كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
75))ما وراء الغيوم...
.
.
خالد الفيصل في إحدى القصائد ابتدأ
بـ لا تقول إنّ الليالي فرّقتنا
لا تقول ظروفنا عيّت علينا
وانتهى بـ" يوم ودّك كل شيءٍ في يدينا "
وهذه حقيقه يا سمو الأمير...
.
.
منذ دقائق دخلت برفقته جناحهما الخاص وهي تحاول تهدأت قلبها المتأزم، لم يكن رجلاً عادياً بالنسبة لها، هو الحبيب الذي تجاوزت من أجله العادات و داست على التقاليد، حتى أنها ما زالت ليست نادمه على ما فعلته، لطالما فعلته بحب حينها و مازال قلبها الضعيف يحبه حتى الآن، و لكن رغم كل هذا...،
لا تستطيع فعل شيء لرجل أعلن لها صراحةً بأنها غبيه و أنها ترمي بنفسها عليه!!!
رأته يدخل بعدها و يتجاوزها و يرمي بالبشت الإسود جانباً، ليرفع طرفي شماغه للأعلى و يجلس و يبدو عليه التوتر..!
ظلت واقفه مكانها تنظر للجناح المرتب بشكل يناسب لليلة عرسان طبيعيه..ثم عادت بنظرها لتتفاجئ به يقف أمامها، لا تدري لماذا بردت للحظه، لا ترى بعينيه سوى العاشق الذي تعرفه،مازالت نظراته لها حانيه جداً كما عرفته سابقاً..!
حاول أن يتجلد بالصبر أمام عينيها الراجيه، ليقطع كل محاوله لقلبه ان يخذله/اتوقع انتهى دوري بمسخرتك الليله.
لا تعرف لما شعرت بالسكين تُغرس مجدداً في قلبها بعد جملته هذه، حتى أن صوتها تعثر/حتى لو أنك عدوي ماراح تعاملني كذا يا وليد!
صد عن نظراتها وهو يكمل حديثه بالإنشغال بفرد شماغه و ترتيبها مجدداً على رأسه/صار لازم ينتهي هاللي بينا و نخلص، السالفه طالت و انا دكتور مهم ووقتي ماهو ملكي
إلتمعت عينيها وهي تهز رأسها بإبتسامه/مهم! وين كانت أهمية وقتك و اهميتك و انت تطلبني دقيقة لقاء وحده؟ وينها وانت تساهرني لآخر الليل و تنام على ذراعي؟ ليه ما صار وقتك مهم إلا بعدما اخذت اللي تبيه مني و قضيت؟!..
هو في موقف محرج حقاً، كيف يخبرها أنها مازالت أمنيته و رغبته و لكن حُسم كل شيء، ترك الوقوف و الاستماع لها و هم بالخروج/ما راح أرد عليك، انا طالع
ضحكت وهو يمر بجانبها/اهرب يا جبان، أصلاً هذا اللي انت شاطر فيه، الهرب من كل شي
توقف وهو يلتفت إليها مبتسماً وهي تقف امامه مباشرةً/يجوز مثلما قلتي جبان، لكن عندي مبدأ وهذا انا سويت اللي علي و اعلنت زواجي منك.
لم تحتمل ما قاله لتشده بياقة ثوبه بغضب/دام نيتك الانفصال ليه أصلاً تسوي كذا من البدايه؟ ليه انت نذل؟
ابتسم لها وهو يثبتها بخصرها، يعرف انها عاشقه له حد الثماله/مو قصة نذاله بس الصدق كنتي عاجبتني و أنا رجال ماحب الحرام و انتي بنت قويه محد يقدر يوصلك إلا بالزواج و هذا اللي صار.
شعرت أن قوتها تخونها بهذه اللحظه وهي تشد ياقته، أي إهانة مشاعر تتعرض لها الآن؟، لا تصدق أنه كان يعتبرها تفريغاً لرغبه عابره، ابتلعت ريق الوجع وهي تحاول انهاء هذا الحوار الصقيعي/فهمت.
رآها تتركه و تذهب بخطوات غير متزنه، كادت تتعثر بطرف الأريكه و لكنه سارع للإمساك بها و تثبيتها/لياال انتبهي.
ابعدت يديه عنها بإشمئزاز، وهي تشير للباب بإصبعها/فارقني.
بحركه خفيفه و ذكيه امسك بيدها و ضغط على عروق معصمها ، نبضها ليس طبيعي بل متذبذب، يتضح ذلك على خدرها و برودة أطرافها..!
حاولت سحب يدها منه دون جدوى لتصرخ/ياليتني مت بين يديك بغرفة العمليات كان عالأقل ارحم لي من اللي قاعد تسوي بي، فاارقني..،
ترك يدها فوراً وهو يبتعد، هي ليست بخير هو متأكد من ذلك، لعن نفسه كثيراً هذه اللحظه/خلاص هدي اعصابك، انا طالع، اخذت غرفه جنبك هنا، اي شيء تبينه اتصلي
رأته يخرج ثم وضعت يدها على صدرها تضغط عليه وهي تحاول ان تستسجلب الهواء لرئتيها..
قد ظنت أنها حينما بكته و عاشت حزن هجره كاملاً ظنت ان قلبها قد اغتسل منه بدموعها و لكنه لا زال قابع داخله متشبث بها كالغصه ، مازال حبه يتدفق داخل أوردتها و يثير حزنها.. من قال أن البكاء راحه؟!
شعرت بوخز في صدرها و شيء من الضيق، هي الآن تسمع صوت أنفاسها و كأن أحدهم بجانبها و يلفظ أنفاسه الأخيره..!
لم تكن فكرة هجره لها بتلك السهوله لتتقبلها بصدر رحب ، كانت أصعب من مواجهة مرضها الذي كاد يقتلها يوماً ما.
مشت خطوتين.. شيئاً فشيئاً تمددت مستلقيه على سريرها بالعرض، جسمها ذابل تماماً و عينيها تشخص للأعلى..!
.
.
.
.
.
.
.
.
انتهت من أخذ حمامها و ارتدت قميصها الرقيق لتخرج ترتاح بعد جهد ليلة طويله..،
رأته يقف عند سرير راكان و ينظر إليه متأملاً بإبتسامة تغريها للحديث/ما نمت للحين؟!
استدار لها بإبتسامته/انتظرك
ابتسمت وهي تتجه لسريرها و تجلس و تغطي جزءها السفلي/مو عاداتك، توقعت تنام بسرعه بعد تعب اليوم
قفز للسرير وهو يجلس في مكانه بجانبها/صادقه اليوم تعب، لكن عسى الله لا يخيب رجاي
تنهدت وهي تتذكر خسارة ليال لقلبها/الخيبه حصلت، والله يعين
إلتفت إليها بحزن يريد ان يخبرها و لكن تذكر وعده لوليد، لا شيء ينهار في هذه اللحظه سوى وليد و لكنهم لا يعلمون/ها يا قلبي وش عندك؟ انا اسمعك
استغربت/وش عندي يعني؟
ابتسم وهو يراها تطيل النظر لأي شيء عداه/عيونك اللي تتهرب من النظر لوجهي توحي بسوالف واشياء مضايقتك مني، بس قوليها يلا لا تنامين و بقلبك ثقل علي، تكلمي
عجيب كيف عرف انها مثقله بالكثير من الأمور المتعلقه به ، لكنها لا تريد تذكيره بذلك الحضن الذي سبق و اخبرها عنه، إلتفتت إليه و هي تنظر لعينيه لثواني ثم نطقت/مافيه شيء
رفع حاجبه بإبتسامته/اكيد؟!
تنهدت وهي تهز رأسها بالإيجاب بصمت و تهم بوضع رأسها على وسادتها..، لكنه امسك بذراعها...!
أعادها جالسه مكانها/يبنت الحلال فضفضي لا تحبسين شيء بصدرك
قررت أنها لن تفتح تلك السيره أمامه، يجب ان تريح رأسها و رأسه من تلك البنت المتمرده، اقتنعت اخيراً ان عزام نبيل جداً و لا يمارس معها خبث الرجال ضد النساء/عزام اتركني انام، ترى و الله مافيني حيل حتى للسوالف.
تركها لتكمل ماتفعله و تضع رأسها على الوساده، ليتحدث براحه/براحتك. تذكرين محمد مدير مكتبي؟.. جاء اليوم يبيني احدد له يوم اروح معه ملكته و زواجه!
ردت وهي تدير ظهرها/محمد يستاهل تروح معه، و يستاهل مباركه مني بعد
بإبتسامته/تدرين منهي خطيبته؟
ابتسمت تعرف انه يريد السهر معها فقط/عزام شدراني أنا عنهم!!
نطق بتعجب/ريما ما غيرها
لم تصدق اتسعت حدقة عينيها وهي تتخيل الخبر!! وتقلبه في رأسها/الله يستر عليها
يعجبه برودها و الثقل الذي تدّعيه الليله تبدو هادئه جداً/عاد يقول يبيني اروح معه كأخوه الكبير، و اكون جنبه هالليله تخبرين يتيم، و البنت الخبله رفضت الحفله تقول تبي الملكه بيوم العرس و حفله عايليه!
ابتسمت بخبث وهي تفكر بخطه محكمه/حلو حبيبي روح مع محمد تراه يستاهل و انت ادرى بهالشيء.
ظل ينظر الى ظهرها يلفته شعرها الذي بينه و بينها يبدو كثيفاً و ان لم يكن طويلاً كثيراً..ذراعها العاريه على جذعها و تنفسها الهادئ وهي تبادله الحوار بهدوء مرهقه،تفاصيل تذهب به بعيداً، مد يده يداعب شعرها بنعومه/تدرين انه ما يجوز تعطيني قفاك و انا اكلمك كذا؟
شعرت بأنامله تعبث بشعرها فتحركت لتلتف ناحيته بإبتسامه خجوله وهي تراه يجلس مسترخياً بجانبها/آسفه ما قصدت، انا بس ارتاح على يميني خصوصا مع هالحمل.
مد يده لخصلات شعرها التي تحجب عنه بعض وجهها عنه/طيب ابي اطلب منك طلب واحد بس، ولا تقولين تدخل بحياتي و ذاتي، لأن أنا فعلاً اشوفك حياتي و شيء يخصني
رفعت حاجبها/يعني تبي تأمر مو تطلب حضرتك!!
برجاء/لا تقصين شعرك مهما زعلتي مني لا تحطين حرتك فيه و تقصينه.. شعرك ماله ذنب
ابتسمت من طريقته لتشاكسه/بس!! علبالي عندك شيء مهم!! ترى كله شعر ينقص و يطول، حبيبي طلبك مرفوض وش بتسوي؟!
اقترب منها وهو يبتسم بخبث/بتعرفين هاللحين وش بسوي، خلك تندمين و تمشين عدل..
اطلقت ضحكتها وهو يداهمها بشكل عاصف لم تتوقعه..!!
.
.
.
.
.
.
لم يستطيع النوم مذ خرج من عندها، روحه حولها و الأفكار التي تدور برأسه حول حالتها الآن بشعه جداً...،
يعلم أنه آذاها و ربما زاد في الأذى، تمنى لو أنه هجرها بدون كل ذلك الألم.. و لكنها في كلا الحالتين ستتألم، يقسم انه لم يعلم حجم أذاه لها قبل ان يمسك بوريد يدها و يقيس حجم الفوضى التي يعيشها نبض قلبها وهي تحاوره ببكاء مفضوح!
للمرة الأولى يقضي ليلته باكياً بكل ما أوتي من حزن.
كان من المفترض ان تكون هذه الليله أجمل لياليهما مع بعضهما... و لكن لله ما يحدث بينمها من اختبار صعب.
لم يستطيع البقاء مستلقياً اكثر مع تفكيره بها، سيذهب الآن و يطمئن عليها... يشعر أنها ليست بخير..!
فتح باب غرفته متجهاً إليها في الجناح المجاور.. طرق الباب و لكنها لم تجيبه، اتصل بها و لكنها لا ترد!
أخرج الكرت من جيبه و فتح الجناح و اغلقه خلفه ليدخل متوجساً..!
رآها مسجاه على السرير بلباسها الأبيض الفاتن، مطبقة العينين و اهدابها تعانق بعضها بهدوء و تنام بسلام..
اقترب منها لينزع ذلك الحذاء النحيف ذو الكعب العالي من قدمها.. امسك بدقة ساقها و بحذاءها ليتفاجئ ببرودتها.!!
لم يصدق... قفز للسرير وهو يرفع رأسها و يقترب من وجهها و يتحسس يديها و وجهها و عنقها، تبدو كقطعة ثلج!!!
نفضها بقوه وهو يرفع صوته/لياااال صحصحي معي لياال تكفييين
لا ترد،.
رفع يده لرقبتها يتحسس الوريد... ثم ضم وجهها بيديه بصرخه مدويه.. جعلته يسقط من كرسيه الذي غفى عليه وهو يفكر بها...
استوعب أنه يحلم.. ترك مكانه و خرج إليها مستعجلاً...،
°
°
دخل وهو على عجلته ليراها على حالها في الحلم المخيف قبل قليل.. اقترب منها مسرعاً وهو يحاول إيقاظها ليجدها ساخنه جداً بعكس برودتها في الحلم، نبضها غير منتظم وهي لا تستجيب له.. علاماتها الحيويه ليست طبيعيه..،
رفع هاتف الفندق ليطلب حالأ ما يحتاجه لإنعاشها.
اغلق الهاتف ليعود إليها وينزع ما تلبسه بسرعه، يجب ان تنخفض حرارتها قبل ان تسوء حالتها اكثر..،
غسل يديه بالماء ليمسح به على وجهها وهو يناديها بهمس.. لعلها تستجيب.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
|