لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-19, 11:45 PM   المشاركة رقم: 911
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314518
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1641

االدولة
البلدArgentina
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشآ الخياليه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رشآ الخياليه المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه

 

بسم الله الحمن الرحين

((الغيـوم الأخـيره))
الخميس 14/3/2019

80))ما وراء الغيوم...،


سناب: rashaa_f
تويتر: @rashaa_100
.
.
.
‏تدور الليالي بين ضيقه وعبرة حلق،
‏وأنا الطيّب اللي دورة الوقت موجعته.


.....
.

‏َأوقف سيارته في هذا الجو الماطر.. أمام منزله.. فكر بأن يأخذها لأي مكان، قد حبسها بما فيه الكفايه، وهو قد مل ان يعيش بهذه الطريقه، لم يتزوج ليعيش وحيداً هكذا.. على الأقل ليترك لها ذكرى طيبه... لن يخسر شيئاَ..

نزل من سيارته وهو يسرع بخطواته هرباَ من المطر، أخرج المفتاح من جيبه ليفتح الباب و لكنه تفاجئ بأن الباب مفتوح أصلاً...!
إستشك في الأمر وهو يدخل بسرعه.. هل هربت؟!!!


ليناديها بصوته الجهوري/ريماااا وينك؟ ريماا؟


دخل المطبخ ليراها هنالك خلف باب المطبخ!!! خرج من المطبخ غاضباً وشدها بشعرها بقوه وهو ينفضها/زين اللي لحقتك وش طللعك هااه وين ناويه تهربين تكلمي

أوقفه صوت والدته العالي خلفه/محمد!!!!


شعرت أن كرامتها لم تسقط رسمياً على الأرض فقط بل تواست تحتها بسببه، تحدثت وهي تبكي/كنت ابي اغير انبوبة الغاز، زين انك جيت غيرها بنفسك انا ماعرف


تركته و دخلت تحت صمته الرهيب.. لم يركز قليلاَ هي هنا بجانب اسطوانات الغاز..
إذن والدته من فتحت الباب، كيف سيبرر تصرفه.. ورطه!


وقفت خلفه وهي مازالت مصدومه مما رأته/أفاا تضرب زوجتك؟ ماني قايله وين الرحمه و الموده بعد صراخك.. لكن وين المرجله يا محمد؟! تستقوي على بنت ضعيفه تحت جناحك؟



ليس لديه ما يبرر به حقاً/يمه تصير هالاشياء عادي


قاطعته/لا والله ماهي عادي و لا قد سواها ابوك الله يرحمه ولا قد سواها ابوي و لا عمانك.. يا ولدي عييييب عييب عالرجال يرفع يده على مره حتى لو زعلته


مسح على وجهه بتوتر/يمه متى جيتي؟ وش عندك بالرياض


قالتها بصرامه/جايه أزور ولدي اللي ما زارني بعد زواجه.. و لا فكر يتصل، و برجع و انا ماخذه بنت اخوي معي تمشى و توسع صدرها شوي عندي في جده.. دامك تقفل عليها البيبان و فاصل التلفون و ماخذ جوالها، الله أعلم وش مسوي بها...


و كأنه لم يسمعها/انا مب موافق تاخذين زوجتي معك،


تقدمت حتى اقتربت منه وهي تشد من ياقة ثوبه/ماخذيت رايك، نعنبو بليسك لو صار حريق و ماس كهربائي بالبيت و انت ماهو فيه وش بتسوي البنت بعمرها هاااه؟؟ لكن الشرهه مهب عليك، الشرهه علي اللي ما اعتزي إلا فيك، أم محمد و أم محمد..


زم شفتيه بغضب وهو يدخل و يلحق بريما و لكن أوقفه صوت والدته...!!


... /وقف عندك، ان لحقتها فوق لنته ولدي و لا آعرفك


توقف وهو يزيح شماغه و يضعه على كتفه و ينزل لها/يمه ليه تكبرين الموضوع، شيء بيني و بين زوجتي ترى


قاطعته بحزم/لا لا اللي شفته و سواياك و تقفيل البيبان و سحب الجوال ماهو عادي يا ولد بطني.. أنت فيك بلا... يلا خلك بالمجلس لين نروح، خالك عبدالرحمن بيحجز لنا تذاكر و بكرا بنروح لجده والله يعيني عالممسى الليله ببيتك.


وضع يده على رأسه خشية أن ينفجر أمام أمه، قد حزمت أمرها تماماً، ليتركها و يخرج غاضباً..،
.

فوق سمعت ما دار بينهما وهي تمسح دموعها، لم تتمنى أن يرى أحدهم حالتها البائسه هذه، لم تحب أن تخرج من منزله لهذا السبب و لمنزل خالتها و اخوات محمد.. لن تكون سعيده و الجميع يعرفون بفشل زواجها.. إزداد بكائها حزناً على حالها.. بعد كل ذلك الإنفتاح على العالم لم تتوقع ان يزوجها والدها بهذه الطريقه التقليديه البحته... من الظلم ان ترغم على هكذا اسلوب زواج.. لكن ان تظل هنا في جحيمه افضل من أن ينكشف حالها أمام بقية العائله.
.
.
.
.
.
.
.
.

جلست طوال الليل لا تكاد ترى ضحكتها الرنانه المعتاده... حتى أنها لم تنزل لهم إلا متأخره..
انتظرت حتى ذهبت ساره و أمها للنوم لتسألها/نيفو فيك شيء؟ احسك منتي طبيعيه الليله


تصنعت الإبتسامه/يمكن لأني ما صرت اخذ كفايتي من النوم، العيال مسؤليه ماهي سهله


رأت أخوها يدخل لتسألها/و قاسي وينه عنكم


قلقت بعدما رأته يدخل بيده عكازه ليجلس في الجهه المقابله و إبتسامته تعلو وجهه، لتبتسم له/قاسي ما يقصر معي بشيء.. كل شيء.


اتسعت ابتسامة مدى/في هذي ما اقدر أنكر، أخوي أحسن أب في الدنيا.


ابتسم لأخته/ها عسى بتطولون هالمره ترى نبي تطلعون معنا المخيم


رفعت كتفها للأعلى/والله مادري عن منيف يخلينا نطول او لا، متى مخيمكم؟


إرتاح في جلسته/الاسبوع الجاي اتفقت مع عزام، بعدما يرجعون من الشرقيه.


استغربت ان يوافق عزام على التخييم في ظل ظروف الشموس، و لكن بالتأكيد استشارها.. عزام سيكون أكثر حرصاً عليها من أي أحد.....
وقفت وهي تقرر العوده لشقتها و تركهم/اوكي أنا استاذن مدوش بنام دام عيالي نايمين مافيني اسهر.. تمسي على خير


بإبتسامه/والساري بخير.


وقف وهو يتعكز بعكازه الفضيه/يلا بعد انا بروح أمسي.. سلام


كم يؤلمها أن ترى سندها بعكازه، تعرف أنه يتألم.. هو سبق و أن استغنى عن العكازه لماذا عاد لها هذه الفتره، لم تسأله، لا تدري لماذا صمتت عن سؤاله..،
.
.
.
.
.
.


وقفت ثم مشت ثم وقفت تفكر به قلقه وهي تشعر أنها ستجن به،...
سمعت صوت خطواته مع صوت عكازه يدخل الشقه و يغلقها لتخرج تسأله بلهفه فليس هناك ماهو أهم منه الآن حتى قلبها الذي كسره،
توقفت أمامه وهي تسأل بلهفه و الدموع تبلل أهدابها/ليه مشيتك متغيره، و ليه رجعت للعكاز؟ سلامات كيف تعورت؟


إبتسم لنبرتها الباكيه و للهفه في عينيها،اقترب و مسح دموعها بطرف انامله والله انه لا يستحق إمرأه غيرت من نفسها و تنازلت عن كل شيء لأجله/أنا بخير لا تبكين


حاولت بفشل مسح دموعها و ابعدت يديه وهي تبتعد/مابكيت، عيوني مادري وش دخل فيها،


راقبها تذهب وتغسل وجهها، ليجلس بتعب و يمد ساقه.. مازال تحت تأثير المسكن فهو مرتاح..،


عادت وجلست بهدوء وهي تسترق النظر ليده التي على رجله المبتوره،بداخلها صراع هو من أشعله..لم يكن عليه أن يجرحها/أنا جلست الليله علشان خاطر خالتي حصه.. لكن بكرا بروح بيت أهلي..



حاول أن يسحب قدمه و يعدل جلسته كانت مهمه ثقيله و لكن لم يتألم/يعني معاد لي خاطر عندك؟


وقفت وهي لا تريد النقاش/كان لازم تراعي الخواطر قبل ترمي كلام ماله داعي.. و بدون سبب.


هز رأسه وهو يراها ذاهبه/كانت لحظة غضب


ابتسمت بقهر وهي تلتفت إليه/الغضب حجه عشان تسب و تجرح؟!! هذي الثاانيه.. لا تظن أن كلماتك تمر علي مرور الكرام...


ابتسم/ظنيتك كبرتي على التأثر بالكلام اللي ماله معنى


ضحكت/كبرتي!! هذي مشكلتك اللي فجأه انتبهت لها و بدأت تضايقك يا قاسي!!.. و لا تقول ان كلامك ماله معنى، انت تقصده و الغضب يفضح المكنون...


وقف وهو يتحامل على رجله/يا بنت الحلال تعوذي من الشيطان.. أنا كنت زعلان


تركته وهي تذهب ما يدّعيه لا يقنعها، لن تقتنع حتى تتركه لترتاح.. شعرت به يلحق بها حتى باب الغرفه لتقف و تلتفت إليه/لين هنا و بس، أنا و أنت هذي نهايتنا مع بعض..


رفع حاجبه/سلامات، وش هالكلام الجديد، نهايتنا و ما نهايتنا، يا بنت تعوذي من ابليس هاللحظه.


بإبتسامه/اشوفك تتعوذ منه هاللحين، ليه يومنك زعلان لحظتها ما تعوذت منه و حفظت لسانك.. معليش حبيبي ما كل شيء بيكون بمزاجك،


ابتسم/حبيبك شايفه.. قلتيها


بإبتسامة سخريه/ماهو شيء جديد، أنت فعلاً حبيبي،‏و كل العايله تدري بمكانتك بقلبي، لكن معاد لي قعده معك، أنتهى.


ألتزم صمته وهو يرى تصرفاتها..، مازال الجرح يتحدث على لسانها..،


هزت رأسها/لا تقعد تخزني بعيونك..يلا ودني بيت أهلي


إبتسم/سيارتك معك، روحي أنتي، أنا تعبان وماقدر ، لكن بكرا روحي يا ماما، مايصلح تطلعين من بيتك تالي الليل.


رفعت حاجبها بتحدي/ما عليك مني، أطلع أي وقت..


امسك بذراعها وسحبها إليه بقوه، حتى إلتصقت بصدره، ليتحدث من بين أسنانه/خلاص عاااد اسكتي، قلتلك مافيه طلعه تالي الليل، ماتفهمين.؟!!!


شعرت أن يدها ستنخلع و عظامها في حالة صدمه، حاولت أن تتملص منه دون جدوى، هو يثبتها جيداً، لتتحدث بغضب تغلفه إبتسامة تهكميه/لا واضح أنك تعبان..شوي و تكسر عظامي ما يسوى علي! ، ترى ما حددت وقت لطلعتي بس أنت تتلكك!!


مازال يثبتها/لا تستفزيني ماهو من صالحك


بنظرات تحدي، تعرف أنه يتألم من ساقه، و لكن هي موجوعه أيضاً/يمه!! خوفتني يالقنبله الذريه! ، أنا شوري عليك لا تبالغ و تمثل انك سوبرمان أرتاح لا توجعك رجلك و أبلش بك.


شعر أن الألم لا يطاق و كأن إبرة المسكن ذهب مفعولها/ليه تبلشين بي يعني، تقدرين تتروحين و تخليني


تعرفه حينما يعاوده الألم، نبرته تتغير و وجهه يتعرق، و بدأ يفلتها و يحررها من يديه/مشكلتي معك عويصه ما اقدر أروح و أخليك بسهوله كذا.


تركها و راح يجلس على طرف السرير و يده على فخذ رجله التي تؤلمه/وش هالمشكله بالله؟


تحدثت بجديه وهي تراه يضغط على فخذه بشكل يوحي بأنه يتألم بشدّه/لازم تأخذ المسكّن علشان تعرف ترتاح، وين حطيته؟


أشار للباب/هناك على طاولة الصاله.. بس مابعد فتحته.


ذهبت مستعجله ثم عادت به وهي تبعثره على طاولة و ترفع إحداهن/فيه حبوب و بخاخ موضعي و.. وش هذا هذا مصل و إبره!!


أشار لها/هاتي الإبره أسرع


بنفي قاطع اخذت البخاخ/سلامات! ، أنا ماعرف اعطي أبر، بحط لك البخاخ. و بتخف بسرعه كالعاده. بس نام على ظهرك و مدد رجلك براحه


بعد عشر دقائق من رشها لقدمه أغمض عينيه مدعياً النوم، فعلاً الراحه بعد الألم مُسكره..
تركته و ذهبت لأطفالها تطمئن عليهم بعدما إطمئنت عليه...،
فكر ملياً بما حدث و لم يجد تفسيراً واحداً لحماقته، هي تحوم حوله و مجروحه في نفس الوقت، ليست متشدده في غضبها كما تخيل و كما فعل هو، بل معترفه بأنها تحبه رغم جرحه لها ، مازالت تدهشه بنضج مشاعرها و قدرتها على تحمله، كان يحتاج لواحده مثلها منذ زمن طويل..


دخلت الغرفه لتخفت الإضاءه، توقعت أنه نام حتى إقتربت من السرير و لاحظت تنفسه و طريقة إغماضته..سحبت الربطه التي كانت تجمع شعرها البني لينتثر على ظهرها، نفضته بخلخلته بأصابعها ثم وضعت رأسها على الوساده و هي ترى ارتعاشة أهدابه/توقعتك نمت بعدما ارتحت من الألم! ليه مانمت؟


فتح عينيه ليراها تنام بجانبه كعادتها بهدوء/مدري..


تأملت نظرات عينيه لها، لتبتسم/كيف ما تدري؟ يوجعك شيء؟ عادي بتصل بنايف يجي يوديك المستشفى، أو أوديك أنا


بهدوءه/لا تخافين مافي شيء.. أنا حالياً مرتاح..


عادت لتصمت و تقرر النوم، لم يعد هنالك ما يمكن الحديث عنه الآن، دعه يرتاح من ألآمه و لتدع جرحها يغفو قليلاً..،


لاحظها تغمض عينيها/صدق بتروحين لأهلك بكرا؟


عادت لتفتح عينيها مجدداً وهي تتوسد كفها/إن شاء الله


ظل يتأمل هدوءها و تمثيلها للنوم/خلاص، معاد تبيني؟!!


سحبت اللحاف لتلتحف به بهدوء/وش أبي فيك بالله؟


عاد لصمته مجدداً بعدما رآها تدير ظهرها له و تنام..،


حاولت النوم غصباً و أغمضت عينيها، و لكن بداخلها صدع كلماته الجارحه يخرج منه صوت أنين ألم حرمها لذّة السلام الداخلي الذي كانت تعيشه معه.. لم يكن عليه أن يجرحها بلا سبب هكذا.. لم تتجاوز و لم تفعل ما يغضبه فلماذا تعمد جرحها؟!!


تحدث رغم فقدان الأمل برضاها و هو يرى ظهرها/ماكنت أقصد كلامي اليوم، كنت بس معصب و فاقد تركيزي.. يجوز ما تسامحيني لكن تأكدي أني نادم..


لم ترد مازالت تغمض عينيها و تّدعي النوم رغم إنهمار دموعها...
.
.
.
.
.

منذ وقت طويل لم يلتقي بها.. هي هذه المره ليست تلك الفتاة اللعوب المملوءه حياة التي كان يعرفها، وضع كاسة الشاي وهو يسألها/وش مسويه لمحمد، ليه أمه زعلانه كذا، تكلمي هذا هي راحت تنام


تنهدت ففي سؤاله إتهام واضح/ما سويت له شيء، و لا هو سوا لي شيء.. مافي شيء أصلاَ


ابتسم بخبث/واضح، اشوفك تغيرتي، الظاهر الحبسه تربي


بهدوءها الذي صار سمتها/قصدك تكتم النفس.. تقصر العمر،


استرخى بجلسته وهو يسألها/لأنك كنتي فري، طبيعي تختنقين من جلسة البيت، إلا ماقلتي كيف محمد معك، غير انه حابسك و مايثق فيك


شعرت بالغصه، هكذا تحدث خالها المقرّب فكيف بالبقيه/أبداً يحاول يستر علي بطريقته و احس ناسبتني.


خاف أن تكون كما يفكر اعتدل في جلسته و وضع كاسته على الطاوله وهو يخفض صوته/يستر عليك؟!!


ابتسمت بخيبه، فهو يشك أيضاً/دحوم! صح أني اوبن مايند وانت عارف هالشيء و ما اتحجب و لي هفواتي بس مو لهالدرجه تراني مسلمه بالنهايه و اعرف حدودي، استغفر الله! .


عاد ليصمت و يلتقط كاسته ليرتشف منها وهو يفكر بحديثها..،


تحدثت بخيبه تغطيها ابتسامه/لهالدرجه شايل علي؟ ليه انتوا يالرجال ما تغفرون؟ و ترفضون رحمة الله تنزل؟!


راقب حديثها حتى انتهت/ههه واضح أن محمد معطيك الحياة اللي تستحقينها، وحده مثلك مكانها الحكره بالبيت لا غير، ماتستحقين أي مساحه للتنفس لحالك،
تدرين؟ لو اني مكان محمد يا ريما ما اسمح لأمي تاخذك من تحت عيني حتى لو زعلت علي، لكن محمد طيب . عن اذنك بروح انام تجهزي طيارتكم الساعه 8 الصباح..


تنهدت وهي تراه يجور عليها بالحديث و الحكم يفوق أي جور، عبدالرحمن كان المقرّب و الشخص الذي ظنت أنه سيفهمها..!
نسيت تماماً بأن خطيئة الأنثى هنا أكبر من أن يغفرها البشر فالحمدلله أنهم لا يملكون مفاتيح الجنّه.
.



.

.
.
...


يوم آخر.. هناك...

دخل آدم وهو يستعجل خطواته قد تأخر على والدته و أخته، ليرى إحداهن تجلس بفستان أصفر قصير نوعاً ما و ترتشف فنجاناً لم يعرفها بدايةً.. تسمّر واقفاً للحظات حتى أحسّت به ورفعت عينيها له و انتبهت له!!

و لكن سرعان ما سحبته من خلفه أخته مبتسمه وهي تستنكر فعلته بهمس حتى لا تسمعها تلك/يويلك وش تسوي هاا؟!!


ارتاح لإبتسامتها/سلاف، من هذي؟


صغرت عينيها وهي تتكتف/عريب بنت جيرانا مسيره علي.. ليه السؤال



إستثار الشك داخله/بنت جيرانا الحسين؟


فهمت فضوله بإبتسامه/ايه و توها مابعد تزوجت بس مادري إذا مخطوبه و لا شيء...


حرك يده بلا مبالاة/شعلي منها متزوجه و الا لا قلعتها..


أمالت شفتيها بإبتسامه جانبيه/طيب استفسارات ثانيه؟ بروح للبنت تأخرت عليها


أعاد ترتيب شماغه وهو يحاول أن يكون طبيعياً/لا لا سلامتك، كنت جاي علشان اخذكم معي لمريم، وعدتها انكم تزورونها اليوم، لكن شكلك مشغوله


ابتسمت له/الله يسعدك ميدو، كلمت مريم بس ما قلت لها عن ظروفي اليوم.. بتروح لها؟


أشار بالإيجاب/إي اللحين لازم امر عليها.. يلا روحي للصفراء


صغّرت عينيها وهي تضربه على كتفه/روح شوف شغلك


عادت إلى ضيفتها بعدما تأكدت من خروجه/يا هلا بعريب..نورتي


ما زالت مرتبكه من نظرات آدم، تعرفه جيداً و لكن هذه المرة الأولى التي يراها فيها، كانت نظراته لها نهمه و ترضي غرورها نوعاً ما/هلا بك سلاف


جلست وهي تلاحظ توتر تلك الجاره و تتبسم وهي تذكر أخاها، تُرى ماذا فعلت بها عينيه؟!/خذي راحتك عريب، هاتي فنجالك


قدمت لها الفنجان و ألتفتت بعينيها لتلمح مكان وقوفه هناك، ثم ألتقطت أنفاسها أخيراً..،
.
.
.
.
.
.



على شاطئ الجبيل..، تجلس على كرسيها الطويل متأمله هدوء المكان قبل الغروب، الشمس هنالك في الأفق البعيد تصافح بعض الغيوم العابره التي بدت مشتعلةً في السماء بمنظر يسلب الألباب.. فعلاً الغروب من أعظم اللحظات التي تحدث يومياَ و لا نشعر بمدى عظمتها لأنها تتكرر كل يوم و ننسى أنها من أجمل مافي الكون و لا يضاهي جمالها إلا لحظات الشروق..
سمعت ضحكاتهما تقترب منها لتبتسم وهي ترى عزام يحمل راكان على كتفيه و يلعبان بطائره ورقيه ملونه..
كم هي ممتنه لهذه اللحظه التي اقترحها عزام عليها..
أسبوع كامل هما هنا برفقة البحر فقط..كانت محتاجه لهكذا تغيير يمنحها أكسيراً للحياه..
شدت شالها عليها وهي تشعر بهبوب بعض الهواء البارد من الجيد أنها أصرّت على أرتداء راكان لمعطفه..


انتبه لإبتسامه لطيفه تطفو على َثغرها، فرح بهذا اللحظه، هذا ما كان يسعى له/ركون نروح لماما؟


حرك قدميه برفض/لا لا لا


أكملا لعبهما حتى شعر أن راكان افرغ طاقته كلها و بدأ بالتعب... ليأخذه لها بدون سؤال.


اتسعت إبتسامتها/اليوم طولتوا باللعب و تركتوني


جلس بعدما وضع راكان في كرسيه و تكور مكانه و اخذ غطاءه الصغير يلتحف به بسبب الخمول/هلكني الله يصلحه


ضحكت وهي تراه يجلس و يمدد ساقيه/قاعد ياخذ منك حق الأيام اللي راحت، مو مصدق انك معه من الصبح لليل و تلعبه بعد


سكب لنفسه فنجان قهوه/مقصر معه والله،.. امس و قبله الجو دافي بس اليوم بدينا نبرد و الا؟


هزت رأسها/و انت لابس شورت و مصيف، انتبه لا تمرض مافيني حيل اساهرك يكفي علي ولدي


بإبتسامه/الله يرحمك يمه، يا كثر ما تبهذل ولدك بعدك


شعرت بإنقباضه في صدرها بعد جملته، هي ما زالت تفكر بحملها و لحظة الولاد و الجنين الناقص، و مسألة حياتها و موتها و ترك طفلها وحيداً خلفها، وساوس لا تستطيع تجاهلها، نطقت بدون تردد/عزام طلبتك،.. إذا الله خذا أمانته.. تهتم براكان حييل


صدمته بحديثها و طلبها رمى فنجانه/أعوذ بالله منك يا ابليس، يا بنت ريحي نفسك وش هالقلب


دمعت عينيها وهي تصر بإلحاح/عزام طلبتك لا تخليه يفقدني أبد..


فهم حالتها التي تمر بها، ترك كرسيه ليذهب و يجلس بجوارها و يضمها/أنا وش خلاني أذكرك!! ..، الشموس بتعيشين ان شاء الله و بتكبرينه و بيدرس و بنحتفل أنا وياك بحفل تخرجه.. لا تشائمين يا بنت


ارتاحت نوعاً ما بعد حديثه، ثم ابتسمت بدموع وهي تراه يضم كفها بكفه/من صدقك بنرقص في تخرجه؟


ضحك/ركزتي على هذي يعني؟، شووفي راكان له معزه خاصه عن باقي اخوانه ما ندري عن غلات الثانين لكن راكان اصبر علينا، راكان كان شاهد على كل شيء بينا، مره تستعملينه ضدي و مره استعملته ضدك... مسكين هالولد


تذكرت الماضي القريب وهي ترفع ناظريها له/تذكر؟ كنت تبي تسميه عبدالمجيد..و انا وافقت لحظتها، بس بعد الولاده أنا سميته على ابوي.


بإبتسامه/اقسم بالله ماتوقعت فيه وحده بقوتك، تدرين لو الكلام صار بيننا و الله ما ينتسمى راكان لكن قلتيها قدامهم قبل أعلنه، احمدي ربك


ابتسمت بخبث/أنا دايماً أفوز عليك.. ماتقدر تنكر هالشيء


داعب خدها بإبتسامته الماكره/لا تاخذين مقلب ترى كنت اعطيك فرصه و أسمح لك تفوزين، أنا ماحط راسي براس مره


رفعت حاجبها بنفس إبتسامة الخبث تلك/أنا استغليتك فلا تحاول تبرر خسايرك مني


فرح برؤية طرف الشموس تطل برأسها من إبتسامتها/أحلى خسايري والله


داعبت ذقنه و لحيته الكثيفه وهي تحاول ان تخرجه من هذا الجو الذي لم تعد تحتمله/المهم ما قلت لي، وش بنتعشى اليوم.. أحس بموت جوع


ضحك/عليك تقفيلت مواضيع عجيبه.. تونا نتكلم بشكل شاعري، دخلتينا بالأكل


مدت شفتيها/أنا حامل، شي طبيعي بجوع كل شوي..


ابتعد قليلاً عنها ليقف/أمرنا لله، خليني اشيل راكان و احطه بسريره و انتي اسبقيني عالمطبخ.. بنسوي خفايف قبل العشاء تو الناس باقي وقت عليه حتى المغرب مابعد أذّن..


ابتسمت وهي تراه يحمل طفله و يدخل.. لتقف و تقرر المشي قليلاً قبل الدخول للشاليه.
.
.
.

.
.
.
.
وقفت أمام نافذة الغرفه وهي تتنفس الهواء براحه و تشعر به يعبر مسام جلدها من شدة راحتها.. مشهد الغروب يذكرها بشيء جميل لا تعرف ماهو و لكنها تشعر أنها مرت بهكذا شعور قديم و جميل، ربما في أحلامها.،
إبتسمت فهي المرة الأولى منذ دهر التي تشعر فيها بأنها ليست وحدها، و أن الحياة تسري في عروقها..،

في هذه الساعه من كل يوم إثنين و خميس إعتادت رؤيته و سماعه أحاديثه إليها.. في الحقيقة لم تكن أحاديث بل شيء أشبه بالطبطبه و الأحضان..

سمعت صوت الباب يطرق لترتدي شالها على رأسها و تغطي به كتفيها لابد وأنه هو...


دخل خائفاً من صمتها برفقة ممرضه و لكن إرتاح بعد رؤيتها بخير/لا الحمدلله اليوم أحسن.


جلست بإبتسامه خجله/الحمدلله


جلس في الكرسي المقابل بهدوء وهو يقلّب اوراق قدمتها له الممرضه، صمت لدقيقتين وهو يقرأ البيانات الجديده/أخبارك حلوه يا مريم.. الدم صار 12 الحمدلله اخييراً... الفيتامينات تمام


مازالت صامته تسمعه و تراقبه يقلب الأوراق،...


ترك الأوراق وهو يرفع ناظريه لها/تدرين كم كان دمك يوم جيتي هنا؟!


هزت رأسها بالنفي و هي مازالت صامته خوفاً من تعثر كلماتها بالربكه فور خروجها من شفتيها..،


أردف بإهتمام، فهذا عمله/5 يعني كنتي شوي و تنجنين بسبب الأنيميا.. طبيعي فقر الدم الشديد يكتئب صاحبه و يحلم بكوابيس و يفكر بأشياء سلبيه غير موجوده.. زائد ان فيتامين B12 في الحضيض عندك، جدياً استغربت انك ظليتي عايشه بهالدم! ... اسعفناك بأكياس حديد و دم.. لكن زيدي اهتمام يا مريم، ناظري وجهك اللحين صار احلى كنتي بتروحين فيها بسبب اهمال صحتك


ما زالت صامته تستمع لحديثه المهتم، تعلم أنه هذا عمله و لكن من يُقنع القلب الحزين بذلك؟



لاحظها تخفض رأسها و عينيها تنظر ليديها التي تعبث في طرف شالها.. /لو ملاحظه على نفسك، صرتي تسكرين باب الغرفه و ما يأثر عليك هالشيء..


مازالت صامته...،


حاول إستفزاز صمتها/بالمناسبه سلاف معاد بتجيك... البنت بتتزوج خلاص بتشوف حياتها


نزلت دمعتها و رفعت عينيها بحزن اتضح في نبرتها/صدق؟ بس ما قالت لي!


اخفى إبتسامته/أدعي لها بالتوفيق.


مسحت دمعتها/الله يَسعدها حبيبتي.


أخذ بتقليب الورق أمامه ليسألها/ايوه دام امورك صارت تمام خلينا نرجع للبدايه، يعني أتوقع اللحين تقدرين تتكلمين عنك


استغربت/عني!!! زي المرضى النفسيين يعني؟! اقعد اتكلم بأي شي وانت تسمعني و تسلك لي؟!!


بهدوء/مو شرط مريضه نفسيه، كل إنسان طبيعي محتاج يفضفض بين وقت والثاني عادي.. مثلاً يعبر عن مخاوفه، شعوره، افكاره و هكذا يعني


شعرت بالتوتر/آدم أنت تستهبل أكيد، لو سمحت تفضل الممرضه راحت..


أشار للباب/الباب مفتوح و الأمور تمام، لا تقلقين هدي نفسك


ثبتت الشال بيديها وهي تقف متوتره/آدم لو سمحت برا


حاول أن يهدئ نفسه فهو يفعل ذلك لله ثم لأخته ووالدته/طيب، دام أمورك تمام ومنتي محتاجه شيء، بكرا ان شاء الله ترجعين بيتك،


خافت، فهذا يعني أنها ستبقى وحيده طوال العمر/وين غريبه؟ ليه ماجت معك


اغلق ملفه وهو يقف و يهم بالخروج/أختي معادت غريبه أسمها "سلاف العبدالله"، و خلاص قلت لك البنت عندها حياة ماهي فاضيه لك.


تتبعته بعينيها وهو يذهب/أنت تمنعها من زيارتي صح؟ ليه أنا وش سويت لك، الله يخليك ابيها تجي توديني ابي اشوفها


توقف قليلاً/والله صعبه وبيتك بعيد عن بيتنا، الله يعينك، بعدين حتى لو جاتك بكرا، بعده البنت بتتزوج وش بتسوين بحياتك؟


استغربت تكراره لهذه الكلمه وتسائلت/تتزوج بهالسرعه؟ و سيف!!


سمعها و اتسعت عينيه لذكر إسمه/سيف وش دخله بالموضوع؟


زاد استغرابها فحاولت ان تصمت عن ذكر سيف حتى لا تورط غريبه مع أخيها، من الواضح أن سيف لم يعود ليخطبها مجدداً/لا ولا شيء، الله يوفقها.. اوكي بروح بكرا لبيتي.. ماعندي مشكله.. يعني بالنهايه مثلما قلت أنت هواجس ماراح أعطيها أكبر من حجمها..


سيجن من ذكر أسمه الآن، كونه كان ملاصقاً لأخته و ضربهم من أجلها ذات يوم فالأمر جدي، منذ البدايه كان يشك بعلاقه و زلت لسان مريم ماهي إلا حقيقه،
هز رأسه بموافقه/ايوه يا مريم، أبيك كذا قويه الحياة تبي انسان قوي يتحملها، بالنهايه ربي ما خلاك تعايشين كل هالألم إلا وهو معطيك القوه لمواجهته، تأكيدي أن الله ما يكلف نفساً إلا وسعها.. نصيحتي لك تجاهلي أي فكره تثير وسوستك و لا تسترسلين فيها،.. و إذا احتجتي إستشاره تلفوني عندك..


تنفست براحه وجلست وهي تراه يعود ليدوّن أشياء في دفتره الصغير.. لا يبدو لها كتلك المرّه، هو في الحقيقه لطيف و شخص غير متكلف وذلك أشعرها بالراحه وهي تتحدث معه، لطالما إستبعدت أن تتحدث مع رجل غريب بهكذا أريحيه... و لكن كان الداعي علاجي بحت و إنساني من ناحيته، لا يجب أن تفكر بشيء آخر..لا يجب.. لا..... يجب
.
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور رشآ الخياليه   رد مع اقتباس
قديم 13-03-19, 11:47 PM   المشاركة رقم: 912
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314518
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1641

االدولة
البلدArgentina
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشآ الخياليه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رشآ الخياليه المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه

 

في ألمانيا...،

إنتهت من إعداد سفرة الغداء المتأخر و ربما سيكون العشاء. اليوم تأخر كثيراً في المستشفى.. حرصت أن تتبع خطوات أم رواد في الطبخ يجب ان تكون مميزه في الطبخ أيضاً... ذلك الشيء الوحيد الذي لم تفكر يوماً من الأيام أنها ستهتم به..!

سمعت صوت الباب و هو يعود.لتبتسم..


دخل وهو يجد سفره لم يتوقعها وهي تستقبله/السلام عليكم!


اقتربت منه لتأخذ حقيبة كمبيوتره الشخصي منه بعدما عانقت خده بقبلتها الخفيفه/وعليكم السلام.. اخيراً وصلت البيت!


نزع معطفه وهو يعلّقه كما أشارت إليه أن يفعل/ليال ملاحظ انك تصعبين علي الحياة


اتسعت ابتسامتها/والله الصعب هو الترتيب وراك ياقلبي، لازم تتعلم النظام خلاص صرت متزوج و رب أسره، تعال نتغدا مدري نتعشى


راح يغسل يديه ثم عاد ليجلس مبتسماً/وش ذا كبسه!!


فرحت بردة فعله/ذووق و لا تعطيني رايك


تذكرت شيئاَ لتذهب و تضعه على الطاوله/لا تنسى دواك


تذكر ما يحاول نسيانه/احسبي حسابك بتستخدمينه قريب


إتكأت بيدها على الطاوله وهي تنظر إليه بحب/شفيك تقولها بيأس كذا خليك متفاءل


رفع حاجبه بعدم رضا/مشكلتك ماتعرفين اللي سويتيه.


بإبتسامه عادت تأكل/بالمناسبه أنا شاكه بالتحاليل، مو منطقي يا دكتور،لازم نرجع للرياض بأقرب فرصه و تحلل


ضحك/يعني أفضل؟


تركت ملعقتها وهي تجمع كفيها وتتحدث بجديه/مو قصة أفضليه، أنا شاكه ان فيه شيء يحاك من وراك وانت ماتدري


عاد ليضحك مجدداً/الافلام البوليسيه و الغموض مأثره عليك.


تحدثت بحماس/أنا قاعده اتكلم بفرضيه و الفرضيه تحتمل شيئين يا صح يا خطأ


مازال يبتسم/لياال قلبي، انسي انا رايح طبيب ثاني... الحقيقه اللي مضايقتني فقط هو انك تورطتي معي بهالشيء.. الله يستر


عادت لتأكل/ماني ندمانه، لا تخاف.. معك لآخر شيء ممكن تتخيله


للحظه شعر أنه بخير و أن كل شيء مميز، حتى تلك البكتيريا التي في دمه لم يعد لها ذلك التأثير على قلبه، هي هنا تبث روحاً جديده و تعطي زخماً لحياته،تذكر شيئاً مهما/قبل لا أنسى بكرا لازم تروحين معي طبيبة نساء و


فهمت مقصده/عندي، لا تخاف، بهالشيء أنا أحرص منك


ترك ملعقته وهو يتكتف و يحدق بها مبتسماً و متفاجئاً/أنتي جايه و مخططه لكل شيء.. تكلمي وش مخططه عليه بعد!!


بإبتسامه/خليك تكتشف كل شيء بنفسك.


إبتسم وهو يرى الجانب اللذيذ منها، الجانب الذي لا يراه سوى من ذاق حلاوة الحب بعدما لوّعته مرارته/كل اللي خايف منه هو الخيبه اللي تنتظرك بالنهايه، بعد هذا كله والله أني أكره يضيق صدرك من الخساره.


وضعت ملعقتها بجانب صحنها بعدما سمعت منه تلك النبره التي تغوص بأعماقها و تداعب قلبها/انا اؤمن بإختيارات قلبي، عمره ما خذلني و عمره ما قادني لتحديات خاسره.. لذلك تطمن علي.. أنا بخير معك و علشانك.


مع ذلك ما زال قلبه يخاف تركها بعد كل هذا التعلق..، حزن واحده مثلها سيكون حزناً عظيماً.. بقدر كل هذا الإيمان و الثقه سيكون الحزن يا ليال.. ليالٍ لا صبح يتبعها..!
.
.
.
.
.
.

بعد يومين آخرين..،

أوقف سيارته أمام منزله عائداً من مخيم الثمامه، حيث كان هناك منذ يومين..
يرفه عن نفسه كما اعتاد منذ تزوج وهو يأتي بإستمرار وقت فراغه بعيداً عنها،
و منذ ذهبت مع والدته وهو يهجر منزله، يجب ان يعود... من السيء جداً أنها لا تملك جوال ليتصل بها..، فلتذهب للجحيم مالحاجه لها أصلاً..
فتح الباب وهو يستغرب إضاءة المنزل شبه كامله و هنالك ملطف الهواء يعمل و ينفث روائحه العطريه بالمكان..!!!
هل تركت كل هذا يعمل و ذهبت، مستحيل والدته ستتأكد من إغلاق إضاءة المنزل و من كل شيء قبل خروجها..

سمع صوت الراديو قادماَ من المطبخ و صوتها معه تغني.. شعر بالفضول، هل هي وحدها أم والدته هنا.. لماذا لم يخبره أحد..!

أطل عليها ليراها تتمايل بدلالها مع أغنيه تسمعها و ترددها و تنتظر قهوتها العربيه ذات الرائحه الزكيه تغلي على النار..،

إنتظر حتى توقفت لتسكب قهوتها في "الدلّه الفضيّه" و ترتب صحن الحلى الصغير الذي حضّرته لنفسها،.. ليدخل بلا صوت في هذه الأثناء/السلام عليكم


خافت كاد أن يتوقف قلبها من دخوله المفاجئ و تجهم وجهه كالعاده و شماغه على كتفه/بسسم الله، روعتني! وعليكم السلام


لاحظ كل شيء مكانه و المكان افضل مما سبق/وين أمي؟


اخذت فنجانين اخرين ووضعتهما في الصينيه/أمك راحت من يومين


ببروده المصطنع/غريبه ليه ما اخذتك معها؟ كانت تهدد و تتوعد وش صار!


رتبت الصينيه و زادت صحن حلى له/أنا رفضت أترك بيتي وهي قدّرت هالشيء وبس.


ابتسم بسخريه/كيف فووتي على نفسك هالفرصه علشان تهربين؟!! لا لا ما أصدق،


تجاهلته وهي تمر بجانبه و تخرج للصاله بقهوتها.. و تجلس لتسكب لنفسها وهي تشاهد القناة التي ستسهر على فيلم سيعرض فيها بعد قليل..،


جلس وهو يأمرها/صبي لي فنجال قهوه... قال يعنني وفيه هااه،


قدمت له فنجاناً وهي تحاول كتم إنفجارها الوشيك وهو يستهزئ بها فوق كل شيء يفعله بها...،


إبتسم وهو يتناول الفنجان من يدها و يرتشفه/أيوه، أجل تقولين رفضتي تروحين علشاني يالـ..


شعرت أنها ستنفجر رمت فنجانها بغضب/بسسسس خلاص، يرحم والديك خلاص، لا ما جلست علشانك و لا علشان تظن أني وفيه أو متمسكه فيك، لااا أنا أصلاً مابي أزيّن صورتي بذهنك و لا تتوقع أني انولدت بهالحياة عشان أرضيك، اتركني كذا.. إيه أنا سيئه وسيئه جداً و ما أصلح لك يالطاهر البريء، اتمنى تفهم هالشيء بسرعه و تريحني منك عاجلاً .. اتمنى من كل قلبي أنك تلقى البنت اللي تخليك تستغني عني علشان أرتاح من هالهم.


تفاجئ من العاصفه التي مرت به الآن و ما قالت كله.. لم يتخيل أنها تحمل هذا كله/دام كل هذا بصدرك ليه ما رحتي؟


تنهدت وهي تشعر أنها نفّست قليلاَ عما بداخلها.. صمتت قليلاً لتتنفس و ترتاح ثم أردفت/اكره نظرات الشفقه +مابي سيرتي تجي على كل لسان.. روحتي لأهلك بدونك مالها داعي.. هذا هو السبب إرتحت و الا مازلت شايف نفسك يآخر حبه؟


هز رأسه/يعني الدعوه كلها علشانك هاه!!


جلست وهي تلتقط فنجان آخر و تسكب لنفسها و تضع ساقاً على الآخر لترتشف قهوتها بتوتر تحاول أن تخفيه/طبعاً..


صمت للحظات وهو يفكر بحديثها قبل قليل، عموماً حديثها فيه شيء من الصحه فهي على الأقل لم تتملقه و لم تمثل عليه الإهتمام الكاذب.. ليتحدث بهدوء/أبي أقوم اتسبح، تعالي طلعي لي ملابس.


ارتشفت من فنجانها وهي ترد بلا مبالاة/لك يدين.. افتح الدولاب و بتلقى كل شيء قدامك و قريب منك..


حاول التماسك عن ضربها، يجب أن يكون أكثر حكمه مهما كان/واضح تبين الطلاق؟!


إلتفتت إليه بتنهيده/يالييت..


وقف وهو يهم بالذهاب بإبتسامة سخريه/حلم ابليس فالجنه.َ


ابتسمت بخبث وهي تراه يبتعد/زين انك معترف بأن الحياة معك جحيم... ما قول غير عسى عيشتي معك تكفير ذنوب


أكمل طريقه وهو يتجاهل ردها المستفز...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ذهبت لتوصلها للباب وهي تودعها/بشتاق لك هند، يالله ليش يجي ياخذك عبدالرحمن


مسحت على شعرها بإبتسامه/مدري عنه! متفقين على اسبوع لكن مدري وش عجّله


ضحكت/الشوق ما يرحم... يلا اطلعي الرجال ينتظر


تأففت/يا ربي من بيقعد عندك اللحين، فشله قلت لأبوي روح مع زوجتك بقعد مع شهد، وش بقوله..


امسكتها وهي توصلها للباب/لا تقولين له شيء، ماراح اخاف يا بنت الحلال الشغاله و السايق موجودين ، بعدين بهالبطن أنا اللي بخوف الحرامي لو جاء


ضحكت/بهذي صدقتي، يلا سلام


وقفت لتودعها بإبتسامه ثم أغلقت الباب.. لحظات فقط ليُطرق الباب، حتى أنها لم تجلس بعد/وش نست الخبله


عادت لتفتح الباب لتختفي إبتسامتها/نايف!


تجاهل تركها له و دخولها ليدخل و يترك الباب مفتوحاً/وقفي...



توقفت وهي تستدير إليه/خير! مافيني اتكلم إذا حاب تجلس أو تروح بكيفك


أعاد ترتيب شماغه و كأنه يحاول أن يحافظ على توازنه المرتبك أمامها ليتحدث بجديه/ألبسي عبايتك.. جاي آخذك البيت


تخصرت بإبتسامة تحدي/يا وااثق!!


أردف وهو يرفع حاجبه/خالتك لولوه جاتنا اليوم و تسأل عنك .. اتوقع من باب الذوق تروحين لها..


ترددت وهي تحاول تذكر آخر مره رأتها فيها/اي صح، ماعليه بروح مع السايق، روح انت


زم شفتيه بغضب/أنا جاايك بنفسي و تصرفيني و كأني سواق موظف عندك؟!!!


تأففت/ما اظن انك متوقع أني بركب معك السياره.. معليش يعني


إقترب منه بخطوات أربكتها لتتراجع/اثبتي مكانك لا تطيحين و ولدي ببطنك


لم تحتمل جملته هذه/يرحم والديك لا تذكرني.


تراجع قليلاً وهو يتحكم في اعصابه/المهم اخلصي روحي ألبسي بسرعه.. منتظرك بالسياره.


لم ينتظر ردها فقط خرج وهو ينبهها/عشر دقايق بسس
.
.


بعد مضي 9 دقائق ركبت السياره بهدوء و انطلق بها.. و مضت دقائق وهو يسير، من المفترض أن لا يبتعد عن الأحياء و لكنه خرج منها/لحظه انت وين موديني؟!


بهدوءه وعينيه على الطريق/معليش اضطريت اكذب علشان اخذك معي مشوار.. مالقيت طريقه افضل


خافت وهي تتحدث ويدها على بطنها بعفويه/وين ماخذني؟! تكلم


توقف عند الإشاره ليلتفت إليها أخيراَ وهو يرى يدها على بطنها ويبتسم/لا تخافين أنا أحرص منك عليه، كل الموضوع أني حاب اتمشى معك و تطمني منتي ملزومه بشيء.. ابي ابتسامه بس.


كل شيء حدث معه كانت تُرغم عليه، لم تفعل شيء بملء إرادتها أبداً..وهذا أمر كانت وما زالت تمقته ،
إلتزمت صمتها وهي تفكر بتملل، منذ متى كانت تريد الخروج و التنزه ، لم تخرج إلا لمواعيدها أو التسوق.. إلتفتت إليه وهو يقود السياره.. يريد البقاء بجانبها فقط و يحاول جذبها مجدداً و لكن ذلك لم يعد مجدياً.. ولم يعد له الوهج داخلها، قد أطفىء كل شيء بمقتل من كان كل الناس بقلبها "أخيها".
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
وصلوا للبيت وهي تسأله بفضول بعد صمته الطويل بالسياره/عبدالرحمن شفيك ساكت و عاقدلي هالحواجب؟ وديت ريما لجده و رجعت بسرعه شالسالفه!!


تنهد تنفسه وهو يرمي بشماغه و يجلس/ريما ما راحت لجده، قعدت ببيتها


فرحت/الحمدلله ما راحت قبل ازورها قسم بالله عيب، ما زرتها وكلما نبي نروح تغير خططك فجأه، مايصير


بلا اهتمام/ماهو لازم تروحين لها


اتسعت عينيها متفاجئه/مايصيير! ، البنت بنتنا و تزوجت و افلحت في بيتها، إذا أنا وانت اقاربها هنا و ما جيناها من بيجيها؟!!!


ابتسم للطافتها/أنتي طيبه بالحيل و ريما ماتستاهل


بإبتسامه/حتى ريما طيبه ، ياخي الله أكبر انت بنفسك عندك حركات و اذا غلطت تدور العذر و المغفره و الا نسيييت؟!! مشكلتكم طينه وحده يالرجال تبون المغفره إذا اخطيتوا بس و تحرّمونها على الضعيفات.


ظل يستمع إليها بإهتمام وهو يفكر بأنه لا أخرى ستكون مثلها راقيه تدافع عن أحدهم بغيابه بهذا الشكل المستميت و كأنها تدافع عن نفسها/علميني وين بلقى مثلك؟!


إبتسمت بخجل وهي ترى نظراته تلك تغزوها/مافيه مثلي، لا تدور و تتعب نفسك، بعدين ليه أصلاً تسأل هالسؤال؟؟!ششعندك


تنهد وهو يقلّب الأفكار في رأسه، عقله يقول شيء و قلبه يقوده لشيء آخر/أبداً يعني في حال سحبتي علي لا سمح الله، ما أضيّعك و اموت


خفتت إبتسامتها وهي تستشف شيئاً جعل القلق يلامس قلبها/أنا ما أسحب على أحد لكن تمسك بي زين، ترى إن ضيعتني والله معاد تلقاني.


ظل يتأمل بريق عينيها و كأنه يحاول سبر أغوارها.. ذلك البريق الذي يخشاه و يثير فضوله.. للمرة الأولى يخشى شيئاً.. و ذلك مؤشر ليس جيد بالنسبة له..
.
.
.
.

منذ نصف ساعه يجلسان في نفس المكان ينظر إليها برجاء أن تنطق ولو بكلمه واحده تنقذه من هذا الصمت المميت، أخذها لكل مكان في الرياض لعلها تنطق و من ثم للتسوق و من ثم إلى مطعم و لكنها كانت لا تتحدث كل ما تقوله نعم و لا، أو "بكيفك"..!


نظرت إلى ساعتها بتملل واضح ثم فتحت جوالها حتى تنسى وجوده،..


فتح جواله بدوره و كتب رساله و أرسلها لها وهو يرفع ناظريه لها.. ينتظر ردة فعلها...



رأت رسالته تعتلي الشاشه و لم تفكر بفتحها، إستمرت بتصفح أي شيء، المهم أن تحاول أن ترتاح من هم إقترابه..،


أخرج علبة سجائره من جيبه ليسحب منه عقب سيجاره و يشعلها لعلها تكمل إحتراقه الداخلي و يرتاح.. سحب نفساً طويلاً ثم نفثه أمامها لعلها تتحدث و لكنها مازالت لا تتكلم/طيب أعترضي قولي خنقتني بالدخان قولي علشان الولد. انصحيني. أي شيء لين متى بتصومين عن الكلام يعني؟



إنتظرته حتى إنتهى لتبتسم بسخريه/ليه اتذمر من ليله وحده..،يعني بالنهايه ماراح اطلع معك مره ثانيه ، و إذا عالنصيحه بكيفي أنصح أو لا، بعد النصيحه تبيها غصب؟


بإستغراب/طيب مثّلي الإهتمام تحججي به!!


مازالت تبتسم بلا مبالاة/يا شيخ دخّن و كثر من الزقاير بعدلا توقف، الدخان مفيد لأمثالك، علشان ينقرضون و ترتاح البشريه.



سيجن ذات مره من موت مشاعرها المريع هذا، قد كانت رقيقه بل كتلة مشاعر متحركه، يعرف أنها كانت رغم وجود غيرها بحياته، كانت متمسكه به/غريب، شلون تتغير المشاعر فجأه..


مازالت تداعب هاتفها بين أناملها/لازم تؤمن ان مافيه مشاعر تستمر للأبد و مافيه ناس بتظل تداريك و تعاملك بلطف دايماً في شيء اسمه تقلب مزاج مثلما فيه شيء أسمه تقلّب قلب، و موت مشاعر..


فكر للحظات بحديثها/يعني مات قلبك؟


ضحكت/حاول تفهم ، حبك ماهو حياة قلبي علشان يموت.. لازم تكبر يا نايف وتتعلم ان مو كل الناس مثل أهلك بيظلون يحبونك و يتجاوزون أخطاءك و يسامحونك.. لا


مازال يغلي من برودها/طيب لو نتجاوز هالكلام هذا كله... بطلب منك طلب واحد بس



تركت جوالها لترفع ناظريها له/انت طلعتني معك غصب، و اللحين تبي بكل احترام تطلب مني طلب؟!! ههه نايف وش تبي توصله؟



برجاء/شوفي خلينا نتفق، انا بعطيك راحتك عيشي مثلما تبين، و اقسم اني ما اتحكم بحياتك و لا بقراراتك و لا حتى بطلب رضاك بيوم من الأيام.. لكن لا تطرين سالفة الطلاق قدامي مره ثانيه..أنسيه


اخذت العصير لترتشف منه قليلاً وهي تحاول أن تفهم طلبه و تتمنى ان لا ينخفض سكرها من حديثه/كيف يعني؟ كيف بعيش حياتي و انا على ذمتك؟ انت كذا تجاوزت حدودك بشكل سافر ووقح..


ابتلع غصته/قلتلك ماراح اتدخل بحياتك، بس طلاق لا..


ضحكت بسخريه/انت بس تبي تضمن أني ما أتزوج غيرك، كل هالدعوه و اللف و الدوران هذا كله مو لله و لا له علاقه بالمشاعر مثلما أدعيت ، كان لازم أعرف ان طينتك الأنانيه ماراح تتغير..!


تأفف و هو يشير لعصيرها/انتبهي عالسكر تكفين....


بغضب/ماعليك مني


عاود صمته مجدداً وهو يشيح بنظره عنها لأي شيء، أي شيء لا يجعله ينفجر بوجهها الآن كالبركان الثائر...، أي ذنب جعله يُبتلى بهكذا علاقه طرفيها ماء و زيت... كم مرة سيحاول التقرّب؟؟ لن يجتمعا مهما حاول.. عليه ان يقتنع بذلك.


..
.
.

.
.
.
...
.
.
.

بعد يوم طويل أمضته برفقتهما وقفت تحت المياه المنهمره وهي تحاول إزاحة همها الذي تراه يدمرها وحدها فقط و لا ذنب لأحد في ذلك و لكنها تشعر فعلاً أنها وحيده و ستختنق، كم هو حقير الشعور بالألم..،
تلك الحراره التي تصطدم بالبروده في صدرها تجعلها تشك أنها تتنفس بشكل طبيعي..
شيء من الريبه جعلها تنتهي من حمامها بشكل سريع و تخرج بروب حمامها و تلتف به بيدين مرتجفتين... و كأنها تهرب من أحدهم..
فقط خرجت من الحمام لتتفاجئ بوجود عزام يتحدث بهاتفه هناك على الأريكه..،
بالكاد ابتلعت ريقها يالله و كأنها لم تنجو من الإختناق وحيده في الحمام قبل قليل، قاتل الله الإكتئاب الذي يقتات على ماتبقى من صحتها و سلامها الداخلي..،
جلست تجفف شعرها بمنشفتها وهي تدعو الله أن لا تنكشف هشاشة داخلها أمام أحد من خلقه حتى و إن كان الشخص الذي تحبه...،
لاحظت صوته يبدو غاضباً وهو يتحدث مع احدهم، عرفت أنه سيف...،



وقف وهو يتجه للنافذه ويتحدث بحزم/سيف بلا هبال، تراك أشغلتني، قلي وين بتسافر ترى والله اقطع سفرتي و اترك أهلي و ألحقك ادورك


على الطرف الآخر ضحك/شدعوه يابو راكان، ناسي انك قلت لي سافر.. هذا أنا بسافر يومين و معي مهند.. و عقبها لازم تخلي ام راكان تدور لي عروس


ابتسم أخيراً/إيه تعدل معي.. روح هاللحين سافر و صد شوي و انسى سالفة العرس.. ماهو وقته الدنيا ماهي بطايره


على الطرف الآخر بضيق يحاول ان يخفيه/الصده لحالها ماتنفع يا بو راكان..


لم يعجبه منطقه/يصير خير يا سيف، إذا تقابلنا بنتفاهم... يلا تراك طولت علي، أسلم..


أغلق الهاتف وهو يلتفت إليها و يراها تمشط شعرها هناك أمام المرآه بهدوء وبطئ/نعيماً


لاحظت نظراته من خلال انعكاس صورته في مرآتها/الله ينعم عليك... من هاللي تهدده لا يسافر وبعدين تقول سافر يومين


جلس على طرف السرير وهو يتأمل شعرها المبلل يغطي ظهرها/سيف، هالرجال أنهبل و يبي يهج..يظن أن الدنيا انتهت عشان خطبه!!


حزنت وهي تسمع منه تلك النبره لا تدري لماذا تذكرت الماضي/لهالدرجه كان يبيها؟


هز رأسه بإبتسامه وهو يلتفت إليها/لو بالحيل يبيها ما قال خل ام راكان تدور لي عروس


بدا ذلك أشبه بالمزحه/وشو؟! بهالسرعه!! تمززح عزام!


وقف وهو يتجه إلى السرير و يستلقي بإسترخاء/مافيه مزح بسوالف الزواج، إذا قال الرجال بيتزوج معناته الرجال ما كان يبيها بالحيل، هي بالنسبه له مجرد انها خطبه و انتهت، ولاهو اول واحد يخطب و يرفض.



ظلت تتأمل رده و تختبر تعبيرات ملامحه، هل يقول الصدق، لكن لماذا لم يخطب هو حينما رفضته مدى؟! آه مازالت رغم كل شيء يؤلمها أن قلبه سبق و قد نبض لغيرها قبلها، لعن الله الإكتئاب..


رفع رأسه قليلاً بعد صمتها، رأى بريق عينيها وهي تحاول ان تصد/فيك شيء؟


إبتسمت وهي تعاود تسريح شعرها/اظن معاد في حيل حتى لشعري..


ظل متكئً يراقبها من مكانه تسرّح شعرها ببطئ، تحت ناظريه، لا تخفاه إرتعاشة يديها الخفيفه، ينتبه لكل ما تمر به هذه الفتره و يحترم عدم ثرثرتها بالشكوى أمامه، لا يمكن كسر إمرأه تتخذ الصمت حليفاً لها حينما يحاصرها الألم من كل جهه.. هي لا تدعي الصلابه و القوه، هي فعلاً صلبه و قويه..
رآها تنتهي من تسريح شعرها و تذهب لتلبس قميص نومها الأبيض الرقيق ثم تعود لمكانها بالسرير بجانبه وتبتسم له بلطف رغم كل ما تعانيه الآن،... فيما بينهما لم يعد الأمر يتعلق بالحب.. الأمر أعمق من ذلك بكثير.. شيء ما يفيض طمأنينه و أُلفه و سلام..،


مازال يتكئ أمامها على وسادته و يغرقها بنظراته تلك، لتبتسم وهي تفهم ما يريد هذا الطفل الكبير، و لكنه متردد و ربما يخاف أن يؤذيها، لم تتردد و فردت ذراعها له بإبتسامتها الذابله..


تنهد بإبتسامته وهو يراها تعطيه الضوء الأخضر بعد شهور من التعب ليقترب من ذراعها و يتوسدها كما يفعل دائماً، هذه الذراع الرقيقه التي كانت دائماً تنقذه من كوابيس الوحده و أنسته عتمة الليالي البارده.


أحاطته بيدها الأخرى وهي تراه يغمض عينيه براحه بعدما إلتصق بها، كم يحزنها هذا الطفل الذي يتوسد ذراعها باحثاً عن دفء أم إفتقدها منذ سنين الطفولة الأولى، و كم يحزنها هجرها له ليال طويله.. كم كانت قاسيه،
لا تدري لماذا باتت مؤخراً تفكر كثيراً و تحاسب نفسها على كل شيء و أي شيء..
لم تكن دمعتها قريبه، باتت هشه جداً و تخاف مواجهة أي شيء يجعلها تفقد توازنها و تبكي جهاراَ أمامهم..
.
.
.
.
.
.
.
مضت أيام على الأحداث السابقه...،


صباحاً..،
في طريقها للجامعه.. وقفت عند الإشاره وهي ترتدي نظارتها الشمسيه، لم تعد الصباحات مدهشه كما كانت في بداية الدراسه وهي تذهب معه،
منذ أيام مضت لم يتصل حتى ليعتذر.. أو ليسأل عن أطفاله.. تجاهلها و كأنها لا شيء..!!

صحت على أصوات أبواق السيارات خلفها لتنطلق وهي تنوي إعادة سيارته هذه له و ستأخذ من سيارات أخيها و ليريحها منه..

وصلت الجامعه وهي تنزل بعدما أوقفت سيارتها في مكانها..
جيد بقي ربع ساعه قبل المحاضره..
سمعت صوت إحداهن تناديها بصوت ليس غريباً عليها،و لكن لا تتذكر من صاحبته إلتفتت لتراها تقف و الدموع تغرق أهدابها، لم تستطيع أن تتجاهل حنينها للماضي هذه من درست معها كل مراحلها الدراسيه و كانت المفضله دائماً اقتربت وهي تراها تقترب منها لتضمها بلا تردد و بلا تفكير مسبق/رهف!!!


للحظه شعرت أن أمطار الفرح تغرقها، ما دامت نيفادا قد بادلتها الشعور فهي سامحتها و لربما اشتاقت للأيام الخوالي/نيفوو تغيرتي يا بنتي


لا تدري لماذا خانتها دمعتها الآن، شعور غريب، آخر مرة رأتها فيها طلبت منها ان لا تلتقيان مجدداً و لكنها الآن تبكي سعاده بها/شلونك رهف؟ كيف صحتك اللحين؟


لطالما أنها لم تتوقع أن تتغير نيفادا لتكون بهذه الرزانه و الثقل، حتى طريقة لباسها و اسلوب حديثها، يالله من أستفز الأنوثه فيها من مكامنها هكذا لتبدو على ما هي عليه الآن/بخير الحمدلله، كنت أشتاق أشوفك بس أخاف ازورك... لكن الحمدلله هذا أنا شفتك بعد كل شيء...قسم بالله أشتقتلك


أشارت بيدها وهي تحاول حجد دموعها/و أنا... عندي محاضره بعد دقايق و يدوب ألحق..أنتي تدرسين هنا أكيد صح؟


أشارت لإحداهن خلفها/أي.. أنا و أخت زوجي


استغربت فهي تعرف تماماً ماحدث لها/تزوجتي؟!!! ألف مبروووك


غمزت لها/الله يبارك فيك من شهر تقريباَ كان زواجي... يلا بعدين أحكيلك كل شيء، هاتي رقمك تكفين مابي نقطع بعض


بإبتسامة فهمت مقصدها/سجلي الرقم...


تركتها بعدما أخذت كل منهما رقم الأخرى، شيء ما عاد بها إلى الماضي اللطيف و طفولتها المشاغبه، لكم تحملت رهف معها أوزار أخطاءها و تلقت معها الضربات، إبتسمت لتلك الأيام الجميله، لا شيء يضاهي نقاء الطفوله، لم يكن عليها ترك رهف، فهي النصف الناصع من ذاكرتها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أغلقت الهاتف من مريم و هي تشعر بالغصّه من نبرة صوتها الهادئه حد الموت رغم أنها أخبرتها أنها بخير لكن في الحقيقه هي ليست بخير و إلا لما إتصلت بها باكراً هكذا الساعه الثامنه... قد إعتادت أنها تتصل بعد الظهر..،
للمرة الأولى تشعر أنها ظلمت أحدهم..، لم يكن عليها ترك مريم بعد كل الذي فعلته لها... مريم كانت الشراره و الإشاره التي دلتها على طريق حقوقها المسلوبه...،

أطفأت شعلة الغاز و أزاحت إناء القهوه عنه لتسكبها في فنجانين قد جهزتهما مسبقاً.. لها و لوالدتها قبل أن تذهب لعملها..،
رن هاتفها مجدداً و لكن برقم ليس مسجل لديها و لا تعرفه..!
ردت على أية حال/ألوه


على الطرف الآخر/صباح الخير


عرفت صوته و كيف لا تعرف تلك النبره التي لطالما عيّرتها و احتقرتها/ماظنتي!


عالطرف الآخر، ضحك/أفاا ليه طيّب؟! بالنهايه ترانا أقارب يعني مو معناته لقيتي أهلك خلاص


مازالت لا تعرف لماذا يتصل بها و يضحك أيضاً/لو تعرف معنى أقارب ما رميتني لمصيري يا.... * قول وش تبي


على الطرف الآخر/أنا شفت سيف من يومين و عرفت مكانه، حبيت أحط عندك خبر بما أنك الحبيبه


تعرفه حقير و لا يرعى ذمه و فهمت أنه يهددها به/منت كفو لسيف، أنت عارف مصيرك لو تعرضت له لذلك أنتبه لنفسك و أنساه من راسك مثلما أنا نسيتكم


ضحك بإستفزاز/قلت لك ماراح يعرفني، أنا ما أواجه أشكاله


توترت من حديثه عنه/لأنك ماتقدر عليه، أنا حذرتك "سيف منت ند له" و انت حر.. و انسى رقمي لو سمحت..



إلتقط الهاتف منها وهو يتحدث/نعم وش عندك؟؟


أغلق الهاتف بوجهه ليلتفت إليهت غاضباَ/من هذا؟! وش يبي؟؟؟


لن يعتقونها حتى يحرقونها، تعرف أنهم ذوو قلوب سوداء لا تعرف الود أبداً../الموضوع ما يسوى عصبيتك، هذا أخوي عبدالملك.. و سوالفه على قده لا يهمك


رفع حاجبه وهو يحاول ضبط نفسه/مالك غيري أخو، هذا شيبي منك؟!! و الا يبون مني زيارة شكر عاللي تفريطهم فيك؟ و اتهاماتهم هاللي ما يستحون، و نواياهم بتزويجك بشايب مدري وين قلعته


ابتسمت والدمعه تنسكب من عينها، لا يعرف أنها سعيده الآن بتحيزه لها مالذي غيّره و كيف عرف بتفاصيل لم تخبره بها/كيف عرفت هالأشياء أنا ما قلت لك


تنفس وهو يشعر أن لهيباً اشتعل داخل صدره/رحت لمهند علشان اعرف كل شيء، حاولت اتواصل مع عزام لكن طلع إجازه، هالرجال له دين برقبتي، اللي سواه جميل مدري كيف ارده، يكفيني سعادة امي من هذا كله، من جيتي البيت و هي وحده كلها حياه و الابتسامه ما تفارقها.


إتسعت إبتسامتها فهمت ما يعنيه، تلقت الخبر بصدر رحب و إرتباك مشاعر لم تعرف لها مثيل، تمنت أن تضمه الآن، أن تشعر به حقيقةً ملموسه، ما تعيشه الآن لم تتوقعه و لم تتخيله حتى بالأحلام..


تفاجئ بسيل الدموع لا يتوقف و إنحنائها وهي تغطي وجهها بعد ذلك، كانت تتبسم فمالذي أبكاها هكذا، اقترب و امسكها وهو يربت على كتفها و يحاول فهم ما تمر به/سلاف ليه البكى اللحين؟


رأته يقترب و يحضنها من كتفيها لتشد عليه من الصعب أن يفهم أحدهم ما عانته، الحديث عن ذلك لن يفيد، و لكنها شعرت أن دموعها الآن تغسل كل شوائب الأمس...
.
.
.
.
.
.
.
يتبع....،

 
 

 

عرض البوم صور رشآ الخياليه   رد مع اقتباس
قديم 14-03-19, 03:13 PM   المشاركة رقم: 913
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314518
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1641

االدولة
البلدArgentina
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشآ الخياليه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رشآ الخياليه المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه

 

81))ما وراء الغيوم...


مهما قاومت سيؤخز قلبك في كل مرّة.
.

.
.

في المطبخ منذ الصباح تقف على تجهيزات و ترتيبات رحلة المخيّم بحماس بصحبة نيفادا و الشموس تجلس هنالك على طرف الطاوله تشرب كوب زهورات كالعاده/ام رواد لا تتعبين نفسك كلها ثلاث ايام وراجعين


ام رواد وهي تغلف علبة بيدها/ماعليه، يمكن يعجبنا الجو و نقعد يومين زياده او اسبوع، من زماان ماطلعنا للبر و لا خيمنا


نيفادا وهي تساعدها بالتغليف/والله من جد ذبحتنا الغلقه هنا، بداخلي صحراويه صغيره تحن لأصلها


ضحكت ام رواد/الحمدلله تغلبت هالصحراويه عالعرق الثاني


نيفادا/شوفي انا أحب البر و الخيام بس عاد بالصيف لا والله انحااشي، يووووه قد طلعني قاسي مره نصيد ضبان بعزز القايله، آااه مستحيييل انساها ياااع


ضحكت الشموس و تذكرت أمراً لتسألها/اي صحيح شخباره، من جيت من الشرقيه و انتي عندنا، هو مسافر؟!


حركت كتفها الأيسر بتردد/مادري.. على حد علمي موجود


استغربت/وشو اللي ماتدرين عنه؟ متزاعلين أجل؟


تحدثت ام رواد /انتم يا بنات راكان مستحيل تريحون قلبي نزينها منا تنفلت منا!!! ، نيفو يمه فيه شيء و ما قلتي لي؟


اصطنعت الإبتسامه/لا يعني امززح.. وشو اللي زعل و ما زعل، هالفتره كان عندي اختبارات و الا نسيتي يام رواد!


تذكرت/ايييه صح.. اشووى علباالي بعد.. يلا عقبال تجي ليال و ننبسط كلنا مجتمعين. وهند معنا.


الشموس بإبتسامه/ليال البارح تقولي انهم بيكونون هنا خلال يومين ثلاثه بالكثير.. وليد قرر يرجع، جابته بنت النايفه


فرحت بهذا الخبر/كنت شاايله هم ليال اكثر وحده فيكم، البنت تغيرت لدرجة خوفتني عليها... بس يا ترى وش غير الوضع هناك


اتسعت إبتسامة نيفادا/ماعندي شك بليال.. اختي تعرف تحل مشاكلها بنفسها و بصمت


رفعت الشموس حاجبها بإبتسامة/إيه تعلمي منها.. لا تهرّبين


ابتسمت بخفوت، تعرف ان الشموس لا يفوتها شيء، و انها لم تصدق عذر الإختبارات الذي سردته قبل قليل..،


أم رواد/الشموس رحتي موعدك؟


ببرود/أنا قررت ما أروح مواعيد، يعني الحمدلله مهتمه بنفسي و انتظر الولاده


حاولت التذكر/بأي شهر انتي؟


ارتشفت من كوبها وهي تمثل الهدوء رغم الريح التي تعصف بصدرها حينما يكون الحديث عن حملها/المفروض أولد قبل شهد..


هزت رأسها أم رواد فهي لا تعرف بشيء/الله يكتب اللي فيه الخير، و تجينا هاك البنت الحلوه.. و تسكت اميره عنا.. يازين البنيات حليوات


شعرت أن الضيق يعاودها الآن لتتحجج بالبحث عن طفلها، وهي تنوي التهرب/مدري وين راحوا راكان و وسام الله يصلحهم، بروح اشوفهم يمكن برا.


إلتزمت صمتها وهي تلاحظ ملامحها وهي تتهرب، كان الله في عونها، هذه الدنيا لا تكتمل لأحد أبداً و لله في تدبير خلقه شئون.
.
.
.
.
.
.
.


.
.
.
في ألمانيا... :

إنتهى من إرتداء معطفه وهو عند الباب يوصيها كالعاده/لا تفتحين الباب لأحد، طيب؟


ضحكت/يشيخ روح بس ترى قد عشت هنا لحالي و عارفه الديره مثل أهلها، كل يوم انتبهي انتبهي


مثل العبوس/الحرص واجب، لا تفتحين الباب، أنا بروح موعدي ثم بعدها بروح السفاره عندي شغله بخلصها ثم بعدها


أكملت عنه وهي تشير للباب/عارفه بتروح تستلم اوراقك من مركز الأبحاث.. يلا حبيبي تقدر تتوكل و أنت مطمن



رفع حاحبه محاولاً كتم ضحكته/بنت!! ملاحظ انك تسكتيني!!


قرصت خديه باناملها و كانه طفل/بابا رووح خلاص قبل اقفل الباب و امنعك تطلع مره وحده.


انسحب و هو يتجه للباب/تسوينها والله يلا مع السلامه


خرج وهي تراقبه من النافذه على غير العاده لترى احدهم يراقبه و انطلق بدبابه خلفه!!


أخذت جوالها و إتجهت للباب وهي تأخذ معطفها و حجابها و حقيبتها و تخرج خلفه مسرعه تعرف جيداً أنه ذاهب لطبيبه الخاص..،
لحقت به فهذه ليست المرة الأولى التي ترى ذلك الرجل الأسيوي يتتبع زوجها..،

طلبت من سيارة الأجره التوقف ثم نزلت تنتظر في الجهة المقابله من المبنى عند العياده المطلوبه و فعلاً صدق حدسها، ذلك الرجل ينتظر على دبابه خلف سيارة وليد!!!

مرت ربع ساعه ثم خرج وليد.. و ركب سيارته و انطلق بها و لكن صاحب الدباب مازال يقف، قررت ان تتصل بسيارة أجره و لكنها تفاجئت برؤية سيارة تتوقف و تترجل منها الدكتوره "ريتا" لم تصدق ما تراه...!!!!!
رتبت حجابها و معطفها القصير و أرتدت نظارتها الشمسيه حتى لا تلفت الأنظار حولها ثم تبعتها للداخل...،

رأتها تدخل مباشرةً للعياده بعكس بقية المرضى، و خرج الطبيب لباب العياده ليصافحها بحراره كانت تتبسم ويبدو هنالك معرفه سابقه!!

وقفت هي عند الإستقبال و أذنها مصغيه لما تسمعه منهما الآن.. كان يقول لها أنه لا يريد إكمال هذه اللعبه غير الأخلاقيه.. و هي تطمئنه أنها ستنجز المهمه خلال هذين اليومين فقط و ستخبر وليد بكل شيء، بدت و كأنها تريد تضييع الوقت..!!!

قررت الهرب الآن بعد الذي سمعته..،
إستقلت المصعد في النزول أسفل المبنى و نجحت في الوصول للباب دون شكوك أحد بها و لكنها اصطدمت به عند المدخل!!! لماذا عاد مجدداً هنا؟!!!/وليد!!!


لم يصدق رؤيتها هنا هكذا نزت النظاره الشمسيه من عينيها/تجسسين علي؟!


ابتلعت ريق الخوف فهي متوتره/وليد بشرح لك


امسك بمعصم يدها وهو يأخذها معه بصمت و أدخلها السياره بغضب يحاول كبته..،


تحدثت رغم ذلك يجب أن يفهم/وليد أفهمني، أنا شفت واحد لحقك من البيت و طلعت مستعجله ألحقه.. طلع فعلاً يراقبك و طلع من طرف ريتا..اول ما انت طلعت،دخلت هي..


مازال يقود السياره وهو يلتزم صمته و ينظر لطريقه فقط والدم يغلي بعروقه من تصرفها الأحمق توقف أمام المنزل و نزل يأخذها للداخل بعدما فتح الباب بتوتر،..


شعرت أن معصمها سينكسر من شدة قبضته/وليد أااي يدي..والله توجع


نفضها من يده وهو يتحدث بأسلوب غاضب لم تعهده منه/ليه تروحين من وراي لييييه؟ افرضي طلعوا ناس نصابين و انتي رحتي لهم برجليك!!


حاولت الحديث ولكنه قاطعها/مالك عذر


ابتلعت الغصه وهي تشعر بالندم/وليد اللي اكتشفته أهم من سالفة أني أتجسس عليك


مسح على رأسه بغضب وهو ينفجر/بسسس، أنا كل يوم أحذرك تفتحين الباب و اليوم قلتها لك لا تطلعين من البيت ووصيتك بهالشيء ومع ذلك سفهتي كلامي و طلعتي وتتبعتيني و كأن مافيه إختراع إسمه جوال تتصلين به علي و تقولين لي السالفه.. رحتي أنتي بنفسك!


فعلاً هو محق و لكن غرضها كان إنقاذه فقط/وليد أنا



أشار بيده مقاطعاً لها/لازم تعرفين أن ماهو كل شيء بتقدرين تسوينه بلحالك و بدون مشورة أحد، يلا رتبي اغراضك و تجهزي للسفر بروح أخلص أشغالي


رفعت حاجبها بإعتراض على غضبه الغير مبرر/أنت ليش كذا؟ اسمع مني عالأقل.. لا


قاطعها و خرج وهو يغلق الباب خلفه بقوه،..


زمت شفتيها بغضب، من تصرفه الفضّ، كان عليه أن يفهم... ولكن كل ذلك يحدث بسبب تلك الأفعى "ريتا".. إن تركتها هكذا لن تسامح نفسها، ستقتص منها عن كل ما حدث بينها و بين وليد...
.
.
.
.
.
.

....

في مجلسه ذو الطراز العربي يتكئ على "المتكىء" و يتجاذب مع سيف أطراف الأحاديث بإنتظار موعد مباراة فريقهما المفضل... ضحك منه/ياخي انت خبل!! عزام بيعطيك ترقيه و امتيازات و انت تغلّى! طلبتك ليه كل هذا؟


إرتشف من فنجانه وهو يبتسم/ماني كفو أحد


ضحك/لا عاد محشوم، سيف أتكلم جد إذا لاقي عمل أفضل قول لي بهج معك و اترك المره


رفع حاجبه/أفااا ليه؟! يا رجال ما امداك حتى تمد ساقك!


بإبتسامة و على طريق المزاح/ما انصحك، كنت غلطان يوم استعجل عالعرس، خنقه الله لا يوريك، لا تورط ورطتي



هز رأسه متوجّداً بإبتسامه/الله الله يا محمد إلا والله راحه، ترجع البيت تلقى أحد يهتم فيك تسولف معه يزين قهوتك، أحد يعبرك و يحسسك أنك مهم بهالحياة حتى لو انك خرطي،.. قال مختنق من العرس هااه!! ، إييه يالحزم الظامي.. سالفتك ساالفه


انفجر ضاحكاً/شوف يا سيف يا أنك شيبت و ألا أنك أصلاً شايب و لاعب بالإعدادات!!


انزل فنجانه ليتحدث بجديه/المهم يا رجال، كب عني العلوم ذي، ما قلت لي عزّمت تخاويني للبر والا ربطتك المره؟


بتفكير بسيط/الله الله وش ورانا نروح، أنا ماتربطني مره.. اقعد بس بروح اجيب الشاهي بتبدأ المباراة.
.
.
.
.
.
.
دخل الصاله و رآها تجلس هنالك، تثبت الكماده على بطنها بيد و يدها الأخرى على جبينها و تبدو ليست بخير/سويتي الشاهي و الا لازم أقولك يعني؟


أشارت للمطبخ/هناك على الطاوله توني خلصته..


راح وهو متردد في سؤالها عن نفسها، تُرى ماذا حلّ بها، أخذ الشاي و من ثم مر على الصاله قبل ذهابه/العشاء أبيه جاهز بعد ساعه ونصَ بالضبط.. طيب؟


هزت رأسها بالإيجاب, ثم ذهب غير آبه بشيء رغم إنه يراها جالسه بكمادتها و تبدو مريضه، هي حتى لا تستطيع الذهاب لترتاح في سريرها قبل ان تنتهي من خدمته و إلا لن يكفيها لسانه..
تركت الكماده و ذهبت للمطبخ تسحب خطواتها لتعد العشاء له و ترتاح..،
.
.
.
.
.


ألمانيا...؛

عاد متأخراً للبيت و عقدت حاجبيه لا تكاد تنفك أبداً، ما حدث اليوم جعله يفكر ملياً بتلك المستقلّه التي يحبها و نسي كل شيء..
رآها تجلس في الصاله و قد مالت رقبتها برأسها جانباً وهي تنتظره ملتحفه بشالها الصوفي الثقيل.. و التلفزيون على قناة أخبار ألمانيه..،
وقف يتأمل جمالها الآسر للحظات وهي نائمه بسلام على الأريكه.. مازال لا يصدق أنها صارت نصيبه و حلاله و كل أشياءه الجميله بل هو يراها أثمن نجاحاته كلها..
سمراءه النجديه، السحر الحلال الذي يُحكى في القصص القديمه.. و الفاتنه التي تغنى بحدة ذكاءها و فتنتها كل الشعراء الذين مروا على نجد منذ عصور ماقبل الجاهليه و حتى الآن.
لابد و أنها ظلت تفكر حتى نامت مكانها، و إلا لشعرت به حينما عاد..،
تركها مكانها و راح لغرفته بعدما أطفئ شاشة التلفزيون و باقي الإضاءه.. و ترك الإضاءه القادمه من الممر...

حاول تجاهل عدم وجودها بجانبه في السرير و لكن لم يستطيع..، هي تفرض حضورها في قلبه، و ضرورة بقاءها بجانبه أصبحت ملحّه جداً لا يستطيع أن ينكر ذلك أبداً..

إستحم بشكل سريع كعادته ثم خرج بعدما جفف نفسه و إرتدى ملابس مريحه للنوم.. خرج ليعيدها لسريرها..
إبتسم مازالت على وضعها، حملها بهدوء و أخذها لمكانها في السرير وغطاها، ثم راح ينام في مكانه بهدوء هكذا الوضع المريح نفسياً له... لم يتخيل للحظه أن أحدهم سيتحكم بطقوس راحته و إستقراره النفسي حتى عرفها.
.
.
.
.
.
.

بعد سهرة جميله مع صاحبه الذي ذهب لمنزله، عاد لغرفته بهدوء ليتفاجئ بها وسط الإضاءه الخافته مازالت مستيقظه و ملتفه جيدا باللحاف/ليه ما نمتي للحين؟


لم تود ان تتكلم وهي تبكي، و لكنها حاولت ان لا يتضح شيء رغم تعثر نبرتها/تعبانه


نزع ملابسه وجلس يتفقد هاتفه قليلاً قبل نومه.. لا يخفاه أنينها الذي تحاول أن تكتمه/لعب فيك تقلب الأجواء، إذا تبين المستشفى قولي، ترى فيه شيء اسمه ضروريات وواجبي اسويها


بالكاد تنهدت تنفسها بعد كلماته/ما يحتاج مستشفى.. شكراً


زاد إستغرابه/انتي قاعده تونين بدون تحسين، وش يوجعك؟!


تأففت من إلحاحه وهي تثبت الكماده على بطنها تحت اللحاف/علي الدوره..


نظر إليها بلحظات تفكير سطحي و يبدو كمن يسمع شيئاً لأول مره/وش الدوره هذي؟ من وش؟


رفعت حاجبها بإستنكار لسؤاله لتغمض عينيها بصمت فهو بالتأكيد يسخر منها..،


بإلحاح/يا بنت وش منه تكلمي


فتحت نصف عينيها يبدو جاداً في سؤاله/أفتح قوقل و اَبحث عن الدوره الشهريه و بتفهم.. بليز خلني ارتاح من اسئلتك هلكتني طول اليوم اخدمك و ماشتكيت،.. اسكت الله يخليك.


عاد ليصمت فهو لم يفهم ما تعنيه، يبدو الموضوع معقد/طيب طيب، ارتاحي، لو قايله لي ما ارهقتك بالعشاء.. مافيها شيء لو تكلمتي


شعرت أنها تنهار من الداخل، هو لا يستمع إليها و تعرف تماماً أنها لو إشتكت لسخر منها و لن يهتم..، سحبت الغطاء على رأسها بصمت مدعيةً النوم...


كان متردداً كثيراَ وهو يحاول تجاوز ما قالته، و لكنه وجد نفسه يفتح قوقل في جواله و يبحث عمّا قالته.. تردد في ذلك و لكنه تابع البحث و هو مصدوم بالذي عرفه للتو... و مالذي يدريه بهكذا أمور و التي ربته جدته، و لم تخبره والدته بهكذا أمور عند زواجه...!

بعد قراءة ما جعله يشمئز من نفسه شعر بالعار وهو يأمرها و ينهاها اليوم رغم رؤيته ملامح التعب باديه عليها و تحمل الكمّاده طوال الوقت!

.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي..،
إنتهت من رش عطرها منتهيه من رتوشها البسيطه وهي تتحدث لأخيها الجالس هنالك بين أطفالها يلاعبهم غنى في حضنه و سلمان في خيمة الكور الملونه/انت الغلطان بصراحه، ليه تروح لها بهالطريقه؟!


استغرب/وش تبيني أسوي يا نيفادا؟! معاد في حيل لعنادها خلاص.


راحت تجلس على طرف اريكة اطفالها/شوف نيوف قلبي.. ، أنا بقولك إياها عن تجربه يعني، نفسية الحامل أخيس نفسيه ممكن تواجهها إذا زعلت، هي حالياً جالسه تحس بأشياء انت ما تتخيلها و يمكن حتى ما يفكر فيها الشخص العادي اللي ماهو في وضعها، عاد شووف شهد و هي أساساً شايله عليك.. شوري عليك تتركها للأيام، بهالفتره ابداً لا تحتك فيها.. يا شيخ حتى السلام لا تقوله...


ظل صامتاً يفكر بما قالته وهو يبتسم للتي تبتسم له في حضنه و تمسك بنظارته المعلقه بياقة تيشيرته..، الأطفال يجعلون من الحياة لطيفه و قابله للعيش و الإستمرار.. تخيّل كيف سيكون شعوره حينما يحمل طفله بين يديه هكذا و يضحك له..!


ابتسمت وهي تراه يتقبل حديثها بصدر رحب و يكمل اللعب مع اطفالها/والله لايق عليك تكون أب، بس لو توقف تدخين أزين.. انت عارف وش سوا التدخين بأبوي الله يرحمه.


تذكر تلك الليله وحديث شهد له عن أنه يجب عليه ان يدخن حتى يموت/أشوفك لابسه عباتك وين بتروحين؟


وقفت وهي تأمر المربيه بأخذ أطفالها/بروح أشوف اللي فاتني و أنا أراكض بين عيالي و زوجي، بروح أصيع


ضحك وهو يتذكر مزاحهما سابقاَ، كانت و مازالت تتحدث معه كصديقه بلا حواجز/بس انتبهي صيعي بشويش..


ضحكت/شوف أنا قررت أجمع شلّتي رهف و دانه و اطلع معهم و نسهر للصبح لا تقول نيفو ما قالت لي، هذا أنا قلت لك


يعرف أنها لن تغيب اكثر من ساعه فقط تمازحه/يا شيخه تعالي بكرا بعد.. بس عاد أسألي زوجك، اللحين الشور شوره


انتهت من لف حجابها/شووف دامني هنا ببيت راكان عبدالعزيز المناع فأنا أسوي أللي ابيه، شوف نفسك بدون زوجتك بالله مو حريه؟!!هااا حريه و الا مو حريه؟


هز رأسه مبتسماً بمسايره/حريه لدرجة اني اشتقت للقيود ههه



اقتربت منه و قبلت خده بشكل خاطف/شفت أنت؟ ابي أعيش هالحريه لين اشتاق للقيود.. عاد أنا اكرهها مدري متى بشتاق لها... سلام


لحق بها للسياره يتحدثون، لا أحد يفهمه و يجاريه سواها.. هي كما يسميها دائماً أخوه و ليس اخته..،

رأوا سياره تتوقف و تنزل منها إحداهن و معها رجل،، اضطر لترك نيفادا تركب سيارتها ووتذهب وهو راح يستقبل الرجل الذي قدم/يالله حيّه تفضل


رفع آدم طرف شماغه بإبتسامه/الله يبقيك، السلام عليكم معك آدم العبدالله


صافحه بحراره/وعليكم السلام ونعم تفضل المجلس


رافقه للداخل/بشّر عسى ابو راكان "عزام" موجود؟


بترحيب/الله الله عزام و ابو عزام تلقاهم هنا بالمجلس اررحب


.
.
،
.

بعد الضيافة و السؤال عن الأحوال جلست الشموس تراها بنت أخرى غير تلك.. تبدو بحال أفضل/ما شاء الله يا غريبه، أو نقول سلاف.. صايره حلوه بزياده، عسى الله يحفظ لك الوالده


بسعاده/اميين يا رب، قولي سلاف، أمي تحبه، إلا وين ليال ما شوفها


بإبتسامه/ليال للحين مسافره، وراجعه قريب


بأسف/للحيين، والله توقتع جات بهالويكند قلت اشوفها، يلا اشوفها بالعمل ان شاء الله.. انتي شخبارك وش علومك


امرت الخادمه بالشاي و اكملت حديثها/الحمدلله كل شي تمام.. هالاسبوع طالعين المخيم، ياليت تشرفينا فيه مع الوالده و مريم، ترى كنت برسل لك اللوكيشن حتى لو ما زرتيني



اتسعت ابتسامتها/ياليت والله محد يرفض التخييم هالوقت، اما مريم رجعت بيتها و هذا انا رايحه لها بعد شوي مع اخوي دعواتك نقنعها تترك البيت و تجينا


احتارت فوضع مريم معقد جداً و البنت متمسكه بمنزلها/والله مريم مقطعه قلبي، طلعت من المستشفى و لا زرتها غير مره.. من جد اللي ماله أهل ياعيني عليه، لازم ما نتركها لحالها


تنهدت/ان شاء الله..هذا هي رجعت عملها كود تلتهي فيه و الله يتمم عليها صحتها


تذكرت أمراً/تصدقين عمري مافكرت حتى بزواج اخواني، بس اتمناها تتزوج و تلقى شخص يخاف الله فيها و تكوّن لها عايله تعوضها عن ايام وحدتها، الوحده مميته والله.


هزت رأسها/اي والله.

أشارت للشاي الذي أحضرته الخادمه/تفضلي الشاهي.. كان ودي تعشين معنا الليله والله.


ارتشفت من كاستها/لا يوه.. أمي بالبيت لحالها، أساساً جيت مع اخوي لأنه جاي يبي يشوف عزام و يشكره و يتعرف عليه اكثر، قلت بعد أنا ودي اشوف البنات.. و جيتكم معه.


بإبتسامه اكملت الشاي وهي تفكر كيف ستفتح موضوع سيف مجدداً بعد كل ماحدث/إلا سلاف، بسألك تعرفين بنت طيبه و أخلاق من معارفكم..


ضحكت/ليه سؤال الخطابات هذا؟


إتسعت إبتسامتها/ابد و الله سيف طلب من عزام يبي ندور له عروس..


إختفت إبتسامتها و ابتلعت ريقها/عروس لسيف! بهالسرعه


اعتدلت بجلستها وهي ترمي كلماتها لعلها تصطادها بها/أي سرعه؟! ، الرجال وحداني بعد جدته، يقول لعزام أنه حاب يستقر و كذا


لا تعرف مالذي حل بها بعدما عرفت بأمر خطبته لغيرها/بس تووه ما أمدااه


بسؤال مغلف بخبث/وش اللي تووه و ما أمداه؟


شعرت بالورطه لتضع كاسة الشاي على الطاوله و تريح يديها بضمهما لبعض، لم يعد ذلك ممكناً, هنالك في أعمق نقطة داخل قلبها ألم لا يُحكى ..


وكيف لا تفهم تلك النظرات المتحسره/ندمانه على رفضك له؟


ترددت بحزن خسارتها/محد يوقف بوجه النصيب.. أنا توقعت اتخلص من وجوده بعدما رحت اهلي لكن طاريه حالف بالله يلاحقني و ألقاه بكل سالفه و حتى بيني و بين نفسي..


شعرت بتعثر نبرتها، لم تتخيل أنها ستصف شعورها لها هكذا بأريحيه/حبيتيه؟!


تفاجأت من سؤالها الصريح/مادري بالضبط، بس كان فيه شيء من الأمان و الراحه النفسيه أحسها إذا كان قريب،.. زمان كنت ألقاه أول ما أحتاجه و كأنه كان يلاحظ كل شيء بحياتي بعين ثالثه..حتى بعدما رفضته ما تخلى و فارق.. مروءته خلته قريب.. و مروءته أبعدته بعد كذا..


تعجبت من حديثها البسيط عنه، كانت تظن أن البوح بمشاعر لطيفه تجاه أحدهم هو أعقد و أصعب شيء في هذه الحياة، و لكن حديث سلاف بدا لها كالماء المنساب في جدول بلا أي عقد أو فواصل صمت! ...أجمل من الحب هو البوح به بهكذا نقاء لا يخالطه إبتذال عاطفه أو شكل معين، فقط إرتباط روحي منزّه عن الواقع الذي شوّه سيرة الحب.
°
°
°
°
°
°


..

تنفست بعمق وهي تفتح عينيها و تتثاءب، للحظه شعرت أنها كانت في حلم.. حتى إنتبهت لسقف الغرفه و الساعه تشير للثالثه عصراً،لتنهض بسرعه، هل نامت كل هذا الوقت!!
تذكرت أنها لم تنام إلا قبل الظهر بقليل.. عانت كثيراً بالثلاث أيام الماضيه، هذه المره الدوره تآخرت لأسبوعين عن موعدها و ذلك ما جعلها أثقل و ألمها مضاعف هذا الشهر... أمهلتها شهراً و ذلك يحدث للمرة الأولى..
بالكاد تركت سريرها لتذهب للحمام تنعش نفسها لتنزل و تصنع أي شيء يسد جوعها الذي جعلها تستيقظ من نومها..
إرتدت شرابات طويلة الساق و روب شتوي ثقيل و صففت شعرها بشكل ظفيرة جانبيه.. ثم خرجت وهي تدعي الله أن لا يعاقبها محمد على نومها الطويل هذا..،

بالكاد وصلت تحت متجهه للمطبخ وهي تشم رائحة قهوه تتذكرها جيداً، دخلت مبتسمه بعدما رأت مكينة القهوه التي تفضلها وهو يجربهاوهنالك صحون مرتبه على الطاوله و غداء/السلام


إلتفت إليها متفاجئ من تورم تحت عينيها وتكتفها بالروب الثقيل رغم دفء الجو/وعليكم السلام، صح النوم! عسى نمتي زين البارح


استغربت سؤاله وهدوءه/نمت قبل الظهر الحمدلله نومه مريحه... أنت مسوي الغداء؟


راح و سحب لنفسه كرسي وجلس/ايه، حلو انك جيتي اللحين، كنت بطلع أصحيك تغدين، يلا سمّي بالله


جلست بدورها وهي مازالت مستغربه تصرفه و هدوءه و انفرادة ملامحه/شكراً لأنك خليتني أنام بدون إزعاج،


بدأ بغرف الغداء و بدأوا بالأكل بصمت لدقيقتين ثم تحدث بعد تردد/أنا ترى صدق ماعرف الدوره.. ماكنت استهبل عليك، لو ادري أنها كذا كان تصرفت غير


لا تفهم، هل يعتذر أم ماذا، لم تعلّق، هي أصلاً مُحرجه أن تتحدث بها أمام رجل و لكنها كانت مضطره وهو زوجها و بالنهاية سيعرف..،


دفع علبة صغيره إليها بطرف الطاوله/هذا لك.. معه كرت شريحه جديده مفوتره .


لم تصدق، لابد و أنها مازالت نائمه/أنت شكلك بتموت و يا رايح كثر ملايح؟! أو أنا نايمه للحين و بالحلم؟!، مو معقوله تاركني انام و مسوي الغداء و جايب لي سمارت فون جديد و خط مفوتر بعد! الله يستر من تاليها


إبتسم وهو يرى ردة فعلها التي لم تستطيع كبتها، هي لا تعلم أنه أهدأ مما تتخيل و أنه إنسان بسيط و لا يهوى إزعاج أحدهم و أن ما كان يفعله بها هو ردة فعل لفعلها، وهذا مالم يستطيع الإستمرار عليه،
البارحه فكّر بحديث "سيف" عن البيت الهادىء و الزواج بشكل كان هو نفسه يفكر به ثم نسيه...ثم إنه لم ينام من تأنيب الضمير، الإنسان أضعف من أن يُكسر أو يُهان.. صمتها و عدم شكواها البارح أثارا حفيظته كثيراً و جعله يقرر أن كل هذا يجب أن يتوقف و الآن/أنا طالع بعد هالسبوع للبر مع خويي، و جبت لك الجوال عشان إذا احتجتي شيء بغيابي تتصلين بي.


جميله إبتسامته، للمرة الأولى تراه يبتسم دون أن يكون له حاجه بها/غريبه!! ماخفت أهرب و اتركتك؟!


بهدوء إبتسامه/عموماً أنتي و أنا ما يصلح نستمر، لأن مافيه شيء متوافق و.... مو مهم بالنهايه بتروحين بحال سبيلك اللي قاعد يصير من تزوجنا مسخره و لعب بزران أنا اكتفيت منه ، بس خلينا نتفق على شيء علشان أعطيك حريتك و طلاقك بأسرع وقت


استغربت اسلوبه و طريقة إبعادها بهكذا كلمات لها عدة معاني، ولا تعرف أي معنى يقصدها به/نتفق على إيش؟!



ترك ملعقته وهو يركز فيما سيقوله/شوفي كل اللي صار من البدايه صدقيني يا ريما مابغيته، أنا رجال هادي و كنت ابي اعيش مع زوجتي براحة بال و متفاهمين، و بصراحه هالحياة اللي بينا غير متكافئه و انتي وانا ما توافقنا... لذلك أنا قررت ننفصل مثلما انتي تبين بعد و لكن علشان اطلقك رسمي فيه شغله ابيها منك.


إستشكت في طلبه بعد هذه الديباجه/اللي هي...؟


أردف بإهتمام/شوفت عينك مالي احد بالبيت و مابي اقعد بعدك لحالي، لذلك لازم تدورين لي على عروس بمعرفتك، لكن بنفس مواصفاتي، سواءاً من بنات خوالي او بنات معارفكم، صديقاتك.. أنتي أدرى


تغيرت ملامحها وهي ترفع حاجبها منزعجه من ذكر أنثى غيرها الآن ، رغم انها تبحث عن الطلاق، ولكن لا يجب عليه ان يضع شرطاً كهذا/ايوه، وشهي مواصفاتك بالعروس الجديده يا سيد محمد؟!


اعتدل بجلسته و تحدث بإهتمام/جينا للمهم دامك سألتي هالسؤال فأنتي موافقه، أبيها تكون أخلاق و ملتزمه،و نفس عمرك و طويله اهم شيء مابي اقصر منك خليها حولك كذا و تكون بنت بنوت يعني لا مطلقه و لا ارمله و لا عمرها صورت بسناب و بس ماعندي أي إضافات هذا هي..


لا تدري لماذا شعرت بالإهانه في هذه اللحظه/أخاف نسيت شيء من الطلبات سيد محمد، و بعدين ليه بنت بنوت و انت سبق و تزوجت هاه؟!


بإبتسامة خبث/كيفي هذي شروطي، و الباقي عليك، و البنت تقدر تقبل أو ترفض، مافيه شيء بالغصب... بس تكفين شدي حيلك بأسرع وقت..


تأففت بعدم رضا/فيه وحده تخطب لزوجها!! ، محمد انت تستهبل علي؟! الناس بتهرب محد بيوافق يسمعني حتى و أنا أدلل على زوجي


بهدوء إبتسامه/لا لا وانتي تخطبين ماني زوجك أنسسي، أنا من اللحين صديقك أو اخوك ولد اخوك اي احد و دوري العروس على أساس أخوك سوي إتصالاتك باللي تعرفينهم وشوفي لي بنظرة عينك الحلوه اتوقع ذوقك مثلك حلو..


"حلو مثلك"!! للمرة الأولى يقول كلمة لطيفه وهو لا يعني بها أنه يريدها..،كم هي لطيفة الكلمات التي لا يُراد بها شيئاً سوا اللطافه فقط.


أردف وهو يرى شرودها/بس هااه لا تطولين أبي إذا رجعت من البر تكونين رشحتي لي كم وحده.،وش قلتي؟


شعرت بثقل الموضوع على نفسها، ألا يكفي أن يطلقها و ينتهي الموضوع بسلام، لكنها تريد حريتها و ستدفع أي ثمن لذلك/طيب بشوف بس ترا اللي اعرفهم كلهم بجده بتصل و اشوف لك و ربي يعيني عالهبل اللي بسويه


إتسعت إبتسامته/إيه تعجبيني، دامك من اللحين تفكرين، اللحين الواحد تنفتح نفسه للأكل.


سكتت وهي ترفع كوب العصير و تشرب منه تفكر بصمت و تشتت، لا تدري كيف ستبدأ،و لماذا يريدها هي بالذات أن تبحث له!!
فليكن له ذلك مادامت ستنال حريتها.
.


°

.

...
وقفت بالباب تنتظر عودتها برفقة آدم، استغربت تأخرها لهذا الوقت.. بالعاده ليس لديها دوام ليلي!!


لحظات لتقف سيارة و تنزل منها وهي متفاجئه بوقوف آدم و غريبه!! /غريبه! علبالي انك توك مابعد وصلتي البيت!


وقفت بنفاد صبر/افتحي الباب وخلينا نتفاهم


فتحت باب المنزل لتدخل معها وتقف بساحة المنزل و آدم بقي خلف الباب ينتظر..،


استغربت وقوفها هكذا /ليه قاعده هنا خلينا ندخل و اضيفكم


تحدثت من بين شفتيها/اتصلت بالمشغل و ماكنتي فيه، وين رحتي بعد الدوام؟ تكللمي


خافت من نظرتها الحاده تلك/اشش، وين بروح يعني؟


بخوف/لا يكون قبلتي تطلعين بيوت


قاطعتها/مابعد طلعت لأي بيت، للحين افكر ماقررت، انا كنت بالصيدليه.


ستجن من برودها/تفكرين؟؟!! والله والله يا مريم ان وافقتي تدوجين بالبيوت لا انا اختك و لا اعرفك.. أنا قاعده اترجاك تجين معي، منتي محدوده على هالعمل يبنت ناظريني


أشارت إليها لتصمت وهي تخفض صوتها/ااشش لا يسمعك آدم


تخصرت/يعني عارفه انه شي يفشل، حتى منتي محتاجه، قلت لك تبين عمل اكلم لك ليال لكن انتي مدري وش تفكرين فيه، مريم حبيبتي أنا ابيك معي أمي مرحبه فيك، وش المانع؟


صدت وهي تعارض الفكره كون أخيها متواجد، ولكن كيف تصارحها بذلك/مايصلح يا غريبه ما يصلح، لازم تفهموني


كح و اصدر صوتاً من حنجرته/ليه ما يصلح؟ تكلمي، اذا علي تراني طالع دورة عمل كم شهر، اقل شي اقعدي عندهم هالكم شهر


عادت لتصمت.. وتحدثت غريبه بدورها/سمعتي؟! يا بنتي طاوعيني هالمره بسس


إلتفتت إليه بتساؤل/مايصير تترك بيتكم علشاني، أدري أن ماعندك دورة عمل لا تكذب


رفع طرف شماغه وهو يغير وقوفه/يا بنت الحلال كلها كم شهر و اتزوج و اطلع ببيت مستقل، اقعدي مع امي و سلاف، ترى قعدتك هنا لحالك ماترضي سلاف كل يوم تصيح علشانك وأمي تصيح معها، يرضيك؟


شعرت بغصه وهو يخبرها انه سيتزوج، و أنه هنا يطلبها من اجلهن، آه ما أقبح كسرة الخاطر و الخيبة بعد الأمل، لا تدري أي غباء جعلها تظن أنه سيلتفت لمريضه نفسيه ووحيده و يفكر بها كزوجه..، أي إنكسار يحدث داخل قلبها المسكين المعلّق على طرف الحزن و تلعب به رياح الفقد و الوحده..و تمطره مواسم البكاء الطويله!


لمحت عينيها تغرق وهي تصد لتمسك بيدها و تضمها بلحظة تعرفها جيداً/طلبتك لا ترديني..


همست لها وهي تتشبث بها/مابي اموت لحالي يا غريبه..


خرج لسيارته هارباً من هذا الموقف، ليس قادراً على منع أي حزن، يعرف ما تعاني منه مريم و يعلم أن تركها وحيده أكثر يعني أنها ستنتكس بشكل كبير...
.
.
.
.
.
.
.
في مستشفى الحرس الوطني..،

جلس على سريره بعدما خضع لعمليه صغيره لرجله التي تؤلمه، وهو يلومه/يا منيف روح لأهلك قلتلك ما احتاج مرافق، الله يصلح مدى.


ضحك وهو يحمل دلّة القهوه و فنجاناً/يا رجال اترك عنك العناد و تقهو بس، أنا بروح اجيب مدى و عمتي اللحين، من اليوم وهم يتصلون يبون يتطمنون


أخذ منه الفنجان بتملل/اسمع، طلبتك عزام لا يدري.، الرجال فيه اللي مكفيه و أشغاله ماتنتهي إن درى بيوقف كل شيء علشاني


سكب لنفسه فنجان قهوه وهو يبتسم/لأنه كفو، والله يا خوته أنها مكسب.


ترك الفنجان جانباً واسترخى وهو يمد قدميه، لا يدري بالضبط ما يؤلمه لعلها الساق الصناعيه مالت عن وضعها الطبيعي! لا يدري... سيظل هنا حتى يطمئن ليقدر على مجابهة الحياة..
أخذ جواله لعلها تفقدته برساله أو بإتصال و لكنها لم تفعل..! لم يظن للحظه أن علاقته بها ستكون بهذا البرود...لم يتوقع أن تفرط به بسهوله هكذا...؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
في مقهى نسائي يعج بالزبائن.. تجلس هي و رفيقاتها على إحدى الجلسات الجميله..،
تعالت ضحكاتهن بشكل جعل البقية يلتفتون..،
كتمت رهف ضحكتها بدورها/بنااات قصروا اصواتكم، والله انفضحنا.. ههه


تنهدت وهي تحاول ان تصمت/آه يا قلبي بمووت يا دانه بذمتك أمك تقول عنستي!! مادري وش خلت للناس


ضحكت/المسكينه يجيها ضغط من خالاتي، وراها بنتك ماتزوجت للحين.. هذا انتي و رهف تزوجتوا


إلتفتت إلى رهف و انفجرتا بالضحك مجدداً، لا احد يعرف ماهي خفاياهن، فقط ضحكتا لكل ماحدث سابقاً.. مع مرور الوقت تصغر الأمور الكبيره التي نظن أنها لن تمر و تفقد الأشياء أهميتها...


استغربت/بنات شبلاكم كلما تكلمت ضحكتوا، انتم تخبون شي عني، بنات بالله كلموني عنكم وزواجاتكم و وش صارلكم يوم امي تمنعكم مني


هدأت وهي تبعد شعرها و تجمعه على كتفها الأيسر/اسمعي دنو..ترى ما عزمناك علشان نتكلم عن زواجاتنا... انسي يرحم والديك وخلينا ننبسط شوي أنا وحده مامعي وقت كثير، ترى وراي بزارين بالبيت


ابتسمت رهف بحماس/اي تكفين ورينا صورهم، يا عمري كيف اشكالهم واساميهم


تأففت وهي تُخرج هاتفها من حقيبة يدها و تفتحه لتريهم صور أطفالها /بوريكم بس عاد لا تخلونهم سالفتنا.. سمّوا... سلمان و غنى..


كل منهما إلتزمت صمتها مبتسمه وهي تراقب الصوره و تقارنها بملامح نيفادا التي أخذت كوب قهوتها لترتشفه أمام نظراتهن المتقطعه لها/هييه جالسين تطلّعون الإختلافات العشره؟ .. تطمنوا ما يتشابهون..


رهف بعد تدقيق/سلمان يشبه لك، شعره و ناظر عيونك..


بتنهيده/للأسف طلع شعره نفس لون شعري وعيونه نفس أمي..


استغربت دانه/لييه بالعكس احس شعور حلو عيالي يشبهوني


لا تحب تذكر الماضي وهي تستعيد جوالها منها/كنت ابيه يطلع اسمراني نفس أبوه.. بس الحمدلله.. عقبالكم بنات


رهف بإبتسامه/ياقلبي، رفيقة عمري صارت أم.. و الله أكييت أم.


ضحكت من الكلمه/ياحبيلك يا رهف، للحين انتي البنت اللي تعززلي و تشوفني كيوت، والله لولاك رفيقتي كانت علوم


دانه/رهف ماتجرح أحد بس أنا اقول الصراحه بعين الواحد


بضحكه/قصدك الوقاحه، يختي احمدي ربك أنك صديقتي و الا كان بتكونين بالقائمه السوداء حقتي..


ضحكت دانه، وقطعت ضحكتها نغمة هاتفها/بنات أمي تتصل، ياليييل..


رهف برجاء/ردي عليها لا تقولين كذا حراام


دانه/يا بنات أوفر والله اللي تسويه..


هدأت إبتسامتها بقلق/لا تقولين كذا الوالده تخاف عليك وهذا حقها،لا تحرمينها من هالحق انتي قطعه منها،.. لكن ماراح تفهمين كلامي لين تصيرين أم..


تفاجأت من حديثها الجاد/كام داااون ماما نيفو.. أنا هنا تيقنت أنك أم فعلاً، يلا دام الوالده متصله معناته رجعت لي السايق.. اشوفكم على خير بنات.. لازم نتقابل ثاني سلام..


رأتها تسرح قليلاً بعد ذهاب دانه لتبتسم برقتها المعهوده/كيف الزمن مر بسرعه كذا و كبرنا و بان على ملامحنا و أشكالنا..! أنتي وحده ثانيه، نسخه جميله من نيفادا المناع..أحبك والله يا بنتي


إتسعت إبتسامتها و هي تلاحظ تغيرها للأفضل مع احتفاظها بقلبها الطيب و اسلوبها اللطيف/أنتي بعد كبرتي و صرتي أحلى.. وش سوت بك الدنيا يا رهف.. وش اخبار ابوك؟


بسعاده/أبوي بخير.. و عزام من فتره لفتره يطل عليه...


أخفضت صوتها وهي تسأل بفضول/عزام كفو عسى ربي يحفظه لولده و أختي، ما قلتي لي كيف تزوجتي بعد اللي صارلك


تنهدت فتلك كانت أياماً صعبه/بعد فتره من الحادثه، اخو عادل كان عارف باللي صار و خايف على اخوه الميت و جاء يترجا ابوي يتزوجني علشان يغطي اللي صار.. و انه حلم بأخوه يوصيه... أنا تزوجت لأن مالي ذنب فعلاً و مابي اقهر ابوي اكثر من كذا.. فتره بسيطه و كنت مع ابوي ما رحت مكان، مجرد زواج ورقي... و تم الطلاق الحمدلله.. ومن شهر تقدم لي عبدالعزيز و الحمدلله أمورنا تمام..


ارتاحت وهي تسمع اخبارها/لأن نيتك كانت طيبه و صافيه ربي سترها.


هزت رأسها برضا وهي تبتسم/الحمدلله..محد درى غيرك... و لا أحد درى بعدك رغم كل شيء صار دفنتيه بمحله و حفظتي صداقتنا..


شعرت بنبرتها تتعثر/رهف ماصار شيء بينا، ادري أنه غصب عنك و حيل القوي على الضعيف،... ماراح انسى عمر عشناه علشان موقف كان غصب عنك...


بإبتسامه/لازم تزوريني بيتي.. ترى حول الحي حقكم قريب منه


هزت رأسها/اكيد، بس بعدين اهلي مخيمين من بكرا و اشغال..


فتحت سناب لتلتقط صوره لهما/قبل لا أنسى تعالي خلينا نصور هنا أبي أرسلها لليال..


اقتربت منها بإبتسامه للكاميرا و تم إلتقاط الصوره، بحثت عن ليال لترسلها لها..، انتبهت لسناب "مدى".. هي مثلها من النادر ان تصور سناباً... فتحته لتتفاجئ بها صوره ليدها تمسك بيد تعرفها جيداً موصوله بمحلول طبي ، قد كتبت عليها"الله يحفظك حبيبي بو سلمان"...
فزعت بالتأكيد لم يردعه عنها إلا شيء قوي كالمرض...، هو في عز إصابته خرج من أجل رؤيتها..


لاحظت رهف تغيرها المفاجئ/نيفو فيك شيء؟


ابتسمت/لا.. بس شكلي تأخرت على عيالي..


رهف/اساسا تأخرنا، عبدالعزيز مرسل يقول وينك، لو ماعرف انك بنت راكان المناع ماخلاني اروح معك..


استغربت/يعرف ابوي؟


وضعت جوالها بحقيبتها وهي تقف/اييه يعرفه شدعوه.. يلا مشينا


تنهدت وهي تقف/يلا
.
.
.
.
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور رشآ الخياليه   رد مع اقتباس
قديم 14-03-19, 03:14 PM   المشاركة رقم: 914
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314518
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1641

االدولة
البلدArgentina
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشآ الخياليه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رشآ الخياليه المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه

 

.
.

كانت متردده في ذلك، هل تفعل الصح، لا تدري.. قطعت ممرات المستشفى متجهه لغرفته بعد السؤال عنها..، هذا المستشفى الذي يراجعه و يتعالج فيه دائماَ منذ إصابة الحرب..
رأت شخص بلا ساقين يسير بعربته و يسير بجانبه رفيق له فقد ذراعه و ساقه و هما يتبادلان الحديث و يضحكان بسعاده.. روحهما عاليه جداً و كأنها لم تمر عليهما اوقاتاً حرجه و كارثيه جعلتهما بهذا الوضع..!
هنا يتعالج مصابي الحرب و بهذا القسم بالتحديد..تذكرت ألآم "قاسي" في أغلب الأيام يجب صعوبه حتى و إن لم يبوح بذلك...
أشخاص كهؤلاء وقفوا بالصفوف الأماميه و أخذوا شرف الدفاع عن الوطن يجب أن يكون لهم معامله خاصه جداً.. قاسي ليس سيئاً بل هي السيئه..
طرقت الباب بهدوء و لم تجد رداً لتفتحه بدون تردد وجدته يغط في نوم عميق، غريب كيف لم يشعر بها، نومه خفيف جداً وخاصة بعد الحرب، أي صوت مهما كان خفيفا يوقظه..!!
دخلت وهي تترك ما بيدها على الطاوله القريبه منه..،

هنا قهوه و بعض الاشياء من الواضح ان أهله كانوا هنا قبل قليل..،


عرفت أنه خضع لعمليه صغيره في رجله، لا تعلم ماهي و لماذا. ولكن ألآمه الأخيره كانت واضحه جداً بأن الامر صعب، فهو لم يشتكي أبداً حتى بعد إصابته في الحرب..،

اقتربت من سريره لعله يشعر بها و لكن لا لم يتحرك.. خافت لتقترب اكثر و تلامس خده المغطاه بشعيرات لحيته المشذبه بشكل يليق به.. ليطلق تنهيده و تميل رقبته مما يوضح إنه نائم بعمق..

دخلت الممرضه وهي تطمئن على العلامات الحيويه/اختي الزياره خلصت


سألتها بفضول/،عارفه و بطلع، بس من متى نايم


ابتسمت/من ربع ساعه صرف له الدكتور منوم، لأنه من تنوم عندنا ماعرف ينام زين..


فهمت الآن عمق نومه وعدم شعوره بها ، انتظرتها حتى خرجت لتلتفت إليه بإحساس بالذنب..، إقتربت منه وهي تمسك بيده و تودع قبلةً عميقه في كفه قبل أن تلامس خده بقبله أخرى وداعيه..
ثم فتحت حقيبتها وأخرجت منها منديلها الزهري الرقيق الذي كانت ترتديه حول عنقها و دسته تحت رأسه.. ثم خرجت بعدما تركته في ودائع الله..،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

منذ ربع ساعه تجلس تحتسي الشاي مع ليال الشارده معظم الوقت/شفييك من يوم ما جيتك و انتي هيك صافنه!


بإبتسامه/انتي اللي بيقعد معك شوي يجيه صداع من كثر لهجاتك..


رفعت حاجبها وهي تبتسم/أنا عارفه أن هذي ميزه.. المهم وش فيك منتي معي اليوم؟ متزاعلين بعد!


ضحكت جدياً و شعرت بالراحه بعد ذلك/وش جاب طاري الزعل، أنا بس مانمت زين.. و بكرا مسافرين مثلما تعرفين..


بحزن/والله قهر ما تستقرون هنا يختي


هزت رأسها بالنفي/لا استحاله استقر إلا هناك.. حتى وليد كان كاره فكرة انه يستقر برا البلد..


بإبتسامه/عساكم دوم متفقين.. تكفين اذا رجعتي الرياض سلمي على رويدا بعد قلبي..


.... يوصل ان شاء الله...


دخل في هذه الأثناء وهو يبتسم لفرهاد و يحمله/أهلاً أهلاً.. ما شاء الله


رفعت حاجبها/قوول السلام عالأقل،


ضحك/السلام عليكم.. يالله حيها.. جايه تخربين علي زوجتي قبل نمشي!!


غمزت له/إيه و اعلمها وش كنت تسوي بغيابها


إتسعت حدقة عينيها وهي تنزل كاستها على االطاوله أمامها/لا عاااد هنا بديت أشك.. وش مسوي تكلمي


جلس بجانب رشا وهو يطلبها تسكب له شاي/اشياء وحصلت قبل تجين.. عادي يعني مالك علاقه


هزت راسها بإبتسامه/مالي علاقه هاه!!.. افهم انه إذا كنت لحالك تخون عادي هاه!!


بإبتسامه تغيظها/أيه عادي.. وش فيها؟ انا اوفي لك موجوده، بعد تبيني أوفي لك بغيابك!! كذا كثير يا ليال اسمحيلي


سكتت قليلاً وهي مازالت تحتفظ بإبتسامتها له/صحيح معك حق، كثير عليك مررره كثير،


رشا رفعت يديها بإعتراض/معليش و الله انتي مره طيبه


بإبتسامتها/لا خليه كذا أحسن يعني حلو لو دري أني تعرفت على واحد بالرياض بغيابه وماعلمته بيكون عااادي.. بـ"حسب وجهة نظره"


ترك الكاسه على الطاوله بشكل يوحي بتوتره و إن كان يبتسم/يصير خير


استرخت بجلستها وهي تراقب الوضع بحماس و ترقص حاجبيها/الله الله هوشه بإبتسامات، حبيت تمثيلكم السيطره عالوضع... يلا منتظره النهايه ما وراي شيء..


قرر الإنسحاب فوراَ لغرفته ليهدأ، لم يتوقع رؤية رشا اليوم/دام كذا ، بروح اغير ملابسي و ارتاح شوي وانتي خليك مع رفيقتك


لحقت به وهو عند باب الغرفه، لتحدثه بهمس/لحظه وليد


توقف والتفت إليها وبنفس مستوى صوتها الهامس/نعم؟! ترى ماهو علشان كلمتك بحضور اختي اني خلاص نسيت وش سويتي، أنا بس مابغيت احرجك قدامها


امسكت بيده لتذهب به لداخل الغرفه و تغلقتها ثم إلتفت إليه بعينين غارقتين بدموعها/لين متى وأنا و أنت في جهاد؟! علمني.


تجاهلها و صد للجهة الأخرى بصمت متأففاَ...،


شعرت أن صمته يزيد نارها/أنا جالسه اسألك عن شيء كان ممكن يفرقنا و هو فعلاً سبب لنا أزمه أو بالأحرى سبب لي أنا أزمه، ومع ذلك زعلت مني أنا و ما اهتميت بالموضوع الأساسي.. علمني يا وليد لين متى بكل مره أكون أنا اللي أتقدم خطوه، أنا اللي أتقرب، أنا اللي أعتذر و أنا أللي أحاول أحافظ عالعلاقه و أضحي... لكن أنت عمرك ما كنت صاحب مبادره.. أبداً..!!



إنتظرها تنتهي من حديثها متظاهراً بالتملل/خلصتي؟! يلا روحي لضيفتك، عيب خليتيها تنتظر


نطقت من فيض غضبها/أنا أعرف الأصول يا وليد مانتظر أحد يعلمني العيب و اللي ماهو عيب! انت فعلاً زودتها!


مازال متحكماً بإنفعالاته حتى رآها تخرج من عنده بعدما أنهت حديثها الغاضب...
تجاهل ما قالته مع رنين هاتفه ليرد عليه بإهتمام/هلا .. ممتاز، وش أخبار دكتوره ريتا؟ حلو...

.
.
.
.
.
.
.
في مستشفى الحرس الوطني..،

إستيقظ فجراً بعد ساعات طويله.. شعر بتنمل ظهره بعدما أطال النوم.. جلس بعدما رأى الساعه متأخره عليه أن يقضي فروضه التي مرت وهو نائم.. نوم المرض المرهق لا راحة فيه..،
شعر برائحه زكيه جعلته يشعر و كأن هنالك أزهار و فراشات ملونه تحوم حوله...
و كأنها بالقرب منه، و لكنها ليست هنا..
نزل من السرير و انتبه للمنديل الذي كان على وسادته و تحت رأسه.. ليلتقطه و يقربه لأنفه منتشياً بعطرها كانت هنا بالتأكيد،إتسعت رئتيه بنفس عميق يغمره عطرها البارد على منديلها،
هذه هي المرة الأولى التي يشعر بها فعلياَ بأن روحه تنطفئ بغيابها .. كانت هنا قريبه منه حدسه لا يخطئ بخصوصها أبداً.. اخذ المنديل و دسه تحت الوساده حتى ينتهي من صلاته..،

.
.
.
.
.
.



جلس ينتظرها في السياره بعدما ذهب الجميع للمخيم... نظر لساعته و لطفله النائم في مقعده الخلفي، لم يأخذ كفايته من النوم البارحه و جعل أمه تساهره معظم الليل...،
ظل يتأمل ملامحه في المرآة الأماميه، يشبهه تماماً لطالما قال الجميع أنه يشبهه و لكن الشموس تصر أنه يشبهها هي.. إبتسم على مزاحهمها حوله...
رآها قادمه أخيراً لتركب السياره بتنفس يكاد ينقطع، يعرف أعراضه/أنتي مداومه على أخذ الحديد يومياً؟


ارتاحت في مكانها/اكيد أخذه.. معليش خليتك تنتظر واجد.


بإبتسامته/خذي راحتك طالعين ننبسط ماهو موعد مستشفى... المهم انتي متأكده ان الامور بخير، ترى إذا منتي مرتاحه للطلعه و الا تعبانه قوليلي من اللحين.


حاولت ربط الحزام و فعلتها رغم أنها لم ترتاح فيه/تطمن كل شيء بخير، ماله داعي اقعد و الكل طالع و مبسوط.


هز رأسه بمسايره و غادرا المدينه الى خارجها وسط هدوء لم يكسره سوى صوت راكان الذي يطلب رفع صوت الشاشه التي أمامه.. ليلتفت للشموس/ابي أعرف ليه ماتسوين سوات نيفادا و تسوقين سيارتك؟ اخذت عيالها و شغالتها و راحت مع ام رواد


بإبتسامتها/ليه حبيبي أنت وش وظيفتك؟!


رفع حاجبه/لا يكون سواقك.!


كتمت ضحكتها وهي ترى نظرته لها/طبعاً سواقي.. بعدين أنا مابي أسوق و أفقد هالميزه معك،


هز راسه/أنا شوري عليك تتعلمين تسوقين لحالك علشان تاخذين راكان و اخوانه بعدين لمشاويرهم


اختفت إبتسامتها تدريجياً/السواقين كثار، ماحب أسوق، و ماظن فيه غير راكان الله يحفظك له.


تفاجئ من حديثها وهو يشعر بجديتها هي لا تتحدث بأمر عبثاً إلا أنها َعزمت عليه و قررت، تحدث ليلطف الجو وهو يمد يده ليدها و يضم أناملها بكفه بصمت فخسارتهما واحده و مهما حاول النسيان ذلك الفقد يلتف حول رقبته دائماً و بشكل مستمر ...،


ضمّت كفّه بكفها كما يفعل هو، لم تحب إغضابه الآن بإعلانها رفض الحمل مجدداً فمازال الوقت مبكراً للحديث عن ذلك، و لكن الأمر جدي جداً، التشوه الخلقي الذي يحمله جنينها في جيناته ليس صدفه، و لن تحتمل تكرار هذه المأساة مجدداً، مازالت تعاني من تبعات كل شيء تكبته داخلها حزنها و يأسها و بكاء قلبها الدائم، مازالت تحمل هم فراق جنينها لحظة ولادته، تلك اللحظه التي تجعلها تستفيق مرعوبه في منتصف الليل وهي تسمع بكاء أحدهم قادم من مكان ما بعيد بارد و موحش...،
من الصعب وصف الإنهيار الذي يحدث داخلها بوتيره بطيئه و مميته، لن يفهمها أحد.. من الجيد أنها تجامل و تقوم ببعض واجباتها العائليه..أما العمل فقد تركته نهائياً منذ شهور في عهدة نائبتها... لا شيء يظل مُهماً حينما يتعلق الأمر بخسارة من هو بالنسبة لك حياة.



يحترم صمتها كما يحترم شخصيتها المتزنه التي لا تشتكي مهما أرهقها المرض، و لكن حتى الأعمى يعرف أنها تعيش الآن أسوأ أيامها.. وهو مازال يفقد كل شيء إلا صبره لعله يقف بصفه حينما تلد الشموس بتلك الجميله الصغيره..مازال الأمل يخبره أن طفلته بخير و أن كل حديث الأطباء عن تشوه جيناتها محض خطأ طبي عجزوا عن فهمه..!
.
.
.
.
.

.
.



عند هند صالح...،

رتبت السفره و ذهبت تستعجله لينزل للغداء..كادت تفتح الباب فسمعت صوته يبدو يتحدث لإحداهن بجواله..!
إقتربت اكثر لتسمعه جيداً..

... "مثلما أتفقنا بالصيف أفضل لي .. و ترى قريب كلها شهر بس.. ماعليك زوجتي بتصرف معها لا تخافين، و حتى لو درت بالموضوع عادي ماظن بتزعل.. بالنهايه بتعرف يعني.. المهم انتبهي على نفسك و أنا يمكن أطل عليكم نهاية الأسبوع.."


إشتعلت نار غيرتها و فكرت أن تفتح الباب و تنفجر بوجهه أو تقتله مكانه و لكنها تراجعت أخيراً وهي تنسحب بصمت من أمام الغرفه..
بالكاد تحملها أقدامها و تسير بها، وهي تشعر بعدم إتزان في خطواتها..حتى جلست بكرسيها بطرف طاولة الطعام تنتظره،
يخبىء امراً هي تعرف ذلك كان يجب أن تفهم ذلك لن يصبر بدون أطفال...،


نزل في هذه اللحظات وهو يجلس بإبتسامه تتسع/سلام.. زين انك عجلتي بالغداء اليوم، مييت جووع.


رأته يبدأ يأكل بشهيه مفتوحه بشكل لم تعتاده منه، ظلت تتأمله وهي تتذكر تلك المكالمه، للمرة الأولى تشعر بمرارة حلقها و الحرارة تخرج من بين أضلاعها و تصعد إلى رقبتها و من ثم رأسها... يالله ما أقبح شعور الغيره و الإحساس بالإستغفال.. لوهله تزعزعت ثقتها بنفسها و شعرت بنقصها لدرجة لم تستطيع فتح حوار معه كعادتها، كانت حنجرتها تحترق...!


لاحظها تحرك الملعقه ببطئ في صحنها بدون أن تأكل/ليه ما تاكلين؟


تركت ملعقتها وهي تأخذ كأس الماء تطفئ به حلقها المشتعل/أحس بحرقان هلكني.. ماني قادره آكل


بإبتسامته/يمكن حامل.


إبتلعت غصتها و إلتفتت إليه بإعتراض/تتريق علي؟!


مازال يبتسم/تغدي يبنت الحلال


وقفت غاضبه من إبتساماته الشامته/أنت تتريق علي لأنك عارف اني مستحيل احمل، كيف تستخف دمك بموضوع زي هذا قدامي؟!


تأفف/هند ترى الموضوع ما يسوى كل هالزعل


ضربت بيدها على الطاوله وهي تبكي/لا يسوى و يسوى كثير عندي، وصلت فيك الأمور انك تستخف بألمي بدون مراعاة لمشاعري!


ترك مكانه و لحق بها/يا هند وقفي كانت مزحه الله لا يعيده من مزح، وقفي


كانت ستغلق الغرفه بقوه و لكنه حاول فتحها بقوه هو الآخر/انقلع الله ياخذك، خلاص رووح تزوج وحده تحمل لك عيالك و فكني منك


بعناد وهو يدفع الباب/ماني رايح فاهمه، يلا اتركي الباب و تعالي معي


لم تعد قادره على دفع الباب أكثر مع إنهيارها باكيه ليدخل و يمسك بيديها وهي تسحبها بمقاومه/ابعد عني، أصلاً معاد ابيك و لا عاد ابي شيء ودني بيت أبوي أريح لي و لك


ثبتها بقوه بعدما سيطر على يديها التي ثبتهما خلف ظهرها وهو يتحدث غاضباً/أسمعيني زين، مالك حق تقررين متى أوديك و متى أخليك فاهمه؟، و لا تفلّمين خيالات من راسك، أنا كنت امزح بس


صدت عن وجهه فهو يلصق نفسه بها/ابعد عني بس، أنا مراح أنتظر لين تدخل علي بالثانيه، تبي لك عيال؟ رووح تزوج من اللحين و فكني منك و من هالهم


هزها بقوه/أص و لا كلمه زياده، قبل لا أسويها عناد فيك و اتزوج و اجيبها هنا قبال عينك


إزدادت دموعها وهي تنهار بصمت بين يديه، تريد تغطية وجهها بكفيها و لكنه يثبت يديها خلفها، لترفع عينيها إليه برجاء و بعيون أذبلها الدمع/خلاص فك يديني أوجعتني.


إبتلع ريقة الرغبه من نظراتها المبلله التي تدفعه إلى حتفه لينحني لشفتيها و يلثمها بلهفة قبلة جعلتها تتنازل عن تشنجها و تلين بين يديه رغم بكائها، لقد هزمها و تحكم بمصيرها حينما سلمته قلبها،
و إبتعدت كثيراً ببذل مشاعرها له حتى نسيت كيف هو طريق العودة منه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مضى يومين آخرين...،

كان المخيم فرصه جميله للجميع في الترويح عنهم ثقل الفتره الماضيه...،
ليلاً تحت الاضواء الكاشفه تعالت صيحات أميره تشجع نيفادا للتغلب على رواد في مطاردة الكره.. و شهد في المقابل تشجع رواد..
مرت الكره بجانبها/نيفو انتبهي بطني.. ترى بترككم و اروح والله ملييت من هاللعب


ضحكت نيفادا/اسفين يا جمهورنا الوحيد، مانعيدها


جاء نايف وهو يشير بيديه/بنااات قصروا أصواتكم


نيفادا رمته بالكره/تعال ألعب بدال اخوك هذا مايعرف هزمته خمسه واحد و للحين يبي يلعب


رواد/والله منك يالغشاشه


ضحكت/دايم مايصيح الا الفاشلين


تركهما و اتجه إلى شهد التي يتضح تمللها من الجلوس/تهاوشوا هناك بس..


رأته يتركهما و يذهب لشهد لتبتسم بمكر وهي تترك اللعب/خايف تنهزم بعد ههه


رأته يقف عندها و يمد يده لها/تجين نتمشى شوي؟


بلا تردد مدت يدها له/ياليت نهرب من هنا جالسه أشجعهم بالغصب


اتسعت إبتسامته/أعرف اختي قشرا


ضحكت/حرام عليك والله انها تجنن نيفو.. ما اقشر غيرك
.


رأتهما يبتعدان وهما يتحدثان و يتبسمان بشكل جميل،.. من الجيد أن شهد تجامله على الأقل أمام الجميع..، تعرف تماماً أنها لم تعد تريد العوده و لكن لا مستحيل في هذه الحياة..،

.
.
.
.
.

هنالك على الجهة المقابله أم رواد و لولوه و الشموس التي ينام طفلها متوسداً فخذها يجلسون..يتبادلون الأحاديث و الشاي على جمر أمامهم..


تبسمت لولوه وهي ترى نوم راكان/وديه الكرافان ينام براحه و ترتاحين انتي منه، كفايه بطنك


بإبتسامتها/لا كذا مرتاحه وهو معي،


أم رواد/ملاحظه انك دلعتيه بزياده من فتره و انتي دايم ماخذته بحضنك، ترى بيتعود و بيزهقك إذا جاء النونو الجديد.


لولوه بتأييد/اي والله، من هاللحين احسبي حسابك


داعبت شعر طفلها بهدوء، فلا احد يعرف أنها فقدت جنينها وهو في بطنها/يصير خير ، بحاول


تذكرت أم رواد أمراً/قبل شوي أشوفك تكلمين خالتك أم طراد، شلونها وش علومها القاطعه!


تنهدت/بعد قلبي خالتي، عزمتها هنا و للحين زعلانه من سالفة طراد و ليال


لولوه بعدم رضا/ماعندها سالفه، البنت تزوجت وشافت نصيبها


الشموس/خالتي منيره حساسه شوي و عيالها يضغطون عليها الله يهديهم ما يرحمونها


حركت يديها بحسره/إييه الله يرحمك يالنايفه كانت أجيد خواتها كلهم، خطبها راكان مرتين و رفضت جاها مره ثالثه و معه خالها و جماعته و وافقت، اظني لو ما اخذها راكان أنجن


أحسّت أم رواد بفضول فتلك كانت زوجة زوجها/الله يرحمهم جميع، اللحين عرفنا الشموس طالعه لمن


شعرت بالحنين مؤخراً كل ما يتعلق بوالديها بات يثير حزنها و شوقها/الله يرحمهم، عمتي لولوه تكلمي عنها،


سكبت لنفسها كاسه و أعادت الإبريق فوق الجمر/إييه يمال الجنه يا النايفه، يوم مات ابوها حفظت بيته و خلت مجلسه زي ما هو فاتح داايم للضيوف مثلما كان بحياته و كل جمعه غداء الرجال عندهم لأن الجامع جنب بيتهم،و سنعت خواتها و زوجتهم، وهي رفضت تزوج، بس فاز بها أخوي بالنهايه وقدر يقنعها.


ابتسمت لذكرياتهما معاَ، مازالت تحتفظ بصورهما معاً، منذ الزواج وحتى رزقا بنايف/ليه ماتبي تزوج طيب


بإبتسامه/والله مادري بالضبط أمك كانت مهتمه بخواتها أكثر و شايله همهم،اظن عشان كذا رفضت الخطاب، لكن أخوي مافيه وحده تقدر ترفضه


ضحكت الشموس/صحيح و الدليل أمي رفضته مرتين قبل تقبل فيه


لولوه بإبتسامه ماكره/حبيبتي رفضته دلع و تغلي ، و ماقدرت تصمل بعد، بس والله يا كاانت عنيده


هزت رأسها أم رواد بحنين لذلك الفقيد/الله يلوم اللي يلومها..


لولوه/مره زعلت عليه مادري وش كان مسوي،المهم توها مامعها غير الشموس وتوها رضيعه..صعدت غرفتها و قفلت باب الجناح بوجهه تدخلنا نصلح وهي رافضه للصلح ورافضه تفتح له الباب أو تكلمه.،
راح و صعد لها من المواسير الخارجيه و تشعبط بالجدران و دخل عليها من الدريشه، شافوه عيال الحاره و انفضح هههه


ضحكت منذ زمن لم تضحك من قلبها/اااه وأنا كنت احسب ابوي ملاك و ما قد زعل أمي


لولوه بمزاح/حبيبتي امك هي اللي مدلعه و عنيده ، اخوي ما يغلط


ضحكت ام رواد/الله يرحمهم جميع،


بكى سلمان لتخرج به المربيه وهي تنادي/مدااام


عادت من اللعب مجهده وحدها/ااه الواحد ما يرتاح بعد اللعب يعني تووني افكر ارتاح و يستقبلني هالبزر بصياحه


ضحكت ام رواد/هاتيه يا عمري بسكته انا و تعالي اشربي معنا الشاهي


اتسعت إبتسامتها/عمرري انتي يا احلى نواره بالدنيا


لولوه/والله محظوظه فيك هالبنت يا نواره، عسى الله يحفظك لهم


تنهدت الشموس بإبتسامه/امين... إلا عمتي ام ليث، عبير ليه ما جات معك؟


ارتشفت من كاستها/عبير مع زوجها ماعلي منها، بس على حد علمي بتجي بكرا إذا وافق، نبي نقعد هالسبوع كله شرايكم


ام رواد/ياليت والله


وصلتها رسالة قصيره من ليال لتبتسم/الحمدلله ليال وصلت
.
.
.



على الطرف الآخر من المخيم يجلسون جميعهم حول النار،
عزام يرفع عن أكمامه وهو يلتقط الدلّه التي يفوح هيلها من فوق الجمر و يأخذ بيمينه مجموعة فناجين ليقدم لهم القهوه في جلسه تملأها أحاديث ابو عزام و ابو عبدالكريم الذي وصل للتو في سهرة قصيره ثم سيعود للخرج مع إبنه كاسر الذي يجلس بجانبه..


تذكره ابو عزام/يا عيال وين قاسي ما شفناه


عزام/والله يبوي كلمني و قال مشغول و رايح لجده و ان شاء اله يلحق عالمخيم


ظلوا يتحدثون، ليتذكر عزام أمراً/تعال يا كاسر انت تشتغل بالرياض و لا نشوفك؟ لا يكون تزوجت و لا عزمتنا


ضحك/ياليت والله، أرهقتني العزوبيه، الواحد مل والله


ابو عبدالكريم/والله اللي شروطه واجد مايبي يعرس


استغرب عزام ليهمس لكاسر/وشهي شروطك؟


ضحك كاسر/بنتظر بنتك توصل و بتزوجها


ضحك ابو عزام/هذا اللي ما طرى عليه العرس صدق


كاسر بإبتسامه/ياجماعه والله مالي شروط أبوي يبالغ، كل اللي ابيه اني اخذ زوجتي معي للرياض أنا طبيب هنا ياخي.. و اللي خطبت منهم ثلاث و كل وحده تبي تستقر جنب بيت أهلها و الا في حارتهم، و أنا بصراحه رجال أبي الإستقرار، أما زوجتي بجهه و انا بجهه ماستفدت شيء و الا شرايك يا عزام


هز رأسه بإقتناع/معك حق، تزوج من هنا طيب


بإبتسامه/الله يكتبها لي.. وهو كذلك، أنا قررت أتزوج من هنا بس والله ما عرف احد هنا، يمكن أنت تعرف


ضحك عزام/إييه اللحين عررفت سبب زياراتك علينا من فتره لفتره، حبييت خططك الإستراتيجيه، بس للأسف ماعندنا عرايس والله، أصغر بناتنا اخت نايف بالإبتدائي.. ماتصلح يا كاسر معليش.


ابو عبدالكريم/أنا غسلت يدي منه خله يخطب لنفسه و يعزمني لعرسه


ضحكا ثم استرسلا بأحاديثهما ليلتفت عزام بفضول/أنت وش تخصصك؟


كاسر تذكر امراً/طب طوارئ بالحرس الوطني


ارتشف من فنجانه/عمل مرهق


كاسر/الله وكيلك نص حياتي صارت بالطوارئ، يعني حتى اللي بتزوجني الله يعينها بتكون متفضله علي

ابتسم له/عملك انساني، بالعكس لا تقلل من نفسك و الزواج نصيب و ماتدري وين نصيبك..


كاسر /إي صحيح وش اخبار قاسي اشوفه هاليومين هذي بالمستشفى! بصراحه سألته و قال عاودته ألام رجله و معاد زرته انشغلت


إلتفت إليه مستنكراً/انت غلطان، تقوله صادق؟ توني اقولكم رايح جده


إستغرب كاسر وهو ينظر لجواله ليهمس لعزام/أنت من صدقك؟ كنت اظنك تخبي على ابوك الخبر


عزام/لا والله هذا كلامه لي


عاد نايف وجلس همس له/مرته زارته بالمستشفى و تقول مسوي عمليه صغيره برجله،


فز واقفاً /أخو قاااسي!! من متى وهو هناك و ليه محد قالي


نايف وقف معه/يا رجال هو بخير، زوجته تقول بسيطه


راح ينتعل حذاءه و يتجه لسيارته مستعجلاً/أنا رايح له اللحين، و اقعد انت هنا..


ناداه والده من بعيد/اتصل وطمنا عليه

.
.
.
.
.

غادرت معه المطار و هو مازال صامتاً، و لا يتحدث الا بماهو مهم بالنسبة له،...
ركبت معه سيارة أجره و رفض أن يركب مع سائق أهلها الذي طلبته للمطار...تضغط على نفسها بالصمت و تقبل هذا الوضع مؤقتاً فقط..
يجب عليه أن لا يطيل الأمر حتى لا تنفجر..


نزلا معاَ للمنزل وهو يحمل الحقائب و يضعها كلها عند الباب الداخلي و يلتفت إليها وهو يفتحه/الحمدلله على السلامه.


لم ترد فقط صدت عنه بصمت و هي تدخل،.. ليلحق بها/ليه الحقران طيب؟!


لاحظت البيت هادئ و ساكن لتلتفت إليه بهدوء و بصوت لا يسمعه سواه فهو قريب منها/ما انت ماتكلمني من كم يوم و ساكت طول الطريق من ألمانيا لين هنا و ما سألتك ليه الحقران؟!


إبتسم وهو يرى قدوم والدته من خلفها، ليتركها و يذهب/السلام عليكم يمه..


عانقته بسعاده وهي تراه يعود بزوجته، كل يوم تزداد مكانة هذه البنت التي جعلته يعدل عن الهجره و يستقر هنا/يا هلا يا هلا بليال و ما جابت ليال


رفع حاجبه مستنكراً/يممه انا ولدك


تجاوزته إلى ليال لتعانقها هي الأخري/هذي بنتي هذي..لو ماهي ما رجعت لي يا دكتور


ابتسمت له ليال بخبث و هي تسلم عليها/عمري خالتي، هو يحب يقعد هنا بعد بس عقله كان مشغول شوي، و الحمدلله فتح ربي عليه اخيراً


بسعاده/الله يحفظكم و يسعدكم، يلا العشاء جاهز و مافيه غيركم، عزه تو أخذها زوجها من شوي و اخذت عشاها معها


بحماس رافقت أم وليد/اي والله خالتي هذا وقته بموت جوع، لو سمحت وليد وصل الشنط للغرفه و حصلنا


وقف مكانه يراقب ذهابهما و تركه مكانه، و تصرفاتها تلك وهي تستحوذ على عقل و قلب أمه أيضاً، لا يشك في قدراتها على كسب الحب و لكن تغيظه حينما تتصرف و كأن شيئاً لم يكن..!
أخذ الحقائب للغرفه فوق و نزع معطفه و رماه أرضاً دهش من تغير الغرفه جذرياً!!! ،
إتجه إلى هاتفه الذي يرن داخله أحد جيوبه، أخذه وهو يرد، فالإتصال من المحامي الخاص به هناك/هلا أحمد.. أي وصلت



على الطرف الآخر/الحمدلله عالسلام


أخذ يمشي في غرفته و يشعر بتغيرها عليه وهو يراقب بعينيه غرفة اخرى غير التي تركها/الله يسلمك، وش عندك متصل هالوقت!


بتردد/حبيت اعطيك خبر، طراد طلع من السجن من يومين و استفسرت عنه لقيته رجع للسعوديه... لذلك حبيت انبهك


توتر لا يعلم لماذا/نظامهم الفاشل ما خلاه ينقع بالسجن، هذا حاول يعتدي على بنت بوسط بيتها


على الطرف الآخر/عاد هذا نظامهم، انتبه هالفتره علشان تعرف نواياه..


تذكر تلك الأيام الصعبه و تهديدات طراد له/يصير خير احمد، مشكور انك قلت لي، و تابع لي قضية ريتا و الدكتور


على الطرف الآخر/أول جلسات المحاكمه السبوع الجاي بإذن الله تاخذ حقك منهم.. تامرني شي دكتور وليد


توقف أمام نافذة غرفته/سلامتك أحمد...


أغلق جواله وتركه على الطاوله وهو يلاحظ الغرفه مبتسماً، فعلتها عزّه وغيرتها،.. سمع صوت أمه تناديه و خرج لها...،
.
.
.
.
.
.

رشت عطرها بعدما جففت شعرها وهي تستغرب عدم عودته للمنزل حتى الآن!
منذ يومين ينام بأي مكان يضع رأسه به و كأنه فجأه نسي أنه متزوج و هنالك من تنتظره!!
بالأمس نام في الملحق و قبله تحجج بأنه نسي نفسه و نام في الإستراحه...، هذا كثير!

شعرت بالعطش و تركت غرفتها وهي تنزل بخطوات هادئه، و لكنها تفاجأت بعودته و جلوسه هنالك على الأريكه، ينزع شماغه و ثوبه و يجلس بملابسه الداخليه ذات "السروال الطويل و الفانيله" و يتسلى بمشاهدة فيلم قبل نومه/سلامات! وينك من اليوم ماشفتك


لم يكن يريد رؤيتها الآن، تلاهى بمشاهدةالفيلم/مع الشباب فالاستراحه


تخصرت و هي ترفع حاجبها/هالاستراحه هذي يبي لها صرفه، ما صارت، مللييت لحالي ترى


إلتفت بإبتسامه، هل تفتقده حقاً/تكفين ريما لا تقولين أشتقتيلي، ماتنبلع


راحت لتجلس في الاريكة المنفرده بإبتسامه/ مو لذي الدرجه بس تعودت عليك، أنت فعالياتي الوحيده...و مع الأسف ماتعطي وجه بعد


ضحك/ماعليه كلها كم يوم تخطبين لي و اتزوج ثم تروحين لأهلك و تنسين هالوحده، بس استعجلي، مالقيتي للحين؟


بدا الحديث عن زواجه مزعجاً/جالسه ادوّر.. بس تعال نام بغرفتنا، أبي أنام


استغرب نبرتها/نامي يا قلبي ماعليك مني، أنا مرتاح هنا.


للمرة الأولى يقول "قلبي" و قالها بطريقه بدت و كأنها عفويه و جميله/شكلي بجيب فراشي عندك هنا بعد !


ترك الفيلم و ألتفت إليها بندم فهي تجلس أمامه مبللة الشعر ببيجامة هوت شورت زهري و بلوزه بيضاء قصيره واسعة الياقه يتضح منها بطنها المشدود/لا لا تجيبينه.. أبي أريح راسي شوي من الصداع و أنتي أشغلتيني ، يلا بسرعه روحي غرفتك يا بنت خليني أنام.



قررت تركه وهي تقف، من الواضح أنه يركلها من عنده فقط/المشكله تعودت عالنومه بغرفه مشتركه، بس مثلما تبي ماراح أغصبك، ومصيري اتعود يعني، تصبح على خير...


سألها وهي ذاهبه/بتتزوجين بعد الطلاق؟


تفاجأت بسؤاله لتستدير إليه بدون تردد/لا ماظن.


هز رأسه/تصبحين على خير.


مسح على وجهه بعد ذهابها وهو يشعر بالحراره تسري بجسده، ترك مكانه و هو يذهب ليغسل وجهه.. عليه أن لايفكر بها..
.
.


.

عادت لغرفتها وهي تفكر كيف فجأه إستطاع أن ينام بعيداً عن حضنها و رائحتها، لم يتركها ليله منذ دخلتهما لدرجة أنها إعتادت ألا تنام إلا بجانبه.. تعرف أنه تعلق بها حد الجنون، هي تشعر بذلك و تستطيع تمييزه و سؤاله قبل قليل ما هو إلا دليل يدينه، ليس من المعقول أن كل ما كان يجعله يلتصق بها هي الغريزه فقط!
و إن كانت الغريزه فقط فلماذا إذن يهجرها منذ ثلاثة أيام بلا مبرر...!!!
إستلقت مكانها بالسرير وهي تشعر أن شيئاً ما حدث،...
تجاهلت ما يدور حوله و ظلت تفكر بمن ستخطبها له، أو بالأحرى ستدله عليها، يجب ان تكون بنتاً لا تعرفها و لن تقابلها حتى صدفه مستقبلاً ، تذكرت أخت تماضر التي تسكن جده و لكن لا تلك تملك عينين واسعتين و شعرها طويل جداً.. إذن ليان إبنة خالتها ملتزمه حقاً و لكنها طويله و إبتسامتها فاتنه و أيضاً تسكن الجنوب لااا لن تدله عليها، عليها ان تجد فتاه أقل منها جمالاً على الأقل، لا تريد أن تجعله يقارنها بغيرها فتربح الأخريات و تسقط هي من نظره.. مازالت تتذكر مديحه لجسدها المتناسق و المشدود على حد وصفه، لن تفرط بأسبقيتها هذه..
و لكنها كلما تذكرت إحداهن لتختارها بدأت تقارنها بنفسها.. حتى فكرت بأن تسأل عن سيده تعرفها بالتأكيد ستدلها على الفتاه المطلوبه و بمواصفاتها هي..
ابتسمت بخبث وهي تغمض عينيها محاولةً النوم..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
صباحاً...:

خرج من الحمام ليراها تقف أمام المرآة لتنتهي من زينتها اليوميه، و لكن إنتبه لحقيبه يدويه كبيره قليلاَ و عبائتها بجانبها ثم إنتبه للباسها تبدو ستخرج، /ما شاء الله على وين النيه؟


نظرت لإنعكاس صورته في المرآة أمامها/مو متفقين نطلع مخيم أهلي؟ ممددين فوق السبوع، يقولون الاجواء تفتح النفس هناك


اتجه للشماعه يأخذ شماغه و عقاله/إيه بس هونت.. خلاص مافيه روحه


تركت مابيدها لتلتفت إليه مستنكره/ليش إن شاء الله؟


بدأ بمزاحمتها المرآة وهو يرتب شماغه على راسه بشكل انيق/اليوم لازم اروح المستشفى علشان اضبط اموري، معليش


هزت رأسها وهي تكتم غضبها/طيب مو مشكله روح شغلك.. و أنا راح اتصل بنايف يجي ياخذني لا تنشغل


رفع حاجبه وهو يلتفت إليها/لا تتصلين بأحد، مافي روحه لمكان بدوني.. لازم نتفق من البدايه


صغّرت عينيها وهي تحاول الصمت و لكن لم تعد قادره عليه/نتفق؟! أنت متفق مع نفسك و خالص، تووك قبل يومين تقول ماعندك عمل هالاسبوع و بوديك وش اللي تغير فجأه ممكن تشرح لي؟ لأن إذا ماقتنعت ماني قاعده لك.


بإبتسامه ماكره/منتي قاعده لي؟!! تكذبين على نفسك انتي؟ أنتي ماتقدرين بدوني، ناسيه نقطة ضعفك؟


تفاجأت من حديثه الذي شعرت أنه يستخف بمشاعرها و لكنها ليست غبيه ليستغل مكانته/هذا أنت قلتها "نقطه".. فلا تتحداني فيك


عقد حاجبه متفاجئ بردها/أنا ما أتحداك تتركيني لكن لا تقولين كلام بتندمين عليه بعدين، مع ذلك حطي ببالك مالك طلعه هالفتره لين أقولك لا تلفين و تدورين بالكلمات معي.


اقتربت منه لتشد ياقته كما تفعل دائما حينما يستفزها/كلام اندم عليه هااه؟!!! شوف يا قلبي يا تقنعني برفضك و الا ترى بروح بدون شورك و أنت بكيفك، لا تقولّي حب و ماحب، لمن المسأله تمس اهلي ما افكر فيك لذلك لا تاخذ مقلب كبير بنفسك عزيزي


أمسك بها من بين كتفيها و ذراعيها التي تشد ثوبه/شوفي عزيزتي أنتي، أول شيء ياقة ثيابي اتركك منها، ثاني شيء إن رحتي من وراي بلحقك و باخذك من بين أهلك و عينهم تشوف بعد ، هذا أنا علمتك، لا و بقفل عليك هالغرفه و ان كنتي صادقه وقتها اطلعي منها


شعرت أنها ترتفع عن الأرض شيئاً فشيئاً وصارت تقف على رؤوس أصابعها و ترتفع اعلى/أتمنى انك ماتنوي ترميني من الشباك على هالرفعه هذي!، خلاص ماني رايحه مكان نزّلني


انزلها وهو يحاول ترتيب نفسه مجدداً ويلتف يأخذ عطره/إيه خليك حلوه كذا، زوجه مطيعه



راقبته ينتهي من رش عطره وهي تتكتف فهو مازال يعقد حاجبيه/على طاري زوجه مطيعه يا زوجي الحبيب، ما تكلمنا بخصوص اللي صار بألمانيا..لأن حضرتك للآن مُصر تلعب علي دور الشخصيه الغامضه


أخذ جواله و مفتاحه وهو ينوي الخروج/شيء مالك دخل فيه


مازال يراوغ/كيف مالي دخل يا سيد غامض؟ كان بينخرب بيتي و تقول مالك دخل؟!!! إلا والله رحمتها حبيبتك ريتا، انا ما اتنازل عن حقي معليش


بالكاد إبتسم تبدو فاتنه حينما تلسعها الغيره/تطمني ريتا و الدكتور الثاني رهن الإعتقال و التحقيق و محاكمتهم قريبه، محاميي هناك و يتابع سير القضيه و السفاره هناك عندها علم بهالشيء و مهتمين بالموضوع، و إذا حابه تتأكدين شوفي جرايدهم تتكلم عن هالاثنين... اتوقع الأغلبيه تأيد سحب رخصهم الطبيه و هذا أقسى شيء ممكن يتعرض له الطبيب


إستوعبت كل هذا وهي تتكتف/أهااا، اتمنى انهم ياخذون الموضوع بجديه و ما ينحازون لهم كونهم مواطنين و انت أجنبي.


ضحك/لا.. أجل أنا ليش دخّلت السفاره بالموضوع؟ علشان يخافون على سمعتهم و يمسكون القضيه بشكل جدي، عموماَ هم ناس بروفيشنال و تهمهم سمعتهم الطبيه.


تساءلت بفضول/كيف كانوا يفبركون التحاليل، ماني قادره اتخيل هالخبث!!


نظر لساعته/بسيطه هم المسؤلين عن المختبرات بإمكانهم وضع أي ماده فيها و محد مكتشفهم، إذا انعدم الضمير الطبي كارثه


ابتسمت/احمد ربك اني لحقتك، لولاي جيتك بعد الله كان للحين و انت متقوقع بين أوهامك


رفع حاجبه وهو يتذكر ذلك الموقف/إيه صح ذكرتيني المفروض ما اوقف كذا اكلمك، أنا طالع تأخرت



ضحكت وهي تراه يهم بالخروج/أنا اللي المفروض ما أكلمك..


ألقى عليها نظره خاطفه تشوبها إبتسامته قبل خروجه من الغرفه، نظرة تركت تنهيده في صدرها و عادت لتدور بعينيها مبتسمه في المكان بعده و تتذكر حديثهما قبل خروجه، هذه الجنّه الصغيره الخاصه بهما.. فقط هذه المساحه الصغيره حيث طمأنينتها و سلام روحها الذي تجده في روح ذلك الرجل الذي يناقضها بأمور عده و لكنه شريكها الروحي الذي تقدس كل أخطاءه و تجد لها ألف عذر و الف حجه و ألف قبول..!
.
.
.
.
.
.
.
.

في غرفتها التي تشاركها فيها..،
انتهت من ظفيرة شعرها وهي تتبسم/هاه حلوه!


نظرت لنفسها بالمرآة/رهيبه...مريم كيييف كذا ما شاء الله عليك مكياجك و شعرك و العنايه بنفسك و بشرتك ماتحتاجين أحد يساعدك فيها، احس هالأشياء الحلوه إذا اجتمعت بوحده تخليها محتفظه بجمالها و شبابها لوقت اطول.. و ما تضطرين تروحين مراكز تجميل و بلاوي


بإبتسامه/أنا عندك وش حابه تتعلمين؟ غير البشره، بشرتك مثاليه بس حافظي عليها


تنهدت/الميكب ماعرف فيه حاجه! شوفت عينك حتى الأيلاينر ما عرف ارسم الرسم البدائي فيه، الحمدلله المسكرا ما تحتاج فلسفه و الا كان ماستخدمتها



رفعت حاجبها/بس لها طريقه معينه تخليها بشكل مرتب..! لحظه اوريك بنبدأ من الميكب و ننتهي فيه ما وراي غيرك..اعتبريها دوره مجانيه، شيء ينفعك اذا تزوجتي، وحتى لو ماتزوجتي، .


اتسعت إبتسامتها/او حتى اتزين لزواج أخوي


تلاشت إبتسامتها وهي تبدأ بترتيب حواجبها/يعني صدق بيتزوج! علبالي يكذب علشان أجي


اخذت قلم أحمر شفاة تلعب به بين يديها/اتوقع كذا.. هذاك اليوم شاف بنت جيرانا عندي، واظنها عجبته يعني كذا حسيت هو ما قال شيء


شيء من الإحتراق خلف أضلاعها لا تعلم سببه/لهالدرجه حلوه؟! كيف شكلها


أجابتها ببراءه/والله حلووه عريب.. ماعرف أوصف بس البنت ناعمه، صحيح قصيره شوي كانت لابسه قصير هذاك اليوم، يمكن السيقان خرفنته هالرجال ماتدرين وش يجذبهم بالضبط.. ههه


ضحكت و صوت الإنكسار يتردد صداه داخل قلبها الصغير../آه يا غريبه


قاطعتها/سلااااف كم مره بعلمك يا مريم


بإيتسامتها/طيب يا سلاف، شرايك تنزلين تجيبين لي مويه لأن ريقي نشف و المويه هنا خلصت!!!


أشارت لوجهها/تبيني أنزل تشوفني أمي كذا وجهي ملعوب فيه!! انزلي انتي وبالمره جيبي لي معك


تركت ما بيدها بتملل و راحت/شكل دورة الميكب بتتكنسل الليله و بتقعدين بها عالمسكرا


ضحكت سلاف و هي ترى كمية الأشياء التي بعثرتها مريم على التسريحه، كل هذه لدلالها وحدها فقط..!!!!! المصيبه أنها لا تعرف ما يفعلنه الأنيقات ليبدين كذلك، ابسط الأشياء تجهلها..، لا بأس ستتعلم منها..،
رن هاتفها من أخيها عبدالملك و لكنها تجاهلته، لن تعطيه أكبر من حجمه الضئيل.. ثم إن سيف لا يُهدد، يعرف تماماً كيف يحمي نفسه فهي تثق به

.
.
.
.
الإضاءه نصف مضاءه وهنالك إضاءه تكفي في الدواليب و الرفوف،، اخذت لها كوب ماء وذهبت لبرادة الماء الصغيره الموجوده على الطاوله.. و بدأت ترتوي منها..،


دخل في هذه اللحظات من الباب الخارجي للمطبخ، كعادته منذ مجيء مريم... ابتسم بخبث وهو يراها تدير ظهرها بسكون وعدم حركه... سيخيفها الآن..


لاحظته يقترب بخطوات، ولكن لا داعي لعمل ضجه فهي ترتدي ثوب نوم أخته، بالتأكيد سيعرفها و يخرج، فوراً... لم تحتمل أن يقترب أكثر/آدم أنا مريم مو سلاف..


ابتلعت ريقها بإرتباك فهو توقف متفاجئ..


ابعد يديه فوراً عن كتفيها التي كان سيرعبها بلمسها و لكنها تكلمت/آسف والله، انتي لابسه مثلها.. ظنيتك هي عن أذنك


تنهدت وهي تسمع خطواته مغادراً لتلتفت و تتكئ بظهرها على باب الثلاجه مبتسَمةً براحه بعد ذهابه، كيف يخجل الآن و يهرب وهو كان يأتي لزيارتها مرتين و ثلاث في الأسبوع و يتحدثان عن كل شيء وهي كاشفة الوجه..!!
هزت رأسها لخسارتها أحلامها معه.. هي خاسره منذ الولاده رغم كل ما تتمتع به من مواهب كما تخبرها غريبه، و لكن النحس لا علاج منه و لا خلاص!
كانت ترفض البقاء هنا بسبب هذه اللقاءات غير المحسوبه، الرجل يقول أنه سيتزوج لذلك عليها أن تغادر و لكن كيف ستتخلص من ضغط سلاف..!
.
.
.
.
.

عند ريما...،

دخلت غرفته المغلقه دائماً رأته يرتدي زياً أسود بنطلوناً أسود و بدي زيتي غامق و يلف رأسه بغترة كشميريه...، يجهز شنطته الرياضيه الصغيره و يضع فيها مصباح ليلي و مجموعة رصاص و بندقيه مخصصه للصيد، و أشياء لم تراها سابقاَ.. بهذه العده يبدو كأحد متسلقي الجبال، إقتربت من السلاح لتحمله مندهشه/وااو كيف تشيله ثقيل مره


ابتسم لطريقة حملها للسلاح/ريما اتركيه من يدك لا تخربينه


حاولت أن تصوب النافذه و تمثل انها سترمي/وااو، تصدق شعور حلو، محمد علمني كيف ارمي به بلييز


ضحك وهو يأخذ السلاح منها/شعور حلو هااه، هاتيه بس، ما قلتي وش بتسوين بغيابي


حركت أهدابها وهي تقلب عينيها بتمثيل ركيك/بقعد عالشباك أراعي القمرا و انثر دموعي لين ترجع لي يا بعلي الحبيب


رفع حاجبه وهو يبتسم لسخريتها/بالله!


وقفت بإعتدال أمامه وهي مازالت تبتسم/لا صدق صدق، بتزورني هند صالح و يمكن معها خالي عبدالرحمن.. هذا ما يعني أني ماراح افتقدك،يعني أحس اني خلاص تعودت عليك


هز رأسه بإبتسامه جانبيه وهو يراها تكاد تلتصق به و تتحدث بدلع و بشكل ظاهره عفوي جداً َ لكنها تكاد تقتله بإلتصاقها هذا حينما تريد الحديث معه و تتحدث بجرأه و حريه أكثر من ذي قبل/طيب أقدر أروح؟ لأني تأخرت


واقفه هي امامه بتعمد وهو ينظر لعينيها كمن ينظر للغز حسابي محيّر ،كم هو مغري الحديث مع رجل يريد ان يستعصم و يمثل القوه أمام رغبته التي تفضحه في عينيه و نظراته الخاطفه و هروبه المستمر/الطريق مفتوح لك، ما تلاحظ؟!


أخذ حقيبته وهو يتهرب من جنون الرغبه الذي سيفسد عليه كل شيء الآن، ليمر بجانبها وهو ذاهب ، ثم توقف و عاد ليقبل جبينها بشكل سريع/أستودعتك الله... دعواتك لي هاه


بإبتسامتها/واثق أني بدعيلك؟


عاد إليها وهو يقف أمامها/توقعت إنّا تصافينا خلاص! ووعدتك بالإنفصال أول ما أتزوج و..


بنفس تلك الإبتسامه/و لكنك من قبل تلقى العروس هجرتني!


رفع مقدمة سلاحه ليبعد بها خصلتها عن طرف عينها/أنا ماهجرتك، أنا بس مابي أستمر أفرض نفسي عليك. لكل شيء نهايه يا ريما صح؟


لم تستطيع الرد فقط صمتت وهو ينسحب من أمامها و يذهب بعدما طبع قبلةً أخرى ، شعرت بغرابة ماحدث، لم تتوقع ذلك منه، إلتقطت أنفاسها بعد ذهابه و هي ترفع ياقتها الواسعه من عند كتفها لتخرج من هذه الغرفه، ستستعد لزيارة هند...،
.
.
.
.
..،
.
.
.
في محطة سيارات على أطراف الرياض الشماليه..،

إنتهى من ترصيص كفرات سيارته و تأكده من جاهزيتها لإقتحام الصحراء في رحلة خلوته مع النفس..، كل شيء جاهز لهذه الرحله بقي بإنتظار رفيق الرحله، أخبره محمد أنه سيرافقه ليومين فقط..،
إتكئ على سيارته ينتظره وهو يطلق عينيه للغيوم التي تلبد السماء و توشك على الهطول.. هذا أفضل وقت في السنه للخروج في رحله صحراويه..

لمح أحدهم يقف هناك بجانب سيارته الـ"نيسان" التي تقف لتتزود بالبنزين ينظر إليه بنظرات لم تعجبه، رآه ينتهي من سيجاره و يشعل الأخرى وهو مازال يحدق فيه، دخل الشك بقلبه..
يظن أنه رآه قبل هذه المره لكن غير متأكد، في عمله يقابل الكثير..
وقفت سيارة محمد الذي قفز منها متجهاً لسيف فصرف نظره إليه و ذهبا لتفقد ما ينقص سيارتهما معاً....




إنتهى من البنزين و ركب سيارته و الحقد يغلي بدمه مازال يتذكر ضربه المبرح له حينما مسح بكرامته الأرض و أخذ "غريبه" منهم تلك الليله..،
إتجه إليه وهو يراه في الورشه وسط زيوت السيارات..،
رمى بسيجارته وهو بالقرب من الورشه بإتجاه سيارة سيف ثم أنطلق بسيارته وهو يسمع دوي الإنفجار خلفه بدون أن يلتفت... الآن فقط إرتاح من نيرانه التي كانت تتقد داخل صدره..،



... يتبع

 
 

 

عرض البوم صور رشآ الخياليه   رد مع اقتباس
قديم 15-03-19, 03:31 AM   المشاركة رقم: 915
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314518
المشاركات: 331
الجنس أنثى
معدل التقييم: رشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييمرشآ الخياليه عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1641

االدولة
البلدArgentina
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رشآ الخياليه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : رشآ الخياليه المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه

 

الغيمه الأخيره..

82))ما وراء الغيوم...



يراقب صمته منذ قدومه و يراه يساعده في الوقوف و مازال عاقداً لحاجبيه، ليبتسم يلطف جوه/عزام والله أني بخير ياخي.. مابغيتك تدري لين أخلص و الحمدلله هذا أنا بطلع و بخير يارب لك الحمد


أعطاه عكازه و تأكد من وقوفه/تبي كرسي متحرك؟، أنا اقول احسن لا تمشي علطول


أخذ العكاز منه و مشى خطوات ثم ألتفت إليه/شفت كيف؟ ما احتاج شي بس فك عقدة هالحاجب طلبتك يابو راكان


رفع ناظريه إليه ثم أشار للباب/مشينا..


دخل كسار بهذه اللحظات/السلام عليكم شباب


ردا السلام بهدوء، ليبتسم قاسي/هلا كاسر توني أدري انك دكتور هنا


هز رأسه/معليش ماعندي وقت، و الا مان جيتك، ووقت فراغي زارني الوالد، شلونك اليوم سلامتك


أشار لعزام/بخير و هالرجال ماهو مصدق،


تحدث عزام أخيراَ/كاسر لا تقطعنا، لازم تزورنا ترانا أهلك، ماهو بس لا جاء الوالد نشوفك مالك حق بالقطاعه


بإبتسامه/يصير خير، يلا سلام و ماتشوفون شر.. سلموا على عمي عبدالله


ودعاه و خرجا معا...
سكت بدوره حتى ركبا السياره والهدوء حتى رآه يخرج هاتفه الذي يرن و يرد عليه/هلا مدى... لا تنتظروني أطلعوا البر مع منيف، أنا طلعت مع عزام..


انتظره حتى أغلق الخط/منت طالع البر خلك فالبيت


إتسعت إبتسامته/ودي أطاوعك بس أنا طلبتهم يطلعون البر و مثلك خابر عيالي هناك بعد..


هدأ و استغفر وهو يقود السياره بهدوء/تدري وش أكثر شيء اكرهه؟ اني أدري بأخبارك من غيرك..، قاسي لا تعيدها لا تعيدها وان عدتها ثاني مره بكسر رجلك الثانيه


ضحك وهو يراه يتوتر/عز الله بقولك، لا يرجال وحده و بتكسرها، استغفر ربك


إبتسم على مضض/لا جد يا قاسي لا تعيدها، أنا وانت اخوان كيف كذا ما تقولي و تقول للغريب!


بإبتسامته/منيف زوج اختي ماهو غريب، أساساَ مامنت باخده هو اللي كان موجود و قال بروح معك و ماكنت متوقع ان فيه عمليه، ومثلك شايف بسيطه الحمدلله..


إرتاح/لا تشد على عمرك، ترفق بنفسك.


ابتسم/إييه فكها يا رجال
.
.
.
.
.
.
.
.

في المجلس..،
تراه صامتاً لا يتحدث فقط يبدل فناجين القهوه، وذلك ليس بالعاده..!


قدمت له فنجاناً آخر وهي تتبسم/آدم وبعدين؟ مناديني علشان سالفه و بعدين ماتكلمت.. القهوه قربت تخلص


رفع ناظريه لها وهو يفكر بكل ما حدث و هاهي الآن أمامه تطلب رضاه فقط، تداري خاطره، تهتم به بلا منّه، فعلاً البنت وجودها في المنزل زينه و أنس و سعاده/خليك تفتحين نفسي للقهوه، أنا أول مره أشوف أمي مرتاحه بحياتها تصدقين؟


إلتمعت عينيها رغم إبتسامتها/حبيبتي أمي، مافي مثلها، أنا بعد ما أرتحت بحياتي لين رجعت لحضنها.. عسى ربي يحفظها لي و يحفظك لي بعد


ما زال الفضول يدفعه لمعرفة أين تربت و عاشت و بأي ظروف..، حتى سيف ما موقعه من ذلك كله.


رن هاتفها الذي بجانبها لتراه رقم أخيها ذاك، لتتأفف و تتركه يرن..، و لكنه إرتاب منه/ليه ما تردين؟


رفعت كتفها/هذا عبدالملك، يبي يحرق اعصابي وبس


رفع حاجبه، وهو يأمرها/افتحي السبيكر و ردي خليني اسمع وش عنده.


بتردد/آدم، هذا غبي بس يثرثر، اتركك منه


بإصرار/ماعليه بأدبه لك عشان ثاني مره معاد يتصل فيك، ردي عليه بسرعه


فتحت الخط وهي ترد بقلق، لا تدري ماذا سيقول الآن/نعم يا عبدالملك، وش عندك بعد


ضحك/لا ماعندي شيء بس شكلك للحين ما وصلك الخبر، يلا مو مشكله، خليني أول واحد يعزيك في حبيبك..


ارتجفت يديها و بان التأثر في صوتها المتعثر/عبدالملك وش تقول أنت!! وش سويت بسيف؟


لاحظ دموعها المتأهبه وهو يمنعها تغلق السبيكر و يثبت يدها المرتجفه من معصمها بقوه، فهي من قالت سيف لا هو..!


على الطرف الآخر/ابشرك الحبيب مات محروق في محطه نفس ما ضربني علشان يأخذك بسيارته بمحطه.. لا تظنين اني مشيتها لك يالـ.... **


هي ليست على ما يرام شعرت و كأن احدهم يغرس سكيناً ليست حاده في قلبها...،


لاحظ إرتخاء يدها و أخذ الجوال منها و تركها منهاره مكانها..ليقف وهو يرد غاضباً/اخس يا قليل المرجله.. اخسس.تكلم معي أنا

أغلق الجوال و تركه ليعود إلى أخته التي كانت تهم بالخروج و التهرب بدموعها و إنهيارها الواضح، ما جعله يحترق أكثر هو الآخر ليمسك بها قبل خروجها و يوقفها/لحظه مكانك.. بينا كلام ما انتهى


تفاجئ بدموعها التي تحاول مسحها بيديها بسرعه و صدودها عن النظر لعينيه بشكل جعل الشك يعبث به/أنتي وش بينك و بين سيف؟ ، هذا الكلب ماتكلم عليك إلا عارف حاجه عنك


بكت/مايعرف عني حاجه، أصلاً ماعمره شال همي، أنا محد اهتم بي طول عمري غير سيف، إي سيف كان بيني و بينه مشروع زواج ما تم. و الله والله ماعمره تعدى حدوده معي..


شد ذراعها بقوه و أتت والدتهما من خلفها/ليش ماتم الزواج؟ تكلمي


تذكرت ذلك بألم/ما كان مكتوب، رفضته لأني خايفه و وحيده مالي أحد و ماكنت افكر صح، سيف بغاني لكني غبيه غبيييه ما استاهله.


دفعها بقوه عنه لتمسك بها أمها التي كانت خلفها، وسمعت ما قالته سلاف/وش السالفه ليه اصواتكم طلعت فجأه


شعر أنه مشوش، مشوش تماماَ.. ترك المكان و خرج،... لتلحق به برجاء /آدم تكفى طلبتك اسمعني شوي..


توقف وهو غاضب/سلاف ابعدي عني هاللحظه قبل اذبحك


خافت أمه/ااادم يمه تعوذ من الشيطان.. وش سوت البنت


تجاهلت تهديداته، يجب أن تخبره.. أن تفعل أي شيء من أجل سيف/انا مستعده تذبحني، بس قبلها ابيك تفكر علشان ماتندم.. سيف ماله ذنب... و اسأل عزام هو ذراعه اليمين، وكان خاطبني منه والله يا آدم والله سيف مايعرف الردى.


دفعها عنه مجدداَ وخرج بدون أن يرد عليها.. لتجلس منهاره تماماً.. و تندب حظها التعيس وقلبها المفجوع بحبيب لم تسعفها الأيام بلحظة وداعه..،


جلست أمامها بخوف وهي تربت على كتفها، لا تستطيع تخمين أي شيء، ولكن ما تعرفه أن إبنتها لا يجب أن تبكي هكذا، لا يجب أن تنزل دموعها وهي على قيد الحياة/يمه سلاف ردي علي، ارفعي راسك ياقلبي


شعرت بحنيّة العالم و صوتاً على شكل عناق، لترفع رأسها لها، أين هذه السيده العظيمه عنها منذ زمن ، لماذا لم تعرفها وهي طفله صغيره، هي حتى تفتقد إلى إبداء أي مبادرة إقتراب، عبث بها الشقاء و عنفّها الجفى..، لو أنها لم تطحنها الظروف لكانت قبلت بسيف منذ البدايه ولكنها معنفّه متوتره منذ الولاده.. منذ أن أُخذت من حضن هذه السيده الألطف على الإطلاق في حياتها كلها،..
تنهدت وهي تشعر بلسعات البرد في اطرافها و خدر شديد في قدميها و يديها/يمه بموت من البرد


خافت من جملتها لتقترب منها و تحاول أن تساعدها على الوقوف لتدخل بها للداخل و لكنها تفاجأت بها تسقط بعد وقوفها بثواني بلا أي حراك.. لتصرخ بدورها وهي تنادي مريم..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


حل المساء..في المخيم و هدأت أصوات الأطفال بعد يوم صاخب و مليء بالأحداث وصلوا أهل قاسي و كانوا الحدث الأبرز....،
نام الجميع ما عدا البنات يجلسن بعيداً هنالك تحت ضوء القمر بيد كل منهن علبة مشروب غازي..،
تلفتت مدى تسألهن/بنات وين اختفت الشموس؟


استرخت بجلوسها/راحت الكرافان، عزام ناداها


شهد بممازحه/يممه ماحب الرجال اللصقه، حتى فالبر ما يعطيها راحتها، لازم تنومه النونو


ضحكت نيفادا/يا بنت اتركي الناس بحالهم و خليك ببطنك


خفتت ضحكتها و ظلت إبتسامتها و عينيها تسرق النظرات لذلك الكرافان الخاص بهما..، لله ما يخفيه القدر و ما يبعده النصيب..،
مازالت سهراتها معه عالقه بذهنها، مازالت تحتفظ بالذكريات الجميله كطوق نجاة و تسالي لباقي العمر... منيف ليس سيئاً و له كل الوفاء و له نصف الحب، من الصعب نكران الذات و ما يعشعش في قاع القلب..، و لكن السؤال الذي يزورها كلما تذكرته، هل يبتسم حينما يذكرها و السؤال الأهم هل يذكرها؟!


تحدثت شهد بشوق/ياليت هند معنا،


مدى/بنت زوج أمك صح؟ إلا شخبارها


شهد بإبتسامه/بخير،


رن جوال مدى لتراه قاسي/بعد عمري اخوي الظاهر رجله ما خلته ينام، هلا قاسي


على الطرف الآخر/هلابك، مدى شرايك تجين تمشين معي شوي ذبحني الأرق


ابتسمت/اوكي وينك أنت؟..


فزع قلبها وهي تراه يتصل بأخته و يتجاهلها، ذلك الرجل القاسي، راقبت إغلاقها السريع للجوال لتسألها بفضول/وش فيه قاسي؟


تفهم أن هنالك غيوم في سماءهما، و إن لم يفصحا عن شيء، ابتسمت/يبيك تروحين له تمشين شوي، يقول كل الشباب ناموا و هو ذبحه الأرق.. و جوالك خارج التغطيه!!


استغربت وهي ترفع جوالها، فهمت ما تريده مدى لتبتسم لها وهي تقف/طيب أنا رايحه، مم سلام..


صغّرت عينيها شهد وهي تراها تذهب بهذه السرعه/شوي شوي لا تكسرين، طالعي الخبله راحت بدون شال حتى!!!


ظلت مدى تضحك/ياربي منك يا شهد، قوومي خلينا ننام، ماصفى غيرنا و ما يصلح تطولين سهرانه و انتي حامل..


استغربت/ليه، خطر!!


وقفت وهي تساعدها للوقوف وهي مازالت تضحك/لا لا، بس اذا ولدتي بتندمين عالأيام اللي سهرتي فيها و مانمتي وشبعتي فيها نوم.. يلااا مشينا زاد البرد..

.
.
.
.

ذهبت تستعجل خطاها للمكان الذي أخبرتها به مدى لتراه يدير لها ظهره و يتكئ على عصاه الجديده.. و الهواء البارد يحرك شعره، اقتربت منه.. حتى إنتبه لخطواتها و إلتفت إليها متفاجئاً/أنتي؟


بإبتسامه خجول، فهو يبدو غاضباً بحاجبه الذي إرتفع برؤيتها/السلام عليكم


صد وهو يتحاشى النظر إليها/وعليكم السلام وين مدى؟


توقفت مبتسمه أمامه وهي تدس يديها في جيوب المعطف الخفيف الذي ترتديه/أنا جيت بدالها، سلامات، معافى إن شاء الله


هز رأسه/الله يسلمك.. يلا دامها ما جات سلا..


قاطعته/لحظه،..


توقف وهو يستدير إليها/نعم، وش تبين؟


بالكاد تثبت نفسها أمامه و هي تشعر بألمه وهو يقف هكذا بشكل شبه مائل على عكازه، كم يؤلمها وجعه و صبره على الألم، إقتربت منه بهدوء و عانقته وهي تشده إليها بقوه، كطفل كان تائها و للتو وجد والديه..،


يعرفها تبكي حينما تعجز عن التعبير و تكتفي بعناق طويل كهذا، هي أفضل من تشبع غروره و ترضيه و تسكب السعاده على قلبه، إبتسم وهو يحيطها بذراعه/أفاا تبكين؟مو تقولين وش أبي فيك؟


إبتعدت قليلاً عن صدره لترى عينيه بعينيها المبتله/ماتوقعت أنك حيل تعبان لهالدرجه، مادري ليه أنت زعلت علي فجأه و بديت تجرحني و تتهمني بأني طفله، و للآن ما أدري ليه إستحقيت هالكلام اللي أنت قلته بحقي، بس أنا مالي غنى عنك، فيه شيء مو مكتمل في غيابك، النقص أشوفه بكل شيء


رفع ناظريه ليرى سيارتها التي قدمها لها كحق من حقوقها، لم تغيرها بسيارات أهلها، هو من أساء التصرف/أنا شفت مفتاح سيارة اخوك بالتسريحه و انجنيت ظنيتك مصره تاخذينها


هزت رأسها بالنفي/هو اساساً معطيني المفتاح من زمان ترى.. من قبل تتكلم انت.. و كنت كل يوم برجعه و انسى.. عشان كذا أنت شفته عندي، وبس



شعر بالألم من إطالت وقوفه بلا حركه/انسي اللي راح، تجين نمشي شوي؟!


هزت رأسها بالموافقه وهي تكفكف دمعها بإبتسامه تتسع/يلا..


تذكر ماحدث وهما يسيران ببطئ/بالغت شوي هذاك اليوم صح؟


ضحكت/شوي!! ههه ما قصرت فيني بس ماعليه، الواحد لازم يتحمل الناس اللي يحبهم إذا كان فعلاً مايبي يخسرهم، هذا قدري وش اسوي.


كم هو غبي حينما ظن أنها كأي واحده/شكراً لأنك تحملتيني..


إلتفتت إليه وهو يسير ببطئ و ينظر للأمام و إلى خطواته أثناء الحديث/بس هذا اللي طلع معك؟!


توقف بعدما أبعدا مسافه وهو يحاول أن يريح رجله، ليلتفت و يقف أمامها مبتسماً يفهم ما تعنيه/وش المفروض أسويه يعني؟ ذكريني يمكن نسيت شيء


توقفت وهي تتخصر بيديها و تنظر إليه/لا سلامتك حبيبي، مانسيت شيء


شعر بآلم بسيط ليجلس و يمدد رجله و يشير للمكان بجانبه/خلينا نرتاح هنا شوي قبل نرجع..


جلست بعد تردد/تأخر الوقت اخاف يصحون عيالي و انا بعيده


ترك عكازه ليمسك بيدها أخيراً/العيال عندهم مربيه و عمتهم موجوده و جدتهم بعد.اسكتي و ارتاحي ..


إبتسمت و هي تراه يكتفي بيدها في حضن يده.. لتقترب منه و تسند جذعها عليه و رأسها يميل على كتفه بلحظة هدوء، و حاجه ماسّه للسلام الذي يُمطر قلبها طمأنينه حينما تكون بجانبه..
.
.
.
.
.
.
.
.
راقب تحركاتها الثقيله وهي تحاول أن تجد وضعيه مناسبه لنومها، و بنهاية المطاف إعتدلت جالسه وهي تتكئ على يديها الثنتين، و عينيها نصف مغلقه... توتر من كثرة تحركاتها و لكنه لم يُشعرها بذلك حتى رآها تقف بصعوبه وهي تترك السرير و تسير ذهاباً و إياباً ثم تقف أمام المرآة و كأنها متفاجئه بوجهها الشاحب وهي تضع يدها على بطنها و تتمتم بأدعيه بصوت لا يكاد يسمعه/الشموس فيك شيء؟


أشارت بالنفي وهي تتبسم بشكل مصطنع/ء.. لا حركه عاديه يعني، احب أمشي قبل النوم، تعرف الشهور الأخيره كذا


استغرب وهو يعتدل جالساً و يرفع عنه الغطاء/بس باااقي عالولاده، ارتاحي


ابتلعت ريقها بصعوبه و تركت الوقوف أمام المرآة التي لم تعد تحب النظر إليها/معليه، المشي مفيد لي، ارتاح انت، إذا أقلقت نومك عادي بطلع، اساساً شهد و مدى و نيفو سهرانات برا بالخيم


رفع حاجبه مستنكراَ/منتي طالعه، تعالي مكانك،


مشت قليلاً ثم جلست وهي تتبسم له/خلاص نام أنت لا تقعد تراقبني كذا ماحب


ضحك/ما تحبين وش؟


ليست في مزاجه الآن/عزام صد وراك و نام..


إقترب منها مبتسماَ بخبث/ليه أصد وراي هاه، وش ناويه تسوين يعني؟


هي حقاً ليست في مزاجه و الأمور ليست بخير في بطنها و ظهرها مدت يدها تبعده عنها/عزام لو سمحت مو وقتك أبد والله


إقترب وهو يتأمل ملامحها التي تتحدث عن كل شيء تمر به،مرر أنامله على خديها و أبعد خصلات شعرها التي تغطي بعضه، ظل يمارس هوايته بتأملها و كأنها لوحه يعشق تفاصيلها، صدت عنه و لكنه أعادها ليقبل عينيها الذابله/محلوه عن قبل،


إبتسمت بسخريه، تعرف أنه يكذب/حديث مواساة!


نزل بأنامله يداعب شفتيها/منتي واثقه منك؟


أبعدت أنامله عن شفتيها بإبتسامه لعوب، مازالت تكابر على ألمها مادام أنه محتملاً/الثقه مالها دخل بالموضوع.. و أساساً ما طلبت رأيك بشكلي، يلا أبعد و نام


عاد ليثبت وجهها بيده/رجعنا لحركات اللعب هاه.. اتوقع تجاوزناها معاد ينفع معي هالأسلوب.


ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تبتسم/يعني ما أتعب نفسي و أتهرب؟!


إقترب منها ببطىء وهو يشدها إليه برقّه حتى لا يرهقها، ثم دس أنفه لخلف أذنها يغمره شعرها الذي يفوح بعطرها الذي امتزج بجسدها و شكّل ميزة خاصه بها فقط و بشعرها، هذا الليل السرمدي الذي يعشق أن يغوص به كل يوم حتى يفقد عقله في خصلاته/تعبانه؟


تؤذيها يديه العابثه على جسدها الآن و لكن هذه اللحظه التي تحميها دائماً من الإنهيار، و إن كانت هذه الليله ليست بخير و لكن ما دامت رغبته فله جزاء صبره، همست/حيل


إبتسم لعينيها بعد طريقة نطقها للكلمه ليرفع يدها التي تضعها على بطنها بشكل عفوي ليقبّل باطن كفها و هو يداعب أناملها الليّنه جداً، بشكل يكاد يجزم فيه أنها بلا عظام كالتي عند الجميع،..
حقول من الورد يشتم شذاها وهو يطيل الإلتصاق بها كطفل يلوذ بحضن أمه ليلاً هرباً من العتمه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كأي يوم عادي جداً.. بدأت صباحها بتحضير فطورهما على تلك الطاوله التي صار يلفها الجليد..،ما يحدث لعلاقتها به أبشع شيء قد رأته في حياتها حتى الآن، الجحيم في قلبها فقط هو من يسكنه الجليد.. حسناً كان زواجاً تقليدياًَ و لكنه أخذ مكانته في قلبها إستحوذ على إهتمامها كما إستحوذت على حياته هي، ليس بالساهل أبداً أن تتخيل ولو للحظه أنه سيفكر بأنثى غيرها بينما هو جسدياً معها..

رتبت السفره و جلست تنتظره وهي ترتشف قهوتها بصمت يعاكس الضجيج الذي يسكن داخلها... سمعت خطواته قادماً ليجلس بعد السلام وهو يطلب قهوته كالعاده، ثم سكبتها له بصمت...،


رفع عينيه لها وهو يراها ترتدي الأصفر الباهت و تجمع شعرها للأعلى بشكل فوضوي جميل/يسعدلي هالروقان عالصبح


ابتسمت على مضض وهي تراه يستعجل/وش عندك؟ طالع بدري كذا


إلتقط حبة زيتونه و دسها بفمه/عندي شغل و موعد مهم..


هزت رأسها وهي تشك كل الشك في نواياه الإجراميه، حد أنها نسيت أن تفكر بنفسها، أشغلها تماماً، وهذا أمر مزعج لا تستطيع الخلاص منه في ظل إلتصاقه بها، تبدل السلام إلى حرب داخليه لم يعد هذا المكان قابلاً للعيش بالنسبة لها..


رن هاتفه واستغرب الرقم ليرد برسميه/الوه أيوه أعرفه أنا خاله ... وشو أي مستشفى؟!


فزعت وهي تراه يقف و يفتح أزرة ثوبه من أعلى/شالسالفه؟


بإلحاح/طيب علمني هو بخير؟!


أغلق الهاتف وهو يأمرها/قوومي ألبسي عباتك



خافت/عبدالرحمن وش فيييه؟


نطق بتوتر/محمد بالمستشفى و مدري وش وضعه، ما طمنوني، ألبسي بوديك لريما تقعدين عندها


حركت يدها بالنفي/لا روح أنت بسرعه و طمنا على محمد و أنا بتصل بسايق أهلي يجي يوديني لريما.. ماعليك


لم يعلق، هي محقه يريد الإسراع له/طيب يلا استودعتك الله، طمني ريما..


رأته يخرج لتدعي الله أن ينقذ محمداً هو شاب صالح كما أخبرها عبدالرحمن ذات يوم، و لكن لا تظن أن ريما ستتأثر، رغم ذلك ستقوم بالواجب مهما كان...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استيقظت متأخره وهي بالكاد تتنفس، لم يكن نوماَ كان كالإغماءه ، الطلق الخفيف لا ينقطع حتى جعلها تعتاد على هجماته و لا تستنكرها، و البرد يكاد يجمّد أطرافها عن الحركه و تشعر ببروده تتخللها حرارة تحتها، رفعت اللحاف لتتأكد مما تشك به، و صدمها ما رأت، اللون الأحمر ينتشر بشكل جعلها ترغب في إفراغ ما في جوفها..،
مازال الوقت مبكراً على الولاده، حاولت النزول من السرير وهي تسمع صوت الحياة تدب خارج الكرافان..، حمدت الله أن عزام لم يراها بهذا الموقف..
وقفت و إزداد النزف بشكل أرعبها لتعود و تجلس مجدداً، تحاول الثبات، لن تبكي هي متوقعه لكل شيء و تعرف عواقب ما تفعله، إخذت جوالها القريب منها و إتصلت مباشرة بأم رواد هي من ستعرف كيف ستتصرف.. الوضع يزداد سوءاً كلما تحركت إزداد النزيف..


لحظات فقط لتدخل مستعجله و هي ترى المنظر الذي لم تحب رؤيته، وهي تستغرب أنها مازالت تجلس و بوعيها/بسم الله عليك، الشموس ليش كذا وش صاير لك؟


تحدثت من بين أسنانها/مادري صحيت كذا، الألم يزيد من امس، مثل الطلق يام رواد


خافت/مثل الطلق!! اجل ولاده مبكره ما فيها كلام قومي اساعدك.. خلي قاسي يوصلك، عزام و نايف راحوا الرياض من بدري علشان سيف اثنين من رفاقته صايرلهم حادث مدري وش


خافت/الله يستر عساهم بخير


رحمتها و هي تمثل القوه/والله ما أدري، يا بنت خليك باللي أنتي فيه و قومي خليني اساعدك و بكلم نيفادا تخلي قاسي يقرب السياره.. ياليت لولوه عمتك ما راحت للدمام اليوم


دخلت نيفادا بعد دقائق.. وهي خائفه/وش صااير!!!


ام رواد وهي تستعجلها/ماهو وقتك انتي وين سيارة زوجك


بحزن/راحت مدى تقوله و هي بتروح معكم


حاولت أن تقف/انتبهي لراكان يا نيفو تكفين، امانتكم راكان.


اقتربت منها تساعدها/وش هالكلام اكيد ركون بعيوني.


دخلت مدى مرتبكه في هذه اللحظات مستعجله/يلا السياره قريبه..


اغمضت عينيها وهي تعض على شفتها السفليه في محاوله يائسه لكتم صرخاتها.. لتقف بمساعدة نيفادا و مدى للخارج حتى السياره..،


مدى بحزن/انتي متأكده انه الشهر السابع


همست لها/توني مكملته


امسكت بيدها وهي تهمس لها/كلما جاتك طلقه شديها زي ماتبين، أنا والد ثلاث مرات و عارفه كيف الوضع


ركبت ام رواد ثم قاسي السياره وهو مرتبك تماما...
.
.
.
.
.
.
.

وقف بقلق ينتظر ماذا حدث للرجلين المقربين جداً منه ، استغرقوا وقتاً..احدهم أخبره أن محمد حضر هنا وهو فاقدٌ للوعي..، و سيف لا أخبار عنه..
لم يستطيع الجلوس/تأخروا يا نايف تأخروا


نايف بهدوء/الله يشفيهم، مادري كيف حروقهم، انا شفت صور للحريق تخوف والله


مسح على وجهه بتوتر فالمكان يعج بالناس من أهالي المصابين...


لحظات ليخرج الممرضين بسرير و من خلفه سرير آخر يدفعانهما من باب الطوارئ...!!

توقف مكانه بجمود و كأنه متوقع هذه اللحظه!!!!
.
.
.
.
.
.
منذ عشر دقائق تجلس وهي تحاول أن تنقل الخبر لها، هي محتاره، ممن تجلس أمامها و تقدم لها القهوه و كأنها فتاه أخرى غير تلك التي تعرفها، يبدو أن محمد عرف كيف يحكمها و يكسر شوكتها أفضل من تربيتها ووالديها، بالتأكيد لن تتأثر..،


ابتسمت لها/هند من زماان ما زرتيني و يوم تجين كذا ساكته.. مالك حق، سوولفي عطيني علومك


ابتسمت وسرعان ما اختفت ابتسامتها/معليه ماجيتك ابارك لك، ظروف، والله مستحيه منك


هزت رأسها مبتسمه/ادري مو منك، من خالي، انتي وحده تعرفين الأصول ماراح ألومك دام زوجك مايبي يجيبك.. خالي تغير حييل علي مو مشكله الله يسامحه، تقهوي


استغربت من هدوء حديثها و تسامحها مع الوضع، ليس من حق عبدالرحمن ان يغضب وهو يعرفها، هو كمن يبرر لنفسه شيء لا يبرر.. /تمنيت الظروف اللي زرتك فيها أحسن من هذي... لأني مستعجله مررره



لم تفهم ماتقصده/أي ظروف؟


بهدوء/زوجك اصيب بحادث حريق بمحطة بنزين اليوم.. وهو حالياً بالمستشفى و للأمانه مادري عن حالته أو وضعه أي شيء.


لم تصدق للحظه، ودعها اليوم بشكل جميل قبل جبينها مرتين، طلب منها بيقين الإجابه أن تدعو له، للمرة الأولى تشعر بالذنب تجاه أحدهم وأنها مدينه له بطلب العفو، لماذا يذهب بسرعه هكذا قبل أن يمنحها الغفران لصدودها عنه و لعدم إخلاص قلبها له لتفكيرها المريض بغيره ، للمرة الأولى تشعر بالخفقان المفاجىء لخبر كهذا..، شعرت أنها فقدت السمع لثواني!!!



هزتها وهي تستنطقها/ريما، ررريماا وين وصلتي!


إلتمعت عينيها وهي تقف بشكل متوتر و شعور مرتبك/تاخذيني له؟ خلينا نروح، اتصلي بخالي تكفين ماراح يرد علي


هدأتها وهي تمسك معصميها/يا بنت ركززي معي، أنا جايه أخذك أساساً، يلا روحي ألبسي عباتك السواق ينتظر.


هزت رأسها وراحت مستعجله.. لتقف هي مكانها مستغربه، تعرف ريما جيداً كانت تجزم أنها بدم انجليزي بحت لشدة برودها..!!
°
°
°
°
°
°
°
.
.

.

مرت الساعات ثقيله جداً.. وقف آسفاَ وهو يرى محمد غائباً عن الوعي تماماً، تشبعت رئتيه من غاز أول اكسيد الكربون، من الجيد أنه مازال على قيد الحياة، امسك بيمينه البارده مبتسماً/سلامته


عبدالرحمن/الله يسلمك ياعزام.. مشكور لوجودك


رفع رأسه له مبتسماً/محمد ماكان موظف عندي وبس، كان طالب درسته فالجامعه.. و من الناس المنضبطين فالعمل و محبوب بين زملائه، الحمدلله انها جات على كذا


عبدالرحمن بسعاده وهو يسمع ذلك/الحمدلله، وشلون خويه سيف؟


أعاد ترتيب شماغه يخفي تأثره/بالعمليات، في حروق برجله و كتفه، هو كان بالمحل اللي جنب الورشه، لو كانوا بالورشه كان راحوا مع اللي راحوا فيها.


مازال يفكر كيف ذلك/ماعرفوا اسباب الحريق؟


قرر ان يهم بالخروج/للآن يحققون و بيراجعون كاميرات المحطه و بيعرفون اذا كان جريمه او لا... يلا أنا بطلع اشوف سيف و ان شاء الله ارجع ازور محمد وهو طيب



دخلت في هذه اللحظات وهي لا ترى أمامها سواه ملقى على السرير متصلاَ جسده العاري من اعلى بأسلاك و انابيب/محمد!!


غضب عبدالرحمن من تصرفها لينبهها/الرجال موجود يا بنت!!

انتبهت لخالها ثم إلى عزام الذي هم بالذهاب..،


لم يصدق أن يراها الآن/يلا عن اذنكم


تذكرت حديث الشموس، تطمني بتسمعين عنه لأن زوجك مدير مكتبه...، تجاهلت ما حدث وقلبها مع هذا الغائب عن الوعي أمامها لترفع رأسها مجدداً لخالها/دحوم شلونه، ليه نايم كذا


عبدالرحمن بغضب/بخير، كان يموت مختنق بأول اكسيد الكربون، نجا بصعوبه، لكن انتي ما تعلميني ليه ماتغطين؟


تجاهلته بتوتر وهي ترى هند تأخذه لخارج الغرفه. لتمسك بيد محمد وهي تدعو له سراً ان يتجاوز ما يمر فيه الآن و ان يعود كما كان بخير.. حينما تركها المقربون و رفضوا الغفران، و تخلصوا منها، تلقاها محمد بصدر رحب و ان عبر عن غضبه بشكل كبير في البدايه ، على الأقل غفر و لم يستمر استبداده مثلهم جميعاً..،
.
.
.

خارج الغرفه وقفت أمامه تحدق به مستنكرةً عليه حديثه لريما قبل قليل...!!


توتر من نظراتها/شفيك معصبه بعد أنتي؟


تسائلت بحيره، مازال يفاجئها مؤخراً/كنت تعرف عن ريما كل شيء و البنت كتاب مفتوح ماتخبي شي عنكم كلكم و انتم عارفين، لكن سبحان الله فجأه توك تنتبه أنها ماتتغطى وان اللي جالسه تسويه خطأ تناقضون أنفسكم انتم!!!!


تأفف وهو يصد /مهو وقتك انتي


اشارت للغرفه/و مو وقتك أنت تسألها اسئله أنت تعرف اجوبتها وهي توها مفجوعه بزوجها


ابتسم بسخريه/يبنت الحلال تطمني "ريما" حياة زوجها آخر اهتماماتها.. تلقينها متفاجئه و فرحانه باللي صار له


صدمها بحديثه/يالطيف! بعد هالحق استكثرته عليها!!! عبدالرحمن ليش أنت كذا؟!! صاير واحد ثاني ماعرفه ابد!


تجاهل حديثها وهو يأمرها/المهم ارجعي للبيت، و انا برجع هالبنت معي عشان تقعد عندنا اول ماتخلص الزياره.


اقتربت منه قليلاً وهي تخفض صوتها/حلفتك بالله ماتقول لها من كلامك السم هذا، اتركها بحالها لو هالفتره... عن اذنك



ذهبت ليجلس على كراسي الإنتظار بتملل، ..
.
.
.

.
.
.

أخذ هاتفه و أرسل لها رساله ليطمئنها، لم يستطيع الإتصال..
جلس بعدما قرر أن يكون مرافقاً لسيف الذي خرج للتو من غرفة العمليات..
وقف نايف/انا رايح اجيب لنا قهوه


هز رأسه و راقب خروجه ليرى احدهم يدخل بعده، يعرفه سبق و أن قابله مره...!


وقف عند الباب متفاجئاً بحالته/السلام عليكم


وقف عزام للسلام عليه مستغرباَ حضوره/وعليكم السلام.


شعر أن الأمر حقيقياَ و أن ذلك المتصل فعلها حقاً و انتقم/سلمات ان شاء الله ما يشوف شر


بمسايره فهو مستغرب حضوره/الله يسلمك آدم.. كيف دريت، ما قلنا لأحد!!


قرر الحديث مباشرةً/هذا اللي جيت علشانه...


شعر أن الأمر مهم و إنلم تعجبه نظراته لسيف/!!!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد مجهود و تعب ساعات هاهي طفلتها بين يدي الطبيبه و ثلاث أطباء آخرين، غرسوا في جسدها الضعيف إبراً و ظلوا عاجزين عن فعل أي شيء وهي تراقب بقلبٍ مفطور و صوت خدّره الألم/هاتوا بنتي بحضني


هز رأسه الطبيب بيأس/للأسف البنت تحتضر.. مافي أمل


بهدوء وسط دمعها المنسكب/قلت هات بنتي، لا تفسرلي شيء عارفته


أخذتها الطبيبه و قدمتها إليهت في حضنها وهي متأثره/المرافقه راح تدخل اللحين..


أخذت طفلتها في حضنها وهي تضمها على صدرها بحنان و ترد اللحاف الصغير عليها خوفاً عليها من البرد، قبّلت يديها ولامست بها عينيها و اغرقتها بالقُبل وهي تشتم رائحتها و ظلّت تتأملها، بدت و كأنها مكتملة الشهور، عينيها واسعه و تنظر إليها بأنين يجعلها تشعر و كأن قلبها يُجر على أرض مليئة بالأشواك..، قلبها ينبض بسرعه و تنفسها يضيق تدريجياً.. كل مؤشرات الحياة فيها مضطربه،..


دخلت مدى في هذه الأثناء بعينين دامعتين بعدما عرفت كل شيء من الطبيبه، و لكن منظر الشموس وهي تتبسم لإبنتها كان الأمر الأصعب عليها رؤيته/الحمدلله على السلامه..


رفعت عينيها المتورمتين بإبتسامه ذابله و شعور بالدوار/الله يسلمك، تعالي شوفي ساره.. حلوه صح؟


حاولت أن تكون أقوى لتمد يديها/تجنن يالشموس هاتيها شوي


أشارت بالنفي رغم ضيق تنفسها/لا.. خليها ترتاح بحضني، كفايه عذبوها الدكاتره قبل شوي


شهقت الصغيره و توقفت حركتها، لم تصدق ما يحدث، ظلت تحرك يدي طفلتها و مداعبة خديها، يستحيل أن تفقدها.. انقبض قلبها من شدة خوفها وشعرت ببرودة أطرافها و تنمل في باقي جسدها، لم تعد قادره على حتى الرؤيه، كل شيء يتداعى داخلها الآن..


تقدمت إليها مدى وهي تلاحظ إنهيارها واخذت الطفله منها بعدما رآت رقبة الشَموس تميل جانباَ لتصرخ/دكتوررره نيررسس


اخذوا الطفله من مدى و أخرجوها من الغرفه و أجتمعوا حول الشموس..
ظلت هي تبكي خلف الباب، كان هذا اليوم أبشع يوم تمر به بعد فاجعة وفاة والدها... ظلت متمسكه في حقيبة الشموس التي معها و تحاول ان تتماسك، لم تتمنى ان تكون هنا لتشهد فقدان أم لطفلها، رفعت رأسها للأعلى بعينين مغمضتين وهي تدعو الله أن يحفظ عليها أطفالها..

رن هاتفها وسط بكائها لتتفقده و لكن إتضح أنه هاتف الشموس و المتصل "عزام"..!
قررت الرد بعدما أطال الإتصال/ألوه


استغرب الصوت بنبرة البكاء/الشموس! وش فيك


تعثرت نبرتها لتجيبه باكيه/أنا مدى يا عزام.. حالياً مع الشموس بالمستشفى و..


إستنطقها/وين الشموس تكلمي؟ليه رايحين المستشفى؟


اخذت نفساً وهي تجيبه/قامت من النوم وهي تنزف وديناها انا و قاسي، ولدت خلاص بس


سيجن من صمتها المفاجئ/هي بخير؟ تكلمي


بكت/مادري..


أغلق الهاتف بوجهها و جلست تبكي وهي تدعي لمن تركتها فاقده للوعي خلف هذا الباب، اكتمال المولوده بشكل غريب و جميل شعرها الكثيف و عينيها المفتوحه و نظراتها، كانت مكتمله تماماً كمن ولدت بتسعة شهور! ، كان الله بعون الشموس كل شيءٍ يهون أمام مصيبة الفقد.. كل شيء.


حضر قاسي بعدما أغلق الهاتف من عزام ليسألها بفضول وخوف فهي غارقه بدموعها التي بللت نقابها تحت عينيها و يدها على اعلى صدرها/ليه ماقلتي انها ولدت؟!


إلتفتت إليه وهي تحاول تنظبم تنفسها بعد البكاء/انشغلت معها شوي و نسيت،


اقترب وهو خائف/وش قلتي لعزام انتي، الرجال على اعصابه خايف يصير له شيء وهو جاي بالطريق


هزت رأسها/ام راكان ولدت بنت، بس ماطولت ربع نص ساعه و فاضت روحها بين يدين أمها.. قلبي يعورني يا قاسي المره تحول لونها ازرق مثل بنتها فجأه و سكتت معاد ردت.. مانطقت بكلمه زياده


لم يجد ما يقوله غير الحوقله وهو يحمل هم عزام...، كان الله في عونه!
°
°
°
°
°
°

بعد ساعات..،
وصل الخبر للجميع و حضروا اخوتها جميعهم إليها في المستشفى..،
بالجوار تجلس أم رواد وليال هنالك تبكي بجوار نيفادا و شهد و هند عمتهم منذ عرفت بالخبر عند وصولها ،.. الجميع عرف الآن بما كانت تحمله ولم تخبرهم... كان من يعرف هي نيفادا فقط..،


دخل نايف يحمل راكان وهو يلف طرف شماغه للجهة الأخرى و بلا عقال/ما صحت؟


هند وهي تمسك بيد الشموس بجانبها/للحين، شايله هم إذا صحصحت و تيقنت باللي صار


ام رواد فرحت بقدوم راكان/زين اللي جبته لازم تشوفه اول ماتقوم


ليال وقفت و اخذت منه راكان لتضمه لصدرها و تبكي مجدداً، شعور قاسي و كأن من فقدته طفلها ليس طفل أختها/حبيبي انت


إبتسم لها بشوق و بادلها العناق، للمرة الأولى يراها بعدما سافرت و عادت..


نيفادا/وين عزام يا نايف؟


تنهد وهو يجلس بضيق/أخذ بنته و راح، و راح معه قاسي رفض اجي معه و قدامهم راح عمي عبدالله و العم ابو عبدالكريم، يقول عزام بيدفنها بالخرج، الرجال كان متماسك لكن أول ما استلم بنته بين يديه ضمها و إنهار أول مره اشوف عزام يبكي جهرا.. عسى الله يصبره و يصبر اختي.


هند نزلت دموعها بحزن يتجدد، وهل يُنسى جرح فقد الولد..، لله ما أعطى و لله ما أخذ و إنّا إليه راجعون



تمتمت وهي تنادي بصوت مبحوح، لكنها مازالت تغمض عينيها غير واعيه/راكان..


اقبلت ليال به عليها/هذا هو ياقلبي فتحي عيونك


اخذته منها هند وهي تقربه منها و تضعه بالقرب من صدرها، لم يصدق خبراً ليضم أمه/خلوه قريب منها كذا افضل، هذا علاجها.


ابتسمت له ليال وهي تراه ينام بجانب أمه و يقبل يدها ويغمض عينيه وهو يصطنع النوم/يستغل الوضع، هالولد أكل قلبي.


ام رواد/عسى ربي يفرج هم أمه
.
.
.
.
.
.
.
.
.

في طريقه إلى المقبره بعدما وصلوا للخرج.. يراه بجانبه يظلل بشماغه على طفلته من أشعة الشمس الحارقه و كأنه نسي أنها جثه هامده.. لا يلومه أبداً، يتذكر ألم فقد خالد الآن فجرح فقده مازال مفتوحاً و يتنفس داخله و يلتهب عليه كلما هبت عليه رياح الفقد و الحزن..

وصلوا الجامع ليصلوا عليها ثم تم الدفن..
حل الظلام وهو يقف خلف أسوار المقبره يودع قلباَ كان ينتظر نبضه يداوي بعض فقده في أمه..
إحساس ذلك الطفل ذو التسع سنوات مازال يمر به.. وهو يقف هنا ويبكي.

نزل من السياره متجهاً إلى طفله الذي بحجم رجل و يبكي مغطياً وجهه بشماغه، ليربت على كتفه/عزام يبوك


مسح وجهه بطرف شماغه قبل أن يلتفت إليه/سم يبه.. سم


اقترب منه و ضمه لصدره/عظم الله أجرك و الله يخلف عليك بالخلف الصالح.. البنت راحت شفيعه لك و لأمها لا تجزع يا ولدي


ابتسم وهو يهز رأسه/ما جزعت يبه أنا أكثر واحد مؤمن بالفقد ، أنا بس كنت أوصي بنتي على أمي الله يرحمها..


صد قاسي للسياره وهو يلف شماغه على وجهه،.. يعرف ماقد عصف بهذا الرجل منذ طفولته و حتى الآن... و هاهو الآن...


هز رأسه ابو عزام وهو يشد يد إبنه بقوه و يأخذه معه و يسير بجانبه للسياره و يتحدث معه عن أهمية الصبر و الإحتساب..،
.
.
.

.

.
.
.
.
ليلاً...،
الساعه 10:30
كانت صامته منذ أن إستعادت وعيها...،
ذهب الجميع و بقيت عمتها هند بجانبها.. و راكان نائم على السرير المجاور.. لا شيء في قلبها الآن هو فارغ، فارغ تماماً... فقط بقيت تلك الحرقه تلسع كبدها وهي تنظر ليديها التي حملت بها مولودتها..


لاحظتها تنظر ليديها بتأمل فقط لا تتحدث و لا تبكي و لا تبدي أية ردة فعل سوا الشرود و الصمت، لتقدم لها كوباً/اخذي اشربي هاليانسون خليه يدفي بطنك.


أخذته بصمت و ظلت تتأمله،.. حتى سمعوا صوت باب الغرفه يُفتح و يدخل منه عزام بوجه خالٍ من أية تعابير.. ألقى التحيه و هو يقترب من سريرها، سمعت منهم أنه أخذ الطفله...،


حاول أن يبتسم بفشل/الحمدلله على سلامتك يام راكان


سألته بفضول و بنبرتها بحه/دفنتها؟!


إلتمعت عينيه/الله يشفع لنا بها..


نظرت ليديه وهي تبتلع غصتها/بيديك هذي حطيتها بالقبر و دفنتها؟!


شعرت هند بالغصه، سينفجر صدرها إن لم تبكي، قد حاولت التجلد و لكن ذلك كثير كثير.. تركتهما و خرجت من الغرفه/عن اذنكم شوي


امسك بيدها بعدما أخذ الكوب الساخن منها ووضعه على الطاوله الجانبيه/العوض عند الكريم يا بنت، انتي قويه...


هزت رأسها بحسره وهي تصد و دموعها تتمرد على أهدابها، لم تعد قوية بعد هذه الخساره المفجعه، و لم يعد هنالك ما يدعوها لحبس دموعها عنه الآن، لم يعد هنالك ما يجعلها تفكر بشيء سوا مرارة الفقد..

.
.
.
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور رشآ الخياليه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغيوم...بقلمي, وراء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t202091.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 04-08-17 12:08 AM
Untitled document This thread Refback 01-05-16 04:49 AM


الساعة الآن 07:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية