لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-16, 03:36 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312775
المشاركات: 66
الجنس أنثى
معدل التقييم: نعجتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدFrench Guiana
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نعجتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 

الفصل الرابع عشر

عض شفتيه وهو يرى تلك الصورة التي تزين مكتبه خاله كان في أوج شبابه حيث أن شعره كان أسود بسواد الليل ولحيته وشنبه الكثيف تزين ذقنه بسوادها القاتم تذكر أنه مره رأى ليليان بالخطأ دون حجابها وكم أبهرته بطلتها ذلك اليوم
*
ذهب لمنزل خاله ليزوره كعادته ويطمئن على والدته واخته التي سمع صوت ضحكاتهم القادمة من غرفه الجلوس تقدم بخطواته الواثقة وظن أنهما لوحدهما بغرفه الجلوس أخبره خاله أن يأخذ راحته لأن زوجته وابنته في زياره لأقربائهما تشنجت قدماه وصعقت عيناه بتلك القمر الساحرة ليليان قدماه تشبثتا بالأرض بقوه لم يستطع الحراك يعلم أن ما فعله خطأ وكم باتت تكبر أخطاءه هذه الآونة كان عليه أن يغض البصر إلى أن تصبح حلالاً له ليتأملها كما يريد بلا حواجز وبدون أي حدود يمسح على شعرها الأسود بكفه ليسحبه بخفه إلى صدره يشبع عينيه من بريق عينيها الفضيّ كالقمر عينيها كالقمر و وجهها صغير وكل شيء يضمه صغير , اتسعت عيناه من هذه الأفكار التي لا تمت للبراءة بصله أبداً , كانت تضحك بخفه لدرجه لم يسمع صوت قهقهتها الناعمة شعرها الأسود منسدل كشلال بنعومة على جسدها القصير عينيها الفضية تلتمعان ببريق أخاذ أسرته حد النخاع اعتلت الحمرة وجنتيها لكلمه ألقتها أخته بإعجاب ليلاحظ خديها المكتنزين كالطماطم , وجنتيها وآه منهما كم هما مكتنزتين وكم يرغب الآن بقطع المسافة بينهما ليعض وجنتيها ويأكلهما بنهم استوعب فداحه غلطته وأفكاره التي لا تصلح ليفكر بها الآن وإلا سيتعب نفسه كثيراً و تراجع قليلاً فقط وتذكر مديح أخته لها وكلامها عنها وعن طيبتها منذ أن تعرفتا على بعضهما وكان قد عشقها من كلام أخته أولاً ومال لها و الأذن أحياناً تعشق قبل النظر فكيف به وهو قد عشقها بالحالتين ليصر عليها ولم يعد يريد الزواج بغيرها
*
دقق بملامح خاله بالصورة كانت مثل ملامح تلك القمر ليليان نفسها بل تشبهه كثيراً هل من الممكن أن يكون .... , نفض رأسه من هذه الأفكار المستحيلة لن تتجرأ تلك العائلة على ذلك وتبديل البنتين فذلك مستحيل ويخلق من الشبه أربعين , كان هو وعاصم يحيطانه بنفس الصورة من كل جانب وهما في سن المراهقة وضع الصورة بنفس الصندوق ورفع أغراضه مشى قليلاً متجاوزاً مكتبه و فُتح الباب وذُهل مِن من يقف خلف الباب واتسعت عينيه بذهول وسقط الصندوق من بين ذراعيه هامساً بصوتٍ خافت
: يبه
ازدرد الآخر ريقه وانحنت ملامح وجهه وحاجبيه بحزن دفين , حزن عميق لم يستطع كبحه من نظرات ابنه المصدومة له , وهل له أن لا يعرفه مع مرور كل تلك السنين وهو قطعه من جوفه وجزء من رائحته وروحه , ولم يستطع هذا الريق المرور عبر حنجرته وقف كالغصة ببلعومه وهو يرى بِكره وفرحته الأولى شاب من زينه الشباب بهذه الدُنيا وقد طال قده وعرض منكبيه وصدره وخطت الشُعيرات وجهه بكثافه , رباه كيف كان عندما تركه طفلاً وكيف أصبح رجلاً بعد كل هذه السنين لم يتوقع رؤيته الآن وبهذه الحال ولم يرد أن يكون اللقاء بهذه الطريقة المفاجأة لهما , هل يستطيع أن يشعر بالفرحة والألم سوياً للقائه بهذه الصدفة الغير مقصودة تنحنح بخفه غير مسموعة ووضع قبضته عند فمه كحركة أمان ليهمس بصوت مسموع وأنفاسه الملتهبة ترتطم بقبضته وكأنها ستحرقها من هذا الشعور الذي يشعر به
: ذياب
كان يرمش بعدم تصديق لذلك الوجه الذي يراه لم تتجاوزه الصدمة حتى الآن هل هو والده حقاً أم انه من شوقه والرغبة في معرفه التفاصيل عنه في الماضي تجعله يتخيله والدته وخاله كانا يقولا أنه رحل عن هذه الدنيا ولم يعد وأمه هي من نَمّت حب والده في قلبه كانت تتحدث عنه بالخير دائماً وأحياناً تتجاهل الحديث عنه وكأنها تتذكر ما يؤلمها لتبدأ بموجات حزنها التي تخفيها عن الجميع بمرحها المعتاد , أنه كما كان يراه بالصور تماماً وما يزيد هو الشعر الأبيض المخلل بين شعره الأسود وبين شعيرات ذقنه حالكة السواد والضعف الذي اتضح عليه بجسده الأقرب للقصر فذياب أخذ شبه الملامح من والده والبنيه الجسدية الضخمة المتناسقة من خاله ليتشكل ذئب ضاري من خليطين مختلفين بالجينات الوراثية .
تقدم ماهر خطوه صغيره نحوه لم يستطع منع نفسه من عناقه وضمه بقوه لصدره واستنشاق رائحته التي اشتاقها خطوته الصغيرة جعلت ذياب يتراجع بهلع هادئ نوعاً ما للخلف , رباه كان يمني نفسه دوماً بحياة والده عاش من أجل يرفع رأسه وهو تحت التراب فلم يسمع عنه إلا خيراً من والدته وخاله لكن رأسه تشوش وكثيراً في ذلك اليوم فقط عندما وصله اتصال من شخص غريب يقول له تفاصيل الماضي ويرسل له تقارير المستشفى التي تخص انتحار والده ويكتشف ان هذه التفاصيل مجرد خدعه ليس إلا فوالده لم يمت منتحراً أو مريضاً أو بحادث بل هو حي يرزق أمامه يوجد أمر ما مخفي ولهذا لا يستطيع الاقتراب , هناك حلقه مفقودة عليه أن يعثر عليها , رفع كفه المرتعشة أمام والده ليقول بحشرجة وصدمه ما زالت تعلو وجهه ويرفض بعنف هذا الاقتراب الذي كان يتمناه كل هذه السنين
: أنا للحين مو مستوعب وقفتك قدامي صارت أشياء كثير و مو قادر أستوعب وجودك هنا أسأله كثير براسي أبغا جوابها , أخذ نفساً عميقاً ليزفره تدريجياً وبحذر و يتمالك نفسه ويهتف بهدوء , مثلاً وين كنت كل هالسنين ؟! وليه رحت ورجعت الحين ؟! وليه الكل كان يقول أنك ميت وأنت عايش . يعني حياتي كلها طلعت كذبه وكذبه كبيره بعد
مرر ماهر لسانه على شفته السفلى كان لابد من المواجهة في يوم ما وعليه أن يخبره بكل شيء حتى وأن كرهه ابنه لما فعل عليه أن يقول الحقيقة دون أن يحرف بها اختفى مجبراً وعاد مجبراً لم يكن يرغب في العودة ولكنه تعب من التخفي طوال هذه السنين كشخص مجهول بلا هويه قال بصوت قد أخذ عليه الزمن ما أخذ
: بقولك كل شي يبه كل شي تبي تعرفه بس مو الحين , كز على أسنانه بشوق كبير يغمره , الحين خليني بس أخذك لحضني وأشم ريحتك ما تدري وش كثر أشتقتلك انت وبيلسان
عقد ذياب ملامحه بشده وكاد أن ينطق بالرفض الحاد , ليس قبل أن يعرف كل ما حدث بالماضي والحاضر قاطع أفكاره دخول خاله المتفاجئ بصدمه لمكتبه
***
كم هو صعب أن تحاول إقناع أحدهم بأمر أنت غير مقتنع به ولكن المؤلم أن هذا الأمر يجب أن يكون وأن يحصل كم باتت حياتها نوريه لديها ابنتان واحده منهما هي روحها التي لا تتخلى عنها وقلبها الذي ينبض والأخرى باتت تتعرف عليها قريباً وأصبحت قريبه لقلبها بمرحها وخفه دمها الذي يشبه الماء المخلوط بالسكر , هل يمكن للإنسان ان يحب ابن ليس من صلبه فقط بمجرد أن قام بتربيته عده سنوات ظناً منه أنه ابنه الحقيقي ألا يقولون أن الأم تشعر بطفلها إذاً لم تشعر عندما وضعوا ابنه غير ابنتها الحقيقية بين أحضانها في المستشفى أم في تلك اللحظات كانت غامره في فرحتها بطفلتها التي ولدتها حديثاً فلم تشعر , تنهدت بعمق وهي تجلس بقله حيله بجانب ابنتها لتقول بضجر
: نوران وبعدين معاكِ حرام عليكِ أبوك يبغى يشوفك من أول مو معقول تعرفتي على جيجي و أخوكِ وزوجته وساحبه على أمك وأبوك حتى جيجي صارلها كم مره تقولك تعالي بما انك مو راضيه ابوك وامك يجونن هنا واقترحت كم اقتراح عشان تختاري اليريحك
برمت شفتيها بنزق : ما كنت بتعرف عليهم بس حطيتوني تحت الأمر الواقع ماما أنا ما أبغى أبعد عنك أدري أنهم ما رح يحبوني هم ربوا جيجي طول هالسنين أكيد يحبوها أكثر مني ورح يجاملوني عشان كذه ما أقدر أروح
ابتسمت شعاع برقه لتقول : لا تقولي كذه حبيبتي صح ممكن يحبوا جيجي أكثر بس لما يتعرفوا عليكِ أكيد رح يحبوك أنت بنتهم وكل شي يثبت كذه
نظرت لأمها بألم لتقول وهي تفرك كفيها ببعض بغيه جلب الدفء لهما : طيب أنتِ رح تحبي جيجي أكثر وتكرهيني بس تتعودي عليها
سحبت شفتها السفلى تحت اسنانها بخفه وتأثر وهي تفتح ذراعيها وتستقبل ابنتها بكل حب لأحضانها وتمسح على شعرها البندقي قائله بصدق : مستحيل أحب أحد أكثر منك أنتِ روحي وقلبي وكل شي بحياتي من لما جيتي على هالدنيا نورتي حياتي بس برضو مو معناته أكره جيجي أحبكم أنتوا الثنتين بناتي
ابتسمت براحه وهي تعانق والدتها أكثر لحضنها فهي حنونه عليها كثيراً ولن تتحمل فقد حنانها تحاول تنفيذ كل طلباتها وتعبت معها كثيراً في تربيتها بدون مساعده والدها المزعوم قالت بهدوء : طيب خلاص رح أشوفهم عشانك
تلكأ رأس نوران على صدر والدتها لتقول بصوتها الحنون : مو عشاني عشاك أنتِ يا قلبي
أرسلت شعاع رساله لمنصور أفضل من التواصل معه صوتياً حفاظاً على عفتها كونها ما تزال متزوجه ليحددا موعد تقوم به نوران لزيارتهم في المنزل , و احتراماً وتقديراً لها كونها ام ابنته قام منصور بدعوتها أيضاً والتعرف على والده نوران الحقيقية ورؤيه ابنتها الحقيقية التي اشتاقت لها وكانت تسمع صوتها وحسب هذا الأسبوع ولكنها لم تحدد له أن كانت ستأتي أو لا
أغلقت الهاتف وقالت بهدوء : جهزي نفسك حبيبتي رح تروحي لهم بكره ان شاء الله قال أبوكِ حيرسل السواق ياخذك
التفتت إليها نوران قائله : طيب ماما تعالي معي خايفة أروح لحالي جيجي يوم جت , جت مع زوجه أخوي مو لحالها
ظهرت غضنه ما بين حاجبيها الرقيقين لتقول بنعومة : حبيبتي أنتِ وش أروح أسوي ما أعرف أحد هناك صعبه روحتي لهم , لم تخبرها أن والدها قد دعاها ايضاً حتى لا تصر عليها
التفتت نوران إلى التلفاز لتقول منهيه الحديث : خلاص أجل ماني رايحه اعتذري منهم
شعاع بضجر من دلال ابنتها : أوووف خلاص طيب بروح معك وأمري لله بس ما رح أطول لين تتعودي عليهم شوي وبطلع
أومأت نوران رأسها بسعاده لتذهب لغرفتها وتحاول إيجاد شيء مناسب لإرتدائه للغد فهي تعلم أهم أنيقين جداً لثروتهم ولا تملك شيء لكي تتأنق به مثلهم ولكن لا يهم يكفي أن والدتها تحبها وتحاول إسعادها دائماً وهي تشقي وتتعب نفسها من أجلها استقرت على بلوزه سماوية اللون منثور عليها زهور الأقحوان الصفراء اشترتها حديثاً ولم تهترئ بعد من الغسيل لتضعها جانباً مع بنطال من الجينز الأزرق وهي تشعر بالتوتر تارة وبالخوف تارة أخرى من هذا اللقاء
***

 
 

 

عرض البوم صور نعجتي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-16, 03:37 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312775
المشاركات: 66
الجنس أنثى
معدل التقييم: نعجتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدFrench Guiana
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نعجتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 

تجلس في منتصف سريرها وهي تمسح على بطنها بكل رقه خشيه إيذاء طفلها وابتسامه محببه تتراقص على شفتيها وتشعر بتلك السعادة التي ترفرف حولها كفراشه بأجنحه ملونه وتنثر عليها بريق آخاذ ملون يجعلها تعيش أجواء حالمة براقه مع نطفه صغيره تحتاج لعده أشهر بعد كي تكبر في بطنها تدريجياً وتخرج لهذه الدُنيا , رغم أن مخطط السفر قد أفسد فهذا لا يهمها بمقدار ذره و فرحتها بعد كل هذه السنين لتحمل بجزء منها ومن حبيبها , وجهت حدقتيها البنيتين للباب عندما شعرت بوجود أحدهم لترا حبيبها يتكتف ويميل بكسل على إطار الباب وهو يتأمل سعادتها التي تشع من عينيها بنظرها لبطنها التي لم تنتفخ حتى الآن ويقطع المسافة بينهما بخفه , خلع حذائيه وثوبه وارتدى منامه قطنيه مريحه للبيت وأستلقى على جنبه ويرفع رأسه بباطن كفه ويضع كفه الخشنة فوق كفها الناعمة المستقرة على بطنها لينظر بعمق عينيها وتتراقص ابتسامه على ثغره رداً على ابتسامتها البراقة , هما الاثنان لا يحتاجان للكلام من بين شفتيهم كي يعبرا عن حبهما وعشقهما نظراتهما المتلهفة تحكي الكثير والكثير عن حبهما الكبير , رغم سنوات زواجهم الأولى كانت صعبه جداً لم يكن يفهمها وكان دائم الغضب وهي لم تكن تفهمه كما يجب وكانت تغضب كلما غضب ولكنهما تأقلما سوياً بمرور الوقت ليسيطر كل منهما على اختلاجاته ليفهما بعضهما ويعشقا بعضهما ويتآلفا معاً هو طلال وهي ليال
رفع نفسه قليلاً ولم يقاومها ليسحبها إليه ويغمر شعرها بقبلاته المتلهفة لها ويستنشق رائحته بعنف ويشد عليها ويهمس بشجن من بين شفتيه ويسند ذقنه على رأسها
: إيش سويتِ فيني عشان أشتاقلك كل هالشوق بس أكون بره البيت ما أصدق أخلص أشغالي عشان أرجع بسرعه وأحضنك وأبوسك وتنامي بحضني حتى الشباب عتبانين علي يقولون ما عاد نشوفك بالاستراحة
ابتسمت وهي تحرك كفها على صدره العاري وتعبث بشعيراته فهو دائماً يفتح أزرار المنامة القطنية ولا يحب إغلاقها لتقول بشغف : ما سويت شي حبيبي بس صرت أفهمك أكثر من أول زي ما تفهمني حتى صرنا نحب نجلس مع بعض دايماً مو زي أول كنت تطلع دايماً من البيت وما أشوفك إلا نادراً بس الحين خفت طلعاتك
رمش عده رمشات وهو ينظر لعينيها من تحت رموشه عندما رفعت رأسها له ويقول وهو ينظر لشفتيها : أكيد ما رح أطلع وأنتِ تهبلي فيني كل يوم اكثر
احمرت وجنتيها لتصبح لذيذة لا تقاوم وهو يغمرها بقبلاته الحارقة لشفتيها عندما لا يتمالك نفسه و اختلطت تأوهاتهما , هدرت أنفاسها الملتهبة قرب شفتيه ويشعر بحرارتها لتقول وهي خجله
: قلت لخالتي عن البيبي أكيد رح تفرح كثير
ابتسم وهو يحرك ابهامه على شفتيها المنتفختين بفعل قبلته العنيفة ويقبلها بكل نعومه وينهل منهما العسل قائلاً : لسه ما قلت لها بتجي اليوم من مصر ونقولها مع بعض وأكيد رح تفرح تنتظر هاللحظة من زمان والحين خلينا من امي , ليهمس بشجن ويتأوه , آآه تعالي خليني آكلك لذيذة أنتِ ما أقدر أقاومك أكثر
دفنت رأسها بصدره بخجل محبب إليه وهو يعانقها دون أن يضغط عليها كالعادة بسبب طفلهما الصغير , ليبعدها قليلاً دون أن يمل من عناقها داعب وجنتها التي كوجنه الأطفال بنعومتها وملمسها القطني ليقول بهمس
: انتبهي على نفسك كل يوم أذكرك لا تتحركي كثير حملك خطير مثل ما قالت الدكتورة
أومأت برأسها وهي تغمره بعاطفتها العنيفة المشتاقة إليه
***
تتهادى بمشيتها بدلال يليق بها متجهة بخطواتها الرقيقة إلى غرفه الجلوس جلست بخفه لتضع قدم فوق الأخرى وهي ترسل نظراتها لزوجه أخيها التي تجلس بأناقة كعاده هذه العائلة على شاشه التلفاز قالت بنعومة
: رشا مشغولة ولا كيف بكلمك ضروري في موضوع
التفتت لها رشا بابتسامه محببه وهي ترى ملامحها المتوترة لتختفي ابتسامتها وتهمس بوجوم : بسم الله عليكِ يارا وش فيكِ
نهضت يارا بخفه لتجلس بجانبها على الأريكية وتهمس بخفوت كي لا يسمعها أحد : القلتلك عليه من قبل وكان مخوفني تأكدت منه أمس ذياب يبي يتزوج ليليان معجبته البنت
تنهدت رشا براحه وهي تضع كفها على صدرها : آآه يا رب خوفتيني وأنا على بالي عندك سالفه طيب وكيف عرفتِ يعني هو نادر ما يشوفها هنا خاصه أنه يعيش بره مو هنا يمكن تتخيلي
يارا بدبلوماسية : أنا أعرف ولدي يمكن ما يوضح أنه معجب فيها مره بس شكيت شوي ولازم أحذر و أتأكد عشان أتلافى الموقف وقلتله بخطبلك التبيها وكذه لين قلت اسمها وابتسم بس وقال سوي التبين ذياب يقولي سوي التبين متخيله
رشا باستفسار : طيب حلو ليليان طيبه والكل يحبها وحتسعده أكيد وأنتِ تحبيها ما في أي مشكله من إيش خايفه
يارا بهم : أدري أني أحبها وهي طيبه وما شفت منها إلا كل خير بس ما أبيها لولدي أبغاله الأحسن دايماً وهي مره بسيطة وهاديه وما عندها شخصيه وخاصه أهلها ما أطيقهم يعني شايفه الفرق بين التربيتين أهتموا ببنتهم وخلو بنت اخوي لين صارت كذه قليله أدب وما تتعاشر وش يضمني بعدين أنها ما تمثل وكله خدع
رشا وهي تعبس قليلاً بملامحها ورطبت شفتيها : طيب وش بتسوي الحين
قالت يارا بتفهم وهي تتذكر ما حدث مع أخيها عندما أصر على خطبه إحدى الفتيات من مستواهم المادي والاجتماعي ولكن والدهم رفض بعنف بسبب بعض المشاكل بين العائلتين ليجبره والده على الزواج برشا ويتزوج بعدها بفتره عندما أنجبت له عاصم من تلك الامرأة : الحين أنا لو قلتله لا وأصريت وما خطبتها له رح يتعلق فيها أكثر ويصير يبغاها أكثر وأكثر وكل ممنوع مرغوب لازم أبعدهم عن هنا فكره يعيشوا معنا طول العمر ما تناسبني أبداً وما أقدر أخلي أهلها يتدخلوا بشكل ويمنعوا هالزواج أدري أنهم بوافقوا خاصه ناريمان هاذي شكلها طماعة .
لم تنتبها لتلك الآذان التي سمعت الحديث منذ أن التقطت أذنيها أسمها لتعود أدراجها بحزن يغمرها لأعماقها .
فغرت رشا شفتيها لتنطق ولفت انتباهها دخول عبدالكريم بشكل مرهق لتعتذر من يارا وتذهب لاستقباله أمسكت بكفه وهي تنظر له بوجوم من شكله لتهمس
: الله يعطيك العافية
رد عليها بابتسامه باهته : الله يعافيكِ تعالي الغرفة بقولك شي مهم
أومأت برأسها لتحضر له القهوة التركية المرة بدون السكر يحب شربها كل يوم بعد عودته من العمل وقبل النوم وأصبحت لديه مناعة من القهوة لا تجعله يتنشط بل على العكس عندما يشربها فهو يشعر بالنعاس فوراً ويرغب بالنوم , قدمت له القهوة لتجلس بجانبه على طرف السرير وتربت على فخذه قائله بصوتٍ رقيق
: كيمو وش فيك شكلك تعبان صار شي بالشركة
مالت شفتيه بابتسامه وهو يحدق بها وبوجهها وقد ظلمت معه كثيراً ليقول ما اختلجه فوراً متجاهلاً بعض الشيء سؤالها عنه : تدرين أنتِ أول وحده تتجرأ تدلعني و تناديني كيمو صح بالبداية كنت أعصب وأتنرفز وأحس أني بزر يتدلع وأقول دايماً نادوني عبدالكريم و بس و مع الوقت تعودت عليه زي ما تعودت يارا وصارت تتجرأ وصارت تناديني فيه , التفت بجذعه إليها وهو يقبض ذقنها بقبضته برقه ويداعب شفتيها بإبهامه , بس حتى من شفايفك غير " كيمو "
ابتسمت بخفه وهو تعبث بكفيها بتوتر وتنظر لحِجرها تحاول مداره خجلها فهو لم يكن يوماً جريئاً معها بهذه الطريقة ويقوم بمغازلتها هكذا كان لطيفاً حنوناً تقوم بواجباته يفعل ما عليه حتى بوقتهم الحميمي معاً لم يكن ينطق ولم يصرح بالغزل بل كان صامتاً كما تصمت هي ويكتفيان بالتأوهات والأنفاس الملتهبة والمشتعلة بحمم بركانيه , لا تعرف ما الذي حدث فجأة ليتغير معها ولكنها تدرك أنها هي من تغيرت أصرت وثابرت منذ عده أشهر على أن تتغير كلياً شكلها طريقه لباسها وحركاتها حتى معه هو تغيرت , تغيرت من أجلها هي كي تشعر بأنوثتها التي كادت أن تتضح أنها عجوز شمطاء وهي لم تنهي عقدها الثالث حتى الآن لا من أجله هو , هل من الممكن أن تكون هي السبب في كل ما حدث في الماضي هل يمكن أنها هي من دفعه لأحضان تلك المرأة وبعد أن قررت أن تتغير لأجل نفسها هي لتحب نفسها تجده هو تدريجياً يتغير معها ليسعدها كما تحاول إسعاده وإسعاد نفسها بللت شفتيها بتوتر لتسمع همسه بصوتٍ أجش : طالعيني
ازدرت ريقها وتشعر أنها فتاه تزوجت حديثاً ما هذا الخجل الذي تشعر به ينهشها وينخر عظامها لم تشعر به من قبل حتى وهي عروس لأنه ببساطه لم يكن يهمس لها بلهفه وحراره هكذا لترتطم أنفاسه الحارة بإذنها , نظرت له بهدوء وخجل واكتست الحمرة وجهها وهي ترمش لترى ابتسامه خبيثة تتراقص على شفتيه همهمت بكلمات غير مفهومه , ليسرق قبله عميقه من شفتيها جعلت عينيها تتسعان وهي تراه مغمض العينين بشجن ويغرق في رحيق شفتيها لتغمض هي الأخرى عينيها وتغرق معه , حتى حراره هذه القبلة وطعمها مختلفة تجربها لأول مره دائماً ما كانت قبلاتهم بارده بلا روح أو حياه باتت تشعر بذلك الفرق وتدرك أنه يشعر مثلها , ابتعد وهو يلهث وأنفاسه تتصارع للخروج عليه أن يأجل هذه العاطفة لليل لا يعرف ماذا حدث له فجأة ولم يتمالك نفسه لتقبيلها عندما رأى حمره خديها كان دائماً يستطيع الصمود أمام سحر الأنثى ولكن الآن تحديداً شعر بشيء يجتاحه لم يستطع إيقافه ليقول وهو يتنفس بسرعه
: أسمعي خلينا نكمل شغلنا بالليل في شي مهم وودي تكوني جمب يارا أعرفها حساسة وما رح تتحمل
بللت شفتيها تداري خجلها وتقول بوجوم : خير أن شاء الله
عبدالكريم بدون مقدمات : ماهر رجع بعد ما الكل عندهم خبر على أساس أنه ميت
وضعت كفها على فمها الذي انتفخ قليلاً واتسعت عينيها بصدمه فلا أحد يعرف ما حدث بماهر وأنه على قيد الحياة غيرها هي وعبدالكريم ويارا
***
يستنشق عبير الهواء الذي يتسلل بخفه عبر نافذه السيارة يداعب وجهه وتطير معها خصلات شعره الداكنة وتتدلى على جبينه الأسمر وابتسامه جذلى تتراقص على شفتيه بسعادة فليس هناك سعادة تضاهيه وقد عادت والدته وأخته من رحلتهما وبعد عده أشهر سيحصل على طفل من حبيبته وزوجته يبقى بين ذراعيه مرت سنوات عجاف في انتظاره ليتشممه كما يتشممها ويقبله بخفه كي لا يأذيه , تطلع بطارف عينه لوالدته الساكنة بقربه وهي تتأمل شوارع عروس البحر الأحمر بسكون وعمق يعلم جيداً أنها اشتاقت لموطنها فالإنسان ولو سافر إلى عده أماكن لا يستغني عن راحته في بيته وموطنه , ليبتسم أكثر وهو يسمع همس أخته التي تجلس بالخلف بابتسامه مرحه خفيفة : طلول وشوله شاقه البسمه وجهك عساها دووم بس أكيد موب عشانا جينا
ارتفع حاجيبه واتسع شدقه ليقول مازحاً مخلوط بمرح كما هو دوماً : أفا يا ذا العلم يعني قصدك مو مبسوط لأنكم جيتوا إلا بالعكس طاير من الفرحه وفي شي ثاني بعد بس نوصل البيت بقولكم
روان بحماس وهي تسند ذراعيها على كرسي والدتها وطلال وتطل برأسها الصغير بينهما : لاااا قول تكفى حبيبي حمستني مره
عبست حنان ما بين حاجبيها وكعادتها تكره بناتها ولا تتقبل منهم كلمه أو حركه بسيطة لتنتزع من وجههما تعابيره : أقول يالزفته ارجعي ورا انثبري واحترمي اخوك الكبير وانت تحاكينه مو أصغر عيالك هو و تدلعينه بعد
تنهد طلال بصوت غير مسموع ووالدته سبباً ببعد أخواته عنه وعن قلبه روحياً فسديم باتت تخجل منه كثيراً وبعد زواجها أصبحت تخجل بشكل أكبر و ها هي أخته الصغرى كانت تمرح معه كثيراً ويمزحان سوياً وأحياناً تشاركهم حبيبته ولكنها تبتعد عنه تدريجياً أيضاً وبات الخجل يغزوها بعض الأحيان لأن والدته بكل بساطه تضع حدوداً بينهم في كل مره وخط أحمر عليه ممنوع الاقتراب , أدار رأسه قليلاً بعد أن توقف على الإشارة : وش دعوه يمه ما قالت شي عادي ما بي خواتي يستحون مني بالعكس أبيهم ياخذون راحتهم معي
ثم مد يده خلف الكرسي من اليسار حيث لا تراه والدته وامسكت روان بكفه وكأنه يدفع بها الثقة ويقول أنه لن يتركهم وسيبقى بجانبهم يعاونهم دائماً وأبداً شد على كفها وهي متأثره من شعورها لولا الله ثم وجوده بحياتهم لما استطاعت هي وأختها اكمال دراستهم الثانوية حتى الجامعة دخلتاها بالقوة مع اصراراه ومساندته ضد والدتهم كانت تتمنى أنه ليس بأخيها لتتزوجه وتنعم بحنانه ودفئه وتحسد ليال التي حظيت به وتتمنى زوجاً مثله رغم أنها تعرف أن لا مِثل لأخيها الحنون , حتى يامان تعلم أنه لا يريد أختها ولن يرأف بها ويساندها فسديم شكت لها وأخبرتها بكلامه القاسي عنها ورفضه الأقسى , ربما هما هكذا كتبت لهما لعبه القدر اب مريض نفسي يحب تعذيبهما و تركهما منذ زمن ولا يسأل بهم وأم لا تحبهم لأنهما سبب مشاكلها ومعتقدات عقيمه بأن الفتاه لا تجلب إلا العار وعليها الإغلاق عليهم بالمنزل وحبسهم بسجنٍ انفرادي مؤبد بعيد عن العالم حتى أخذها لها لمصر ليس من أجل أن تستمتع فقط كي تخدمها وتفعل لها ما تريد وزوج أخت متمرد قاسي لا يريدها وأجبر عليها
أو أُحرج بشكلٍ أصح ولا تعلم ما تعانيه أختها المسكينة معه من جبروته و لا تعلم ما نصيبها مع زوج مجهول الهوية ولكن بالتأكيد لن يكون أفضل لم ترى رجلاً جيداً بحياتها غير أخيها فقط وعمها ماهر الذي تمنت لو أنه هو والدها و عمها الروحي منصور الحنون , تنهدت بصوت خافت عندما رأت رخام الفيلا التي تضمهم وتضم جراحهم وأحزانهم وآلامهم وأفراحهم ومزاحهم وضحكاتهم النادرة لتترجل بهدوء كما تربت وتعودت
,
اشتاقت لمنزلها كثيراً وبالأخص لسريرها المريح الصغير كم ترغب بالصعود لغرفتها والاستلقاء عليه والتمرغ بحناياه فهو من يمدها بالدفء والأمان والراحة تتأمل ضوء القمر من نافذه غرفتها هي ملجأها الوحيد عند غياب أخيها , سمعت تنحنح طلال لتلتفت بفضول وهي تلاحظ سعادته الغامرة منذ أخذهم من المطار
طلال ينظر لوالدته وأخته : أدري أنكم تعبانين وتدورون على السرير بس عندي لكم خبر ما أقدر أكتمه أكثر وأنتظر
عوجت حنان فمها وهي تلاحظ بشاشته وتغيره منذ كانوا بالسيارة ولم تهتم لتقول بفضول اجتاحها بعد كلامه هذا : هاو وش عندك يمه
طلال بسعادة : ليال حامل
***
يجلس على مكتبه بإرهاق يحدق بعمق أمامه مجموعه من أوراق العمل والأقلام وبعض الأوراق الصغيرة ذات الملاحظات يبحث عن طريقه ليخبر بها أخته الوحيدة عن ظهور طليقها دون أن تتأثر وتحزن و الذي رحل ولم يعرفوا أي شيء عنه ولكنه لا يجد الطريقة المناسبة بعد , أجفله طرق الباب ليرفع رأسه بتشتت وعينيه مصغره على الباب الخشبي الداكن و همس للطارق بالدخول , تمخطرت ريتا بمشيتها وقد خلعت حجابها خشيت أن يشكوا بها وهي قد اعتادت عليهم بسرعه لم يعد يهمها أمر الحجاب فهي منذ البداية لم تكن مقتنعة وكانت ترتديه لكي لا تضطر لتسريح شعرها قالت بدلال لا يليق بها ومثل عبوس ملامحها ببراعة دون أن تشعر بملامح عبدالكريم المتعبة والمرهقة
: بابا جبت لي الابتوب القلتلك عليه نفسي فيه من زمان
ابتسم عبدالكريم بتعب ويتجاهل ما يفكر به كي لا يحزن ابنته
: جبته لك يبه جبته من فتره بس انشغلت ونسيت أعطيكِ
أخرج من الدولاب الصغير لمكتبه كرتونين من الحواسيب المحمولة ويردف وهو يضع كفيه عليهما : واحد لك والثاني لليليان أعطيه لها , أنتِ وهي عندي واحد العيله ربتك وما قصرت معك وصرفت عليكِ وجا وقت نجازيهم
تصاعدت النيران لوجهها ليحمَرّ بغيظ وتقول بغلظه مختلطه بالغيرة وصوت حاد مرتفع قليلاً : بابا ليه تجيب لها ليه أنا بنتك أناااا مو هي والعيله التقول عنها شفت وش سوا فيني ما خلوني أكمل دراستي وهي دخلت الجامعة بسرعه وأهملوني
لوى عبدالكريم شفتيه قليلاً ويعرف صدق كلامها ولكن لا يستطيع انكار فضلهم : يا بابا ما فيها شي إيش ماصار هم ربوك 20 سنه وماهي قليله وبعدين موب هي أختك حبي لها التحبينه لنفسك
شمخت بذقنها وهي تصر على تنفيذ الفكرة التي برأسها : طيب بابا مو مشكله بعطيها
خرجت من مكتبه وهي تلمح بيلسان لتبتسم بخبث وتتقدم منها قائله : بيسو مو كنتِ تبين لابتوب وأخوك سحب عليك
عبست بيلسان بضيق : ذياب ما سحب علي بس مشغول ورح يجب لي بس يفضى
هزت ريتا منكبيها : ما عليه شوفي بابا جابلي لابتوب وواحد ثاني زياده خذيه ما ابيه
نظرت لها بيلسان بطارف عينها : خليه لك ما أبيه ولا أبي منتك وخري عني وعن وجهي يا كريهة
حركت شفتيها لليمين واليسار وهي تهمس لنفسها " عادي لو صار عندي اثنين لا ني أول ولا آخر وحده " لتتجه لغرفتها
,
كورت شفتيها الصغيرتين المغريتين وسحبت الهواء بعنف لتحتجزه بفمها وتنتفخ وجنتيها المكتنزتين أكثر وتصبح كالكرتين المملوئتين وتختفي غمازتها اليتيمة بوجنتها اليمنى وتزفر الهواء بحنق وتتنسم وجنتيها ولكنها لم تفقد امتلائها الطبيعي وهي تنظر لوالدتها التي تحدق بالتلفاز متحمسة مع حماس المسلسل وأبطاله لتقول بنزق وغيظ
تلعب بشفتيها وتفركهما ببعض : ماما شفتي ريتا وش سوت
نظرت لها ناريمان باستفسار وهي تهز كتفيها عابسة ما بين حاجبيها : وش سوت أنتِ تشكينها وهي تشكيك زي البزران الله بلاني فيكم
عبست ليليان أكثر لتقول : يعني ما يكفي أنها تتدخل بلبسي وشكلي وتجيبلي هديه لبس على ذوقها
ابتسمت ناريمان : فديتها بنتي هذاك قلتيها تجبلك هديه يعني ما عجبتك و ما تبينها تجيب تراها أختك عيب عليك استخدميها قدامها عشان لا تزعل على الأقل
سحبت شفتها السفلى تحت أسنانها لتقول بهدوء وتحفز : مع الأسف ما أقدر أستخدمها بعد اليوم فات الأوان
ناريمان : ليه
ليليان : خليتها خرقه لأرضيه المطبخ
اتسعت عينا ناريمان بصدمه وشهقت : عما بعينك وش جابت لك عشان تخلينها خرقه
ليليان بضيق : بجامه بلوزتها عليها راس حمار زي وجهها يعني مستحيل ألبسها معليش وبعدين كأنها تتنازل و تدخل هنا ما رح تشوفها أنا متأكدة لو أهديتها زي كذه بترميها حتى ما رح تخليها خرقه يعني لو جابت ميكي ماوس أو باقز باني ممكن ألبسهم وأحبهم , أشارت بسببابتها بمعارضه , بس راس حمار خير وين عايشين صح أني أسكت وأسكت وأسكت زي الخبلة بس كل شي له حدود وصبري له حدود كمان ما رح أسكت على حركاتها وكلامها من اليوم قرفتني هي وغيرتها
تنهدت ناريمان على هاتين الفتاتين اللتين تتشاجران دائماً وتتصارعان منذ طفولتهما وكانت ليليان الأهدأ دوماً بينهما والأرق ولكنها لا تسكت عن حقها أبداً
***
تنظر لدولاب ثيابها المهترئ والدهان الذي تقشر من عليه واتضح الخشب من تحته والدرفة المخلوعة جهة اليسار زمت شفتيها بإغراء لتختار البلوزة السماوية التي قررت ارتدائها بالأمس عليها أن تكون أنيقة هذا اليوم أكثر من أي وقت مضى هذا اليوم ستذهب لعائلتها وبالتأكيد كلهم سيكونون متأنقين حتى وان ارتدوا بنطال وكنزه عاديه وكم تشعر بالتوتر هي تتوقع أنهم لن يتقبلوها سريعاً فهم لا يعرفونها وهي لا تظن أنها ستتعلق بهم بسرعه ولكن بديلتها تبدو لطيفه ومرحه , تأنقت بسرعه لتركض لغرفه والدتها مبتسمه ببشاشة قائلة وهي تدور على نفسها
: ماما إيش رايك فيني
نظرت لها شعاع وهي تضع أحمر الشفاه باللون الوردي الفاتح دون أن تتبرج وتظهر مفاتنها بكثره قد تكون الجَمعة مُختلطه بين نساء ورجال العائلة , ابتسمت بحب
: قمر بسم الله عليكِ , نظرت لصندوق على المنضدة , تعالي يا قلبي
اقتربت نوران وهي ترمش وأخرجت شعاع طوقاً باللون الأبيض لتضعه على شعر ابنتها المصبوغ باللون البندقي وينتفخ من الأمام كبوني تيل وينتثر على أكتافها بنعومة طبيعة لتصبح هاله من الرقة والجمال
ارتدت شعاع عبائتها وحجابها مع ابنتها لتقول بعجله : يلا حبيبتي رح نتأخر وزي ما قلتلك لو جلسوا مع بعض الحريم والرجال رح أطلع ما رح أطول هم أكيد بكونوا قرايبك تعرفي عليهم وبعدين بجي أخذك
أومأت نوران بصمت لتتجهان نحو الباب وضعت كفها على العتلة بغيه فتح الباب , ليفتحها شخص أخر من الجهة الأخرى تلكأت كفها على العتلة لتبعدها بصدمه وتضم الكف لصدرها رمشت نوران بسرعه واتسعت عينا شعاع بصدمه لتترنح قليلاً وتوازن نفسها جيداً وهي ترى الرجل الأسمر بهيئته العريضة الطويلة وبجانبه أمرأه محجبة يتضح وجهها المشع ببياضه مع بعض الحُمرة التي تغزو الوجنتين المقعرتين من نحفها وخصلات متمردة شقراء تتمرد من حجابها وطفلين شقراوين أمامهما , همست والنفس لم يجد طريقاً لحنجرتها حبالها الصوتية تشابكت كشبكه العنكبوت وتوقفت عن عزف نوته الصوت الرقيق الذي شُهرت به فغرت شفتيها لتنهل وتسحب بعض الأوكسجين ولكن لا يحصل بل تحشرج صوتها وهي تتوقع ما ترى أمامها
: أحمممممد


انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور نعجتي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-16, 03:38 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312775
المشاركات: 66
الجنس أنثى
معدل التقييم: نعجتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدFrench Guiana
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نعجتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 

الفصل الخامس عشر


اختض جسدها لبرهه رفعت كفها المرتعشة بخفه وغطت فمها لتصطدم حراره أنفاسها بباطن كفها , اتسعت عينيها بذهول من هول هذه الكلمة , لتتحول بسرعه الضوء من مندهشة إلى قهقهات ناعمه كانت أول من استوعبت حجم هذا الخبر الصغير ولكنه يعني لهم الكثير والكثير ركضت رغم ارهاق السفر وبحثها عن السرير وقد فارق النوم عينيها لتتعلق بأحضان أخيها تعانقه بقوه وهي تهمهم بصوت خافت عند اذنه ولا تعرف ما تقول من سعادتها التي لم تخفها
روان : مبرووووك يا بعد الدنيا مبرووك الله يقومها بالسلامة ما أصدق بتخليني عمه على هالعمر توني صغيره ههههه
عانقها هو الآخر يتمتم برده عليها والابتسامه مازالت تزين وجهه الأسمر ولكن نظراته المتوجسة موجه لوالدته ارتعش جسده لرعشتها الواضحة يا ترى هل فرحت كما فرح له الجميع أم كرهها لزوجته سيعميها عن هذه الفرحة التي انتظروها لسنوات , قالت حنان بصوت متحشرج و لمع القمر خلف زجاج النافذة تلك اللمعة التي اخترقت بؤبؤ عينيها المختنقة بالدموع رمشت عده مرات تُداري هذا الدمع بعدم تصديق وارتعش جسدها الضئيل كالغربال
: تقوله وأنت صادق يمه حامل ليال حامل
مسح على شعر روان التي لم تفارق أحضانه بعد وهو يومئ برأسه وحدقتيه تلتمعان وسعادته تكتمل برده فعلها الهادئة ليطلق زفره مرتاحة
: ايه يمه حامل حامل بعد ثمان سنين
اغمضت عينيها بتأثر تمنع تلك الدموع من الهبوط على وجنتيها وهي تسمع هذه الكلمة مجدداً من لسانه كلمه لا طالما تمنت سمعاها منه , ترنحت بتعب باحثه عن شيء يسند طولها ضوء القمر اللامع جعله يدرك الدموع التي لمعت بمقلتيّ والدته , هبطت بجسدها المنهك على الأريكة ووضعت كفها على فمها تمنع شهقاتها من أن تصدح فلم تستطع كبت كل هذه السعادة التي تشعر بها بكت واختلطت دموعها بصوت شهقاتها لتغطي وجهها بكفيها بعد ان ازدادت جرعه الدموع والشهقات العالية خجلت , نعم خجلت من تعبير فرحتها بالبكاء أمام ابنيها , أفلت طلال أخته التي تنظر بذهول لوالدتها ولرده فعلها علمت أنها ستفرح ولكن ليس إلا هذا الحد ترقرقت دموعها هي الأخرى ورأت طلال يهرول إلى والدتهم ليجلس القرفصاء عند قدميها ويحاول ابعاد كفيها عن وجهها ويمازحها
: يمه تصيحين ما اصدق كل ذا عشان زوجتي النتفة حامل حتى ما قلتيلي أنك اشتقتيلي
كان يدغدع خصرها لتبعد كفيها ويتأمل وجهها النقي المليء بالتجاعيد و الحنان والعاطفة التي تخفيها بكل جبروت وقوه خلف قناع قاسي قرر أن يسقطه عن وجهها يعلم أنها طيبه جداً وتخفي كميه من الحنان لا تسع العالم فابتعاد والدهم جعلها تقسو كما لم تقسو من قبل , لا يعرف يشعر أن هناك حلقه ناقصه بخصوص والده , وتراه هو ابنها و رجلها الذي يحميها انها تحتمي به لا تريد أن تضعف مثل أخواته لا أحد يفهمها كما يفعل هو يعرف شعورها اختلاجاتها كل شيء , وقهقهت من بين دموعها من دغدغته وملاعباته وبعناد كالصخر لم تبعد يديها عن وجهها من خجلها الشديد لتهمس حنان بعد أن توقفت شهقاتها تعض على شفتيها من مشاكسات ابنها : طليل انقلع عن وجهي مارح اشيل أيدي الحين الحين انقلع
: أفا هاذي أخرتها انقلع طيب كم حنون عندي بنقلع وأمري لله
ابتعد عنها قليلاً وتحاول هي أن تكفكف دموعها وتزيح وجهها عنه كي لا يراها واجفلها ظله الذي جلس بقربها بقوه ليعانقها من جنبها يلف وجهها إليه يمسح تلك الدموع من وجهها قال بتأثر وصوته يتحشرج وكفه تربت على وجنتها
: فديتك يمه لا عاد أشوف دموعك ما تهونين علي
ابتسمت بخفه : من فرحتي يمه من فرحتي
تُبعد كفه عن وجنتها هبت تقبل باطنها ليبعدها بقسوة ويلتقط كفها ويغرس باطنها بين حنايا وجهه ذات الملامح الرجولية القاسية يقلبها بعمق يستنشق رائحه أمه العالقة به منذ الصغر
: تكفين لا عاد تعدينها يمه أنا بس الأبوسك على ايدك وراسك ورجلك والله ما يهينك أحد وراسي يشم الهوا
ابتسمت بحب لابنها وهي تربت على كفه لتعانقه وتقول : يوم كنت صغير كنت أنا الأبوسك على إيدك ورجلك وخدودك المنفوخة ما كنت أهين نفسي كذه
همس بشجن : جا دوري أردلك كل شي
حنان بلهفه وهي تتأمل وجه ابنها : وينها ليال وينها بشوفها
طلال : نايمه صايره نوامه وحامها كله نوم وجت على راسي أنا المسكين لا غدا ولا عشا ولا ملابس جاهزة بروح أقومها لك الحين تشوفينها
حرك جذعه للأمام ليقف فشبثته والدته ليجلس مجدداً : والله ما تروح تقومها خليها تنام نوم العافية عليها وين بتروح يعني خليها أعرف كيف وحام النوم
وزوجٌ ومن عيون كانت تشاهد بصمت بإحدى تلك الزوايا الداكنة تمنت وكادت أن تتقدم لتعانق والدتها وأخيها معاً عناق أُسري يعبرون عن فرحتهم الكبيرة التي انتظروها منذ سنوات عجاف تبكي معهم تغرق نفسها بعاطفتهم ولكن ساقيها خانتها من التحرك وبُتِرتَا في مكانهما تخشى أن تفسد لحظتهم الحميمية بين أم وابنها بنفور والدتها منها اكتفت بابتسامه مقتضبه عبرت طريق شفتيها ولم تطل بقائها لتختفي
***
غريب ، غريب ما تشعر به ، خواء ، رجفه ، رهبه من هذا المكان الفاخر ، لا تشعر انها بين عائلتها ، وجوه غريبه تراها اول مره ترمقها من حين لحين بعضها يقوم بتقيمها كوالدتها الحقيقية والبعض ترى نظرات الشفقه في وجوههم مثل من يسمون اولاد وبنات خالتها لا تعرف سر هذه النظرات هل من ما حدث بالماضي والتبديل الذي حصل أم بسبب حالتها وملابسها العادية التي اخفتها بعبائه قديمة مقارنه بثياب كل من يجلس هنا حتى من الرجال تلك الأناقة الفتاكة التي تفوح بأجواء المكان من كل فرد هنا رمقت شاهين بنظره سريعة لم يبدي أي رده فعل لا شفقه ولا غيرها هادئ وساكن يكتف ساعديه القويين إلى جذعه بهدوء واحدٌ منهم فقط من ينظر لها بلهفه غريبه وكأنه يعرفها من سنوات ويخشى الاقتراب لرده فعلها هو والدها الحقيقي رأت فيه مالم تره في نظرات والدتها الحقيقية بل انها مثل نظرات والدتها شعاع ، ازدردت ريقها وهي تشعر بالحرارة وقطرات من عرق بدأت تتسلل بخلسه من جبينها من هذه النظرات المختلفة تشعر بخوفٍ كبير ليتها ما أتت وبقيت مع والدتها بين دفئ أحضانها ولمساتها الرقيقة على شعرها , أجفلها صوت والدتها لم تستطيع تفسير نبرتها إن كانت تهكم او متعاليه
رانيا : إلا أنتِ وين تدرسين و إيش تدرسين
فركت نوران كفيها بتوتر على حضنها لتقول بصوتٍ خافت من الارتباك والخوف : أدرس اداره اعمال بجامعه عزوز
نظر يامان وسديم لبعضهما بوجوم فهما يعرفان خالتهما جيداً لدرجه أنها تريد الكمال بكل شيء و لا تعشق الاختصارات الكلامية المدللة ولا حتى ما تدرسه سيعجبها , قلقت أرجوان قليلاً ولكنها لم تعلق فأمها لن تفعل شيئاً لأول لقاء لابنتها بينما لم تظهرعلى ملامح شاهين الجامدة أي تعابير
عبست رانيا ما بين حاجبيها لتقول مصغره عينيها : جامعه وش
رمشت نوران ونظرت لوالدتها ببراءة : عزوز
لكزتها أرجوان على خاصرتها دون أن تتضح أي معالم على بشرتها الصافية , استرخت رانيا في جلوسها
لتقول بقرف حاولت أن تخفيه ببراعة وقد نجحت إلى على عينيّ الشاهين الذي يدرك كل شيء وبات يقلق على مستقبلها مع عمه منصور بتصرفاتها خاصه مع ابنتها الحقيقية التي يتضح تعلق منصور بها فهو يعرف أنه يحب البنات أكثر من الصبية بعكس خالته حنان ووجود ابنه ثانيه له يجعل السعادة تزين ملامح وجهه الوسيمة بقسوة رجولية
رانيا : قصدك الملك عبدالعزيز , ثم همست ولم يسمعها إلا منصور , هه عزوز كأنه أصغر عيالها
كان منصور يضغط بقوه على شفتيه وهو يسمع همساتها المعتوهة واراد أن يجيبها ولكن سيأجل المواجهة ولا يريد لجو العائلة أن يتوتر أكثر فابنته واضح عليها الخوف والارتباك ولم تخفى عن عينيه الحادتين رعشاتها ولا يريد أن يزيده عليها وأن تأخذ عنهم فكره سيئة ابتسم ليقول بصوته الأبوي الوقور مشجعاً لها وداعماً بكل قوه
: الله يوفقك يا بنتي وتنجحي وترفعي راسنا
ابتسمت ببهوت من صوته الحنون فوالدها الذي رباها لم يكن بحنانه أبداً لم تسمع نبره الصفاء بصوته من أي أحد من قبل , أساساً هي لا تتذكره كثيراً ألا يكفي أنه قد تركها مع والدتها ليغادر لسنوات طِوال عانوا بها مالم يعلم به إلا الله , ويعود إليهم اليوم بشكل مُفاجئ مع عائله جديده غيرهم هذا ما فهمته من الوجوه الشقراء الجديدة التي كانت تقف بجانبهم
لم تستطع خلع عبائتها المهترئة بسبب وجود أولاد خالتها فمنذ دخولها لم ترحمها والدتها من الاسألة تارة عن مكان سكنهم وتارة أخرى عن حالتهم المادية ومع كل اجابه يزداد ازدرائها وتلاحظ محاولتها لإخفائها هب منصور واقفاً ليقول
: يلا خلونا نطلع ونخلي البنات يا خذوا راحتهم من بعض
ابتسم باقتضاب لزوجته رادفاً : وأنتِ كمان تعالي
فور خروج أجسادهم الضخمة من الباب الخشبي العتيد زفرت نوران وكأنها حبست أنفاسها لسنوات من وجودهم الذي طغا على الغرفة وتقلص حجمها بفعل أجسادهم القوية القاسية بتكوينها ومتناغمة مع طولهم الفارع , همست نوران بحب وهي تنظر للطفلين يلعبان معاً بقربهم
: صح وين زايد و سيدرا ما شفتهم اليوم
شبكت أرجوان كفيها خلف رأسها وهي تريحه على ظهر الأريكة لتقول بحالمية وباندفاع دون ان تصمت أو تتوقف للحظه كي تأخذ النفس
: زوج الكناري يجددون شهر العسل سافروا للندن وخلوا ذا الشواذي عندي يعني مو شهر عسل بالضبط يعني هو شغل لزايد قطه ابوي عليه ونها رايح سياحه وبعد في زوج كناري ثاني توك ما تعرفتِ عليهم عيال خالتي طلال وليال كل واحد من خاله يعني ما جت لأنها حامل وخايفين عليها من الحركة يصير شي لا سمح الله صارلها كم سنه متزوجه ولا حملت بس بتشوفينهم ان شاء الله قريب , ثم خطفت نظراتها لسديم قائله بجرأة
: معليه سدوم ماني مستأذنه منك وبقطهم عليك ذا الشواذي طفشوني مووووت
ابتسمت سديم بحب : ما عليه حبايبي باخذهم وانتبه عليهم بس اول اعطي خبر لأمهم وأبوهم لو ما عندهم مانع أخذتهم علطول
اسبلت اهدابها براحه : لا ما عليك أنا أعرف أقنعهم
لتستمر فتره جلوسهم بين الونس والمزاح وهدوء سديم الرقيقة
***

 
 

 

عرض البوم صور نعجتي   رد مع اقتباس
قديم 08-05-16, 03:43 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312775
المشاركات: 66
الجنس أنثى
معدل التقييم: نعجتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدFrench Guiana
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نعجتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 

دُنيا
عجباً وماهي هذه الدنيا التي يقدسها الجميع
ويحارب بكل شراسه وعنفوان للبقاء فيها والتمتع بمتاعها المستهلك
الذي سينتهي لاما حاله ما كل هذا التعلق بها وكأنها امر لا يقدر بثمن إنما هي ليست الا طريق مُعرقل ومبعثر للآخرة
حيث هناك عالمان آخران مختلفان احدهما جنه وآخر نار ، كل يذهب آلى المكان الذي يستحقه
نساء مضطهدات من رجال أشداء جُبلوا على الصلابة والغلظة ، رجال ذو قسوه فتاكه لا يرحمون امرأه ضعيفه من المفترض ان تبقى تحت جناحه يحميها من نسمه هواء عابره ، ياترى هل كل الرجال مثله وبوحشيته ؟!
ام لانها لم تعرف رجلاً غيره خلال عشرون سنه وأكثر بقليل ، لم تستطع الغصة عبور حنجرتها وقبضته الفولاذية تُحيط بعنقها الوثير لتمنعها عن التنفس جيداً ، حبست انفاسها وجاهدت على ان تظهر تلك القوه الكامنة التي تمرنت عليها للسنوات الماضية التي عاشتها بضعف في أمل ان تراه يعود يوماً وهاهو قد عاد لينتهك كل ما تبقى من كرامتها وحقوقها ولن تسمح له ان يتمادى اكثر ، أعتلت الحُمره وجهها القمحي لتقول بخفوت وقوه ورأسها مرخي على الجدار الأبيض الباهت من ينظر اليه يشعر بالفراغ والخواء
: رح تطلقني مو بكيفك تختفي 15 سنه ما ادري عنك شي وترجع فجأه ومتزوج علي وعندك عيال وعائله ثانيه
مالت شفتيه بابتسامه متهكمه ليقول بثقه وانامله القاسية خففت وطئتها على عنقها وكفه الأخرى مدسوسة بجيب بنطاله الذي التف على ساقيه القويتين هامساً
: لا تحاولي تمثلي القوة علي عرفتك ضعيفه تتنازل عن كل شي بسهوله وللحين نفس الرعشة بجسمك ونفس الخوف بعيونك يعني بكل بساطه ادري انك مثل ما تركتك
قطبت حاجبيها بحده لتقول من بين أسنانها وقد استنزفت كل طاقتها لهذه المواجهة حتى وهي ترتعش خوفاً من الماضي المؤلم إلا أنها لم تستسلم ولن تفعل
: صدقني رح أتخلص منك ومن جبروتك وانت خليك لعيلتك الجديدة اليعوفنا عفناه
ابتعد بحركه مسرحيه وهو يفرد ذراعيه وتتسع ابتسامته باستهزاء صريح قائلاً بجفاف وقد قست ملامحه وهو يكتف ساعديه لجذعه
: طيب فرضاً طلقتك وين بتروحين ، حرك شفتيه بتهكم ليردف ، عند ابوك مثلاً اليبغى يخلص من هم البنات ومزوج كل وحده في ديره ووحده لتاجر مخدرات والمهم ما عاد يصرف عليهم ، مط الكلمات على شفتيه ببطء ، ولااا عند اخوك مثلاً المو معترف فيكم ولاهي بحياته وزوجته وسفريات وروحات وجيات ، هز منكبيه وأسبل اهدابه ، انت بنفسك قلتيلي ابوك ما يتحمل ثقل البنات وهمومهم وأخوك المو سائل ولا بوحده فيكم ، نظر لها بحده ، يعني جاني فضول من جد وين بتروحي
ازدردت ريقها وهي تسمع تلك السموم التي ينفثها من بين شفتيه هل تستطيع ان تقول عنه كاذب وهي من أخبرته بكل هذه الحقائق ليعايرها الآن بعائلتها لو بقيت صامته لما استطاع ان يجرحها بكل هذا العنف ولما استطاع ان يهينها بهذه الطريقة هو محق إلى أين ستذهب ، أسبلت أهدابها وهي تحدق بقدميها الملفوفتين بحذاء بيتي بسيط لتسمع صوته الخشن يقول باستفزاز
: يعني بالمختصر ابلعي لسانك واقضبي ارضك ولا بتضطري تفرفري بالشوارع زي الشحاذين وأحمدي ربك على النعمه لو غيري كان رماك من زمان وافتك ، بلل شفتيه ليردف ، رتبي اغراضك وكل قشك بننقل لعماره شريتها قريب وبسجلك شقه باسمك كتعويض مع انك ما تستاهلين
رفعت رأسها بشموخ تُداري الغصات التي تتوالى على حنجرتها حاولت ولم تستطع كبح مشاعرها المتألمة من تزين
وجهها الشاحب لماذا يفعل ذلك بها لماذا ؟؟! لا يتركها ولماذا يتشبث بها بماذا ستفيده امرأه ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها , تحركت بضعف بالغرفة ترثي نفسها وتقاوم للعيش بهذه الدُنيا البائسة
***
يُمرر إصبعه الخشن الحاد على حافه الكُتب المتراصة بعناية داخل المكتبة الخشبية على طول وعرض الحائط الأملس بنقوشاته الناعمة ، قدماه القاسيتين تسير بخفه ذئب على الأرض المرمرية المكسوه بالسجاده الوثيرة ، تجولت عيناه البندقيتان على أنحاء الغرفة لبرهه ، الستائر المخملية باللون الذهبي المموج مع البني المحترق و التي تطير مع نسمات الهواء التي تسللت من النافذة و المكتب الخشبي العتيد يشمخ بجبروت امام النافذة الضخمة يستقر خلفه كرسي من جلد طبيعي ، وبعض الاثاث العتيق الموزع بأنحاء غرفه المكتب الخاصة بخاله ، هو اليوم غاضب كما لم يكن من قبل عاد لتوه من مزرعته بعد ان افرغ رصاصات بندقيته بالأهداف الزجاجية المُحلقة بالسماء ، غاضب من نفسه وعلى ما فعله بخاله غاضب من خاله ووالدته لأنه اكتشف أنهما يعلمان بحياة والده وكذبوا عليه وليس لهما عذر وتبرير لإخفاء هذه الحقيقة المُرة وغاضب من والده لانه مُختفي منذ زمنٍ بعيد فأيام طِوال كان بحاجته و لا تسُد حاجته هذه خاله او اي رجلٍ اخر زفر ثاني أوكسيد الكربون بعنف و يتحفز ليعرف
الحقيقه كامله هذا اليوم مهما حدث ، دخل عبدالكريم إلى الغرفة ليرمقه ببعض النظرات فهو ما يزال عاتبٌ عليه على ما فعل حتى وان أعاد له المبلغ المُختلس و كان بانتظار اعتذار حقيقي منه ولكنه حتى الآن لم يفعل وكأنه لم يندم بعد اكتشافه انه يعلم كل شي عن والده تنهد بعمق ليقول بخفوت
: ابوك الحين جاب بالطريق ورح تعرف كل شي
بلل ذياب شفتيه ليوميء برأسه دون ان يجيب
،
دخل ماهر بعد ربع ساعه الى نفس المكتب الفاخر وهو يتأمله دون ان يركز بمقتنياته الثمينة ، خفق قلبه بشده وهو يرى ظهر ابنه الصلب يحاذيه يتأمل الأشجار الغناء المرتفعة خلف زجاج النافذة الضخم ولم ينتبه لعبدالكريم الذي يجلس بهدوء ظاهري خلف مكتبه الخشبي ، وتنحنح قليلاً ليلتفت الآخر له بهدوء وهو يشبك كفيه خلف ظهره يحدق بوالده كما لم يحدق بأحد ويقع بين مدٍ وجزر هل يبتعد ويترك بينهما مسافه المشرق والمغرب او يُسرع لاحتضانه ليُزيل شوق السنوات الماضية وبكاء والدته المرير ليستقر على قراره الأول ، تنهد بعمق ليقول بهدوء
: سمعت انك بتقول وش صار وخلاك تختفي كل هالسنين
بلل ماهر شفتيه وهو يومئ برأسه قائلاً
: ايه بقول كل شي مو قادر أتحمل أكثر من كذه
فرك مدمع عينيه بإصبعيه و تحرك بخطواته ليجلس امام المكتب ويتحرك ذياب ويجلس بمحاذاته ليبدأ ماهر يسرد تلك القصة التي لم ينساها طوال حياته وكانت سبباً لتدمير حياته من خطأ لم يكن يقصده ودفع ثمنه غالياً
*
قبل عدة سنوات
يقف امام البنك متأففاً هذا الصباح والشمس لا ترحمه باصطدامها برأسه لتُغَيّب عقله قليلاً وهو يفرك جبينه من العرق الذي يسيل على جسده الأسمر خطا عده خطوات لداخل البنك كي ينهي إجراءات سحب النقود التي لا يستطيع سحبها من الصراف لان المبلغ ضخم وسيقوم بتسديد ديونه واقساطه من خلاله خرج بالحقيبة وليته لم يفعل إذ أن رجُلاً كان يترصده ليسرق النقود منه وتعاركا قليلاً امام البنك ويدفعه ماهر للخلف بخفه ليبعده عنه ويصطدم رأس الرجل بحافه الرصيف ويفقد حياته اتسعت عيناه بصدمه يتأمل جثه الرجل الميت أمامه ولم يعي شيئاً إلا عندما سمع صراخ الناس المتفاوت والمختلط بالغضب و الذين لم يشهدوا البداية
: قتله ، يا حرام موته بكل دم بارد ، لازم يأخذوه قصاص
سمع هذه الكلمات ليهب هارباً مع انشغال الناس بالرجل الميت فهو لا ذنب له قتله خطأً ولن يصدقه احد مع هؤلاء الشهود وصل لمنزله ليهرول بسرعه فائقه يفرغ خزانه ملابسه بعشوائية في حقيبة صغيره لتأتي يارا حامله طفلتها بين أحضانها تقول بذهول وهي ترى حالته الرثة والمرتبكه
: ماهر بِسْم الله عليك وش فيك ليه مستعجل وش صار
رفع نفسه ويهدر انفاسه بعنف ليعيد شعره الكثيف للخلف بكفه الخشن بتوتر تقدم منها وهو يشد على كتفيها وهي تنظر له بوجوم وحاجبين مقطبين قال بصوت أجش
: حبيبتي اليوم صار شي ما توقعت يصير لي بحياتي أبداً انا حياتي تدمرت من هاليوم لازم اهرب وانا طالع من البنك جا حرامي بيسرقني تهاوشت معه ودفيته عشان اهرب بدون لا يأذيني او أأذيه بس مات ، زمّ شفتيه بقهر وهو يرى اتساع عينيها الجميلتين بخوف ليردف ، مات وانا ما قصدت اقتله والحين الشرطة اكيد بتلاحقني
ازدردت ريقها بصعوبه وهي تُهدهد طفلتها التي بدأت بالنواح وكأنها تشعر بهول المصيبة التي حلت بهم لتقول بسرعه
: طيب انت قلتها بالخطأ يعني رح يحكموا عليك على هالاساس
حرك رأسه نافياً بعنف : مستحيل يصدقوني انا لازم اهرب ما اقدر اجلس هنا وانسجن وبعدين يقصوني وبعدها تنتشر سالفتي على كل لسان وتوصل لذياب وبيلسان بس يكبروا ويكرهوني انت قوليلهم اني مت وبطلقك عشان تعيشي الباقي من حياتك بدون لا تتقيدي فيني وماحد رح يدري عن السالفة الشرطه بتسأل عني وقولي ما ادري بفتشوا البيت وبعدها بدورا على الصامت لين ييأسوا مني
لتبدأ رحله العذاب ويتدخل عبدالكريم غير راضي بما حدث ويساعد ماهر على الهروب وبعد عده ايام من هروب ماهر يكتشفون ان الرجل مجرد مُجرم مُطارد من قِبل الشرطة منذ عده أشهر وقد أعفوا عنه ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان انقطعت كل اتصالاته مع عبدالكريم ويبقى خلف الظل لعده سنوات
*
أنهى ماهر سرد حكايته لابنه وفرك كفيه بتوتر بين قدميه من رده فعله وكان عبدالكريم يستمع بصمت قلبه يتقطع على ثلاثه هم اخته وطليقها وابنها وعلى الحال الذي وصلوا اليه بعد كل هذه السنوات
***
فستان ابيض ، طرحه ، باقه من الورد ، سعاده
هذا هو حلم كل عروس وفتاه بريعان شبابها وكان حُلمها أيضاً في يوم ما ، في يومٍ ما وحسب
شائت الأقدار أن يصبح الربيع شتاء شائت ان لا يتحقق هذا الحلم الصغير شائت على دحضه بقسوه فتاكه بدون عوده وحلمٍ جديد مُنير
بل شاء القدر دفعها بقسوه إلى رجل لا يريدها بل انه يشفق عليها وعلى حالها البائس من والدين لم يحباها ولم يعتبراها ابنه في يوم ما ، بينما حبه يكبر في قلبها يوماًعن يوم وهي تتذكر مغامراتهم وضحكاتهم ولعبهم في الطفولة حينما كانوا يشعون براءة لم تعتبره اخ بحياتها كما فعل هو واعتبرها اختٌ له ، خنقت تلك الغصة في حنجرتها وهي تتابع بخفه رسم فستان العرس ماكان يوماً حلمها وماكان ستخيطه لنفسها بتصميمها الخاص لتتابع رسمه كما في خيالها لأجل أختها الصغرى لا من اجلها هي ، لفت انتباهها صوت مزون يقترب منها وهي تناغي بصوتٍ طفولي تركت الدفتر جانباً لتلتقفها وتداعبها وتغمر وجهها بجسد الطفلة المشاكسة وتضحكان معاً غافلتان عن زوج العيون الذي ينظر لهما بحنان وموقن ان هذه السمراء ستصبح أُماً رائعه يوماً ما برقتها وهدوئها وحنانها الفياض ، لاحظه منصور ليصرخ بمرح وسعادة
: يامان يامان يامان جا هييييي
التفتت سديم وهي مجفله ومزون تمص ابهامها واصدرت عده أصوات لسعادتها برؤيه يامان كانت تمد ذراعيها الصغيرين بقوه تريده بعنف وهل لها أن تلومها من يرى يامان لا يحبه او يعشقه ، التقفها يامان بين ذراعيه وهو ينظر لسديم كما لم ينظر من قبل ويغمر وجه مزون المُحبب بقبلاته و مع كل قبله كان قلب سديم يخفق خفقه ، نظر يامان لها ومنحها ابتسامه لم يكن يمنحها لأحد ويقول
: شلونك اليوم عسا ما تعبوك العيال المشاغبين
هزت رأسها وقالت بنعومة وهي تراه يجلس بقربها ويضع مزون علو حِجره : لا ابدا حبايبي عاقلين ويلعبوا سوا وأحياناً العبهم شوي ما تعبوني
كان يداعب مزون ولفت انتباهه ذلك الدفتر ليقول : وش هذا الدفتر
تحمست لتأخذه وتقلب صفحاته وتريه قائله بحماس وبراءة تشع من عينيها
: شوف ايش رأيك هذا تصاميمي كلها للملابس وهذا فستان زواج اول مره أرسمه كان في عقلي من زمان
وأخليه فستان زواجي بس ماما قالت شين مو حلو بس عجب روان كثير كملت رسمه عشانها بسويلها ياه مفاجأة بس اخاف ماما ما ترضى وتعصب
ابتسم بخفه : ما عليك سويه ما رح تقول شي وبتفرح روان وحتى تصاميمك حلوه ماشاء الله قد نشرتيها بمكان او فكرتي تفتحي مشغل
حدقت بالفراغ أمامها وهي تُمرر إصبعها على احدى الرسومات : لا ما نشرتها بمكان يعني ماما وبابا كانوا رافضين فما بنيت احلام ادري انها ما رح تصير
بلل شفتيه وهو يعتب كثيراً على خالته ذات العقل المتحجر ويأس من معرفه السبب الذي يجعلها تعامل ابنتها هكذا ، اجفلهم طرق الباب بقوه وكأن الطارق يشع غضباً ويرغب بهدم البيت على رأسهم عقد ما بين حاجبيه من هذه الهمجية وقد رأى الخوف بعينيّ سمراءه وبكاء الصغيرة بأحضانه لينهض وهو ينوي تمريغ رأس الطارق بالتراب

***
كم هو مؤلم حد الوجع ما يفعله أغلى الناس بها
لما عليها ان تخوض هي هذه التجربة المؤلمه ألأنها مُطلقه وفقدت حقها بالعيش بين الناس ألأنها تجلب لهم العار بكلام الناس عنها وعن فسادها لما عليها ان
تتحمل كل هذا الوجع بينما هناك طريق اسهل
للمضي قُدماً لما عليهم ان يدفعوها بهذه الطريقة البشعه لم تتخيل ولا في اقل من أحلامها انها ستصبح زوجه ذلك الرجل من كان يوماً زوج اختها ، مسحت على شعر الطفل الصغير يغفى بهدوء على حِجرها ولا يعلم اي مستقبل لهما معاً حملته بخفه بين ذراعيها تمدده على السرير وتبدأ بجمع تلك الصور الماجنة الفاسدة في كل صورة مع شابٍ مختلف بعضهم اكبر منها وبعضهم اصغر منها بوضعيات لا تمت للعفة بصله ستصبح زوجته ولا داعي لأن يعرف هذا التاريخ القذر ستحميه كله ولن تسمح له بأن يعرف اي شيء عنه جمعت كل تلك الصور لتحرقها بدوره المياة ويجفلها طرقٌ على الباب لتهمس بصوت مسموع
: ادخل
دلف جواد للغرفة وعبس بوجهه وهو يشتم رائحه الحريق ليقول بهلع
: نايا بِسْم الله عليك وينك
خرجت من دوره المياه تجفف كفيها وتبتسم بنعومة
: هلا جواد وشفيك
نظر لها ببهوت : انت بخير وش هالريحه
حركت كفها بهدوء : اه لا ما عليك بس حرقت أوراق ما ابيها عليها ذكر الله
لتتمتم لنفسها " استغفر الله استغفر الله "
أردفت ، وانت حبيبي وش تبي جاب منور غرفتي
تنهد بعمق ليقول بصوتٍ أجش : سامحيني يا قلب اخوك ما قدر امنع هالزواج تدرين أبوي وعقله وخاصه أمي شايفه انه هذا اللازم يصير مع ...
هزت رأسها لتقول : ما عليه رح نتعود على هالوضع عادي بس ان شاء الله اقدر أسعده وهو يسعدني ولا ما جا وخطبني
هز جواد رأسه وهو يقترب منها يربت على وجنتها
: تدرين الحين بعد موت ساره ما عاد عندي اخت غيرك انت وسيدرا ورح اسوي اي شي بحياتي عشان احميكم من اي شي يأذيكم حتى لو على حسابي
ابتسمت وهي تدفع نفسها لأحضانه
: اكيد ادري ربي لا يحرمنا منك ولا من زولك ويخليك لنا
مسح على شعرها بخفه وهو يضمها له بقوه سيبذل كل ما بوسعه لحمايه أختيه لقد خسر واحده وليغفر الله لها خطاياها وليس له استعداد ان يخسر الاخريتين فهو وحيد بين ثلاث بنات هن روحه وقلبه
هكذا هي الدنيا تأخذ وتعطي اعطتني الألم ولكنها تدور وتدور لتأخذ الألم وتعطيني الحب الأخوي الخالص

انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور نعجتي   رد مع اقتباس
قديم 10-05-16, 02:15 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نعجتي المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: هذه دُنياي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس عشر


آه ياوجعي متى ستفارقني لأتهنى
متى يُكوى عذابي الأسود لأنعم
بسعاده سرمدية بيضاء كالغيوم
يا زمن هل انت مُصر على ايجاعي
بأقرب الناس لي هُم أمي وابي !!!
هل هم حقاً اقرب الناس لي ؟؟!
وانا لم اشعر بذلك يوماً
صوت خافت همس لها بعمق ظلامها الدامس
انا هنا وسأبقى هنا لكِ ومن اجلك دائماً وأبداً

نظر نظره خاطفه من فوق كتفه العريض ليقول بقليل من الحده وهو يخمن من هذا الزائر بعد ان أغضبه بشده قبل عده ايام و توقع زيارته قريباً
: خذي العيال وادخلي داخل ولا تطلعين الا يوم أجي بنفسي
اومأت برأسها مبهوته العينين من نظراته الوحشية الغاضبة وكأنه يعرف من الزائر لتهرول مع الأطفال لغرفتها وتغلق الباب وتسند جبينها عليه وهي تتنهد بخوف من القادم وماذا يمكن ان يحصل
اقترب كثيراً من الباب ليفتحه على مصراعه وعينيه الوحشيه تحدق بالزائر الكهل الغير مرغوب به ، كتف ذراعيه لجذعه وهو يميل بسخريه على إطار الباب وتميل مع جسده ابتسامته المتهكمة لليسار ويقول بسخريه
: هلا والله تو ما نور البيت عمي ابو طلال كان عطيتني خبر افرشلك السجاد الأحمر ترحيب يليق بمقامك
كأن الحاجبان الخفيفان للكهل ارتفعا باستهزاء صريح له ، ضم الكهل كفه اليمنى على اليسرى وثبت عصاه جيداً بالأرض ليقول بحده
: ماكان ذَا حكيك قبل كم يوم يوم ترحب وتهلي
مرر يامان لسانه على شِفته السُفلى ليقول بجفاء
: كان هذا قبل لا ادري انك انت المأذي سديم
هذه المره ابتسامه الكهل هي من مالت بتهكم ليقول وقد اتسعت عيناه خُبثاً
: اه سديم يعني صار الصار بالأخير بين المتزوجين طبيعي وماقدرت تقاوم رجولتك المفروضة وشفت جروحها وانا العلى بالي أنّ حنان هي الاحرجتك تتزوجها وأنك ما تبيها وما توقعت يصير اليصير صراحه لأنك كنت رافض بنتي بقوه
اسود وجه يامان من حديثه وعلى علمه بكل هذه التفاصيل وكيف علم بها وهي كانت سِراً بينهم لا احد يعلم غيره هو وخالته وشاهين وسديم عن زواجهم وانه أُجبر بطريقه غير مباشره للزواج منها ولا يستطيع الرفض قال بازدراء وقد ازداد احتقاراً وحقداً له بعد ان عرف ما فعله بسديم وضربه لها بدون اي رحمه او موده ومافعله من قبل وعرفه وطبيعه عمله الفاسده كل هذه الأمور تجعله لا يستقبل إنساناً مثله لبيته ، عفواً انه شيطان على هئيه إنسان
: صدق انك وقح بحكيك ذَا كلام ينحكى وعلى الباب لا وعن بنتك بعد
هز الكهل منكبيه القويين ليقول وهو يسبل اهدابه
: عاد هذا احترام لأبو زوجتك تلطعني على الباب انت البديت الحكي على الباب بس ماش ذَا الجيل ماعاد فيه احترام للشيبه
يامان بسخريه لاذعة : خلينا الاحترام لك ولأشكالك ، لف بجسده ينوي الدخول ، والحين عن إذنك مشغوووول
ليغلق الباب بوجه الكهل الذي ابتسم بخبث يهمهم بصوت منخفض
: هين وين بتخبي بنتي عني هي كنز ما رح أفرط فيه
استدار بهدوء ينزل عتبات الدرج ومئات الأفكار تراوده فلقد خرج السهم من القوس بظهور ماهر وسينشغل به قليلاً
***
عصافير تزقزق على الأشجار واُخرى تُلقم صغارها بمنقارها وهؤلاء أُناس يُمارسون الرياضه في الصباح الباكر منهم من يعدو كفهد ومنهم من يقوم بالتحميه وهؤلاء أطفال يلعبون هنا وهناك وهذه عجوز تحيك الصوف بالحديقة وتستمتع بنسمات هواء عليله تداعب شعره الكثيف وهو يشد على زوجته التي تبكي بأحضانه منذ نصف ساعه ولم تتوقف عن نحيبها من اتصال والدتها
ليقول بحنان لا يخصه الا لأحبابه فقط
: سوسو خلاص يا قلبي اوعدك اول ما نرجع جده بنأخذ الأولاد وعلى الرياض علطول عشان تشوفيها وتتطمني عليها هذا المفروض تفرحيلها انها بتتزوج ماهي برايحه تحارب
مسحت دموعها ووجهها متورم قد غزته الحُمره من البكاء تتأمل الأشجار الغناءّ التي تتراقص مع هبوب رياح الخريف ، كيف لا تتألم وقطعه من قلبها تشعر بها تتألم بشده ، كيف لا تتألم وهي تعلم عنها كل شيء في ماضيها ، كيف لا تتألم وهي تعلم للتو ان اختها الصُغرى المحببة الرقيقة كالحرير ستتزوج من أرمل اختهما الميتة رغماً عنها فقط كي لا يتربى ابنها عند امرأه غريبه تقوم بتعذيبه ، والأحرى ان عريس الغفلة أيضاً قد أُجبر على الزواج بسيئة السمعة من اجل ابنه والا لما يرتبط بامرأة تزوجت لشهرين وتُطلق فوراً والنَّاس بعدها لم تتوقف عن الحديث عنها وكأنهم غفلوا عن وجود بنات لهم ، الناس غدّاره و الدُّنْيَا دوّاره ، وَقُل للشامتين صبراً فالدُّنْيَا دوّاره ،
ابتسمت بخفه لحبيبها الذي يساندها ويشعر بألمها وممتنه له وجوده قُربها وما يُخَفِّف ألمها
قال بصوتٍ رقيق لا يخصه إلا لها وحدها : يلا نرجع الفندق خلصت شغلي وتمشينا شوي
اومأت برأسها وهي لم تعد قادره على البقاء اكثر وأختها روحها وقلبها بهذه الحال ظُلمت بزواجها الاول وأُجبرت بالثاني وتتمنى لها حياه سعيده رغم انها متيقنه ان ساره تُعشعش في قلب زوجها وكم من الصعب ان يتخلى عن حبها لأجل اختها
***
بعد اسبوع
كم للقلب يستطيع ان يقسو على من يحب وهو قادر على المسامحه بكل سهوله فقلبه عُرف دوماً بطيبه وحبه للجميع ولطالما خُدع كثيراً بالماضي بسبب قلبه المُحِب ولكن لا يستطيع ان يقسو اكثر على ربيبه من هو كابنه وأفضل من ابنه الذي من صلبه ، رمقه عبدالكريم يطرق رأسه خجلاً مما فعل ليقول بصوت أجش
: مسامحك يبه مسامحك وقلبي مازعل عليك ولا يوم وانا المربيك بايدي ومعلمك الأصول وان الانسان يغلط وخير الخطائين التوابين شلون ما أسامحك وانت كاسر غرورك المعروف وجاي تطلب العفو مني
رفع ذياب رأسه بشموخ يتأمل هيبه خاله الوقورة على الكرسي الجلدي ليبتسم له بروجلته ويهب الاخر واقفاً يتبادلان عناقاً رجولياً خالصاً مُحباً لكلٍ منهما الاخر ، ربت عبدالكريم على كتف ذياب قائلاً
: المهم انك عرفت كل شي وصعب علي ادري انك تتوجع من فقدان ابوك لو أمك علمتني او عرفت شي من التحس فيه كان قلتلك من زمان كل شي
بلل ذياب شفتيه وبعض الأمور تشغل تفكيره فما يزال الوضع غامضاً وقد عرف من قام باستغلاله هو عمه ابو طلال لماذا فعل ذلك وكيف كله سيعرفه بلقائه قريباً
: مو مهم يبه المهم اني عرفت انه بخير وكنت جوه لعبه ما انتهت للحين وما طلعت منها بس ليه ؟؟! ليه قلتلي انه أبوي كان مثلي واختلس الفلوس منك وانت ساعدته يهرب مو راضيه تدخل مخي الفكره
تنهد عبدالكريم يُحرك خرزات مسبحته يتأمل لمعانها البراق قائلاً
: يوم سألتني عنه هذيك المره بكل جرأه يوم واجهتك انصدمت كانت المره الاولى التسألني عنه وتدور ورآه وكنت متفق معه ومع أمك نقول انه ماهر مات بعيد الشر عنه وأمك انقهرت كثير من حركته وليه انه ما واجه مصيره وطلقها وهرب وخلانا عِلْك بحلوق الناس وسواليف كثير صارت ذاك الوقت فما لقيت حجه غير هاذي اقولها عشان تبطل تسأل عنه بس يلا كل شي بصير بخير ان شاء الله كل شي
تمتم بخفوت وصل لمسامع خاله : ان شاء الله ان شاء الله
