدفتر ـ صدقتي الحين انك زوجتي .
أومأت برأسها لتقول
: ايه صدقتك بس مو فاهمه ايش الصار أبوي احمد قال بزوجني من شايب غصبٍ عني لانه مديون له وما عنده يسدد الدين وانه الشايب هو الطلبني .
عض شفته السُلفى من قولها لوالده " الشايب ، الشايب " ، تبدو لذيذة وهي تنطقها من بين شفتيها ، و لا تبدوا له كاذبه وقد قالت بعفويه كُل ما تعرفه وكأنها " كالأطرش بالزفه " قالوا لها ستتزوج من شخص لتُصبح فجأه زوجه ابن ذلك الشخص .. هناك حلقه مفقوده جوابها عند والده .
اقترب منها قليلاً وهي بخوف عادت بجذعها لظهر السرير مذعوره ولم تعد قادره على الرجوع اكثر من ذلك .
تجعدت ملامحه من خوفها وكأنه سيقوم بإيذائها وضربها لم يُحِب نظراتها هذه .. يُرِيد تلك النظرات التي لم يرى مثلها من قبل .
تنحنح قليلاً يُجلي حلقه ولا يعرف كيف سيقول الذي سيقوله ولكنه مُجبر على قوله
: طيب ، الحين خلينا من سالفه زواجنا وانا بفهم الموضوع من أبوي واشوف ، في شي اهم الحين وهو امك !! .
صمت قليلاً يرى رده فعلها يردف
: ابوك ضربها وطقها طق واخذوها المستشفى .
شهقت بعنف ووجهها يتغضن بألم وتجمعت الدموع بعينيها .. قفزت عن السرير وهفهف فستانها الأبيض على قدها الدقيق .. وهي تقترب منه بهلع هامسه .. وقد تشبثت كفيها بساعديه
: الله يخليك خذني لها بشوفها ، الله يخليك ويوفقك ويحفظلك غاليك ـ أدارت رأسها عن عينيه ودموعها تتساقط كأوراق الخريف تنشج بضيق وانفاسها تتحشرج بألم ـ يا الله مااااما ايش سوا فيها ماااما .
أمسك بذراعيها دون ان ينتبه انه ضغط عليها بقوه آلمتها يقول بصرامه
: طيب خلاااص ، اهدي الحين ما احب المره تصيح وتتبكبك ، وبدلي ملابسك و اكيد باخذك عندها .
أومأت برأسها تُبدل فستانها لبلوزه مريحة و بنطال من الجينز وارتدت فوقهم عبائتهم ، وهرولت إليه حيث يقف ينتظرها على الباب .
أغلق باب الجناح مُتنهداً من هذه المُصيبة التي حلّت فوق رأسه ، هذه البدايه رجل يكون نسيبه يضرب زوجته التي هي حماته حتى أفقدها الوعي ويزوج ابنته بهذه الطريقة القذرة والأدهى انه كان ينوي تزويجها من والده الكهل لولا تدخله باللحظة الاخيرة ، فماذا ينتظره بعد من مصائب تقترن بهذه العائلة ؟؟؟؟!
***
تنفست بعمق تفرد ذراعيها بالهواء هامسه لنفسها
: ااااه وأخيراً خلصت تنظيف وطبخ وش هذا الشقة صغيرة بس وسخه مره كيف كان عايش فيها .
التفتت للخلف وهي ترى صغيرها عماد يمشي بتعثر يحاول الوصول إليها .. التقطته فوراً ودارت به وهي تقهقه بمرح معه .
كان لتوه قد دخل للمنزل ولم يأخذ إجازه من عمله فهذه الزيجة لا تستحق ، شردت عيناه على كُتله متفجرة من الأنوثة الناعمة ، جسد عض ونحيل مرسوم بدقة وعناية .. وشلالها الأسود الطويل يحلق بحريه في الهواء مع دورانها يرتطم و أخيراً ويفترش جسدها الغضّ وكأنه يُغطيها ويحميها من شرور الدُّنْيَا .. وبشرتها القشدية كانت تلمع من النظافة .. وصلته رائحه الصابون تُدغدغ أنفه ، تسائل كيف وصلته رائحه صابون جسدها على بُعد هذه المسافة ، التفت حوله إذ أن كُل شيء هنا كان يبرق ويلمع ، عرف انها لم تكن رائحتها بل كانت رائحه نظافه المنزل وأثاثه التي اعتادها كل يوم وأصبح يُدمنها .. وعي في كل يوم تضع رائحه ناعمه مختلفه .
.. ربااااه !! لم يشم هذه الرائحة أبداً في منزله عندما كان متزوجاً بل كان يشعر ، يشعر بالمكان ممتلئ برائحة الغبار والأتربة وكانت واضحه على أثاثه ، لم يشعر بهذه الراحه النفسية من إرهاق العمل منذ دخوله المنزل كما شعر الآن مع هذه الرائحة المُسكره .. هل من المعقول أن تؤثر رائحه النظافة بنفسيته هكذا وتُزيل عنه كل تعب وكرف العمل .
كان ينسى نفسه عندها دائماً ، تأخذه لعالمها وتنومه مغناطيسياً كي لا يُفكر بشيء اخر عداها ، كان غافلاً .
وهذه الكُتله الأنثوية التي تدور أمامه ولم تنتبه إليه كانت مختلفه عن أختها شكلاً وشخصية وإغواء ، أختها كانت ملتهبة مشعه ومغناجه ومليئة بالحيوية .. كان يُدرك أنها تقوم بإغرائه متعمده ارتداء كل شيء يُبرز انوثتها الفجة بهذه الطريقة كانت تأخذه لعالمها ، ولم يكن يهتم في البداية إلى أن تمكنت بخبث إلى التسلل لقلبه ، كانت تعرف ماذا تفعل بكل خطوه تخطوها نحوه كل خطوه تودعها الرقة والأنوثة لتسلب عقله وقد نجحت .
وشعر الآن ولأول مره انه كان كالخروف فعلاً يُلاحقها كي يُشبع رغباته الحيوانية .. دون أن يأبه لأي شيء اخر
فهذه القشدية لم تتكبد حتى عناء إغرائه مثل أختها إذ انها وبدون أن تفعل مُغريه بالفطرة و قد أغرته وأثارت غريزته الذكورية وهي ترتدي فقط
جينز يصل إلى ركبتيها كشف عن ساقيها ناصعتا البياض .. وقميص ابيض ابرز بياض بشرتها الحليبية اكثر منتثر عليه الوردات الصغيرة ورديه اللون كورديه خديها ، ياالله كيف انتبه على وجنتيها وهو الدي لم يكن ينظر للتفاصيل في زوجته السابقة .
فجأه لا يعرف ماذا حدث .. واتته رغبه شديده ليشتم رائحتها عن قُرْب .. إذا كان هذا رائحة البيت فكيف برائحتها هي .
اجفلها ذلك الظل الطويل مُجدداً وهذه المرة من الخلف وقد لمحت ظله على البلاط .. والتفتت بهلع وصفع شعرها الأسود الكثيف بوجهه ، وقد سلبت أنفاسه رائحه شعرها الحريري الكثيف .
عبس بوجهه يقول بجفاف
: لا عاد تحملين ولدي وتدورين فيه ـ اردف من وراء قلبه لا يُريدها ان ترى ضُعفه الذكوري تجاه أنوثتهاالفطرية ـ زي المهابيل والمجانين .
هل تورد خديها أكثر من قبل أم انه يتخيل ذلك .. أسبلت أهدابها وهي تهمس
: على أمرك ـ صمتت قليلاً ونظرت إليه نظره سلبت لُبه واردفت بنعومه لا تليق إلا بها ـ تحب أجهز لك الغدا الحين ولا بترتاح اول .
ارتفع حاجبيه مُتعجباً
: ها !!! غدا
بللت شفتيها وقد بدأت تتوتر من وقوفها بجانبه ، وقفته الرجولية الثابتة .. صوته الحاد الخشن ، يا الله نظراته التي تأكلها أكلاً تُشعرها بأنوثتها نظرات لم ينظر بها زوجها السابق ، طوله وهيبته الذي يفوق طولها أمتاراً
: ايوه طبخت الغدا ، قلت اكيد بترجع جوعان من الدوام ، يعني انتبهت انك ترجع هذا الوقت كل يوم .
أومأ برأسه سارحاً وتذكر قبل عده ايام انه ملئ لها المطبخ بالطعام والخضروات لتُشبع جوعها وجوع ابنه .. فلم يُكلف نفسه ويُحضر لها الطعام من الخارج .. ولكن لم يتوقع ان تطبخ له وقد جاء على بالها أنه سيعود مرهقاً جائعاً .. وبقيت تعرف متى يعود ومتى يُغادر ، فأختها لم تطبخ يوماً واحداً ولم تتكبد عناء انتظاره ومعرفه متى يذهب ويعود ولم تُفكر براحته أكثر من إثارته .. كان يجلب الطعام من الخارج كل يوم ونادراً يذهب معها عند عائلته لتناول الطعام فعائلته لم تكن تحب ساره أبداً ويمتعضوا منها وهي كذلك لم تكن تحبهم .. يعترف ويشعر بالخزي في تلك السنتين التي تزوج علاقته بأهله لم تكن جيده وأصبح قليل الذهاب وزيارتهم وكأن ساره وضعت عليه شعوذه تمنعه من الذهاب إليهم .. وبعد موتها عادت المياه لمجاريها بعض الشيء ولكن عندما قرر الزواج بأختها من اجل طفله الذي لا ذنب له لان يتربى بعيداً عنه او عند زوجه اب حدوده فضل الزواج من اختها وهاجت عليه عائلته فلم يصدقوا ان تخلصوا من ساره وعاد ابنهم اليهم حتى يعود بأختها وهذه المره هم من قاطعوه وليس هو .
اجفله سماع اسمه بترنيمه رقيقه رفع رأسه
توردت كثيراً وهي تهمس باسمه بعد أن سئمت الانتظار وزاد توترها
: عِز ، ودك ترتاح ولا احط الغدا .
أومأ برأسه ملوحاً بيده
: حطي الغدا اشوف .
ذهب للغرفة التي يتشاركانها ونظر للسرير ثم بدأ يُبدل ملابسه لبيتيه مُريحه .. ينام معها على نفس السرير ولكن لم يقترب منها كي لا يخون من يُحِب في قبرها .. غريب ما يشعر به كل شيء يتغير معه تدريجياً بدايه من شعوره المختلف الذي شعر به ، يتسائل أحياناً هل حقاً كان يُحِب ساره ؟؟؟! ام انه كان يتوهم حبها لبراعتها في إرضائه ؟؟!
ماذا إن كانت هذه القشدية لا ترضيه على السرير مثل أختها ؟؟!! هل سيكرهها ؟؟! ام يتعايش معها ، لاول مره في حياته شعر بشعور دافئ مُختلف كُلياً عن شعوره مع ساره ، شعور لا يعرف كيف يُفسره .
إذ ان كل شيء بات يتغير عندما رأى القشدية تدور أمامه كحوريه جاءت من بعيد .. يشع منها النور لتُخرجه من ظلام كان يدفن به نفسه .
***
: تعرفين أحياناً اقول انه زواجي هذا خيره لي ، بس ارجع أفكر ، ما كان ودي اتزوج بهاذي الطريقة أبغى زوج يحبني أنا لشخصي أنا اجيب منه عيال حياتنا تكون هاديه وبسيطة و مشاركه بيني وبينه ننبسط سوا ونسافر مع بعض لو وضعنا كويس ما يخلني على ذمته كل هذي الفترة عشان شفقان علي وعلى حالي وهو كان مقرر يطلقني بأقرب فرصة .
هذا كُل ما سمعه يامان من خلف الباب على لسان زوجته وما تشكيه لأختها التي تأتيها كل يوم بعد ما علمت ما حدث من والدهم لسديم .
خفّت جروح وجهها وجسدها .. ولكن جروح روحها لم تلتأم حتى الآن يُريدها سعيده ان تعرف البسمة طريق شفتيها .. ولكن ذلك لا يحدث لا تبتسم إلا مع أختها ، متألمه ملامحها تشع حُزناً يفطر قلبه .. قد يكون في البداية قد أشفق عليها فعلاً ولكن الآن هو يحتاجها كما تحتاج إليه .
إنه فاشلٌ جداً بمداواه جروح الروح .. فقد والديه بزمنٍ مُبكر وكانت حياته مليئة بالجروح وبالكاد كان يُرممها مع أخيه وسنده بعيداً عن العيون في جحرهما الصغير ، كانا يبكيان سوياً يضحكان معاً كُل شيء يفعلانه سوياً ويتشاركانه معاً كانا دوماً شاهين ويامان .. ولم يبقى كل شيء كما كان عليه فالدموع لم تعرف طريقها لعينيهما منذ سن المُراهقة داسا على كل المشاعر المؤلمة بمُسمى الرجولة وحاربا ببسالة ووحشية بهذه الدُّنْيَا كي لا يدوس عليهما احد .. الكبرياء والغرور من اهم خصالهما التي لن يتخليا عنها .
يستحيل الآن أن يُعري لها جروحه بفقدان والديه وان الحياه بدونهما قاسيه ومؤلمة .. وكم من المؤلم أن يكتشف بعد كل تلك السنين ، حتى وهو بهذا العمر يحتاجهما بقوه ، يحتاج حنان والدته .. ونصيحه والده .
اطلق زفره عنيفه مبتعداً عن الباب ، ليس من عادته التنصت كان سيدخل عليها .. ولم يكن يعلم ان اختها أتت لزيارتها اليوم ولكنه سمع صوتها الذي يعرفه وسمع اسمه
ذهب لغرفه الجلوس وارخى ظهره للأريكة وبدأ يُحدق بالسقف ، اجفله صوت سديم تقول بابتسامه باهته صغيرة
: يامان انت هنا ، معليش نسيت اقولك ان روان هنا.
مال بجذعه للأمام وشبك كفيه ببعضهما ، و بادلها الابتسامة الباهتة
: لا عادي مو مشكله ، شلونك انت ان شاء الله بخير .
أومأت برأسها تجلس بقربه
: الحمدلله بخير .
رمش بأهدابه الكثيفة ، وعدل البلوزه التي يرتديها ونهض يقول بلطف
: طيب بطلع انا لشاهين واخليكم تاخذون راحتكم ، ودك اجبلك شي او عشا قبل لا اروح .
لا تعلم ماذا حدث وقلبها فقد نبضه من نبضاته عندما قال أنه سيُغادر .
نكست رأسها " طبعاً مل منك و بيطلع وش يبغى فيك كئيبه ووجهك زي البوم و بطلقك بس يتحسن وضعك
لاتعلقين نفسك فيه اكثر " .
كانت تشعر براحه وسعاده غامره .. بعض الأحيان بوجوده قُربها يُخَفِّف عنها بلمساته واحضانه وقت تنتابها الكوابيس ، منذ خروجها من المشفى اصر على النوم بغرفه واحده وتشاركه نفس السرير كانت سعيده ظنت ان حياتها معه ستتغير ولكنه لم يقترب منها بعد تلك القُبله التي سرقها من شفتيها بالمشفى وسلبت لُبها وكم شعرت بطوفان من الزهور وهي تستنشق عبير انفاسه التي هدرت بلا هواده اثناء قبلته التي ظنت وقتها كل شيء سيتغير .
تباً يا سديم كم انت مثيرة للشفقة حقاً هل ما زلت تفكرين بقبلته الحارقة ماذا جلبت لك إلا الألم والوجع .
كان يكتفي بإحتضانها على السرير واعتادت على رائحته الرجولية المُسْكِرة ولم ترغب في ان تعتاد عليه ليتركها بالوسط تتألم وتتجرع المرارة لفقدانه .. وكل مايفعله معها يجعلها تتعلق به اكثر وأكثر .
شعرت بسبابته الخشنة يُمررها على وجنتها نزولاً إلى أن وصل لذقنها يرفع وجهها وقد سيطر على ارتعاش كفه .. وتقع عينيها على عينيه ويقول بصلابه
: زوجه يامان ما تنزل راسها مهما كان .
عضت شفتها
: طيب ، كنت بقول سلامتك ما أبغى شي الحين بتطلع روان جاي طلال ياخذها .
قبل ان يتكلم خرجت روان من غرفه سديم مُحجبه وبخجلها المُعتاد ابتسمت تُسلم على يامان الذي ابعد يده فوراً خلف ظهره وابتسم لها يقول بمرح
: هلا والله بأختي .. كيفك ، وشعلومك .
كان دوماً يقول لها انها اخته التي لم تنجبها والدته لتشعر بنفسها انا خلفها رجال مثله ومثل طلال وشاهين وليست وحيده وبلا سند .
توردت وجنتيها من زوج اختها وهمست
: بخير الله يسلمك .
نظرت لسديم تقول
: يلا سدوم انا طالعه جاي طلال .
قال يامان
: على ويين توه بدري خليك وانا بكلم طلال أخليه ينزل توكم ماتعشيتوا .
روان : ما تقصر يا ابو هيثم بس أمي لحالها ولازم نرجع من اول جايه وتأخرت عليها .
أومأ برسه
: في حفظ الله سلميلي على طلال .
نظر لزوجته بعد ان خرجت روان يقول بابتسامه
: ايه وين كُنَّا .
ارتفع حاجبه عندما رأها تنكس رأسها مره أخرى ولكن هذه المره بخجل ، رفع وجهها مره أخرى بأبهامه وسبابته
: كنت بطلع لشاهين عشان تاخذون راحتكم بس خلاص خليه يدور سَرْسَرِي غيري يتمشى معه .
أفلتت ضحكه صغيره منها وزمت شفتيها لتكتمها .
كان يتأمل ملامحها المُثيرة .. تنام كل يوم بين احضانه وظهرها يلتصق بصدره وجسده يشتعل ويسيطر على ارتعاشه .. كان يصبر من اجلها فقط كي لا يؤذيها .. ولكن كما يقولون للصبر حدود وقد فقد طاقه صبره المُخزنة .. وهي تشع رقه ونعومه امامه وكل يوم .
مال برأسه يقتنص شفتيها الرطبتين ويتأوه باسمها من بين. تأوهاته التي اشتدت وهو يسحبها لصدره وجُن جنونه اكثر عندما شعر بها تلين وترتخي بين ذراعيه تتفاعل مع قبلاته ، وتغير كُل شيء من بعد هذه القُبلات .
همست بذعر وقد اجفلها اجتياحه لشفتيها
: يامان
أغمض يامان عينيه واقترب من أذنها يهمس
: هششش
عاد يُقبلها بعُنقها وكل مكان تصل اليه شفتيه وحملها بين ذراعيه واحاطت هي بعنقه تتشبث به وتبتسم بجذل .
***
السكون يعُم المكان .. رائحة المعقمات تتسلل لخياشيمها .. والممرضات يدفعن الأجهزة والأسرة الخالية على الطريق .. وبعض الناس ينتظرون على الكراسي والبعض الآخر يقفون كالأصنام .
تمشي وهي تحتضن حقيبتها الصغيرة لجذعها كجدارٍ حامي ، تتبع المُسمى زوجها لغرفه والدتها التي تستلقي بألم بإحدى غرف المستشفى ، وصلا للغرفة المطلوبة ودخلت إليها مهروله .
رأت والدتها ممده على الفراش الأبيض بضعف ينضح من عينيها التي تتأمل السقف الأبيض البارد ، همست بألم ضامه حقيبتها اكثر إليها ، والدموع تنزل إلى عينيها
: ماما .
التفتت شعاع بصدمه وهمست بهوان تمد يدها السليمة إليها إذ أن الثانية مكسورة وملفوفه بالجبس
: نوري حبيبتي تعالي هنا يمه ، تعالي .
ركضت إليها ، تنشج بحضنها ودفنت رأسها بصدر والدتها تهمس بوجع
: حيوان ليه يسوي كذه فيك مو كافي السواه فيني ويأذيك كمان وش هالانسان القاسي .
قالت شعاع بألم ، ولم تقاوم وذرفت دموعها هي الأخرى ، وصغرّت عينيها
: ما عليك مني انا بخير الحمدلله بخير بس انت كيفك يمه ، قالي انه زوجك شايب ، كيف ما حسّيت ولا قلبي حس انه ناوي يأذيك بهاذي الطريقة وطلعت عشان أدور شغل ونعيش بعيد عنه وعن ظلمه ، ظلمتك يمه ظلمتك يوم خليتك عنده هالظالم .
نحبت بألم ولم تحاول مسح دموعها ..
هزت نوران رأسها وابتسمت بخفه
: لا ماما ما ظلمتيني هذا نصيبي وزوجي طلع مو شايب تزوجت ولده ـ ضحكت بخفوت ـ بس شكله شايب ترا مع شعره مليان شيب ومايل لرمادي قليل تلاقي شعر اسود
ابتسمت والدتها براحه وقالت
؛ هشش عيب عليك تقولي كذه ـ صمتت لثانيتين وقالت ـ كيفه معك كويس مبسوطه معه .
احمّرت نوران هامسه
: ما عشت معه لِسَّه اليوم اول يوم بس ماسوالي شي كويس كان .
تجاهلت ان تذكر لها قصه الديون التي حتى هي لم تفهم حتى الآن ومن هو المديون للآخر .
شعاع تُعدل جلستها
: طيب جيبي طرحتي بالدولاب وناديه خليه يدخل عيب نخليه ينتظر بره .
توتر فمها وتوجمت ملامحها مُتجهه إلى الباب .
في الخارج
يقف باتل مُستنداً إلى الجدار يتنهد بملل .. حماته بالداخل بأول يوم زواجٍ له يحمدالله انه ليس زواج طبيعي وإلا أُثيرت الفضيحة .. ولا يستطيع الدخول بدون إذن .. الشيء الوحيد المتأكد منه انه علق مع عائله من المجانين .
لمح من بعيد شخص يعرفه جيداً ولا يُخطأه مُتقدماً نحوه إلى أن وقف أمامه يرمقه ذلك الشخص مُتعجباً .. وانتبه باتل جيداً ان ملامحه تحولت من الغضب الأسود القاتم إلى التعجب .. تغضن وجه باتل يقول ذاهلاً وهو الآخر مُتعجب
: عمي منصور !!!! .
***
فغرت شفتيها كبلهاء .. رمشت وأهدابها تُرفرف على عينيها قالت بخفوت
: ها !!! .
كز جواد على شفتيه وهو يرى اخته تشرد امامه ليقول بخشونه
: ايه ، السمعتيه صديقتك ذي حاطه عينها على زايد ، بس انا اوريها شغلها ـ ابتسم بخُبث ـ لعبت عليها ومثلت اني زايد وعلى فكره تراني كلمتها وقلتلها تجي هنا والحين عشان بعلمها الأدب ولا عاد تحط عينها على متزوج ومبسوط مع هله .
هدرت انفاسها وهي ترى النظرات الشيطانية بعينيّ اخيها وغضبه الكبير انه يُصبح هكذا عندما يتعرض لهم أي احد .. يُكشر عن انيابه بضراوه ولا يسمح لأحد بإيذائهم ، ابتسمت بحب لأخيها ودعت الله ان يحفظه لها .
،
بعد عشر دقائق صدح جرس الباب ، التفت بوجهه الهادئ لأخته يومئ برأسه لها ليُنفذ مخططه الشرير .. نهضت ترتجف بخوف تفتح الباب للعقربة المُسماه صديقتها بعد ما سمعت ، انتابها الرُعب لم تعد تريد ادخال اي صديقه الى بيتها .. ما ادراها انها ستتمنى لها السوء .. هي لم تعد تثق بأي احد مهما كان .
مطت شفتيها رُغماً عنها و ابتسمت لها بمُجامله .. لو لم يخبرها اخيها بمخططه ومافعلته مرح لتفاجأت بقدومها هنا بدون موعد .. تكاد تفرمها بأسنانها وهي تراها بهذا اللباس الذي جاءت به لترى زوجها و من فكرت بزوجها وحبيبها ، همست بغل
: تفضلي ، تفضلي مرح دقيقه بجيب القهوة واجي .
نفضت مرح شعرها للخلف تكتم ابتسامتها الجذلى
" اه بس لو تدرين اني جايه عشان زوجك الطلبني أجي ما دري حتى شلون بصرفك عشان نجلس سوا "
جلست بإغراء أمام سيدرا ، ووضعت قدمها فوق الأخرى وأنسحبت التنورة القصيرة للخلف قليلاً كاشفه عن نصف فخذها ، موضحه بياض بشرتها .
ضغطت سيدرا على كفها بقوه من غيظها ، كيف لم تنتبه لهذه الأفعى من قبل والتي خدعتها باسم الصداقة ، سحبت نفساً عميقاً وخرجت من غرفه الجلوس ورأت أخيها بوجهها .
قالت بوجوم
: جواد وش ناوي تسوي .
بملامح جامده
: لا تخافين مو مطول معها بأدبها بس ، احسن شي انها مو محجبه وهذا يسهل مهمتي اكثر .
دخل جواد لغرفه الضيوف ببرود داساً كفيه بجيبي بنطاله ، و بخفه فهد مُفترس ينوي الانقضاض على فريسته وتمزيقها .. فزت مرح واقفه واتسعت عينيها بصدمه وذهول وثلاث كلمات طرأت على رأسها
" هذا مو زايد "
ابتسم بوحشية وهو يرى خوفها ورجفتها منه ، مالت ابتسامته بسخريه وعينيه تلتقطانها تعدل تنورتها وتشدها للأسفل ، قال بخبث ، مُميلاً رأسه
: وجيتي برجولك لجحر الأفعى ، جايني فضول يقول وش بتسوين لو سويتلك شي هنا وما في احد غيرنا ـ ببرود اكثر ونظرات تجمد بها الدم قال ـ مين بنقذك مني لو تجاوزتك هنا وأذيتك ـ ثم نظر لجسدها بوقاحة .
هذه القذرة جعلته يُخرج أسوأ ما به من اجل اخته ، بل من اجل أختيه من يقترب منهما يُمزقه تمزيقاً .
تجمعت الدموع بعينيها وهمست
: مين انت يا الحيوان ووين سيدرا .
هز منكبيه ببرود
: سيدرا الحين بتكون أسوأ مني خاصه يوم عرفت انك حاطه عينك على زوجها زايد .
فغرت شفتيها
: انت ، انت كل هالفتره .
لمعت عيناه بقسوه
: انا جواد اخو سيدرا اكيد كلمتك عني ولسوء حظك انك أخذتي رقمي بدل رقم زايد وانا مو بذا الغباء الأسمحلك فيه تدمري بيت أختي .
ارتغش واختض جسدها اكثر بعد ان فهمت ما يحدث ولعبتها قُلبت عليها .. لن تجعلها سيدرا وهذا الأخ الضاري أن تبقى على قيد الحياه ، وقد جاءت بقدميها إلى هنا ، صرخت وهي تراه يقترب منها وعلى وجهه ابتسامه مخيفه ، لا لا بل ابتسامه مرعبه .. تكاد تفتك بها .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 02:38 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس والعشرون


بُهتت نظراته يُحدق بالرجل أمامه يعرفه جيداً .. نعم !! لم يره إلا مرات قليله تُعد على الاصابع .. تحديداً بالمُناسبات الكبيرة .. ولكن الرجال امثاله , الذين يملكون هذه الهيئة والقوة والهيبة لا يُنْسَون بسهوله .. ويُخَلّدون بالذاكرة .
عقد منصور حاجبيه يرمق الشاب امامه بريبه
: هلا والله مين معي السموحة ما عرفتك .
تنحنح باتل قليلاً مُحرجاً
: باتل ، صديق طلال قريبك انا شفتك كم مره بس يمكن ما تتذكرني .
اتسعت عينا منصور هاتفاً بجذل وقد عرفه جيداً ويشهد له بالنخوة والرجولة الفتاكة .. كان له كاريزما خاصه به أعجبت منصور كثيراً وهو يستمع إلى حديثه وذكائه الفذّ في مجالس الرجال .. وقال بخشونة
: يا حيّا الله باتل ، ايه الحين تذكرت يوم جيت مع
ولدي طلال لعشا يامان شفتك اخر مره هناك .
أومأ باتل برأسه وقبل أن يتكلم بحرف ،
خرجت نوران من الغرفة
ورأت منصور أمامها بجانب زوجها وخفق قلبها
بشده كما لم يخفق وتشوشت عينيها من الدموع
همس منصور مُحدقاً بابنته ووصل همسه لإذن باتل
: نوران يا نور العين .
ارتفع حاجبا باتل مذهولاً وازداد ذهولاً
عندما قذفت زوجته بجسدها لأحضان منصور يتعانقان بقوه ..
لم يستوعب ما يحدث امامه عمه منصور وزوجته يعرفان بعضهما ..
والواضح له ان زوجته تكون ابنه اخته ، او ابنه أخيه كُل شيء ممكن .. و لا يمكن ان تكون غير ذلك لرجل بعمره ..
ولا يُمكن أن يشك بعمه منصور إطلاقاً ولا بأخلاقه التي يعرفها جيداً .. ليس عليه إلا الانتظار ليعرف ما قصتهما .
دفنت رأسها بين كتفه وعنقه تنشج بألم و يصله همسها مكتوماً ويأرجح الألم قلبه لأجلها
: تأخرت كثير بابا تأخرت ، زوجني بالغصب و ضرب ماما
اتسعت عينيه بصدمه .. ووضع كفيه على كتفيها يُبعدها عنه قليلاً و يهدر بغضب يسمعه باتل جيداً
: وش تقولين زوجِك الحيوان زَوجِك بدون لا ادري ويكون عندي خبر .
أومأت برأسها ليقول منصور يكُز على اسنانه غاضباً
: و متى تزوجتي ؟؟! ووين زوجك ؟؟! أنت هنا لحالك !!! وشلون جيتي ؟؟! .
ظهرت غضنه بين حاجبيها قائله
: تزوجت اليوم الصبح ـ ثم اشارت باصبعها الصغيرعلامه اتهام باتجاه باتل وملامحها تتحول للطفولية ـ هذا زوجي .
فغر منصور شفتيه مصدوماً غير مُصدق .. يهمس لباتل وكأنه يتأكد منه شخصياً
: انت زوجها !! وتزوجتها اليوم من جد ؟؟!
عقد باتل ذراعيه لجذعه .. وتشنج جسده بتحفُز .. يقول رافعاً حاجبه الأيسر مؤكداً كلامه
: أيه زوجها , والحين يا عمي عرفت مين أنا لها !! ممكن أعرف أنا مين تكون أنت لها ؟؟! .
اعتدّ منصور بوقفته شامخاً .. يقول بثقه
: أبوها !! أنا أبوها البيولوجي .
هذه المرة جاء دور باتل ليفغر شفتيه مصدوماً .. ارتخت ذراعيه لجنبيه .. تحفز بوقفته يقول بجمود مُحاولاً السيطرة على لهجة الاستهزاء بصوته ولكن لم يُفلح
: لااا والله !!, بس انا أعرف انه ما لك إلا بنت وحده بس وهي زوجه شاهين .
احتدت نظراته واشتعلت باللهب الغاضب .
و أومأ منصور برأسه متفهماً سبب سُخريته وهو زوج ابنته التي غار عليها كغيره أي رجل شرقي يغار على زوجته وعرضه
: شكله ما عندك خبر بموضوع التبديل , ولا ما كان كلمتني بذا الأسلوب , وأكيد ذا الجبان أحمد خاف يقول السالفة عشان لا توقف الزواج .
عقد باتل حاجبيه .. وبدأ يتوتر من منحنى اتجاه الحديث يبدو أن هناك قصه كبيره لا يعرف بها .. همس
: تبديل !! وش السالفة ؟؟!
قال منصور لنوران
: روحي يا يبه لأمك وقوليلها طلبها اتنفذ ورح تتطلق من شبيه الرجال هاليومين , وانا بجلس مع باتل واشرحله كل شي .
هزت رأسها وقالت لباتل
: ماما كانت تبغى تشوفك .
هزّ رأسه يقول لها بهدوء خافت
: طيب روحي الحين و بجي بس أخلص كلام مع عمي منصور .
دخلت لغرفه والدتها ..
ونظر منصور لباتل يبتسم له .. وقال له مُشيراً بكفه للكراسي أمام الغرفة
: تفضل اجلس .
جلس باتل وجلس بقربه منصور وبدأ يشرح له كل شيء وكيف اكتشفوا قصه التبديل .. كان باتل قد تذكر دخول عمه منصور للمشفى واحتياجه لكليه منذ عده اشهر .. لم يكن يتوقع أبداً أن ابنته الحقيقة التي هي زوجته الآن قد تبدلت مع ابنه الرجل المُتخلف الذي رآه هذا الصباح , وظن أن القصة قد انتهت هُنا .. ولكنه تفاجئ من عمه منصور يُكمل بأسى اتضح بصوته الخشن .
أردف منصور مُحدقاً بالبلاط المصقول أمامه ويلمع بنظافة
: و بعد خمس سنين من التبديل وعمر نوران وأرجوان صار خمس سنوات ـ نظر لباتل وعيناه تشِع بحزن هزّ أعماقه هزاً ـ تركهم وسافر لبره 15 سنه , وقبل فتره بس الرجع وهو متزوج من جديد وعنده عيال وبشَغِل ابوته على بنتي التركها كل ذا السنوات بالفقر هي وأمها , بدون أب يرعاها أو يصرف عليها أو يحن عليها .
توجمت ملامح باتل من ما مرت به زوجته .. وصُدم أكثر عندما قال منصور
: يوم عرفنا قصه التبديل ورجع أحمد من الخارج طالب ببنتي بقوه وهَدّد وتوعّد , بس انا لحقت وزوجت ارجوان بشاهين عشان لا يصير له كلام عليها وياخذها منّا بالقوة , خاصة انها للحين مسجله بإسمي ببطاقة العائلة , واضمن مستقبلها وأخذ نوران عندي بعد ما اشكيه للمحكمة وقدمت الشكوى من فتره بس تعرف سالفه المحاكم هنا وبس تدري عن تركه كل هالسنين للبنت رح تحكم لي وتجي بنتي عندي .
ارتفع حاجبا باتل مدهوشاً .. والمضخة الكبيرة خلف صدره تضخ الدم بعُنف وغضبٌ جمْ .. يشعر بنفسه داخل أحد الأفلام صعبٌ عليه أن يُصدق ما يحدث معه .. أي ابتلاء وقع به مع هذه العائلتين المجنونتين .. عبست ملامحه بضيق .. وتشنج فمه مُتخيلاً الشوكولا بالحليب , لُعبه بين والديها يتقاذفانها بينهما .. ورُغماً عنه رق قلبه لها وإستثأر بها الرحمة .. يرغب في أن يحميها تحت جناحه من والدها المجنون ووالدها الآخر الذي يرغب بالحصول عليها .
بات واضحاً الآن ما فعله أحمد .. قال بتأكيد
: وعشان كذه أحمد زوجني نوران عشان لا تتدخل انت فيها , يعني يرد حركتك لك .
أومأ منصور برأسه مؤكداً كلامه .
قال باتل يقفز على قدميه بوحشية وفحيح مُحاولاً إيداع صوته الغليظ باللطف والهدوء .
من تصرفاتهم الرعناء ولعبهم بحياة البنتين .. أغضبه كثيراً تصرفاتهم هذه يتحاربون معاً رجل ضد رجل ويتركان البنتين في المُنتصف وها هي النتيجة أن زوجته كانت ستتزوج من والده الذي يكبرها بالعديد من الأعوام
: عفواً يا عمي اسمحلي اقول انك غلطت باستفزاز ابو نوران لما زوجت بنتك لشاهين كان في طرق كثيره ممكن تحل فيها الموضوع دون ما تستفزه بهذه الطريقة وتعارضه , ـ لم يتمالك نفسه مُردفاً ـ طيب !!! ما كنت ناوي أقول بس رح اقول عشان تدري انك تصرفت بتهور , تدري انه كان ناوي يزوجها بأبوي .
نظر له منصور مُتفاجئ .. مُتسع العينين .. وأردف باتل مومئ برأسه
: ايه كان بزوجها بأبوي لو ما تدخلت بالوقت المناسب وتزوجتها أنا , يعني كان ناوي يزوجها لشايب عشان بس يرد لك حركتك ولو ما كان ابوي الشايب مديون لأحمد كان بكون غيره .
قال منصور برباطه جأش يحاول إمساكها والسيطرة على الغضب الذي زحف إليه بخُبث .. ووقف هو الآخر مُعتداً بشموخ بمواجه باتل
: وش الصار !! يعني أفهم من كلامك أنك ما كنت تبي بنتي وتزوجتها بس عشان ابوك لا يتزوج على امك , ومن الأساس ابوك كان بيتزوج بنتي عشان دين .
اسبل باتل أهدابه
: إيه , هذا الصار !! بس انا كنت ناوي اتزوج من الأصل والصار اني تزوجت الصبح بهاذي الطريقة , وأكيد ناوي أكمل ذا الزواج يعني ما رح أخلي نوران وأطلقها .
فهم منصور جيداً ما حدث .. وأنه حتى الآن لم يدخل على ابنته التي عانت من تصرفه الأرعن عندما فكر بأرجوان مُتناسياً وجودها بالصورة .. وكم آلمه قلبه كثيراً وأوجعه لما حدث لها هي روحه ومهجته وحياته التي تلونت بها .. أصبح لديه وردتين وأسد .. هل هناك أجمل من ذلك ؟؟! ماذا يتمنى أكثر من هذه النعمة ؟؟!
سيصحح خطأه لن يُمرر الذي فعله احمد بها مُرور الكرام .. ابنته الآن عصفورة مكسورة الجناح .. وحزينه تُدرك ما حدث لها وسيُعيد لها كرامتها التي هُدرت تحت كف الظالم أحمد .
قال منصور بهدوء مُتمالكاً نفسه من الغضب .. ويضغط على قبضتيه بجانب فخذية حتى ابيضتا من الضغط
: بنتي أكيد عرفت كل السالفة وانكسرت و انهانت كرامتها بسبب أحمد الكلب ,عُمره ما كان لها الأب الرح يرحمها ولا رح يكون .
باتل
: ايه تدري بكل شي مع الأسف .
منصور
: وأنا بقولك دامكم على البرّ , وتزوجتوا الصبح يعني ما حد أمداه يدري بزواجكم , بنتي اليوم والحين تحديداً رح ترجع معي للبيت والبينكم بكون ملكه !!!!! , ما رح أخلي بنتي تنهان وأنا أتنفس لو هي ما تبيك رح تطلقها ما حد رح يجبرها ترتبط فيك , وفرصه لك أنت بعد تفكر أكثر دامك تزوجتها عشان خاطر ابوك , يمكن ما تكون هي الفي بالك , وممكن ما تكون مثل ما تخيلت ووقتها الطلاق يكون لصالحك أنت .
***
ثعلب مكّار , ذئب مُفترس , سحلية مُخادعة !!!!
هكذا وصفته تماماً وهي تراه يقترب بخبث وعلى شفتيه القاسيتين ابتسامه سُخرية لحِالها المهترئ أمامه ..
و الذي تشعر أنها ستفقد كل شيء تملكه بحياتها هذا اليوم وأهمها شرفها .
تباً أي شرف هذا الذي تتحدث عنه .. وهي جاءت بقدميها إلى هنا كي توقع بزوج صديقتها الذي أعجبها ودخل قلبها بدون استأذان .
أغمضت عينيها بقوه وعضت على شفتيها تكاد تدميها .. تشعر بأنفاسه النارية تلفح وجهها وتشُب النار به .. ثم سمعت هسيسه قُرب شفتيها يهمس بخطر
: أعطيني جوالك وانت ساكته وبدون ولا كلمه وحرف ولا ما رح أرحمك ـ شدد علة حلفه بقسوة ـ والله , ولا تمثلي علي انك خايفه , لسه ما شفتِ شي من الخوف , أوك .
أخرجت هاتفها من حقيبتها وهي ترتجف بخوف من كلامه وهسيسه الخطير .. دموعها تنهمر على وجنتيها برُعب .
كان ينظر إليها ببرود .. دون أن يتأثر ولو بحركة .. فأمثالها كثيرون ومنتشرون بكل مكان .. بعضهم تنجح بخطتها وتوقع الزوج في شباكها وتتسب في دمار عائله كامله .. وبعضهم تفشل في مهمتها مع أحدهم دون أن تتلقى العقاب اللازم لتحاول مره أخرى مع غيره وتنجح .. والآن هو من سيُعاقب هذه العقربة بنفسه .
دخلت سيدرا إلى المجلس بوجوم تقول
: جواد الله يخليك خلاص خليها تروح ـ نظرت لمرح بشرّ وكُره نبع من قلبها ـ هي تعلمت درسها وما رح تعيدها ولا حياتها بتنتهي .
نظر لأخته بإهمال يُقلب هاتف مرح بكفه ويتصفحه ويبتسم باستهزاء وقد تأكد من نظرات اخته أنها فعلت ما طلب منها , يُشير لها بالهاتف
: واضح أنها بتتعلم من درسها , وهنا كل مُحادثتها مع شباب متزوجين وعزاب , أصلاً كنت داري اني مو الوحيد التكلمني قد غلطت بإسمي كم مره لأنها ما تسجل الأرقام , بس الحين تأكدت وهذي الأشكال ما تتربى كذه لازم ينقرصون .
نظرت سيدرا بغضب جم لمن كانت صديقتها يوماً
: وقحه حسبي الله عليك وعلى أشكالك الله يفك العالم من شركم .
تقدمت بعُنف منها تجذبها من قميصها بقوه وتهزها وظهر الأخرى يرتطم بالحائط وتهدر بغضب
: وش تبين من زوجي يا حيوانه وش تبين على بالك انه بيتركني ويتزوجك , ما تدرين ان الرجال ما يحبون البنات الرخيصات , وانت حتى أقل من الرُخص ـ رمقتها من أسفل لأعلى بازدراء و استخفاف ـ بالله هذا شكل تطلعين فيه لأحد الله ياخذك .
نظرت لجواد ودمعت عينيها تقول بصوت مخنوق
: جواد وش بتسوي الحين .
ابتسم جواد لها بحنان وقال
: فِدا لنجمات عيونك السوته ما رح يمر على خير ولا يهمك ـ ابتسم بخُبث ـ أنا بس انتظر اخوها يوصل هنا مكلمه من أول وقرب يوصل أكيد , خليه يسحبها بنفسه من شعرها ويربيها وأوريه كل شي وكيف انها خططت تاخذ زوجك منك وبوريه الرسايل بجوالي بعد عشان الدليل وانا ما ظلمناها .
شهقت مرح بخوف وارتعشت ساقيها وقدميها لم تعد تحملانها وانزلقت على الحائط إلى الأرض تضم جذعها بين ذراعيها وتمسح على عضديها برهبه وهي تهدر بفزع والدموع تتساقط من عينيها
: لا الله يخليكم لا إلا أخوي إلا اخوي والله يموتني ويدفني أنا حيه الله يخليكم لا .
عقدت سيدرا حاجبيها تنظر لأخيها لم تره من قبل بكل هذه القسوة والوحشية التي تسدي على وجهه الوسيم .. لا تنكر أن قلبها رق قليلاً فقط مما فعلته قبل قليل عندما اتصلت بأخيها كي يأتي ليصطحبها دون أن تذكر له أي شي عن سواد وجه اخته .. اسبلت أهدابها وسمعت صوت جواد الغليظ يهُزّ كالرعد والريح
: قدامك دقيقه وحده بس تطلعي من هنا قبل لا يُوصل أخوك ولا أنا ما لي دخل ولا مسؤول بالرح يصير إذا وصل وأنت هنا .
نهضت مُرتعشه تتحسس الأريكة التي بجانبها تبحث عن عبائتها تستر جسدها المُحرم عليه .. أدار ظهره العريض لها وخرج من المجلس .. أما هي فارتدت عبائتها على عجل .
وفتحت باب الشقة وشهقت وهي ترى أخيها يرتسم الشر على وجهه الغاضب ويقول بجمود
: اطلعي , اطلعي يا بلاء من الله شلون تروحين لبيت صديقتك وهي ما نادتك عندها وقطيتِ وجهك عندها .
سمعته سيدرا من خلف الباب لتقول بحقد
: أقول خذ اختك الله يستر علينا وعليكم ولا عاد اشوف وجهها هنا .
قال من خلف الباب
: وكأني بجيب أختي عندكم مره ثانيه ناس وقحه و ما فيكم خير صدق , حركات بزران تتهاوشين معها وتدقين عشان أجي اخذها .
اغلقت الباب وتنهدت بعمق وهي تتذكر أنها اتصلت قبل نصف ساعه به كما اخبرها جواد أن تفعل .. ليأتي ويصطحب اخته من بيتها وانها تشاجرت معها ولم تعد تريدها في منزلها ولا تستطيع طردها في نفس الوقت وإلقائها بالشارع .. وفعلت ذلك لكي تخيفها بمجيء اخيها ويهددها جواد به .. وكي لا تخرج من منزلها بحالتها المهترئة فهي ليست قاسية لهذه الدرجة
,
مضت نصف ساعه أخرى تحمدالله انها استطاعت تمالك نفسها بها .. والتقاط انفاسها الهاربة من رئتيها .. وأخلدت أطفالها إلى النوم بعد أن أطعمتهم وبدلت ملابسهم
ابتسمت لأخيها الذي مد جسده على الأريكة الطويلة ويُغطي عينيه بذراعه وقد غفى من تعبه ويُريح رأسه قليلاً .
فهم معتادون على استقباله دائماً فالسنتين الماضيتين كان يُمضي أغلب ايام الأسبوع عندهم ويبات عندهم , لأجل العمل الذي استلمه .. ورفضت هي وزوجها أن يبقى بالفنادق والشقق المفروشة واستقبلوه بحب بغرفه النوم الخاصة بالضيوف .. وأصبحت علاقته بزايد أقوى وأمتن من قبل كالإخوة .
دلفت إلى غرفتها واستحمت بسرعه كي تُزيل توترها وتُريح أعصابها التي تلفت أكثر .. وبدلت ملابسها
وتفاجأت من دخول زايد إلى الغرفة .. ابتسمت بحب تركض إلى أحضانه .. تعانقه بقوه
تلقى عناقها بصدرٍ رحب ومسح على ظهرها وابتسم بحب لها وحدها .. وقال
: دخلت وشفت جواد نايم على الكنب ليه ما خلتيه ينام جوه عشان يرتاح .
سيدرا
: قلتله بس هو قال بياخذ غفوه وإذا دخل جوه وارتاح بيثقل نومه وبتروح عليه الطيارة الليلة .
سرق قُبله من شهد شفتيها يقول
: طيب يلا روحي بسرعه جهزي العشا عشان نقومه ياكل وألحق أوديه المطار ـ ثم أردف بخُبث وعيناه تلتهمانها التهاماً ـ وبس أرجع نكمل سهرتنا أنا وأنت .
وغمز لها بعينه .. احمرت وجنتيها وذهبت تُحضر الطعام .
وأغلقت على الموضوع ولم تذكره .. وبقي بينها وبين أخيها .. وأصبح صفحه من صفحات الماضي التي ستطويها ولن تفتحها مُجدداً .
***
بعد مرور عده أسابيع
..
ها هو القلب ينبض الآن .. لكن هل سيستمر
بالنبض لعمرٍ أطول من عمرها الآن .. ام انه سييأس ويتوقف للأبد .. من حزنها على حظ أولادها التعيس ..
مؤلم جداً فقد الذُرية .. عندما يرحل وتفتقد قبلاته على جبينها وظاهر كفها .. تفتقد رائحته المُسكره .. ولكن هيهات !!! بين إذا فقدناهم وهم على قيد الحياة .. يتنفسون ويعيشون دون أن يسألوا عن حال هذه الأم المُتعبه من أجلهم .. وكل واحد منهم يركض خلف زوجته يحاول ارضائها بشتى الطُرق .. يجلب لها الذهب والمجوهرات .. يكاد كل واحد من اولادها ان يركع عند قدم زوجته لتسامحه إن أخطأ .. وينسى تلك الأم المسكينه تبحث عن من يركض خلفها ليُرضيها .. هي لا تغار منهم بل تتمنى لهم السعادة ، واحدٌ منهم فاسق وقاسي القلب تدعوا الله لزوجته أن تصبر عليه كي لا تهجره ، أما الآخر وهو الأصغر والملاك الحارس ذو القلب الحنون فكان له زوجه لا يستحقها أبداً ويستحق الأفضل منها .. ولكن شاء القدر أن يحبها ويُحزنهم بتباعده ويحزن على فِراقها ويُحزنهم مُجدداً عندما تزوج من أختها التي ستكون مثلها ، فالدم الذي يجري بعُروقهما واحد .
تنهدت بعُمق تُحرك قطعه السُكّر بالشاي ..
شردت بأفكارها وهي تُحرك الملعقة ولم تتوقف
إلا عندما اجفلتها ابنتها
لمار تقول بوجوم قاطبة الملامح
: يمه حبه السُكّر ذابت من زمان وين سرحتي .
تنهدت الأم مره أخرى تنظر لنقوش السُجاده الوثيرة أمامها
: وين يسرح يبنيتي أفكر بأخوك المسكين الماله حظ مع الحريم يتزوج وبعد سنتين تموت زوجته وتخلي برقبته طفل ويتزوج اختها المادري وش ملتها .
بللت لمار شفتيها تهمس بصوت يصل لوالدتها
: يمه ،!! ساره راحت بحال سبيلها الله يرحمها خلينا ما نتذكر وش سوت فينا ، عشانك يمه ما ابيك تتأذي هي راحت بخيرها وشرها الله يكفينا شر اختها .
نظرت لابنتها تقول بوجع
: وعز هاذي المره الثانية يروح ويتركنا عشان حرمه وش اسوي بروحي إذا ربي ما رزقني بحريم عيال سنعـات و ....
قاطع حديثها صوت أنثوي مغناج
: الله يسامحك يا خالتي تقولين اني موب سنعه وتدرين عن البير وغطاه .
جلست بدلال تضع قدم فوق الاخرى وتنفض شعرها للخلف بغرور رافعه رأسها جانباً بكبرياء تمثيلي مُزيف ، مُسبله أهدابها علامة على الضيق المزيف و انها
" أخذت بخاطرها " .
ابتسمت الأم قليلاً بحزن
: وانا وش المصبرني عليك وعلى رفالتك وكسلك ، إلا لأنك صابره عليه يا بنيتي وتدرين بسواد وجهه و تدرين موب ايدي شي اسويه ولا انا لو اني مكانك ما جلست دقيقه عند رَجلي ، بس انت مافي مثلك اثنين رفضت حتى تهدمي بيتك عشان عيالك
، وبديتي مصلحه عيالك على مصلحتك .
نكست رأسها قليلاً .. والدمع يتجمع بمُقلتيها وقالت بابتسامه مرحه كعادتها مُتغاضيه عن كلام حماتها السيء بحقها .. فهي امرأه عجوز كبيره بالسن وأفكارها تنحدر لافكار الأولين .. لهذا لا تلومها فهي تعتبرها أمها الثانية .. وتخلل صوتها بحَة الحزن .. دون أن تُنزل دموعها الغالية
: تسلمين يا خالتي وانت مافي منك اثنين ، بطيبتك وحنانك ، وش اسوي يا خالتي أحبه بس هو كده عمره ما رح يتغير ابو طبيع ما يجوز عن طبعه .
لوت لمار شفتيها بغضب على أخيها وهمست لنفسها
: ان شاء الله عُمري ما حبيته وش ابي في هالحب اعوذ بالله ، استغفر الله .
برمت الام شفتيها وتغضن وجهها واتضحت تجاعيدها لكبر سنها
: أيا العيارة تحبينه ، حبتك طوفه وفوقها سقف صدق ما عندك ذوق .
ملك
: خالتي لاتقولين كذه عن حامد تراه ولدك .
بغضب قالت
: خلخلت عظامك لعاد تقولين ولدي ما عندي عيال ، كل واحد عاق اكثر من الثاني .
قالت لمار بيأس
: يمه لا تقولين كذه تدرين عِز جا كم مره هنا يشوفك وينادينا لبيته ونشوف مرته وعماد ، حتى رفض يجيبها هنا وانت مو راضيه عنه هو ما يبي إلا رضاك وتزوجها مجبور عشان عماد هي الوحيدة البتحن عليه لانها خالته ، هالمره بكون معك ولو حاولت العقربة المثل اختها تهينك هالمره انا بوقف بوجهها ، واخليها تحفظ لسانها .
تنهدت الام للمره الثالثة .. تسرح بابنها الحبيب لا تُنكر ان الشوق يُقطع نياط قلبها له ولكنها تخاف !!! ، تخاف أن تُهينها زوجته امامه كما فعلت زوجته الميتة .. وهو فقط يرمقها بالنظرات المُحذره دون أن يتدخل وكأنها أخدت عقله من مكانه .. كي لا يُدافع عن والدته .. جنته ، وناره .
ملك
: ايه خالتي كلام لمار صحيح وانا بجي معكم بعد وخليها تفتح ثمها بكلمه عنك بنت *** وانا بصكها على ثمها بجزمتي ، المهم لا تحرمين نفسك من ولدك على الأقل عِز به الخير اكثر من اخوه . .. تُجلي حلقها .. وارتشفت من أمامها كأس الماء دُفعه واحده ، وتمسح جبينها من العرق الوهمي ، انفاسها تهدر بلا هواده من التوتر .
ابتسمت لمار بحزن ناظره لزوجه اخيها المسكينة تعدُها كأختٍ لها لا اقل من ذلك .. لطالما كانت تقف بجانبهم دائماً دون أن تيأس او تمل من أخيها الفاسق وتبتعد عنهم كحال اي امرأه طبيعيه تكتشف خيانات زوجها المتكررة وعينيه الطويلة على النساء .
،
وأخيراً تغلب شوقها لابنها على كرهها وحقدها لزوجته الميتة وعلى اختها التي تتوقعها نسخه منها .
وذهبت مع عائلتها لزياره ابنها
طرقوا الباب وانتظروا قليلاً
وظهر من خلف الباب عِز
يقول بسعاده لا تسعه من مجيء عائلته لزيارته
: يا حيّا الله من جانا ، أسفرت وانورت تو ما نور البيت بوجودك يا ست الحبايب .
لم تجب على ترحيبه .. بل ترقرقت عينيها بالدموع .. و اندفعت بقوه تُعانق حشاشه جوفها بقوه .. وهو يضمها اليه بحنان ويمسح على ظهرها هامساً لها بالاعتذارت عن كل ما بدر منه
: أسف يمه سامحيني مو قصدي اقاطعكم وابعد عنكم إنتوا روحي وهواي ونفسي الاتنفسه .
مسحت دموعها تتقدم لداخل الشقه
: مسامح يمه مسامح وقلبي ما يغضب عليك بس بعاتبك .
ابتسم بحُب لوالدته و
رحّب بوالده بحراره وبادله والده العناق الرجولي يتخلله مشاعر أبويه تأبى أن تغضب عليه كما تغضب على أخيه الأكبر هامساً بخشونه وهو يربت على كتفه
: الله يسعدك ويوفقك بحياتك يبه هالمره وتكون مبسوط
متفائل خير بالمستقبل .
ابتسم عز بإنشراح
: أميين يا رب العالمين دعواتكم انت وامي هي التخلي كل حياتي بخير الله لا يحرمني من حسكم .
التفت عِز مومئ برأسه لزوجه أخيه مُحيياً إياها .. و يستقبل اطفال أخيه واطفال اخته التي عانقته بحب اخوي هي الأخرى هامسه له بالدعوات .. وأخيراً رحب بأخيه وادخله لغرفه الضيوف إلا ان تسلم زوجته على عائلته ويُعرفها عليهم .
تقف بأناقة على الطرف بلباسها الطويل والحجاب الأبيض يُغطي رأسها وشعرها الليلي السرمدي .. يضيء وجهها الملائكي دمعت عينيها وابتسمت برقه وهي ترى عز يرحب بوالديه بحراره وارتعش جسدها بحراره اشتياق لوالديها .. تعلم كل شيء وأنهم قاموا بمقاطعته لاجل انه تزوجها ولأنهم لم يُريدوها ولكن لاتعرف لماذا .. و هاهم هنا الآن لم يقاوموا الفراق والمقاطعة الطويلة .. لكنها ستحترمهم حتى لو لم يحبوها يكفي أن تحترمهم لأجل الله أولاً وزوجها ثانياً .
عز : نايا ـ التفتت اليه ووجنتيها القشديتان مُحمره خجلاً ، وأردف هو مُشيراً لوالديه ـ أمي وأبوي .
تقدمت نايا لحماتها تقول بحياء
: الله يحييك يمه تو ما نور البيت بوجودك .
وأمسكت بكفها المُجعد تضمه بين كفيها ، وقبلت وجنتيها ترى بوضوح علامات الضيق على وجه حماتها والإزدراء .. ابتلعت غصتها .
وفجأه وقد سلبت لُب عِز بحركتها عندما مالت برأسها تُقبل كف والدته المحشورة بين كفيها ورفعت رأسها تُقبل جبينها أيضاً .
ارتعشت الأم وهي تسحب كفها مُتعجبه تُحدّق بغرابه في زوجه ابنها فأختها لم تفعلها يوماً ولم تحترمها وتقدرها بهذه الطريقة أبداً ، تقدمت نايا لوالد عز وتكاد تذوب كالجليد من خجلها منه ولكن عليها ان تتشجع وتُسلَّم عليه وسوف تعتاد ذلك مع الوقت .. أمسكت بكفه تُقبله بسرعه وخجل .. وبعدها حَيَّت اخته وزوجه أخيه وأدخلتهم لغرفه المعيشة بينما عز ووالده توجها لغرفه الضيوف حيث يقبع أخيه هُناك .
***
كانت كالفراشة تدور هنا وهناك .. تهتم بعائلته وتقوم بتضييفهم القهوة والحلويات .. وتبتسم بإنشراح حتى مع تحويل الأطفال للمنزل إلى حاويه قمامه .. كانت تبتسم ولم تفقد هدوئها ورزانتها أبداً
يُراقبها بعينيّ صقر يرصد حركاتها حركه حركه وكانت تخجل من نظراته التي لاحظت بعضها وتحمّر وجنتيها القشديتين .. يُحِب أن يُتابعها ويرى ما تفعل
كما لم يفعل مع ساره من قبل .
تنهد بعمق وهو يتذكر حركات ساره وغرورها وعنهجيتها .. يا الله لقد كان كالأعمال وقد كسرت والدته كثيراً .
انه يمحي الماضي سطراً سطراً يُرِيد أن يبني حياه جديده هادئه حياه مُشتركه فعلاً بين زوج وزوجته .
غادرت عائلته وودعهم كما فعلت نايا ..
وبدأت هي بتوضيب غرفه الجلوس ..
لقد كانت مُتعبه ومرهقه جداً .. منذ الصباح وهي تصنع الحلوى وتجهز القهوه والشاي وتنظف المنزل بعنف لتستقبل أهل زوجها أفضل استقبال ..
وعليها تنظيف المكان الآن .. كي لا تجلس بمكان قذر .
أمسكت بطبق المكسرات أرادت أخذه للمطبخ .. وشعرت بكفٍ خشنه تحُط على كفها وهمس رجولي خشن يقول
: هاتيه انا بوديه ، وبكره كملي شغل مو لازم الحين ، اليوم ما قصرتي انت تسلم يدينك على كل شي .
طرقت رأسها بخجل .. وارتعشت كفها التي أمسك بها ..
ووصلت وعشتها إليه مُتعجباً .
ربااااه !!! انها تحترق كمرجل لا يتوقف .. اول مره بحياتها تسمع كلمه طيبه من رجل هو لها ولأول مره تشعر بإحساس دافئ .
ابتسم على خجلها ورعشتها وابعد يده .. وكم كانت نعومه بشرتها تجذب كفه جذباً كالمغناطيس كي لا يتركها أبداً .. وتعجب أيضاً بنفس الوقت من خجلها وارتجافها ..
فهو لم يكن الرجل الأول بحياتها فهي متزوجه قبله لشهر....
قاطع أفكاره شعور بشراره من اللهب اقتربت من البارود .
يا الله !!! هل يشعر بالغيرة من زوجها السابق أم انه يتخيل ؟؟؟! .
أجفله صوتها الرقيق يقول بدلال يُحِب نغمته الرقيقة .. فهي مُتعبه وصوتها مُرهق ومع ذلك لم تختفي تلك النغمة المغناجة
: عز لازم ارتب وأنظف الصاله ما رح اعرف أنام .
ابتسم لها
: طيب بساعدك ، اليوم تعبت كثير مع اهلي والبزران ماقصروا قلبوا البيت مزبله .
ابتسمت بحب للأطفال وهي تتحدث بعفويه معه اعتادتها هذه اليومين لبدأه هو الحديث معها بعفويه .. وقد اندمجت معه بشكلٍ كبير بعد ان توقف عن معاملتها بقسوه منذ عده ايام .. وتوقف عن رمي ألفاظه القاسية التي تؤلمها .. وقد نسيت روحها عندما اقترنت ذاكرتها بالاطفال
: لا عادي خليهم فداهم والله .. مره احب الأطفال امووووت عليهم وودي أكلهم أكل مرررره كيوت عشان كذه درست رياض أطفال بس ما قدّر ربي اشتغل .
كان يرى شفتيها الخالية من مساحيق التجميل تتحركان في تناغم ولم يدرك أنه قال
: والله أنا الودي أكلك أكل ولا أخلي منك ولا قطعه .
رمشت بعينيها وفغرت شفتيها مذهوله من غزله الصريح .
أسبل اهدابه .. مُغمضاً عينيه بقوه ..
توقفي ، توقفي عن فتح شفتيك المُغويتين بهذه الطريقة البلهاء ، ستجبريني الآن على الانقضاض عليهما والتهامهما وتقطيعهما ومسح اي آثار لرجل قبلي
،
انهيا ترتيب الغرفة بعد نصف ساعه واستلقى عِز على الأريكة الطويلة وهو يشعر بالسعادة لمعاونتها .. وإن كان رجل فأن يساعد زوجته ويعاونها لا يُعد عيباً .
وذهبت نايا لدوره المياه المرفقة في غرفتهم كي تستحم وتمحي عنها تعب هذا اليوم وعندما انتهت نظرت حولها وتأففت بضيق .
فالتعب والإرهاق اليوم أخذ منها ما أخذ ونسيت أن تحضر ملابسها لداخل دوره المياه كالعاده لا تخرج منه إلا بكامل ملابسها .. فهي تتشارك الغرفة مع عز كما نفس السرير عندما أصرّ عليها قبل أسابيع ومع ذلك كانت مرتاحه أنه يشعر بالذنب لخيانه ساره ولا يقترب منها .. فبمجرد بقائها بجانبه على نفس السرير كان يبعث لها الخوف والرهبة من أمور لم تُجرب مثلها .. وسمعت من بعض النساء عن تلك الآلام الموجعة والتهويل في الحديث وكانت تخاف ومازالت .
خرجت ملفوله بمنشفه بيضاء ناصعه وشعرها مفتولاً ومبروماً حول جسدها .. نديّ والماء يقطر منه .. وجسدها قشدي ليّن تتسابق على فخذيها وساقيها قطرات الماء فتحت الدُولاب ولم تنتبه على تلك العيون المصدومة .. التي تكاد تخرج من محجرهِما .، منذ خروجها من دوره المياه وهي تتحرك بمهل وبُطء مثير للغاية تتهادى أمامه كبجعة بيضاء سلبت لُبه وعقله وكُل شيء يملكه .
***
صدحت الغُرفة بصوت المؤذن يُعلن لصلاه الفجر ومُلئت أرجائها وبين جُدرانها بتمتمات الإستغفار والحمدالله .. وأضاء وجهها بنور الفجر وشفتيها تتحركان بتناغم مع كلمات المؤذن تُردد خلفه .
ارتدت جلال الصلاة لتبدأ تُصَلِّي بكل خشوع .. جلست على ركبتيها تؤدي التشهد لصلاة الفجر .. ثم سلمّت كي تُنهي صلاتها .. وابتسمت بجذل لأخيها الصغير الذي جاء نحوها يجلس على رُكبتيها .
عانقته بقوه تُغرق وجهه الصغير بالقُبلات .. ثم سمعته يقول بدلال طفولي
: ليلو من زمان ما رحنا انا وانت البقالة مشي ليه ؟! ابغى اروح معك .
مسحت على شعره الناعم تقول
: ليه ما قلت لي من اول ؟؟! اليوم ما يصير رح اتزوج وأروح مع زوجي ، لو ادري انه خاطرك كان أخذتك من زمان حبيبي .
مط شفتيه بحُزن
: ايوه عارف بتروحي مع ذياب وما رح اشوفك مره ثانيه رح ياخذك وما يرجعك .
ابتسمت له اجمل ابتسامه
: لا تقول كذه ذياب طيب ما رح يحرمني منكم أبداً ، يعرف انكم روحي وهواي الاتنفسه ، وكمان خلاص انا كبرت وما اقدر اروح معك البقاله ذياب ما يرضى ، بس انت بتروح معه ورح يأخذك معه .
ماجد : جد !!!! ايه احسن انا ما ابي اروح معك عشانك حرمه ، بس اذا ذياب بياخذني عادي رجال مع رجال .
ارتفع حاجبيها مصدومه وطرقت رأسه بخفه بكفها
: شوف كييييف يا شرير توك تقول تبغى تروح معي والحين ما صرت تبغى يوم عرفت انه ذياب رح ياخذك معه .
ابتسم ابتسامه عريضه أظهرت صف أسنانه
: ايه لو ادري من اول انه ذياب بياخذني ماكان قلت بروح معك .
وضعت كفيها على خصره وترفعه عن ركبتيها .. تمثل الضيق وتهدده
: طيب ، طيب قوم يا نصاب قوم بروح اشوف بابا وأطمن عليه .
نهضت وهي تخلع جلال الصلاة وتعلقه على المشجب وتستغفر الله وتدعوه أن يشفي والدها .
دخلت إلى غرفه والدها وتغضنت ملامحها بالألم .. كان ينام كطفلٍ صغير .. لا يشعر بمن حوله وكم يخافون عليه .
كادت ان تفقد دقات قلبها قبل يومين ..
*
كانت بداخل القصر مع اختها ترتبان الأغراض .. شهقت ليليان بقوه تقول وهي ترفع القطعة أمامها
: غزلان وش ذَا .
نظرت غزلان تمُط شفتيها
: يعني وش ذَا يسمونه قميص نوم وانا اشوفه داخلي موب أنتم ياالمتزوجات تلبسونه ، صاحبه المحل مدحته على بالها انا بتزوج وقالت كلام استحي أقوله اعوذ بالله من لسانها ، بس الاقدر أقوله انه الماسكتيه زحمممه عليه وكل من دخلت شرته يعني واااو ـ رفعت رأسها بغرور مزيف تتابع ترتيب حقائب السفر ـ على أساس الرجال يستاهلوا اشتري شي عشانهم والبسه وأخلي نفسي مسخره .
فغرت ليليان شفتيها بصدمه
: لا حول ولا قوه الا بالله ، الواحد ما يقدر يعتمد عليك .
تفحصت القطعة الصغيرة أمامها وشفافة من جانب والجانب الآخر به بعض التخريمات .. تأففت تقول
: بالله انا كيف بلبس كذه قدام ذياب .
ابتسمت غزلان
: هممم ترا شفتي ذي الشنطه الغلفتها بالتل والشرايط كلها زي الفي يدك وأَلْعَن بعد وش اسوي مو لحالي رحت حتى عمتي كانت معي وتقش .
شهقت ليليان
: عمتي شافت كل هذا .
غزلان وهي تضحك بقوه
: ايه شافت وش اسوي ما اقدر الحق لحالي ، وانت مالك خلق ومشغوله مع ابوك الاول والثاني ، احسن ما حد قالك لاتجين تشوفين أغراضك .
مطت ليليان شفتيها
: يعني ما جبتي لي بجامات يا الظالمة .
هزت غزلان
: الا الا جبت لا تخافين وتموتين علينا .
نهضت ليليان تقول بقلق اجتاح قلبها
: طيب بخليك الحين ورتبي كل شي معليش بتعبك معي ـ قبلّت وجنتها ـ بردها لك بيومك ان شاء الله ، انا بروح أطمن على بابا .
خرجت مسرعه للملحق ودخلت لغرفه والدها ولم تجده هناك .. وضعت كفها على فمها بصدمه وهي تُنادي عليه ..
كانت تشعر أن مكروهاً سيحدث له .
خرجت تُنادي عليه ولم ترى شيئاً عرفت أنه فعلها للمره التي لم تعرف عددها من كثرتها وانه خرج كالعادة .. مره ليُصلي بالمسجد ومره للمخبز ومره أراد مغسله الملابس
وتفاجأت بدخول ذياب من البوابه يمسك بكف والدها
تقدّمت منهم وهي تقول بقلق ودموعها تتساقط على عينيها
: بابا حبيبي وين كان ؟؟! مرررره خفت عليك ليه تسوي فيني كذه لييه ؟؟! .
قال ذياب بحنان يمسح على كف محمد الممسكه بكفه كطفل أضاع والدته
: لا تخافي عليه لحقت عليه كان راح يصلي بالمسجد وضيع الطريق أخذته نصلي سوا والحين رجعته .
أدخلته لغرفته في الملحق وساعدته على الاستلقاء ودثرته جيداً كي ينام قيلوله العصر .. وخرجت من الملحق .
كان ذياب ينتظرها بالخارج .. ابتسم فور أن رأى ظلها واستقبلها بين ذراعيه .. وهي اعتادت عليه وعلى دفئه سمعت همسه الخشن قرب أذنها
: كيفك اليوم .
ابتسمت ورأسها يرتاح على صدره المشدود
: الحمدلله بخير ـ ضحكت بخفوت ـ هممم ترى بابا رح يعصب عليك لو شافك هنا .
ضحك بخشونه ورفع رأسه للسماء الزرقاء وقال ببراءة
: عاد خالي هو الناداني هنا عشان أوقع أوراق مهمه مالي دخل لو شفتك صدفه هنا .
اجفل الإثنان على صوت عبدالكريم يقول
: ذياب روح روح يابوك للمكتب
كانت غزلان تقف بجانب والدها تقول بخبث
: ذياب وش ذَا ما تصدق متى تجي هنا تشوفها كلها يومين وبتشبع منها وتمل منها ، وبعدين ما يصير تشوف العروس قبل الزواج ، عشان تشتاق لها .
غمز لها بعينه يهمس بشغف
: انا طول وقتي مشتاقلك حتى وانت بحضني الحين ، بس هانت قالتها اختك الملسونه كلها يومين .
*
فاقت من ذكرياتها قبل يومين ولا تُصدق اليوم انها ستتزوج .. ولا كيف اقنعها الجميع ان تتزوج مُبكراً وان ذلك أفضل لها كي لا يتحدث عنها الناس .. الذين ينتظرون الزله من اي إنسان كي يتكلموا عليه وينهشوا بلحمه .
كانت طوال هذه الأسابيع تعتاد على عائلتها الجديدة فهي تعرفهم من قبل ولم يضايقها انهم هم عائلتها الحقيقية .. تعرفت أكثر من قبل على غزلان وأصبحتا أختين بحق ..
كانت تتعرف إلى والدها استصعبت ذلك بالبداية فليس هو من قام بتربيتها كل تلك السنين ..
ولكن الحزن الذي كانت تراه على وجهه مع ابتعادها جعلها تصبح أقوى كي تقترب .
عاصم لا يزال على حاله في غيبوبته ولا تتمنى له ان يستيقظ .. " استغفرت الله في سِرها " لا تستطيع مُسامحته لا تستطيع
الظالم كاد ان يُدمر حياتها ولكن قلبها في ذاك الوقت أيقن انه لن يستطيع ان يؤذيها ..
تباً !!!! فالمنزل كان مكتظاً بالضيوف .. لم يكن يستطيع .
رأت خالها وأخ والدتها الحقيقة التي توفت منذ سنوات
سُعِدت برؤيته جلست معه عده ايام ..
كان نعم الخال لها حزن لحالها وتشتتها وطلب منها ان تذهب
معه ليُنبع ولكنها رفضت لا تستطيع ترك كل من تحبهم هنا ويُحبونها وتذهب
وهو كان يُحقد على العائله التي تسببت بوفاه والده
ولم يستطع البقاء اكثر لعمله .. بل أخذ جثه والده ليدفنها
حيث عاش عمره هناك في يُنبع .
والدتها سُجنت لتهمه القتل ولا يعرفون متى سيحكمون عليها ..
وريتا عفت عنها كونها اختها طوال هذه السنوات ولم تستطع أن تُحطّم لها مُستقبلها ..
خرجت من السجن وذهبت لحال سبيلها مع اقرباء والدتها بعيداً عنها .. هذا أهم شيء .
،
الساعة الآن الخامسة عصراً ..
قصر عائله الذيب يغرق بالفوضى والتحضيرات من اجل زواج ابنه صاحب القصر .
تركض غزلان هنا وهناك عاريه القدمين وفستانها يُهفهف حولها .. ملامحها واجمه متوتره
: نعوووم وينك بسرعه خذي صواني الحلا ووديها السيارة
ياخذوها للقاعة بسرعه بسرعة .
رفعت هاتفها وهي تتصل على بعض المحلات وتتأكد من طلباتهم
: آلو ايوه يا اخوي قبل اسبوعين جبت لكم صواني تعبوها معجنات .. جهزت .. تمام خلاص وصلوها قاعه *** وبندفع حق التوصيل ما عندنا وقت نجي نأخذها .. تسلم اخوي ما تقصر .
اغلقت الهاتف ثم قالت تهدر تحت الدرج
: بيسو وصلت مسكه ليلو ولا لِسَّه .
نظرت بيلسان بقلق من فوق الدرج
: لا لِسَّه توها ما حد موجود يجيبها ، تأخرنا يا غزلان وما رح تلحق ليلو التصوير بالقاعة .
غزلان بانفعال
: هش هش خليني اشوف واتصرف ارمي لي الفاتورة .
وضعت كفها على فمها تفكر ولمعت الفكره برأسها ..
ارتدت عبائتها وحجابها وخرجت من بوابه القصر الكبيرة
ورأت ذياب يطرق كفه بكف ماجد الصغير ويُداعبه
: ذياااااب .
نظر اتجاهها رافعاً حاجباً واحداً ويُشير بكفه بمعنى
" ماذا تُريدين " .
اشارت بكفها أن يأتي .. تقدم نحوها يقول
: ها يا المزعجة وش تبين خلصت ليلو عشان اخذها للقاعة .
غزلان
: لا لِسَّه بس خذ هاذي فاتوره مسكّه الورد ، روح جيبها السواقين مشغولين ، ماحد فاضي يجيبها .
فغر شفتيه
: الحين انا العريس بطلع بذا الحر والرطوبة وتخرب كشختي عشان اجيب ورد بموت بكره ، تستهبلين .
عبست بوجهها
: هاذي مسكه الورد مهمه للعروس والله ما تتصور معها اليوم لو ما جبت المسكة ضرووووري .
نظر لها بمعنى ، لا يهمني ،
تراخت أكتافها وعبست بوجهها وقالت بكذب
: طيب عشان ليلو في نفسها بمسكه الورد ومتحمسه لها وهي تختارها .
تنهد بعُمق متأففاً
: اووووف طيب طيب بروح وأمري لله .
ابتسمت بانتصار وهمست
: يييييييس .
صعدت غزلان لترى ليليان وابتسمت بانبهار عندما رأتها تدور بفستانها الأبيض وشعرها يدور معها
: ما شاء الله تبارك الله ماشاءالله قمر ، والله تهبلين
عاد حتى اليوم ذياب كاشخ كشخه مو معتاده بس خربت عليه وارسلته يجيب مسكتك وراح المسكين عشانك .
ابتسمت ليليان بخجل وتوردت وجنتيها .
،
في احد غُرف القصر
تجلس على طرف السرير تبكي بأسى وتقول بغصه
تخنق حنجرتها
: تكفى يا عبدالكريم الغي الزواج وخلي ذياب ياخذ
حرمته والله معهم ، بس حرام عليك ولدك داخل بغيبوبه من شهرين وللحين ما ندري وش بصير عليه وش رح يقولوا الناس علينا يزوجوا بنتهم وأخوها بالمستشفى ، حتى انا زعلت على الصار لها ونفسي انها تنبسط وتعيش حياتها ، بس ولدي مو هاين علي افرح وهو بهالحال .
كان عبدالكريم ينظر للمرآه الطويلة يُعدل " نسفه الشماع " وقال بهدوء
: ما رح نلغي شي والزواج رح يستمر ، ومتى يهمني كلام الناس يقولوا اليقولوا ماهموني ، وولدك السواه يوم عقد قران ذياب وليليان ما يُغتفر ولا تنسين حركاته القديمه ، حتى وهو بهالحاله ما اقدر اعطف عليه ، هذا عقاب ربي له على ذنوبه هو الدمر نفسه وانا الكنت وراه واربيه احسن تربيه وسويت العلي وربي يشهد عليّ .
مسحت دموعها بكفها
: وش سوى طيب وش سوى حرام عليك تسوي فيني كذه وايش لو كان السواه ما يسوى .
التفتت لها وعينيه غامت وجلس قُربها على السرير
: طيب بقولك بس تحلفين لي انه البقوله بيني وبينك وما حد يعرف فيه ولا يسمع فيه .
توترت ملامحها من حديثه وارتبكت .. تومئ برأسها
: ما رح اقول تعرفني يا عبدالكريم عشره عمر بينا .
بلل شفتيه وهو يُخبرها كُل شي في تلك الليلة ..
وضعت كفيها على فمها من الصدمة .. وقلبها يرجف بعُنف
من الخوف والقلق والتوتر وكل شيء يغُم القلب الضعيف .
***
كانت تقف امام المرآة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها الملائكي .. دخل طلال للغرفة يبتسم بجذل مُغلقاً أزرار ياقه ثوبه وقال
: يلا يا قلبي توك ما خلصتِ تأخرنا بدا الزواج صارت الساعة عشره .
: ايوه حبيبي خلصت عادي توه بدا الزواج العروس رح تنزف الساعه ٢ قالولي ، بس بلبس شوزي .
نظر لها تتمخطر بخطواتها نحو دولاب الاحذية .. وفستانها الأسود الطويل ينسحب على جسدها وبطنها قد برزت قليلاً ابتسم لها بحُب .
وبعد ثواني اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تسحب حذاء بكعبٍ طويييل ليقول بهلع
: وش تسوين .
نظرت له ببراءة وهي تجلس على الأريكة الصغيرة بغرفتهم
: وش اسوي بلبس عشان نطلع .
عبس بوجهه يقول
: بلا دلع ما في تلبسين كعب البسي اي شي ثاني واطي
فغرت شفتيها بصدمه
: كيف يعني ما يصير لابسه فستان والبس معه فلات
طلوووول وش فيك كيف بكون شكلي انا بكون جالسه ما رح أتحرك .
طلال
: عادي أصلاً الفستان طويل ما رح يبان وش لابسه واكيد ما رح ترقصي وانت بهذا الوضع ـ قال مُحذراً ـ ما رح ترقصي صح .
تأففت بحزن
: ايه ارتاح ما رح أرقص أصلاً خالتي بتكون معي وعلى أساس بتخليني اسوي شي او أقوم .
تنهد بعمق يقول يُمثل الحكمة
: شوفي ثمانية سنين واحنا متزوجين رحتِ زواجات لين قلت بس ، وما تدخلت طول هالسنين لا بلبس ولا جزمه ما تسوى ولا برقص ، بس الحين الموضوع ولدنا الننتظره صارلنا سنين وانا اعرف انه الكعب خطر على الحامل بأول حملها .
تغضن وجهها بحزن من كلامه وهزت رأسها
لترتدي حذاء بسيط بدون كعب .. فهي من الأساس لن تتحرك والفستان طويل سيُغطي قدميها كما قال .
سحبها من خصرها لأحضانه
: لا تزعلي مني بس خايف عليك انت وولدي .
ووضع كفه على بطنها يتحسس طفله الصغير من خلفه ..
وابتسما بحُب لبعضهما .
،
ظُهر اليوم التالي
في غرفه الجلوس تجلس ليال عابسه الملامح بحُزن وبجانبها يجلس طلال مُتحفزاً وملامحه لا تُوحي بأي شي ان كان متوتراً او غاضباً .. وأمامها يجلس رجلٌ كهل بجانبه مقعد طفلٌ صغير .
فرك كفيه مُتوتراً يقول
: يبه يا ليال عيوني ما تصدق اني بعد كل هالسنين برجع وألاقيك كبرتِ وصرتِ حرمه ومتزوجة وقريب بتصيري ام .
بللت شفتيها تقول
: هذاك جيت وشفت وش تغير .
ابتسم بألم
: ما تغير شي ادري مالي عذر اني خليتك كل هالسنين وما كنت لك الاب التبغيه .
ليال بغصه
: ايه ما كنت ، شاهين كان لي انا ويامان الاب والأخ وكل شي بحياتنا وعمي منصور وخالتي رانيا ما قصروا معنا وعشنا .
دمعت عيناه بألم
: ذنبي اني كنت رجال وكنت انت معي طفله صغيره مره وما اقدر اربيك لحالي ما كنت اعرف أغير لك او ااكلك او انيمك صعب علي مو زي الام ، وخفت إذا تزوجت تظلمك زوجتي وتعذبك ليل ونهار بدون لا ادري وانت طفله ما رح تقدري تشكي ما كنت أبغاك تتأذي وتعيشي مع زوجه اب .
ابتلعت ريقها لم تكن مستعده للقائه اليوم نعم قبلت ان تتحدث معه منذ فتره عندما اخبرها أخويها بذلك .. وطلب منها ان يراها فقط ولكن قالت له أن ينتظر .. واستيقظت اليوم من اجمل أحلامها بعد ليله الامس وتفاجأت بوجوده مع هذا الطفل الصغير .
قالت
: بس هذا مو عذر ، المهم ما ابغى ارجع للماضي الراح راح ما ابغى اتنكد ، ليه جيت هنا ومين هذا البيبي .
نظر للطفل
: هذا ولدي السيف ـ ثم نظر إليها ـ جا بلحظه غفله وأمه الهي زوجتي ماتت وهي تولده ـ غامت عيناه بالألم ـ شاء الله انه زوجاتي يموتوا بنفس الطريقة .
تقطع قلبها على هذا الصغير وعينيها دمعتا بحُزنٍ مرير . وضع طلال ذراعه خلفها يسحبها اليه وهي تبكي على صدره عندما تذكرت والدتها وحال هذا الطفل الذي مثل حالها .
وقال
: الله يرحمها يا رب .
تمتم الكهل
: امين يا رب .
رفعت ليال جسدها قليلاً تقول
: طيب والحين ايش راح تسوي .
قال
: بخلي اخوك عندك لو تبين انا ما رح اقدر أربيه واكبره
لو ما تبينه علميني عشان اخذه لدار الأيتام .
فغرت شفتيها مذهوله .. والصدمة شلّت اطرافها ..
و هذه المره اشتعل الغضب في عينيّ طلال ليقول
: حسبي الله عليك من اب يعني وليال تركتها من زمان وعذرناك وانت مالك عذر والحين بتخلي ولدك بعد ، ولدك من لحمك ودمك ، ما تدري انه في ناس تتمنى بس أمنيه يجيهم عيال من صلبهم .
قال الكهل بدون اهتمام وهو ينهض
: ما لك دخل بأبوتي ـ نظر لليال ـ ما قلتي أخليه ولا اخذه .
نظرت لوالدها ببهوت ثم نظرت لطلال تعُض على شفتيها بألم .
قال طلال
: خليه ، خليه ، ربي رح يعطينا الأجر بس نربيه يكفينا انه انعم علينا بطفل مِنَّا ، ما رح نرميه وننكر نعمه ربي علينا ، ما رح اقصر عليه بكون له زي ولدي .
أومأ برأسه ليخرج من الباب الذي دخل منه وأغمض عينيه بشده ونزلت دمعه قاسية عجز عّم محوها .. لم يستطع ان يطلب منها العفو وان تسامح له تقصيره .. ليس له اي وجه ليطلب منها السماح .
اوقف سياره اجره من الطريق .. صعد إليها وهمس للسائق
: لمستشفى *** قسم أمراض السرطان .
نزل للمشفى ليبدأ رحله كفاح متأخره من مرضهالذي وصل لدرجته الرابعة ونهايته أصبحت مسألة وقت .
،
دخلت حنان لغرفه الجلوس بعد أن سمعت الجزء الأخير من الحوار وقالت بقوه
: هالولد ما رح تربيه مثل ولدك شيله ووديه دار الأيتام مثل ما كان ابوه رح يوديه مو فاعل خير انت ومجبور تربيه .
كانت ليال ما تزال في صدمتها من والدها ..
الذي تركها للدُنيا وهاهو يُكررها مُجدداً ..
لم تكن صدمتها أن أخيها سيتربى عندها ..
بل كُل صدمتها حركه والدها التي كررها ..
طلال بهدوء يستنشق انفاسه
: يمه ربي أرسل لنا هالطفل نربيه ، يمتحنا ، يختبرنا ، مو بعد ما كرمنا رح اترك هالطفل المسكين وهو يعتبر من العائله مو غريب ، ما رح أتضايق وانا اعتبره ولدي ، اخو زوجتي .
نهضت ليال أسفل أنظار خالتها وطلال تحمل أخيها بسريره الصغير بين ذراعيها وتتجه نحو غرفتهم .
رفعت حنان حاجبيها تقول
: عمى ان شاء الله وش قله الحيا هاذي .
تنهد طلال
: يمه ما قالت ولا سوت شي خلتنا نتفاهم لوحدنا هنا .
نظرت لابنها تقول
: يعني انت مُصر تربيه .
كتف طلال ذراعيه
: ايه مُصر يمه بس لو بيزعجك ، بنبني فيلا دوبلكس ونعيش فيها وبينا باب اهم شي لا تتضايقي .
حنان
: لا لا ما رح اتضايق لا تخاف لأنك لو بتربيه وتسوي البراسك
انا بعد بسوي البراسي وما تقدر تمنعني .
طلال بإستغراب
: وش قصدك يمه وش تبغين وبسويه من عيوني .
حنان بابتسامه
: بتزوج .
شردت نظرات طلال ليقول بهدوء
: طيب يمه انا موافق ، إذا كان هذا بيرضيك ولا يصير خاطرك إلا طيب .
أمه غيوره جداً .. أحياناً تفعل أموراً يُصدم منها .. كأن تتنصت عليهم في غرفتهم .. وتحاول الاستفسار ان كانا تبادلا الحب لعده ليالي متتالية ام ليالي متفرقه .. وعندما تتوقف حبيبته عن الصلاه في كل شهر تشعر بالسعاده لانه لا يستطيع الاقتراب منها ..
ولكنه لا يُعلّق ببساطه لانها أمه .. قد تحتاج رجلاً بحق في حياتها كي تلتهي به ويلتهي بها .. وهذا ما يجعله يُوافق بقوه وممتن جداً لذلك .
حنان بابتسامه
: طيب اجل في واحد بيخطبني جيرانا اسمه ***** .
قلب طلال الاسم في عقله مر عليه هذا الاسم ..
وفجأه عرفه وعرفه جيداً
نظر لوالدته بصدمه !!! وعينين متسعتين
: يمه القلتي اسمه كامل اصغر مني بأربع سنين .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 02:42 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السابع والعشرون والأخير
هي فعلاً ليس كما تخيل أبداً وانزعج لذلك عند رؤيتها .. ولكن مرّت في باله تلك الآية التي يؤمن بها وأراحت له قلبه
} وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
( البقرة: 216) ..
وهي أصبحت زوجته رسمياً وبأوراق مُثبته ..
انه ليس من النوع العابث الذي يتزوج ويُطلق لمجرد ان زوجته لم تكن كما كان يُريد .. ولكن ذلك أفضل لها
أن تكون بينهما فتره خطوبه لأجلها لتشعر أن كرامتها محفوظه وأنها مرغوبه سيحرص على أن تستمر معه ولا تطلب الطلاق عندما يقف معها والدها البيلوجي كما أطلق على نفسه .
قال باتل باحترام بعد ان سمع كل تلك الصدمات المُتتالية
: ابشر يا عمي ما يصير خاطركم إلا طيب ـ بلل شفتيه قليلاً يردف ـ تسمحلي أدخل عند عمتي اسلم عليها واقول لنوران بنفسي .
أومأ له منصور .. ودلف باتل للغرفة يهتف بصوت جهوري مُرافق له على الدوام
: السلام عليكم , الحمدلله على سلامتك يا عمتي ما تشوفين شر .
ابتسمت شعاع بخجل لدخول رجل غريب عليها يكون زوج ابنتها .. ترد عليه بصوت مُنخفض حرصت أن يصل لمسامعه
: وعليكم السلام , الله يسلمك يا ولدي الشر ما يجيك .
جلس باتل يتحدث معها عده دقائق .. ثم وقف على قدميه يستأذن شعاع ليتحدث مع نوران
شعاع : أكيد يمه تفضلوا بالغرفة الهنا فاضيه , أصلاً الجناح كبير علي ما دري ليه جابوني هنا .
ابتسم باتل , و قد عرف أن عمه منصور كان امام المنزل الذي عُقد به قرانه هذا الصباح , عندما اتت الشرطة تأخذ أحمد وتكفل بكل مصاريف ونقل عمته للمشفى وفي هذا الجناح الضخم .
دخل مع نوران لغرفه جانبيه .. انتظرها كي تجلس وجلس بقربها .. ولم يعرف كيف يبدأ الحديث معها فتواصله قليل جداً مع الجنس الآخر .. فبالغالب احاديثه معهم حول العمل .. وقال رافعاً حاجبه
: وش رايك فيني ؟؟!
اتسعت عينيها بصدمه و فغرت شفتيها ببلاهة
: هاااا !!!!
كان يود أن يقول لها " هويتي ببير " ولكنه احتفظ بها لنفسه وقال
: يعني أقصد وش رايك فيني كشخصية وشكل , هااا لا يغرك الشيب تراه وراثه بالعائلة .
هزت كتفيها وقالت مُتعجبة
: آآآه شخصيتك ما اعرف ايش اقول ما عرفتك إلا اليوم و شكلك عادي .
ابتسم وقال
: آييه زين طيب , يعني اضمن الحين أنك ما رح تطلبي الطلاق .
عقدت حاجبيها
: طلاق !!!!
نظر لها بعُمق يقول
: قبل شوي أبوك .. , ـ هزّ رأسه يمينً ويساراً مُسبلاً أهدابه ـ يعني قصدي أبوك منصور كلمني وقال انه رح ياخذك معه للبيت والبينا بكون ملكه وبعد فتره بكون الزواج , طبعاً لو ما طلبتي الطلاق حزتها , وهو عرف شلون احنا تزوجنا ويبغى يحفظ كرامتك بهالحركه وأنا موافق عشانك .
نكست رأسها بعد أن حاولت ان تتناسى ما حدث اليوم من ألم وطريقه زواجها المُهينة .. بالطبع لو اتتها الفرصة لن تفوتها وستطلب الطلاق .. فبالأصل هو لم يكن يريدها وتزوجها ليُنقذ زواج والديه .. لقد أخبرها بذلك بلسانه .
كان يتأملها بعمق يعرف ما تفكر به .. قطع عليها افكارها بأن مدّ كفيه يلتقط كفها السمراء وكفه الأخرى ترفع وجهها إليه
: لا تفكري بأي شي من الفي بالك , تدرين انها جتني الفرصة مثل ما جتك انت , لو ما ابغاك كان بكون بينا الطلاق سهل , بس أنا شاريك وشاري عايله الراجحي كلها ما رح القى أحسن منهم عشان أناسبهم , فكري بس فكري فينا بجي ازورك في بيتك و اتعرف عليك وتتعرفي علي , و أني قبلت بالهشي عشانك وعشان كرامتك لا تنهان .
خجلت كثيراً واحمرت وجنتيها وسمعته يردف
: ها , خلاص اتفقنا .
أومأت برأسها موافقه ما يقوله منطقي للغاية .. لن تحكم عليه الآن .. ابتسم براحه وألتقط انفاسه
: طيب الحين بترجعي لحياتك مع أبوك الحقيقي والجامعة أكيد وقفتيها يوم كنت مع أحمد صح و ماخلاك تروحين ؟؟! .
: كنت بجامعه عزوز , و ايوه وقفتها من أول ما رجع من بره وحبسنا بالبيت .
ابتسم باتل على لفظها للجامعة باسمها المختصر .. وتجاهل حركه أحمد القذرة
: طيب اعطيني أوراقك وكل شي عشان أرجعك لها اعرف احد بالجامعة وبتكملي وين ما وقفتي بدون لا تعيدي شي .
