كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
،.
،
خرجت من مكتبها بحماس بعد الإستئذان لموعدها في العياده اليوم ستعرف جنس الطفل ،وستستغل ذلك بالخروج للغداء مع وليد بعد الموعد إن أمكنها، رفعت هاتفها لتتصل به، انتظرته ليرد/وليد بليز !
رد بعد ثلاث رنات/هلا حبيبتي
ابتسمت و كأنه يراها/صباح الخير قلبي
ضحك/صباح الورد، توني شايفك الصباح قبل الدوام..
تنهدت/اشتقتلك شو اعمل بحالي؟
بنبره اقل/وانا بعد اشتاقلك، شكلك بالسياره؟! طالعه عمل خارج المكتب؟!
بسعاده/لا..اقصد بعدين اقولك
على الطرف الآخر/اوكي حبيبتي مشغول كثير بتصل فيك بعدين
تنهدت/باي بشوفك..
اغلقت الهاتف لتقبله بشوق "شو بحبه"وهي تكمل طريقها للعياده،بإبتسامه ..تمنت لو أنها اتصلت بـ ليال لتأخذها معها..ستكون ذكريات حلوه..متحمسه جداً لمعرفة جنس جنينها..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
خرج من غرفة العمليات بعد الظهر مُرهقاً..إتجه الى الإستقبال القريب منه وهو ينزع كمامته ليطلب الموظفه/فيونا
ابتسمت وهي تراه يتكىء على طاولتها، قليلاً ما يتحدث مع احداهن/نعم دكتور
تنفس بإرهاق واضح/كوب قهوه لو سمحتي.
و كأنه طلب عناقها/حسناً..فقط امنحني لحظات وستكون قهوتك بين يديك..
استغل ذهابها ليجلس على كرسيها ويسترخي بتعب ..
لحظات لتعود بكوب قهوته وتقدمه له/قهوتك دكتور وليد.
ابتسم مجاملةً/شكراً فيونا.. اعتذر اقتحمت مكانك
ابتسمت/على العكس انا سعيده بوجودك ، المكان كله يحتفي بك..
صمت وهو يرتشف قهوته..لم ينتبه لنظراتها وقف يريد الذهاب ولكن حاولت إيقافه اكثر هنا/لحظه لو سمحت دكتور وليد ارجوك
توقف مكانه/ماذا هنالك فيونا؟!
أشارت بشيء بقلمها لياقة معطفه الابيض/هنالك شيء ما عالق دعني ازيله بسرعه
بلا اهتمام/لا داعي سأخرج الآن على اية حال
اقتربت بعدما اخذت منديلاً مبللاً من حقيبتها لتحاول الإلتصاق بالماد ترى ذقنه وهي ترفع رأسها كلما تلاهى عنها بعينيه..،
دخلت من اخر الممر تريد مفاجأته ،لتتحول ابتساماتها لشرارات غضب، من اقتراب تلك الشقراء اللعينه..هرولت وهي غاضبه لتبعدها عنه بابتسامه/نعم دكتور وليد!!
فيونا بعبوس/انا فقط كنت انظف معطفه!
تلعثم بعد رؤية نظراتها/رشا لا تفهمين غلط،
تصنعت الابتسامه وهي تلتقط يد وليد/اعتذر ولكن سأخذه منك هذه المره ..
فهمتها من نظراتها لتبتعد..
حاول سحب يده من يد رشا/يا بنت والله ما صار شيء يستاهل هذا
توقفت اخيراً خارج المستشفى، لتلتفت إليه غاضبه/البنت لاصقه وتقول لي ما صار شيء؟!! هاااه .هذي اخرتها يا وليد؟!!
امسك بأصبعها السبابه الذي تشير به ليقبله/قسم بالله مابيني وبينها شيء ، انا حلفت
حاولت ان تتجاوز الموقف/يااع وليد ابعد عني وربي سببت لي غثيان.. واياني واياك ترجع البيت.
حاول اللحاق بها وهو يناديها و لكنها ركبت سيارتها واغلقتها اوتوماتيكياً حتى لا يركب لتذهب من هنا مسرعه...
وقف متفاجىء بالذي حدث،حاول إستيعاب غضبها و تركها له/شلون بتصدقني هذي ..
.
،
.
،
.
،
.
.
تجاوزته وهي عابسه لتخرج هاتفها من حقيبتها بشكل سريع وتتصل بـ ليال/اروح لحبيبة قلبي ليال احسن..على باله بصير غبيه و بصدقه؟!!
رن كثيراً لترد على آخر رنه/الوه!
بغضب/اخييراً. حنيتي على التليفون يا ليال خانوم!
ضحكت على الطرف الآخر/رشا شفيك، انا مشغوله شوي عند اخوي بالمستشفى
بضيق/بالله عليك يعني منتي فاضيه لي اليوم؟!
على الطرف الآخر/لا والله يمكن بكرا لأن اشوف اخوي يقول ريحيني من وجهك لو يوم!
ضحكت/على فكره اخوك مافي منه حافظي عليه زين
على الطرف الآخر/اوكي بحافظ،، خلاص اذا رحت البيت بتصل بك طيب؟
بإحباط/طيب..يلا سلام
اغلقت الهاتف لترميه في المقعد المجاور لها...
.
.
.
.
.
.
المشفى..،
اغلقت الهاتف وهي ترى عبوس اخيها/شفيك علي؟!
بحاجب مرفوع/انتي اللي شفيك علي؟! شايفتني بزر!! لو اني جايب نيفادا احسن عالاقل تسمع الكلام
بابتسامه جانبيه/ترى عادي مافيها شيء لو قلت شهد، نيفادا هاللحين حامل ومشغوله بنفسها، مالك غير زوجتك محد متفرغ لك
صمت بعد ذكرها لشهد،..يستفزه ذكرها..
استغربت صمته المفاجىء، لتقترب وهي تقصر صوتها/ترى اجازتها الاسبوع الجاي إن كان ودك تجي تونسك وتفتك مني ماعندي مانع، واوعدك ما اعلم احد انها هنا.
اتسعت عينيه على آخرها/تقولينه صادقه؟!
بحماس/طبعاً..هااه شرايك؟!
صغّر عينيه/رايي انك ماتقترحين شيء مره ثانيه..
بابتسامتها الجانبيه/يعنني كبرياء و ثقل، ياخي عيشوا حياتكم البنت حلالك و الكل يقول اخذها معك بس انت شايف نفسك
حاول النزول من سريره/هاتي الكرسي بالله
استغربت/وين بتروح؟!
بهدوء/خليني اطلع واخليك لك الغرفه يالبثره..
راحت لتجلس وتضع ساقاً على الآخر/للأسف انا قاعده على قلبك سيد نايف..المهم وش تبي عشاك علشان نطلب من هاللحين، قدامك كرف شهرين او ثلاثه علشان ترجع تمشي يا بطل ولازم تتغذا كويس.
ابتسم اخيراً/ياليل مطولك
.
،
،
،
،'
طرق الباب كثيراً/يا رشا افتحي الباب ترى شكلي غلط وانا عند الباب من ربع ساعه!
من خلف الباب/سوري وليد لا اشوفك الليله احسن..
تأفف من طول انتظاره ليعود للمصعد و ينزل غاضباً.. ركب سيارته وانطلق بها، لا يدري إلى أين بالضبط لم يعتد التسكع في الطرقات المبلله ليلاً.. المطر يبدو ساحراً في الليل..لم يكن غزيراً ولكن بقعه تملأ الطرقات..
بلا شعور قادته نفسه إلى شارعها ليقف تحت عمارتها..ظل جالساً في سيارته ، فقط المطر وصوت كاظم الساهر وهو يغني بصوته الحزين "
هل نسيت العهد.. أم حجبت سحب عينيك عن نظري
أم رأيت الوجد مشتعلا.. فخشيت السير في الخطر
وتركت القلب توجعه.. لوعة الأشواق والسهر
أنا لن أنساك.. لو أني دفعت الباقي من عمري
.
،
توقفت سيارتها اخيراً لتنزل وتراه هذه سيارته..
الآن عرفت من يطرق الحرس ليلاً ويهرب..ليس غيره يعرفها هنا..!
لم تستطيع تجاهله، يبدو انه فقد عقله و بان واجباً الوقوف بوجهه..
إتجهت إليه لتراه ينزل لها بابتسامه لتبادره بالسؤال الغاضب/ممكن اعرف ليه انت هنا؟!
خرس لعين يُلجمه ويجعله يبدو كالأبله أمامها/..
استفزها سكوته/بس يا وليد..كفايه جنان وتكلم، انا ماني غبيه وفاهمه تصرفاتك الوقحه كلها بس تجاهلتها لأني كنت احترمك!
مازال صامتاً مستغرباً ما تقوله/..!
دفعته قليلاً ليرد عليها/تكلم و إلا بس فالح تجي ترن الجرس باخر الليل وتهرب مثل الاطفال وبالصبح تحط لي ورد بكلمات رخيصه على الكرت!!
اتسعت عينيه هنا/وشو؟!
رمقته باحتقار/اللي سمعته..انا بعديها لك هالمره لكن المره الثانيه بعتبرها شيء ثاني و ماراح يردني الا الاتصال بعزام...يلا ارجع لاهلك
حاول اللحاق بها/ليااال تكفين اسمعي
تجاهلته حتى امسك بيدها، لم تستطيع الاحتمال لتلتفت إليه و تصفعه/انت زودتها حيل..يجوز اني بتجاهل النظرات اللي من بعيد وبعتبرها عفويه لكن توصل معك لهالتصرفات اللي حتى المراهقين ما يسوونها ،
"اخرجت البطاقه من حقيبتها و رمتها في وجهه/هنا معليش ماعرفك!
توقف مكانه تحت المطر وهو يراها تدخل بعد كل ذلك الذي قالته، في الحقيقه لم يغضب لأنها ظلمته..ماقالته كله جعله يزداد تعلقاً بها، نزل للبطاقه التي تقول بأنها له..اخذها و ذهب لسيارته،، و رحل بهدوء..
......
.
.
،
.
اسبوع يمر وهو يختفي عن انظارها ، يتحاشى الإتصال ، حتى المعاملات لم يعد يتحدث معها بشأنها..
لا يهم، أيظن أنه بهجرانه سيقتلني؟! فليغب دهراً ، سيطال السراب و لن يرى اهتمامي.
تنهدت وهي تقف بعدما سمعت صوت سيارته، قد عاد للمنزل أخيراً..!
انتظرت دخوله الجناح ولكنه لم يفعل..!
نزلت دموعها بلا تردد، لتمسحها بسرعه و كأنها تنكرها...المشاعر التي داخلها تسبب لها تشويشاً يجعلها تتجاهل عقلها دائماً وذلك مالا تريد..
اتجهت لحبوبها المهدئه لتأخذ قرصين و تتجرع الماء خلفها بسرعه..ثم جلست محاولةً السيطره على مشاعرها..!!
اخذت هاتفها الذي يرن لتفتحه بعد رؤية أسمه/نعم!
من جهته بصوت تملئه الجديه/ارسلي لي الملفين الرماديات اللي بدرج المكتب مع الشغاله
ببرود غريب/اسفه..
بغضب/شقصدك يعني؟!
بنفس برودها/تبي شيء تعال خذه بنفسك..والا خايف!
على الطرف الآخر استغرب/خايف من إيش؟!
استرخت على اريكتها/انت عارف خايف من ايش،..
اغلق الهاتف في وجهها..لتتركه بهدوء ولكن رجفة يديها منعتها ليسقط نزلت لتلتقطه ..سمعت صوت طرقات الباب لتتركه هاتفها وتخرج لتراه باب المكتب الذي يفتح على الحديقه..تلاحظ انعكاس صورته خلف الستاره البيضاء لتفتح له الباب وتبتسم بسخريه/اخيراً حن علينا الشيخ عزام!
لمح التهكم في نبرتها/لو ماعندي شغل مهم ما جيت، ابعدي عني لا اتأخر.
افسحت له المجال ليدخل ولكنها اغلقت الباب بالمفتاح بعد دخوله.. ليلتفت إليها بعقدة حاجبيه/لا تقفلينه انا طالع هاللحين
أشارت بالنفي/اسفه، ابيك تشد على نفسك و تتحملني شوي بس
سينفجر و هي تعامله بهكذا معامله، ان تسلبه حبها ان تجكم عليه بالخيانه للأبد وترفض الإستئناف، اقترب منها وهو يرى جرح عضدها من الرصاصه التي كادت تقتله ولكنها تلقتها فداء له/انا اتحملك حب و اموت فداك
ضحكت وهي تريد تجاوزه/عزام لا تكذب علي، محد يموت لجل احد
امسك بيدها وهي تحاول تجاوزه ليثبتها أمامه وهو يمرر أنامله على طول ذراعها حتى وصل عضدها/ما اكذب وهذا اكبر دليل.
صمتت وهي ترى خيبتها متملثه في لمساته ونظراته، حتى شفتيه التي هجرت شفتيها منذ مده، لا تصدق ان أخرى غيرها ذاقت ما ذاقته منه،..يالله ماذا فعلت بنفسها الليله لماذا استفزته للحضور؟!
هي بين يديه، ولكن لم يعد لديه الكثير ليقوله.رغم امواج المشاعر المتلاطمه داخله ، رغم الحاجه المريره و نقص الحياة الذي تسببت به له/انتي وش تبين مني؟!
حاولت التملص من بين يديه حتى نجحت لتذهب وتحلس على الأريكه وتشير للكرسي المنفرد/تعال اجلس هناك، و بقولك وش ابي منك..لازم نتكلم بمنطق ناضج انا وانت مو صغار و التصرفات السيئه اللي بيننا لازم ينتهي
خالفها بمحاولت الجلوس بجانبها ولكنها ابعدته بتوتر لاحظه هو/عزام قلتلك اجلس هناك بليز
ذهب وجلس بعيداً وهو يشعر بنفورها رغم لمعان دموعها، مثل إسمها تماماً، تركل و تترك كل من يمس غرورها ما ان افلتت لجامها حتى هجرت من حاول ترويضها عنوه/الشموس ليه تحسسيني اني الوحيد اللي غلطت بهالحياة؟! الكل يخطي
ابتسمت بخيبه/فيه اخطاء تسرق الروح،يعني ثمنها موت كل شيء حلو .
فتح زري ثوبه من اعلى وهو يشعر بدنو أجله، وهو يحاول التنفس/طيب. دليه خليتيني اجي الليله..دامك ماتبيني
إلتفتت إليه بجديه/لأنك لازم تكون هنا لازم نحط حد لكل شيء ونرسم حدود علاقتنا بتعقل أكثر..انا ماطلبت انفصال رسمي لأسباب انت عارفها..
رفع حاجبه باعتراض/اها يعني كذا بظل طول عمري نايم على هالكنبه؟! علشان والله برستيجك قدام اهلك و الناس؟!! طيب وانا ما فكرتي فيني؟!
انتظرته حتى سكت/انا فكرت فيك، هذا انت بتشوف ولدك كل يوم، والا ما اشتقتله؟!!
باستغراب/هذا ماهو عدل..و لا تحطين ولدنا بالنص، انتي ما فكرتي إلا بنفسك، تبيني أراجوز صورة زوج قدام المجتمع فقط،وش هالانانيه اللي تفكرين فيها؟!
بابتسامة تهكميه وهي تستريح في جلستها/من قال انك أراجوز..انت مثلما قلت المالك لكل شيء بالشركه وانا حي الله مديرة مؤسسه غير ربحيه و تابعه لمجموعات شركاتك..يعني لو فكرت فيها بيتغير حكمك على العرض اللي قدمته..
صمت يحاول إستيعاب ما قالته، وهو يتأملها، لماذا تلبس هكذ وتجلس بهكذا طريقه! لا يستطيع الوقوف متفرجاً عليها وهي تفرض حدود علاقتهما من جديد في هذه الغرفه..
بنفس ابتسامتها الساخره/اتفقنا ؟!!
بادلها الإبتسامه/اتفقنا بس بشرط وااحد،، اذا بتوافقين عليه نتفق
رفعت حاجبها مستنكره/اظن ناقشنا كل شيء و ش باقي يعني؟!
ابتسم بسخريه/صحيح ناقشتي كل شيء بس من ناحيتك انتي ومن مصالحك انتي، انا وين من هذا كله..؟!
بهدوء/انت كل شيء بيدك اصلاً!! وش تبي اكثر بالله..؟!!
ابتسم بخبث وهو يرسل عينيه لتعبر جسدها/....
،
.
،
.
،
يتبع*
.
.
ملاحظه؛
الابيات في مقدمة الفصل للرائع محمد السّداني*
|