***
هي أصبحت كصحراء قاحله جرداء متكتله بكثبان رمليه تأبى بقسوه ان تطير بعيداً مع الرياح حيث لا مكان للهموم ، مُتعريه بالخلاء تنتظر بصبرٍ غيمات بيضاء تُمطر عليها ماءً عذباً تسقيها لتنبت وتصبح برعُماً لتنمو وتغدو شجرة قويه تصد الرياح العاتية ولكن هيهات ان تصبح قويه مع وجود والدٍ كهذا حولها تحمد الله الف مره انه ليس بوالدها البيولوجي كي لا تضطر لحبه فهو حتى لم يُربيها لتمتن له ، ضمت رُكبتيها لجذعها ترتجف خوفاً تُحيط قدميها بذراعيها كي تحميها من قسوه هذه الحياة وتُشعرها بدفء من شتاء قارس حل عليها نظرت لوالدتها التي تنام بسكون وتتقلب بانزعاج من فتره لفتره اخرى وتعلم جيداً ان قلبها يتألم بشده حتى انها لا ترتاح بنومها في هذا المكان الفاخر الغريب عليهم لطالما تمنت ان تعيش في مكان ٍ فاخر كهذا كذب عليهم ذلك الوالد ولا تعلم ما نيته مو كذبته وقال عماره ليكتشفوا انهم سيعيشون بهذا القصر الصغير المقسم لعده أجنحه ضخمه ولكن لا تُرِيد هذا الغنا وهذا البرود والجفاف بحياتهم وكأنهم آلات تتحرك بريموت كنترول ترغب ان تشعر بالسعادة والدفء فقط كما كانت سعيده في فقرها مع والدتها ، شعرت بقيمه تلك الحياة التي كانت تتأفأف منها الآن ، ان كان الغنا والسعاده لا يجتمعان فهي لا تريد هذا الغنا أبداً
تنبهت لوالدتها التي تململت في فراشها تجلس وترفع خصلات شعرها الحريري عن وجهها وابتسمت بحب لابنتها فاتحه لها ذراعيها لتستقبلها بكل حنان وحب قائله
: ليه حبيبه أمها مانامت للحين
تذكرت فجأه ما كدرها هذا اليوم لتتجمع العبره والدموع في مقلتيها قائله من بين شفتيها وقد خنقتها الغصة ودموعها تساقطت كثلج بعُمق الشتاء
: يمه اليوم سمعته يكلمك ويقول انه ما يبيني ويبي بنته ارجوان طيب وانا وين اروح اذا هو ما يبيني ولا حتى اهلي الحقيقين يبوني رح أصير بالشارع
اتسعت حدقتي شُعاع بقلق فهي لم ترغب ابدا لابنتها الحبيبة ان تسمع هذا الكلام إطلاقاً وإذ بصغيرتها تعرف كل شيء نزلت دموعها تشدها اليها هامسه بقوه
: ما عليه حبيبتي ما رح يقدر يطلعلك مو بكيفه انت بنتي رضا ولا ما رضى وأشوف اذا قدر يجيب ارجوان ما حيقدر يطولها ويأذيها او يأذيك انا رح احميكم منه
هزت رأسها وهي تغمر رأسها الصغير بصدر والدتها لتغفى وتُحلق لعالم الأحلام كما لم تعش في واقعها يوماً وتغفى معها والدتها والاثنتان تتعانقان بحب أمومي
***
يغرق بين كميه الأوراق المتناثرة أمامه يحاول إنهاء عمله بأسرع وقتٍ ممكن فلقد أرهق هذا الأسبوع بسبب الجلجلة التي حدثت بالشركة لعوده احد اقرباء المُدير ومن يكون عّم طلال صديقه وشريكه في المكتب الذي اصبح يغيب كثيراً تاركاً له عمل كقمم الْجِبَال الوعرة بسبب حمل زوجته بعد سنوات وعوده عمه من موت مزيف ولكن لم يبدي اي امتعاض من ذلك هو يعلم جيداً معدن طلال الأصيل وان مر هو بظوفٍ مشابهه لن يتركه وسط الطريق ، دخل طلال الى المكتب يمسح عن جبينه بعض حُبيبات العرق التي تسللت من منابت شعره ألقى السلام وتمتم باتل بالرد عليه ثم رفع وجهه بكفه وأسند مرفقه على المنضدة يرى حاله صديقه الرثه والمتعبة ليقول بوجوم بعد ان اسند ظهره على الكُرسي
: طلوز سلامات وش فيك شكلك تعبان
نظر له طلال بابتسامه : طلوز بعينك كم مره أقول لا تناديني كذه
هز منكبيه وأسبل اهدابه : موب انا مسميك كذه لوم منصور ذَا البزر يوم نطقها يسلم لسانه لقطت منه الاسم
هز رأسه بأسى : اخ منه بس ابو لسان مادري لمين طالع الا صدق على الطاري تراني سألت زايد عن اخت زوجته القلتلك عليها
تشنجت ملامح باتل بتركيز معه : أيه
طلال : يقول انها تزوجت من قبل شهرين كان زواج سريع عشان ظروف العريس بس تطلقت بعد شهرين عشان كذه ماحد درا ولا عزموا على عرس ولا شي اعتقد كان عائلي مره وبس
باتل : اها اجل الله يوفقها
تمتم طلال : امين يا رب
ثُم تحرك قليلاً بكرسيه وهو يرى صديقه يغرق بالعمل مُجدداً ليته يستطيع ان يفتح فمه ويتكلم ويقول له انه لن يجد رجلاً أفضل منه لكي يكون صِهراً له وزوجاً لاخته ولكن لم يفعل فهو لن يُصغّر اخته مهما كان لو كان يُريدها فهو يعلم ان لديه اختٌ صُغرى كما انه كان له طلبات غريبه يُطالب بفتاة كبيرة نوعاً ما قريبه من عُمره تفهمه تُجيد أمور المنزل والاعتناء به لا بفتاة صغيره
تُفقده عقله بمراهقتها وحركاتها الطفولية وأحلامها التي لن تنتهي
***
خرج ذياب من منزل خاله يستنشق بعض الأُكسجين ويسحبه بعنف لرئتيه ويتوسل الله ان يعينه ليحل باقي اللغز فهو يشعر ان خاله ووالده يخفيان أمراً اخر لا يعرف ما هو ولا يعرف حتى الآن سر عداوه عمه مع والده وخاله فهو حتى الآن لم يأتي للسلام على والده بينما الكثير من الرجال من عرفوا بعودته قاموا بزيارته والتحمُد له بالسلامه وابتسم وهو يتذكر رده فعل طلال المتعجبة والسعيدة بنفس الوقت وما استغربه اكثر نظرات ابنه عمه روان لوالده الذي فور رؤيتها له همت بعناقه والبُكاء بحِجره وكأنها تعرفه من سنوات ، زفر ثاني أوكسيدالكربون يتأمل ذلك المُلحق الصغير حيث تسكن هناك قمره لقد اشتاق اليها لم يرها كثيراً خلال هذه الأسابيع وكأنه نسي نفسه بما حدث لتُذكره رؤيه المنزل بها وبطلتها الرقيقة الناعمة تمنى ان يختلس لها النظر ليُزيل القليل فقط من شوقه
لها وهو يعلم ان برؤيتها يزداد شوقه ولا يقل ولا أمل له الآن برؤيتها وهو يهُم لمغادرة منزل خاله والعوده لشقته الكئيبة التي تحتاج للمسه انثويه كلمستها الناعمة
خطا بخطواته الواثقة وذقنه المرفوع بغرور يتجاوز الأشجار المرتفعة يستمع لصرير حشرات الليل ليتوقف مُتسع العينين يراها ويعلم انها حقيقته لا حلم بكامل حجابها وسِترها تقوم بري الأزهار عند الحوض وكأن أمنيته قد تحققت بثواني معدوده قلص المسافة بينهما اكثر وتنحنح لتنتبه له ويسمع صوتها الشَجِن ، التفتت له مُجفله وفور رؤيتها له ابتسمت بخفه فهو لم يعاملها بسوء او ينظر لها بطريقه غريبه كما ينظر لها ابن خاله عاصم ، لا احد ينظر اليها كما ينظر هو فهو امتلك عينها قبل قلبها ، عدلت حجابها لتقول بصوت رقيق خافت وصل له
: الحمدلله على سلامه الوالد قره عينك
بل قره عيني بِكُما ، ابتسم كما لم يبتسم من قبل هل بمجرد ان يسمع صوتها يخفق قلبه بين أضلاعه كما لم يخفق من قبل قال قبل ان يتهور اكثر فهو لايُريد التهور إلا عندما تكون حلالاً له
: شلونك وشلون الأهل عساكم مرتاحين
نكست رأسها بخجل : الحمدلله بخير
ترددت قليلاً بخجل وهي تفغر شفتيها لتسأله عن احواله
: وانت بكيفك
ابتسم بخبث مُحبب : انا الحين بالذات صرت بخير
ازدردت ريقها والحُمرة تتصاعد لوجنتيها المنفوختين ويود الآن وحالاً ان يقضمهما ويعذبهما بأسنانه الحادة كذئبٍ مُفترس جائع لفريسته الضعيفة ولكنه تراجع ، تراجع قبل ان يتهور ملوحاً لها بكفه واعداً لها بسره بلقاءٍ قريب حينها تكون حلالاً له
***
السعاده لا تضاهيها آمور اخرى فمن يشعر بالسعاده والراحه فقد ملك الدُّنْيَا وما فيها فكيف بها وهي تنتظر خبراً منذ سنوات وقد فوجئت به البارحة لتملك الدُّنْيَا ، كانت تقف على رأس العاملة التي احضرتها عده ساعات لتساعدها نظرت لزوجه ابنها الواقفة على بعد مترين منها ترمقها باستغراب ثم اتسعت عينيها هاتفه بوجوم
: ليال وش تسوين يمه اجلسي اجلسي وارتاحي لا تتحركين كثير عشان البيبي وش نزلك من تحت
جلست ليال وهي تتحسس الاريكه دون ان تنظر لها قائله : خالتي انت وش تسوين طلال ما رح يرضى
التفتت خالتها تلوح بكفها وهي تتابع العاملة المجتهدة وهي ترتب غرفه من غرف الدور السُفلي
: ما عليك منه طلال شلون ما يوافق وهو الاسويه عشان صحتك غرفتكم بتصير هنا بدل غرفه الضيوف عشان لا تطلعين وتنزلين الدرج وبس تولدين بالسلامه ترجعون لشقتكم فوق خلوكم عندي الحين والعامله الحين تنزل أغراضكم من فوق
ابتسمت بلطف وهي تنظر لخالتها وما تفعله متعجبه حقاً معاملتها ياترى لو فقدت طفلها هل ستعود وتقسوا عليها وتجبر ابنها على الزواج عند هذه الفكرة ارتعشت بخوف لا تُرِيد هذا الاهتمام المؤقت ما يزال الوقت باكِراً على ان تثق بها وبمعاملتها الطبيه ليس بيديها فهي تخاف وحسب

وصل طلال من عمله وهو مندهش مما فعلته والدته قامت بتحضير لهما غرفه تقوم باستقبال بعض أقاربها من الخارج حتى لا يذهبوا للفنادق والشقق المفروشة وما سماها بغرفه " الضيوف " وتركت شقتهم ذات الدور الكامل في الأعلى فارغ لأجل غير مُسمى ، فمنذ اسبوع فقط كانت تكره زوجته كثيراً وأصرت على تزويجه ، حسناً ما يزال وَعد تلك الصديقه في المدرسه بالزواج سِراً ولم يجد الوقت ليحدثها مُجدداً وحمل حبيبته جاء بوقته ليلغي هذا الزواج الفاشل حتى قبل ان يبدأ ، ابتسم بفرح وهو سعيد لهذا التغيير الذي طرأ على والدته وسعادتها لحمل زوجته الحبيبة ، اقترب من غرفه الجلوس لتطأ قدماه السجادة الوثيرة داعب شعر اخته الصغيرة وهو حقاً يقلق عن ما يخبأه لها المستقبل ويتمنى ان يكون كل خير لها ، ألقى السلام ليتلقى ابتسامه ناعمه من حبيبته مع ردها الرقيق وجلس بقربها حيث يجلس دائماً وكانت والدته تنتقده كل مره أمامها بأنه كالخروف يجري خلفها ، ان لم يكن خروفاً لها لمن سيكون ولكنها لم تتكلم هذه المرة وقد أراحه كثيراً هذا الامر ، هتف بصوت رجولي يتخلله المرح
: افا يا ذَا العلم اروح وارجع والقى الدنيا قايمه وقاعده يمه وش الطاري للدلع يعني راحت علي خلاص
ابتسمت والدته وهي تشعر بسعاده غامره لحمل زوجه ابنها كما تمنت وزادت سعادتها بما حدث قبل عدت ايام لتُصبح فرحتها فرحتين ، قالت بصوت دافئ
: اكيد بدللها بنيتي وانت خلاص كبرت على الدلع جوز عن سوالفك الماصخة
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لحبيبته يغمزها بعينه اليُسرى وكأنه يقول لها " انني اكتفي بدلالك " وهي كعادتها تخجل من غزله المُبطن حتى بعد مرور عده سنوات من زواجهم وتزداد جرعه الخجل عندما يتغزل امام اي احد من أقاربهم يمتلك جرأءة ليست لدى اي احد من رجال عائلتهم وتحمدالله الف مره على نعمه وجوده بحياتها

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة أورورا, دنيآي, روايات, روايات . روايات رومانسية, رواية أورورا, هذه دنياي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:35 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية