كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
.
،
.
،
.
رفعت رأسها من كومة الاوراق التي أمامها وهي تدلّك عنقها برفق..هذا اليوم اجهدت نفسها كثيراً ولكن لابد ان تُنهي ما طلبها عزام لمراجعته، يستحيل ان يُقدم على خطوه قبل ان يأخذ برأيها..كم مرةً اخبرته بأنها تريد الراحه والخلاص من العمل وانها تثق به ولكنه يُصرّ على إشراكها كل كبيره وصغيره..!!
ابتسمت وهي تضع الاوراق في ملفها ..هذه الصفقه ان تمت ستكون الافضل منذ تولي عزام المهمه..
ستذهب الآن لتأخذ حقيبتها و عبائتها لتذهب لديها اليوم مواعيد و دعوات تخص عملها و يجب عليها تلبيتها...
لحظات لتسمع صوت طرقات الباب المؤدي لداخل القصر،ابتسمت/ادخلي ليال، محد عندي
دخلت بهدوء و اغلقت الباب خلفها/هذي أنا
لم تصدق وهي تبتسم/يا بنت وش هالعقل؟! دايم تدخلين مدرعمه !!
اتجهت اليها وهي تجلس في الكرسي بهدوءها/شكلي عقلت
استرخت في جلستها وهي تراها أخرى غير تلك التي اخذها قاسي،هاهي بكامل اناقتها وتصرفاتها الانثويه/هذا حنا لحالنا يا عسل تكلمي وفضفضي لي عن اللي داخلك..وش صارلك بعدما رحتي مع قاسي
رفعت اناملها وهي تبعد غرتها عن عينها اليمين بتوتر وهي تحاول معرفة شيء واحد قبل الحديث عما حدث معها من ادمان وعلاج، فلا احد عاتبها او حتى خاصمها بهذا الخصوص، وهي تستغرب ذلك/قاسي ما قالكم أي شيء عني بعدما اخذني؟!!
استغربت/لا ولا شيء
رفعت عينيها لأختها غير مصدقه/ابداً؟!!
شعرت بالفضول/ماقااال عنك حاجه،،،انتي مسويه شيء؟!
ازداد شعورها باللخبطه حول ماتريد قوله و فعله/انا بعدما اخذني قاسي اكتشف بعد يومين فقط اني مدمنة حبوب هلوسه و دخّلني مستشفى خاص و كان الوضع سرّي للغايه حتى انه ما خلاني اقابل اهله او اتصل فيكم
وقفت من شدة صدمتها/متى ادمنتي وأي حبوب ؟!!
ابتلعت ريق الخوف/مادري كنت استخدم حبوب اظن كانت تم تبديلها في علبة البيروفين اللي كانت معي..انا شاكه في رهف محد بيسوي هالشيء غيرها
عادت لتجلس مجدداً وهي تحاول الاستيعاب/قاسي ما قال لنا شيء عن ادمانك، حتى اننا نظن طول الوقت عند اهله
تنهدت/عموماً كنت بالبدايه فقط ..احتجت تقريباً سبعة ايام حتى تعالجت لأن ماطولت استخدم الحبوب..
لم تزال في طور الخوف والصدمه/يعني لو ما اخذك قاسي مانتبهنا لك...!! ..والله لو ما سوى قاسي غير هالشيء الزين. لكفااه . شلون كنت معارضه اخذه لك؟!!!
صمتت لثواني، يدفعها الفضول للسؤال عنه،فقد اختفى فجأه، هل ذهب للقتال في الجبهه؟/مافي اخبار عنه؟!
ابتسمت لطريقة سؤالها، تبدو ناضجه وهي تتحدث معها بهكذا اسلوب هادئ و رزين، جعلها تتشجع وتخبرها بما قاله عزام/فيه اخبار..صار دوامه بشكل استلامات يعني يدووب يفضى يوم ويومين بالاسبوع...بس مو هذا المهم
تسائلت بفضول/اجل وش المهم؟!
اكملت بابتسامتها/حفلتك نهاية الاسبوع...انتي عارفه انه محد عرف بزواجكم غيرنا بالعايله....عزام عرف انه اخطى بحقك وحاب يزفك من بيت ابوك بليله خاصه فيك ..تلبسين فستان ابيض و انا اصير اخت العروس واشوف نفسي شوي.. هاه شقلتي << ختمتها بابتسامه تتسع
لم تصدق/انا ألبس فستان ابيض؟!
اشارت برأسها بالإيجاب/طبعاً..انا مالبسته لذلك ماراح اتنازل عن تلبيسه لك ولليال ان شاء الله...بس مادري عن رايك تبين ترجعين لقاسي والا للحين ماتبين؟!!
ابتلعت ريق الخوف،لكنها ستغامر لن تدعها له وهو الذي طالما ناداها بالولد..يجب ان يرى حقيقتها ويعتذر عما كان يتفوه به عليها،ليعلم انها ليست كما يظن...هذه المره ستذهب معه و لكن ستريه مالم يتوقع رؤيته منها...وخاصة أنه لم يخبر احداً بإدمانها ذلك يُحسب له ويضيف إليه نقطة إيجابيه...
ابتسمت وهي تراها تصمت اكثر مما تتحدث، قد كانت مشاغبه ولسنه..! تُرى مالذي فعله قاسي في فتره قصيره وعجزت هي عن فعله طوال تلك السنوات../انا بعتبرك موافقه و بطلع وياك نختار الفستان على مزاجي أنا ومابي اعتراض، خااطري اشتري فستان زواج لا تخيبين املي
بابتسامه صغيره/عادي اصلاً متعوده، انتي وليال اللي دايماً تختارون فساتيني.
تركت كرسيها واتجهت اليها وهي تقف امامها /شوفي يا قلبي، هذا زواجك انتي ، مافيها شيء اذا اعترضتي على حديثي وفضلتي تختارين فستانك بنفسك، خلي عندك اسلوبك الخاص وشخصيتك المميزه فيك ..لا تخلين احد مهما كان يفرض عليك شيء ماتبينه .. حتى لو كان أنا.
تسائلت بفضول/واذا انفرض علي واقع ما أبيه؟!
تنهدت بابتسامه صغيره/ساعتها اعترضي بطريقتك الخاصه.. محد يقدر يجبر احد ، انتي هاللحين مازلتي على البر والخيارات قدامك، تقدرين هاللحين تتركين هالواقع او تعيشينه و تغيرينه باسلوبك وتخلينه مع مرور الوقت واقع يناسبك
صمتت وهي تفكر بحديث اختها .. تمنت ان تكون بمثل شخصيتها المتزنه... و تمتلك نفس اسلوب حديثها فهي تختار مفرداتها بعنايه تجعلها تحب سماعها و تنصاع لها بلا تردد!!
رن هاتف الشموس لتلتفت إليه وتلتقطه بإبتسامه/هذي نوره اكيد اتصلت تشوف ليه تأخرت..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
.
،
منذ ذلك اليوم الذي رأها فيه وهو يعيش حالة من الشرود الذهني...لا يرى سوى ملامحها وجسدها المتناهي في التناسق والنعومه...لا يصدق انها أماً لثلاثه كما اخبرته والدته!!
أي غباء وجنون تلبّس عقل زوجها حين طلقها؟!!
تقدمت إليه طفلته الصغيره وهي تسقط في حجره و تأخذ فنجان قهوته الذي برد في يده وترتشفه لتتركها بتقرف لشدة مرارتها/ياااع يا بابا
انتبه لها بعدما تحدثت ليبتسم/بسم الله شيووّخ متى جيتي هنا؟!
ابتسمت له والدته وهي تراه على هذه الحاله منذ تلك الحادثه/لها خمس دقايق بحضنك وانت مادريت عنها، وين عقلك يا ولدي
ابتسم هيّاف وهو يرفع طفلته ويضعها بجانبه بعدما قبّلها واعطاها لعبتها/مادري شبلاي يمه
اخذت فنجاناً جديداً لتسكب له مجدداً وهي مازالت مبتسمه/لا بالله تدري..مير قول وش ماخذن عقلك يا بعدي؟!
ليس وقته أبداً..فليس من اللائق ان يفكر بواحده بمثل ظروفها الآن ... لعل ذلك ممكناً بعد فتره ولعل زوجها يستردها وتُحل أمورها كل شيءٍ جائز!
وقف وهو يهم بالخروج/يمه لا تفتحين سيره جديده تكفين..انا طالع للدوام...سلام
ابتسمت وهو يقبّل رأسها ويخرج/بحفظه...
.
،
.
.
،
.
،
استيقظت باكراً و وانتهت من اعمالها المنزليه البسيطه، كما قالت لها هند انها تنظفه باستمرار ..اخرجت ملابسه التي سيلبسها و بخرت ثوبه و شماغه ..وايقظته ليستحم..
