كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
لا تصدق أنها تراهما أخيراً يقفان بجانب بعضهما و هو يمسك بيد زوجته ليطمأنها بأن علاقته بها صارت بخير أخيراً، شعرت بأنها ستبكي فرحاً، كانت تحمل همهما وهي غربتها هذه/ماني مصدقه و الله ماني مصدقه، الحمدلله دحرتوا ابليس!
ضحك/رشا لا تصيحين، تخلينا نندم اننا جينا!!
تقدمت لهما وهي تضمهما معاً/والله انه احلى خبر من مده طويله.. احبكم الله ياخذكم
ضحكت ليال/ما شاء الله ختمتيها ختمه روعه..
وليد وهو يبتسم لها/لا تواخذينها ماتعرف تنسق جمل حلوه.
ضربته على يده/لا تتريق علي.. اجلسوا خلوني اضيّفكم.. اليوم بناخذ راحتنا بالبيت، ابو فرهاد رايح دورة عمل ثلاث أيام في فرانكفورت.
وليد/والله ماندري دورة عمل و الا رايح يرتاح منك شوي
ليال رفعت حاجبها بإعتراض/أهاااه، و انا اقوول ليهثلاث أرباع يومك بالمستشفى، طلع تتهرب مني!!!.. حتى بالربع حقي بعد تتكلم بجوالك عن العمل معليش لا تخليني اصادر جوالك و انت معي
ابتسم وهو يقود سيارته/لا عااد هذا شغلي، لازم تتعاونين معي،
ابتسمت رشا بخبث/حبيبي هي بعد تركت شغلها و حياتها و جتك، المفروض عالأقل تظهر لها شوية اهتمام
ليال بتأييد/والله صادقه رشا، انقلع لا تكلمني
اتسعت عينيه وهو يلتفت إليها بنظرات/هييي رشا لا تشعلينهااا الدعوه مب ناقصتك
ضحكت رشا وهي تقف/خلك توولع حريقه،ترى للحين بكبدي هذاك اليوم، بس خلني ساكته، يلا بروح اجيب ضيافتكم
نظرت بشك وهي ترى رشا ترمي الكلمات على وليد الذي اتسعت عينيه/لحظه رشا وش السالفه؟ وش مهبب وراي؟
رشا وهي ذاهبه/تعالي معاي المطبخ اقولك
تأفف وهو يرى فرهاد يجلس في كرسيه بإبتسامه هادئه، للتو انتبه له، ليبتسم له و يتجه إليه يلتقطه و يحمله/خلنا نلحق أمك لا تهل السبحه على ليال ثم وش يفكني الليله.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نزلت مسرعه وهي تطرق الباب بقوه، و تنادي و لكن لا أحد يرد لتلتفت إلى أخيها برجاء/آدم الله يخليك تعال افتح الباب
رفع حاجبه بإستنكار/وشو؟!!صاحيه انتي؟ انتظريها شوي و بتفتح لك
اخذت بضرب الباب مجدداً بمساعدت والدتها ولكن دون جدوى حتى تدخل بنفسه و كسر الباب و اقتحم/يلا تفضلوا، صرت حرامي علشان بنتك يمه
دخلت تسابق خطواتها للداخل فالباب مشرع، كعادتها تخاف ان تغلق شيء..
دخلت و لم تجدها لتصعد للأعلى و تبعتها والدتها...
دخل هو بدوره فالخوف ان يكون هنالك لص و والدته بالداخل، لاحظ قط صغير يعبث تحت الطاوله بهاتف نقال و قد كسر شاشته، ليلتقطه بالتأكيد هذا هاتفها، لمح شاشة التلفاز في الغرفه المجاوره على قناة أخبار و كوب و صحن اقترب منه ليرى اطراف سواد شعرها خلف الأريكه، انتابه رعب و لكنه اقترب ليطل عليها ويجدها جالسه متكوره على نفسها و رقبتها مائله تبدو غائبه عن الوعي، أو لعلها ماتت،...
