كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
تأففت وهي تراه يقطع كل إتصال به،.. حتى أغلق هاتفه..!
بررت ما فعلته و لكنه لا يتفهم ذلك و لا يهتم إن كانت ستعود الليله أم لا..
رمت هاتفها على الأريكه وهي تشعر بالمغص يعاودها مع صداعها، ليس هذا الوقت مناسب ابداً لمجاراة الألم و لكن الألم لا موعد له..
جاءت مريم من المطبخ بإبريق و كاستين.. لتجلس قبالتها و ترى توترها وهي تحرك قدمها اليمنى بشكل سريع و لا إرادي/البيت فيهم شيء
إبتسمت بفشل ذريع/لا.. وش جايبه؟
فهمت تلك الإبتسامه وهي تسكب لها/يانسون،، مريح قبل النوم
أخذت منها الكاسه وهي ترتشف بتوتر..،
قررت الحديث عما يختلج داخلها و يقتلها/ياليت الزمن يرجع لوراء شوي.. لكنه ما يرجع.
استغربت مناسبة حديثها، كان تفكيرها كله متعلق بعزام وغضبه/الأفضل تفكرين بلحظتك و تعيشينها و* تخططين للمستقبل، انسي الماضي بكل ما فيه، كبيه وراء ظهرك
بألم/أحسه مقيدني!
بنفس هدوءها الذي تتقنه/هو ماهو مقيدك و لا شيء أنتي اللي تفكرين فيه و حابسه نفسك فيه، بينما هو مضى و انتهى.
هزت رأسها وهي تلاحظ شحوبها ، هذه السيده الأرستقراطيه ليست بخير و لكنها ممن لا يبوحون بما يجول داخلهم لأي أحد ، يمنعها من ذلك شخصيتها و طبعها، تعرفها حاذقه و ذكيه جداً، حتى أن مشاعرها لا تظهر غالباً على ملامحها..،
غير أنها اليوم وقفت بجانبي كأخت، و هذا اليوم لن أنساه،
فكرت به كثيراً.. لم تستطيع التملص من الشعور بالذنب و المسؤليه ، و كأنه كان ينقصها همٌ آخر..!
.
.
.
.
.
.
.
.
دخلا المنزل ليلاً بعد نزهه و عشاء في الخارج..،
كان كل شيء مثالي لعودتهما و لكن رن هاتفه ليرد فالمتصل المستشفى/معليش ليال اتصال ضروري
أشارت بيدها وهي تدخل...لترى ما صدمها..كانت ستناديه و لكنه* ناداها من عنج الباب/ليال أنا طالع المستشفى في حاله حرجه و لازم أوصل بسرعه سلام.. و لا تفتحين لأحد أبد.
توقفت مكانها ببداية الصالون مذهوله وهي ترى المنزل بهذه الحاله المزريه مناشفه و قمصانه مُلقاة على الأريكه تلك و أحذيته مبعثره بجانب باب أحد الغرف، دخلت تتجول لترى خمسة أكواب قهوه على طاولة مكتبه البسيط و سلة القمامه مليئة بقصاصات الاوراق و علب الأدويه الفارغه على الأرض.. ليس هنالك ديكورات أو مراكن زراعه أو أي شيء يدل على حياة و المنزل بكامله ينقصه الكثير ليكون صالحاً للإستخدام البشري..!!
لن تستطيع حتى الجلوس في مكان بهذه الحالة المزريه، العمل يحتاج لجهد و لكن عليها أن تفعل ذلك، آه من وليد الفوضوي..
نزعت ماترتديه لتبدأ عملها بسرعه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ما زالت لا تصدق ما حدث بذلك التدرج الذي لا يتقنه سوا الله وحده...
إنتهت من حمامها ووقفت أمام المرآه في منزل عائلتها الأصليه، هذا المنزل الذي كان من المفترض أن تعيش فيه و تتربى منذ البدايه لولا الخطأ الفادح بعد ولادتها، الذي دفعت ثمنه وحدها...
أسدلت شعرها بعدما جففته ولكنه بقي رطباً..
منذ الأمس عينيها لا تتوقف عن ذرف الدموع.. خرجت وهي تسمع صوت باب الغرفه، ابتسمت، لا تصدق أن تلك السيده اللطيفه والدتها...
هل تطرق الباب لتدخل؟!!
