كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
79))ما وراء الغيوم..،
.
كانت واحده من أثقل المراحل التي من الصعب وصف كئآبتها..!
.
َمنذ أن عرفت ما بالشموس وهي تعجز عن الإستيعاب، ما سمعته منها في حالة ضعفها كان أكثر الأشياء الحزينه التي مرت عليها منذ مده...،
اجتمع الهم و كسر أختها أمامها بمشهد لم تعهده منها من قبل.. و لكنها تعرف لماذا، الأمومه هي التي جعلت قلبها هش و يخاف، هي من جعلت دموع خوفها تنزل بلا تردد.
و بالمقابل رفضها للتفريط بجنينها رغم كل المؤشرات الغير مبشره بسلامته..!
نعم سكتت و استطاعت ان تخرجها من غرفتها و مسحت دموعها و لكنها تعلم تمام العلم ان جُرح قلب الأم في طفلها لا يبرأ و لا يلتئم ابداً.
صامده أمام الجميع و لكنها تنهار وحدها.
لم ترتاح لحال نيفادا كنذ خرجت بأختها معهم، رغم تبسم الشموس القليل، تلاحظ أن هنالك شيء يدور في الكواليس و لا تعلمه، انتظرت حتئ فرغن من العشاء لتسأل بفضول/بنات فيه شي صاير و مخبينه عني؟
سكتت نيفادا وهي تلتفت للشموس التي ابتسمت و اجابتها/وش بيصير بدون علمك الله يهديك، الا ما قلتي وش اخبار جاسر قبل شوي سمعتك تكلمينه!
تذكرت ما قاله بتنهيده/فسخ خطوبته من بنت عمه، يقول عرف عمه انه زارني و يبي يقعد عندي
استغربت/ليه ان شاء الله زاير تل أبيب؟! و الا أمه.. وش هالناس المريضه هذي؟
نطقت بضيق/والله كسر خاطري كان زعلان باين بصوته القهر، يبون يتحكمون بحياة ولدي
نيفادا/خيره دامه انفصل عنها قبل الملكه.. اللي اهلها كذا البعد عنهم راحه
الشموس بتأييد/فعلاً يام رواد لا يضيق صدرك بس
هزت رأسها/الله يعين، بكرا بيجيني هنا و بشوف وش ناوي عليه.
بمسايره/الله يكتب اللي فيه خير.. بس عاد أخاف يبي ياخذك تسكنين معه و تخلينا!
نيفادا بإعتراض/لا والله ماتروح و تخلي بيتها سلامات!! خالتي تكفييين لا تروحين طلبتك
ابتسمت/انا أصلاً خذيت قراري، ماراح اطلع من بيت راكان لين اموت. ريحة الحبيب ذكرياته و عياله حولي.. انا حياتي عشتها فعلياً هنا.. فكرة الخروج من هالبيت بالنسبه لي صعبه حيل و بفهم جاسر هالنقطه و يا رب يفهمني
نيفادا بسعاده/اي الحمدلله.. فكرة انك تطلعين لبيت ثاني لا انسي تكفين
ام رواد/يا حبي لك انتي و عيالك
امسكت بيدها/ياحبي لك انتي بعد عسى عيالك و عيالي بعد يبرونك
وقفت وهي تتبسم لهذا المشهد/يلا اخليكم، بروح انام، راكاان تعال ماما
نيفادا بحزن/تبين شيء قبل تنامين؟
حركت رأسها بالنفي وهي تتبسم لها/لا يا قلبي و نامي لا تشيلين همي، تعودت.. يلا تصبحون على خير
راقبتها وهي تمسك بيد طفلها و تبتعد.. و نيفادا تغرق في صمتها و لمعان عينيها/انا حااسه انكم موزّين عني شيء بس مادري وشو.
تنهدت وهي تحاول ان تبتسم/ابد مافيه شيء بس قلقانه على اختي
ابتسمت لها وهي تسمع صوت طفلتها/لا تشيلين همها هي عارفه وش قاعده تسوي، يلا قوومي هذي غنى تصيح
.