هزت رأسها نافيه و مُغمضه عينيها بقوه .. حتى ارتعش جسدها
: لا لا , ما رح ارجع ما ابغى ارجع لها .
عبس باتل وفي قلبه هم أن يتزوج من فتاه غير متعلمه وجاهله ايضاً مع رفضها لمتابعه الجامعة .
تحدث معها بصوت حاول قدر الإمكان ان يودعه الرقة ولم ينجح
: ممكن أعرف ليه ؟؟!
عضت شفتها السُفلى
: في بنت هناك كانت تضايقني , وانا مو قدها اخاف منها .
اقترب منها أكثر وهو يسحبها لصدره عنوه
: تثقين فيني طيب عشان تقوليلي وش الصار معك , وانا اتصرف معها تصرف بحياتها ما تنساه هاذي التضايقك .
ابتسمت له ولا تعرف ما ذلك الشعور الذي يجتاحها منذ أن بدأ يكلمها بلطف .. كشعورها أول مره رأت والدها منصور و رأت أرجوان و زايد و سيدرا , عكس شعورها بالنفور عندما رأت والدتها الحقيقية رانيا لأول مره .. تثق دائماً بإحساسها الذي لا يخيب .. وتشعر ان هذا الباتل لن يمر على حياتها مرور الكرام .. او بشكل عابر .. ارخت حصونها لتشرح له كل شيء كانت تحاول فعله معها تلك البنت السيئة
.. وكأنه قام بسحرها لتتكلم وتقول كل شيء .
فغر باتل شفتيه بصدمه .. لا يعرف عددها لهذا اليوم .. وهاله جداً ما سمع من قذارات .. حاولت تلك البنت ادخال زوجته بها .
عبس بوجهه واشتعل به الغضب الأحمر وهو يتوعدها بسِره .. فور أن حصل على اسمها الكامل يكفيه ليُنهي حياتها .
***
بعد مرور بضعه أسابيع
..
استقرت شفتيه على جبينها يُقبلها بعُمق ..
وحب أبوي خالص تجاهها ..
ابعدها قليلاً يقول بحنان
: ألف مبروك يبه .. الله يجعل زواجكم خير يا رب .
انتقلت الحُمره لخديها الذين عادا لإكتنازهما
هذه الفترة ..
من إهتمام الجميع بها ومراعاتها وكأنها أميره بالقصص ..
ردت عليه بخجل
: الله يبارك فيك يا رب .
نظر عبدالكريم لذياب نظره فهمها ذياب جيداً ..
فأومأ له برأسه .. بأنها ستكون بخير ولن يؤذيها
وسيصبر عليها ..
قال عبدالكريم ببشاشة
: يلا استودعكم الله بلا ما اصير عذول بينكم .
خرج عبدالكريم وكانت في وجهه تقف غزلان , بيلسان و يارا
عبس بوجهه وقال
: خير اللهم اجعله خير في شي .
غزلان بحيوية واندفاع يتخلله المرح
: نبغى نسلم على ليلو وذياب ونتمنى لهم الخير يا بابا , يعني أيش نبغى جاين هنا يا بابا ما رح نكون عذول .
رفع عبدالكريم رأسه وقال بجديه
: أقول أذلفي قدامي خلاص خلص العرس بنرجع البيت وخلي العرسان تسلمين عليهم بعدين تعبوا كثير اليوم .
مطت شفتيها بضيق وهي تستمع لوالدها ..
غادروا الفندق الذي أقيم به الزفاف ..
وتركوا خلفهم قلباً نبض بالخوف منذ خروجهم وقلباً مُستعد لمداوة جروح حبيبه بكل صبر .
أُغلق عليهما الباب
وارتعشت باقة الورد بين كفيّ ليليان , اسبلت أهدابها تُداري خوفها وارتجافها ولكن لم تستطع .. فإغلاق الباب يعني انتهاء كل شيء وعوده الكوابيس ..
همست بسرها
" إهدي ليليان إهدي هذا ذياب ما رح يأذيك ما أذاك كل هالشهور وكان لك السند والعون , ما رح يسويها الحين "
لم تدرك أن ارتعاشاتها أصبحت ارتجافات شديدة من الخوف .. ولم تُدرك انها أغمضت عينيها تُخفي بريق الفضة بينهما بقوه
شعرت بكف خشنة وكبيره وبنفس الوقت بها من الرقة والنعومة لا تعرف ما هذا التناقض بالشعورين ..
تربت على كفها بعد أن أزاحت باقة الورد جانباً .
سمعت صوته الخشن يقول بحده نوعاً ما
: ليليان طالعي فيني ولا تهربي بعيونك .
فتحت عينيها ببطء شديد ترى نظراته الصارمة تجاهها .. ثم صوته الحاد يقول
: قد أذيتك من أول يوم شفتك فيه .
شردت نظراتها لأول يوم رأته به ..
لم تكن تعرفه ولم يكن يعرفها .. على العكس تماماً
اول لقاء بينهما كان .. أن حمها ودافع عنها كما أصبح يفعل دوماً بعد ذلك .. لم يؤذها يوماً .
هزت رأسها نافيه بخجل .. ابتسم وقال بعد ان خفف حده نبرته و وضع كفه على وجنتها وقطع نصف الشوط لأمنيته وينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر عندما يأكلهما ويلتهمهما إلتهاماً بعد أن عادا لإكتنازهما المُحبب
: طيب ليه خايفه , ارتاحي وبدلي ملابسك , طفشوك اليوم العائله الكريمة وكتموا أنفاسك , وتعالي بس تخلصي نصلي ركعتين السُنة ونتعشى .
أومأت برأسها
وهي تدلف لدوره المياه .. وقد انتهت بعد أن مرت ساعه كامله يحترق بها ذياب بغرفه الجلوس التابعة للجناح الملكي في الفندق
هلّت عليه كالملاك بقميصها الأبيض الطويل المُزين بالدانتيل جهه الصدر مع بعض حبات اللؤلؤ .. ويُغطيه مبذل من التُل والدانتيل .. وشلالها الكثيف كعتمه الديجور ينتثر على أكتافها بنعومة .
كانت خجله جداً من نظراته الصقرية التي ترمقها بكل مكان .. شعرت انها تذوب كقطعه من الجليد من حراره ودفئ نظراته البعيدة عن الوقاحة والقذراة .
فغر شفتيه منذ أن رأها تطُل عليه بعد أن سأم الانتظار .. كان يشعر بالذهول هو حقاً لا يُصدق انه تزوج الآن وزوجته تقف بكل نعومة وأنوثة أمامه .. اغلق شفتيه بخط مستقيم حاد بعد أن لمح ابتسامتها الخبيثة من رده فعله على شكلها .
نهض عن الأريكة .. يلتقط كفها الناعم بين كفيه .. يبتسم لها يُطمئنها .. أديا سوياً ركعتيّ السُنة .. ثم التفت لها يضع كفه على جبينها وهي ما تزال مُلتفه بجلال الصلاة وبدأ يقرأ الدُعاء .
جلسا قُرب بعضهما على الأريكة وبدأ ذياب يفتح الأغطية عن الطعام , تناولا طعامها بهدوء .. والتقط ذياب قطعه من الخُبز المغطوطة باللبنة وأطعمها بيده .. بلل شفتيه بصبر وعينيه تلتهمان تفاصيلها الخجولة و القريبة منه وتحرقه دون أن يستطيع الاقتراب ..
حتى الآن لا يُصدق أنها أصبحت زوجته .
توجها للسرير و استلقيا بجانب بعضهما
ويا للعجب لم تعد ليليان تشعر بذلك الخوف والنفور من الزواج .. فخلال الساعتين السابقتين كانت تشعر انها تتحرر دقيقه بعد أخرى .. وهي تتبادل الأحاديث مع ذياب .. إذ كان يحكي لها كل شيء عن طفولته وماضيه وكانت هي مُستمعه ومستمتعة وحسب .
شعرت بذراعه القاسية تسحبها بخفه لأحضانه .. نظرت له بابتسامه وقال بهدوء
: نامي أول ليله لنا بحضني .
أومأت برأسها موافقه وابتسامتها الجميلة لم تفارق شفتيها .. ثم وضعته بخفه على صدره ..
اما هو فقد غمر وجهه بشعرها يستنشق عبيره ثم قبل مقدمه رأسها , مُتحاشياً إذائها يكفي انها قبلت النوم بقربه وبين احضانه , وما بعده سيكون أسهل .
وغفيا سوياً ولأول مره يمر يوماً لهما هادئاً .. بعيداً عن الضجيج والإزعاج والمشاكل .
***
خلع بلوزته التي غطت صدره وألتقط منامته ليرتديها ويغط في نوم عميق .. يُريح اعصابه التالفة وجسده المُرهق
واجفله صوت قفل الباب لدوره المياه .. يعلم انها تستحم كل يوم وبالتأكيد بعد عناء اليوم قد استحمت كالمعتاد .. ويعلم انها لا تخرج إلا بثيابها كامله ..
ولكن هذه المرة حدث عكس ما توقعه تماماً .. إذ انها خرجت ملتفه بالمنشفة البيضاء .. كانت كالبجعة البيضاء .
وطارت كل افكاره لأن يُريح اعصابه التالفة .. فهل هناك رجل عاقل بكامل قواه الجسدية والعقلية يُشاهد هذا المشهد أمامه ويرتاح ؟؟؟؟!!!! .
لم يشعر بقدميه تتحركان باتجاهها بعد ان ألقى المنامة على الكرسي بإهمال .
أُجفلت عندما أدركت أن أنفاس حارقه تلفح بعنقها .. وطيفٌ طويل يقف خلفها .. التفتت بفزع شاهقه بخفه ..
وسمعت همسه يقول بشجن .. مُسبلاً رموشه على عينيه .. وكان قريب .. قريب أكثر مما ينبغي
: همممم ريحتك لذيذة زي الفانيليا , تدرين أنك جميله صح ؟؟! وجمالك ذا يقتل , لا وناعمه كمان نعومه ما قد حسيت فيها إلا معك , صح أني ما لمستك ولا يوم بس أدري أن جسمك مثل القطن .
ازدردت ريقها .. فهي دائماً تستخدم المرطبات والصابون ذو الروائح المُختلفة من الفواكه ..
عكس اختيها اللتين تعتمدان على العود المركز والبخور والعطور القوية مثل قوتهم .. فهي عندما تستخدم هذه الروائح تظهرها انعم من أي وقتٍ مضى .
فغرت شفتيها بذهول من قربه وغزله .. لم تدرك ما يحدث تحت صدمتها بقربه .. ثم شعرت بشفتيه القاسيتان تجتاحان بياض كتفها وهو ينتقل بهدوء لعرقها النابض .. الذي ينبض بجنون تحت لمسه شفتيه .. اصدرت صوت استنكار ودَبّ الخوف أعماقها .. لم يحدث ذلك معها من قبل لا تعرف ماذا تفعل .
شعرت بكفيه كالكماشتين على ذِراعيها .. ثم انتقلتا لخصرها تسحبها إليه عنوه .. وعنفه يزداد .. تلوت بقوه تُريد الهرب ولكنه كان اقوى منها .. سمعت همسه يقول
: هششش ما في شي يخوف أكيد متعوده على هالشي ـ ابتسم بشراسه ووحشية ـ وممكن بعد أعجبك أكثر من طليقك .
لم يأبه لأنينها وخوفها وتلويها بين ذراعيه .. وحمد الله انها قد هدأت بنفسها وإلا لم يكن يعرف كيف سيُخضعها .
,
يجلس بصدره العاري بعرض السرير .. الذي شهد عاصفه عاطفته المشتعلة كما لم تشتعل من قبل .. حتى مع زوجته الراحلة .. لم يشعر بكميه هذه المُتعة من قبل .
يا الله ما هذا الإحساس الجارف كالطوفان الذي ينتابه ..
وضع كفه السمراء حيث تقع مضخته الكبيرة تضخ الدماء لجسده بعُنف دون توقف وتنبض تحت كفه بتناغم مع حركات جسده الرجولي .. عينيه شاردتان بالتلفاز ذو الشاشة القاتمة أمامه .
لا يُصدق !! انه الآن في غمره صدمته وذهوله
تلك القشدية لم تكن لأحد غيره .. كانت له منذ البداية .. كتبها القدر لأجله هو .
ضرب بقبضته على ظهر السرير القاسي عده مرات بعنف .. إلا أن تجرحت مفاصل قبضته ..
كان يجب ان يفهم تمَنُعَها الرقيق عنه خوفها وخجلها وأنينها .. لم يرأف بها وبخجلها العُذري .. جسدها الضعيف الذي لم يتعرف للمسات الرجال من قبل كان يرتجف ويختض كالغربال بين ذراعيه دون أن يهتم .
هدرت أنفاسه بلا هوادة وللمرة التي لا يعرف عددها ينعت نفسه بالحيوان المُتخلف
لا يعرف ماذا يفعل الآن هل يبحث عن طليقها ويشكره بعنف لأنه تركها له , أم يوسعه ضرباً مُبرحاً لأنه لم يقدر هذه الجوهرة التي كانت بين يديه ..
اجفل وهو يلتفت بجذعه بإتجاه دوره المياه
ورأها تتلحف بثيابها المُقيتة التي غطتها الان .. وقد استحمت مُجدداً ولكن هذه المره ترفع شعرها المبلول بكعكه فوق رأسها ..
مهما ارتدت من ثياب لن تمنعه عن الشوق لها وعن لمسها مُجدداً .. يشعر بالانتشاء .
تنحنح وقال بخشونة لا تليق إلى بهيئته
: نايا !! , تعالي هنا شوي .
نظرت له من أسفل أهدابها بخوف .. لقد أذاها كثيراً ولم تتوقع منه كل هذا الأذى فهي لم تكن مستعده ..
بل هجم عليها كحيوان ضاري يفترسها ويستمتع بتناول فريسته .. دون أن يأبه لخوفها و خجلها .. كان أقوى منها وأقوى من طليقها ضعيف البنية من الشرب و المخدرات وكانت تستطيع الهرب منه بسهوله ..
ولكن عز كان بكامل قوته وطاقته وعنفوانه .. لم تستطع أن تفلت منه وخارت قِواها رغماً عنها .
اقتربت بحذر وجلست على طرف السرير وتركت مسافه المشرق والمغرب بينهما وصمتت تنتظره أن يقول ما يُريد
مال برأسه لليمين يتأمل ظهرها أمامه .. وقال بصدق
: انا أسف ما كنت أدري أنك ورده صغيرة ما تفتّحت للحين .
احمرت وجنتيها رُغماً عنها فلم يتغزل بها أحد من قبل .. لم تسمع الكلام والغزل إلا منه هو وحده .
نظرت له بطارف عينيها وسمعته يردف بحنان !! أم انها تخيلت نبره الحنان .. مُكرراً اعتذاره ويتخبط بحديثه
: أسف قسيت عليك بدون أحساس بس وعد هاذي الأولى والأخيرة , يعني مو الأخيرة , الأخيرة .. البعدها رح تليق فيك وفي طراوتك , بس ما أوعدك ما أكون عنيف
ـ صمت قليلاً وهو يرى نظراتها المذهولة ليردف بسرعه ـ
يعني بعض المرات .
فركت كفيها بتوتر وشفتيها ترتعشان تُطالبنها بالإفصاح و الحديث .. تعبت من كتم كل ما تشعر به بقلبها .. تُريد للسانها أن ينطلق للعنان .. ولكنها تخشى ألا يسمع همومها التي تكْبُتها.. دوماً من حولها لا يسمعون بل يتكلمون وهي من تسمع .. بعد ما فعله بها تحتاج لتفرغ مخاوفها تجاهه .
التفتت قليلاً بجسدها إليه مُحمره الوجنتين من اعتذاره الثاني وكلامه الصريح الذي يخلو من الخجل والحياء ..
ووصله صوتها الناعم متألم وقد قررت أن تحاول وتتحدث معه .. ولكن لم تتجرأ وتنظر لعينيه .. كانت عيناها تُتابعان الزخارف المطرزة بدقه على الفراش .. وسرحت بخيالها لتلك الأيام السوداء
: انا اليوم خفت منك كثير , يعني ما كنت اعرف وش لازم أسوي , ما مريت بهالموقف من قبل وما كنت مستعده .
قال بدون حياء
: لا تسوي شي اتركي نفسك لي وأنا بتصرف وتتعلمي مع الوقت .
ازدردت ريقها بخجل فظيع وتابعت
: لما تزوجت المره الأولى , اول ما دخل الفندق كان الوقت متأخر بعد الفجر , وأنا ما قدرت أنام كنت خايفه ومتوتره , يوم دخل كان شكله غريب وبعدين بدا يتصرف تصرفات أغرب وكلامه مكَسّر , عرفت علطول انه سكران او فيه بلا ما كان طبيعي أبداً .
دُهش .. وعرف انها تتحدث عن ذلك القذر .. هو لا يعرفه ولكن من هذه الكلمتين علم بأنه قذر .. لم يُرد أن يسمعها تتحدث عن أي رجل غيره ولكن شعر أنها بحاجه للفضفضة وإلا لم تكن لتتكلم .. وعلم أنه سيسمع الأسوء .. وكان مُتحفزاً .
فمد ذراعه القوية يسحبها إلى صدره عنوه ويهمس لها
: ودك تتكلمين , تكلمي هنا وأنا ألعب بشعرك , بس هااا ما رح أضمن وش بسوي فيه طليقك لو شفته بيوم .
باغتها وحرر خُصلات شعرها المبلول الذي انتشر على أكتافها .. وخلل أنامله به وثبت رأسها على كتفه .. فقد شعر انها تخجل للنظر لعينيه مباشره .. فاليكن هكذا اليوم وبعد هذا اليوم سيُعلمها أسرار النظرات .
أردفت براحه وهي تعبث بطرف الفراش بأصابعها الرقيقة الذي يُغطي نصف أجسادهم
: حاول يقرب مني بس ريحته سطلتني وقدرت اهرب منه الليلة الأولى وبعدين فهم أني ما ابغاه وحبسني شهرين ببيته ومنع عني الطلعة وأخذ تلفوني وصار كل يوم يمسيني بضرب ويصبحني بضرب يحرمني من الأكل وأحياناً يجبرني أكل اكل منتهي صلاحيته ومويه ملوثه , وكل ما قرب مني كنت ادفه بسهوله جسمه كان ضعيف واهرب للحمام الله يكرمك , وأيام كان يجيب أصحابه الزيه وانا طول اليوم محبوسه في الحمام عشان لا يسولي شي كنت أخاف كثير منه وللحين أحس بهالخوف , يعني لما قربت مني
ـ شعرت بجسده يتشنج وأردفت ودموعها تتساقط على عينيها ـ
وفي يوم بالصدفة لقيته ناسي جواله
ـ نظرت له وهي تجهش بالبُكاء وهو كان ينظر لعينيها بعُمق وكل الأفكار المتوحشة ترافقه ليفعلها بذلك القذر الذي حطم هذه الجوهرة ـ
الحمدلله اني كنت حافظه رقم جوال جواد ما كنت أقدر احفظ الأرقام واشوفها صعبه
ـ بدأت تتكلم بسرعه ـ
بس رقمه كان مميز وحفظته بسهوله وما ظنيت اني بحتاجه في يوم , دقيت عليه ووصفته مكاني العرفته بالصدفة وانتظرت وحسيت اني انتظرت سنين لين وصل لي وأخذني بالقوة , اتذكر انه نسي جواله ودخل وضربني ورماني على الجدار لين وصل جواد وهو كان رح يطلع من البيت
ـ خفتت نبرتها ـ
ما قدرت اقول لأحد السواه فيني جواد عرف كل شي بنفسه ما قدرت اتكلم , وصار الطلاق واهلي عرفوا انه كان يضربني بس وبابا قال مو عذر اتطلق عشان كده , وبعدها بابا صار شديد علي بالروحه والجيه وبكل شي وزاد علي بعد ما طلع كلام عند الناس , كنت ضعيفه ما أقدر ادافع عن نفسي عندهم ما احد رح يصدقني وهو الرجال وانا الحرمه .
عضّ على شفتيه بقوه ولم يشعر بالألم الذي سببه لنفسه .. وهو يتجرع ألامها وظلمها من الجميع حولها .. ووعد نفسه بأنه سيعوضها عن كل أذى تسبب لها به ذلك الحقير المُتخلف .. فهي تستحق كل خير
فقط عده أشهر جعلته بها ملكاً عندها ..
وحان دوره كي يُدللها كما تستحق .
سحبها أكثر وهو يمحي دموعها عن وجنتيها ويهمس
: خلاص الحمدلله افتكيتِ منه ومن وجهه الودر , سود الله وجهه الحيوان .
مد ذراعه للمنضدة بقربه والتقط هاتفه المحمول وضغط عده ارقام في المُلاحظات .. وقرب الهاتف من وجهها وكفه الأخرى يُلامس وجنتها .. وقال
: خذي ذا رقم تلفوني احفظيه الحيييييين ,
لا سمح الله يمكن تحتاجيه بيوم من الأيام و جواد في اخر الدنيا ما رح يقدر يسويلك شي .
رمشت عده مرات وفغرت شفتيها قليلاً .. ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها التي وصلت لعينيها المُختلطة بالدموع .. ولم تستطع وانتشرت ضحكاتها .. وتعض على شفتيها لتكتمها .
ابتسم لأنه استطاع إضحاكها رغم أنه لم يقصد ذلك .. وقد أغاظته ليقول
: والله ما انت نايمه لين تحفظين رقمي ورقم امي وابوي ولمار وبتسمعيهم لي بعد .
خفتت ضحكتها وقالت بعفويه و البسمة زينت وجهها
: طيب , طيب لا تحلف رح أحفظهم بس مو الحين تعبانه وبنااااام بكره بحفظهم وأسمعهم .
: حلفت وخلصت , يلا خذي احفظي , عشان لا تتريقين مره ثانيه .
دفع الهاتف لها .. وامسكت به تراقبه بطرف عينيها .. وتُتمتم بالأرقام .. وكان شكلها مُضحكاً .
" يا الله أنا الحمارة وش خلاني اقوله عن رقم جواد وانا اصيح , صرت مسخرة "
اما هو فكان يُحيط كتفها بذراعه ويُراقبها والابتسامه تُزين ثغره .
بعد عده دقائق قالت وهي تتثائب من النعاس وتُغطي فمها بكفها .. وتعطيه هاتفه .. كان شكلها ناعم للغاية .. وسلبت لُبه بحركاتها الطفولية
: حفظت رقمك بس وأدري بكره بنساه , تكفى كفر عن حلفك مو قادره أحفظ الباقي نعسانه وبموت من النعس .
أخذ الهاتف يضعه في مكانه .. وقبل جبينها بعُمق .. ويقول بخشونة .. وداخله يتحارب ليُبعد نعاسها ويقضي باقي الليلة معها حتى وان اضطر للذهاب إلى عمله مُواصلاً بدون نوم
: بسم الله عليك من الموت , بكّفر بس بكره بتحفظيهم كلهم , ما تدرين وش يصير بعدين لا سمح الله
ـ وبنبره أمر ـ
يلا نامي بحضني .
اغلقت عينيها بهدوء ونفذت أمره كالأطفال ورأسها يميل على كتفه .. مسح على شعرها المُبلل , صحيح !! لقد نسي ان يطلب منها تجفيف شعرها كي لا تمرض ..
دثرها جيداً ودثر نفسه وهو يُجبر نفسه ان يتوقف عن تأملها وينام لبعض الوقت
كي يذهب لعمله ببعض العقل .. ويستجمع نفسه .. رغم ان بعض الأفكار الخبيثة تراوده ان لا يذهب لعمله غداً .
***

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 02:43 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صدمه طرقت قلبه وشلّته .. تشنج جسده وهو يسمع كلام والدته وهي تتحدث بجديه تامه بعيداً عن المُزاح بنبره صوتها
: ايه صح السمعته !!! أصغر منك ,
بس ما فيها شي لو تزوجته يرجعني لشبابي واعيش حياتي الماعشتها مع ابوك , مثل ما الشايب يتزوج بنت اصغر منه ترجعه لشبابه .
قال بوحشية وهو يعض على شفتيه يكبت غضبه عن والدته .. يحاول التفاهم والتحاور معها
: يمه !! هذا واحد لعّاب ما عنده إلا الخراط واللعب ما رح يتزوجك طول العمر وأكيد بطلقك ويتزوج وحده اصغر منه يسيطر عليها مو هي التسيطر عليه ,
وبعدين حنا ننقد على الشايب الياخذ وحده صغيره يجدد شبابه هو ووجه الودر ,
لو اخذتي واحد اكبر منك بشوي أكيد بقبل وبحطه على راسي وبكون بمثابه ابوي , بس انك تهينيني وتصغريني قدام هالمايسوى لا والله , انه هالزواج ما رح يتم لو على جثتي .
كتفت ذراعيها بإعتراض وقدمت جذعها للأمام وقالت بجنون
: ايه وبعد يبغى يتزوجني بالسر يعني ما حد يعرف بالزواج من طرفه .
قفز طلال على قدميه بغضب قد وصل أوجه وتأججت النيران في جسده وباتت عروقه تضُخ ناراً بدل الدم .. برزت عروق عنقه بشكلٍ مُخيف .. ورفع صوته بغضب
: لا والله بعد يبغى يتزوج بالسر الحيوان , هذا الناقص , يمّه !!!! روحي صلي ركعتين واستهدي بالله واتعوذي من ابليس الله ياخذه , وانا بروح اتفاهم مع هالحيوان .
حرك قدميه ينوي الخروج لقتل ذلك الشاب الذي يعرفه جيداً .. وشعر بكف والدته تُكلبش ساعده .. وتقول بجزع
: لحظه طلول وين بتروح .
ابعد طلال ذراعه بعنف
: بروح اقتله ذا الحيوان الحاط عينه على وحده كبر امه .
شهقت حنان بخوف على ابنها وقالت بسرعه
: لحظه , لحظه تراني امزح معك الخطبني هو ابوووه وجتني أخته وعلمتني , الولد ماله دخل بكل السالفة .
فترت مفاصل جسده وارتخت اعصابه قليلاً فقط وقال
: نعم !! قلتِ تمزحي ولا سمعت غلط ؟؟؟!! .
زمتّ شفتيها بضيق كالأطفال
: إيه أمزح لأنك قهرتني يوم سمعتك بتربي ولد الغريب وطرا على بالي ما اقولك ابو قاسم هو الخطبني , ها وش قلت موافق أتزوج ولا لا .
نظر لها ببهوت وقال بصوتٍ خافت
: موافق أكيد موافق مليون بالميه لو صدق أبو قاسم الهو الخطبك .
: ايه زين ترى بيفتح لي بيت بعيد عن زوجته العقربة , وروان بتيجي معي عشان يكون عندك علم .
رفع اصبعه مُحذراً وقال بقوه
: روان بتعيش معي وفي بيتي طول ما أنا حي واتنفس على هالأرض , ما رح أخلي رجال غريب يهينها أو يأذيها بأي شكل من الأشكال في بيته , الحالة الوحيدة الرح تطلع فيها من بيتي هي لبيت زوجها ان شاء الله , غيره لا .
مطت شفتيها وقالت بصوت مُرتفع كعاده صوتها
: طيب يكون أحسن بعد عشان لا تلصق بخلقتي وبتنفس بعيد عن هم الأولاد وإزعاجهم .
نفض ثوبه بضيق من كلامها عن اخته ..
وعاد أدراجه وقال دون أن ينظر للخلف
: بروح أنام شوي عشان اروح لجَمعه عمي منصور وأقولهم عن السيف .
بسخريه مريره
: ايه قولهم , قولهم من بياض هالوجه بتقول انك بتربي ولد الغريب .
همس دون ان تسمعه والدته
: لا حول ولا قوه إلا بالله .
تحمد الله انه يقبل فكره زواجها .. لم تخبره من البداية أن الذي تقدم لها عن طريق اخته هو والد الشاب الذي ذكرت اسمه .. وأرادت أن تخبره بذلك فعلاً ولكنها عندما علمت بتربيته لطفل الغريب أرادت إغاظته وإغضابه وإخراجه عن طوره وبترت كلمه والد الشاب .. وبنفس الوقت أرادت ان ترى رده فعله لزواجها من شاب او غيره .. فهي ليست مجنونه لتصغر ابنها وتُصغر نفسها أمام الجميع .
في طريقه لغرفته رأى أخته .. يطُل رأسها من باب غرفتها وجسدها الضئيل مُختبئ خلف الباب .. وملامحها واجمه وعاقده الحاجبين .. وكأنها ضائعة بهذه الحياة لا تعرف ماذا تفعل .
منحها ابتسامه أخويه وفرد ذراعيه .. وركضت لأحضانه وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة لتشعر بالأمان .. مسح على شعرها بحنان .
وسمع صوتها الرقيق يقول
: طلول انت ما رح تخليني اروح مع امي لو تزوجت صح حتى لو مليت مني وطفشتك انت وليال .
رفع وجهها بكفيه .. وعبس بوجهه وقال بجمود
: لا عاد اسمع ذا الكلام منك بالذات , انت روحي وما رح أخليها تاخذك ولا يوم وأنا أدري .. أدري انها ما تهتم فيك انت وسديم مثل ما تسوي كل ام , وبعدين وش يعني تطفشينا بالعكس نتسلى معك البيت واسع وشرح ما هو ضيق علينا .
ابتسمت له أجمل ابتسامه .. ورأى الراحة والإنشراح يلمع في مُقلتيها .. ربت على وجنتها وقال بخشونه
: يلا جهزي نفسك عشان بنروح لجَمعه عمي منصور , وتغيرين جو مع البنات .
أومأت برأسها وهي تركض لتبديل ملابسها والتجهز للتجمع العائلي الأسبوعي .
واما هو فأخيراً دخل لغرفته بسلام .. ودق قلبه ورق لرؤيته حبيبته الجميلة تحمل أخاها بين ذراعيها وتهزه بخفه لينام باطمئنان بين ذراعيها .. كيف لا ينام براحه وهو بنفسه جرب النوم مرات عديده ومِراراً على ذراعيها اللتين كالمرمر حتى أدمن النوم بهذه الطريقة .
وضعت الطفل الصغير ذو الثلاث أيام على السرير الذي جهزته لطفلهما المُنتظر .. فمن سعادتها بالحمل جهزت أغراض الطفل مُبكراً للغاية .
والتفتت بقلق لطلال وبدأت تتكلم بسرعه
: خالتي معصبه للحين صح ؟؟! ما تبغاك تربي ولد مو ولدك صح ؟؟! ما الومها أي ام مكانها كان سوت نفس الشي , بس ما اقدر .. ما اقدر اخلي اخوي يتبذهل في هاذي الحياه وانا موجوده , مو ذنبه ان ابوي رماه زي ما رماني .
تساقطت دموعها واهتز جسدها تحاول كتم بكائها وشهقاتها
اقترب منها ساحباً إيها بقوه دافناً رأسها إلى صدره الدافئ وقال بصوت به من حنان العالم
: لا تخافي يا بعد هالروح أخوك رح يتربى هنا بهذا البيت , ما رح يتمرمط وبنساعده وبنسوي له كل شي رح نسويه لولدنا او بنتنا .
نظرت له وعينيها مغشيتان بالدموع
: صدق يعني وافقت نربيه !!
هز منكبيه
: ما وافقت طبعاً بهالسرعة بس هي بتتزوج ورح تلتهي بزوجها وتروح لبيته , واعتقد انها ما رح تهتم , يكفي إنها تعرف اصراري اني ما رح اترك هالسيف يتربى بعيد عن اهله .
احاطت خصره بذراعيها و وجهها يشع بالفرح الكبير
: أنت أحلى وأحن وألطف أب وأخ وزوج بالعالم كله .
رفعت نفسها أكثر لتصل إلى وجهه وقبلت شفتيه بعنف وبادلها القُبلة بعنف أكبر .. ثم ابتعدت عنه تلتقط أنفاسها وهمست بشغف بين كل قُبله وقُبله
: احبك , احبك , احبك .
اثارت جنونه وعرف ان النوم بهذه اللحظة بعيد المنال عن عينيه .
حملها بين ذراعيه يُقبل كل مكان تصل اليه شفتيه ووضعها على السرير ببطء شديد ..
يغرقا بعاطفتهما التي توقفت لأشهر بسبب الحمل

***
تأففت بقرف وهي ترتب السرير العريض وتمسح الأرضية و أثاث الغرفة البسيطة .. رفعت جسدها تتأمل النافذة بتعب وارهاق والدموع تغشي عينيها
يا الله اين كانت ؟؟؟!! وكيف أصبحت !! ..
بسبب الجشع والطمع وصلت لهذه الحالة المُزرية .. ماذا كان سيحدث لو انها لم تتدعي انها بديله ليليان ؟؟؟!
ما كانت ليليان لتتركهم يتمرمطون هنا وهناك بل على العكس هي طيبه وكانت ستملأ الأرض من تحتهم ورد وياسمين ..
ولكن والدتها هي من أصر وملأ عقلها بكل شر لينتهي مصيرها هنا في منزل جدها والد أمها حيث انه توفي وترك البيت لابنته الأخرى المُطلقة وأولادها الصغار القذرين المُزعجين ..
نعم !! هي رسمياً تعيش عند خالتها المعتوهة الآن ..
لأن والدتها بالسجن ووالدها وأخيها الصغير هما من نجيا بروحهما عند ليليان لتهتم بهما .
شهقت بقوه وصرخت وهي ترى ابن خالتها ذو العشرة سنوات بنظراته الخبيثة المليئة بالشر ..
يسكب العصير مُترصداً .. مُتعمداً على سُجاد الغرفة الذي كنسته للتو ونظفته وصرخت بقوه
: يا حيوااااااااااااااااااااان وش سويت يا الغبي توني منظفه الغرفة , حسبي الله عليك .
ركضت خلفه واستطاعت التقاطه بسهوله وبدأت بضربه وإفراغ كل غيظها وغضبها عليه .
دخلت خالتها فجأه من الخارج واتسعت عينيها وهي ترى ريتا تتشبث بابنها الصغير وتضربه بعنف .. سقطت اكياس الماركت من كفيها أغلقت الباب بهدوء .. واندفعت اليها تسحبها بقوه من شعرها تضربها بعنف وتقول
: يا الكلبه يا بنت الشوارع يا بنت *** امك رمتك علي وبلتني فيك , تضربين ولدي يا *** وحاطه عقلك بعقل هالبزر , اقسم بالله انك لو ما تعدلتي أني لأرميك بالشارع يا الواطيه .
ابتعدت ريتا بقوه ودفعت ذراعيّ خالتها عنها بعنف ..
وقالت بألم ودموعها تتساقط على عينيها .. وهي تعلم أن خالتها لن تتخلى عنها فهي الخادمة التي بدون ثمن
: يوووووه خلاص والله خلاص طفشتيني أنت وعيالك , ارميني , ارميني بالشارع وفكيني منك ومن وجهك والله الشارع اهون من هالبيت وقرفه .
اتسعت عينا خالتها برعب وسحبتها من شعرها ورمتها في المخزن المليء بالحشرات المُقرفة .. وكالعادة منعتها من الطعام والشراب وقالت بشر
: ايه طبعاً تبغين تهيتين بهالشوارع بدون حسيب ولا رقيب والناس تصير تتكلم علي بس عشم ابليس بالجنة يا الوسخة تستاهلين على كل السويتيه انت وامك ال *** .
هكذا كانت تقضي مُعظم أيامها بهذه الشهرين ..
بعد ان عاشت ثلاثه اشهر مُعززه مُكرمه في قصر عائله الذيب كإبنتهم
وكأميره في عالم القصص الخيالية ولم تحترم تلك النعمة وفرطت بها وفرطت بعائلتها وأختها الحنونة التي تتمنى من كل قلبها ان تسامحها ..
لا تُريد منها شيء غير ان تسامحها وحسب رما بسماحها ينتهي عذابها هُنا .
***
كانت تغط بالنوم العميق على ذلك الفراش القذر .. والذي نام عليه الكثير قبلها دون أن يغسلوه بعد أي استعمال .. باغتها حُلمٌ مفاجئ يؤلمها هذا الحلم كل يوم وهو يغزوا منامها بقسوة .. دون أي رحمه .. يثبت لها كم هي متحجره القلب قاسيه و باردة الدم .. يؤلمها كما لم يؤلمها شيء من قبل .
*
حاجبيها معقودين بحزن كبير وصوتها يصلها ناعم رقيق كرقتها دوماً
: ليه يا يمه ؟؟! لييييه سويت فيني كذه , انا وش سويتلك وكنت لك البنت التتمناها أي ام , وقلتلك يا يمه !!!
ناريمان : ليليان بنتي , ايه انت بنتي .. انا الربيتك طول هالسنين سامحيني يا يمه على السويته لك , بس كنت احبك والله ,
انا السهرت عليك وانت مريضه , انا الأكلتك وشربتك بالوقت الكنت فيه طفله ما تقدري تاكلي وتشربي ,
الطمع والخوف هو الخلاني اسوي الأسويه , كنت خايفه خايفه ترمينا وتنسينا ونسيت انك أطيب قلب قلبك أبيض مثل ابوك .
ازدردت ليليان ريقها تقول بغصة
: مو عذر !! مو عذر السويته فيني وفي بابا مو عذر ما أقدر اسامحك , ما اقدر .
همست بألم
: ليليان
كانت تراها تبتعد عنها كسراب كل ما اقتربت منها .. إلى ان وصلت فجأه إلى قمه جُرف
والسماء برقت و جلجل السحاب بالرعد والبحر هائج كالثور
كان الجو مُخيف كما لم يكن ..
لمحت قصراً كبيراً يقع على هذا الجُرف .
ووجدت نفسها بداخله فجأة ..
محاليل قلوية مُختلطة و مُتفرقة بعضُ الناس يهرعون هُنا وهُناك صوتُ آلام المُخاض لامرأة على وشك الولادة
اتسعت عينيها بصدمه وهي ترى بعض النساء يحملن طفله صغيره يلفونها بملاءة بيضاء كنقاء وصفاء بشره الطفلة
همست بألم
: ليلو هاذي ليلو جابوها لي بنفس هاذي الليلة وكانت ملفوفه كذه
ـ تساقطت دموعها ـ
سحبوها من حضن امها واعطوني ياها وانا ظلمتها ما استاهل اكون امها , هي اطهر وانظف من اني ادنسها .
ثم انتقلت فجأة لنفس الليلة إلى منزلها .. عندما دخل زوجها بالطفلة الملفوفة
ناريمان بصدمه : وش ذا حسبي الله خطفت بنت صغيره وجايبها ليه ؟؟! وش الصار ولا لقيتها عند المسجد .
محمد بغضب
: اسكتي يا مره , خلني اقولك وش السالفة .
شرح لها كل ما حدث , وكانت عيناها تتسعان بطمع ووحشية مُقرفه مع كل حرف ينطق به زوجها .. وعرفت ان هذه الطفلة هي مصدر كنزٍ ثمين .
*
تحشرجت انفاسها وهي تفز من السرير والعرق يتصبب على وجهها تنظر حولها ببهوت وعلمت انها غرقت بنفس الكابوس الذي يُريها كم هي قذره بوجهها المُتوحش .
مسحت وجهها بكفها وأُجفلت من إحدى المسجونات معها بالسجن عندما قالت بقرف
: هي انت يا الغبية يلا قومي اليوم دورك تنظفين الحمامات ولا بنجلس بالقرف مثلك , ولا ما في لك اكل اليوم .
كتمت مقتها وازدراءها تتلقى عقابها بصمت .. فما فعلته بابنتها التي ربتها وزوجها المسكين أسوء بكثير مما تلقته هنا على يد هؤلاء السجينات المجنونات .
***
انها سعيدة جداً هذا اليوم سعيدة اكثر مما ينبغي .. لم تكن تعرف انها ستصبح في يوم ما زوجه طبيعية .. تهتم بزوجها ويبادلها الاهتمام .
نظرت نحو زوجها الذي بدأت تتعلق به .. ترى به كل الرجولة التي لم ترها في طليقها .. كان يُلاعب ابنه ويُدغدغه وينفجر الأخر بالضحك
وتاره يتحدث لوالده الذي يجلس بقربه .. تُحب علاقته بوالده انها صلبه قويه وتتمنى ان لا يتفرقا ولا يتخاصما لأي سبب كان .
نهضت تصنع بعض القهوة ثم بدأت تدور على كل من يجلس في غرفه الجلوس..
بالرغم من انها جاءت ضيفه في هذا المنزل .. إلا انها اعتبرته منزلها فحماتها لا تستطيع النهوض والعمل و زوجه ابنها الآخر كسوله جداً .
وصلت بالصينية إلى عز و ابتسم لها اجمل ابتسامه رجولية وغمز بعينه اليُسرى وهو يلتقط فنجانه .. ويقول بخفوت وقله حياء
: موعدنا بالبيت , وش يصبرني لين نرجع .
عضت على شفتيها وهي تعرف قصده جيداً البعيد عن الحياء .. لم تكن ترتدي الحجاب فلم يكن هناك أحد غريب , وارتدت تنوره ضيقه سوداء على ساقيها تتعدا رُكبتيها بقليل إذ اتضح اكتناز أردافها لعِز فقط مع افكاره المنحرفة .. وقميص رقيق يلف جذعها برقه .. وفي الأسفل كعبين يضُمان قدميها الصغيرتين وخلخال بسيط يلف كعبها اليمين .
مر المساء جميلاً .. ولاحظت نايا أن حماتها بدأ تتعطى معها كثيراً وتتحدث حتى انها اصبحت تؤمنها على بعض اغراضها عندما تذهب لمكه لأداء العُمرة في كل اسبوع .. وقد ذهبت مره معهم لأداء العُمرة في مكة المُكرمة
انهم يستغلون بقائهم بقرب مكة فما اصعب من يشتاق لرؤية الكعبة ولا يستطيع المجيء بأي وقت .
,
في طريق عودتهم للمنزل كان يُشاكسها كثيراً ويقرص جانب فخذها .. وقالت بألم
: عزوز تعورني خلاص بعدين عماد نايم تعب اليوم ولعب لين داخ الحين بقوم .
قال بخبث
: لا تخافين انا اعرف كيف اتصرف واصرفه لو قام , ماحد قالك تكشخي كل ذا الكشخة وتتمخطري قدامي .
احمرت وجنتيها ولم تعرف ماذا تقول دائماً يسكتها بغزله ولا تعرف كيف ترد .
جلست على الكُرسي المنفرد امام طاولة الزينة .. تخلع الحلق الطويل الذي ترتديه وقت الخروج عند الناس .. حررت شعرها من عِقاله .. وشعرت بنفسها فجأة تطير بالهواء .
اتسعت عيناها وهي ترى عز يحملها بسهوله بين ذراعيه .. يتغزل بها و يُقبلها .. ويقول
: جا ء وقت الوعد , ابي منك طفل تجيبيه لي .
ابتسمت وهزت رأسها موافقه .. هدرت انفاسها بانفعال ولم تستطع ان تلتقطها عندما كتم شفتيها
لا تعرف فجأة لما اوجعها قلبها عليه هو بالذات ..
لماذا كانت ساره تكرهه وتخونه ؟؟؟!
لقد عاشت معه عده اشهر .. ولم يقصر معها كان رجلاً بمعنى الكلمة .. رائعاً جداً ..
حتى انها قد احبته !!! نعم كانت تنكر ذلك حتى لا تشعر انها تخون اختها المتوفاه .. ولكن اختها كانت قاسية ولم تستحق ان تكتم مشاعرها لأجلها وهي التي لم تحبه يوماً .
تتذكر ذلك اليوم جيداً عندما سافر عز لعمل مهم بالخارج لم تنتظر وخرجت فوراً مع أحد الشباب وكأنها مُعتادة على ذلك
فجأة صُدمت تلك السيارة وخرجت منها اختها مع ذلك الشاب واشكالهم مؤلمه للنظر لم يعرف أحد بذلك غيرها هي وجواد .. وتكتما عن الموضوع ورجا جواد الطبيب ان لا يذكر شيئاً ويبقى مستوراً
حتى انه من جنونه ذهب للمشفى يسأل عنها .. كان سيُصاب بصدمه لو عرف الحقيقة .
هو يعوضها عن ما فعله به طليقها ..
وهي ستعوضه عن ما فعلته اختها به بغفله عنه ..
همست بأذنه بصوت خافت وشجن وأنفاسها التي كالدخون تلفح عنقه وتثير جنونه أكثر
: أحبك .
عض على شفتيه ليُلقيها على السرير بقوه .. ويقول بخشونة وانفاسه تحرق وجهها
: وانا حبيتك , حتى اني اكتشفت اني ما حبيت سارة هالحب , ما اعرف وش كانت مشاعري لساره بس الأكيد انها مو حب هذا المتأكد منه .
ابتسمت براحه على الأقل هو لم يكن غافلاً جداً .. وكان يشعر .. ربما هو احب وجهها وشكلها الجميل وكانت نزوه .. فبعض الناس لا ينظرون لجوهر الإنسان .
***
أشرقت شمس صباحٍ جديد ..
ملئ بالأمل والتفاؤل والحياة ..
وتفتحت أزهار الربيع وفاح شذاها الأجواء ..
و كان هذا اليوم البحر راكداً كما لم يكن ..
أمواجه ساكنه تتلقى أشعة شمس الصباح برحابه ..
في قصر عائله الذيب حيث ..
من طقوس العائلة الإجتماع أسبوعياً لجميع أفرادها إلا ان كان عذر التخلفّ عن الاجتماع قوياً
كان هذا الاسبوع مُختلفاً عن الأسابيع الماضية العادية التي اجتمعت بها العائلة ..
ملئ بالتوتر ، القلق والغضب الجمّ
كان سبب هذا التوتر خروج عاصم من المشفى وأخيراً
بعد بقائه عده أشهر في غيبوبه .. ولكن هذه المره
عاد ليس على قدميه كما خرج من القصر .
كانا يجلسان زوجان سعيدان لوحدهما بغرفه الجلوس بانتظار قدوم باقي أفراد العائلة .
همس ذياب لليليان مُقرباً إياها إليه
: حبيبتي قلتلك مو مجبوره تجي وتشوفيه ، لو مو حابه وحاسه إنك مو بخير خلينا نطلع الحين وما حد رح يلومنا .
ابتسمت بتوتر وعينيها لا تحيدان بعيداً عن مدخل الباب
: أيوه خايفه ومو بخير ومتوتره ، بس ما أبغى اروح واهرب في كل مره اشوفه ، ابغى أتعود على شوفته عشان بابا وخالتي رشا , بس لا يقرب مني .
عض على شفتيه
: رح أقص رجوله لو حاول بس يقرب منك .
قالت بحزن
: أصلاً هو الحين ما يقدر يمشي المسكين !! رح يكون مشلول دايماً صح ؟؟؟!
قالت ذلك وكأنها تسأل عنه ..
لوى ذياب شفتيه
: لا يقولوا رجله اليمين متضرره اكثر ، واحتمال ما يقدر يمشي مثل اول يا بعكاز او رح يعرج على خفيف بدون عكاز ، رح يبدأ علاج فيزيائي قريب .
أسبلت أهدابها
: الله يشفيه يا رب ويتوب ويصير أحسن من اول .
قال ذياب بخفوت
: امين ـ ثم همس دون ان تسمعه ليليان ـ مع انه ذيل الكلب اعوج ما يتعدل .
سمعها تقول له بخجل
: ايه صح بيجي ولد عمك طلال اليوم .
: هممم طلول لا موب جاي ما يجي دايماً يستحي من خالي ، ولا هو خالي يناديه أحياناً كل جُمعه مع جَمعه العائلة يعني نعتبره من العائلة .
: وليه ما يجي دام بابا يناديه .
: قلتلك يستحي يقط وجهه كل جمعه ، خاصه انه عمي منصور اجتماع العائلة حقتهم كل جُمعه كمان ، هم هناك أولى خالته و عيال خالته , يعني حتى هم عائله زوجته .
مطت شفتيها بضيق .. ثم قال ذياب بخبث
: امداك تشتاقين لقطعه اللحم النية !!
اتسعت عينيها وقالت بعتاب رقيق
: حرام عليك وش هالتشبيه هذا البيبي ينقط عسل مررره حبيته .
قال ذياب بتقزز
: وع وش عسل وإلا أنا الصادق الأطفال أول ما ينولدون يشبهون جرو الكلب حتى بس قلت قطعه اللحم اهون , ماعدا ولدي طبعاً بكون ذيييب .
عبست بوجهها باستهتار
: يوووه شوف كيف العنصرية الحين يدافع عن ولده .
ابتسم ذياب وقال بخبث أكبر ويُقربّ وجهه من وجهها ينوي تقبيلها
: طيب متى ناويه تشدي حيلك عشان تجيبين لي ولدي الذيب .
دفعته عنها بنعومه تقول بخجل
: اصبر بس نوصل البيت يا قليل الأدب الحين بنط علينا احد ويقول وش ذا المنحرفين .
ضحك بخفه ورفع رأسه للأعلى كوالده ماهر تماماً عندما يضحك ولا حظت انهما يتشابهان كثيراً في اغلب الامور والحركات ..
ثم كُتمت ضحكته فجأة واشتدت ملامح وجهه .. كما تشنج جسده .. وهو يرى خاله يدفع كُرسي عاصم
إلى غرفه الجلوس .. القى عبدالكريم السلام بوقار
وتمتم ليليان وذياب برد السلام بصوتٍ مكتوم .. وعينا ليليان لا تحيدان عن عاصم وجسدها يرتعش كما ارتعش بذلك اليوم
,
دخلت افراد العائلة خلف عبدالكريم وعاصم
وعاصم منذ دخوله كان جامد الملامح بقسوة .. لم ينطق بأي حرف يجلس بهدوء على كرسيه بأحد الزوايا بصمت .. غير مرتاح البال الجميع حوله يتحدث ويقهقه بغباء كما يُفكر رغم توتر بعض الأطراف .
عينيه رغماً عنه تميل لأخته .. وكم شطرت هذه الحقيقة قلبه لنصفين بأنه كان سيُدمر اخته ويُنهيها بغمضه عين ..
حاول ارسال اعتذارته من كل قلبه عندما تقع عينه على عينها فلا وجه له ليُكلمها ..
ولكنه يدرك انها لم تفهمه كما ينبغي .. إذ انها كانت متوتره جداً بوجوده وخائفه تحاول تخطي خوفها منه
يُدرك أن الجو كان متوتراً للغاية من وجوده حتى لو حاولوا اثبات غير ذلك ..
ذياب ينظر له بحقدٍ دفين وتحفز و أخته الصغيرة خائفة
كانت عمته يارا ترمقه بحذر وهي تجلس بجانب زوجها الذي يتحدث براحه مع والده الذي تحيد عينيه عن ماهر ليرى ماذا يفعل .. إن كان سيجلب الفضيحة او لا
ثم أجفلته غزلان تجلس بالأريكة المُنفردة بقربه وقالت بمرح
: عصوووومي الحمدلله على سلامتك والله خوفتني عليك وبكيت بكا عمري ما بكيته بسببك .. أشوفك الحين زي الجني ما فيك إلا العافية .
قالت الجدة بابتسامه وهي تعشق حفيدها الذكر من ابنها الذكر
: ما تشوف الشر يا بعد قلبي أن شاء الله انك بتصير أحسن من قبل .
قالت بيلسان بخجل
: الحمد لله على السلامة ما تشوف شر .
اقتربت والدته بهدوء منه رغم انها عاتبه عليه جداً .. ولكن قلبها لا يهون ان يتعذب ابنها الذكر الوحيد .
مدت رشا الشوكة بعد ان وضعت قطعه من الكعكة لتطعم بها ابنها وذراعه اليمنى ما تزال مُجبره من الكسر العميق بها
: كُل يمه ما اكلت شي من طلعت من المستشفى شوي ويجهز الغدا .
ضغط عاصم على كفه حتى ابيضت مفاصله وعرقه تصبب على وجهه ..
لم يعد يحتمل نظرات الشفقة و الحذر منهم وكأنه سينهض ويأذيهم واحداً تلو الآخر
ثم دفع كف والدته عنه وطار طبق الحلوى وتهشم على الأرض المصقولة وهو يصرخ ويضع كفه اليُسرى على رأسه يشد شعره
: خلاص , يكفيييي , يكفييي لا تتصرفوا معي وكأنه ما في شي صار قبل الحادث
ـ نظر لذياب وليليان وقال بألم ـ
انا كسيح ما اتحرك ويدي اليمين مكسوره يعني ما اقدر اسوي شي يأذيكم
ـ نظر لأخته وقال بقسوه ـ
انت بطلي كذب انك زعلانه على الصار لي لو صدق كنت زعلانه ما كان فرحتِ بالزواج ورحتي وانت مو سايعتك الفرحة
ـ ثم نظر لجدته ـ
وانت وقفي تقولي برجع زي اول , لاني ما رح ارجع زي اول
ـ نظر لوالدته وقال بهدوء ـ
وانت لا عاد تشفقي علي .
اتسعت عينا ذياب بوحشية مُحذراً إياه من أن ينطق بحرفٍ واحد .. وارتجفت ليليان بخوف وتشبثت بذراع ذياب .
قفز ذياب على قدميه وقال بصوتٍ مُجلجل كالرعد
: عاااااصّم اقضب لسانك أحسن لك لا تخليني افرغ عصبيتي عليك .
قال ماهر بصوتٍ صارم
: ذيابّ اكسر الشر واجلس , وش فيك على ولد خالك .
امسكت ليليان بكف ذياب تسحبه .. ترجوه كي يجلس بهدوء
جلس وملامحه مُتصلبة من الغضب ..
ابتسم عاصم بسخرية مُتجاهلاً الجميع ..
منهم يعرف ماذا يقول تماماً .. والبعض مُتعجبون من انفجاره ولكنهم أرجعوا الأمر لنفسيته المُتعبة وحرجه .
ووضع كفه اليسرى على عجله الكُرسي يُحاول تحريكه ليغادر غرفه الجلوس .. فلم يستطع ونظر لوالدته بألم كي تنجده .
دفعت الكُرسي بإتجاه المصعد بداخل القصر لتأخذه لجناحه
وقال عبدالكريم بوجه مكتوم واقتضاب
: حياكم على الغدا .
تناول الجميع غدائهم بهدوء بينما رشا بقيت عند ابنها
وحل الصمت على طاوله الطعام و لا يُصدر الا اصوات ارتطام الملاعق والشوك بالأطباق الزُجاجية
وآخر المساء غادر ماهر ويارا وابنتهم وكذلك فعل ذياب وليليان
,
كان ذياب ما يزال مُتصلب الملامح .. حتى عندما عادا لمنزلهما .. لم ينطق بحرف منذ غادر عاصم غرفه الجلوس .. وكذلك لم يُطل البقاء هناك .
بدل ملابسه بسرعه وتسطح على الفراش واضعاً كفيه اسفل رأسه مُتأملاً السقف .. وكم بات السقف الآن مُغري للتأمل .
عليه أن يضبط اعصابه أكثر من ذلك عند رؤيته لعاصم وإلا ما يخاف منه سيحدث ومن لا يعرف ماذا حدث تلك الليلة لعرف كُل شيء .. اعصابه المتأججة كيف يكتمها وهو عندما يرى عاصم يرى تهجمه القذر .
عقد حاجبيه و ليليان تركض أمامه لدوره المياه .. اجتاحه القلق وفز على قدميه .
طرق باب دوره المياه وقال بوجوم
: ليلو , حبيبتي وش فيك .
فتحت الباب بهدوء وكفها على مقبضه من الداخل والكف الأخرى تمسك بها بطنها .. وقالت بخفوت
: ولا شي بس تعبت شوي يمكن ثقلت بالأكل .
زمّ شفتيه
: وين ثقلتي وانت ما اكلتي غير سلطه وشربتي عصير .
تغضن جبينها وقالت
: وانت كمان ما اكلت كويس شفتك .
ابتسم لها ووضع كفه على وجنتها يتحسس نعومتها
: متأكدة ما فيك شي عشان أخذك المستشفى الحين .
هزت رأسها نافيه .. وقالت بدلال
: لا ما فيني شي متضايقه شوي لأنه بابا محمد تعبان كثير بس إذا انت مو تعبان و ما كنت رح تنام , ابغى اسولف معك شوي .
: تعالي ما رح انام الحين .
تقدمت منه واحاط كتفها بذراعه وجلسا على الأريكة بغرفه الجلوس .
قربها إليه اكثر واستنشق عبير شعرها ولثم خُصلات شعرها الحريرية وقال
: انزلي تحت تطمني عليهم وتعاليلي انتظرك .
دفنت رأسها بتجويف عنقه وهمست
: طليت عليهم واحنا داخلين , نايمين .
نظر لها وقال بخبث مُحبب
: طيب يلا تعالي احنا ننام كمان .
احمرت وجنتيها بحياء وكم تثير جنونه وجنتيها المُنتفختين .. قضمها وآلمها كما في كل مره يفعلها .
حملها بين ذراعيه .. يتجرع رحيق شفتيها رويداً رويداً
يُخلل انامله بشعرها ويغرق بين تموجاته الطبيعية .
***

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 02:45 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

كانت النوافذ مفتوحة .. والهواء العليل تسلل بخجل
للغرفه الورديه
المُحتويه على سريرين مُفردين
والواضح انها غرفه بناتيه ..
من الدُمى المنتشرة في كل مكان
واللون الوردي الذي يسدي على أثاثها ومفارشها
كانت تُذاكر لآخر امتحان لها في الغد
بكل حماس على سريرها ..
تعبث بخصلات شعرها .. وهي مستعده وجاهزه
لاستقبال خطيبها الذي سيزورها
اليوم لأخر مره قبل الزفاف ..
هكذا أراد والدها ..
وفاليكن حتى يشتاق إليها ولا يمل منها
انتظروا ان يُقام الزفاف بعد ثلاث أشهر وسيكون زفاف
كبير مشترك بينها وبين اختها ..
حتى تخرج والدتهم من عده الطلاق .. وتحضر زفافهم .
وكم كانت تستمتع كثيراً
بالحديث معه طوال هذه الفترة ..
بشخصيته الثقيلة الرزينة ..
حركاته .. جسده القويّ وهو يتململ على الأريكة
ليُعدل وضعيه جلوسه ..
الهدايا التي يجلبها لها
في كل مره يزورها لم يبخل عليها بشيء إطلاقاً
رغم ان وضعه المادي بسيط جداً ليس كوضع والدها ..
كان كأنه يعوضها عن حياتها السابقة البائسة
عندما بدلوها وهي طفله بطفله أخرى.
قفزت القطة الخاصة بأختها فجأه على السرير
قاطعه كل افكارها بخطيبها ..
وقد أفزعتها كثيراً .. تخاف من القطط بشكلٍ مُفجع
والحيوانات عامه وصرخت بصوتٍ عالٍ وهي تعود لزاوية السرير و لم يعد بإمكانها الرجوع اكثر من ذلك
: ارجوااااااااااااااااااااااااااااااان .
،
ابتسمت بخجل ..
وهي تلف خصله من شعرها
على إصبعها من كلمه غزل القاها شاهين
بدون اي حياء
فهو الآن يأخذ كامل راحته
بما ان ميري ليست هُنَا لتُضيق عليه خنّاقه .
أُجفلت من صوتٍ مُدوي يُنادي باسمها
قال شاهين
: بِسْم الله مين هاذي التصارخ كذه كأن لا بسها جني .
قالت بقلق وهي تنهض
: يا الله !!! اكيد نتاشا دخلت على نوران وهي تدرس تخاف من القطوات المسكينة .
فغر شاهين شفتيه وقال بإستغراب
: القطوة اسمها نتاشا .
: ايه .
: مو كان اسمها ميمي لو ما خانتني الذاكرة .
اعطته ظهرها وقالت بعجله وهي تخرج
: إلا يمكن حطيت لها اسماء كثير
وميمي شفته اسم سخيف ودلوعي وغيرته
بس رح اثبت على نتاشا .
ارتفع حاجبيه مذهولاً يهز رأسه بخفه بانتظار عودتها
فهذا اليوم اخر يوم سيراها .. بحكم من عمه منصور
وسيراها بعد شهر في يوم زفافهم .
وصله اتصال وتجهّمت ملامحه بقسوه .. ولكنه لم يتجاهل
الاتصال وأجاب بصوت قوي .. جهوري
: هلا ..
ـ ارتفع حاجبه الأيسر مُتعجباً ولانت ملامحه المُتصلبة قليلاً ـ
في اي مستشفى
ـ أومأ برأسه و الشفقة على هذا الرجل حلت مكان الامتعاض من تركه لابنته لسنوات ـ
الله يشافيك ويعافيك ، بس ما رح اسوي القلت عليه لازم اقولها الحين يمكن هي ودها تسامحك وتشوفك من حقها اقولها الحين .
أغلق الهاتف وسحب نفساً قوياً وزفره دفعه واحده
وعبث بمفتاح سيارته يُفكر بعمق كيف يخبر اخته
الصغيره بمرض والدها ..
لا يستطيع ان يفجعها عن طريق الهاتف وهو يعرف كم هي رقيقه وقد تتأثر ويتأذى حملها.
والدها الذي لم يرد منها إلا ان تسامحه ولم يستطع أخبارها بمرضه عندما أعطاها ابنه امانه عندها .
نهض بشموخ يتجه نحو الباب ورفع صوته قليلاً
: ميري تعالي هنا يا مشكله المشاكل تعالي .
جاءت ميري تتهادى بطولها القصير وتقول بغرور
: نئم بابا ايس يبغى .
لوى شفتيه بغيظ وقال بصوتٍ خافت
: مالت على ذَا الوجه الودر .
وقبل ان يكمل كلامه التقطت رادارات أُذنيها جملته وقالت
: آيس فيه وجه انا وجه انا هلو وجه انت سيين ما يعرف كيف هدا زيزي حب وجه انت .
تنهد بصبر لأن العاملة ل تعمل عنده بكل بساطه ولم يكن معتاداً على العراك مع الضُعفاء والغير أكفاء له .. وقال بغضب
: طيب انقلعي الحين نادي جيجي بسرعه بطلع من هنا وافتك من وجهك التقول وجه خرتيت .
اشارت بكفها وهي تتجه للدرج ..
و تهمهم بكلمات لم يفهم منها شيئاً ولم يهمه
: تيب ، تيب انا الحين سوف ، انت يبغى زيزي
، وباسل يبغى نوري ، هدا بنات واجد خربان والله انا زعلان على بابا منسور حتى ولد هو زيد ما في كويس وقليل ادب .
،
أمسكت ارجوان بقطتها تمسح على ظهرها .. وتقول بدلع
: نوري وش فيك قامطه العافية , ما تأذي حرام عليك ،
يمه كيف صار شكلك يخرع ، قومي قومي عدلي وجهك من البكا والمكياج ساح وحالتك حاله
بيجي زوجك يشوفك كذه ويهج المسكين وينقذ روحه .

نظرت نوران لوجهها بالمرآءة وهالها الكحل السائل
بخطين مُتوازيين على وجنتيها من البُكاء
وعينيها المُحمرتان من الخوف .
اقتحمت عليهما الغرفة العاملة دون ان تطرق الباب
فهم معتادين على مُداهمتها دوماً .
قالت ميري بتلكع
: زيزي روح عند ساهين تحت كلام هو في يطّلع
يبغى يشوف انت ، بس انتبه لا تسوي غلط زي زيد ولا انا كلام ماما في غرفه .
ارتفع حاجبا ارجوان بتعجب .. آآه لو يسمع زايد سيُجن جنونه .
والتفتت لنوران وقالت بقلق
: ما امداه يجي والحين بروح ، يا الله رح اشتاقله موت
تعودت عليه كثير , اووووف ليه رح يروح .
ابتسمت نوران وهي تغمز لها حتى تنتبه لما تقول
ولكن ميري فهمت الكلام لتقول بمرح
: انت واجد قليل أدب انا اهياناً شوف إنتوا آيس سوي
لازم انت في تقيييل ما ينفع خفيييف كده علطول .
ضحكت ارجوان بخفه وهي تربت على كتف ميري
متوجه للباب والقطة بين يديها
: شوفي ميري عندك نوري عطيها التبغين من النصايح
ولا تخافين رح تسمع وتصير زي الألف الخبلة .
وغمزت لنوران تقول بمرح
: هااا اليوم اخر يوم يا حماره لا تفوتي الفرصه لو طلب
اليوم مررررررره حلو الشعور .
عبست نوران .. وقالت
: صادقه ميري قليله ادددددب خربك ذَا الشاهين وانت للحين ما رحتي لبيته اجل لو رحتي بيته وش بتسوين .
قالت بصوتٍ عال وهي بالسيب وضحكاتها ملئت الممر
: بتصير علوووووووم ، ههههههههههههههه .
وصلت حيث كان شاهين بانتظارها .. وقالت بلهفه
عاقده حاجبيها بحزن
: وين رايح مامداك تجي واليوم اخر يوم ما رح اشوفك الا بعد شهر .
ابتسم وهو يُعانق وجنتها بكفه
: بكون بينا تلفون ان شاء الله كل يوم بنام على صوتك تمام , لازم امشي الحين جاني اتصال ضروري يتعلق بليال ابوها تعبان واحتمال انه ما يعيش ، لازم أكون جمبها يوم اقولها اخاف يصير فيها شي بكلم طلال اول واشوف ايش يصير وايش يقول .
وضعت كفها على فمها
: يا الله ، ان شاء الله انه يتعافى ، عشان كذه خلا البيبي عندهم .
أومأ شاهين برأسه .. ثم قال بحب
: يلا تعالي ودعيني عند الباب باتل بالمجلس
لا يشوفك الحين .
وصلا للبوابه ولم يقاوم الا يُعانق جسدها الضعيف
مقارنه بجسده الرياضي المفتول .. ولم يقاوم ايضاً الا
يضع بصمه شفتيه على شفتيها كما اعتاد عند رؤيتها .
***

نزلت بخجل نحو غرفه الجلوس الأرضية .. الخاصة بالضيوف حيث ينتظرها خطيبها .. وقد عدلت وجهها بعد الصراخ والبكاء من تلك القطة
المتوحشة .
تكاد تذووووب من خجلها في كل مره تقابله بها .. هي ليست بجرأه ارجوان أبداً .
نهض على الجلسة العربية فور دخولها الغرفة ..
والتقط كفها عنوه كي يُسلم عليها ويُقبل وجنتيها ..
ويكاد يفقد عقله لتذوق شفتيها ..
وكانت تتمنع بخجل عندما يُلمح لها طوال الأشهر الماضية .
قال بخشونه وهو يسحبها ويُجلسها بجانبه
: وش اخبارك ؟؟! .
رفعت رأسها إليه
: بخير الحمدلله ، وانت ؟؟! .
نظر لها بارتياب
: بخير ، بس انت ليه باكيه ؟؟ !
في احد ضايقك ؟؟! .
أسبلت أهدابها تقول بحرج
: لا بس كنت ادرس ونطت علي نتاشا
وخفت منها .
وارتجفت وشعر برجفتها .
فغر شفتيه مصدوماً
: مين ذي نتاشا ونطت عليك خير وش تحس فيه
تنط عليك و تفجعك .
ضحكت بخفه
: قطوه ارجوان مره اخاف من القطوات .
هز رأسه بتَفهُم
: أهاااا .
هل يخبرها الآن أنه يُربي قطه أيضاً .. وقبل شهر انجبت عده قطط صغيرة شيرازية يشبهون والدتهم وكل يوم يكبرون بشكلٍ مُخيف .. ام ينتظر ان يخبرها فيما بعد .
لفت نظره لعبه ورقيه اسمها الأونو وقال
: ليه جايبه اللعبة معك .
نظرت لجانبها وقالت بفخر
: عشان اهزمك تتذكر يوم كلمتني وقلت انك شاطر فيها وما حد يغلبك فيها وأنا كمان شاطرة .
: ووووو طيب أخر يوم عادي نتسلى شوي ـ اردف بخبث ـ بس هااا نخليه تحدي اليفوز يطلب أي شي من الثاني .
رمشت ببراءة
: أي شي أي شي حتى لو جوال .
: ايه أي شي .
ثم سألته بفضول
: وش بتطلب مني .
هز منكبيه
: بطلب منك شي بخيله وما عطتيني ياه .
رفعت حاجبيها وهزت رأسها وبدآ باللعب ولعبا عده مرات وفي أخر مره القت نوران الورقة بضيق
: يووووه مو عدل , ما فزت ولا مره اكيد انك تغش .
اتسعت عينيه
: شايفتني بزر اغش , وش ذنبي انكما تعرفي تلعبي .
زمت شفتيها .. وقال
: يلا الحين تأخر الوقت ولازم اطلع لا يجي عمي منصور يكرشني , بس ما رح اطلع الا لما اخذ طلبي .
: ايش تبغى .
: بوسه , وش طلبت منك غيرها .
خجلت كثيراً وهي تتذكر جمله اختها قليله الحياء
" هااا اليوم اخر يوم يا حماره لا تفوتي الفرصه لو طلب
اليوم مررررررره حلو الشعور "
ازدردت ريقها .. وطرقت برأسها .. وقلبها ينبض بقوه ..
رفع رأسها بإصبعيه ومال برأسه يُقبلها وأخيراً بعد ظمأ شهرين .. دون ان ينتظر موافقتها .
ابتعد بهدوء وهو يودعها ويستودعها الله وخرج .
وضعت كفيها على وجنتيها من الحرارة التي اجتاحتها من قبلته العميقة الهادئة ..
