كاتب الموضوع :
نعجتي
المنتدى :
القصص المكتمله
رد: هذه دُنياي
تجلس في منتصف سريرها وهي تمسح على بطنها بكل رقه خشيه إيذاء طفلها وابتسامه محببه تتراقص على شفتيها وتشعر بتلك السعادة التي ترفرف حولها كفراشه بأجنحه ملونه وتنثر عليها بريق آخاذ ملون يجعلها تعيش أجواء حالمة براقه مع نطفه صغيره تحتاج لعده أشهر بعد كي تكبر في بطنها تدريجياً وتخرج لهذه الدُنيا , رغم أن مخطط السفر قد أفسد فهذا لا يهمها بمقدار ذره و فرحتها بعد كل هذه السنين لتحمل بجزء منها ومن حبيبها , وجهت حدقتيها البنيتين للباب عندما شعرت بوجود أحدهم لترا حبيبها يتكتف ويميل بكسل على إطار الباب وهو يتأمل سعادتها التي تشع من عينيها بنظرها لبطنها التي لم تنتفخ حتى الآن ويقطع المسافة بينهما بخفه , خلع حذائيه وثوبه وارتدى منامه قطنيه مريحه للبيت وأستلقى على جنبه ويرفع رأسه بباطن كفه ويضع كفه الخشنة فوق كفها الناعمة المستقرة على بطنها لينظر بعمق عينيها وتتراقص ابتسامه على ثغره رداً على ابتسامتها البراقة , هما الاثنان لا يحتاجان للكلام من بين شفتيهم كي يعبرا عن حبهما وعشقهما نظراتهما المتلهفة تحكي الكثير والكثير عن حبهما الكبير , رغم سنوات زواجهم الأولى كانت صعبه جداً لم يكن يفهمها وكان دائم الغضب وهي لم تكن تفهمه كما يجب وكانت تغضب كلما غضب ولكنهما تأقلما سوياً بمرور الوقت ليسيطر كل منهما على اختلاجاته ليفهما بعضهما ويعشقا بعضهما ويتآلفا معاً هو طلال وهي ليال
رفع نفسه قليلاً ولم يقاومها ليسحبها إليه ويغمر شعرها بقبلاته المتلهفة لها ويستنشق رائحته بعنف ويشد عليها ويهمس بشجن من بين شفتيه ويسند ذقنه على رأسها
: إيش سويتِ فيني عشان أشتاقلك كل هالشوق بس أكون بره البيت ما أصدق أخلص أشغالي عشان أرجع بسرعه وأحضنك وأبوسك وتنامي بحضني حتى الشباب عتبانين علي يقولون ما عاد نشوفك بالاستراحة
ابتسمت وهي تحرك كفها على صدره العاري وتعبث بشعيراته فهو دائماً يفتح أزرار المنامة القطنية ولا يحب إغلاقها لتقول بشغف : ما سويت شي حبيبي بس صرت أفهمك أكثر من أول زي ما تفهمني حتى صرنا نحب نجلس مع بعض دايماً مو زي أول كنت تطلع دايماً من البيت وما أشوفك إلا نادراً بس الحين خفت طلعاتك
رمش عده رمشات وهو ينظر لعينيها من تحت رموشه عندما رفعت رأسها له ويقول وهو ينظر لشفتيها : أكيد ما رح أطلع وأنتِ تهبلي فيني كل يوم اكثر
احمرت وجنتيها لتصبح لذيذة لا تقاوم وهو يغمرها بقبلاته الحارقة لشفتيها عندما لا يتمالك نفسه و اختلطت تأوهاتهما , هدرت أنفاسها الملتهبة قرب شفتيه ويشعر بحرارتها لتقول وهي خجله
: قلت لخالتي عن البيبي أكيد رح تفرح كثير
ابتسم وهو يحرك ابهامه على شفتيها المنتفختين بفعل قبلته العنيفة ويقبلها بكل نعومه وينهل منهما العسل قائلاً : لسه ما قلت لها بتجي اليوم من مصر ونقولها مع بعض وأكيد رح تفرح تنتظر هاللحظة من زمان والحين خلينا من امي , ليهمس بشجن ويتأوه , آآه تعالي خليني آكلك لذيذة أنتِ ما أقدر أقاومك أكثر
دفنت رأسها بصدره بخجل محبب إليه وهو يعانقها دون أن يضغط عليها كالعادة بسبب طفلهما الصغير , ليبعدها قليلاً دون أن يمل من عناقها داعب وجنتها التي كوجنه الأطفال بنعومتها وملمسها القطني ليقول بهمس
: انتبهي على نفسك كل يوم أذكرك لا تتحركي كثير حملك خطير مثل ما قالت الدكتورة
أومأت برأسها وهي تغمره بعاطفتها العنيفة المشتاقة إليه
***
تتهادى بمشيتها بدلال يليق بها متجهة بخطواتها الرقيقة إلى غرفه الجلوس جلست بخفه لتضع قدم فوق الأخرى وهي ترسل نظراتها لزوجه أخيها التي تجلس بأناقة كعاده هذه العائلة على شاشه التلفاز قالت بنعومة
: رشا مشغولة ولا كيف بكلمك ضروري في موضوع
التفتت لها رشا بابتسامه محببه وهي ترى ملامحها المتوترة لتختفي ابتسامتها وتهمس بوجوم : بسم الله عليكِ يارا وش فيكِ
نهضت يارا بخفه لتجلس بجانبها على الأريكية وتهمس بخفوت كي لا يسمعها أحد : القلتلك عليه من قبل وكان مخوفني تأكدت منه أمس ذياب يبي يتزوج ليليان معجبته البنت
تنهدت رشا براحه وهي تضع كفها على صدرها : آآه يا رب خوفتيني وأنا على بالي عندك سالفه طيب وكيف عرفتِ يعني هو نادر ما يشوفها هنا خاصه أنه يعيش بره مو هنا يمكن تتخيلي
يارا بدبلوماسية : أنا أعرف ولدي يمكن ما يوضح أنه معجب فيها مره بس شكيت شوي ولازم أحذر و أتأكد عشان أتلافى الموقف وقلتله بخطبلك التبيها وكذه لين قلت اسمها وابتسم بس وقال سوي التبين ذياب يقولي سوي التبين متخيله
رشا باستفسار : طيب حلو ليليان طيبه والكل يحبها وحتسعده أكيد وأنتِ تحبيها ما في أي مشكله من إيش خايفه
يارا بهم : أدري أني أحبها وهي طيبه وما شفت منها إلا كل خير بس ما أبيها لولدي أبغاله الأحسن دايماً وهي مره بسيطة وهاديه وما عندها شخصيه وخاصه أهلها ما أطيقهم يعني شايفه الفرق بين التربيتين أهتموا ببنتهم وخلو بنت اخوي لين صارت كذه قليله أدب وما تتعاشر وش يضمني بعدين أنها ما تمثل وكله خدع
رشا وهي تعبس قليلاً بملامحها ورطبت شفتيها : طيب وش بتسوي الحين
قالت يارا بتفهم وهي تتذكر ما حدث مع أخيها عندما أصر على خطبه إحدى الفتيات من مستواهم المادي والاجتماعي ولكن والدهم رفض بعنف بسبب بعض المشاكل بين العائلتين ليجبره والده على الزواج برشا ويتزوج بعدها بفتره عندما أنجبت له عاصم من تلك الامرأة : الحين أنا لو قلتله لا وأصريت وما خطبتها له رح يتعلق فيها أكثر ويصير يبغاها أكثر وأكثر وكل ممنوع مرغوب لازم أبعدهم عن هنا فكره يعيشوا معنا طول العمر ما تناسبني أبداً وما أقدر أخلي أهلها يتدخلوا بشكل ويمنعوا هالزواج أدري أنهم بوافقوا خاصه ناريمان هاذي شكلها طماعة .