.
.
.
.
في المجلس..،
سكب لزوج خالته كاسة نعناع و جلس يستمع لأحاديثه القليله و المختصره..،
اخذ منه الكاسه وهو يبتسم لذكرى رفيق كفاحه القديم/ايييه يا خالد عساك للجنه، عز الله من خلف ما مات.
فرح بهذه الذكرى و الدعوه/تعيش يا بو عزام.. كنت انت و الوالد رفاقه
هز رأسه بوجد لرياح الحنين لأيامٍ لن تعود/عز الرفاقه يا قاسي..و ما قصر خالد رباك انت وعزام و طلعكم رجال ينشد فيكم الظهر، يمال الجنه.
ارتشف من كاسته وهو يحاول الصدود عن بريق عيني ذلك الكهل الحزين، ليتذكر/ايه ما قلت لي عن اخبارك بعيد عنا.. كيف عشت ايامك هناك
تذكر مرارة تلك الأيام في نفسه فهو لم يكن يعرف له ماضي و يجهل نفسه بشكل مخيف/الله ما ينسى عبيده، و التدبير من عنده
سأله بفضول/بس كيف زوجك الرجال بنته وهو ما يعرفك، غريبه شوي
ارتشف من كاسته/الرجال اللي كنت عنده شايب ماهو صغير سن، مرته الثانيه مدري الثالثه كانت الظاهر صغيرة سن جابت له بنت ماكانت عاديه... يعني مكفوفه و معاقه بأحد رجليها، بعد سنتين مرض الرجال و طاح حيله و هجت و تركته، ماقعد عنده غير هالبنيه و زوجته الكبيره..
لم يفهم و لكن تصرف تلك الزوجه نرفزه/وش صار عالبنيه المكفوفه يا خال؟ مسيكينه
ابتسم/لا يا ولدي البنت ماعليها قاصر قايمه بنفسها و بيت اهلها لكن ربعها مرضى، وفزت بها أنا يالفقير لله وجابت لي هوازن، و انا اللي صرت مسكين يوم ماتت أم هوازن.. و الله انه كان اصعب شيء مريت فيه.. كانت ذكرياتي
ابتسم لرقة قلبه، ما اجمل التقدم في السن، يجعل الإنسان أكثر حكمه و أكثر رحمه و تقدير لقيمة الإنسان و المكان/قصه عجيبه.
بإبتسامه/المستفاد منها لا تكثر نسوان و لا تتزوج لك بزر متى ما برد حيلك تركتك و هجت
ضحك و لكن لا يعلم لماذا تذكر نفسه و زواجه من نيفادا.. و لكن هو مازال شاباً.. وهي تحبه..
سكب لنفسه كاسة أخرى وهو يستعيذ من وساوسه بإبتسامه...
.
.
.
.
.
.
.
خرج من اجتماع متأخر بصحبة سيف و مهند/شباب تأخرنا والله
مهند/اي والله و الأهل يتصلون.
ربت على كتفه/انت طيرااان لأهلك بسرعه لا تخلي اختي تنتظرك للصبح و بكرا تراك اجازه من المؤسسه و بكلم لك صالح بعد
ضحك مهند/الحمدلله لي واسطه قويه
سيف/الله يوفقك يا مهند
اوصلوه لسيارته ليراقبه سيف حتى اختفى، الجميع لديهم ما يهتمون بهم و لديهم من ينتظرهم في المنزل إلا هو،
فعلاً الوحده موت بطيء.
لاحظ عزام شروده الذي ازداد مؤخراً/سيف علامك، روح سيارتك وش تنتظر
ضحك وهو يسحب شمغه و يضعها على كتفه/انا ما انتظر أحد و لا أحد ينتظرني.. رجال حر يعني
بإبتسامه/بتتزوج ان شاء الله و بتلقى من تقيدك عندها
أشار بيده/يصير خير..