يا الله !!!! ما أغباها كيف فوتت عليها هذه الفرصة الجميلة طوال شهرين ولم تقبل بطلبه .
صعدت بهدوء لغرفتها ورأت ارجوان تجلس وعينيها لا تفارقان الأيباد .. وعندما شعرت بنوران رفعت رأسها بإهمال وأعادته للشاشة .. ثم رفعته مره اخرى بقوه
فاغره الشفتين وقالت بذهول
: باسك .
: بسم الله الرحمن الرحيم كيف عرفتي .
: يا الخبلة شوفي روجك كيف احتاس والاحمر صار حول شفايفك
ـ نهضت من السرير تمسك المنديل ـ
بسرعه , بسرعه مسحيه قبل تجي امي وتشوف .
مسحته بقوه .. ومازال جسدها يرجف من حراره تلك اللحظة .
***
بعد شهر
..
تجلس على طاوله الزينة بغرفتها ..
وضوء الشمس كفيل بإناره الغرفة
تُسرح شعرها .. وابتسامتها تملأ شدقيها
التفتت ترا حبيبها مُلتف بغطاء السرير ..
وحاجبيه مُقطبين بإنزعاج من ضوء الشمس الذي دخل للغرفه
قال بخشونه مُختلط ببحه النوم
: سديم تعالي هنا يا مشاغبه كم مره اقولك لا تصحيني كذه .
اقتربت تتهادى بمشيتها بجانب السرير وقالت
: انت نومك ثقيل أناديك وأقولك يا يمان يا حبيبي يلا قوم وما تسمعني وش اسويلك , شوي بس وصوتي يلعلع .
ابتسم بخبث ومد ذراعه لخصرها وسحبها إليه ..
يقول بعبث
: انا اعرف انه الزوجات يصحوا أزواجهم ببوسه ولمسه مو صياح ولعلعه .
احمرت وجنتيها تقول بحياء
: استحي لِسَّه ما تعودت .
ارتفع حاجبيه
: اوباااا قريب نكمل سنه متزوجين وتقولين تستحين
اجل لو صرنا متزوجين سنتين وش بتقولي .
احّمرت وجنتيها اكثر .. يا الله !!!
كيف تشرح له أنها لم تعتد على الغزل واللمسات
إلا منذ ثلاثه أشهر عندما اقترب منها كزوج
وأصبحا متزوجين فعلاً لا على ورقه .
اجفلها عندما قال بابتسامه
: طيب ما علينا الحين بتتعودي علي مع الوقت , الحين قومي بدلي ملابسك والبسي عباتك باخذك لمكان .
ابتسمت بحب وقالت
: وين بتاخذني يعني أعرف بتوديني المشغل عشان زواج نوران وأرجوان .
نظر لها يهز أكتافه
: ايه صح الزواج اليوم تصدقي نسيت , بس مو مشكله قومي الحين بوديك مكان ثاني وبعدها أوديك المشغل .
عقد حاجبيها باستغراب للمكان الذي سيأخذها إليه .. هزت رأسها وبدلت ملابسها .
,
كانت تجلس بالسيارة .. وعينيها تتسع تدريجياً عندما أوقفها أمام مشغل للخياطة .. وقالت ببهوت
: ايش هذا المحل .
ابتسم بحب
: انزلي وتعرفي وش هذا المحل .
نزلت معه ودلفت إلى المحل المُغلق من الخارج .. ولكنه كان جاهزاً ومُعداً بكل الأدوات الازمة للخياطة .
لمحت دفترها على إحدى الطاولات وشهقت
: دفتررري ؟؟؟! وش جابه هنا ؟؟! .
نظرت له باستغراب ليشرح لها .. مرر لسانه على شفتيه .. وقال
: طيب الحين يا زوجتي العسل هذا المشغل بكون مشغلك , هنا تقدري تصممي التصاميم الودك فيها , وياويل أحد يذم تصاميمك او يقول انها خايسه , وطبعاً في خياطات يشتغلوا هنا بس ما خليتهم يجوا حبيت اوريك ياه بنفسي بدون عذول .
ثم توجه للأمام حيث يقع كيس اسود كبير وكأنه يحوي على فستان ما .. وفتحه وكما توقعت فستان ابيض اللون .. وعندما فرده امامها بوضوح .. ذُهلت وفغرت شفتيها وترقرت عينيها بالدموع
: هالفستان ؟؟! .
هز رأسه
: ايه هالفستان الأنت صممتيه وذمته خالتي
ـ نظر إليه ـ
بس أنا حبيته وبشوفه عليك , اليوم بتلبسيه لي , وبنسوي لنا حفله لحالنا بالبيت .
وضعت كفها على فمها .. وقلبها يرقص من السعادة .. لا تُصدق ما يحدث معها أبداً .
رأته يُعيد الفستان لمكانه .. وركضت هي تُعانقه بقوه .. وبادلها العناق حتى كاد أن يُدخلها لأعماقه ..
***
: منصوووووووووووووووووور .
هكذا سمع صوتها صارخه عندما دخل للمنزل ..
وكأن النعومه التي تتشبث بها دوماً
طارت وتبخرت بالهواء
فغر شفتيه ويسمعها تقول كلام يسمعه لاول مره منها
: منصور يا حيوان جيب جزمتك يا جزمه البسك .
التفتت بحده وهي تكلم ابنتها بتذمر
مزون يلا قومي الحمام *** على راسك .
حسناً !! هو لم يتحمل الصدمة وهمس بخفوت وصل لاُذنيها
: سيدرا .
اتسعت عيناها وهي تتخيل صوته واستدارت ببطء
وتتمنى انها تتخيل صوته فعلاً .
شهقت بعنف
: زايد .
ارتفع حاجبه وقال
: بِسْم الله عليك وش فيك حبيبتي ، جايك شي اول مره أسمعك تسبين .
فغرت شفتيها كبلهاء ولم تعرف ماذا تقول
او اي حجه تقول تدافع نفسها
: هاااا !!!؟؟؟؟ مو قلت بتيجي تاخذنا بعد ساعه .
عبس بحاجبيه
: ايه قلت بس الشغل طلعونا بدري اليوم وجيت عشان نلحق نخلص امورنا تعرفي زواج اخواتي ، وبصراحة انا للحين مصدوم من السمعته ذَا الكلام ما ينطق فيه البنات ، يعني هم معروفات بالرقه والنعومة ، انا عادي لو تهاوشت مع واحد واشتمه ذَا الشتم لأَنِّي رجال وهو اكيد برد علي نفس الرد ، وصح !! بعدين وش سالفه هالصراخ ان شاء الله ما يكون احد من الجيران سمع .
اطرقت رأسها بخجل .. دائماً ماكانت تُمسك لسانها وصوتها بغيابه .. وهاهو الله كشفها على حقيقتها المُرة
اقترب منها وعلم انه سبب لها الحرج
التقط كفها وسحبها لغرفتهم بعيداً عن أعين الأطفال ليُتابع حديثه .. بعد أن لاحظ عينا منصور الصقريتين ترمقهما بريبه .
قلبها يؤلمها .. لا تنكر ذلك فما فعلته بها صديقتها المُقربه مازال يجرح بها وينخر داخلها .. وهي خائفة .. خائفة جداً ان لم تنجح مرح بما حاولت فعله .. قد تنجح غيرها بذلك .. وتكون حُجته لسانها السليط وصوتها العالي .. هي هكذا تفقد أعصابها بقوه ولا تتحمل الأذى فتربيه طفلين أصعب بطثير من تربيه طفلٍ واحد .
جلست على طرف السرير وغطت وجهها بكفيها .. وذرفت دموعها أمامه ومر زمن طويل على اخر مره رأى بها دموعها .
فغر شفتيه واقترب منها وجلس يسحبها لصدره .. ويقول
: خلاص يا قلبي لا تزعلي بس انا قلت هالكلام عشانك ما احب احد يسمع زوجتي وهي تسب او تشتم بهذا الكلام , ادري انه الاولاد مزعجين ويطلعوا العقل من الراس , عشان كذه قررت اجيب عامله تساعدك واعصابك ترتاح , اوك .
نظرت له وعينيها مغشيتان بالدموع .. وقالت بألم
: زايد في شي صار قبل ثلاثه شهور وللحين يوجعني , مو قادره اسكت احس بشي يقتلني .
عقد حاجبيه يستفهم منها ما تقول .. واتسعت عينيه بصدمه هدأت .. وقال
: خير ما سوى جواد هالأشكال ما ينفع معها إلا كذه .
: يعني احياناً افكر كيف لو انها لقطت رقم جوالك انت , كنت رح تكلمها .
هز منكبيه .. وقال
: كنت بطنشها زي ما طنشت غيرها , على بالك ما في بنات يكلموني , الشغل كله بينا في التلفون واحياناً يوصلوا لرقمي الخاص أقرأ كلامها بالواتس اب واطنش , وكأني أوصلها رساله شفت كلامك وطنشت ما تهميني .
رمشت بعينيها وهي تعانقه بقوه .. ثم ابعدها وقال
: ايييه صح ؟؟؟! والحين انت وش مسميه جواد عندك بالجوال عشان صديقتك تحسبه انا ؟؟!
قالت بخجل : حبيبي .
: لا والله !!! وانا وش مسميتني .
صغرت عينيها وقالت
: زي ما انت مسميني عندك بالجوال بالضبط .
هكذا يُسميها عنده بالهاتف " ^_* "
دفعها على ظهرها بالسرير واعتلاها يقول بشراسه
: الحيييين تغيريه .
هزت رأسها نافيه وتكتم ضحكتها
: غير اسمي عندك وبعدين انا اغير .
قام بدغدغتها على خصرها بكفيه الخشنين .. وانتشرت ضحكاتها بصوت عالٍ .. ثم قال
: هشششش العيال بره الحين يسمعوا صوتك
نظر لها بخبث .. وفهمت ما يريد منها وقالت بهلع
: لا لا لا مو الحين رح نتأخر عن الزواج وما رحت المشغل للحين .
: هششششش
ومال برأسه يُقبلها
***
في يوم الزفاف
..
وقفت العروستان بجانب بعضهما واصبحتا كالدُمى إحداهما بيضاء والأخرى سمراء .
دخلت افراد العائلة المُقربة تسلم عليهما وتُبارك لهما .
تقدم زايد يلثم جبين نوران وأرجوان ويقول بخشونة
: مو مصدق انه بعد عشرين سنه تطلعلي اخت ثانيه مالحقت اتهنى معها وبنفس اليوم رح تتزوج الأختين , الف مبروك يا قلب اخوكم الله يسعدكم يا رب , هااا من الحين اقول لو أي وحده فيكم يضايقها زوجها ويزعلها رقمي عندها في أي وقت تتصل وبجي العن خيره
ـ نظر لسيدرا بجانبه يغمز بعينه وهمس بصوت لا يسمعه غيرها ـ
خليني اسوي زي جواد .
عضت على شفتيها وقالت تنظر للعروستين
: حبيباتي الف مبروك الله يهنيكم .
دخل منصور ورانيا بعد خروج سيدرا وزايد .
وقبل منصور ابنتيه يُبارك لهما
واتجهت رانيا تُعانق نوران بقوه وتهمس بإذنها وتساقطت دموعها
: حبيبتي معليش اني ما تقبلتك اول ما شفتك صح انك بنت بطني بس ارجوان هي الربيتها و هي القالت ماما اول ما نطقت , بس يوم عشت عندي ثلاث شهور تمنيت انها ما تمر .
عانقتها نوران وتلألأت عيناها بالدموع .. امسكت رانيا بوجهها بين كفيها
: انتبهي , لا تبكي الحين ويخرب مكياجك
مسحت دموعها بإصبعها واتجهت لأرجوان تعانقها وتقول بتأثر .. أوجع قلب منصور
: رح افقدكم كلكم , للحين مو مستوعبه انه اولادي كلهم تزوجوا , بس الله يسعدكم كلكم يا رب مع زايد .
قالت ارجوان عاقده حاجبيها وتكونت غضنه بينهما
: ماما ايش فيكِ تقولي كذه وكأنا ما رح نشوفك مره ثانيه , ترى من الحين اقولك رح انشبلكم كل يوم ما لي دخل .
نوران بتأثر
: وانا كمان بنشب لكم ما شبعت منكم .
ابتسمت وامسكت بوجنتيّ ابنتيها
: يا أهلاً فيكم لو ما يوسعكم البيت توسعكم عيونا
ـ نظرت لأرجوان ـ
يلا تعالي معي انا وابوك , عشان شعاع بتدخل تشوف نوران وانت تتصوري مع شاهين وتجي تشوفك بس تخلصي .
,
يقف باعتداد ويبتسم بشموخ لعدسه الكاميرا التي تلتقط صوراً مُفرده للعريس ..
وعروسه تقف خلف المصورة .. تحاول اضحاكه بحركاتها البلهاء ولكنها لم تنجح بذلك .. كان يبتسم بعِلياء وحسب .
خرجت المصورة بعد ان انهت عملها .
واقترب شاهين بخطواته الثابتة حيث تقف عروسه وقال بخبث
: يلا سوي حركاتك الحين وطلعي لسانك وقولي لي إيش رايك بجزمتي حلوه
ـ مال برأسه ـ
تراني فهمت عليك يمكن اضحك الحين .
رفعت رأسها وهي تضحك بتقطع وقالت
: طيب خلاص فهمت انك حجر مو أي شي يضحكك .
حسناً .. هي خائفة ومتوترة جداً وتفرغ خوفها بهذه الطريقة الغبية .. ولكنها تعرف ان شاهين لن يؤذيها .
طُرق عليهما الباب ودخلت شعاع بخجل من شاهين فهي المرة الأولى التي تراه فيها .. وألقت السلام .
و همست بخجل
: الف مبروووك يمه الله يهنيكم يا رب .
عانقتها ارجوان بحب
: الله يبارك فيك ماما حبيبتي , رح توووووحشيني .
قال شاهين بثبات واحترام
: الله يبارك فيك خالتي .
وصت شُعاع ارجوان بصوت خافت دون ان يسمع شاهين .. بأن تحافظ على بيتها وزوجها وتحترمه و .....لخ ..
كما فعلت مع نوران .. ثم خرجت بهدوء تاركه العروسين في جناحهما .
,
كانت تقف بخجل تفرك كفيها بتوتر .. فعائله زوجها ستأتي وتودعهما لأنه رحلتهما لشهر العسل هذا الفجر .
دخلت والده باتل ومعها ابنتيها وكذلك ابنه خالتهم .
تقدم باتل يُقبل كف والدته ويُسلم على اختيه ومن بعيد القى السلام على ابنه خالته المُزعجة
" اووف وش جابها هاذي الحين "
قالت ابنه الخالة بجرأة وعينيها مُتسعه
: الحين تركتني أنا المواصفاتي مثل ما تبغى وأخذت هاذي
ـ نظرت لنوران المصدومة من الأسفل للأعلى ـ
حتى انها مو مثل المواصفات التبغاها
بيضة , شعر طويل , وطويلة .
رد عليها بقوه وخشونة واشتعلت عيناه بالغضب
: السموحة بس هذا النصيب
ـ نظر لنوران التي تنظر له بوجوم وأردف بكذب لأن الحب سيأتي مع العشرة فهو لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى ـ
وما دق القلب إلا لنوران .
سحبت والدته ابنه اختها تهمس بتوعد دون ان يسمعها احد
: امشي , يا قليله الحيا امشي ما لقيت الا الحين تقولي هالسم القلتيه , ما تدرين انه الزواج قسمه ونصيب .
ثم اردفت بصوت اعلى
: يلا يمه بنطلع
ـ تنهدت بعمق وهي تعلم ان ابنها سيتصرف مع عروسه ـ الله يهنيكم يا رب , يلا يا بنات .
خرجن البنات خلف والدتهم ووجوهم واجمه .
نظر باتل لنوران .. تنكس رأسها وحاجبيها معقودين بألم .. اقترب منها ويرفع وجهها إليه .. وقال
: لا تسمعي كلامها الزي السم .
دمعت عيناها
: بس انا كنت ادري انك ما تبغاني وتزوجتــ ..... .
قاطع كلامها
: صح خطبتها بالبداية بس ما كنت أرضى اتزوج إلا يوم اشوف البنت بالنظرة الشرعية وامي تكون شافتها , قبل لا أعقد عليها , وفي ناس رفضت تطلع بناتها على بالها أني لعّاب , على فكره هي كانت بالضبط نفس المواصفات الابغاها , بس يوم شفتها وقت الشوفة نفرت منها ولا حبيتها جاني شعور خلاني ما اتهور واتزوجها , لأني ركزت على الظاهر وتجاهلت الباطن , وبالنهايه انت لمست شي فيني لأنك نصيبي .
بللت شفتيها .. وابتسم لها وربت بكفيه على وجنتيها
الحليب بالشوكلاته ..
كما يُسميها بهاتفه .. وقال
: يلا روحي بدلي فستانك ولا تخلي هالعقربة تخرب ليلتنا .
هزت رأسها وهي تبتسم ابتسامه عريضة .. فالنهاية باتل اصبح زوجها هي .. وتلك العقربة كما سماها تغار منها لأنه اصبح زوجها وتركها ..
لا تنكر انها تشعر بالسعادة كلما أصر عليها وتمسك بها تشعر بالغرور .
***
سحب نفساً عميقاً مُسبلاً اهدابه .. يمُد رئتيه بالاوكسجين النظيف .. طارداً من جسده السموم عن طريق غاز ثاني أوكسيد الكربون .
ووضع كفيه على وركيه ..
يُراقب زوجته بوجوم تلملم حاجياتها في الحقيبه ..
ووجهها جامد خالي من الحياة .. لطالما كانت جميله
يعلم ذلك جيداً وجمالها هو ما جعله يُغرم بها ويرتبط بها .. لم يكن يأبه لإعتراضات والديه .. ووالدته خاصه التي لم ترتاح لزواجه .. ولكنها ايضاً ام جيده وليست سيئه .
جاء بباله ذلك اليوم الذي غير له حياته
عندما كانت حامل بابنهما البِكر زايد .. واعترفت له بأسوأ اعتراف بأنها كانت قبل أن يتزوجا تتحدث مع الشباب عن طريق " الماسنجر " فقط لتتسلى وبأن عائلتها تهملها كثيراً وكانت تشعر بالضجر كثيراً فوجدت ذلك الطريق .. كانت وكأنها تُفضفض له .
وطبيعته كرجل شرقي جُن جنونه .. ولكن بعد ماذا ؟؟!
بعد فوات الآوان لقد كانت حامل بابنه .. تمنى وقتها أن يموت الجنين ببطنها ليتخلص منها ولكن القدر شاء أن يولد ويكبر امام عينيه كيف يُفرط به .. وبالطبع لم يكن ليُدمر عائلته وابنه بالطلاق فقرر الزواج عليها .
فتره من الفترات لم يُسهل له زواجه
وفتره أخرى وقع بإحدى الأعمال التي رفعت من مستواهم الاجتماعي والمادي واصبح مشغول البال والأفكار
أصبح يعود من عمله مرهق ومتعب ولا يرى امامه إلا هي ويُفرغ شهواته وغضبه بها .
كل ذلك يكتمه بقلبه ولا يُظهره لها فقد كان صارماً معها وشكاك وحسب
الحق يُقال طوال هذه السنوات لم يرى منها شيئاً سيئاً .... وهي بالمقابل من تصرفاته وشكه .. عرفت ما يشعر به تجاهها و اصبحت تتألم وتغضب و لا تُطاق من شكه
حتى حررها ولم يعد يسألها عن أي شيء واين تذهب وتخرج وليحدث ما يحدث .
ولكنه لم يثق بها بعد ذلك اليوم أبداً ..
تعب كثيراً وتعبت هي معه .. ربما حان وقت وضع النقاط على الحروف فلقد كبر بالعمر وكبرت هي .. سيتناسى كل ذلك من اجل عائلته التي تكبر يوماً بعد يوم .
فالله يُسامح ويغفر لعبده من هو كي لا يُسامح ..
قال بخفوت
: رانيا وش تسوين ؟؟!
: مثل مو شايف .. بلم أغراضي وبروح الجوف طيارتي بعد ساعتين
ـ نظرت إليه بعيني غائمه من التعب ـ
أقدر اقولك مبروك لأنك رح تتزوج شعاع , هي تستاهلك اكثر مني يمكن تعطيك السعادة الما قدرت اعطيك ياها كل هالسنوات واحنا في مد وجزر اسألك بالله ما تعبت
ـ جلست على طرف السرير وحدقت امامها بشرود ـ
أنا عني تعبت ولما سمعتك انك تبغى تتزوج من حقك تتزوج وانا انسحب بكرامتي ولا تنسى ترسل لي ورقه طلاقي عند اهلي .
قطع المسافة بينهما وجلس بقربها شابكاً كفيه بين قدميه
: أول شي انا ما خطبتها صح فكرت و شاورت كثير من الناس يوم سمعتيني كنت اشاور , بس ما احد نصحني اهدم عيلتي وانه المشكلة البينا ممكن يكون لها حل
فعندي اقتراح , عائلتنا تكبر يوم بعد يوم عندك حفيدين ولقدام بصير عندك احفاد اكثر بإذن الله , حرام نتطلق وندمرهم , خلينا نحاول نكون عائله سعيدة جنب اولادها , كيف بتشوفي احفادك وبناتك بالجوف .
قالت بسخريه
: هه تضحك على نفسك يا منصور وانت تنكر انه ممكن تتزوج وتكون سعيد وانه ممكن انا كمان اتزوج واكون سعيده , الحياه بدون ثقه وحب بين الزوجين مستحيله وانت لا تحبني ولا تثق فيني كيف رح نكون مبسوطين ؟؟!! .
: طيب موضوع الثقة محلول انا طول هالسنين ما شفت منك شي وكنت خير ام للأولاد اقدر أأمنهم عليك واسافر لشغل وسويتها كم مره صح وخليتك معهم وتحت حمايتك ؟؟! يعني اني اثق فيك , و كلامك صح عن الحب احنا صارلنا متزوجين سنين بس ما حاولنا نحب بعض .
كانا يتحدثان بجانب بعضهما ولم ينظر أحدهما للأخر .. ثن التفتت رانيا برأسها تنظر له
: طيب انا عشان اولادي اكيد ابغى احاول , فكرك نقدر ننجح .
ابتسم بزهو
: اكيد لو نبغى رح ننجح .
: طيب دورك تسمع اقتراحي , ايش رايك نروح لاستشاره أسريه نتكلم معها يمكن تقدر تساعدنا .
عقد حاجبيه ينظر إليها
: تعرفين احد يعني ؟؟! .
أومأت برأسها : اعرف , اعرف وحده رح تقدر تساعدنا .
: خلاص نتوكل على الله , الحين يلا رجعي اغراضك لمكانها وبكره خذي موعد معها .
سحبت نفساً عميقاً واستطاعت ان تكتم الدموع في مقلتيها بصعوبة .. دوماً كانت مغرورة .. ذو كبرياء وكبرياءها يمنعها من البُكاء أمام أي احد .
ولكن لن تسمح للكبرياء ان يُدمر اسرتها وستحاول ان تُحب زوجها كما سيُحاول هو ويبدأون حياتهم من الصفر .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة أورورا, دنيآي, روايات, روايات . روايات رومانسية, رواية أورورا, هذه دنياي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية