الفصل السابع والعشرون والأخير
هي فعلاً ليس كما تخيل أبداً وانزعج لذلك عند رؤيتها .. ولكن مرّت في باله تلك الآية التي يؤمن بها وأراحت له قلبه
} وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
( البقرة: 216) ..
وهي أصبحت زوجته رسمياً وبأوراق مُثبته ..
انه ليس من النوع العابث الذي يتزوج ويُطلق لمجرد ان زوجته لم تكن كما كان يُريد .. ولكن ذلك أفضل لها
أن تكون بينهما فتره خطوبه لأجلها لتشعر أن كرامتها محفوظه وأنها مرغوبه سيحرص على أن تستمر معه ولا تطلب الطلاق عندما يقف معها والدها البيلوجي كما أطلق على نفسه .
قال باتل باحترام بعد ان سمع كل تلك الصدمات المُتتالية
: ابشر يا عمي ما يصير خاطركم إلا طيب ـ بلل شفتيه قليلاً يردف ـ تسمحلي أدخل عند عمتي اسلم عليها واقول لنوران بنفسي .
أومأ له منصور .. ودلف باتل للغرفة يهتف بصوت جهوري مُرافق له على الدوام
: السلام عليكم , الحمدلله على سلامتك يا عمتي ما تشوفين شر .
ابتسمت شعاع بخجل لدخول رجل غريب عليها يكون زوج ابنتها .. ترد عليه بصوت مُنخفض حرصت أن يصل لمسامعه
: وعليكم السلام , الله يسلمك يا ولدي الشر ما يجيك .
جلس باتل يتحدث معها عده دقائق .. ثم وقف على قدميه يستأذن شعاع ليتحدث مع نوران
شعاع : أكيد يمه تفضلوا بالغرفة الهنا فاضيه , أصلاً الجناح كبير علي ما دري ليه جابوني هنا .
ابتسم باتل , و قد عرف أن عمه منصور كان امام المنزل الذي عُقد به قرانه هذا الصباح , عندما اتت الشرطة تأخذ أحمد وتكفل بكل مصاريف ونقل عمته للمشفى وفي هذا الجناح الضخم .
دخل مع نوران لغرفه جانبيه .. انتظرها كي تجلس وجلس بقربها .. ولم يعرف كيف يبدأ الحديث معها فتواصله قليل جداً مع الجنس الآخر .. فبالغالب احاديثه معهم حول العمل .. وقال رافعاً حاجبه
: وش رايك فيني ؟؟!
اتسعت عينيها بصدمه و فغرت شفتيها ببلاهة
: هاااا !!!!
كان يود أن يقول لها " هويتي ببير " ولكنه احتفظ بها لنفسه وقال
: يعني أقصد وش رايك فيني كشخصية وشكل , هااا لا يغرك الشيب تراه وراثه بالعائلة .
هزت كتفيها وقالت مُتعجبة
: آآآه شخصيتك ما اعرف ايش اقول ما عرفتك إلا اليوم و شكلك عادي .
ابتسم وقال
: آييه زين طيب , يعني اضمن الحين أنك ما رح تطلبي الطلاق .
عقدت حاجبيها
: طلاق !!!!
نظر لها بعُمق يقول
: قبل شوي أبوك .. , ـ هزّ رأسه يمينً ويساراً مُسبلاً أهدابه ـ يعني قصدي أبوك منصور كلمني وقال انه رح ياخذك معه للبيت والبينا بكون ملكه وبعد فتره بكون الزواج , طبعاً لو ما طلبتي الطلاق حزتها , وهو عرف شلون احنا تزوجنا ويبغى يحفظ كرامتك بهالحركه وأنا موافق عشانك .
نكست رأسها بعد أن حاولت ان تتناسى ما حدث اليوم من ألم وطريقه زواجها المُهينة .. بالطبع لو اتتها الفرصة لن تفوتها وستطلب الطلاق .. فبالأصل هو لم يكن يريدها وتزوجها ليُنقذ زواج والديه .. لقد أخبرها بذلك بلسانه .
كان يتأملها بعمق يعرف ما تفكر به .. قطع عليها افكارها بأن مدّ كفيه يلتقط كفها السمراء وكفه الأخرى ترفع وجهها إليه
: لا تفكري بأي شي من الفي بالك , تدرين انها جتني الفرصة مثل ما جتك انت , لو ما ابغاك كان بكون بينا الطلاق سهل , بس أنا شاريك وشاري عايله الراجحي كلها ما رح القى أحسن منهم عشان أناسبهم , فكري بس فكري فينا بجي ازورك في بيتك و اتعرف عليك وتتعرفي علي , و أني قبلت بالهشي عشانك وعشان كرامتك لا تنهان .
خجلت كثيراً واحمرت وجنتيها وسمعته يردف
: ها , خلاص اتفقنا .
أومأت برأسها موافقه ما يقوله منطقي للغاية .. لن تحكم عليه الآن .. ابتسم براحه وألتقط انفاسه
: طيب الحين بترجعي لحياتك مع أبوك الحقيقي والجامعة أكيد وقفتيها يوم كنت مع أحمد صح و ماخلاك تروحين ؟؟! .
: كنت بجامعه عزوز , و ايوه وقفتها من أول ما رجع من بره وحبسنا بالبيت .
ابتسم باتل على لفظها للجامعة باسمها المختصر .. وتجاهل حركه أحمد القذرة
: طيب اعطيني أوراقك وكل شي عشان أرجعك لها اعرف احد بالجامعة وبتكملي وين ما وقفتي بدون لا تعيدي شي .
هزت رأسها نافيه و مُغمضه عينيها بقوه .. حتى ارتعش جسدها
: لا لا , ما رح ارجع ما ابغى ارجع لها .
عبس باتل وفي قلبه هم أن يتزوج من فتاه غير متعلمه وجاهله ايضاً مع رفضها لمتابعه الجامعة .
تحدث معها بصوت حاول قدر الإمكان ان يودعه الرقة ولم ينجح
: ممكن أعرف ليه ؟؟!
عضت شفتها السُفلى
: في بنت هناك كانت تضايقني , وانا مو قدها اخاف منها .
اقترب منها أكثر وهو يسحبها لصدره عنوه
: تثقين فيني طيب عشان تقوليلي وش الصار معك , وانا اتصرف معها تصرف بحياتها ما تنساه هاذي التضايقك .
ابتسمت له ولا تعرف ما ذلك الشعور الذي يجتاحها منذ أن بدأ يكلمها بلطف .. كشعورها أول مره رأت والدها منصور و رأت أرجوان و زايد و سيدرا , عكس شعورها بالنفور عندما رأت والدتها الحقيقية رانيا لأول مره .. تثق دائماً بإحساسها الذي لا يخيب .. وتشعر ان هذا الباتل لن يمر على حياتها مرور الكرام .. او بشكل عابر .. ارخت حصونها لتشرح له كل شيء كانت تحاول فعله معها تلك البنت السيئة
.. وكأنه قام بسحرها لتتكلم وتقول كل شيء .
فغر باتل شفتيه بصدمه .. لا يعرف عددها لهذا اليوم .. وهاله جداً ما سمع من قذارات .. حاولت تلك البنت ادخال زوجته بها .
عبس بوجهه واشتعل به الغضب الأحمر وهو يتوعدها بسِره .. فور أن حصل على اسمها الكامل يكفيه ليُنهي حياتها .
***
بعد مرور بضعه أسابيع
..
استقرت شفتيه على جبينها يُقبلها بعُمق ..
وحب أبوي خالص تجاهها ..
ابعدها قليلاً يقول بحنان
: ألف مبروك يبه .. الله يجعل زواجكم خير يا رب .
انتقلت الحُمره لخديها الذين عادا لإكتنازهما
هذه الفترة ..
من إهتمام الجميع بها ومراعاتها وكأنها أميره بالقصص ..
ردت عليه بخجل
: الله يبارك فيك يا رب .
نظر عبدالكريم لذياب نظره فهمها ذياب جيداً ..
فأومأ له برأسه .. بأنها ستكون بخير ولن يؤذيها
وسيصبر عليها ..
قال عبدالكريم ببشاشة
: يلا استودعكم الله بلا ما اصير عذول بينكم .
خرج عبدالكريم وكانت في وجهه تقف غزلان , بيلسان و يارا
عبس بوجهه وقال
: خير اللهم اجعله خير في شي .
غزلان بحيوية واندفاع يتخلله المرح
: نبغى نسلم على ليلو وذياب ونتمنى لهم الخير يا بابا , يعني أيش نبغى جاين هنا يا بابا ما رح نكون عذول .
رفع عبدالكريم رأسه وقال بجديه
: أقول أذلفي قدامي خلاص خلص العرس بنرجع البيت وخلي العرسان تسلمين عليهم بعدين تعبوا كثير اليوم .
مطت شفتيها بضيق وهي تستمع لوالدها ..
غادروا الفندق الذي أقيم به الزفاف ..
وتركوا خلفهم قلباً نبض بالخوف منذ خروجهم وقلباً مُستعد لمداوة جروح حبيبه بكل صبر .
أُغلق عليهما الباب
وارتعشت باقة الورد بين كفيّ ليليان , اسبلت أهدابها تُداري خوفها وارتجافها ولكن لم تستطع .. فإغلاق الباب يعني انتهاء كل شيء وعوده الكوابيس ..
همست بسرها
" إهدي ليليان إهدي هذا ذياب ما رح يأذيك ما أذاك كل هالشهور وكان لك السند والعون , ما رح يسويها الحين "
لم تدرك أن ارتعاشاتها أصبحت ارتجافات شديدة من الخوف .. ولم تُدرك انها أغمضت عينيها تُخفي بريق الفضة بينهما بقوه
شعرت بكف خشنة وكبيره وبنفس الوقت بها من الرقة والنعومة لا تعرف ما هذا التناقض بالشعورين ..
تربت على كفها بعد أن أزاحت باقة الورد جانباً .
سمعت صوته الخشن يقول بحده نوعاً ما
: ليليان طالعي فيني ولا تهربي بعيونك .
فتحت عينيها ببطء شديد ترى نظراته الصارمة تجاهها .. ثم صوته الحاد يقول
: قد أذيتك من أول يوم شفتك فيه .
شردت نظراتها لأول يوم رأته به ..
لم تكن تعرفه ولم يكن يعرفها .. على العكس تماماً
اول لقاء بينهما كان .. أن حمها ودافع عنها كما أصبح يفعل دوماً بعد ذلك .. لم يؤذها يوماً .
هزت رأسها نافيه بخجل .. ابتسم وقال بعد ان خفف حده نبرته و وضع كفه على وجنتها وقطع نصف الشوط لأمنيته وينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر عندما يأكلهما ويلتهمهما إلتهاماً بعد أن عادا لإكتنازهما المُحبب
: طيب ليه خايفه , ارتاحي وبدلي ملابسك , طفشوك اليوم العائله الكريمة وكتموا أنفاسك , وتعالي بس تخلصي نصلي ركعتين السُنة ونتعشى .
أومأت برأسها
وهي تدلف لدوره المياه .. وقد انتهت بعد أن مرت ساعه كامله يحترق بها ذياب بغرفه الجلوس التابعة للجناح الملكي في الفندق
هلّت عليه كالملاك بقميصها الأبيض الطويل المُزين بالدانتيل جهه الصدر مع بعض حبات اللؤلؤ .. ويُغطيه مبذل من التُل والدانتيل .. وشلالها الكثيف كعتمه الديجور ينتثر على أكتافها بنعومة .
كانت خجله جداً من نظراته الصقرية التي ترمقها بكل مكان .. شعرت انها تذوب كقطعه من الجليد من حراره ودفئ نظراته البعيدة عن الوقاحة والقذراة .
فغر شفتيه منذ أن رأها تطُل عليه بعد أن سأم الانتظار .. كان يشعر بالذهول هو حقاً لا يُصدق انه تزوج الآن وزوجته تقف بكل نعومة وأنوثة أمامه .. اغلق شفتيه بخط مستقيم حاد بعد أن لمح ابتسامتها الخبيثة من رده فعله على شكلها .
نهض عن الأريكة .. يلتقط كفها الناعم بين كفيه .. يبتسم لها يُطمئنها .. أديا سوياً ركعتيّ السُنة .. ثم التفت لها يضع كفه على جبينها وهي ما تزال مُلتفه بجلال الصلاة وبدأ يقرأ الدُعاء .
جلسا قُرب بعضهما على الأريكة وبدأ ذياب يفتح الأغطية عن الطعام , تناولا طعامها بهدوء .. والتقط ذياب قطعه من الخُبز المغطوطة باللبنة وأطعمها بيده .. بلل شفتيه بصبر وعينيه تلتهمان تفاصيلها الخجولة و القريبة منه وتحرقه دون أن يستطيع الاقتراب ..
حتى الآن لا يُصدق أنها أصبحت زوجته .
توجها للسرير و استلقيا بجانب بعضهما
ويا للعجب لم تعد ليليان تشعر بذلك الخوف والنفور من الزواج .. فخلال الساعتين السابقتين كانت تشعر انها تتحرر دقيقه بعد أخرى .. وهي تتبادل الأحاديث مع ذياب .. إذ كان يحكي لها كل شيء عن طفولته وماضيه وكانت هي مُستمعه ومستمتعة وحسب .
شعرت بذراعه القاسية تسحبها بخفه لأحضانه .. نظرت له بابتسامه وقال بهدوء
: نامي أول ليله لنا بحضني .
أومأت برأسها موافقه وابتسامتها الجميلة لم تفارق شفتيها .. ثم وضعته بخفه على صدره ..
اما هو فقد غمر وجهه بشعرها يستنشق عبيره ثم قبل مقدمه رأسها , مُتحاشياً إذائها يكفي انها قبلت النوم بقربه وبين احضانه , وما بعده سيكون أسهل .
وغفيا سوياً ولأول مره يمر يوماً لهما هادئاً .. بعيداً عن الضجيج والإزعاج والمشاكل .
***
خلع بلوزته التي غطت صدره وألتقط منامته ليرتديها ويغط في نوم عميق .. يُريح اعصابه التالفة وجسده المُرهق
واجفله صوت قفل الباب لدوره المياه .. يعلم انها تستحم كل يوم وبالتأكيد بعد عناء اليوم قد استحمت كالمعتاد .. ويعلم انها لا تخرج إلا بثيابها كامله ..
ولكن هذه المرة حدث عكس ما توقعه تماماً .. إذ انها خرجت ملتفه بالمنشفة البيضاء .. كانت كالبجعة البيضاء .
وطارت كل افكاره لأن يُريح اعصابه التالفة .. فهل هناك رجل عاقل بكامل قواه الجسدية والعقلية يُشاهد هذا المشهد أمامه ويرتاح ؟؟؟؟!!!! .
لم يشعر بقدميه تتحركان باتجاهها بعد ان ألقى المنامة على الكرسي بإهمال .
أُجفلت عندما أدركت أن أنفاس حارقه تلفح بعنقها .. وطيفٌ طويل يقف خلفها .. التفتت بفزع شاهقه بخفه ..
وسمعت همسه يقول بشجن .. مُسبلاً رموشه على عينيه .. وكان قريب .. قريب أكثر مما ينبغي
: همممم ريحتك لذيذة زي الفانيليا , تدرين أنك جميله صح ؟؟! وجمالك ذا يقتل , لا وناعمه كمان نعومه ما قد حسيت فيها إلا معك , صح أني ما لمستك ولا يوم بس أدري أن جسمك مثل القطن .
ازدردت ريقها .. فهي دائماً تستخدم المرطبات والصابون ذو الروائح المُختلفة من الفواكه ..
عكس اختيها اللتين تعتمدان على العود المركز والبخور والعطور القوية مثل قوتهم .. فهي عندما تستخدم هذه الروائح تظهرها انعم من أي وقتٍ مضى .
فغرت شفتيها بذهول من قربه وغزله .. لم تدرك ما يحدث تحت صدمتها بقربه .. ثم شعرت بشفتيه القاسيتان تجتاحان بياض كتفها وهو ينتقل بهدوء لعرقها النابض .. الذي ينبض بجنون تحت لمسه شفتيه .. اصدرت صوت استنكار ودَبّ الخوف أعماقها .. لم يحدث ذلك معها من قبل لا تعرف ماذا تفعل .
شعرت بكفيه كالكماشتين على ذِراعيها .. ثم انتقلتا لخصرها تسحبها إليه عنوه .. وعنفه يزداد .. تلوت بقوه تُريد الهرب ولكنه كان اقوى منها .. سمعت همسه يقول
: هششش ما في شي يخوف أكيد متعوده على هالشي ـ ابتسم بشراسه ووحشية ـ وممكن بعد أعجبك أكثر من طليقك .
لم يأبه لأنينها وخوفها وتلويها بين ذراعيه .. وحمد الله انها قد هدأت بنفسها وإلا لم يكن يعرف كيف سيُخضعها .
,
يجلس بصدره العاري بعرض السرير .. الذي شهد عاصفه عاطفته المشتعلة كما لم تشتعل من قبل .. حتى مع زوجته الراحلة .. لم يشعر بكميه هذه المُتعة من قبل .
يا الله ما هذا الإحساس الجارف كالطوفان الذي ينتابه ..
وضع كفه السمراء حيث تقع مضخته الكبيرة تضخ الدماء لجسده بعُنف دون توقف وتنبض تحت كفه بتناغم مع حركات جسده الرجولي .. عينيه شاردتان بالتلفاز ذو الشاشة القاتمة أمامه .
لا يُصدق !! انه الآن في غمره صدمته وذهوله
تلك القشدية لم تكن لأحد غيره .. كانت له منذ البداية .. كتبها القدر لأجله هو .
ضرب بقبضته على ظهر السرير القاسي عده مرات بعنف .. إلا أن تجرحت مفاصل قبضته ..
كان يجب ان يفهم تمَنُعَها الرقيق عنه خوفها وخجلها وأنينها .. لم يرأف بها وبخجلها العُذري .. جسدها الضعيف الذي لم يتعرف للمسات الرجال من قبل كان يرتجف ويختض كالغربال بين ذراعيه دون أن يهتم .
هدرت أنفاسه بلا هوادة وللمرة التي لا يعرف عددها ينعت نفسه بالحيوان المُتخلف
لا يعرف ماذا يفعل الآن هل يبحث عن طليقها ويشكره بعنف لأنه تركها له , أم يوسعه ضرباً مُبرحاً لأنه لم يقدر هذه الجوهرة التي كانت بين يديه ..
اجفل وهو يلتفت بجذعه بإتجاه دوره المياه
ورأها تتلحف بثيابها المُقيتة التي غطتها الان .. وقد استحمت مُجدداً ولكن هذه المره ترفع شعرها المبلول بكعكه فوق رأسها ..
مهما ارتدت من ثياب لن تمنعه عن الشوق لها وعن لمسها مُجدداً .. يشعر بالانتشاء .
تنحنح وقال بخشونة لا تليق إلى بهيئته
: نايا !! , تعالي هنا شوي .
نظرت له من أسفل أهدابها بخوف .. لقد أذاها كثيراً ولم تتوقع منه كل هذا الأذى فهي لم تكن مستعده ..
بل هجم عليها كحيوان ضاري يفترسها ويستمتع بتناول فريسته .. دون أن يأبه لخوفها و خجلها .. كان أقوى منها وأقوى من طليقها ضعيف البنية من الشرب و المخدرات وكانت تستطيع الهرب منه بسهوله ..
ولكن عز كان بكامل قوته وطاقته وعنفوانه .. لم تستطع أن تفلت منه وخارت قِواها رغماً عنها .
اقتربت بحذر وجلست على طرف السرير وتركت مسافه المشرق والمغرب بينهما وصمتت تنتظره أن يقول ما يُريد
مال برأسه لليمين يتأمل ظهرها أمامه .. وقال بصدق
: انا أسف ما كنت أدري أنك ورده صغيرة ما تفتّحت للحين .
احمرت وجنتيها رُغماً عنها فلم يتغزل بها أحد من قبل .. لم تسمع الكلام والغزل إلا منه هو وحده .
نظرت له بطارف عينيها وسمعته يردف بحنان !! أم انها تخيلت نبره الحنان .. مُكرراً اعتذاره ويتخبط بحديثه
: أسف قسيت عليك بدون أحساس بس وعد هاذي الأولى والأخيرة , يعني مو الأخيرة , الأخيرة .. البعدها رح تليق فيك وفي طراوتك , بس ما أوعدك ما أكون عنيف
ـ صمت قليلاً وهو يرى نظراتها المذهولة ليردف بسرعه ـ
يعني بعض المرات .
فركت كفيها بتوتر وشفتيها ترتعشان تُطالبنها بالإفصاح و الحديث .. تعبت من كتم كل ما تشعر به بقلبها .. تُريد للسانها أن ينطلق للعنان .. ولكنها تخشى ألا يسمع همومها التي تكْبُتها.. دوماً من حولها لا يسمعون بل يتكلمون وهي من تسمع .. بعد ما فعله بها تحتاج لتفرغ مخاوفها تجاهه .
التفتت قليلاً بجسدها إليه مُحمره الوجنتين من اعتذاره الثاني وكلامه الصريح الذي يخلو من الخجل والحياء ..
ووصله صوتها الناعم متألم وقد قررت أن تحاول وتتحدث معه .. ولكن لم تتجرأ وتنظر لعينيه .. كانت عيناها تُتابعان الزخارف المطرزة بدقه على الفراش .. وسرحت بخيالها لتلك الأيام السوداء
: انا اليوم خفت منك كثير , يعني ما كنت اعرف وش لازم أسوي , ما مريت بهالموقف من قبل وما كنت مستعده .
قال بدون حياء
: لا تسوي شي اتركي نفسك لي وأنا بتصرف وتتعلمي مع الوقت .
ازدردت ريقها بخجل فظيع وتابعت
: لما تزوجت المره الأولى , اول ما دخل الفندق كان الوقت متأخر بعد الفجر , وأنا ما قدرت أنام كنت خايفه ومتوتره , يوم دخل كان شكله غريب وبعدين بدا يتصرف تصرفات أغرب وكلامه مكَسّر , عرفت علطول انه سكران او فيه بلا ما كان طبيعي أبداً .
دُهش .. وعرف انها تتحدث عن ذلك القذر .. هو لا يعرفه ولكن من هذه الكلمتين علم بأنه قذر .. لم يُرد أن يسمعها تتحدث عن أي رجل غيره ولكن شعر أنها بحاجه للفضفضة وإلا لم تكن لتتكلم .. وعلم أنه سيسمع الأسوء .. وكان مُتحفزاً .
فمد ذراعه القوية يسحبها إلى صدره عنوه ويهمس لها
: ودك تتكلمين , تكلمي هنا وأنا ألعب بشعرك , بس هااا ما رح أضمن وش بسوي فيه طليقك لو شفته بيوم .
باغتها وحرر خُصلات شعرها المبلول الذي انتشر على أكتافها .. وخلل أنامله به وثبت رأسها على كتفه .. فقد شعر انها تخجل للنظر لعينيه مباشره .. فاليكن هكذا اليوم وبعد هذا اليوم سيُعلمها أسرار النظرات .
أردفت براحه وهي تعبث بطرف الفراش بأصابعها الرقيقة الذي يُغطي نصف أجسادهم
: حاول يقرب مني بس ريحته سطلتني وقدرت اهرب منه الليلة الأولى وبعدين فهم أني ما ابغاه وحبسني شهرين ببيته ومنع عني الطلعة وأخذ تلفوني وصار كل يوم يمسيني بضرب ويصبحني بضرب يحرمني من الأكل وأحياناً يجبرني أكل اكل منتهي صلاحيته ومويه ملوثه , وكل ما قرب مني كنت ادفه بسهوله جسمه كان ضعيف واهرب للحمام الله يكرمك , وأيام كان يجيب أصحابه الزيه وانا طول اليوم محبوسه في الحمام عشان لا يسولي شي كنت أخاف كثير منه وللحين أحس بهالخوف , يعني لما قربت مني
ـ شعرت بجسده يتشنج وأردفت ودموعها تتساقط على عينيها ـ
وفي يوم بالصدفة لقيته ناسي جواله
ـ نظرت له وهي تجهش بالبُكاء وهو كان ينظر لعينيها بعُمق وكل الأفكار المتوحشة ترافقه ليفعلها بذلك القذر الذي حطم هذه الجوهرة ـ
الحمدلله اني كنت حافظه رقم جوال جواد ما كنت أقدر احفظ الأرقام واشوفها صعبه
ـ بدأت تتكلم بسرعه ـ
بس رقمه كان مميز وحفظته بسهوله وما ظنيت اني بحتاجه في يوم , دقيت عليه ووصفته مكاني العرفته بالصدفة وانتظرت وحسيت اني انتظرت سنين لين وصل لي وأخذني بالقوة , اتذكر انه نسي جواله ودخل وضربني ورماني على الجدار لين وصل جواد وهو كان رح يطلع من البيت
ـ خفتت نبرتها ـ
ما قدرت اقول لأحد السواه فيني جواد عرف كل شي بنفسه ما قدرت اتكلم , وصار الطلاق واهلي عرفوا انه كان يضربني بس وبابا قال مو عذر اتطلق عشان كده , وبعدها بابا صار شديد علي بالروحه والجيه وبكل شي وزاد علي بعد ما طلع كلام عند الناس , كنت ضعيفه ما أقدر ادافع عن نفسي عندهم ما احد رح يصدقني وهو الرجال وانا الحرمه .
عضّ على شفتيه بقوه ولم يشعر بالألم الذي سببه لنفسه .. وهو يتجرع ألامها وظلمها من الجميع حولها .. ووعد نفسه بأنه سيعوضها عن كل أذى تسبب لها به ذلك الحقير المُتخلف .. فهي تستحق كل خير
فقط عده أشهر جعلته بها ملكاً عندها ..
وحان دوره كي يُدللها كما تستحق .
سحبها أكثر وهو يمحي دموعها عن وجنتيها ويهمس
: خلاص الحمدلله افتكيتِ منه ومن وجهه الودر , سود الله وجهه الحيوان .
مد ذراعه للمنضدة بقربه والتقط هاتفه المحمول وضغط عده ارقام في المُلاحظات .. وقرب الهاتف من وجهها وكفه الأخرى يُلامس وجنتها .. وقال
: خذي ذا رقم تلفوني احفظيه الحيييييين ,
لا سمح الله يمكن تحتاجيه بيوم من الأيام و جواد في اخر الدنيا ما رح يقدر يسويلك شي .
رمشت عده مرات وفغرت شفتيها قليلاً .. ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها التي وصلت لعينيها المُختلطة بالدموع .. ولم تستطع وانتشرت ضحكاتها .. وتعض على شفتيها لتكتمها .
ابتسم لأنه استطاع إضحاكها رغم أنه لم يقصد ذلك .. وقد أغاظته ليقول
: والله ما انت نايمه لين تحفظين رقمي ورقم امي وابوي ولمار وبتسمعيهم لي بعد .
خفتت ضحكتها وقالت بعفويه و البسمة زينت وجهها
: طيب , طيب لا تحلف رح أحفظهم بس مو الحين تعبانه وبنااااام بكره بحفظهم وأسمعهم .
: حلفت وخلصت , يلا خذي احفظي , عشان لا تتريقين مره ثانيه .
دفع الهاتف لها .. وامسكت به تراقبه بطرف عينيها .. وتُتمتم بالأرقام .. وكان شكلها مُضحكاً .
" يا الله أنا الحمارة وش خلاني اقوله عن رقم جواد وانا اصيح , صرت مسخرة "
اما هو فكان يُحيط كتفها بذراعه ويُراقبها والابتسامه تُزين ثغره .
بعد عده دقائق قالت وهي تتثائب من النعاس وتُغطي فمها بكفها .. وتعطيه هاتفه .. كان شكلها ناعم للغاية .. وسلبت لُبه بحركاتها الطفولية
: حفظت رقمك بس وأدري بكره بنساه , تكفى كفر عن حلفك مو قادره أحفظ الباقي نعسانه وبموت من النعس .
أخذ الهاتف يضعه في مكانه .. وقبل جبينها بعُمق .. ويقول بخشونة .. وداخله يتحارب ليُبعد نعاسها ويقضي باقي الليلة معها حتى وان اضطر للذهاب إلى عمله مُواصلاً بدون نوم
: بسم الله عليك من الموت , بكّفر بس بكره بتحفظيهم كلهم , ما تدرين وش يصير بعدين لا سمح الله
ـ وبنبره أمر ـ
يلا نامي بحضني .
اغلقت عينيها بهدوء ونفذت أمره كالأطفال ورأسها يميل على كتفه .. مسح على شعرها المُبلل , صحيح !! لقد نسي ان يطلب منها تجفيف شعرها كي لا تمرض ..
دثرها جيداً ودثر نفسه وهو يُجبر نفسه ان يتوقف عن تأملها وينام لبعض الوقت
كي يذهب لعمله ببعض العقل .. ويستجمع نفسه .. رغم ان بعض الأفكار الخبيثة تراوده ان لا يذهب لعمله غداً .
***