كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
،
،
،
،
،
،
خرجت من غرفتها بائسه..كعادتها..ولكن الليله ينخر جسدها الوهن..لا تقوى المشي حتى المطبخ..فجلست على أريكة الصاله وحيده ومريضه..،
اخذت من هذه الدنيا هزالها حتى المشاعر الخرافيه لحقت بها و طاردت ذلك الحبيب كثيراً ولم تناله رغم كل شيء ، أليس الحب خرافه؟! حب من طرف واحد المرض والهم و نزاع الليالي الطويله من البؤس والضعف الذي تداريه عن العالم...قد خسرت اخيها ومن ثم والدتها قد دفعت ثمن طيشها لسنوات من الوحده و من استغلال الرجال لها..
اليوم هي وحيده لا سند ولا مؤنس لها..قلقت كثيراً من تأخر حالة سعد لا تعرف هل سينجو ام انه سيموت قبل ان يبوح لماجد عما عرفه...يستحيل ان يتحدث رجل بتلك المكانه...لكن المصيبه الحقيقيه لو انكروا عبدالله..!!!
وضعت يدها على يسار صدرها من شدة خوفها لن تحتمل ان يموت إبنها وحيداً متشرداً مثلما عاشت وحيده..
رن هاتفها لترد بعد رؤية اسم ماجد/هلا ماجد..!
على الطرف الآخر/انا عند الباب افتحيه،لي ثلاث دقايق ادق
خافت/ماجد انا مو موجوده بالبيت ..
استغرب/وينك؟!
بضيق/في الصالون ..يلا سلام بعدين اكلمك..
اغلقت الهاتف وهي تتذكر مريم!! منذ اسبوع لم تزورها!! وقفت بصعوبه لتذهب يجب ان تلبس الآن وتذهب لها...،تريد الخلاص من كل شيء ...
.
،
.
،
.
.
،
.
خرجت من غرفتها سعيده بعدما اتفقت مع مستشفى في التشيك ..كان ذلك صعباً رغم توفر العلاج في ألمانيا لكنها لا تريد ألمانيا ولن تترك أخيها يذهب وحيداً في رحلته العلاجيه...دخلت غرفته المفتوحه على مصراعيها/نيوف اشوفك كاشخ هالوقت شعندك؟!!
رفع حاجبه وهو يلتفت إليها/الظاهر نسيتي ان ملكتك هالسبوع...طراد جاي بالطريق وبنتفق على كل شيء
تتذكر موعد وصوله ولكن تحدثت بضيق/مو احسن نخلي الملكه بعد علاجك؟!
حرك رأسه بالنفي/انسي..اذا بتأجلين الزواج ماهو مشكله لكن الملكه بتتم ان شاء الله
تنهدت/اوكي حبيبي...اسمع وش عندي لك لقيت طبيب ومركز ممتااز لعلاج حالتك بس بالتشيك..أنا برأيي نروح التشيك احسن من ألمانيا
انتظرها حتى انتهت ليبتسم/عزام اتفق مع رفيقه الدكتور وليد والرجال ثقه وبصراحه انا ودي اشوف وليد واشكره على اللي سواه معك..، ريحي نفسك انا قررت بشكل نهائي اني اتعالج بألمانيا.
رن هاتفه ليبتسم لها/هذا طراد وصل عن اذنك...
تنفست بضيق، اقترب الموعد يا طراد/نايف حبيبي
إلتفت إليها مبتسماً/سمي
بهدوءها/ابي اجلس مع طراد لو سمحت
اختفت ابتسامته و رفع حاجبه بعدم رضا/نعم؟!!
ابتسمت/بوجودك حبيبي مابي اجلس معه لحالنا..الموضوع جد ضروري..بما اننا بنتزوج ماشوف فيها شيء
تردد و أدارها في رأسه/طيب..بس اسمعي تغطي زين والافضل تجين بعبايه
ابتسمت/اكيد حبيبي..