تعاطف معه وهو يرى حزن خسارته الواضح، يعرف تماماً هذه النظره اللامباليه و الفاقده للأمل، لن يتحدث معه و يناقشه، يعرف ان رفض الحبيبه هو اعظم خساراته../يلا تصبح على خير.
لحظات ليرى المكان حوله خالياً من الماره و الناس..، كيف سيمضي البقية من عمره هكذا، وهو ما زال يرفض فكرة أن يتزوج غيرها او أن تطلب له "الخطابه" كما اقترح عليه احدهم..،
من الظلم ان يتزوج و جرح رفضها ما زال ينزف، عليه أولاً أن يداوي نفسه منها قبل أن يبحث عن أخرى..،
ثم لعلها الوحده و ربما الجفاف الذي يعيشه هو ما جعله يتعلق بها و يتوهم المشاعر تجاهها..
منذ الغد سيتحدث لعزام عن ترك العمل هنا.. سينتقل لمدينة أخرى لعله يسلى.
.
.
.
.
.
.
.
دخل الغرفه وهو يحسب خطواته بهدوء، لعلها نامت بسلام الليله.. لم يعد يحتمل رؤية دموعها.. تؤلمه مسحة الحزن الطاغيه عليها هذه الفتره..
تبسم وهو يراها تنام براحه محتضنه طفلها، هذه الليله لا سعاده تضاهي سعادة راكان وهو ينام في حضنها..،
جلس على طرف السرير وهو يستمتع بهذا المشهد اللطيف.. ممسكه بيد طفلها و تغمض عينيها، حضن طفلها حل فعّال يجعلها تتغلب على حزنها.
لم يستطيع ان يشيح بنظره عنهما، أخذ جوالها الذي بالقرب منهما ليلتقط لهما صوره.
شعرت به وهو يعيد هاتفها مكانه لتفتح عينيها المطبقه بهدوء/عزام.. متى رجعت؟
ابتسم لها وهو يسترخي في مكانه و بينهما راكان/لي شويات هنا.. كملي نومك
ظلت مكانها وهي تنظر إليه يعينين ذابلتين من نعاسهما/معليش خليت راكان ينام بينا، حبيته يكون بحضني الليله
اقترب منهما ليقبله بدفء إبتسامه/يا حظه، أهم شيء راحتك
ابتسمت بذبول وهي تطبق أهدابها بهدوء وتعود لنومها، ظل يتأمل تلك العينين التي وضع السواد تحتها علامه و الشحوب يخطف نضارتها، تُرى أي ألم تصارعه داخلها و جعلها بهذه الصوره الهزيله..!
لم يعد بينهما سوى قلقه عليها الذي يزداد كل يوم، للدرجة التي يجعلها تحت ناظريه يراقبها طوال الليل، حتى يغافله النوم مكانه..،
يذكر مرض أمه الذي أذبلها و جعله ينام بجانبها يراقبها طوال الوقت وهو طفل ذو تسعة أعوام.. يراقبها تنطفئ بحزن حتى فارقته، مازال يشعر بمرارة شعور ذلك الطفل حينها.
.
.
.
.
.
.
.
.
عاد لمنزله متأخراً بعد سهرة في الثمامه مع الرفاق كعادته بعد الزواج،... يجدد فيها روحه و ينسى قليلاً ما يعكر مزاجه فيعود أقل حده و غضب..،
لم تكن موجوده تنتظره على أية حال هو لا يتوقع منها أن تنتظره حتى يعود..،
كاد يفتح باب الغرفه ليسمع رنين ضحكتها، للمرة الأولى يسمعها!!
اقتحم الباب وهو يراها متمدد مكانها من السرير و بيدها مجلة/وش يضحكك هاه؟!!
إزداد ضحكها بعد رؤيته يقترب لتدير المجله و تريه ما يضحكها/هذا
كتم ضحكته وهو ينتزع المجله منها، صورته في مجلة مصوره للأطفال للتعارف وهو طفل في الثامنه من عمره/من وين ماخذتها
ظلت تتأمل ملامحه التي تلين بإبتسامة يحاول إخفائها/كنت ارتب المستودع وشفتها، تعرف ماعندي تسالي و لا ناس يونسوني، و انت طول النهار و الليل برا
أغلق المجله و رفعها للطاوله البعيده/لعاد تاخذين شيء ماهو لك، لا تفتشين
رأته ينزع ملابسه و يلتقط منشفته/ليه؟ هذا بيتي و أسوي فيه اللي ابي، كفايه اني محبوسه فيه
إلتفت إليها غاضباً/لا ترادديني، صدق ماتنعطين وجه!
شعرت أنها تختنق. لتصد بصمت و تستلقي و تغطي نفسها بلحافها، هو يجور عليها بشكل لم تتخيله و لم تعرف له نهايه..
رفع الغطاء عنها وهو غاضب/لا تصدين عني و أنا اتكلم فاهمه؟!
ابتسمت بوجه مبتل بالدموع/فاهمه، مايحتاج كل هالصوت العالي ترى مافيه غيرنا بالغرفه و البيت و منت بعيد
تركها وهو يتمتم بغضب/علبالها بتكسرني بدموعها الكذابه.
دخل الحمام تحت نظراتها المكسوره، لا يمكن أن يعفو الرجل عن أي خطأ. تقسم أنهم لا يعرفون شيء أسمه المغفره... ابتداءاً بوالدها و انتهاءاً بزوجها... خطأ واحد فقط خطأ لم ترتكبه حتى، و لكنه كلفها كرامتها و حريتها و حياتها بالنهايه... الموت لهكذا علاقه...
وضعت رأسها على وسادتها و تغطت وهي تستجدي النوم، تتمناه ترجو من الله أن يمن عليها بنومة لا تصحو منها تحت رحمة رجل يعاديها نهاراً و يعشقها ليلاً في السرير.
بعد ثلاث دقائق خرج من حمامه يغني و بمزاج آخر ، غرق بعطره وهو يراها تدير ظهرها له، إرتدى ملابسه و راح يلتقط هاتفه يدير أغنية لمطربه المفضل خالد عبدالرحمن،.. و يجلس بمكانه من السرير ليتصفح تويتر قليلاً قبل نومه..،
تعرف أنه يستفزها بالصوت العالي، و تعرف مناوشاته حينما يريدها أن تنتبه له و لكن هذه الليله لن تستطيع حتى سماع صوته و حتى كرهت صوت خالد عبدالرحمن و هذه الأغنيه أضعافاً مضاعفه وهو يردد "تلقـي حيـاتـي كلهـا لـذة غرام مهمـا سهـر طرفي أو جـارت ظروفي،
أو عشت أنـا الحرمان تلقى حياتـي كلها لـذّة غـرام"
رآها تسحب اللحاف على رأسها بحركه توضح أنها ليست نائمه و لكنها تمثل النوم فقط، ابتسم وهو يناديها بهدوء فهو الآن في مزاجه/ريما.. ريما..
كم تكره هذه النبره المقيته منه، مازالت تدير له ظهرها، تجاهلته مدعيةً النوم،و هي تلعن أغاني الحب و من يحبون و من يؤمن بالحب و كل شيء يتعلق به الآن...،
ترك هاتفه جانباً ليقترب منها وهو يندس تحت اللحاف، هامساً/أدري مانمتي للحين.
شعرت به يلتصق بها و يضمها بقوه، لترد بنفس همسه/تعبانه بنام ممكن؟
ابعد شعرها عن عنقها وهو يشتم رائحة الورد خلف أذنها/نامي.. ماعليك
لا يمكنه ان يتخيل الجحيم الذي تعيشه الآن في هذه العلاقه الميته إلا من غريزته التي تجعله يأوي إليها ليلاً/محمد وقف الأغنيه بنام
أدارها ناحيته بإبتسامه/أنتي ماحولك نوم أصلاً. طول الوقت مرتاحه بالبيت، صحصحي معي.