ثم نزلت الساعه الآن التاسعه..
حضّرت القهوه والفطور وجلست بإنتظار نزوله إليها..
يلفها شعور غريب..لا تعلم ولكن هي تشعر بعدم الراحه ،لابد وان احد ابنائها ليس بخير..
نزل في هذه الأثناء ليجدها صافنه..و كأنها تفكر بشيء يشغلها، ابتسم وهو يجلس في كرسيه المقابل لها/صباح السرحان، وين وصل القلب؟!
ابتسمت وهي تقف لتقدم له قهوته وتجيبه/اصلاً ما راح..ما وده يفارق ضلوعك..
اخذ فنجان قهوته وهو ينظر لعينيها بصمت، يعرف انها تخفي قلقها على أبنائها، ولكن لا تريد ازعاجه/بتروحين لبنات اخوك اليوم؟!
إرتشفت من فنجانها بترقب/إذا ما عندك مانع يا قلبي
عاد ليبتسم/اكيد ماعندي مانع..بس بشرط
استغربت/شرط؟!..وشو
ترك فنجانه وهو ينظر إليها/بوصلك معي لهم وبروح لعملي عندي فقط قضيتين تجاريتين براجعها ..وبعدما ارجع امرك واخذك معي...ماني براجع البيت بدونك، اتفقنا؟!
ابتسمت/اتفقنا...
.
،
.
،
.
،
.
دخلت برفقة صديقتها المندهشه لكل ما رأته لم تتوقع ان ليال من عائلة ثريه لهذا الحد..كانت طالبه عاديه وتتشارك السكن معها ومع صديقتهم الأخرى ذات الاصول التركيه!
و كان لها مصروف محدد من قبل والدها يجب ان تحافظ عليه ليكفيها شهراً!!
ضلت صامته ومندهشه وهي ترى ليال تطلب الخادمه الاستعجال بالضيافه!!
انتهت من الحديث مع الخادمه لتلتفت إليها بابتسامه تعرف دهشتها/رورو شفيك؟!
حركت كتفيها و تنظر للمكان حولها فهي تجلس في صاله تُطل على معشبات خضراء واسعه و جلسات خارجيه/ليال ما قلتي لي ان اهلك كذا..
ضحكت/وليه اقولك وانا كنت اسوي معكم قطيه!!... ابوي كان معصب علي لأني طلبت ادرس بألمانيا وماكان راضي ولولا الشموس توسطت مارحت..وقرر يضيق بمصروفي مثلما شفتي علشان اتراجع.
ابتسمت/مع ذلك صمدتي وحققتي حلمك...ان شاء الله رضي عليك الله يرحمه
هزت رأسها بالموافقه/مو بسرعه..لكن اول ماجيت سوا لي حفله و فرح لي الله يرحمه ويسكنه الجنه
هدأت/امين...
حضرت الضيافه و بدأت الخادمه بتقديمها...
فكرت ليال في سؤالها عنه لعل هنالك اخبار/هاللحين انتي تداومين بمستشفى وزوجك بمستشفى..مو صعبه عليكم رويدا
ارتشفت من فنجانها ثم اجابتها/والله مو صعبه علي بس مشوار يومي على معتصم...وهذا هو ماصدق اعتقته مني اليوم و طلع مع وليد اللي فجأه صار الصاحب الغااالي
ابتسمت وهي تتذكره/طبعاً اصحاب..وقت ما كنت رافضه اسوي العمليه كانوا مسوين علي عصابه بس المعتصم اعترف لي بكل شيء وبعدها رحت لوليد مباشره وهو مايدري اني كاشفته..وطلبت من معتصم بعد ما يقوله
ضحكت/كان عصوم يقولي عنكم وشعرت بفضول ..حسيت في شيء يحصل بس ماني عارفه ايش هوا!!
عدلت بجلستها وهي تبتسم/شيء مثل ايش يعني؟! علشان اساعدك تلقين لفضولك إجابه
صغّرت عينيها وهي تراها تراوغها/شيء يتعلق بالقلب
قررت مجاراتها/طمأنينه؟!
ماكره تلك الصديقه لتبتسم بخبث/لا شيء اعمق ..
