كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
،
.
في الداخل ..،
انتظر قدومها على احر من الجمر تمنى لو تسأل والدته عنها..حضورها مهم جداً..
ابتسمت ام طراد وهي تسأل بلهفه/اجل وين ليال؟!لي ربع ساعه واصله ما طلَّت تسلم؟!!
كانت الشموس ستجيب لولا أن فُتح الباب ودخلت وهي تلقي التحيه/السلام عليكم..
التفت الجميع للقادمه،التي تضع اكياسها التي بيدها على الأرض..
ابتسمت ام طراد وهي تراها قادمه/يا هلا والله تووني اسأل عنك
اتجهت اليها لتسلم عليها بحراره/هلابك خالتي تو ما نورت الرياض
بسعاده/بنور اهلها، شلونك يمه شخبارك بشريني عن صحتك
ليال وهو تشد على يد خالتها وتتجاهل طراد/بخير ي ريحة الغاليه
الشموس/انتم ارتاحوا وسولفوا براحه مايصير كلنا وقوف كذا
تحدث هو فهي تتجاهله تماماً!!/شلونك ليال؟!
ردت بدون أن تلتفت اليه/بخير...شلونك انت؟
لم يستغرب رسميتها لطالما كانت جاده منذ صغرها/طاب لونك.،
دخل في هذه اللحظات بعدما سمع صوتها ليتجه إليها راكضاً وخلفه رواد..!
استغرب طراد ظهور ذلك الطفل داكن البشره ماسبب وجوده هنا، ما جعله يستغرب حقاً هو عناق ليال له وتشبثه بها..،هكذا أمر يبدو مريباً!!!
حملته بسعاده بل فرحت بقدومه في هذه اللحظات،ذلك الطفل يعرف تماماً انها لا تستغني عنه/هلا ماما اشتقتلك..
ظل محيطاً عنقها بيديه وهو يتشبث بها بصمت..لتفهم ما يريد، قد غابت عنه طوال النهار/يلا حبيبي غرفتنا..رواد هات الاكياس معك وخل الشغاله تجيب اللي برا...عن اذنكم يا جماعه
ام طراد باستغراب،ذلك الطفل غريب وهي تعامله كأم/من وين جاء هالولد ياليال
التفتت اليها واجابتها بسعاده/هذا ولدي وسام..شوي وجايتك يا خاله، انتظروني
ذهبت للداخل و قد تركته مصدوماً مع أمه..!!
تحنحن وهو يُخرج صوتاً من حنجرته/يلا استاذن انا طالع ارتاح بالمجلس وانتظر عزام...
الشموس/كلمته وكلها شوي وجاي يا طراد
انتظرته حتى خرج لتلتفت للشموس بتساؤل فضولي/يا بنت علميني وش جاب هالولد ببيتكم
ابتسمت الشموس وهي تزيح حجابها و تمسك بيدها وتجلسها/اجلسي وبعلمك بكل شيء..
،
.
،
.
،
.
،
.
،
وصلت الى غرفة وسام الجديده وهي ترتب الاشياء بصحبة وسام و رواد الذي بات سعيداً لوجود طفل اصغر منه في المنزل..لم يعد وحيداً..ما جعل وسام سعيداً هو اقتراب رواد منه وتقبله له بشكل كبير..
وقفت متخصره بيديها بعدما رتبت اشياءه بصحبته و كما يريد هو/هاااه وش رااايك يا وسووومه؟!عجبتك الغرفه حبيبي
اتجه اليها وعانقها بشده تعبيراً عن امتنانه.،،
رواد بعبوس/ليه ما خليتيه ينام معي بغرفتي
ابتسمت له وهي تحاول اقناعه/حبيبي مثلما انت لك غرفه لحالك تحط فيها أغراضك بعد وسام لازم يكون له غرفته صح؟
وكأنه اقتنع/ايه بس ابيه يلعب معي
أردفت/اكيد بيلعب معك بس انت تدرس و هو توه صغير مرره مابيه يشغلك عن المذاكره..و بعدين طول النهار تلعبون مع بعض، بس وقت النوم والدراسه تفترقون، اووكي
ابتسم بعدما اقتنع/ااوكي
مسحت على رأسيهما/يلا انا بنزل لخالتي تحت وانتم ألعبوا هنا..
اشار برأسه وهو يقف بجانب رواد بطاعه لأوامرها..
ابتسمت براحه فهو بدأ يصبح مطيعاً حينما ارتاح من اجواء التوتر اليومي..
،
.
،
.
،
بعد تناول العشاء جلسا يتبادلان الاحاديث والتعرف على بعضهما، نظر إليه عزام بعدما قدم له الشاي/ما شاء الله يعني انت باشمهندس يا طراد
ابتسم لتلك الجمله/الله الله..