خرج وهي تنتشي بسعاده،ستنجز شيئاً اخيراً "ان لم تصافح يداي من تهوى نفسي فلن تصافح غيره"
للمرة الأولى تشعر بميلان الشعور مع شخص، رغم رفضها السابق لتلك الفكره إلا أنها اعتنقتها وتعصبت لها..!!
نزلت مستعجله بعد اخذها لعبائتها لتنزل من المصعد وتتفاجىء بخالتها ام طراد أمامها بابتسامتها/خالتي منيره!! ياهلا
لاحظت تغير ملامح وجهها لدى رؤيتها/هلابك عروستنا
نادتها من بعيد/ليااال تعالي خذي راكان عني
ام طراد/شوي بس نايف ناداها يقول ليال تبي تحكي مع طراد
استغربت الشموس فهي لم تخبرها بما تنوي فعله،تلك الليال مليئه بالغموض/طيب روحوا انتظركم
ذهبن وجلست لولوه مستغربه/وش السالفه وش تبي به ليال!!
الشموس/علمي علمك يا عمه
لتأتي ام رواد بزجاجة الحليب/حاولي ترضعينه منها
خافت وهي تحضنه/بس مابي أرضعه صناعي يام رواد خايفه عليه.. اخاف تمغصه،
لولوه/انا مع الشموس بصراحه
ام رواد بضيق/يا لولوه انا شايله هم راكان بعد دوامها.
لولوه/بهذي صدقت ام رواد ، نسيت ان وراك دوام ،صحيح محد يبي الصناعي بس انتي بتداومين بعد الاربعين وبتطلعين مشاوير، وش يعطونه اذا داومتي؟ مافكرتي بهالشيء
ترددت كثيراً/اوكي بعد الاربعين بحاول بس هاللحين انا جنبه مايحتاج..!
جلست ام رواد محبطه بعد محاولاتها الفاشله/انا عارفه انك بتندمين بعدين..
.
،
.
.
.
في المجلس...،
يجلس متوتراً وخائفاً...كم عقبةً عليه ان يتجاوزها ليرتبط بها...ماطلته كثيراً و ارهقته كثيراً...ماذا تريد قبل عقد القران..مالذي طرأ على السطح لتطلب الحديث معي، آه فقط لو انني قد كتبت عقدي عليها...لعرفت كيف انتزع انتظار السنين من قلبها...
دخلت ام طراد وخلفها ليال ليجلسان بعدما ألقت السلام..
إلتفت بابتسامه/حي الله بنت خالتي
ردة بدون نفس/هلا
رمقه نايف بحده،نظراته متمرده وفي وجوده!!/اسمع يا طراد ..اختي عندها كلام لازم تسمعه قبل العقد..علشان وقت الملكه نكون على بينه..
لحظات ليسمعون صوته قادم من الخارج ليناديه نايف بعدما طلب من خالته ان تحتجب/انا اتصلت بعزام علشان يكون موجود...المعذره بس انا مثلما انتم شايفين رايح رحلة علاج و قدامي عمليه ومحد ضامن عمره
اختنقت بكلمة اخيها الذي تقبل اخيراً حالته...لترى عزام يدخل..
دخل بابتسامه لا تكاد ترى وهو يلقي تحيته/السلام عليكم
رد الجميع بأصوات متفاوته ولم يرغب طراد في وجوده ولكن ليس له الحق في الرفض..جلس بعد السلام عليه ..
راح يجلس بمحاذات نايف وهو يتحدث كأخ اكبر/سم يا نايف..وش العلم؟!
نايف التفت الى طراد/اسمع يا طراد انا طلبت عزام يحضر هالجلسه لأنه ولي أمرها واخوها مثلما انا اخوها..وهو راعي البيت بحضوري وبغيابي..
تحدث بعدم رضا داخلي/عزام كفو
لم يعلم انه سيأتي يوم يشعر به هذا الشعور فنظرات نايف له نظرات اخ لا اقل من ذلك ابتسم لثقته التي زادته مسؤليه/كفوك الطيب...سمي يا ليال قولي اللي بخاطرك وانا اخوك
لم ترتبك تعودت ان تكون جريئه في الحق و عملها جعلها اكثر اندماجاً مع الناس/بالبدايه ماكنت ابي اتزوج طراد لاسبابي الخاصه..و مضت سنين و هاللحين تقدم بعدما طلق بنت عمه اللي كلنا نظن انه ما دخل بها..بعد سنوات ملكه طويله
إرتبك من استرسالها في حديثها عن طليقته/هذا موضوع انتهى من سنوات
بهدوءها/لا تقاطعني..خلني لين اقول اللي عندي بعدها رد
يعجبه ذلك الثقل الذي يميزها،هي حقاً أختاً للشموس/طراد هي اللي طلبت تجي وتتكلم اتركها تقول اللي عندها..
حرك رأسه بتوتر/تامرني بنت راكان..
ارتاحت لتدخل عزام/السنوات يا طراد ماتتكفل بتغيير اشياء حفرتها هي بنفسها..يجوز انتهى عندك بس غيرك للآن عالق بهذيك السنوات،
استغرب/شقصدك؟! اذا على طول انتظارك لي انا بتكفل بهذيك السنوات كلها..
ابتسمت تحت لثامها لثقته التي في غير محلها/احشم المجلس و حضور اخواني ولا تبلاني بشيء ماسويته!! انا مانتظرتك! ولا كان بيننا موعد لا قصير ولا طويل معلشان تتكفل انت فيه.
منذ البدايه لم يرتاح لنظرات طراد ولكن رد اخته كان واثقاً..
ابتسم عزام و الفضول يدفعه لمعرفة ما لديها،ان كان للرجال عزوة من الاخوات ستكون ليال أولى تلك الحرائر..هذه الثقه متجذره بها كما هي في الشموس تماماً..شموخ النجديه التي لا تلين بسهوله يتجلى في هاتين تماماً...،
مازال لم يفهم مقصد اخته/افصحي ياليال وش قصدك، واضح ان طراد مافهم و لا حتى انا
تحدثت/انا ماعندي اي اعتراض على زواجي من طراد بس بشرط واعتقد انه من حقي علشان اضمن اختياري للرجل المناسب لي،
ارتاح ما دامت ستشرط،اي شرط سيفعله ولن يتأخر/لك اللي تبين اشرطي بس.
بتصميم/ابي تفسر لي تعليقك لـ شيخه ثمان سنوات وطلاقها فجأه ..يعني كان بإمكانه تطليقها من البدايه وانت اساساً كنت برا البلد ومحد بيعترض لو طلقتها و اخليت سبيلها للحياة ومثلما قلت السنوات تداويها!
رد بتوتر/انا ماتكلم قدام خلق الله عن وحده طلعت من ذمتي..واساساً كل اللي بيننا عقد زواج فقط.
الجميع لاحظ توتره بمن فيهم والدته التي استغربت حديث ليال/يا بنتي وشو له هالشرط ليه تفتحين موضوع انتهى..خليك بنفسك و اتركي غيرك
تحدثت بحرقة مكبوته،مازالت تتذكر انهيار شيخه والاوراق التي ارسلتها و امضت اسبوعاً لتتأكد من صحتها واضطرت للسفر للبحرين لهذا الغرض/يا خاله الموضوع يخصني بما اني بتزوجه..شرايك بالشخص اللي عقد على بنت عمه و علّقها قدام الناس بينما كان يتلصص لها و يتصيد لها في سفراتها مع اهلها..ويجبرها بعد كذا انها تجهض!!..دامه سوى كذا ببنت عمه وش بيسوي مع غيرها؟!!!هذا ما ينتأمن له
وقف غاضباً/كذذب
وقف امامه عزام وهو يحتقره/دام كذب لا ترفع صوتك بمجالس الرجال..
ليال بنفس هدوءها/لاحظوا اني ما عنيته بالمثال بس هو اعترف على نفسه!
تحدث نايف غير مصدقاً/ليال !!
تحدثت بمحاوله لتخفيف غضبها/انا رفضته كذا مره ولكنه مصر على الخطبه رغم زواجه الغير معلن من غيري وانا ساكته ....لكن دام الموضوع انفتح من جديد و فيه شخص ثالث انظلم انا ماقدر اسكت و راح افضح الظالم مهما كان...وانتصر للمظلوم لو بيدي هالشيءللمعلوميه يا طراد انا كنت عارفه بحقيقة زواجك من شيخه ، يعني هي مالها دخل بالموضوع ولا تدري بأي شيء<<< قالتها لتنقذها من عقابه
هنا تحدثت بانهيار/ليال وش تقولين انتي؟!
وقفت بهدوءها الذي حضرت به/انا قلت اللي عندي..رجل ما حافظ على شرف بنت عمه...مالي فيه لزوم لو انه أمير قومه.. اذا حابه تتأكدين يا خاله روحي استفسري من شيخه المسكينه..اللي ظلمتوها كلكم لانها فقط ساكته و استحت منكم..وان بغيتي تعرفين سالفة الاجهاض و متى روحي مستشفى رويال البحرين و اسأليهم عنها.
الجميع صابهم الذهول من ضمنهم هو لم يتوقع ان تعرف كل شيء عما يخفيه..!!
حاول استيعاب ما قالته ليال ولكن الخرس الذي يلازم طراد مريب، إلتفت الى ليال/روحي داخل يا ليال اذا قلتي كل شيء
بنفس ذلك الهدوء/معاد عندي شيء اقوله...سلام يا طراد
لم تستطيع الجلوس بعد كل ما سمعته من ليال ..مانت مذهوله ...!!!
اتجه للباب صامتاً لم يعد لديه ما يجعله يجلس هنا حتى نظرات عزام التي تحتقره تحرقه...
اوقفه صوت نايف عند الباب/طرااد
توقف وإلتفت إليه صامتاً؟!!
تحدث بهدوء/اظن كل شيء صار واضح لك...معاد لك نصيب عندنا...روح الله يستر عليك
خرج و كل ما به صدمه ...قد حدث الليله مالم يكن بالحسبان ابداً...توقع ان مافعله بشيخه لن يتعداها فقد تعدت الثلاثين وستخاف على سمعتها!! ولكن ليال عرّته أمام امام أمه و عزام وواخيها....شعر بحجم العار الذي يلتبسه في هذه اللحظات...و كأنه يمشي عارياً في الشارع حتى نظرات الناس الذين يقابلهم باتت نظرات اتهام...!!!
.
،
.
،
.
.
،
.
،
لحقت بها غاضبه مما فعلته بإبنها امام عزام والجميع لتوقفها في منتصف الصاله على مرأى من الشموس و لولوه وام رواد/ليااال وقفي
توقفت وهي تنزع عبائتها و شالها/سمي يا خاله
بغضب/كذا تسودين وجه ولدي قدام اخوك وولد عمك!!! كذا تسوين بولد خااالتك؟!! تكلمي معاد لي حشيمه؟ شلون تفضحينه كذا قدامهم؟!!
ابتسمت وهي ترى النبره المميته في صوتها/هاللي تكلمت قدامهم رجالي الحقيقيين و سندي بهالدنيا كل شيء لازم يكون قدامهم..واذا تعتبرين ان اللي سمعتيه مني فضيحه..المفروض تعاتبين ولدك وتعاقبينه هو مو تجين تحاسبيني يا خاله
قاطعتها بغضب/ماني خالتك بعد اللي سويتيه
حضرت الشموس باستغراب/شصار يا جماعه
حركت رأسها بالموافقه/اوكي منتي خالتي بكيفك...لكن حوبة شيخه برقبة ولدك اللي لعب عليها ودنس طرفها،وبعدها يخطب البنات يمين ويسار و هي من حياها بالعه الموس وساكته..الرجال يخطبونها وهي ترفض..لكن لين متى بترفض؟! خاايفه اللي حداها على طراد يحديها على غيره اتقوا الله بهاليتيمه بتموت قهر حملت واجهضت ومحدن درا بها لو لها أم محدن قهرها لكن الله يرحم الامهات..