رفعت فنجانها لترتشف منه و تخفضه وهي ترمقها بسخريه/مافي شيء اعمق
قررت مصارحتها اخيراً/بصراحه لآخر لحظه كنت اظن انو فيه علاقه ولو مخفيّه ..بس انصدمت بعدما قالي معتصم انو وليد راح يودعك يوم خروجك ولقي خطيبك طراد وأمه اللي أكدت انك خطيبته..سألني معتصم اذا عندي خبر بس قلت ماني عارفه شيء
اعتدلت جالسه وهي تضع فنجانها على الطاوله، طراد ما زال يستفزها بتصرفاته وملاحقته/كيف كان وليد؟!
بتأثر /للأمانه يا ليال كان منهار بهذاك اليوم، شفته طلع من القسم وهو مستعجل..و حزنت ..وليد وصل حلم يتمناه كل طبيب مع ذلك ماشفته فرحان الفرحه اللي تستحق انجازه!!!
تنهدت وهي تصد وتزم شفتيها بغضب صامت...لتتفاجئ بصوت خالتها أم طراد وهي تُلقي التحيه/السلام عليكم ...ما شاء الله الدكتوره رويدا عندنا..ليه ما علمتينا يا ليال والا فيه اسرار؟!!!
ابتسمت وهي تقف مع رويدا /اسرار ايش يا خاله، رورو صديقتي، اخذتنا السوالف و نسيت اناديكم.
رويدا بخجل/اهلين يا خاله كيفك؟!
نطرت إليها بحقد/بخيير ...تفضلوا ليش واقفين بتصل بالباقين يجون..
خافت رويدا من نظراتها لتلتفت بعيني التساؤل لليال التي إلتزمت صمتها ....
ام طراد/ليال ماعزمتي رويدا على زواج اختك ؟!
ليال بابتسامه/ولووو!!! رورو اول وحده دعيتها
رفعت يدها تنظر لساعتها/يا ترى وين راحت الشموس هالوقت؟!!
ليال/الله اعلم
.
،
.
،
،
.
،
.
نزل من الأعلى وهو يُغلق هاتفه من المعتصم الذي قال بأنه ينتظره في الخارج و يرفع طرفي شماغه للأعلى بطريقه احترافيه ويبتسم لوالدته التي تنتظره عند الباب ببخور العود/ربي يحفظك حبيبي اقرأ اذكارك
ابتسم وليد وهو يلتقط المبخره/قريتها يمه...الله الله عالريحه الزينه..وش هالدلع و كأني رايح اخطب
بابتسامتها/الله يبلغني فيك و تاخذ اللي قلبك يبيها
تنهد/بس اللي قلبي يبيها بيني وبينها اسوارٍ شواهق و ظروفٍ وقتن عصيّه
اختفت ابتسامتها وهي تسمع نبرة الحزن في صوته/ظروف الوقت يتكفل بها الوقت يا قلبي..لا يضيق لك صدر
طبع قبلته على جبينها وهو يخرج...
حزنت على ذلك الشاب الاكثر تضرراً من زواجها..اخواته تزوجن موطنين واصبحن مواطنات..اما هو واخيه مازالا يبحثان عن الجنسيه التي تحملها هي!!
(ربي يوفقك يا ولد بطني ويفتح لك ابواب الفرج)
.
،
.
،
.
.
،بعد السلام على الجميع جلست وهي تتبسم لرؤيتهم اخيراً كما تركتهم بل افضل/ما شاء الله هذي رفيقتك رويدا صح؟!
رويدا/ايووا أنا هيه..
ابتسمت ليال لذاكرتها/ما شاء الله على ذاكرتك يا عمه...توقعت تنسينا بعد شهر العسل
ام طراد بممازحه/بغت تصير سنة عسل
هند وهي تبادلها مزحها/اهااا بدينا الحسد يا منيره!!..وش. راادك ها اخذي شايبك و سافري
ضحكت ام طراد/والله ودي مير الشكوى لله نبي من ياخذنا معاد فينا شده
حضرت ام رواد و معها ابنتها اميره التي راحت تسلّم على عمتها/عمتي هند. ما دريييتييي ليال سوت عمليه براسها
زجرتها ليال/امييره حبيبتي روحي شوفي وسام ورواد
امسكت بها هند وهي تسألهم/شصاير بغيابي؟!
ام رواد/يبي لك عقاب يا اميره.
هند باصرار/قولوا شصااير بغيابي..قلبي كان قارصتي فيه شيء
اضطرت ليال للحديث واخبارها..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
.
،
.
في حفل مبسط لأحد المراكز الخيريه التي سبق واشرفت على بناءها و هي مدعوه لها.. تبتسم وتجامل احدى المسؤلات...لترى احدى المدعوات هنالك تلاحقها بعينيها أينما ذهبت ..لم تخفاها حتى وهي تلقي كلمتها على المنبر قبل قليل..لم ترتاح لنظراتها..!
إلتفتت تبحث عن نوره مساعدتها لتناديها بنظراتها حتى أتت/اوكي استاذه ازهار يعطيك العافيه على مجهوداتك..انا شايفه انكم تقومون بشغل جبار ،
ازدهار/شكراً طال عمرك..هذا بفضل دعمك و دعم الوالد الله يرحمه
اخرجت ورقة شيك من حقيبتها وهي تقدمه للمديره/هذا دعمنا السنوي ..واتمنى ما نكون مقصرين معكم و موفقين
ابتسمت المديره/شاكرين ومقدرين لك دعمك استاذتنا
تركتها وهي تحتسب ذلك الدعم صدقة تدفع الأذى عن جنينها الذي تخشى فقدانه،، لترى قدوم نوره..
استغربت نوره مناداتها و تركها للتي طلبت ان تتحدث معها في أمر مهم/سّمي الشموس؟!
امرتها بالاقتراب حتى همست لها/شايفه هالبنت اللي لابسه سماوي يا نوره؟!
همست لها نوره/شايفتها...ليه؟!
الشموس/خلينا نطلع انا قدمت دعمنا ابي اقتصر المشوار واطلع...يلا
بعدما ودعت الجميع خرجت بصحبة نوره التي تتسائل عن نيتها/يا بنتي وشتفكرين فيه
لم تعد مرتاحه وهي ترى كل ما يريبها، يجب ان تكون لها ردة فعل فالموضوع بات مستفزاً/تذكرين مريم الفايز؟!
نوره/وش فيها؟! الشمووس وش ناويه عليه
إلتفتت إليها بجديه/ناويه اروح لها بمكان شغلها او بيتها اي شيء لازم...عندي احسااس ان أم سماوي هذيك تبعها بعد.
خافت/تبينا نروح للنظيم؟!
بإصرار/لأي مكان هي فيه...أنا لاحقتها لاحقتها والله لعرف وش وراها!
خافت نوره/مجنوونه..انتي حاامل افرضي صارلك شيء يا بنت
بنفس الإصرار/مستودعه نفسي و ولدي الله...انتي بس علمي السايق وين فيه محل هالمشغل هذا..خلينا مانضيع وقت احسن.
نوره/بس هالوقت المشاغل مقفله
نظرت لساعة معصمها/ننتطر لين يفتح..مو مشكله!
مازالت خائفه/يا رب سترك
.
،
.
.
.
.
.
.
.
.
.:
في قاعة المؤتمرات في الرياض..
لم يتوقع ان يكون هذا الحفل بهذا الشكل و هذا الحجم الاعلامي و المسؤلين و بحضور نائب امير العاصمه..
وجد مقعده بنتطره في جهة المكرمين في المقدمه..
ابتدأ الحديث عن منجزات مركز الابحاث و تاريخه و توالت الكلمات والعروض حتى حان وقت التكريم..
قد اخبره ذلك الرجل بأنه سيُلقي كلمه عما قام به ولكن لم يستدعيه احد على المنبر..!
ليتفاجئ بمقدم الحفل يستدعي مدير مركز بحوث الاورام البروفيسور عاصم البسام..
تباً كان ذلك هو نفسه الرجل الذي استدعاه للحفل !!
لا يصدق ما يحدث..بدا وكأنه يحلم!!
بدأ البروفيسور عاصم حديثه بعد الترحيب والديباجه بسرد قصة كفاح اثمرت نهايتها بأعطم انجاز قد يخدم البشريه
وهو اختصار مدة الجراحات الطويله بتقنية النانو الذي تجري اختبارات عديده عنه وهي تقنيه لاستخدامات بديله لجراحة استئصال اورام الرأس بدلاً من التقليديه التي يضطر فيها الجراح لتشويه الرأس ولربما اخداث مضاعفات خطيره ونزيف!
ثم اشار بيده ناحية وليد/والآن رحبوا معي بالدكتور النابغه في هذا المجال واللي نجاحه اخدث ضجه عالميه الدكتور وليد العمرو...اول المكرمين الليله بجائزة الابداع العلمي والانجاز الطبي..تفضل دكتور وليد..
وقف مع عاصفة التصفيق التي صاحبته حتى صعد لذلك المنبر وتسلمه ذلك الدرع وذلك الظرف ..صمت قليلاً وهو يبتسم للجمهور،لمعت عينيه/خلوني اكون صريح معكم..للأمانه ماني مصدق...
ابتسم البروفيسور عاصم وهو يسمعه..
اكمل وليد وهو يلتفت لعاصم/هذا الرجل زارني بنفسه و اخبرني انه مندوب من مركز الابحاث ...مادريت ابداً انه هو نفسه المدير اللي تمنيت اقابله يوم من الايام و ما سمحت لي الظروف او خلوني اقولها بصراحه منعوني الموظفين الأقل منه.. وهاهي الظروف خلته يجي لين بابي ويبحث عني بنفسه...
ومن هالمكان احب اقولكم شيء واحد.. لا تخلون شيء يوقف قدام طموحكم..مهما صعبت المهمه، يوم من الأيام راح تنجز و راح تفرح بثمرة انجازك..
سلام لكم جميعاً..
وقف له المعتصم وصفق له مع جموع الحضور ولكن تفاجئ بنداء الامير له بعدما ذهب به البروفيسور عاصم إليه..!!
تُرى ماذا هنالك ؟!!
.
،
الامير/الف الف مبروك على انجازك يا عبقري..حنا فخورين فيك و بامثالك بهالبلد..
وليد بسعاده/الله يبارك بعمرك سمو الامير..الفخر لي
الامير بابتسامه/سمعت عنك خبر ما اسعدني بصراحه يقولون بتهاجر؟ صحيح هالكلام.
وليد/عقد عمل في ألمانيا طال عمرك..لكن الموطن هنا مافي شك
الامير/انا أطلعت على كافة المعلومات عنك..و سمو امير المنطقه ارسل برقيه للداخليه بالاطلاع على معاملتك وابشرك صدر مرسوم ملكي بمنحك الجنسيه الكامله نحتاج لمثلك هنا يادكتور وليد..الاوراق في الظرف اللي بيدك..و من بكره تروح تاخذ جوازك..
تحدث عاصم بابتسامه/واضيف عليها عضويه في مركز الابحاث طال عمرك
ما زال في طور الصدمه حتى انه لا يعرف كيف اكمل حديثه مع الامير و رد على تبريكات الجميع...!!
خرج مع المعتصم وهو صامت ركب السياره وجعل المعتصم يقود بدلاً عنه مازال يعيش تلك اللحظات الذهبيه في حياته..
نال كل شيء بشقاءه وتعبه ومجهوده بعد الله كل الذين وقفوا أمامه ..لم يمنعوا عنه النجاح لأن إرادة الله فوق إرادة خلقه وهاهو وصل لما يريد اشار للمعتصم بأن يتوقف جانباً/بالله وقف يا معتصم
أوقف السياره مستغرباً/مالك يا زول؟!
نزل من السياره ليذهب و يسجد شكراً لله على كل ما حدث له من شر قبل ان يكون خيراً...
ثم جلس و وقف وهو يقفز و يقذف شماغه عالياً ويلتقطها مجدداً..
نزل المعتصم وهو يندهش من تصرفاته/الظاهر فقدت عقلك خلاص، لو انا عارف انو بيحصل ليك كيدا ما جيت معاك
اتجه إليه وهو يعانقه بشده/ياخي احبك والله احبك
ضحك المعتصم/ياخي عارف انك محظوظ فيا بس مو تفضحنا قدام الخلق بالشكل دا
اتجه للسياره واخذ الظرف ليخرج الاوراق ليريه الورقه التي بدايتها "أمر ملكي بمنح الجنسية السعوديه"
ابتسم المعتصم ليعرف الآن ماسبب سعادته/مبروووك يازوول مش من اول تقوول..هذي يبي لها عزيمه
شعر بغصة فرح يريد الصراخ/احتفال طويل عريض ماهو بس عزيمه يا معتصم...ماهو بس عزيمه
لم يكن يعرف انه لن يأخذ الجنسيه إلا في مشارف الاربعين من العمر..
"نعم انا سعودي الآن وانا من كافحت لأن استحق ما أنا عليه ..بت مواطناً .. ولكن كانت هي السبب في كل ما حدث لي بعدما جازفت و وهبتني نفسها لأجري تجربة عمليتي الصعبه عليها."
كم كانت أيامه قاتمه ملبده بالغيوم الرماديه وبلا نهايه. ولكنها انقلبت أيما إنقلاب جعل لحياته لذه و ادارت مصابيح الأمل ليضيء قلبه من جديد...
.
،
|