فتحت الباب بإبتسامتها/الباب مفتوح
بسعاده/ادري يمه، تأخرتي بالنومه اليوم
هزت رأسها/طلعت الشمس مانمت، يعني البيت جديد علي، مابعد تعودت عالمكان
بإبتسامه/بكرا تعودين، هذا بيتك
لاحظتها تحمل صندوقاً صغيراً.و تبدو متردده وتسائلت مالذي تريده/خالتي فيك شيء؟
بحزن/لا تقولين خالتي، أنا أمك.. زيحي همي وقولي يمه
اقتربت منها و هي تمسح دموعها بأناملها/أبشري يمه، بس عاد كفي دموعك، من أمس ماجفت..
بضيق/كلما أتذكر أنك عشتي بشقى بعيد عني بضيق صدري، ماهي سهله على قلب الأم يا سلاف ماهي سهله
إبتسمت لا تصدق أنها تخلصت من غريبه، أرادت أن تفتح حديثاً مع والدتها/سلاف.. حلو أسمي.. أنتي اخترتيه و الا أبوي الله يرحمه
امسكت بيدها وهي تجلسها على الصوفا الصغيره/انا اخترته، كنت حاابته حييل، ابوك ما كان عنده مانع، هو فرحان بك و بس ماهمه الأسم باليوم اللي جاء يزورنا بالمستشفى جاب معه هديه لك ولي.. كانت تعليقتين* ذهب طقم* بس عاد انتي زاد عليها اسوارتين ناظري و احتفظت بها من هذاك الوقت للحين
فتحت الصندوق الذي قدمته لها و هي تغص بشعور صعب، ما أقبح الحرمان، مدت اناملها تلامس الذهب وتتخيل سعادة والدها وهو ينتقيه لها بذلك الوقت،.. إحدى الإسوارتين مرتبطه بسلسله في خاتم صغير.. لفته ما كُتب بخط يد جميل بالحبر الجاف، "مرحبا يا سلاف"
إلتفتت إليها وهي تشعر أن العبره ترتكز في حنجرتها/من كاتبه يمه، صح أنتي؟
هزت رأسها بالنفي وهي تدمع، هذه اللحظه كان يجب ان تكون قبل 23عاماً و بحضوره/أبوك...هذا خطه.
،
كان يبحث عن والدته بعد عودته، لم تستقبله كالعاده، ناداها و لم تجيبه ولكن أخبرته الخادمه أنها فوق عند "سلاف"..
سرعان ماغيرت والدته أسمها،...
لم يستوعب وجودها في المنزل بعد... جلس وهو يلتقط ريموت التلفزيون و ينتظر نزول والدته، لعل و عسى تتذكر وجوده..!
لحظات ليسمع خطوات متفاوته و صوت والدته تتحدث بسعاده..
لتتبين و إذا بها معها.. و لم تنتبه له حتى/يمه ترى ولدك عالكنبه شدعوه
ضحكت/والله يا ولدي مانتبهت، ززين جيت نبي نحط القهوه.
اقترب ليقبل رأس والدته بدون أن يلتفت إلى الواقفه بجوارها/مشكووره يام حاتم آنا عندي جوله ولازم اقوم فيها
تذكرت ذلك الموقف لعله لا يذكرها، أو لم يتعرف عليها لتتحدث/للحين مدير بالتنميه الإجتماعيه؟
إلتفت إليها متسائلاً، فهو يجهل ماضيها و يخاف من غموضه/انتي شدراك أني بالتنميه الإجتماعيه و كيف عرفتي منصبي؟
مازالت تخجل من إطالت النظر بأي رجل، حتى و ان عرفت أن آدم أخيها، فهي لم تتعرف عليه إلا أمس/انا اشتغل بهالمجال و استقبلتك مره بأحد المراكز و تناقشنا بإجتماع لو تذكر
ابتسمت أمهم/القدر جمعكم ماتعرفون بعض، ياقلبي.
تسائل بفضول/واجد قابلتهم، أنتي أي مركز؟!
بإبتسامه/يجوز ماتتذكر.. أنا البنت ألمنقبه اللي استقبلتك في أول زياره لك لوقف آل مناع...
يتذكر جيداً لقاء العيون ذلك و حديثها، و شعوره حينها، هز رأسه وهو يتركها و يتجاوزهما بصمت ثم توقف بدون أن يلتفت/يمه أنا يمكن ما ارجع إلا متأخر، سلام
لم تستغرب تجاهله لها و ذهابه، لكن شعرت بغصّه وهي تراه لا يتقبلها و يتصرف معها بجفاف، هو حتى لا يجاملها.. تُقسم بداخلها أنها لا تستحق هذه القسوه غير المبرره من هذا العالم ،يكفيها ما قد رأته منذ ولدت حتى الأمس،.. شعرت بيد والدتها وهي تناديها* خلفها بألطف العبارات التي لم تسمعها من قبل، تداريها و كأنها ما زالت طفله.
شعرت ببكائها وهي ترى بريق عينيها بعد رحيل أخيها لتلفها ناحيتها، و تمسك بيديها بحنان/كبد أمها تبكي؟ ليه؟،
تنهدت وهي تشير إليه بخوف أن لا يتقبلها/شكله ماهو متقبلني*
مسحت دموعها وهي تسحبها لحضنها و تضمها، ليست مستعده لرؤيتها تبكي، يكفيها غياب العمر و ضياع السنين بدونها/امسحي دموعك،و لا توسوسين، أصلاً هو اللي أصر نروح نسوي التحاليل، و قال يمكن هي موجوده فعلاً، اخوك رجال طيب و كفو، يجوز مصدوم للحين لا تلومينه
ببكاء وهي تشد في عناق والدتها، منذ البارحه تشعر و كأنها طفله مدلله/يمه ابي معك لين اموت، تعبت من التوتر و المجهول،
ابتسمت وسط دموعها/الله يحفظك لي يا سلاف عمري و لهفة سنيني، و ان بغيتي نجيب مريم هنا ماعندي مانع
فرحت/ارسلت رساله وقالت انها اليوم لحالها وتبي ازورها، المسكينه تنتظرني بلهفه، مدري كيف خليتها البارح
مسحت على شعرها الطويل بإبتسامه/لا تشيلين هم، قلتلك بعد الغداء نروح انا و أنتي مع السايق و نجيبها.
تنهدت/ماظنتي بتوافق..
.
.
.
.
.
.
.
.
بجوار عمها منذ الصباح تتبادل معه الأحاديث و فناجين القهوه، و تراقب طفلها و وسام يلعبان هنالك بهدوء..
رأته يحمل هاتفه و يبحث عن شيء فيه و كأنه يحاول ان يتصل بأحدهم/عمي تبي مساعده؟
وضع هاتفه بتملل على الطاوله أمامه/هالجوالات الجديده* ماعرفت لها، وين الأولات سهله
ضحكت/عمي الأولات موجوده، اذا ماعرفت لجوالك هذا اتركه و انا اجيب لك واحد تستخدمه للإتصال و بس،
هز راسه/قلت لعزام الله يصلحه ماعرف لهالجوالات التاليه هذي، قال بتتعلم مع الوقت
رفعت فنحانها بإبتسامه/عزام علباله كل شيء يمشي مثلما هو متخيله ههه عاد هالأيام مرره محد يقدر يحاكيه
وصل على جملتها وهو يلتقط الفنجان من بين أناملها و يرتشفه و عينه على والده/صباح الخير يبه.
إبتسم وهو يرى صدمة الشموس و صمتها المتفاجئ/صباح النور
جلس وهو يلتفت لوالده/خير يبه، وش شكت لك عني بعد
إلتفتت إليه وهي تعدل جلستها/اللي يسمعك يقول شكايه تمشي و تتشكى.. لئيم!
بدون أن يلتفت إليها/الكلام موجه لأبوي، خليك بنفسك
قاطع تراشقهما بالكلمات بإبتسامه ليهدأ الجو/لا لا العلم صار كبير!! علامكم؟ يلا يا شاطرين من المخطي فيكم؟ هاللحين يعترف.
عرف أن والده يسخر لمجرد ان يتوقفا/أخاف تفزع لها و تتركني!
نطقت بإبتسامة تشفّي/هذا اعتراف انه هو المخطي
ضحك اخيراً/يعني الموضوع صدق فيه هوشه!!
إلتفت إليها بنظرة تهديد/تستهبلين صح؟، قولي لأبوي لا يصدق
ظل يراقبهما مجدداً يتبادلان تلك النظرات الغاضبه ليتحدث أخيراً وهو يرتشف فنجانه بهدوء/الله يهديكم
رن هاتفها الذي كان على الطاوله لتأخذه و تقف و كأنها كانت تريد عذراً للمغادره/عن اذنكم شوي..
لحقتها نظراته لم يستطيع السكوت أكثر ليقف يريد اللحاق بها/عن اذنك يبه
عرف أنه سيكون نقاشاً حاداً، عيني عزام لا توحي بخير/اسمع ترى الليله بيجي كاسر من الخرج و معه اغراض لي مرسلها أبوه، ولزمت عليه العشاء، ابي تكون موجود انت و نايف
هز رأسه/ابشر يبه و هذا نايف عند طاريه وصل..
|