استغربت لولوه/اعوذ بالله طراد مسوي كل هذا
مازالت مستبسله غير مقتنعه بتهمة ليال/كذذب ولدي مايسويها
ليال بسخريه غاضبه/اللي يغبن ان صمود بنتك كانت معها بالبحرين وقت ما راحت تسقط..ولا تكلمت!! خافوا الله في البنت يا ناس...
جلست على اقرب أريكه من صدمتها، كيف يخفي طراد فعله كهذه ولماذا شيخه تلك البسيطه الصامته دائماً..؟!
لم تعد تمتلك رداً و قد قالت ليال كل مالديها..
جلست لولوه لا تعرف ماذا ستقول الأمر بات صعباً ولكن حمدت الله ان ابنة اخيها لم تتورط بزوج مثله...!
تركتهم الشموس لتلتحق بليال وتوقفها عند المصعد/يا بنت وقفي
إلتفتت إليها بتملل/الشموس واللي يخلي لك راكان تكلمت بما فيه الكفايه، مليييت فكوني من سيرة هالطراد زفت هذا
شدت يدها/كان بإمكانك تنهين الموضوع بطريقه غير هذي ..ناظري خالتي كيف حالتها شفيك انتي ماتحسين؟!
تحدثت هذه المره بقهر/حالة خالتك ولا شيء عند حالة اللي تزوجها ولد عمها ولعب بحسبتها وخذلها..فكري فيها هي اللي انتهت حتى لو رجع و صلح غلطته الشق اكبر من الرقعه..حطي نفسك بمحلها ،استغلها ابشع استغلال و وتركها..الخيانه موجعه يالشموس مووجعه اجزم لو كنتي مكانها ماراح ترحمينه..
توقفت وهي تبتلع غصتها التي تحاول جاهده ان لا يتضح تأثيرها على تعابير ملامحها/طيب خليك معنا هنا يمكن شهد وهند يجون بعد شوي يسهرون معنا
حركت رأسها بالنفي/بروح ارتاح و اكمل شغلي قبل سفري، ان خلصت اللي بيدي او مليت بنزل.
ابتسمت لها/خلاص قررتي، ماراح تفكين نايف من شرك!
ابتسمت اخيراً/بلا حسد كفايه عندك راكان ...مايحتاج اجيب سيرة ابوه
ضحكت وهي تدفعها/انقلعي لغرفتك بس
دخلت المصعد وهي ترقص حاجبيها بمكر...
لتعود هي لخالتها المنهاره... جلست ليس لديها ماتقوله، غير أنها تغبط ليال في تحديد مصيرها بنفسها، منذ الصغر وهي من تتحكم بنفسها وترفض اي تدخل حتى والدها جعلته يتقبل سفرها لألمانيا لدراسة اللغه الالمانيه و رسالة ماجستير علم الاجتماع هناك بعد ان نالت الباكلوريوس في خدمة المجتمع..فعلاً يستحق الإنجاز من يدافع بثقه عن طموحه ليحقق اهدافه النبيله..
.
،
.
.
،
.
،
صباحاً...
وقفت بجانب المرآه تراقبه بدموعها هاهو يقف و يغلق ازرار بدلة الجيش وسيلتحق بهم على الجبهه، لا تعترض فهذا ديدن الرجال..لكن من يقنع قلبها الغض؟!! هو كان نقطة التمركز التي وازنت حياتها و جعلت لها قيمه ..هو من يبعث الدفء المفقود هو من ولّد الدهشه التي تجعلها تحب كل شيء وترى كل شيء جميل و مثير!!
انتهى من لبسه ليلتفت إليها مبتسماً/مافي حضن اخير قبل امشي؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تبكي بصمت..وفضح ذلك احمرار انفها..،
مازال مبتسماً إنحنى لحقيبته ليتفاجىء بعناقها المباغت واجهاشها بالبكاء..
ابتسم وهو يحاول ان لا ينساق خلف عواطفه/تعوذي من الشيطان وابتسمي ابي اخر شيء اشوف ابتسامتك الحلوه يلا..
ابتعدت عن وجهه وهي ملاصقه به لتتأمل ملامحه جيداً، حاولت الابتسام جاهده وفشلت لتقبل عينيه و انفه و ثغره لتنطق اخيراً/ارجعلي بخير وبكون اسعد انسانه في هالعالم كله
إلتمعت عينيه وهو يرى رعشة شفتيها اثناء حديثها/دعواتك لي وبإذن الله ارجع لك بخير و معي بشاير النصر لا تجلسين تبكين روحي بيت اهلك و اذا حبيتي وقت الاجازه سافري لنايف المهم تهتمين بنفسك ابي اذا رجعت ألقاك مثلما انتي ..البنت الحلوه المبتسمه.
ازداد بكائها فحديثه يعجّل من وحشتها قبل ذهابه/انا حلوه بك ومعك و برجوعك بكون احلى عشان كذا اهتم بحياتك واتركني انا بأمان هنا لا تشيل همي..انت المهم.
حاول تركها وبصعوبه استطاع ذلك لينزل لوداع أمه واخته..حاولت التماسك ولكن الفراق يبعثرها أيما بعثره لحقت به حتى ودعهم جميعاً ..
لاحظت انهيار مدى مكانها و سقوط ام قاسي على ركبتيها بعد خروجه من الباب لتذهب إليها تواسيها ، كانت اللحظه الوحيده التي عانقت فيها ام قاسي في هم مشترك ومشاعر مشتركه..! إحداهن أم والأخرى حبيبه.
،
.
.
.
،
.
،
.
.
،
.
هاهو اسبوع يمر من عمر الزمن...الهجر والبرود عنوانها ..لا احد يلتفت للآخر و لكن رقاب الارواح ملتفته لبعضها...!!
كعادته يأتي للغرفه متأخراً و يضل مستلقياً في ارسكته الجلديه حتى يغمره النوم ...سمع صوت بكاء طفله، القلب يتراقص و الروح تشتاق، ولكن تلك الغرفه قد حرمتها الشموس عليه..
استمر بكاء طفله ليجرح الكبد ببحة بكاءه المتزايد، ليتجه ناحية الباب و يطرقه وهو يناديها/الشمووس وش فيه راكان يبكي كثير الليله؟!
....لا رد!!
زم شفتيه بغضب/افتحي الباااب يا بنت شفيه الولد يصيح وماتسكتينه، ماتسمعين ررردي!
لم ترد طرق الباب بقوه/الشموووس هاتي الولد طلعيه لي
لحظات لتدخل بيدها كوب يانسون و تبدو مرهقه/شفيك تصرخ عند بابي؟!
إلتفت إليها غاضباً/لي ساااعه من جيت و حضرتك مقفله الغرفه عللولد وهو يبكي؟!!! افتحي الباب..
تجاهلته و اتجهت للباب بعد سماعها صوت طفلها، فتحته و لكنها تفاجأت به يبعدها عنه ويدخل متجهاً لسريره و يحمله وهو يضمه بلطف وسرعان ما صمت !!
راقبت مايفعل و انحنائه لطفله و ميلان رأسه عليها، في لوحةٍ سرياليه بديعه..تركته يعيش هذه اللحظه لراكان فقط و اتجهت لطاولته واغراضه لتخرج زيتاً وتجهز لفته و غياراً كاملاً له، واتجهت بعدها له/ممكن؟ حابه اغير له علشان ارضعه وارجعه للنوم.
اتجه للمكان الذي تشير إليه ووضعها و ضل يراقب طفله بترقب/ثاني مره لا تقفلين الباب عليه وهو لحاله وتروحين!!
بلا مبالاة/مالك دخل
رفع حاجبه/وشو اللي مالي دخل...هذا ولدي مثلما هو ولدك...تسمعين كلامي غصب...وهالمفتاح لعاد اشوفه بالباب
رأته يتجه للباب وينزع المفتاح امامها/انت انجنيت رسمي، حط ولدك عذر علشان تتنطط بالفرفه كل شوي..متمرس في الخبث!
اشار إليها بسبابته و بانفلات اعصاب/انا اسكت عنك وااجد...في أم بالعالم تقفل على ولدها وتروح
قاطعته بنفس غضبه/طبعاً فيه اذا كان الأب مثلك ماله امان.
رفع يده وكان سيضربها لولا أنه توقف اخيراً ...سينفجر اي و رب الألم الذي يدك ضلوع صدره و الصراخ الذي يدوي داخله في هذه اللحظه...صمت و حاول الهدوء قليلاً..،
اتسعت ابتسامتها/اخيراً طلعت على حقيقتك..ناوي تمد يدك علي يا عزام!! والله اني تباطيتها عليك، لكن هذا انت مديتها وماخيبتني!!
اقترب منها ليمسكها بعضدها ويتحدث بغضبه المكبوت/اتقي شر الحليم يالشموس اقسم بالله لو منتي نفاس لتصير علوم... هدي اللعب معي افضل لك ولي
ضحكت بشكل مستفز له/ليه يا قلبي كنت ناوي تغتصبني؟!...اها هاللحين عرفت ليه اخذت المفاتيح!!
اغلق ثغرها بيده ليتحدث برجاء/مليوون مره قلتلك لا تطولين لسانك، انا للحين ساكت لكن لكل شيء حدود..انا ماغتصب زوجتي وان جيتك بيكون برضاك
مازالت تبتسم بخبث، بعدما ابعد يده عن ثغرها/طبعاً ماتغتصب اصلاً منت شايل هم بنفاسي، الحبيبات كثار عندك وكل وحده مستعده تخسر نفسها علشانك، طبيعي ماراح تحس بالشوق لزوجنك ولاهم يحزنون، بس برضو احسن لأني صرت من سابع المستحيلات عليك .
اغلق فمها بعصر شفتيها بين كماشة كفه و انامله، ليقربها بعنف و يقبلها انتقاماً للمسافات والبعد والهجر و كلماتها المسمومه!!
تركها بعد تلك العاصفه اكثر احتراقاً واكثر إصراراً على إبعاده،صرخت غاضبه/قلتلك انك ناوي تغتصبني قلتلك..
بكت مكانها بعدما خرج و تركها ..كان مذنباً فقد انتهك ذلك الحظر بقُبله!!
.
.
.
.
.
كاد ينام. .. يريد ان يرتاح جيداً قبل السفر..
ولكن رن هاتفه ليرد متثاقلاً/خييررر!!
بصوتها الرقيق كمثلها/مساء الخير نايف
استغرب اتصالها في هكذا وقت/مساء النور..هلا شهد،..
صمتت قليلاٌ وكأنها تحاول ترتيب ما ستقوله/سمعت انك بتسافر بكرا
بتملل/ايه بسافر أي خدمه يا شهد
على الطرف الآخر/غريبه ماحد قال لي عن موعد السفر!!علشان اجي اودعك.
ضحك بسخريه/لا تصدقين نفسك انك زوجتي، ترى انا ما اعتبرك زوجه و لا ابي اتواصل معك او تتواصلين معي سبق وقلت لك خليك بدراستك و خليني بحالي احسن.
.
.
اغلقت الهاتف و دموعها تغرق خديها وهي نادمه لسماعها بنصيحة هند لتوديع نايف،
هذه المره صوته مليء,بالغرور ..و نبرة الكراهيه مرتفعه، كان مصراً ان يقنعها انه لا يريدها و إن قبّلت السماء..
.."كنت اظن انه فقط كان مصدوماً من الزواج المفاجىء ولكنه لا يريدني حقاً،...يالله ارحمني و لا تعلق قلبي بمن لا يحبني.."
.
.
.
.
.
.
يتبع.
|