ابتلعت غصتها وهي تستمع لكلماته الثقيله، يسمي سجنها راحه و صمتها نوماً و خضوعها مرغمه رضا، ظلت تتأمل عينيه بشيء من الحزن،وهي ترى يديه تداعب خدها بنعومه/تكرهني و بنفس الوقت تبي تسهر معي، كيف تصير هذي؟
ابتسم وهو يخطف قبلة سريعه/زوج مع زوجته، من تبيني أسهر معه يعني؟!
ماذا بوسعها أن تفعل، مات الإحساس وهو يغرقها بقبلات لذّته الوقتيه المقيته..،
لاحظ عدم تفاعلها معه، و كأنها ميته ليهمس/لذيذه بكل حاله يا ريما
اطلقت تنهيدتها/حبيتني؟
ابتسم بخبث/طبعاً و بهاللحظه مافكر بغيرك..
إتسعت إبتسامتها من خبث إجابته/وجهك الوسيم يغطي وراه خبث و لؤم..
بنفس تلك الإبتسامه/حبيتبني؟
ما زالت تبتسم بمكر/طبعاً.. و لكن هاللحظه ماهو أنت اللي أفكر فيه.
عقد حاجبه وهو يفهم إلتواء إجابتها المزدوجه/ماهو لازم تحبيني، و لا حتى تفكرين... المهم مالك غيري، لو تموتين
تجرأت ورفعت يدها تلامس لحيته الخفيفه/تغاار علي؟ يا روح أمك.
امسك أناملها الرقيقة من لحيته وهو يعصرها ببطئ بين انامله/روح أمي هااه، ان ماتعدلتي معي .
بدأت تشعر بالألم يزداد ضغطاً على أناملها لتقاطعه بسؤال يكاد يقتلها/لين متى بتعاقبني و بتوجعني.. و انت ماتقدر تنام ليله بدوني؟!
ليه ما تهجرني إذا منت قادر تسامحني؟
عاد ليبتسم بخبث/بهجرك لا تستعجلين، لكن لين ألقى البديل اللي يغنيني عنك.
هزت رأسها بمسايره/أهاه، قصدك أنك رخيص؟!
مازال يبتسم بخبث وهو يقترب من شفتيها بنوايا إنتقاميه،..
.
.
.
.
.
.
.
.
صباحاً في ألمانيا.... :
أيقظتها رائحة القهوه القويه، لم تراه بجانبها، عرفت أنه استيقظ باكراً لعمله..، تركت غرفتها بعدما غسلت وجهها و جففته.. لتتبسم وهي تراه يأكل واقفاً بشكل سريع و بيده كوب قهوته الذي أراحه على الطاوله...،
انتبه لخطواتها ليبتسم وهو ما زال يستدير/صح النوم
عانقته من الخلف مسندةً رأسها على ظهره وهي ما زالت تشعر بالكسل و الرغبه في النوم، و لكن رغبتها في رؤيته قبل ذهابه غلبت ذلك/صباح الخير حبيبي
تمايل ليمازحها/صباح النور، للحين مكسله وش صحاك؟
استندت على الطاوله بالقرب منه/ريحة القهوه نفاثه، كنت ابي اراقبك و انت تصلح لك فطور، الحمدلله ما سببت فوضى بالمطبخ
ضحك/الله يعينك قدامك ايام صعبه معي
بإبتسامه ناعسه حالمه/دامها معك ماعلي من صعبها
ارتشف من قهوته و مازال يمازحها/لا تحمسين مع مشاعرك، بكرا تلعنينها، انا انسان واضح معك و حذرتك
التزمت صمتها تراقبه بحب وهي تراه يترك قهوته و يذهب ليلتقط حقيبة لابتوبه و معطفه الثقيل و يقرر الخروج لتسأله/متى بتطلع اليوم
تنهد/الله اعلم، عندي اجتماع معهم اليوم وراح اعطيهم خبر بعدم رغبتي في الإستمرار هنا.. ابي اخلص كل شيء مرتبط بي هنا، خلال اقل شيء اسبوعين، علشان اتفرغ لك و لنفسي
ابتسمت بلطف وهي تقترب منه لتغلق ازرة قميصه المفتوحه و تقف على رؤوس أقدامها لتقترب منه فهو لا ينحني لقبلتها التي تريدها.. ثبتته و لكنه صد لتقبله على خده بدلاً من شفتيه و تهمس/حط ببالك حقي باخذه منك.
ابتسم وهو يتحدث بهدوء واقعي/هذي حدود حقك عندي، لا تعدينه مفهوم؟
مررت أناملها على لحيته مروراً بشفتيه بخبث/لا تتكلم بشيء ما يخصك.
انحنى ليقبل رقبتها وهو يشتمها/يلا اشوفك بعد الظهر... سلام
رأته يتركها و يبتعد بعجله لتلتفت إلى كوب قهوته الساخن الذي تركه خلفه، جلست ترتشف منه براحه،
تُرى مالمرض الذي يحرمها منه و يجعله خائفاً عليها متوتراً دائماً بحضورها؟. لا تريد ان تعيش هذه الحاله من الإبتعاد وهو بجانبها، تعرف توتره من اقترابها و خوفه عليها، و لكن هي من اختارته و انتقته و توجته على قلبها بمحض إرادتها و عليه ان يقتنع بإختيارها..
تذكرت أنها منذ البارحه تريد الإتصال بالشموس لتطمأنها كما وعدتها.. و ترتب نفسها لزيارة رشا الليله، ستفاجئها بذلك.
.
.
.
.
.
.
..
عند مريم....،
انتهت من نفض المنزل على صوت التلفزيون على قناة أطفال لعلها تستأنس به.. سكبت لنفسها كاسة شاي و جلست عند النافذه المشرعه على نسمات هواء الجو الذي يميل للدفء.. بدأت تنكسر حدة الشتاء و قارب على الرحيل..،
كل شيء هادئ نهاراً و لكن كيف لها ان ترتاح و الخوف يعانق صدرها بشكل مؤذي و خانق..
شعرت برعشة يدها تحرك كاسة الشاي بيدها، لا تستطيع ان تسيطر على افكارها المرعوبه، لا تستطيع ان تجلس هادئه للحظه و داخلها هزيم رعد و رياح تعصف بقلبها...،
سمعت صوت هاتفها يرن ولا تدري أين تركته، كانت ستقف رغم هلعها من صوته المفاجئ ولكنها سمعت صوت خطوات احدهم خلف الباب...،
نشف ريقها وهي تستجدي النفس...، هذه المره لن تنجو.. تكاد تتجمد مكانها على الأريكه...
ستموت وحيده، ستنهشها الوحده دون ان يعلم أحد بأمرها... هذا ما كانت تتخيله دائماً و تخشاه.. هاهو يحدث أمامها الآن،.. تحول الجو إلى صقيعي مع إقتراب تلك الخطوات من الباب...،
.
.
.
.
.
.
انتهى من ترتيب شماغه أمام مرآة كبيره في منتصف السلّم قبل نزوله يسمع صوت والدته تتحدث لأخته الجديده وهي تسرّح شعرها بسعاده لم يعهدها، كانت تضاحكها حتى رأته، ثم لاحظ أنها تراقبه و لكنها تتصنع الإلتهاء بالنظر لأي شيء، تقدم إلى جلستهن و تبادر لذهنه اسئله كثيره حولها و من ضمنها ذلك الرجل المدعو "سيف" اريحية حديثها معه و تشبثه بها تلك المرة ليست عاديه، مازال يذكر لمعة عينيه وهي تطرده..،
كما أن أحاديث الحي لم يعد يستطيع الصمت عنها.. يريد إخراس الألسن كلها، بالأخص وهي تذهب لدوامها منذ الأمس...
راح يجلس وهو يداعب سبحته و عينيه ويرى والدته تقف/ززين انك جيت ناويه أسوي لنا سحلب اللي تحبه، لازم تذوقه سلاف قلبي..
أبتسم بفتور/الحمدلله انك لقيتيها و الا وين لنا الدلع
ضربته بخفّه على كتفه وهي تبتسم/يا حبك للتهول.. اقعد مع اختك بس انا رايحه المطبخ..
تلاحظ نظراته لها بعد ذهاب والدتهم و جلوسه في الجهة المقابله، ابتلعت ريق الخوف من نظراته الفاحصه/فيه شيء؟
ببرود/ليه السؤال؟
امسكت طرف جديلتها الطويله و كأنها تحاول ان تحافظ على هدوءها فهي تفكر حتى بمريم التي لا ترد على مكالماتها منذ الصباح/نظراتك، فيها شيء ماحبيته، ليه كلها إتهام؟
تنهد وهو يستعيذ من الشيطان ويعود بنظراته لها/ماهو إتهام بقدر أنها نظرات متسائله لا أكثر..
ابتسمت بخيبه/ماني غبيه علشان ماعرف أفرق بين نظرات الإتهام و التساؤل، قول وش عندك و ريح نفسك، أنا ما عندي شيء أخبيه، بالنهايه أنت أخوي و ملزوم تعرف كل شيء
هز رأسه بتأييد/حلو، معناته بتقولين لي وش بينك و بين سيف؟!
لا تدري لماذا أصابها الخرس و بردت عظامها فجأه بعد ذكر إسمه الذي تسبب بإرباكها و حبس أنفاسها لثواني جعلتها تغير جلستها بطريقه عفويه وهي تستجدي الأكسجين، سيف لم يكن عادياً مر بحياتها بل هو اول من طرق قلبها و أشعرها بالأهميه..،
إزداد تساؤلاً وهو يشعر أنها تتهرب و تخفي شيئاً/تكلللمي وش بينك و بينه؟
عادت بعينيها إليه وهي تحاول أن تستجمع شتات نفسها المبعثره الآن...
ليستنطقها مجدداً و يبدو غاضبأ وهو يرفع صوته أكثر/سكوتك هذا ماهو مطمني، تكلمي، ان كان بينك وبينه شيء أو أي زفت ثاني
قاطعته وهي تدمع من كلمته الأخيره/لا تقول عن سيف زفت لَو سمحت، الرجال ما داس لك على طرف.
صرخ بها/وشو؟
وصلت وهي تستغرب ما يحدث/يا عيالي شفييكم صوتكم طلع فجأه؟
إتجه لأخته بتهديد و لكن والدتهم وقفت بينهما ليسألها مجدداً/بتكلمين و الا شلون..
رن هاتفها لتفرح بإتصال مريم التي لم ترد عليها منذ الصباح. فتحت الخط و ردت بلهفه/مريم!
على الطرف الآخر صوت انفاس و اشياء غير مفهومه، و من بعيد صوت صراخ مريم..،
خافت و هي تقف/مريوم شفيك... ماني سامعه!!!
على الطرف الآخر... أصوات مبهمه وغير واضحه...!!
نزلت دموعها وهي تطمئنها/خلاص يا قلبي مريم بجيك اللحين، لا تخافين، خليك مكانك
استنطقتها بعدما أغلقت هاتفها/سلاف يمه شفيها مريم
بحزن يخالطه خوف/مادري يمه، انا اللي ماعندي احساس خليت اختي لحالها وهي وحيده حالها حالي
هزت رأسها بالنفي وهي تقترب منها و تضمها لصدرها/لا يمه لااا أنتي منتي لحالك، أنا أمك و هذا بيتك و هذا أخوك
شدت على حضن والدتها/يمه تكفين خلينا نروح لمريم، البنت فيها هلع مرضي، و احيان كثير تفقد السيطره على تصرفاتها، مابي اتركها تموت من الخوف بسببي
قرر الخروج فلا شيء يهمه الآن ولكن أوقفته والدته/آدم، لا تروح انت اللي بتودينا
كاد يتحدث و لكن قاطعته والدتها/يلا يمه روح سيارتك، انا و اختك ثوااني بس و نكون عندك
زم شفتيه بغضب وهو ينظر لأخته بحقد/امري لله، انتظركم بالسياره
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
|