لم تنتبها لتلك الآذان التي سمعت الحديث منذ أن التقطت أذنيها أسمها لتعود أدراجها بحزن يغمرها لأعماقها .
فغرت رشا شفتيها لتنطق ولفت انتباهها دخول عبدالكريم بشكل مرهق لتعتذر من يارا وتذهب لاستقباله أمسكت بكفه وهي تنظر له بوجوم من شكله لتهمس
: الله يعطيك العافية
رد عليها بابتسامه باهته : الله يعافيكِ تعالي الغرفة بقولك شي مهم
أومأت برأسها لتحضر له القهوة التركية المرة بدون السكر يحب شربها كل يوم بعد عودته من العمل وقبل النوم وأصبحت لديه مناعة من القهوة لا تجعله يتنشط بل على العكس عندما يشربها فهو يشعر بالنعاس فوراً ويرغب بالنوم , قدمت له القهوة لتجلس بجانبه على طرف السرير وتربت على فخذه قائله بصوتٍ رقيق
: كيمو وش فيك شكلك تعبان صار شي بالشركة
مالت شفتيه بابتسامه وهو يحدق بها وبوجهها وقد ظلمت معه كثيراً ليقول ما اختلجه فوراً متجاهلاً بعض الشيء سؤالها عنه : تدرين أنتِ أول وحده تتجرأ تدلعني و تناديني كيمو صح بالبداية كنت أعصب وأتنرفز وأحس أني بزر يتدلع وأقول دايماً نادوني عبدالكريم و بس و مع الوقت تعودت عليه زي ما تعودت يارا وصارت تتجرأ وصارت تناديني فيه , التفت بجذعه إليها وهو يقبض ذقنها بقبضته برقه ويداعب شفتيها بإبهامه , بس حتى من شفايفك غير " كيمو "
ابتسمت بخفه وهو تعبث بكفيها بتوتر وتنظر لحِجرها تحاول مداره خجلها فهو لم يكن يوماً جريئاً معها بهذه الطريقة ويقوم بمغازلتها هكذا كان لطيفاً حنوناً تقوم بواجباته يفعل ما عليه حتى بوقتهم الحميمي معاً لم يكن ينطق ولم يصرح بالغزل بل كان صامتاً كما تصمت هي ويكتفيان بالتأوهات والأنفاس الملتهبة والمشتعلة بحمم بركانيه , لا تعرف ما الذي حدث فجأة ليتغير معها ولكنها تدرك أنها هي من تغيرت أصرت وثابرت منذ عده أشهر على أن تتغير كلياً شكلها طريقه لباسها وحركاتها حتى معه هو تغيرت , تغيرت من أجلها هي كي تشعر بأنوثتها التي كادت أن تتضح أنها عجوز شمطاء وهي لم تنهي عقدها الثالث حتى الآن لا من أجله هو , هل من الممكن أن تكون هي السبب في كل ما حدث في الماضي هل يمكن أنها هي من دفعه لأحضان تلك المرأة وبعد أن قررت أن تتغير لأجل نفسها هي لتحب نفسها تجده هو تدريجياً يتغير معها ليسعدها كما تحاول إسعاده وإسعاد نفسها بللت شفتيها بتوتر لتسمع همسه بصوتٍ أجش : طالعيني
ازدرت ريقها وتشعر أنها فتاه تزوجت حديثاً ما هذا الخجل الذي تشعر به ينهشها وينخر عظامها لم تشعر به من قبل حتى وهي عروس لأنه ببساطه لم يكن يهمس لها بلهفه وحراره هكذا لترتطم أنفاسه الحارة بإذنها , نظرت له بهدوء وخجل واكتست الحمرة وجهها وهي ترمش لترى ابتسامه خبيثة تتراقص على شفتيه همهمت بكلمات غير مفهومه , ليسرق قبله عميقه من شفتيها جعلت عينيها تتسعان وهي تراه مغمض العينين بشجن ويغرق في رحيق شفتيها لتغمض هي الأخرى عينيها وتغرق معه , حتى حراره هذه القبلة وطعمها مختلفة تجربها لأول مره دائماً ما كانت قبلاتهم بارده بلا روح أو حياه باتت تشعر بذلك الفرق وتدرك أنه يشعر مثلها , ابتعد وهو يلهث وأنفاسه تتصارع للخروج عليه أن يأجل هذه العاطفة لليل لا يعرف ماذا حدث له فجأة ولم يتمالك نفسه لتقبيلها عندما رأى حمره خديها كان دائماً يستطيع الصمود أمام سحر الأنثى ولكن الآن تحديداً شعر بشيء يجتاحه لم يستطع إيقافه ليقول وهو يتنفس بسرعه
: أسمعي خلينا نكمل شغلنا بالليل في شي مهم وودي تكوني جمب يارا أعرفها حساسة وما رح تتحمل
بللت شفتيها تداري خجلها وتقول بوجوم : خير أن شاء الله
عبدالكريم بدون مقدمات : ماهر رجع بعد ما الكل عندهم خبر على أساس أنه ميت
وضعت كفها على فمها الذي انتفخ قليلاً واتسعت عينيها بصدمه فلا أحد يعرف ما حدث بماهر وأنه على قيد الحياة غيرها هي وعبدالكريم ويارا
***
يستنشق عبير الهواء الذي يتسلل بخفه عبر نافذه السيارة يداعب وجهه وتطير معها خصلات شعره الداكنة وتتدلى على جبينه الأسمر وابتسامه جذلى تتراقص على شفتيه بسعادة فليس هناك سعادة تضاهيه وقد عادت والدته وأخته من رحلتهما وبعد عده أشهر سيحصل على طفل من حبيبته وزوجته يبقى بين ذراعيه مرت سنوات عجاف في انتظاره ليتشممه كما يتشممها ويقبله بخفه كي لا يأذيه , تطلع بطارف عينه لوالدته الساكنة بقربه وهي تتأمل شوارع عروس البحر الأحمر بسكون وعمق يعلم جيداً أنها اشتاقت لموطنها فالإنسان ولو سافر إلى عده أماكن لا يستغني عن راحته في بيته وموطنه , ليبتسم أكثر وهو يسمع همس أخته التي تجلس بالخلف بابتسامه مرحه خفيفة : طلول وشوله شاقه البسمه وجهك عساها دووم بس أكيد موب عشانا جينا
ارتفع حاجيبه واتسع شدقه ليقول مازحاً مخلوط بمرح كما هو دوماً : أفا يا ذا العلم يعني قصدك مو مبسوط لأنكم جيتوا إلا بالعكس طاير من الفرحه وفي شي ثاني بعد بس نوصل البيت بقولكم
روان بحماس وهي تسند ذراعيها على كرسي والدتها وطلال وتطل برأسها الصغير بينهما : لاااا قول تكفى حبيبي حمستني مره
عبست حنان ما بين حاجبيها وكعادتها تكره بناتها ولا تتقبل منهم كلمه أو حركه بسيطة لتنتزع من وجههما تعابيره : أقول يالزفته ارجعي ورا انثبري واحترمي اخوك الكبير وانت تحاكينه مو أصغر عيالك هو و تدلعينه بعد
تنهد طلال بصوت غير مسموع ووالدته سبباً ببعد أخواته عنه وعن قلبه روحياً فسديم باتت تخجل منه كثيراً وبعد زواجها أصبحت تخجل بشكل أكبر و ها هي أخته الصغرى كانت تمرح معه كثيراً ويمزحان سوياً وأحياناً تشاركهم حبيبته ولكنها تبتعد عنه تدريجياً أيضاً وبات الخجل يغزوها بعض الأحيان لأن والدته بكل بساطه تضع حدوداً بينهم في كل مره وخط أحمر عليه ممنوع الاقتراب , أدار رأسه قليلاً بعد أن توقف على الإشارة : وش دعوه يمه ما قالت شي عادي ما بي خواتي يستحون مني بالعكس أبيهم ياخذون راحتهم معي
ثم مد يده خلف الكرسي من اليسار حيث لا تراه والدته وامسكت روان بكفه وكأنه يدفع بها الثقة ويقول أنه لن يتركهم وسيبقى بجانبهم يعاونهم دائماً وأبداً شد على كفها وهي متأثره من شعورها لولا الله ثم وجوده بحياتهم لما استطاعت هي وأختها اكمال دراستهم الثانوية حتى الجامعة دخلتاها بالقوة مع اصراراه ومساندته ضد والدتهم كانت تتمنى أنه ليس بأخيها لتتزوجه وتنعم بحنانه ودفئه وتحسد ليال التي حظيت به وتتمنى زوجاً مثله رغم أنها تعرف أن لا مِثل لأخيها الحنون , حتى يامان تعلم أنه لا يريد أختها ولن يرأف بها ويساندها فسديم شكت لها وأخبرتها بكلامه القاسي عنها ورفضه الأقسى , ربما هما هكذا كتبت لهما لعبه القدر اب مريض نفسي يحب تعذيبهما و تركهما منذ زمن ولا يسأل بهم وأم لا تحبهم لأنهما سبب مشاكلها ومعتقدات عقيمه بأن الفتاه لا تجلب إلا العار وعليها الإغلاق عليهم بالمنزل وحبسهم بسجنٍ انفرادي مؤبد بعيد عن العالم حتى أخذها لها لمصر ليس من أجل أن تستمتع فقط كي تخدمها وتفعل لها ما تريد وزوج أخت متمرد قاسي لا يريدها وأجبر عليها
أو أُحرج بشكلٍ أصح ولا تعلم ما تعانيه أختها المسكينة معه من جبروته و لا تعلم ما نصيبها مع زوج مجهول الهوية ولكن بالتأكيد لن يكون أفضل لم ترى رجلاً جيداً بحياتها غير أخيها فقط وعمها ماهر الذي تمنت لو أنه هو والدها و عمها الروحي منصور الحنون , تنهدت بصوت خافت عندما رأت رخام الفيلا التي تضمهم وتضم جراحهم وأحزانهم وآلامهم وأفراحهم ومزاحهم وضحكاتهم النادرة لتترجل بهدوء كما تربت وتعودت
,
اشتاقت لمنزلها كثيراً وبالأخص لسريرها المريح الصغير كم ترغب بالصعود لغرفتها والاستلقاء عليه والتمرغ بحناياه فهو من يمدها بالدفء والأمان والراحة تتأمل ضوء القمر من نافذه غرفتها هي ملجأها الوحيد عند غياب أخيها , سمعت تنحنح طلال لتلتفت بفضول وهي تلاحظ سعادته الغامرة منذ أخذهم من المطار
طلال ينظر لوالدته وأخته : أدري أنكم تعبانين وتدورون على السرير بس عندي لكم خبر ما أقدر أكتمه أكثر وأنتظر
عوجت حنان فمها وهي تلاحظ بشاشته وتغيره منذ كانوا بالسيارة ولم تهتم لتقول بفضول اجتاحها بعد كلامه هذا : هاو وش عندك يمه
طلال بسعادة : ليال حامل
***
يجلس على مكتبه بإرهاق يحدق بعمق أمامه مجموعه من أوراق العمل والأقلام وبعض الأوراق الصغيرة ذات الملاحظات يبحث عن طريقه ليخبر بها أخته الوحيدة عن ظهور طليقها دون أن تتأثر وتحزن و الذي رحل ولم يعرفوا أي شيء عنه ولكنه لا يجد الطريقة المناسبة بعد , أجفله طرق الباب ليرفع رأسه بتشتت وعينيه مصغره على الباب الخشبي الداكن و همس للطارق بالدخول , تمخطرت ريتا بمشيتها وقد خلعت حجابها خشيت أن يشكوا بها وهي قد اعتادت عليهم بسرعه لم يعد يهمها أمر الحجاب فهي منذ البداية لم تكن مقتنعة وكانت ترتديه لكي لا تضطر لتسريح شعرها قالت بدلال لا يليق بها ومثل عبوس ملامحها ببراعة دون أن تشعر بملامح عبدالكريم المتعبة والمرهقة
: بابا جبت لي الابتوب القلتلك عليه نفسي فيه من زمان
ابتسم عبدالكريم بتعب ويتجاهل ما يفكر به كي لا يحزن ابنته
: جبته لك يبه جبته من فتره بس انشغلت ونسيت أعطيكِ
أخرج من الدولاب الصغير لمكتبه كرتونين من الحواسيب المحمولة ويردف وهو يضع كفيه عليهما : واحد لك والثاني لليليان أعطيه لها , أنتِ وهي عندي واحد العيله ربتك وما قصرت معك وصرفت عليكِ وجا وقت نجازيهم
تصاعدت النيران لوجهها ليحمَرّ بغيظ وتقول بغلظه مختلطه بالغيرة وصوت حاد مرتفع قليلاً : بابا ليه تجيب لها ليه أنا بنتك أناااا مو هي والعيله التقول عنها شفت وش سوا فيني ما خلوني أكمل دراستي وهي دخلت الجامعة بسرعه وأهملوني
لوى عبدالكريم شفتيه قليلاً ويعرف صدق كلامها ولكن لا يستطيع انكار فضلهم : يا بابا ما فيها شي إيش ماصار هم ربوك 20 سنه وماهي قليله وبعدين موب هي أختك حبي لها التحبينه لنفسك
شمخت بذقنها وهي تصر على تنفيذ الفكرة التي برأسها : طيب بابا مو مشكله بعطيها
خرجت من مكتبه وهي تلمح بيلسان لتبتسم بخبث وتتقدم منها قائله : بيسو مو كنتِ تبين لابتوب وأخوك سحب عليك
عبست بيلسان بضيق : ذياب ما سحب علي بس مشغول ورح يجب لي بس يفضى
هزت ريتا منكبيها : ما عليه شوفي بابا جابلي لابتوب وواحد ثاني زياده خذيه ما ابيه
نظرت لها بيلسان بطارف عينها : خليه لك ما أبيه ولا أبي منتك وخري عني وعن وجهي يا كريهة
حركت شفتيها لليمين واليسار وهي تهمس لنفسها " عادي لو صار عندي اثنين لا ني أول ولا آخر وحده " لتتجه لغرفتها
,
كورت شفتيها الصغيرتين المغريتين وسحبت الهواء بعنف لتحتجزه بفمها وتنتفخ وجنتيها المكتنزتين أكثر وتصبح كالكرتين المملوئتين وتختفي غمازتها اليتيمة بوجنتها اليمنى وتزفر الهواء بحنق وتتنسم وجنتيها ولكنها لم تفقد امتلائها الطبيعي وهي تنظر لوالدتها التي تحدق بالتلفاز متحمسة مع حماس المسلسل وأبطاله لتقول بنزق وغيظ
تلعب بشفتيها وتفركهما ببعض : ماما شفتي ريتا وش سوت
نظرت لها ناريمان باستفسار وهي تهز كتفيها عابسة ما بين حاجبيها : وش سوت أنتِ تشكينها وهي تشكيك زي البزران الله بلاني فيكم
عبست ليليان أكثر لتقول : يعني ما يكفي أنها تتدخل بلبسي وشكلي وتجيبلي هديه لبس على ذوقها
ابتسمت ناريمان : فديتها بنتي هذاك قلتيها تجبلك هديه يعني ما عجبتك و ما تبينها تجيب تراها أختك عيب عليك استخدميها قدامها عشان لا تزعل على الأقل
سحبت شفتها السفلى تحت أسنانها لتقول بهدوء وتحفز : مع الأسف ما أقدر أستخدمها بعد اليوم فات الأوان
ناريمان : ليه
ليليان : خليتها خرقه لأرضيه المطبخ
اتسعت عينا ناريمان بصدمه وشهقت : عما بعينك وش جابت لك عشان تخلينها خرقه
ليليان بضيق : بجامه بلوزتها عليها راس حمار زي وجهها يعني مستحيل ألبسها معليش وبعدين كأنها تتنازل و تدخل هنا ما رح تشوفها أنا متأكدة لو أهديتها زي كذه بترميها حتى ما رح تخليها خرقه يعني لو جابت ميكي ماوس أو باقز باني ممكن ألبسهم وأحبهم , أشارت بسببابتها بمعارضه , بس راس حمار خير وين عايشين صح أني أسكت وأسكت وأسكت زي الخبلة بس كل شي له حدود وصبري له حدود كمان ما رح أسكت على حركاتها وكلامها من اليوم قرفتني هي وغيرتها
تنهدت ناريمان على هاتين الفتاتين اللتين تتشاجران دائماً وتتصارعان منذ طفولتهما وكانت ليليان الأهدأ دوماً بينهما والأرق ولكنها لا تسكت عن حقها أبداً
***
تنظر لدولاب ثيابها المهترئ والدهان الذي تقشر من عليه واتضح الخشب من تحته والدرفة المخلوعة جهة اليسار زمت شفتيها بإغراء لتختار البلوزة السماوية التي قررت ارتدائها بالأمس عليها أن تكون أنيقة هذا اليوم أكثر من أي وقت مضى هذا اليوم ستذهب لعائلتها وبالتأكيد كلهم سيكونون متأنقين حتى وان ارتدوا بنطال وكنزه عاديه وكم تشعر بالتوتر هي تتوقع أنهم لن يتقبلوها سريعاً فهم لا يعرفونها وهي لا تظن أنها ستتعلق بهم بسرعه ولكن بديلتها تبدو لطيفه ومرحه , تأنقت بسرعه لتركض لغرفه والدتها مبتسمه ببشاشة قائلة وهي تدور على نفسها
: ماما إيش رايك فيني
نظرت لها شعاع وهي تضع أحمر الشفاه باللون الوردي الفاتح دون أن تتبرج وتظهر مفاتنها بكثره قد تكون الجَمعة مُختلطه بين نساء ورجال العائلة , ابتسمت بحب
: قمر بسم الله عليكِ , نظرت لصندوق على المنضدة , تعالي يا قلبي
اقتربت نوران وهي ترمش وأخرجت شعاع طوقاً باللون الأبيض لتضعه على شعر ابنتها المصبوغ باللون البندقي وينتفخ من الأمام كبوني تيل وينتثر على أكتافها بنعومة طبيعة لتصبح هاله من الرقة والجمال
ارتدت شعاع عبائتها وحجابها مع ابنتها لتقول بعجله : يلا حبيبتي رح نتأخر وزي ما قلتلك لو جلسوا مع بعض الحريم والرجال رح أطلع ما رح أطول هم أكيد بكونوا قرايبك تعرفي عليهم وبعدين بجي أخذك
أومأت نوران بصمت لتتجهان نحو الباب وضعت كفها على العتلة بغيه فتح الباب , ليفتحها شخص أخر من الجهة الأخرى تلكأت كفها على العتلة لتبعدها بصدمه وتضم الكف لصدرها رمشت نوران بسرعه واتسعت عينا شعاع بصدمه لتترنح قليلاً وتوازن نفسها جيداً وهي ترى الرجل الأسمر بهيئته العريضة الطويلة وبجانبه أمرأه محجبة يتضح وجهها المشع ببياضه مع بعض الحُمرة التي تغزو الوجنتين المقعرتين من نحفها وخصلات متمردة شقراء تتمرد من حجابها وطفلين شقراوين أمامهما , همست والنفس لم يجد طريقاً لحنجرتها حبالها الصوتية تشابكت كشبكه العنكبوت وتوقفت عن عزف نوته الصوت الرقيق الذي شُهرت به فغرت شفتيها لتنهل وتسحب بعض الأوكسجين ولكن لا يحصل بل تحشرج صوتها وهي تتوقع ما ترى أمامها
: أحمممممد
انتهى الفصل
|