اقترب منها وهو يلمس يدها ليجدها بارده، للمرة الأولى يتعاطف مع أخته و مريم، حال المنزل وهو خالٍ مرعب، حملها بخفه فهي نحيله جداً و تبدو كالريشه ليخرج بها من الغرفه على نزول أمه و أخته الباكيه ليطمئنها/لا تخافين البنت بس مغمى عليها، ألحقيني بعبايتها، و لا تنسين أوراقها الشخصيه و هويتها
فرحت بتصرف إبنها العفوي/اي يمه نوديها المستشفى نشوف شفيها
هز رأسه بالموافقه وهو يخرج بصحبتها و تلحق بهم غريبه بعد ذلك...، و تغلق الباب خلفها.. كم هي ممتنه لتفّهم اخيها اخيراً و مساعدته..،
.
.
.
.
.
.
.
عند مدرسة قيادة السيارات.. خرجت محبطه متجهه إليه فهو يقف بجانب سيارته و ينتظرها/سلام
بإبتسامه/وعليكم السلام، شفيك مكتئبه كذا؟ لا يكون رسبتي
تكتفت تكتم غضبها/ما رسبت بس كنت برسب و السبب اللي تختبرني، ما تعرف الكلتش من الفرامل.. تستهبل
كتم ضحكته وهو يعطيها المفتاح/اهم شيء اجتزتي الاختبار،و افتكينا من المشاوير، وصلينا البيت أنتي
ركبت السياره وهي تربط حزام الأمان/تدري شلون والله لولا انه اختبار إلزامي عشان الرخصه ما تنازلت لهالغبيه تعلمني بعد.
ضحك/يا بنت الحلال افتكيتي منها خلاص
انطلقت بسيارتها/صددقني هي سبب رسوب البنات، اقولك لها مصطلحات خاصه فيها محد يعرفها،
بإبتسامه ينظر إلى حديثها الغاضب و حماسها/طيب انسي هذيك، افتكيتي منها خلاص
إبتسمت له و هي ترى بعض الشعرات البيضاء الصغيره في لحيته/يا حبي لك يا شايبي
ضحكت من تسميتها/ما قلتي وش تبين سيارتك؟
ابتسمت وهي تراه يغير الحديث/انا طلبت من أخوي ما يتصرف بالبنتلي عشان أخذها..
عقد حاجبه بإستنكار/لا والله!!
اردفت بعفويه/تعرف ما يستخدمها، احسن ما تخرب من طول الوقفه.. و
قاطعها وهو يحاول كبت غضبه/انتي تقولينه صادقه؟ و الا تستهبلين؟
خافت من جديته/قاسي شفيك؟ ترى عادي
بغضب/لا ماهو عادي، انتي عند رجال قادر يصرف عليك، كملي طريقك للبيت و لا تفتحين هالموضوع مره ثانيه. و لا تذكرين اخوك فيه فاهمه
إلتزمت صمتها وهي تكمل طريقها، فالمفتاح معها و قد قدمه لها نايف منذ فتره، سيُجن قاسي لو عرف بذلك، لذلك ستعيد المفتاح فيما بعد لأخيها وستغلق هذا الباب، من أجله..
حاولت تلطيف الجو قليلاً/طيب خلاص.. لا تعقد لي حواجبك
تحدث بتأكيد/شوفي نيفادا، للآن انا و انتي اتوقع قطعنا شوط مهم أن كل واحد فهم الثاني، مابي يجي يوم انصدم ان كل هالتفاهم يصير مجرد شيء حصل بالصدفه، و ان كل اللي صار كان وهم
خافت من نبرته و ما يتحدث عنه/قاسي وش تقول أنت، وشو اللي " للآن.. و بالصدفه". قاسي وش تبي توصل له؟
بأمر/انتبهي للطريق قدامك
حبستها في نفسها و هي تكمل الطريق بصمت، لا تعلم مالذي جعله يتفوه بهكذا حديث مبعثر لا رأس له، كان كل شيء على ما يرام حتى قبل قليل..!
.
.
.
.
.
.
.
