كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
مساءاً،...*
عاد من المسجد بعد صلاة العشاء وهو يسبح لله و يستغفره بإستمرار حتى وصل جناحه ، و مازالت لم تخرج من غرفتها، جلس على الأريكه بإرهاق وهو يتمتم داخله "يالله هوّن عليها و علي مصيبتنا..، يا رب أخلف لي و لها خيراً"..*
رآى راكان يخرج من عندها و يبتسم له و يركض لحضنه، ضمه بحنان وهو يشعر أنه بحاجه له بحاجه للطبطبه و للأخذ باليد و المواساة، كل ذلك وجده لدى طفله كبده التي تمشي على الأرض، داعب شعره وهو يبتسم له/ازعجت ماما؟*
عاد مجدداً وضم والده وهو ينفي ذلك بحديثه المكسور/لأ،..*
ساعده للنزول على الأرض/يلا بابا نروح لماما؟*
هز رأسه بالنفي وهو يشير لخارج الجناح/آااال*
فهم آنه يريد الذهاب لليال ليبتسم له/طيب يلا حبيبي روح ليال..
تأكد من خروجه ليدخل الغرفه وهو يراها ترتب جلال صلاتها و سجادتها بهدوء حذر و تعيدها لمكانها.. ثم تعود للسرير و تريح جسدها المنهك في مكانها... ليلقي تحيته/السلام عليكم.*
حاولت ان تكون مرتاحه حتى لا تتعثر نبرتها/و عليكم السلام، معليش عزام حابه أنام لحالي ياليت تطلع.*
تنهد تنفسه محاولاً اقناعها، كونها تنطوي على نفسها هكذا ذلك يزيد حزنه/النوم ماهو حل يالشموس، لازم نروح دكاتره ثانين، مابيك تعايشين الألم داخلك بدون فايده، لا تعذبين نفسك وتعذبيني معك اكثر من هالعذاب تكفين
بهدوء يغلف توترها اعتدلت بمكانها في السرير وهي تسحب الغطاء على قدميها و كأنها تريد انهاء الحديث/أنا اللي حامل و أنا اللي اتعذب، لكن مهما كانت النتايج اللي قالتها الدكتوره ماني منزلتها، الله حطها بقدرته وهو اللي ياخذها، محد راح يجبرني انزل بنتي حط هالشيء ببالك، انتهى الموضوع.
لم يعد لديه ما يقوله الآن، هي ما زالت تحت تأثير الموقف و عاطفة الأمومه،اقترب حتى جلس بجانبها/بالأول نشوف دكاتره ثانين و..*
بإصرار، أوقفت إقترابه بيدها/عزام حتى لو نفس النتيجه ماراح انزلها.. افهمني
يفهم ما تمر به، هي عنيده و لن يزيدها حديثه عن الأطباء إلا عناداً، شدها من يدها له وهو يضمها/دام هذا قرارك انتهى الكلام و انا جنبك راح اكون معك للنهايه، بس تذكري ولو لدقايق أنا و راكان نبيك
شكرت إقترابه بدموعها و هي تدفن وجهها بصدره، لم يفارقها منذ تلقوا الخبر صباحاً ، لم يتركها تواجه المشكله وحيده، ولكن الموضوع ليس سهلاً، من الصعب جداً الموافقه على التخلي عن طفلتها..!
،*
.*
.*
.*
.*
كانت تلف شالها و تلتقط حقيبتها وهي تأمر خادمتها بالخروج بأخيها/يلا مشينا بس انتبهي على عزوز..
هزت رأسها الخادمه وهي ترى قدوم ليال التي استوقفتها/هاتي عزوز شوي بضمه،*
ابتسمت شهد/يا ربي كنا نبي نهرب وانتي غافله بالمطبخ
قبلته و اخذت في مداعبة خده/آهه و الله مخرفني ولد عمتي هذا، شسوي اذا كبر؟! من جد وش الحل؟*
ضحكت شهد/فيها حل، يمديك تحملين و تولدين و ترضعينه مع ولدك، وقتها بيصير ولدك
تنهدت وهي تحاول التناسي بكوميديا سوداء/المشكله مافيه امكانيه اللحين، تهقين يمدي أحمل بالانشطار النووي؟*
ضحكت هند وهي قادمه/اقوول بس هاتي ولدي باخذه أنا، مناااسبه بس
تخصرت ليال وهي تمازحها/يصح له تصير ليال المناع أمه، و احمدوا ربكم بعد،
ضحكت/الحمدلله، لكن خلاص اتركي بزارين الناس و ألحقي زوجك جيبوا كم بزر و بلا منة احد*
ضحكت بنفس كوميديتها السوداء/ياليت، انتي عارفه أنه ودي بس ماباليد حيله، الرجال هرب مني، مايصير ألحقه بعد تبينه يهاجر للفضاء و يترك الأرض لي.
بإبتسامه رغم حزنها من حديث ليال/ماتدرين لعل في الأمر خيره.*
تأثرت شهد من حديثها رغم ضحكها إلا أن هنالك غصة ألم، تبدو كمن تتعاطى الوجع سراً، لتثمل بهذه الضحكات أمامهم... لا احد يستطيع فهم قوة تحمل و صبر إبنة خالها هذه..
في هذه اللحظات دخل نايف وهو يراهم يهمون بالخروج/خيير على وين بهالليل يا عمه؟! خلوكم
بإبتسامه وهي ترى عينيه تتفقد شهد/ودي يا نايف بس صالح راجع الصبح ان شاء الله، لازم نروح الليله
اتجه لليال و اخذ منها عزوز وهو يقبله و يحمله/دام كذا أنا بوديكم، منتم رايحين مع السايق بهالليل.*
فرحت بإقتراحه/يلا ماعندي مانع مشينا
لحقته ليال/نايف هات عزوز لا تاخذه
هند وهي تمسك بنايف و تكتم ضحتها/من بكرا ترسل اختك لزوجها، أذّت ولدي
ضحك هو الآخر/اختي تامر أمر.. بس هي ماتبي وش اسوي بها؟*
هند و كأنها تتحدث بجديه/قول انك بترسلها تمشى لإيطاليا و ارسلها لألمانيا ماراح تدري غير اذا نزلت بالمطار*
انفجرت ليال ضاحكه/ايه على اساس ليال ماتعرف شيء يا عيني، يا حبيلك يا عمه، اخذي بنتك و روحي بس بكرا تولد شهد و اخذ الولد لي*بس ماعليه
نطقت شهد أخيراً/لا يا قلبي تركي ماله إلا شهد..*
صمت استمر لثواني وسط ارتباك إبتسامة ليال، التي خافت من ردة فعل نايف/اهاا وش رايك نايف؟*
يقسم أنها ستجعل حياته جحيم بسبب تركي و لكنه لن يفرط بها حتى تفارقه أنفاسه/صادقه شهد،*
بزيف إبتسامه/طبعاً صادقه،.. يلا نمشي البيت؟ لأني تعبت من الوقفه هذي
قرر الذهاب الآن وهو يبتسم لها/كله و لا تعبك، يلا مشينا
خرجت هند وهي غاضبه من تصرف إبنتها/تصبحين على خير ليال..*
راقبتهم وهم يخرجون/و انتم بخير..*
اغلقت الباب خلفهم وهي تلتفت لهذا المنزل الهادئ، نام الجميع ام رواد و اطفالها و وسام... و أختها بجناحها مع زوجها طوال اليوم في عزلتهم الخاصه و لم تخرج لهم، سيرزقون بطفل آخر و ستكبر عائلتهم الصغيره...*
و هنالك اختها الصغيره في منزل زوجها انجبت طفلين وهاهي تقدم اوراق الجامعه لتكمل الدراسه و تتقدم بحياتها برفقته..*
الجميع تتغير حياتهم للأفضل، ما عداها بدأت علاقتها الوحيده كالحلم الوردي و انتهت بكابوس لم تتوقعه...!
اخذت هاتفها من على الطاوله و خرجت للحديقه من شرفة الصاله الزجاجيه..
جلست على الكرسي الخشبي باسترخاء و هي تمدد ساقيها بلا مبالاة على الطاوله التي أمامها، رفعت ناظريها للسماء بصمت و كأنها تصغي لليل..،*
هنالك أصوات لا تعرف مصدرها، تكاد تجزم أن داخلها هو مصدر هذه الضوضاء ربما صوت ضجيج قلبها أو صوت جريان دمها المتوتر في عروقها..*
صوت الريح يذكرها بلحظة رحيله الموجعه، حتى أنه لم يرتق جرح هجره بحضن أخير، أخذ نفسه و خرج و كأنه يترك لعبة عتيقه مدمره ليذهب لأخذ أخرى جديده،*
و لكن ماحدث لم يكن هيناً عليها ، بل هو أشبه بنزعة الروح عن الجسد..!
رن هاتفها برسائل قصيره لتلتقطه ظنت أنه سيتذكرها بشيء،.. أي شيء... و لكنها رسالة عتب من رفيقتها "رويدا"..
ابتسمت بخيبة أمل وهي ترى قلبها مازال في غيّه القديم...لتتجرأ و تفتح صور ذكرياتها معه..*
مازالت تشعر بلذّة لحظاتهما الأولى معاً..
و كأن أشواقها وأحلامها معه تستيقظ للتو..!*
°
°
°
°
-*
.*
.
.
خرج من حمامه وهو يتأزر منشفته وبمنشفته الأخرى يجفف شعره، وقف أمام المرآة وهو يلاحظ الندوب على عضلات عضده واضحه، للمرة الأولى يشاهد أثار مرضه تطفو على بشرته، تذكر حديث معتصم و اسئلته عن مرضه و اعراضه و طلبه للتحاليل، غبي يظن أن لهذه العدوى علاج..،*
هذه العدوى من تضحياته الكبرى والتي جعلته يخسر حبيبته..
لم يتوقع يوماً أن يصاب بعدوى بكتيريه فيروسيه أثناء إجراء عمليه لينقذ بها حياة أحدهم،...*
لله الأمر من قبل و من بعد، ليس نادم على فعل خير أنقذ به إنسان، هو فقط متحسر لفقدها متألم لخسارتها، بل موجوع حد البكاء وحيداً، بكاء الروح و الفراق الفاجع..*
إلتفت لهاتفه وهو يفكر بأن يسمع صوتها فقط لن يقول شيء،
رمى منشفته بإهمال على الأرض كعادته، ثم إرتدى بيجامته و اتجه لسريره وهو يحمل هاتفه بيده، جلس يفكر قليلاً و تراجع عن فكرة الإتصال بها... عليه أن يجعلها تمضي، ولكنه لا يريدها أن تمضي..*
هي لم تتصل به منذ تركها في الرياض، لم ترسل حتى بالخطأ رسالة فارغه، تناسته بشكل جعل الغيره تحرق روحه!
نفسه تريدها أن تكون له أن تكون أمامه حتى تفنى روحه،يريدها بتملك و أنانيه و ذلك ما يؤلمه..
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.
صباحاً...،
أنتهى من لباسه و نزل وهو مستعجل في خطواته، ليرى شرود والدته الجالسه بقهوتها تنتظره!، جلس و لكنها لم تلاحظه ليشير لها بيديه/يمه وين وصلتي*
انتبهت له اخيراً و تركت فنجانها من يدها، لتسكب له/متى نزلت يا قلبي؟ مانتبهت!*
اخذ قطعة خبزه من الصحن وهو يبتسم/والله يمه مااش من جوك هالبنات و جيتيهم وانتي مااش، لا يكوون حطوا لك سحر
رفعت حاجبها/استح على وجهك وش هالكلام، سحر و ما سحر!*
ضحك/لا لا متحمسه لهم وااجد بعد!!!*
بتنهيده/ما قالك حاتم متى بيرجع؟*
تذكر حديث أخيه ليتحدث بجديه/يمه يا قلبي لا تضغطين عليه، الرجال عنده دراسه و زوجته بعد، مايصير يقطعونها فجأه و يرجعون، انتظري لين اجازة راس السنه و ان شاء الله يجون زياره و يرتاح قلبك،*
هزت رأسها بمسايره، قدرها ان تعايش قلقها و حرقة كبدها طوال حياتها، مالحيله تجاههم فكل منهم كبر و صار له حياته الخاصه التي تتعارض مع حياتها... أنه قدر الأمهات.*
رن هاتف المنزل ليستغرب/يحليله يرن!*
وقفت وخي تذهب إليه لترد/انا ما اكلم الا فيه، هذي اكيد وحده من جاراتي
ألتقط فنجانه وهو يرتشف منه..،*
رفعت السماعه وهي تجيب برسميه و توتر فهي تكره اسم ذلك المستشفى/إي هذا بيتهم سلامات، فيه شيء
على الطرف الآخر/أختي فيه خطأ حصل وفي لجنة تحقيق تشكلت و حابين نتواصل معكم، ياليت ولي الأمر الأخ سعود العبدالله يحضر*
تنهدت وهي تشعر أنها تختنق/سعود زوجي و توفي من 21سنه، ما اتوقع فيه شيء مهم عندكم
على الطرف الآخر بجديه اكثر/يا اختي في السجلات موثق ان هياء حمود العبدالله ولدت ببنت بتاريخ 15/5/1416 الموافق 1995-10-10* صح؟*
ثقلت أهدابها من بحور الملح في هذه اللحظه/صح.. و لكنها ماتت، وش الداعي لإتصالكم هاللحين؟!*
|