كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
81))ما وراء الغيوم...
مهما قاومت سيؤخز قلبك في كل مرّة.
.
.
.
في المطبخ منذ الصباح تقف على تجهيزات و ترتيبات رحلة المخيّم بحماس بصحبة نيفادا و الشموس تجلس هنالك على طرف الطاوله تشرب كوب زهورات كالعاده/ام رواد لا تتعبين نفسك كلها ثلاث ايام وراجعين
ام رواد وهي تغلف علبة بيدها/ماعليه، يمكن يعجبنا الجو و نقعد يومين زياده او اسبوع، من زماان ماطلعنا للبر و لا خيمنا
نيفادا وهي تساعدها بالتغليف/والله من جد ذبحتنا الغلقه هنا، بداخلي صحراويه صغيره تحن لأصلها
ضحكت ام رواد/الحمدلله تغلبت هالصحراويه عالعرق الثاني
نيفادا/شوفي انا أحب البر و الخيام بس عاد بالصيف لا والله انحااشي، يووووه قد طلعني قاسي مره نصيد ضبان بعزز القايله، آااه مستحيييل انساها ياااع
ضحكت الشموس و تذكرت أمراً لتسألها/اي صحيح شخباره، من جيت من الشرقيه و انتي عندنا، هو مسافر؟!
حركت كتفها الأيسر بتردد/مادري.. على حد علمي موجود
استغربت/وشو اللي ماتدرين عنه؟ متزاعلين أجل؟
تحدثت ام رواد /انتم يا بنات راكان مستحيل تريحون قلبي نزينها منا تنفلت منا!!! ، نيفو يمه فيه شيء و ما قلتي لي؟
اصطنعت الإبتسامه/لا يعني امززح.. وشو اللي زعل و ما زعل، هالفتره كان عندي اختبارات و الا نسيتي يام رواد!
تذكرت/ايييه صح.. اشووى علباالي بعد.. يلا عقبال تجي ليال و ننبسط كلنا مجتمعين. وهند معنا.
الشموس بإبتسامه/ليال البارح تقولي انهم بيكونون هنا خلال يومين ثلاثه بالكثير.. وليد قرر يرجع، جابته بنت النايفه
فرحت بهذا الخبر/كنت شاايله هم ليال اكثر وحده فيكم، البنت تغيرت لدرجة خوفتني عليها... بس يا ترى وش غير الوضع هناك
اتسعت إبتسامة نيفادا/ماعندي شك بليال.. اختي تعرف تحل مشاكلها بنفسها و بصمت
رفعت الشموس حاجبها بإبتسامة/إيه تعلمي منها.. لا تهرّبين
ابتسمت بخفوت، تعرف ان الشموس لا يفوتها شيء، و انها لم تصدق عذر الإختبارات الذي سردته قبل قليل..،
أم رواد/الشموس رحتي موعدك؟
ببرود/أنا قررت ما أروح مواعيد، يعني الحمدلله مهتمه بنفسي و انتظر الولاده
حاولت التذكر/بأي شهر انتي؟
ارتشفت من كوبها وهي تمثل الهدوء رغم الريح التي تعصف بصدرها حينما يكون الحديث عن حملها/المفروض أولد قبل شهد..
هزت رأسها أم رواد فهي لا تعرف بشيء/الله يكتب اللي فيه الخير، و تجينا هاك البنت الحلوه.. و تسكت اميره عنا.. يازين البنيات حليوات
شعرت أن الضيق يعاودها الآن لتتحجج بالبحث عن طفلها، وهي تنوي التهرب/مدري وين راحوا راكان و وسام الله يصلحهم، بروح اشوفهم يمكن برا.
إلتزمت صمتها وهي تلاحظ ملامحها وهي تتهرب، كان الله في عونها، هذه الدنيا لا تكتمل لأحد أبداً و لله في تدبير خلقه شئون.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في ألمانيا... :
إنتهى من إرتداء معطفه وهو عند الباب يوصيها كالعاده/لا تفتحين الباب لأحد، طيب؟
ضحكت/يشيخ روح بس ترى قد عشت هنا لحالي و عارفه الديره مثل أهلها، كل يوم انتبهي انتبهي
مثل العبوس/الحرص واجب، لا تفتحين الباب، أنا بروح موعدي ثم بعدها بروح السفاره عندي شغله بخلصها ثم بعدها
أكملت عنه وهي تشير للباب/عارفه بتروح تستلم اوراقك من مركز الأبحاث.. يلا حبيبي تقدر تتوكل و أنت مطمن
رفع حاحبه محاولاً كتم ضحكته/بنت!! ملاحظ انك تسكتيني!!
قرصت خديه باناملها و كانه طفل/بابا رووح خلاص قبل اقفل الباب و امنعك تطلع مره وحده.
انسحب و هو يتجه للباب/تسوينها والله يلا مع السلامه
خرج وهي تراقبه من النافذه على غير العاده لترى احدهم يراقبه و انطلق بدبابه خلفه!!
أخذت جوالها و إتجهت للباب وهي تأخذ معطفها و حجابها و حقيبتها و تخرج خلفه مسرعه تعرف جيداً أنه ذاهب لطبيبه الخاص..،
لحقت به فهذه ليست المرة الأولى التي ترى ذلك الرجل الأسيوي يتتبع زوجها..،
طلبت من سيارة الأجره التوقف ثم نزلت تنتظر في الجهة المقابله من المبنى عند العياده المطلوبه و فعلاً صدق حدسها، ذلك الرجل ينتظر على دبابه خلف سيارة وليد!!!
مرت ربع ساعه ثم خرج وليد.. و ركب سيارته و انطلق بها و لكن صاحب الدباب مازال يقف، قررت ان تتصل بسيارة أجره و لكنها تفاجئت برؤية سيارة تتوقف و تترجل منها الدكتوره "ريتا" لم تصدق ما تراه...!!!!!
رتبت حجابها و معطفها القصير و أرتدت نظارتها الشمسيه حتى لا تلفت الأنظار حولها ثم تبعتها للداخل...،
رأتها تدخل مباشرةً للعياده بعكس بقية المرضى، و خرج الطبيب لباب العياده ليصافحها بحراره كانت تتبسم ويبدو هنالك معرفه سابقه!!
وقفت هي عند الإستقبال و أذنها مصغيه لما تسمعه منهما الآن.. كان يقول لها أنه لا يريد إكمال هذه اللعبه غير الأخلاقيه.. و هي تطمئنه أنها ستنجز المهمه خلال هذين اليومين فقط و ستخبر وليد بكل شيء، بدت و كأنها تريد تضييع الوقت..!!!
قررت الهرب الآن بعد الذي سمعته..،
إستقلت المصعد في النزول أسفل المبنى و نجحت في الوصول للباب دون شكوك أحد بها و لكنها اصطدمت به عند المدخل!!! لماذا عاد مجدداً هنا؟!!!/وليد!!!
لم يصدق رؤيتها هنا هكذا نزت النظاره الشمسيه من عينيها/تجسسين علي؟!
ابتلعت ريق الخوف فهي متوتره/وليد بشرح لك
امسك بمعصم يدها وهو يأخذها معه بصمت و أدخلها السياره بغضب يحاول كبته..،
تحدثت رغم ذلك يجب أن يفهم/وليد أفهمني، أنا شفت واحد لحقك من البيت و طلعت مستعجله ألحقه.. طلع فعلاً يراقبك و طلع من طرف ريتا..اول ما انت طلعت،دخلت هي..
مازال يقود السياره وهو يلتزم صمته و ينظر لطريقه فقط والدم يغلي بعروقه من تصرفها الأحمق توقف أمام المنزل و نزل يأخذها للداخل بعدما فتح الباب بتوتر،..
شعرت أن معصمها سينكسر من شدة قبضته/وليد أااي يدي..والله توجع
نفضها من يده وهو يتحدث بأسلوب غاضب لم تعهده منه/ليه تروحين من وراي لييييه؟ افرضي طلعوا ناس نصابين و انتي رحتي لهم برجليك!!
حاولت الحديث ولكنه قاطعها/مالك عذر
ابتلعت الغصه وهي تشعر بالندم/وليد اللي اكتشفته أهم من سالفة أني أتجسس عليك
مسح على رأسه بغضب وهو ينفجر/بسسس، أنا كل يوم أحذرك تفتحين الباب و اليوم قلتها لك لا تطلعين من البيت ووصيتك بهالشيء ومع ذلك سفهتي كلامي و طلعتي وتتبعتيني و كأن مافيه إختراع إسمه جوال تتصلين به علي و تقولين لي السالفه.. رحتي أنتي بنفسك!
فعلاً هو محق و لكن غرضها كان إنقاذه فقط/وليد أنا
أشار بيده مقاطعاً لها/لازم تعرفين أن ماهو كل شيء بتقدرين تسوينه بلحالك و بدون مشورة أحد، يلا رتبي اغراضك و تجهزي للسفر بروح أخلص أشغالي
رفعت حاجبها بإعتراض على غضبه الغير مبرر/أنت ليش كذا؟ اسمع مني عالأقل.. لا
قاطعها و خرج وهو يغلق الباب خلفه بقوه،..
زمت شفتيها بغضب، من تصرفه الفضّ، كان عليه أن يفهم... ولكن كل ذلك يحدث بسبب تلك الأفعى "ريتا".. إن تركتها هكذا لن تسامح نفسها، ستقتص منها عن كل ما حدث بينها و بين وليد...
.
.
.
.
.
.
....
في مجلسه ذو الطراز العربي يتكئ على "المتكىء" و يتجاذب مع سيف أطراف الأحاديث بإنتظار موعد مباراة فريقهما المفضل... ضحك منه/ياخي انت خبل!! عزام بيعطيك ترقيه و امتيازات و انت تغلّى! طلبتك ليه كل هذا؟
إرتشف من فنجانه وهو يبتسم/ماني كفو أحد
ضحك/لا عاد محشوم، سيف أتكلم جد إذا لاقي عمل أفضل قول لي بهج معك و اترك المره
رفع حاجبه/أفااا ليه؟! يا رجال ما امداك حتى تمد ساقك!
بإبتسامة و على طريق المزاح/ما انصحك، كنت غلطان يوم استعجل عالعرس، خنقه الله لا يوريك، لا تورط ورطتي
هز رأسه متوجّداً بإبتسامه/الله الله يا محمد إلا والله راحه، ترجع البيت تلقى أحد يهتم فيك تسولف معه يزين قهوتك، أحد يعبرك و يحسسك أنك مهم بهالحياة حتى لو انك خرطي،.. قال مختنق من العرس هااه!! ، إييه يالحزم الظامي.. سالفتك ساالفه
انفجر ضاحكاً/شوف يا سيف يا أنك شيبت و ألا أنك أصلاً شايب و لاعب بالإعدادات!!
انزل فنجانه ليتحدث بجديه/المهم يا رجال، كب عني العلوم ذي، ما قلت لي عزّمت تخاويني للبر والا ربطتك المره؟
بتفكير بسيط/الله الله وش ورانا نروح، أنا ماتربطني مره.. اقعد بس بروح اجيب الشاهي بتبدأ المباراة.
.
.
.
.
.
.
دخل الصاله و رآها تجلس هنالك، تثبت الكماده على بطنها بيد و يدها الأخرى على جبينها و تبدو ليست بخير/سويتي الشاهي و الا لازم أقولك يعني؟
أشارت للمطبخ/هناك على الطاوله توني خلصته..
راح وهو متردد في سؤالها عن نفسها، تُرى ماذا حلّ بها، أخذ الشاي و من ثم مر على الصاله قبل ذهابه/العشاء أبيه جاهز بعد ساعه ونصَ بالضبط.. طيب؟
هزت رأسها بالإيجاب, ثم ذهب غير آبه بشيء رغم إنه يراها جالسه بكمادتها و تبدو مريضه، هي حتى لا تستطيع الذهاب لترتاح في سريرها قبل ان تنتهي من خدمته و إلا لن يكفيها لسانه..
تركت الكماده و ذهبت للمطبخ تسحب خطواتها لتعد العشاء له و ترتاح..،
.
.
.
.
.
ألمانيا...؛
عاد متأخراً للبيت و عقدت حاجبيه لا تكاد تنفك أبداً، ما حدث اليوم جعله يفكر ملياً بتلك المستقلّه التي يحبها و نسي كل شيء..
رآها تجلس في الصاله و قد مالت رقبتها برأسها جانباً وهي تنتظره ملتحفه بشالها الصوفي الثقيل.. و التلفزيون على قناة أخبار ألمانيه..،
وقف يتأمل جمالها الآسر للحظات وهي نائمه بسلام على الأريكه.. مازال لا يصدق أنها صارت نصيبه و حلاله و كل أشياءه الجميله بل هو يراها أثمن نجاحاته كلها..
سمراءه النجديه، السحر الحلال الذي يُحكى في القصص القديمه.. و الفاتنه التي تغنى بحدة ذكاءها و فتنتها كل الشعراء الذين مروا على نجد منذ عصور ماقبل الجاهليه و حتى الآن.
لابد و أنها ظلت تفكر حتى نامت مكانها، و إلا لشعرت به حينما عاد..،
تركها مكانها و راح لغرفته بعدما أطفئ شاشة التلفزيون و باقي الإضاءه.. و ترك الإضاءه القادمه من الممر...
حاول تجاهل عدم وجودها بجانبه في السرير و لكن لم يستطيع..، هي تفرض حضورها في قلبه، و ضرورة بقاءها بجانبه أصبحت ملحّه جداً لا يستطيع أن ينكر ذلك أبداً..
إستحم بشكل سريع كعادته ثم خرج بعدما جفف نفسه و إرتدى ملابس مريحه للنوم.. خرج ليعيدها لسريرها..
إبتسم مازالت على وضعها، حملها بهدوء و أخذها لمكانها في السرير وغطاها، ثم راح ينام في مكانه بهدوء هكذا الوضع المريح نفسياً له... لم يتخيل للحظه أن أحدهم سيتحكم بطقوس راحته و إستقراره النفسي حتى عرفها.
.
.
.
.
.
.
بعد سهرة جميله مع صاحبه الذي ذهب لمنزله، عاد لغرفته بهدوء ليتفاجئ بها وسط الإضاءه الخافته مازالت مستيقظه و ملتفه جيدا باللحاف/ليه ما نمتي للحين؟
لم تود ان تتكلم وهي تبكي، و لكنها حاولت ان لا يتضح شيء رغم تعثر نبرتها/تعبانه
نزع ملابسه وجلس يتفقد هاتفه قليلاً قبل نومه.. لا يخفاه أنينها الذي تحاول أن تكتمه/لعب فيك تقلب الأجواء، إذا تبين المستشفى قولي، ترى فيه شيء اسمه ضروريات وواجبي اسويها
بالكاد تنهدت تنفسها بعد كلماته/ما يحتاج مستشفى.. شكراً
زاد إستغرابه/انتي قاعده تونين بدون تحسين، وش يوجعك؟!
تأففت من إلحاحه وهي تثبت الكماده على بطنها تحت اللحاف/علي الدوره..
نظر إليها بلحظات تفكير سطحي و يبدو كمن يسمع شيئاً لأول مره/وش الدوره هذي؟ من وش؟
رفعت حاجبها بإستنكار لسؤاله لتغمض عينيها بصمت فهو بالتأكيد يسخر منها..،
بإلحاح/يا بنت وش منه تكلمي
فتحت نصف عينيها يبدو جاداً في سؤاله/أفتح قوقل و اَبحث عن الدوره الشهريه و بتفهم.. بليز خلني ارتاح من اسئلتك هلكتني طول اليوم اخدمك و ماشتكيت،.. اسكت الله يخليك.
عاد ليصمت فهو لم يفهم ما تعنيه، يبدو الموضوع معقد/طيب طيب، ارتاحي، لو قايله لي ما ارهقتك بالعشاء.. مافيها شيء لو تكلمتي
شعرت أنها تنهار من الداخل، هو لا يستمع إليها و تعرف تماماً أنها لو إشتكت لسخر منها و لن يهتم..، سحبت الغطاء على رأسها بصمت مدعيةً النوم...
كان متردداً كثيراَ وهو يحاول تجاوز ما قالته، و لكنه وجد نفسه يفتح قوقل في جواله و يبحث عمّا قالته.. تردد في ذلك و لكنه تابع البحث و هو مصدوم بالذي عرفه للتو... و مالذي يدريه بهكذا أمور و التي ربته جدته، و لم تخبره والدته بهكذا أمور عند زواجه...!
بعد قراءة ما جعله يشمئز من نفسه شعر بالعار وهو يأمرها و ينهاها اليوم رغم رؤيته ملامح التعب باديه عليها و تحمل الكمّاده طوال الوقت!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي..،
إنتهت من رش عطرها منتهيه من رتوشها البسيطه وهي تتحدث لأخيها الجالس هنالك بين أطفالها يلاعبهم غنى في حضنه و سلمان في خيمة الكور الملونه/انت الغلطان بصراحه، ليه تروح لها بهالطريقه؟!
استغرب/وش تبيني أسوي يا نيفادا؟! معاد في حيل لعنادها خلاص.
راحت تجلس على طرف اريكة اطفالها/شوف نيوف قلبي.. ، أنا بقولك إياها عن تجربه يعني، نفسية الحامل أخيس نفسيه ممكن تواجهها إذا زعلت، هي حالياً جالسه تحس بأشياء انت ما تتخيلها و يمكن حتى ما يفكر فيها الشخص العادي اللي ماهو في وضعها، عاد شووف شهد و هي أساساً شايله عليك.. شوري عليك تتركها للأيام، بهالفتره ابداً لا تحتك فيها.. يا شيخ حتى السلام لا تقوله...
ظل صامتاً يفكر بما قالته وهو يبتسم للتي تبتسم له في حضنه و تمسك بنظارته المعلقه بياقة تيشيرته..، الأطفال يجعلون من الحياة لطيفه و قابله للعيش و الإستمرار.. تخيّل كيف سيكون شعوره حينما يحمل طفله بين يديه هكذا و يضحك له..!
ابتسمت وهي تراه يتقبل حديثها بصدر رحب و يكمل اللعب مع اطفالها/والله لايق عليك تكون أب، بس لو توقف تدخين أزين.. انت عارف وش سوا التدخين بأبوي الله يرحمه.
تذكر تلك الليله وحديث شهد له عن أنه يجب عليه ان يدخن حتى يموت/أشوفك لابسه عباتك وين بتروحين؟
وقفت وهي تأمر المربيه بأخذ أطفالها/بروح أشوف اللي فاتني و أنا أراكض بين عيالي و زوجي، بروح أصيع
ضحك وهو يتذكر مزاحهما سابقاَ، كانت و مازالت تتحدث معه كصديقه بلا حواجز/بس انتبهي صيعي بشويش..
ضحكت/شوف أنا قررت أجمع شلّتي رهف و دانه و اطلع معهم و نسهر للصبح لا تقول نيفو ما قالت لي، هذا أنا قلت لك
يعرف أنها لن تغيب اكثر من ساعه فقط تمازحه/يا شيخه تعالي بكرا بعد.. بس عاد أسألي زوجك، اللحين الشور شوره
انتهت من لف حجابها/شووف دامني هنا ببيت راكان عبدالعزيز المناع فأنا أسوي أللي ابيه، شوف نفسك بدون زوجتك بالله مو حريه؟!!هااا حريه و الا مو حريه؟
هز رأسه مبتسماً بمسايره/حريه لدرجة اني اشتقت للقيود ههه
اقتربت منه و قبلت خده بشكل خاطف/شفت أنت؟ ابي أعيش هالحريه لين اشتاق للقيود.. عاد أنا اكرهها مدري متى بشتاق لها... سلام
لحق بها للسياره يتحدثون، لا أحد يفهمه و يجاريه سواها.. هي كما يسميها دائماً أخوه و ليس اخته..،
رأوا سياره تتوقف و تنزل منها إحداهن و معها رجل،، اضطر لترك نيفادا تركب سيارتها ووتذهب وهو راح يستقبل الرجل الذي قدم/يالله حيّه تفضل
رفع آدم طرف شماغه بإبتسامه/الله يبقيك، السلام عليكم معك آدم العبدالله
صافحه بحراره/وعليكم السلام ونعم تفضل المجلس
رافقه للداخل/بشّر عسى ابو راكان "عزام" موجود؟
بترحيب/الله الله عزام و ابو عزام تلقاهم هنا بالمجلس اررحب
.
.
،
.
بعد الضيافة و السؤال عن الأحوال جلست الشموس تراها بنت أخرى غير تلك.. تبدو بحال أفضل/ما شاء الله يا غريبه، أو نقول سلاف.. صايره حلوه بزياده، عسى الله يحفظ لك الوالده
بسعاده/اميين يا رب، قولي سلاف، أمي تحبه، إلا وين ليال ما شوفها
بإبتسامه/ليال للحين مسافره، وراجعه قريب
بأسف/للحيين، والله توقتع جات بهالويكند قلت اشوفها، يلا اشوفها بالعمل ان شاء الله.. انتي شخبارك وش علومك
امرت الخادمه بالشاي و اكملت حديثها/الحمدلله كل شي تمام.. هالاسبوع طالعين المخيم، ياليت تشرفينا فيه مع الوالده و مريم، ترى كنت برسل لك اللوكيشن حتى لو ما زرتيني
اتسعت ابتسامتها/ياليت والله محد يرفض التخييم هالوقت، اما مريم رجعت بيتها و هذا انا رايحه لها بعد شوي مع اخوي دعواتك نقنعها تترك البيت و تجينا
احتارت فوضع مريم معقد جداً و البنت متمسكه بمنزلها/والله مريم مقطعه قلبي، طلعت من المستشفى و لا زرتها غير مره.. من جد اللي ماله أهل ياعيني عليه، لازم ما نتركها لحالها
تنهدت/ان شاء الله..هذا هي رجعت عملها كود تلتهي فيه و الله يتمم عليها صحتها
تذكرت أمراً/تصدقين عمري مافكرت حتى بزواج اخواني، بس اتمناها تتزوج و تلقى شخص يخاف الله فيها و تكوّن لها عايله تعوضها عن ايام وحدتها، الوحده مميته والله.
هزت رأسها/اي والله.
أشارت للشاي الذي أحضرته الخادمه/تفضلي الشاهي.. كان ودي تعشين معنا الليله والله.
ارتشفت من كاستها/لا يوه.. أمي بالبيت لحالها، أساساً جيت مع اخوي لأنه جاي يبي يشوف عزام و يشكره و يتعرف عليه اكثر، قلت بعد أنا ودي اشوف البنات.. و جيتكم معه.
بإبتسامه اكملت الشاي وهي تفكر كيف ستفتح موضوع سيف مجدداً بعد كل ماحدث/إلا سلاف، بسألك تعرفين بنت طيبه و أخلاق من معارفكم..
ضحكت/ليه سؤال الخطابات هذا؟
إتسعت إبتسامتها/ابد و الله سيف طلب من عزام يبي ندور له عروس..
إختفت إبتسامتها و ابتلعت ريقها/عروس لسيف! بهالسرعه
اعتدلت بجلستها وهي ترمي كلماتها لعلها تصطادها بها/أي سرعه؟! ، الرجال وحداني بعد جدته، يقول لعزام أنه حاب يستقر و كذا
لا تعرف مالذي حل بها بعدما عرفت بأمر خطبته لغيرها/بس تووه ما أمدااه
بسؤال مغلف بخبث/وش اللي تووه و ما أمداه؟
شعرت بالورطه لتضع كاسة الشاي على الطاوله و تريح يديها بضمهما لبعض، لم يعد ذلك ممكناً, هنالك في أعمق نقطة داخل قلبها ألم لا يُحكى ..
وكيف لا تفهم تلك النظرات المتحسره/ندمانه على رفضك له؟
ترددت بحزن خسارتها/محد يوقف بوجه النصيب.. أنا توقعت اتخلص من وجوده بعدما رحت اهلي لكن طاريه حالف بالله يلاحقني و ألقاه بكل سالفه و حتى بيني و بين نفسي..
شعرت بتعثر نبرتها، لم تتخيل أنها ستصف شعورها لها هكذا بأريحيه/حبيتيه؟!
تفاجأت من سؤالها الصريح/مادري بالضبط، بس كان فيه شيء من الأمان و الراحه النفسيه أحسها إذا كان قريب،.. زمان كنت ألقاه أول ما أحتاجه و كأنه كان يلاحظ كل شيء بحياتي بعين ثالثه..حتى بعدما رفضته ما تخلى و فارق.. مروءته خلته قريب.. و مروءته أبعدته بعد كذا..
تعجبت من حديثها البسيط عنه، كانت تظن أن البوح بمشاعر لطيفه تجاه أحدهم هو أعقد و أصعب شيء في هذه الحياة، و لكن حديث سلاف بدا لها كالماء المنساب في جدول بلا أي عقد أو فواصل صمت! ...أجمل من الحب هو البوح به بهكذا نقاء لا يخالطه إبتذال عاطفه أو شكل معين، فقط إرتباط روحي منزّه عن الواقع الذي شوّه سيرة الحب.
°
°
°
°
°
°
..
تنفست بعمق وهي تفتح عينيها و تتثاءب، للحظه شعرت أنها كانت في حلم.. حتى إنتبهت لسقف الغرفه و الساعه تشير للثالثه عصراً،لتنهض بسرعه، هل نامت كل هذا الوقت!!
تذكرت أنها لم تنام إلا قبل الظهر بقليل.. عانت كثيراً بالثلاث أيام الماضيه، هذه المره الدوره تآخرت لأسبوعين عن موعدها و ذلك ما جعلها أثقل و ألمها مضاعف هذا الشهر... أمهلتها شهراً و ذلك يحدث للمرة الأولى..
بالكاد تركت سريرها لتذهب للحمام تنعش نفسها لتنزل و تصنع أي شيء يسد جوعها الذي جعلها تستيقظ من نومها..
إرتدت شرابات طويلة الساق و روب شتوي ثقيل و صففت شعرها بشكل ظفيرة جانبيه.. ثم خرجت وهي تدعي الله أن لا يعاقبها محمد على نومها الطويل هذا..،
بالكاد وصلت تحت متجهه للمطبخ وهي تشم رائحة قهوه تتذكرها جيداً، دخلت مبتسمه بعدما رأت مكينة القهوه التي تفضلها وهو يجربهاوهنالك صحون مرتبه على الطاوله و غداء/السلام
إلتفت إليها متفاجئ من تورم تحت عينيها وتكتفها بالروب الثقيل رغم دفء الجو/وعليكم السلام، صح النوم! عسى نمتي زين البارح
استغربت سؤاله وهدوءه/نمت قبل الظهر الحمدلله نومه مريحه... أنت مسوي الغداء؟
راح و سحب لنفسه كرسي وجلس/ايه، حلو انك جيتي اللحين، كنت بطلع أصحيك تغدين، يلا سمّي بالله
جلست بدورها وهي مازالت مستغربه تصرفه و هدوءه و انفرادة ملامحه/شكراً لأنك خليتني أنام بدون إزعاج،
بدأ بغرف الغداء و بدأوا بالأكل بصمت لدقيقتين ثم تحدث بعد تردد/أنا ترى صدق ماعرف الدوره.. ماكنت استهبل عليك، لو ادري أنها كذا كان تصرفت غير
لا تفهم، هل يعتذر أم ماذا، لم تعلّق، هي أصلاً مُحرجه أن تتحدث بها أمام رجل و لكنها كانت مضطره وهو زوجها و بالنهاية سيعرف..،
دفع علبة صغيره إليها بطرف الطاوله/هذا لك.. معه كرت شريحه جديده مفوتره .
لم تصدق، لابد و أنها مازالت نائمه/أنت شكلك بتموت و يا رايح كثر ملايح؟! أو أنا نايمه للحين و بالحلم؟!، مو معقوله تاركني انام و مسوي الغداء و جايب لي سمارت فون جديد و خط مفوتر بعد! الله يستر من تاليها
إبتسم وهو يرى ردة فعلها التي لم تستطيع كبتها، هي لا تعلم أنه أهدأ مما تتخيل و أنه إنسان بسيط و لا يهوى إزعاج أحدهم و أن ما كان يفعله بها هو ردة فعل لفعلها، وهذا مالم يستطيع الإستمرار عليه،
البارحه فكّر بحديث "سيف" عن البيت الهادىء و الزواج بشكل كان هو نفسه يفكر به ثم نسيه...ثم إنه لم ينام من تأنيب الضمير، الإنسان أضعف من أن يُكسر أو يُهان.. صمتها و عدم شكواها البارح أثارا حفيظته كثيراً و جعله يقرر أن كل هذا يجب أن يتوقف و الآن/أنا طالع بعد هالسبوع للبر مع خويي، و جبت لك الجوال عشان إذا احتجتي شيء بغيابي تتصلين بي.
جميله إبتسامته، للمرة الأولى تراه يبتسم دون أن يكون له حاجه بها/غريبه!! ماخفت أهرب و اتركتك؟!
بهدوء إبتسامه/عموماً أنتي و أنا ما يصلح نستمر، لأن مافيه شيء متوافق و.... مو مهم بالنهايه بتروحين بحال سبيلك اللي قاعد يصير من تزوجنا مسخره و لعب بزران أنا اكتفيت منه ، بس خلينا نتفق على شيء علشان أعطيك حريتك و طلاقك بأسرع وقت
استغربت اسلوبه و طريقة إبعادها بهكذا كلمات لها عدة معاني، ولا تعرف أي معنى يقصدها به/نتفق على إيش؟!
ترك ملعقته وهو يركز فيما سيقوله/شوفي كل اللي صار من البدايه صدقيني يا ريما مابغيته، أنا رجال هادي و كنت ابي اعيش مع زوجتي براحة بال و متفاهمين، و بصراحه هالحياة اللي بينا غير متكافئه و انتي وانا ما توافقنا... لذلك أنا قررت ننفصل مثلما انتي تبين بعد و لكن علشان اطلقك رسمي فيه شغله ابيها منك.
إستشكت في طلبه بعد هذه الديباجه/اللي هي...؟
أردف بإهتمام/شوفت عينك مالي احد بالبيت و مابي اقعد بعدك لحالي، لذلك لازم تدورين لي على عروس بمعرفتك، لكن بنفس مواصفاتي، سواءاً من بنات خوالي او بنات معارفكم، صديقاتك.. أنتي أدرى
تغيرت ملامحها وهي ترفع حاجبها منزعجه من ذكر أنثى غيرها الآن ، رغم انها تبحث عن الطلاق، ولكن لا يجب عليه ان يضع شرطاً كهذا/ايوه، وشهي مواصفاتك بالعروس الجديده يا سيد محمد؟!
اعتدل بجلسته و تحدث بإهتمام/جينا للمهم دامك سألتي هالسؤال فأنتي موافقه، أبيها تكون أخلاق و ملتزمه،و نفس عمرك و طويله اهم شيء مابي اقصر منك خليها حولك كذا و تكون بنت بنوت يعني لا مطلقه و لا ارمله و لا عمرها صورت بسناب و بس ماعندي أي إضافات هذا هي..
لا تدري لماذا شعرت بالإهانه في هذه اللحظه/أخاف نسيت شيء من الطلبات سيد محمد، و بعدين ليه بنت بنوت و انت سبق و تزوجت هاه؟!
بإبتسامة خبث/كيفي هذي شروطي، و الباقي عليك، و البنت تقدر تقبل أو ترفض، مافيه شيء بالغصب... بس تكفين شدي حيلك بأسرع وقت..
تأففت بعدم رضا/فيه وحده تخطب لزوجها!! ، محمد انت تستهبل علي؟! الناس بتهرب محد بيوافق يسمعني حتى و أنا أدلل على زوجي
بهدوء إبتسامه/لا لا وانتي تخطبين ماني زوجك أنسسي، أنا من اللحين صديقك أو اخوك ولد اخوك اي احد و دوري العروس على أساس أخوك سوي إتصالاتك باللي تعرفينهم وشوفي لي بنظرة عينك الحلوه اتوقع ذوقك مثلك حلو..
"حلو مثلك"!! للمرة الأولى يقول كلمة لطيفه وهو لا يعني بها أنه يريدها..،كم هي لطيفة الكلمات التي لا يُراد بها شيئاً سوا اللطافه فقط.
أردف وهو يرى شرودها/بس هااه لا تطولين أبي إذا رجعت من البر تكونين رشحتي لي كم وحده.،وش قلتي؟
شعرت بثقل الموضوع على نفسها، ألا يكفي أن يطلقها و ينتهي الموضوع بسلام، لكنها تريد حريتها و ستدفع أي ثمن لذلك/طيب بشوف بس ترا اللي اعرفهم كلهم بجده بتصل و اشوف لك و ربي يعيني عالهبل اللي بسويه
إتسعت إبتسامته/إيه تعجبيني، دامك من اللحين تفكرين، اللحين الواحد تنفتح نفسه للأكل.
سكتت وهي ترفع كوب العصير و تشرب منه تفكر بصمت و تشتت، لا تدري كيف ستبدأ،و لماذا يريدها هي بالذات أن تبحث له!!
فليكن له ذلك مادامت ستنال حريتها.
.
°
.
...
وقفت بالباب تنتظر عودتها برفقة آدم، استغربت تأخرها لهذا الوقت.. بالعاده ليس لديها دوام ليلي!!
لحظات لتقف سيارة و تنزل منها وهي متفاجئه بوقوف آدم و غريبه!! /غريبه! علبالي انك توك مابعد وصلتي البيت!
وقفت بنفاد صبر/افتحي الباب وخلينا نتفاهم
فتحت باب المنزل لتدخل معها وتقف بساحة المنزل و آدم بقي خلف الباب ينتظر..،
استغربت وقوفها هكذا /ليه قاعده هنا خلينا ندخل و اضيفكم
تحدثت من بين شفتيها/اتصلت بالمشغل و ماكنتي فيه، وين رحتي بعد الدوام؟ تكللمي
خافت من نظرتها الحاده تلك/اشش، وين بروح يعني؟
بخوف/لا يكون قبلتي تطلعين بيوت
قاطعتها/مابعد طلعت لأي بيت، للحين افكر ماقررت، انا كنت بالصيدليه.
ستجن من برودها/تفكرين؟؟!! والله والله يا مريم ان وافقتي تدوجين بالبيوت لا انا اختك و لا اعرفك.. أنا قاعده اترجاك تجين معي، منتي محدوده على هالعمل يبنت ناظريني
أشارت إليها لتصمت وهي تخفض صوتها/ااشش لا يسمعك آدم
تخصرت/يعني عارفه انه شي يفشل، حتى منتي محتاجه، قلت لك تبين عمل اكلم لك ليال لكن انتي مدري وش تفكرين فيه، مريم حبيبتي أنا ابيك معي أمي مرحبه فيك، وش المانع؟
صدت وهي تعارض الفكره كون أخيها متواجد، ولكن كيف تصارحها بذلك/مايصلح يا غريبه ما يصلح، لازم تفهموني
كح و اصدر صوتاً من حنجرته/ليه ما يصلح؟ تكلمي، اذا علي تراني طالع دورة عمل كم شهر، اقل شي اقعدي عندهم هالكم شهر
عادت لتصمت.. وتحدثت غريبه بدورها/سمعتي؟! يا بنتي طاوعيني هالمره بسس
إلتفتت إليه بتساؤل/مايصير تترك بيتكم علشاني، أدري أن ماعندك دورة عمل لا تكذب
رفع طرف شماغه وهو يغير وقوفه/يا بنت الحلال كلها كم شهر و اتزوج و اطلع ببيت مستقل، اقعدي مع امي و سلاف، ترى قعدتك هنا لحالك ماترضي سلاف كل يوم تصيح علشانك وأمي تصيح معها، يرضيك؟
شعرت بغصه وهو يخبرها انه سيتزوج، و أنه هنا يطلبها من اجلهن، آه ما أقبح كسرة الخاطر و الخيبة بعد الأمل، لا تدري أي غباء جعلها تظن أنه سيلتفت لمريضه نفسيه ووحيده و يفكر بها كزوجه..، أي إنكسار يحدث داخل قلبها المسكين المعلّق على طرف الحزن و تلعب به رياح الفقد و الوحده..و تمطره مواسم البكاء الطويله!
لمحت عينيها تغرق وهي تصد لتمسك بيدها و تضمها بلحظة تعرفها جيداً/طلبتك لا ترديني..
همست لها وهي تتشبث بها/مابي اموت لحالي يا غريبه..
خرج لسيارته هارباً من هذا الموقف، ليس قادراً على منع أي حزن، يعرف ما تعاني منه مريم و يعلم أن تركها وحيده أكثر يعني أنها ستنتكس بشكل كبير...
.
.
.
.
.
.
.
في مستشفى الحرس الوطني..،
جلس على سريره بعدما خضع لعمليه صغيره لرجله التي تؤلمه، وهو يلومه/يا منيف روح لأهلك قلتلك ما احتاج مرافق، الله يصلح مدى.
ضحك وهو يحمل دلّة القهوه و فنجاناً/يا رجال اترك عنك العناد و تقهو بس، أنا بروح اجيب مدى و عمتي اللحين، من اليوم وهم يتصلون يبون يتطمنون
أخذ منه الفنجان بتملل/اسمع، طلبتك عزام لا يدري.، الرجال فيه اللي مكفيه و أشغاله ماتنتهي إن درى بيوقف كل شيء علشاني
سكب لنفسه فنجان قهوه وهو يبتسم/لأنه كفو، والله يا خوته أنها مكسب.
ترك الفنجان جانباً واسترخى وهو يمد قدميه، لا يدري بالضبط ما يؤلمه لعلها الساق الصناعيه مالت عن وضعها الطبيعي! لا يدري... سيظل هنا حتى يطمئن ليقدر على مجابهة الحياة..
أخذ جواله لعلها تفقدته برساله أو بإتصال و لكنها لم تفعل..! لم يظن للحظه أن علاقته بها ستكون بهذا البرود...لم يتوقع أن تفرط به بسهوله هكذا...؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
في مقهى نسائي يعج بالزبائن.. تجلس هي و رفيقاتها على إحدى الجلسات الجميله..،
تعالت ضحكاتهن بشكل جعل البقية يلتفتون..،
كتمت رهف ضحكتها بدورها/بنااات قصروا اصواتكم، والله انفضحنا.. ههه
تنهدت وهي تحاول ان تصمت/آه يا قلبي بمووت يا دانه بذمتك أمك تقول عنستي!! مادري وش خلت للناس
ضحكت/المسكينه يجيها ضغط من خالاتي، وراها بنتك ماتزوجت للحين.. هذا انتي و رهف تزوجتوا
إلتفتت إلى رهف و انفجرتا بالضحك مجدداً، لا احد يعرف ماهي خفاياهن، فقط ضحكتا لكل ماحدث سابقاً.. مع مرور الوقت تصغر الأمور الكبيره التي نظن أنها لن تمر و تفقد الأشياء أهميتها...
استغربت/بنات شبلاكم كلما تكلمت ضحكتوا، انتم تخبون شي عني، بنات بالله كلموني عنكم وزواجاتكم و وش صارلكم يوم امي تمنعكم مني
هدأت وهي تبعد شعرها و تجمعه على كتفها الأيسر/اسمعي دنو..ترى ما عزمناك علشان نتكلم عن زواجاتنا... انسي يرحم والديك وخلينا ننبسط شوي أنا وحده مامعي وقت كثير، ترى وراي بزارين بالبيت
ابتسمت رهف بحماس/اي تكفين ورينا صورهم، يا عمري كيف اشكالهم واساميهم
تأففت وهي تُخرج هاتفها من حقيبة يدها و تفتحه لتريهم صور أطفالها /بوريكم بس عاد لا تخلونهم سالفتنا.. سمّوا... سلمان و غنى..
كل منهما إلتزمت صمتها مبتسمه وهي تراقب الصوره و تقارنها بملامح نيفادا التي أخذت كوب قهوتها لترتشفه أمام نظراتهن المتقطعه لها/هييه جالسين تطلّعون الإختلافات العشره؟ .. تطمنوا ما يتشابهون..
رهف بعد تدقيق/سلمان يشبه لك، شعره و ناظر عيونك..
بتنهيده/للأسف طلع شعره نفس لون شعري وعيونه نفس أمي..
استغربت دانه/لييه بالعكس احس شعور حلو عيالي يشبهوني
لا تحب تذكر الماضي وهي تستعيد جوالها منها/كنت ابيه يطلع اسمراني نفس أبوه.. بس الحمدلله.. عقبالكم بنات
رهف بإبتسامه/ياقلبي، رفيقة عمري صارت أم.. و الله أكييت أم.
ضحكت من الكلمه/ياحبيلك يا رهف، للحين انتي البنت اللي تعززلي و تشوفني كيوت، والله لولاك رفيقتي كانت علوم
دانه/رهف ماتجرح أحد بس أنا اقول الصراحه بعين الواحد
بضحكه/قصدك الوقاحه، يختي احمدي ربك أنك صديقتي و الا كان بتكونين بالقائمه السوداء حقتي..
ضحكت دانه، وقطعت ضحكتها نغمة هاتفها/بنات أمي تتصل، ياليييل..
رهف برجاء/ردي عليها لا تقولين كذا حراام
دانه/يا بنات أوفر والله اللي تسويه..
هدأت إبتسامتها بقلق/لا تقولين كذا الوالده تخاف عليك وهذا حقها،لا تحرمينها من هالحق انتي قطعه منها،.. لكن ماراح تفهمين كلامي لين تصيرين أم..
تفاجأت من حديثها الجاد/كام داااون ماما نيفو.. أنا هنا تيقنت أنك أم فعلاً، يلا دام الوالده متصله معناته رجعت لي السايق.. اشوفكم على خير بنات.. لازم نتقابل ثاني سلام..
رأتها تسرح قليلاً بعد ذهاب دانه لتبتسم برقتها المعهوده/كيف الزمن مر بسرعه كذا و كبرنا و بان على ملامحنا و أشكالنا..! أنتي وحده ثانيه، نسخه جميله من نيفادا المناع..أحبك والله يا بنتي
إتسعت إبتسامتها و هي تلاحظ تغيرها للأفضل مع احتفاظها بقلبها الطيب و اسلوبها اللطيف/أنتي بعد كبرتي و صرتي أحلى.. وش سوت بك الدنيا يا رهف.. وش اخبار ابوك؟
بسعاده/أبوي بخير.. و عزام من فتره لفتره يطل عليه...
أخفضت صوتها وهي تسأل بفضول/عزام كفو عسى ربي يحفظه لولده و أختي، ما قلتي لي كيف تزوجتي بعد اللي صارلك
تنهدت فتلك كانت أياماً صعبه/بعد فتره من الحادثه، اخو عادل كان عارف باللي صار و خايف على اخوه الميت و جاء يترجا ابوي يتزوجني علشان يغطي اللي صار.. و انه حلم بأخوه يوصيه... أنا تزوجت لأن مالي ذنب فعلاً و مابي اقهر ابوي اكثر من كذا.. فتره بسيطه و كنت مع ابوي ما رحت مكان، مجرد زواج ورقي... و تم الطلاق الحمدلله.. ومن شهر تقدم لي عبدالعزيز و الحمدلله أمورنا تمام..
ارتاحت وهي تسمع اخبارها/لأن نيتك كانت طيبه و صافيه ربي سترها.
هزت رأسها برضا وهي تبتسم/الحمدلله..محد درى غيرك... و لا أحد درى بعدك رغم كل شيء صار دفنتيه بمحله و حفظتي صداقتنا..
شعرت بنبرتها تتعثر/رهف ماصار شيء بينا، ادري أنه غصب عنك و حيل القوي على الضعيف،... ماراح انسى عمر عشناه علشان موقف كان غصب عنك...
بإبتسامه/لازم تزوريني بيتي.. ترى حول الحي حقكم قريب منه
هزت رأسها/اكيد، بس بعدين اهلي مخيمين من بكرا و اشغال..
فتحت سناب لتلتقط صوره لهما/قبل لا أنسى تعالي خلينا نصور هنا أبي أرسلها لليال..
اقتربت منها بإبتسامه للكاميرا و تم إلتقاط الصوره، بحثت عن ليال لترسلها لها..، انتبهت لسناب "مدى".. هي مثلها من النادر ان تصور سناباً... فتحته لتتفاجئ بها صوره ليدها تمسك بيد تعرفها جيداً موصوله بمحلول طبي ، قد كتبت عليها"الله يحفظك حبيبي بو سلمان"...
فزعت بالتأكيد لم يردعه عنها إلا شيء قوي كالمرض...، هو في عز إصابته خرج من أجل رؤيتها..
لاحظت رهف تغيرها المفاجئ/نيفو فيك شيء؟
ابتسمت/لا.. بس شكلي تأخرت على عيالي..
رهف/اساسا تأخرنا، عبدالعزيز مرسل يقول وينك، لو ماعرف انك بنت راكان المناع ماخلاني اروح معك..
استغربت/يعرف ابوي؟
وضعت جوالها بحقيبتها وهي تقف/اييه يعرفه شدعوه.. يلا مشينا
تنهدت وهي تقف/يلا
.
.
.
.
.
.
.
.
.
|