عاد عزام ليرتشف من الشاي مجدداً بصمت/..
صمت قليلاً ثم تحدث بأريحيه/عاد تبي الصدق يا عزام، من وصفوك لي قلت هذا شآايب، بس ما شاء الله طلعت شباب
ضحك عزام/لا يغرك لو شفت شعر راسي بتتراجع عن كلامك..
طراد/ماعليك الشيب وقار يا رجل، تراني ماني ببعيد عنك حولظ£ظ£
ابتسم وهو يضع كاسة الشاي على الطاوله/اشهد انك بعيد انا قربت اسفط الاربعين يا رجل..
سكت قليلاً ثم ابتسم بسعاده/تشرفت بمعرفتك يا عزام..عز الله ماظنيتك كذا، قلت هاللحين بلقى واحد غثيث ما يرد السالفه، بس اشوى خيبت ظني
اعاد ترتيب شماغه وهو يتصنع الغضب/لا شكلي بقلب رسمي وبطردك هالليله
استرخى طراد بجلسته/معاد يمديك يا رجال..
نظر الى ساعته بابتسامته/يلا اجل اخليك ترتاح وتنام ، وانا بعد وراي سفره بكره محتاج انام بدري خذ راحتك يا طراد
اعجبته روحه وبساطة معرفته وعدم تكلفه/اي والله جبتها انا بعد دااايخ ابي النوم ،من بدري صاحي..
وقف وهو يُخرج هاتفه/اجل تصبح على خير،
ارتاح بعد معرفته بعزام، ذلك ازاح عنه عبئاً كبيراً..
.
،
.
،
وقفت من بينهن بعدما تلقت اتصاله..لترد وهي تقف بعيداً/هلا عزام
على الطرف الآخر، كان متردداً/هلا الشموس..ا...
استغربت صمته المفاجئ/عزام تسمعني؟!
قرر الحديث/انتي عارفه ان ولد خالتك بينام فالمجلس، يعني صعبه انام هناك..و وراي بكرا سفر ومحتاج انام بدري
فهمته وغضبت مما فهمته،أكان ينوي ان يعود للنوم بالمجلس جدداً بعدما حدث ليلة البارحه؟!!/الطريق للغرفه مافيه احد تقدر تدخل.
اغلقت الهاتف بعدما اخبرها انه قادم لتعود لخالتها وهي تقبل رأسها/يلا انا مضطره اترككم تصبحون على خير
ام طراد/تو الناس اجلسي شوي معنا
بخجل/عزام يبي يروح ينام، بوصله الغرفه وبشوف وش يبي واجيكم
ابتسمت هند وهي تفهم ذهابها المبكر و غير المعتاد/ابداً لا تجين، اصلاً تأخر الوقت وكلنا بننام والصباح رباح، عندنا وقت نجلس مع بعض ونسولف
ابتسمت لعمتها وهي تقرر الذهاب/طيب، تصبحون على خير
ام طراد بابتسامة رضا/و انتي بخير
.
،
.
،
دخل الغرفه ليتفاجئ بترتيب غير البارحه، مفرش جديد و اضاءه بارده عند الشرفه تضفي نوع من الاسترخاء مع برودة الغرفه و رائحتها الفاتنه..نزع شماغه ووضعه على الصوفا في طريقه للشماعه، يريد خلع ثوبه..
دخلت في هذه اللحظات وهي عابسه!!
استغرب عقدة حاجبها/فيك شيء؟!
اتجهت للصوفا وهي تلتقط شماغه/ليه ترميه هنا وانت رايح اصلاً للشماعه؟ ومعلق ثوبك !!
اكمل خلع ملابسه بخلع فانيلته ليقف عارياً بابتسامه جانبيه/تحمليني ماتعودت على الترتيب لهالدرجه.
ابتسمت وهي تبادله النظرات وتتجه للخزانه وتخرج له منشفه و روب استحمام خاص به ثم تعود إليه وتقدمها لها/خذ هذي علشان ما يلفحك البرد وانت طالع من الحمام.
عبس وهو يرى الروب/لا ماحب هذا
وضعته في يده بإصرار/ما سألتك تحبه والا لا؟! انت بغرفتي بتنفذ قوانيني والا روح المجلس مع طراد.
عقد حاجبه يمثل الغضب/تبتزيني يالشموس؟!!
رفعت كتفيها للاعلى وهي تبتسم بشقاوه وتتركه وتتجه لمرآتها/سمها ما شئت، يلا روح حمامك.
ابتسم اخيراً وهو يترك مكانه ويذهب للحمام .. توقف وهو يرى اهتمامها بادق التفاصيل.. في كل شيء وضعت اثنين.. حوض الاستحمام جاهز بماءه الدافئ و رائحة الورد المنثور تفوح ..مجموعة استحمام رجاليه بجانب مجموعتها النسائيه هذا يؤكد انها مهتمه به حقاً.. شعر بشيء يدفعه للابتسام لوحده..لم يشعر بهكذا اهتمام طوال حياته..!! كان آخر من اهتم بشامبو شعره هي والدته..!
يالسحر اقترابها منه، الذي جعله يشعر بأنه لم يكن على قيد الحياه قبل ان تبتسم له!!
مسكين قلبه ذلك الطفل المحروم الذي بداخله،اي لمسة اهتمام تجعله يخرج على تصرفاته!!
،
انتهت من تغيير لبسها منذ دقائق وظلت تنتظره في السرير، وهي تتصفح هاتفها.. قد تأخر في دورة المياه!! وقفت وهي تذهب للبحث عن الشاحن هي متأكده انها اعادته للدرج..
لحظات ليخرج إليها متخصراً بالمنشفه عارياً من اعلى و تتضح عضلاته المفتوله لتعبس/مو قلت لك لازم تلبس الروب؟!! ليش انت عنيد كذا؟!
ابتسم وهو يتجه للصوفا ويرتدي ما وضعته له/معليش عديها هالمره ..
إلتزمت صمتها و اتجهت لأخذ كريم ترطيب ليديها حاولت ان تغض بصرها وهو يلبس..مهما بلغت من الجرأه لا تستطيع السماح لعينيها براحة النظر..
اتجه بدوره للسرير وهو يسترخي اخيراً/يازززين النوووم
التفتت اليه مستغربه وهي مازالت تقف بعيده عند مرآتها/مادري لييه تكره النوم ببيجامه!!!انا جايبه لك مجموعه وحاطه لك وحده عالصوفا علشان تلبس، ليش انت فوضوي كذا
تذكر الماضي في شقته مع اصحابه/عاد تصدقين ان هالفوضوي اللي تسبينه،، مسمينه الشباب بالشقه النظامي..لانه مسبب لهم ازمة ترتيب ونظافه
ميلت شفتيها وهي تعود للسرير مجدداً/الله والترتيب اللي تعرفونه يالشباب !
تحدث بابتسامه/بعدما شفت غرفتك وترتيبك عرفت اني كنت بغفله، بس العيب من الشباب كانوا معطيني اكبر من حجمي
ابتسمت أخيراً.. يريحها بعفويته بالحديث...
استغرب جلوسها حتى الآن عند طرف السرير، مازال ينتظر اقترابها/انتي بتنامين عندك وانتي جالسه؟!!
توترت من الخطوه القادمه، اقتربت من وسادتها وهي تسحب غطاء و تضع رأسها على وسادتها أخيراً.. شعرت ببرودة قدميها.. ويديها.. تكاد تتجمد الآن..!!
إلتفت اليها و ضل يتأملها عن كثب يتضح تهرب عينيها وخجلها رغم انها تحاول ان تُجري الامور طبيعيه، الليله هو حقاً يشعر بدفء لم يشعر به طوال حياته،..
اقترب منها بصمت و فتح ذراعها بهدوء ليتوسده كطفل ويعانقها..
اراد ان يتنفس الهواء من بين عنقها وكتفها وان يناغي قلبه نبض قلبها، اراد ان يسكن بدفء جسد يأمنه على روحه، هذا كل ما يريده من العالم الآن..
استغربت تصرفه..شعرت وكأنه طفل يبحث عن الامان اكثر منه زوجاً يطمع في جسدها..احاطته بذراعها الآخر وهي تغطيه بالاغطيه..وكأنها تفهم ما يريد وتقرأ حركاته.. هو طفل بين يديها الآن ليس ذلك الرجل مفتول العضلات، صاحب الاقتحامات والقوه المفرطه..هو في اضعف حالاته الآن بين يديها ولكنه في اشد اللحظات اقتراباً من قلبها ونفسها!!!
،
.
،
،
.
في المجلس الداخلي..
إلتفتت لتلك الصغيره التي تجلس مكانها ولا تتحرك منذ بداية السهره،بدت متغيره عليها/شلونك يا نيفادا؟كيف دراستك؟!
تكره الإتيان بسيرة المدرسه، حاولت الابتسام/الحمدلله كل شيء تمام
ام طراد/سلامات شفيها رجلك طايحه عليها؟!
حاولت ليال تلفيق ماحدث قبل ان تتحدث الصغيره/حادث بسيط عدى على خير
نيفادا لاحظت غمزة اختها لتبتسم بعدما فهمتها/ايوه حادث، بس الحمدلله هاللحين احسن
هند وهي تلتفت الى ام طراد/يلا يا منيره قومي معي اوصلك غرفتك علشان ترتاحين والصباح رباح..واضح انك نعستي
وقفت معها وهي تأخذ حقيبة يدها الصغيره/اي والله قلتيها،
ذهبن لتتبعهن ام رواد واميره...
لاحظتها ليال صامته..و جالسه طوال الوقت، وهذا غريب على نيفادا، لم تتحدث معها بعد الذي حدث اخر مره، تركت هذه المهمه للشموس،..
لاحظت نظرات ليال لها لتبتسم/مضيعه شي بوجهي؟!!
ابتسمت ليال وهي تراها تتحدث كأخيها/وشو اللي مضيعته بوجهك؟!!! نيفو يا قلبي، متى ناويه تكبرين انتي؟
استرخت في جلستها بعدما إلتقطت جهاز التحكم و بدأت بتصفح قنوات التلفزيون/وليه اكبر؟!..انا كذا مبسوطه
ليال بجديه/مجبوره تكبرين..يعني لا تقولين لي ان الموقف اللي صار لك ما كبرك وخلاك تشوفين الدنيا بزاويه ثانيه، وخلت ثقتك تهتز.
بلا مبالاه/ماحب اتكلم عن شيء يزعجني
تعرف انها تعرضت لصفعه قويه بعد خيانة رفيقتها وهذا ما يتضح عليها ولكن يجب ان تنبهها من تركي بشكل غير مباشر/فيه نصيحه واحفظيها من اختك اللي اكبر منك بسنوات..لا تثقين برجل مهما ارتحتي له،
التفتت اليها نيفادا وهي مستغربه جديتها في الحديث/انتي من صدقك تقولين لي هالكلام؟!! وش مناسبته؟!!
أردفت ليال بعينين لامعتين وقلب موجوع/مو لازم انتظر لين اشوفك متورطه علشان أبدأ انصحك!!..
ضلت تسمع و عينيها تركز في شاشة البلازما...،
أردفت ليال بإهتمام/انا اختك واخاف عليك، طبيعي بنصحك ، لا تسمحين لأحد يستغل صغر سنك ويتقرب منك او يكذب عليك بوعود وهميه ويمثل انه يحبك! ..خليك ذكيه لا تكونين مجرد تسليه لأحد.
اعتدلت في جلستها وهي تلتفت إليها مجدداً/تطمني ماراح اخلي احد يضحك علي مره ثانيه، انا ماني غبيه لذيك الدرجه بس انتم حاولوا تفهمون اني ما عدت صغيره!
شعرت ليال بالاحباط،فجملتها الاخيره تعني أنها مازالت صغيره حتى تستوعب ما نصحتها به، لتبتسم لها/يازين اللي كبرت..
تعرف انها تسخر منها/يالله منك يا لياااال!!
رن هاتفها لم تستغرب رنينه هذا الوقت لابد وانها احدى الرفيقات،رفعته من الطاوله تريد ان ترد..
قاطعتها ليال غاضبه/تردين هالوقت على اتصالات!،من هاللي يتصل؟!
ابتسمت وهي تجيبها/ماتعرفين صديقاتي،يتصلون اي وقت يقومون فيه،اذكر ان دانه تقول نبي نزورك،خليني اشوف من الرقم مو مسجل
ليال بحزم/لا تردين
رفعت حاجبها وهي تفتح الخط وتجيب بعنادها/ألوه..
على الطرف الآخر بصوت اذابه التعب وكبر السن/السلام عليكم يا بنتي، اسمحيلي لاتصلت بهالوقت
استغربت/وعليكم السلام..من انت؟! ووش تبي؟!
المتصل/انا يابوك مستحي من الاتصال هالوقت بس لو ماهو ضروري ما نثرت ماء وجهي واتصلت، انا ابو رهف صديقتك
احتقن وجهها غضباً لترد بصرامه/ماعرف وحده بهالاسم!
استغربت ليال وهي تشير اليها ان تعطيها الهاتف ولكنها ترفض..
نطق برجاء يذيب القلب/نيفادا يا بنتي تكفين، ترى رهف بين الحياة والموت..طلبتني طلب اخير، تبي تشوفك
شعرت بالحزن وهي تسمع نبرة البكاء في صوته، لم تحبذ ذلك ابداً، لماذا تضع رهف والدها بهكذا موقف/شفيها رهف يا عم؟!
رد بوجع/الله العالم بحالها يا بنتي بس تكفين حاولي تجين باقرب فرصه، البنت منهاره وحالتها حاله، ماعلى لسانها غيرك..يمكن اذا شافتك تطيب ، انا مالي غيرها يا بنتي.
انخرست وهي تبكي بصمت مع جرح خيانتها الذي لامسه هذا الاتصال..لترد بعد إلحاحاته/خلاص يا عم ان شاء الله ازورها بكرا..
انتظرتها ليال حتى أنهت المكالمه/شبلاها رهف؟!
تحدثت وهي تحاول ان تكفكف دموعها/ابوها يقول انها بحاله خطيره وتبي تشوفني
استفسرت/بتروحين؟!
هزت رأسها بالنفي/طبعاً لا..ماني طايقه اشوفها
سكتت ليال وهي تتنهد وتفكر من جانب آخر، لتتحدث بنبره أقل حده واكثر شفقه/يمكن هذا اخر طلب لها وإلا ماتصل ابوها هالوقت!
لم تعلق مازالت تشتعل من الداخل..رهف احرقت جزءاً من البياض الذي بداخلها حتى بات قاتماً بلون الدخان..!
.
،
"
.
،
صباحاً...
انتهى من لبسه و اخرج جواز سفره يتأكد من وجود التذكره معه..ثم وضعها في حقيبته..سمع صوت انفتاح الباب ليلتفت واذا بها تدخل وهي تدفع عربة طعام صغيره/ليه جبتيه هنا كنت بطلع افطر مع طراد
ابتسمت وهي تصل للطاوله وتبدأ بسكب الشاي/طراد للحين نايم وبدري عليه ،ناظر الساعه ظ§
جلس وهو يأخذ منها كاسة الشاي ويرتشفه/يسلم هاليدين، والله ماتوقعت ألحق افطر..الحمدلله بفضلك ما راحت علي نومه
اخذت رشفه من كاستها/الفضل لله، بعدين انا متعوده اصحى بدري.
بدأ في افطاره والصمت يعم الجلسه..
تسترق النظرات إليه وكأنها تريد حفظ ملامحه قبل سفره!
سيسافر وحده كم تغار ان يكون بدونها!
ذلك الشعور الذي بدأ بالظهور على سطح مشاعرها، ويشعل الثوره في قلبها و لكنها تقمعها في تصرفاتها بكل دكتاتوريه!
يشعر بنظراتها التي تراعيه، لينظر لعينيها ذات السواد الحالك..كم تثير فضوله حقاً تلك العينين ؟!!
خجلت من عينيه /عزاام لا تناظرني كذا
ابتسم لجمال خجلها الذي لم تحجبه قوة شخصيتها، ليتذكر زيارة مدى البارحه/ما قلتي وش صار البارح بزيارة بنت خالي
عادت لترتشف من كاستها،وهي تتذكر ما حدث/عزمتني للعشاء اللي مسوينه لنزول بيتهم بالرياض،، تعال انت ليه ما قلت لي عن نزولهم الرياض، كان سويت معهم الواجب!
كلما يتذكر ما فعله قاسي يستضيق محيطه ويصاب بالخيبه، لكن هاهو لم يستسلم ليبعث اخته تتعرف بأهله/ما صارت مناسبه اقولك..طيب بتروحين انتي؟
استغربت سؤاله، كان يجب ان تسأله هو هذا السؤال/مادري ..يعني اذا انت وافقت ماعندي مانع اروح، حق وواجب بالنهايه هم اهل خالك.. ومدى ألحت لحضوري انا و خواتي وزوجة ابوي وعمتي هند
صمت وهو يفكر بمدى وبقدومها لمنزله، لم يغيب عن باله سقوط فنجانها البارحه، يعرف أنها تعشقه وعشقها كالشمس لا يحجبها غربال، فقد أسمت طفلها بإسمه وهو أيضاً قد أوفى لها واحرق سنيناً من عمره في انتظارها.. من الغريب ان تأتي بنفسها لمنزله، كيف عرف زوجها بذلك ولم يعترض!!
استغربت سرحانه المفاجئ لتنبهه/عزام...عزام!!
انتبه اليها أخيراً ليلتفت صوبها/هلا؟
بفضول/وين رحت؟!
وضع فنجانه ووقف بانزعاج من ذكرياته التي شوهت بداية يومه/انا طالع ابي ألحق عالطياره..سلام
وقفت معه وهي محتاره من تقلبه فجأه/طيب ما قلت اروح والا لا؟!
يجب ان يسيطر على مشاعره وان لا ينساق خلفها، فالتي تزوجها ليست قليله ليتجاهلها، عاد إليها مبتسماً ينوي وداعها بشكل يكفّر به خطيئة تفكيره بغيرها وهي امامه ،طبع قبلته على جبينها وهو يداعب خدها/روحي محل ماتبين، انا راضي عليك وواثق فيك..كل اللي ابيه منك انك تنتبهين على نيفادا تكفيين.. ودعواتك
تمنت ان تبادله الاهتمام ولكن لم تعتاد السخاء بمشاعرها و لم تعتاد بعد لوجوده الذي ترتاح له.. لتكتفي بابتسامه صغيره/الله يحفظك.. انتبه لك واتصل بي اول ما توصل هناك
كانت تلك الكلمتين كفيله بصنع يومه، وتنسيه همه، ان يوصيه احدهم على نفسه ويحرّص على ذلك،ابتسم وهو ينحني ويقبل خدها ثم خرج مستعجلاً بصمت....،
ابتسمت من قبلته الاخيره وهي تلمس خدها بأناملها، وتتأمل الباب الذي خرج منه .. سيذهب ويطيل الغياب لاسبوعين كاملين..كم هي مدةٌ طويله!!
،
.
سيغادر اليوم هذه الرياض..
لطالما ظن انه لن يخرج منها ولن يسافر ابداً، لطالما كان السفر مجرد حُلم يراوده..ولكن الغريب ان هذا الحلم لم يعجبه حين تحقق،فهو ليس مُخير في هذا السفر إنما مُجبر..! "لربما من الجميل ان تضل بعض الأحلام، أحلاماً!!"
.
،
.
،
شعرت انها اليوم افضل من الايام الماضيه..
رغم انها لم تنم جيداً ليلة البارحه وهي تتذكر صوت والد رهف الذي كان يرتجف وهو يحادثها في الهاتف،
تركت سريرها وحاولت ان تمشي بخطوات اوسع..تريد ان تعود لطبيعتها، ذلك الجرح أخذ كثيرا ليطيب..!
اخذت هاتفها وهي تقرر ما تنوي فعله، لكن تفاجأت برساله في الواتساب من رقم لم تحفظه!
[صباح الخير نيفادا..
كيف صار جرحك؟]
هذه ليست من رفيقاتها بما أنها كتبت "نيفادا"!!
كادت تتصل ولكن وردتها رساله من نفس المحادثه..جعلتها تبتسم
[معك ..قاسي]
لترسل له بحماس: [قاسي!!
صباح النووور.]
ليرد بسرعه: [تعرض لك عزام ...ضربك؟!]
ابتسمت وهي ترد : [ لا ]
دخلت بهذه اللحظات ليال وهي تبتسم لابتساماتها/صباااح الررضااا
اضطرت ان تغلق المحادثه والهاتف وترد على ليال/صباح النور، اشوفك زايرتني اليوم مو من عادتك
اتجهت اليها وهي تمسك بيدها/انا طالعه ازور نايف، تروحين معي نشوفه ..ومنها تزورين رهف
هي فعلاً غيرت رأيها و تشعر برغبه للقاءها/تصدقين عاد ..ودي اشوفها..البارح ماخلاني تفكيري فيها انام
ابتسمت لها/برافو عليك يلا وانا بكون معك....وانتي من زمان ما زرتي نايف بعد لازم ما نقطعه حبيب قلبي
.
،
.
،
.
،
توقف عند الإشاره التي تضيء بالأحمر وهو ينزع عن رأسه الكاب وهو يقذفه جانباً في المرتبه الجانبيه من غضبه ..لماذا خرجت من المحادثه فجأه!!
بل الذي جعله يُصر على الزواج منها، هو أنها ردت عليه بلا تردد حينما عرفت اسمه..
لا يعرف مالذي دعاه لفعل مثل ذلك ولكنه سيحاول ان ينتزعها من عزام بطريقته الخاصه..!
لم ترد عليه بشأن الدعوه ..
تُرى هل ستحضر غداً أم لا..؟!
.
،
.
..:
لم تصدق ما سمعته من الشموس/انتي اكيد تمزحين!!
شعرت بخيبتها/يا عمه والله كانت طيارته بدري، ما رضى اصحيك من نومك
بنبرة عتاب واضحه/كان ما رديتي عليه وجيتي تصحيني، شلون يسافر ومايوادعني؟!
ام طراد بابتسامه/يا بنت الحلال بيتصل بك اذا وصل لا تكبرين الموضوع،حسستيني انه مهاجر
صمتت وهي تأخذ فنجانها وترتشف منه بصمت، لا احد يعرف بمكانته بقلبها، عزام الذي يحترمها كأمه بات الأمل بات كل شيء بعد خيبتها بولدها..لم تظن انه سيسافر بلا وداعها،
شعرت بالذنب وهي تراها بهذا الصمت/عمتي خلاص عاد كلها اسبوع ونص اسبوعين بالكثير وراجع ان شاء الله
وقفت وهي تستأذن/ان شاء الله ..عن اذنكم انا رايحه اشوف ام رواد.
راقبتها حتى ذهبت لتلتفت الى الشموس/عمتك بالحيل متغيره، شبلاها وكأنها كبرت عشر سنين؟!
تنهدت الشموس وهي تتذكر ما تعرضت له عمتها في الفتره الاخيره، حاولت تغيير الموضوع/اتركك من عمتي هند مافيها الا العافيه،وكلميني عن بينه وصمود و هشام وعيالهم من زمان عنهم..
ام طراد/ماعليهم بخير و كل منهم لاهي بعايلته وبينه..العلم كله عند طراد اللي شيب راسي
استغربت/ليه عسى ما شر؟!
أمالت شفتيها بعدم رضا/تدرين انه من سن الـظ،ظ¨ مسافر مع اخوه هشام لامريكا ودارس هناك
ابتسمت/وإذا يا خاله؟!
عدلت حجابها وهي تتحدث/الولد معاد تعجبه شيخه بنت عمه، اول ما رجع كنسل الخطبه الله كان خاطبها ابوه الله يرحمه
استغربت/وليه؟!
ام طراد/لا تنشدين ليه..قولي وش صار، عمانه كلهم زعلوا، وصارت مشاكل..لولا عقل هشام الله يخليه لي والا كان تذابحوا..اخوان شيخه ماهم قليلين شر بس ماسكهم ابوهم.
فكرت فيما حدث بشكل سريع/والله من جد مشكله.
ام طراد بحزن/والله كسرت خاطري شيخه انتظرته سنين..المسكينه وصلت ثلاثين وهي تنتظره، ما رضيت باللي سواه ولدي
لم تستطيع التعليق هي حقاً قضيه معقده، لربما كان طراد قد ظُلم بالخطبه في البدايه ، ولكنه قد قبل بها وجعلها تنتظره، لماذا طلب انهاء الارتباط الآن بعد كل سنوات الانتظار وبعدما صافحت الثلاثين من العمر!!
،
.
،
.
،
.
،
وقفت تداعب شعره وهي تتحدث معه بابتسامه تشوبها دمعه/طال غيابك ياخوي،متى بترجع؟!..انا عندي أمل برجعتك، ادري انك اقوى من اي شيء،
تأثرت من حديثها وهي تراقبها، مسحت دمعتها وهي تربت على كتفها/الأمل بالله ، لا تنسينه من دعواتك
صدت عنه لتبتعد وتخرج وهي تبكي بصمت، رؤيتها له بهذا الوضع تُضعفها، فهو قد كان مصدر قوتها و اعتزازها والآن هو طريح فراش بلا حول ولا قوه..
اعتصرت حزناً من ردة فعل نيفادا لتنحني وتطبع قبلتها على رأس أخيها وهي تقرأ عليه آية الكرسي وما تحفظ كعادتها في كل مره تزوره فيها..
،
ضلت تبكي بصمتها في كراسي الانتظار، شعرت بوخز خفيف في جرحها ولكنها تجاهلته وهي ترى خروج ليال من غرفة أخيها..
ليال وهي تمد يدها لها/نروح؟!
وقفت وهي تذهب معها...
.
،
.
،
.
باتت افضل من ذي قبل بعد ان تداركوها الاطباء اثر محاولة انتحارها التي لم يكتشفها احد..!
الايام بالنسه لها مثل بعضها لا شيء يُذكر، المعاناه الحقيقيه ستبدأ بعد خروجها من المستشفى واصطدامها بالمجتمع!..
الجميع يعرف انه قد اُعتدي عليها..الحادثه شهدها كل افراد الحي والجيران!
لم يعد هنالك امل في أن تعود لتعيش كالسابق فتاه هادئه..
معها حق نيفادا حينما ترفض لقاءها،هل تظن أنها ستأخذها بالاحضان بعد فعلتها الخسيسه بحقها، وان كانت مرغمه، كان يجب ان تخبرها منذ البدايه أن اخيها لا يريد لها خيراً..وأنها ليست كفؤاً لأن تكون صديقه ابداً..
سمعت طرقات باب غرفتها ظنت أنه والدها الذي ذهب للصلاه../تعال يبه
دخلت ليال وهي تزيح نقابها،وبوجه خالٍ من التعابير/السلام عليكم
اعتدلت في جلستها وهي تحاول لملمت شعرها، لطالما كانت ليال ذات هيبه في حضورها ونظراتها الحاده/وعليكم السلام..ليال..!!
إلتفتت الى الباب وهي تناديها/ايه ومعي نيفا بعد نيفاا تعاالي.
ابتسمت بإمتنان وهي تراها تدخل بكامل صحتها/نيفو!
نظرت اليها بطرف عينها وهي مازالت تقف عند الباب/
كادت تنزل من سريرها لتتقدم اليها ولكنها توقفت بعد صوت نيفادا"مكااانك لا تقربين"
نزلت دموعها غزيره/نيفو تكفين سامحيني انا ماكنت ابي ..
قاطعتها بحزم/قلتي لأبوك ان عندك كلام مهم لي، واتصل بي يبكي على هالاساس جيت.. اذا ما فيه شي غير الاعتذار انا مضطره امشي
استغربت جديتها وجفافها معها، نيفادا لم تكن هكذا معها من قبل/نيفو.. اسمعيني بقلبك، لا تحكمين علي باللي صار انا مابي اخسرك
ردت بغضب/وتتشرطين بعد؟!!..انا قطعت علاقتي بك بدون شوشره ،ما اتصلت بك وما حاولت أحتك فيك..تناسيتك وكأنك ما كنتي، لا فكرت بك ولا بانتقام او زعل، انتي سقطه ابي انساها وبس مابي منك اعتذار او شيء بس لا توريني وجهك
انهارت باكيه/نيفو بس اسمعيني، انا ما بقلبي لك حقد ولا غل مابي أأذيك وعمري مافكرت بهالشي، انا انجبرت تحت ضغوط الله اعلم فيها ومع ذلك ما استسلمت انا اتصلت بعزام وهو لحق عليك والحمدلله
ليال وهي تمسك بيد اختها وتضغط عليها لتلين/نيفو ماراح تخسرين شي لو سمعتيها
سحبت يدها من يد ليال وهي تبتعد عنها/كيف ما راح اخسر شيءوانا فقدت ثقتي بشيء اسمه صداقه، و لعنت طيبتي مليون مره..تعرفين شعور الخيانه؟!شعور انك كنتي مستغفله و صديقتك تستغبيك؟! ماراح تعرفين هالمشاعر لانك خاينه، ماراح اضرك يا رهف لكن ماراح ابداً اسامحك.
خرجت غاضبه ،لم تنتظر حتى ليال التي لحقت بها..
كانت تمشي على عجل.. ثم توقفت تلتقط أنفاسها، لم تنتبه أنها باتت تقف في الشارع على طرف الرصيف.. حتى توقفت أمامها سيارة أجره ترددت في الركوب ولكنها ارادت الذهاب بعيداً الآن..
اتجه لسيارته وهو يلحق بها، سيرى الى اين ستذهب تلك المتمرده..
شيء بداخله يغلي وهو يراها تخرج وحدها بدون اختها وتستغل سيارة الأجره وحدها..قرر تتبعها، اللعنه كم مره سيتتبعها كظلها،..
سيرى اين ستذهب، تمنى لو كان باستطاعته انتزاعها من تلك السياره ولكن هنالك زحمة سير..
استغرب اتجاه السياره الى ناحية منطقة الشاليهات!!.. سحقاً الى اين هي ذاهبه في هذا الوقت؟!!
.
،
امرت سائق الأجره ان يقف امام شاليه كبير.. لتحاسبه قبل ان تنزل.. لاحظته يلمس يدها بتعمد بطريقه اشعرتها بالاشمئزاز، نزلت مسرعه بدون ان ترد عليه ولو بكلمه واحد لم تعتاد على هذه المواقف فهي لم تركب الاجره في حياتها..
فتحت حقيبتها على عجل وهي تستغرب وقوف سائق سيارة الاجره ونظراته المقززه لها.
أربكها وبث الذعر فيها وهي تلعنه بداخلها ،المنطقه هنا خاليه ضربت باب الشاليه ليفتح لها العامل الذي يعمل فيه ولكن لم يفتح ، سحقاً اين ذهب..لم تعرف ان الجميع قد سرحتهم الشموس ولم تعين بديلاً لهم!!
شاهدته يتقدم إليها ويحاول الاقتراب.. ستنهار حتماً تذكرت ماحدث هنا قبل فتره، لماذا يقترن هذا المكان بما يزعجها بعدما كان مصدر سعادتها/ان قربت مني يا ويلك!
ابتسم وهو يرى خوفها منه/مافي خوف، انا واااجد كويس
اوقف سيارته التي اصدرت صوت الفرامل المزعج لينزل وهو غاضب ويتجه ناحية السائق ذو الجنسيه الاسيويه/خيييرر خيييرر
إلتفت اليه السائق بخوف وهو يراه بلباس الجيش، ابتلع ريق الذعر/سيرر..!!
لم يدع له فرصه للحديث لينهال عليه بالضرب..
اخذت بالانكماش والابتعاد وهي تكاد تلتصق بالباب.. لم يرحمه أبداً، كان قاسياً بشكل لم تعهده!!!
اي المواقف البشعه التي ترمي هذا الرجل في طريقها...
التفت اليها وهو غاضب/وش جابك هنااا هاااه وس جابك
تماسكت أمامه، هي لا تخافه قد اختبرته قبل ذلك وكان كأخيها تماماً، ولكن ذلك لا يمنع انه تجاوز حدوده بتتبعها/انت اللي و جابك وراي؟! لا يكون تراقبني وانا ما أدري؟!!!.. كونك ساعدتني مره ما يعطيك الحق تتبعني أبداً
ضل يسمعها حتى انتهت، الويل لها... كيف ترد عليه هكذا بكل وقاحه وبلا شعور بالذنب..؟!!!
،
يتبع...،
قراءه ممتعه وعيد سعيد=)
|