ظلت بالإنتظار مع والدتها كما طلب إليهما آدم، ساعتين تمر../يمه تأخروا صح.. معقوله للحين ما وعت و الا كيف
بحزن يتغذى على قلبها، امسكت بيدها/الله يكون بعونها يا بنتي
قررت الذهاب/انا بدخل اشوف شصار لها آدم تأخر عندهم
شدت على يدها وهي تختنق بعبرتها/لا يمه، بيزعل عليك اخوك، خليه يتدبر الأمر بنفسه، آدم فاهم وش قاعد يسوي،
شعرت بتعثر نبرتها لتقترب منها/يمه ليه تبكين اللحين؟
رفعت يدها وهي تقبلها بمشاعر أم نقيه/يوم كانت تضيق بك الوسيعه من كان يفزع لك، من كان يضمك و يشيل همك؟ جرح كبدي ماهو بهين يابنتي
احترقت عينيها بدموع لم تعهد حرارتها من قبل، كيف تفكر هذه السيده، كيف تشعر، كيف كانت معها من قبل و من بعد، ماذا لو أنها تربت بين هذه اليدين الحانيتين منذ ولادتها لتبتسم لها وسط دموعها/انتي تجننين، تعرفين هالشيء؟!
ابتسمت هي الأخرى وهي تمسح دموعها/الله لا يبعدنا عن بعض يمه، عساني ماذوق بعدك، شوفي حتى لو تزوجتي، شرطي بالزواج تعيشين معي بالبيت انتي وزوجك، غير كذا ماني سامحه لأحد ياخذك بعيد عني
اتسعت ابتسامته/شرط يناسبني، لكن و مريم؟
.
.
.
.
.
.
.
.
كان يقف قبالة سريرها يتحدث للطبيب و يقرأون تخطيط القلب و العلامات الحيويه لها..، فتحت عينيها ببطئ و هي تشعر أن طاقتها نضبت و قلبها يوشك على التوقف، حمدلله أن التنفس أمر لا إرادي كل قواها الآن لا وجود لها، لا مزيداً من الضغط و الخوف، و لكن هذا الرجل..نعم انه هو الذي صرخ بوجهها ذات مره من أجل غريبه، نعم هو أخوها.. !!
خرج ذلك الطبيب و لحق به و لم ينتبه لإفاقتها.. ما زالت تتذكره بتلك النظرة التي أرعبتها الآن اكثر و جعلتها تبتلع ريقها بصعوبه، حلقها جاف جداً.. و لا تعرف لماذا هي دائماً محاصره و متى النهايه، شدت اللحاف وهي تتكور مجدداً... لتصرخ من شيء يحاصر رئتيها و يحبط بعنقها و يمنعها من التنفس براحه...،
دخل مسرعاً و معه الطبيب و الممرضه وهذه المره غريبه معهم، وقف عند الباب و رآها تتكور و عينيها تمتلىء رعباً، تأكد الآن مالذي تعاني منه، ذلك جعله ينظر إليها بنظرة الرحمه و الشفقه، ليس عليه غريب ما اكتشفه بحالتها فهو أخصائي اجتماعي و لديه إطلاع على هكذا حالات..،
بكت وهي ترجو الممرضه و تمسك بيد غريبه/الله يخليك غريبه قولي لهم لا يسكرون الباب بموت.
لحظات من الألم النفسي عاشته حتى تم دخلها المهدئ و عادت للنوم مجدداً..،
خرجت من عندها وهي محبطه باكيه، تعرف أن تركها لها جعلها بهذه الحال المزريه..،
لم تعد تستطيع الرؤيه من دموعها ليمسك بيدها خافت و هي تسحب يدها قبل ان تلتفت إليه/حرام عليك خوفتني آدم
لا يعلم لماذا و لكن اليوم شعر بالعار من نفسه كيف كان يثقل عليها /تعالي نجلس شوي بنتكلم
استغربت طلبه وهي تجلس/آدم اسفه اني اتعبتك معنا اليوم، بس والله العظيم محتاجه مساعدتك، انت اليوم سويت فيني خير و انقذت البنت اللي فتحت لي بيتها و خلتني اختها..
ابتسم/انا ماني بزعلان، الأخ لازم يخدم أخته، انتي اختي بالنهايه صح؟
انعقد لسانها من سعادتها و إنهارت بالدموع مجدداً ، لا يعرف أنه بهذا التصريح قد صب على جحيم حياتها المتلاطم ماءاً بارداً/أختك؟! صح أخوي
شعر بالورطه، هي تغرق ببحر من دموعها/سلاف لا تصيحين.. ناظريني و تكلمي عن مريم، ابي اعرف كيف وصلت لهالمرحله و متى.. و ابشري باللي يعالجها ان شاء الله.
تسائلت بلهفه/بتوديها لطبيب نفسي صح؟ الشموس قالت هالكلام بعد.. هي محتاجه له
ابتسم لسعادتها و براءتها وهي تتحدث بتحريك يديها/انا بشرف على علاجها.. واضح انها كانت متعرضه لصدمه و تطور عندها الوضع لحالات الهلع....
هزت رأسها بحزن/عاد أنا زودتها عليها و تركتها، لو ما تركتها كان...
قاطعها وهو يقترب و يمسك كفيها و يثبتها بهدوء/هذا يسمونه توتر و شعور بالذنب طبيعي، اهدأي و خلينا نساعد البنت
لم تصدق أنه أخيها الذي كان يعبس بوجهها حتى هذا الصباح، شعرت بالدفء وهي ترى عينيه المشابهه لعينيها تبتسم لها، نعم كانت تشعر بتلك الإبتسامه...،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في المؤسسه..،
ترك النظر لورقته ووضع نظارته على سطح المكتب وهو يرفع ناظريه لسيف الذي يجلس بهدوء/نعم؟؟
بكامل هدوءه الظاهر/مثلما قلت بستقيل
اعتدل بجلسته/الأسباب؟!!
رفع حاجبه/لازم أسباب يعني؟
ترك كرسيه/طبعاً، علشان اشوف أقبل هالاستقاله أو لا.. انت من الموظفين المقربين لي، و ماني مستعد افرط فيك
فتح زر آخر بأعلى ياقته ثم جمع كفيه وهو يحاول ان يلملم صبره/ابو راكان انا حاب اترك الرياض، عالأقل لفتره.. ابي أروح لجده او الدمام.. مادري، أي مكان المهم اطلع من الرياض
هز رأسه بأسف/المهم تطلع من الرياض؟؟ ليه؟ وش مخليك تهج من الرياض؟ قول يمكن نقدر نساعد
اخذ كأس الماء الذي أمامه و شربه دفعه واحده وهو يدعي الهدوء/ماله داعي.. بدبر نفسي برا الرياض
بإبتسامه ساخره/اهلها و عرفتهم روح و اخطبها مره ثانيه،تصرف لا تهرب يالجبان
وقف غاضباً هذه المره/ابو راكان تكفى، انا والله مابي اغلط عليك..
رفع اكمام ثوبه و طرفي شماغه للأعلى/لا اذا كان هالشيء بينفعك، عادي مسموح حاول تغلط علي وانا برد عليك رد يشفيك و يرجع لك عقلك لأن استقاله مافي
تمالك أعصابه ااخيراً/عزام يرحم والديك، اعصابي تالفه و م...
قاطعه بهدوء فهو يعرف تماماَ حالته التي يعيشها/خذ إجازه و اطلع برا السعوديه بكبرها، سافر و لا تفكر بشيء ابد.. ريح راسك و قلبك... و تأكد أن عثرات الهوى لها علاج و بعض المفارق خيره..
ابتسم بحسرة خاسر/بعضه، ماهو كله يا عزام.. و ما لعثرات الهوى الا الكسور اللي مالها جبر... سلام.
رآه يخرج بهدوء كما دخل، ليهز رأسه وهو يبتسم لحديث سيف، الله وحده قادر على إنتزاع الشعور و إستبداله بآخر أجمل و أكثر صدقاً.. دعه يذهب و ستريه الأيام تقلباتها.. لتذيقه من الحالي بعد لوعة مرارتها...
رن هاتفه ليتجه إليه و يلتقطه، إستغرب أنها تتصل به الآن، لم تتصل به في العمل منذ فترة طويله جداً، رد بقلق/ألوه الشموس فيك شيء؟
على الطرف الآخر بصوت متوتر/لا مافي شيء .. بس ا..... وينك؟
جلس على كرسيه و التقط ملفاً ليفتحه/أنا في مكتبي، انتي عارفه اني فالمؤسسه يا قلبي، وش بغيتي؟ .
تنهدت تنفسها/لا و لا شيء،... حسيتك تأخرت و قلت أتطمن
نظر لساعته/ام راكان، ترى باقي وقت وااجد على نهاية الدوام، شفيك؟ تبين شيء؟ تعبانه؟
على الطرف الآخر تنفست بتوتر و هي متردده/لا.. شكراً، خلك مكانك.. أنا بحاول أرجع أنام.. يلا سلام..
أغلق الهاتف بعدما ودعها، استغرب كثيراً إتصالها، و لكن لم تفوته نبرة صوتها المليئه بالألم.. خرج متجهاً الى محمد الذي يجلس عل مكتبه يباشر عمله/محمد
رفع رأسه بإبتسامه/سم يبو راكان
رفع طرفي شماغه للأعلى/باقي ساعتين ع نهاية الدوام، أنا طالع ضروري، سكر مكتبي و قول لحمزه يستقبل أي اتصال يخصني و يأجله لبكرا...
هز رأسه و الإبتسامه ترتسم على وجهه بحرج/أبشر، دام كذا انا بعد مالي قعده، اقدر أطلع للبيت بدري هاه؟
بإبتسامة خبث/اطلع بدري، معذوور يالعريس.....يلا سلام.
ابتسم للفراغ بعد ذهاب عزام، ليقرر شيء وهو يخرج هاتفه ليتصل بالمنزل، و لكنه تراجع وهو يتذكر أنه نزع سلك الهاتف و منع كل التكنولوجيا ووسائل الاتصال عنها،..
حقيقة لا يعرف كيف سيستمر معها هكذا.. و لكن ترك ذلك للأيام..
.
.
.
.
.
.
نفضت معها سريرها وهي تتذمر /يعنيما أجيك إلا وتستغليني ارتب غرفتك.. مستحييل يا شهد تفاجئيني بعزيمه لو كان فالبر
ضحكت/توني مسويه لك قهوه و حلى علشانك رغم اني ماكل حلى.. يمه منك
اخذت الوساده وهي تلبسها كيسها الجديد/اييه سكتيني بها
وقفت وهي تنظر للمساحه التي يأخذها المكتب الصغير/هذا لازم ينشال عشان احط سرير ولدي مكانه.. و بغير ديكور الغرفه بحط الوان صيفيه فاتحه شرايك؟
انتهت من الوساده لتتخصر/و الكمبيوتر حقك و شغلك؟
ضحكت/شغلي مو اهم من ولدي، اصلا كمبيوتري بغيره، اتوقع خلاص عمره الإفتراضي خلص و ماقصر معي من الثانويه و خرجني من الجامعه.. بجيب غيره و اساسا بالشنطه يعني ماله داعي مكاتب
صمتت وهي تفكر قليلاً و ترى راحة شهد بالحديث عن مستقبلها مع طفلها..
لاحظت شرودها لتبتسم/شفيك سكتي فجأه؟
نطقت بتردد و خوف من المستقبل القريب/كنتي تحبين نايف؟ كيف أثر عليك الانفصال؟
سحبت الكرسي لتجلس وهي تجمع شعرها المموج بأريحيه و تتركه ينساب على كتفها/هو مو حب حب، لا، كان بينا حاله من السلام و الرضا فقط، يعني مادري كيف اشرح لك!
شدها حديثها/مو هذا الحب؟
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم/الحب يستوجب التضحيه و الغفران، و بالأصح يعمي عيونا عن الغلطات الكبيره قبل الصغيره..
نايف انتي عارفه ظروف زواجي منه كان بدايته شفقه و أي شيء يجيك شفقه ماله علاقه بالحب... اوهام
دعكت جبينها بتوتر ثم راحت تجلس على طرف الطاوله وهي تشعر برغبه في الثرثره و لكن تعجز عن إيجاد كلمة إستفتاحيه واحده لثرثرتها..،
عرفت ما يدور داخلها، هي لم تكن تصمت وسط ثرثراتهن، و لكن منذ فتره ليست بسيطه تغيرت و صارت تسكت اكثر مما تتكلم/صار اللي كنتي تعوذين منه؟حبيتيه صح؟
مسحت على وجهها بكلتا يديها وهي تغير مكانها وتجلس على طرف السرير،ثم رفعت عينيها إلى شهد/قلبي يوجعني يا شهد.. حيل حيل يعني كيف أشرح لك؟ لدرجة اني افتش وراه... إذا رجع البيت استقبله بضمه مو عشان شوق لا.. كنت احاول ادور على عطر ثاني غير عطره، هو للآن مانتبه لتصرفاتي هذي و اتوقع مفسرها زيادة محبه لا أكثر.
استرخت بجلستها وهي تسمعها حتى انتهت/هند هذي غيره مرضيه.. و الا شاكه فيه؟؟
حاولت ان تمنع شفتيها من الانهزام أمام رغبتها في البكاء، و لكن تعثرت نبرتها/شهد أنا ماقدر احمل بشكل طبيعي، فرص حملي ضعيفه جداَ، وهو ما برد خاطري بالعلاج و لا تعب نفسه معي، كل يوم أخاف يبتعد عني و يتزوج علي، حتى لو مجرد سرحانه وهو معي اغار ، انجن تفهمين علي؟
ابتعلت غصتها بعد رؤية دموعها، يالضعف النساء أمام قلوبهن مهما اشتدت قوتهن/هند ترى والله بدري على حملك.. ترى انا و انتي صغاار لا يغرك حملي بدري
هدأت من بكائها وهي تمسح دموعها/تدرين شلون؟ أنا فكرة الحمل شلتها من راسي خلاص، و كنسلت مواعيدي هالشهر و حلفت ما اتعب نفسي، لو تعرفين كم تبهذلت بالسنه اللي راحت ماراح تصدقين، لو بي أمل حملت لكن خلاص.. رضيت باللي كاتبه ربي أخيراَ، وهذا اللي مخليني عايشه على كف عفريت، ان تزوج علي عبدالرحمن مدري وش بيصير فيني والله..
بإبتسامه/سهله..ماتقدرين تتحملين الضرّه انفصلي.. ليه مصعبتها؟
إلتفتت إليها مصدومه من برود حديثها/و عبدالرحمن؟
بنفس إبتسامتها/الحقيقه توجع لكن بالنهايه هي حقيقه، ليه مستصعبه ترك واحد جاب عليك ضره بكل سهوله و اكيد يعني بتحمل و بتجيب له عيال و بينساك مع عياله و ام عياله. نصيحه إذا فعلاً قرر يتزوج عليك مستقبلاً ساعتها انسحبي من حياته.. علشانك يعني
تركت لها المكان و خرجت، هل تظن أن الامور سهله كما تراها؟!!
عادت لتسترخي بجلوسها و يدها تداعب بطنها البارز، على المرء ان لا يسلّم قلبه زمام أموره.. كما فعلت هي، و ساعدها على ذلك أنها لم تقضي أياماً جميله مع نايف...
ابتسمت بسخريه لذلك الماضي القريب معه، هو فعلاَ لم يكن يراها عندما كانت عنده في بيته..،لم يلاحقها إلا بعدما تركته وشعر أن شيئاً يملكه أُخذ منه، هي ليست من ممتلكات ذلك المدلل.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
دخل جناحه وهو ينزع شماغه و يفتح زري ثوبه من أعلى، سأل عنها و لم يجدها مع هوازن.. و اخبره والده أنه لم يراها اليوم..،. رآها هناك عند الشرفه تجلس بردائها الزهري و شعرها يتهادى فوق ردائها و على كتفها الأيمن على طبيعته.. تجلس شبه مسترخيه صامته..،
تستمع للريح الخفيف خلف نافذتها الكبيره..
الإنكسار لا يليق بها.. و لا تستطيع ان تخرج من غرفتها حينما تشعر بضعفها قد يطفو على ملامحها.. و فعلاً تمكن منها هذه المره و باتت ملامحها تحكي كل ما يدور داخلها..إبتداءاَ من السواد الذي تحت عينيها و عظام خديها البارزه و حتى نقص وزنها...،
كان سيخرج و لكنه تفاجئ بصوتها بدون أن تلتفت إليه/لا تروح..
إبتسم وهو يذهب و يجلس بجوارها و يشاركها الأريكه و يده ترتاح على طرف الأريكه خلفها/كيف عرفتي اني جيت؟ كنت حريص ما اطلع صوت
أمالت بنفسها على صدره القريب منها/فضحك عطرك
صمت وهو يراها لا تتردد مؤخراً بإظهار حاجتها له، و فرحتها بإقترابه.. هذا شيء يسعده و يؤلمه بنفس الوقت، يعرف أنها تعيش صراعاً داخلها و و تشعر أنها تحارب وحدها على الجبهه/تجين نطلع؟
ابتسمت وهي تداعب أزرة ثوبه/وين؟
رفع رأسه يفكر قليلاً /مدري خلينا و بعدها نقرر الوجهه، شرايك؟
بهدوءها المرهق/راكان معنا و الا لا؟
بإبتسامه/مع أنه بيضايقني بس ما عليه ناخذه.
شدت على عناقه و أغمضت عينيها براحه كانت تبحث عنها منذ فتره ليست بالقصيره.. مهما كانت قويه هي محتاجه لحضن ترتاح فيه..
نفذت طاقتها من التحمًل و مواجهة جيش الألم لوحدها و محاربته، غلبتها الظروف و كسرتها و باتت تبحث عن حضن يلملم شتات روحها، عن إطمئنان يضيف السكينة لقلبها و عن كلمه لطيفه تسندها و تعطيها أملاَ، فليست كل الأيام ضاحكه و جميله..
.
.
.
.
.
.
.
.
في مكتب صالح للمحاماة..،
منذ دقائق يجلس سيف يداعب سُبحته بإنتظار إنتهاء مهند وهو يرفع طرفي شماغه بشكل فوضوي/مهند يخوي متى بتخلص؟
اغلق ملفاً بين يديه/ماعليه هذا له مرافعه بكرا بدري، ما قلت لي وراك جاي اليوم بدري، ع اساس عندك دوام!!
بلا اهتمام/قدمت استقالتي ابي انقل
استغرب/أفااا سويتها صدق؟ والله اني أحسبك تمزح.!
بتملل/ابي اطلع برا الرياض،و افكر اشتري خيل..شرايك
ضحك وهو يستمع لنبرة السخريه منه/بتهج و بتشتري خيل.. اركد علينا يا ولد
ضحك هو الآخر ليقف/يلا يلا مشينا بس بموت جوع
طرق الباب في هذه اللحظات ليدخل بهدوء، بثوب شتوي بنفس لون عينيه و شماغ/السلام عليكم
تفاجئ كلاهما/و عليكم السلام..!
تقدم قليلاً وهو يتجاهل وجود سيف/اعتذر يا مهند عن جيتي بدون اتصال، لكن الموضوع ضروري شوي
قلق من ذلك الموضوع، بالتأكيد يخصها،..
تحدث مهند وهو يضيفه/تفضل،
إلتفت إلى سيف/الموضوع خاص
فهم أنه يطرده بطريقه أخرى هز رأسه وهو يلتفت إلى مهند/انا طالع للمكان اللي انت خابر، إذا خلصت تعال
رآه يخرج ليجلس/تفضل اخوي آدم... أي خدمه؟
بإبتسامه مرتبكه و لكن بشكل مباشر /مهند مابي أأخرك و انت مخلص دوامك، و لا ابي استشاره، لكن بما أنك كنت ماسك اعمال عزام اللي تخص أختي و مريم، أنا محتاج منك أعرف كل شيء يخصهم..
استغرب أن يجمع مريم بأخته/مريم؟!
بجديه/مريم حالياً بالمستشفى و الوالده حابه تستضيفها ولو مؤقتاً لذلك أنا حاب أكون على بينه.. أرجوك تتعاون معي..
.
.
.
.
|