كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
رأته يقف شارداً و يده تداعب شعر مؤخرة رأسه بتفكير و يبدو لها ليس بخير، ترحم هذا الصغير ترحمه من قلبها/خير وش جاي تدور بغرفتي؟
انتبه لإنهائها المكالمه ليلتفت إليها/ليال..أنا..
ظلت تراقبه و تنتظر ماذا سيقول و لكنه عاد ليسكت* و يهرب بعينيه عن مواجهتها، لمست جرح شفتها السفلى من صفعته/ايوه وش عندك؟! تكلم او روح ابي انام.
انتبه للجرح بعدما ركز نظره عليها، شعر بالعار من نفسه في هذه اللحظه/ليال اسف عاللي سويته، والله ما كنت ابي اضرب لكن الشيطان
أشارت للباب/ماعندك غير هالموضوع برا
اقترب منها وجلس بجانبها وهو يمد لها سكيناً صغيره حاده جداً/خذي هذي و أجرحيني بالمكان اللي تبينه و عسى يدي اللي ضربتك الكسر ارتحتي؟!
اخذت السكينه و رمتها بعيداً ثم شدته من قميصه وهي تنهره/لاااا نايف لااا استغفر الله.. قوم اطلع برا انا بس ابي ارتاح شوي
امسك بيدها التي تتحرك بعشوائيه وهي تشير للباب/لياال تكفين يا ليال، اعتبريني غبي ما افهم،بس لا تشيلين بخاطرك مني
رحمته أكثر، رغم غضبها منه لكنها لا تقاوم دموع ذلك الطفل الذي نبت على وجهه الشعر و صار طويلاً، يضل* الشقيق المدلل بنظرها، شدته لتعانقه بقوه، ولكن ازداد بكاءها مع ذلك، لتشعر به يشدها..، كانت تحتاج كتفاً تثق بصاحبها لتبكي عليها كنوع من الطبطبه و المواساة لا أكثر.. الحزن يفتك بصاحبه الوحيد و لكنه يهون بالمشاركه..
صدمته بكمية بكاءها و دموعها، جعلته يندم مراراً و تكراراً على حماقته، ليهمس في أذنها/وليد ماهو كفو لك.. و الله ما عاش اللي يضيق خاطرك و أنا اخوك..
اغمضت عينيها بحزن، وليد ثقب قلبها و وضعها بين خيارات صعبه، في الواقع لم تكن الأمور صعبه لولا أنها سلمته نفسها و عاملته كبقية البشر.. لم تعرف أنه من فصيلة الحيوانات المستأنسه على هيئة رجل...، و أنه يجب عليها ان تفعل ما كانت تعترض عليه.. ما أصعبه على النفس...
تحدث بعدما هدأت كان يجب عليه ذلك/اسمعي وانا اخوك، انا ما كنت أشك فيك، انا خفت و اظن ان الخوف بهالحاله مشروع، صح؟! الساعه كانت ثلاث الفجر أي واحد بيفقد اعصابه.
ابتلعت ريق الوجع بصمت وهي تتذكر ماحدث تلك الليله..،
تنهد/انا طلبت وليد يحضر الليله و بلغيه بنفسك برأيك في طلبه ، و بكون جنبك باللي تقررينه مهما كان.
تحدثت اخيراً/بس انت أمس فرضت علي الرجوع له؟!
بجديّته/انسي* كل شيء قلته، كلام عيال
ابتسمت لرده وهي تحاول تجاوز تعاستها/اكيد؟
فرح بإبتسامتها/اكيد.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في طريق عودتها لمنزلها مع هند ابنة صالح، كانت هند تثرثر كثيراً ،وهي بالها مشغول بالذي سمعت صوته قبل قليل عند أخته، كان صوته حزيناً او هذا ما تخيلته،
كانت تتمنى ان تبني معه عائله صغيره و لكن سرعان ما انتهى كل شيء و هو كان السبب في ذلك، هنالك أمور لا نستطيع تجاوزها و لا* الصفح عنها..
لاحظتها تسرح بعد تلك المكالمه/شفيك؟! ان شاء الله تركي بيكون بخير و سلامه لا تخلين سالفة السكر تأثر عليك. واجد عندهم سكر و يجيبون اطفال سليمين
تنهدت وهي تتجاوز حالتها السيئه حينما تتذكره/الله كريم.. الله كريم.
عرفت أن هنالك أمر يتعلق بنايف، لا شيء يعكر مزاجها سواه.. لا تستطيع ان تصدق بأن شهد بهذه القوه هجرت نايف و اعلنت إنفصالها عنه و لم يرف لها جفن، رغم أنه يرفض الطلاق، إلى متى ستصمد؟ وكيف ستكون علاقتهما بعد قدوم الطفل؟.. وبذات الوقت تفكر بمستقبل علاقتها بعبدالرحمن، ماذا لو كانت نتائج تحاليلها صادمه و موجعه، كيف ستكون ردة فعل عبدالرحمن و هل سيضحي و يظل معها؟! أم أنه سيتركها فوراً من أجل ان يصبح أباً.. هي في حيرة من أمرها... و عبدالرحمن قد آلمها مؤخراً.. مما جعل ثقتها به تهتز..
....
.
.
.
.
.
.
.
دخلت مع رواد وهي تنزع عبائتها و تمشي براحتها في المنزل الذي سبق و أن سكنته ذات يوم، لتلتفت إليها/ها يا خاله وين ليال، قالت لا تجين لكن ماعلي منها، الشغل ما ينتظر.
بإبتسامه/زين تسوين، روحي لها بغرفتها كود تقنعينها تطلع تتنفس شوي و تغير جو
تركتها متجهه للمصعد/اووكي رايحه لها سلام..
دخلت المصعد وهي ترتب شعرها المفتوح على هيئته* الطبيعيه بشكل عادي تجمعه على كتفها الأيمن و تنظر لهاتفها الذي يرن من مريم،..
فُتح المصعد لتخرج و تصطدم بنايف أمامها و اختل توازنهما حتى كادت تسقط و لكنه شدها بمرونه من خصرها لتردت إليه و تعانقه برهبة الموقف، كادت تسقط بشكل مؤلم و لكنها نجت...
لحظه هي لم تنجو بل هي متورطه الآن في حضن رجل غمرتها رائحة عطره الممتزوجه بسجائره..
من هذه، هو لا يعرفها و لكن شكلها مختلف و لون عينيها مميز ، هي لحظات فقط حتى رآها تستعيد توازنها ليفلتها و يتركها متجهاً للمصعد بجملة واحده/انتبهي ثاني مره
استجمعت نفسها بعدما تركها محرجه لتقف وهي ترتب شعرها و قميصها الأبيض الرقيق و بنطلونها الاسود الذي يشتد على ساقيها..
دخلت على ليال بعدما رأت باب غرفتها مفتوح وهي هناك عينها تسقط في الفراغ أمامها/هااااي
ابتسمت رغم كل شيء و تركت سريرها لتسلم/هااي غريبه هلابك
اتسعت ابتسامتها/قلتي مالي خلق اشوف احد و جيتك بنفسي اسد نفسك، شرايك فيني؟
براحه تشعر بها حينما ترى ابتسامة غريبه/انتي مجنونه
امسكت بيدها/دام كذا شرايك نطلع نتمشى شوي و تغيرين جو؟؟! مادري شفيك صايره مثل المره اللي تتوحم و دووم متضايقه من كل شيء.
تنهدت/وليد راجع يقول خلينا نتزوج.
تفاجأت و لكنها فهمت الآن ما تمر به/و انتي شرايك؟
بلا تردد/رفضت، مستحيل يعني
سكتت قليلاً حتى استنطقتها ليال/شرايك انتي؟
ابتسمت/ماعليك من رأيي، صاحبة العلاقه انتي، بس
استنطقتها/بس وشو؟!
بجس نبض/انتي فعلاً ماتبينه خلاص و صار مستحيل ترجعون زي قبل، و الا متردده و محتاره؟
صدت وهي تحاول نفضه من ذكرياتها/اللي انكسر يا غريبه ما يرجع مثل قبل، خلاص الخدوش مشوهه القلب و الجرح ما يلتئم
هزت رأسها/لهالدرجه كنتي تحبينه!
للمرة الأولى تعلنها بملء فمها/عمري ما حبيت ارتبط بشخص كثره، و ما اخفيك أني اتمنى ان هاللي صار بيننا كله كابوس و اصحى منه... يا غريبه وليد كان الرغبه الوحيده، أصلاً قلبي ماتحرك لغيره و كأنه يملك مفاتيحه.
صمتت للحظه وهي تراها تمسح دمعات انسرقت من عينيها رغماً عن كبريائها المجروح، لتنطق/طيب دامه دمرك لهالدرجه لا تتركينه يفلت بهالسهوله
استغربت/مافهمت
تحدثت بإهتمام/انتي كذا تنسحبين من المعركه مهزومه ومكسوره وهذا ضد مبادئ ليال، ليال اللي صبرت على مرضها الخطير علشان ما تتلقى أي تعاطف وشفقه من أي احد، ليال اللي محد يعرف وش وراء شخصيتها المتزنه،.. كلنا لنا غلطاتنا ياليال، و فيه غلطات تكلفنا ذكريات عمر و يمكن دمار قلب، لكن لازم ما نخلي هالغلطات تنهينا...
فهمت ما تعنيه و لكن الحديث و التنظير سهل جداً، تركت سريرها و راحت تجلس على اريكتها هنالك تحت الشرفه المغلقه/الحكي عن التعامل بمثاليه مع مشاكلنا سهل يا غريبه، بالنهايه مو كل شيء نقدر نواجهه حنا بشر ننكسر و نضعف و تنزل دموعنا.
راحت وجلست قبالتها و امسكت بيدها وهي تطلبها/انا معك بكلامك لكن ناظري فيني ياليال ، شايفه وحده ربت ببيت عز و مدلله؟! ليال انا طول عمري عشت غير معترف بي بوسط عايلتي، أنا تعرضت لكل أنواع التهميش، لدرجة بأول مشكله تافهه تخلوا عني بدار رعايه خمس سنوات ما شفت منهم احد، حتى اللي كنت اظنها أمي.. و لكن ما انهرت، لأني كنت متمسكه بحبال الله، و انتظر فرجه، مريم كانت اليد اللي امسكت بي وقت ماتخلوا العالم عني، مريم البنت اللي غلطت بحياتها وتابت و ماحبت تكمل طول حياتها بمكان مو مكانها و ينهضم حقها بسهوله، شوفيها هاللحين مرتاحه ببيتها كسبتها اخت و كسبتني اخت.. كل شي يهيئ له ربي الأسباب مهما ظنيتي انها النهايه، تنفرج.. و ما اعتقد انك تعرضتي للي تعرضت له يا ليال فليش كل هالإنهزاميه هذي؟!
صمتت وهي ترى بريق عينيها، بداخلها سيده عظيمه، غريبه محقه، هاهي خسرت كل شيء، ولكن/تهقين بقدر أعوّض اللي راح؟ و اتجاوز
بإبتسامه/يجوز ماتقدرين تعوضين كل شيء ، لكن اكيد بتسترجعين ليال اللي ضيعتها مشاعرها. أنا بس اطلبك ما تستسلمين بسهوله، حاربي للنهايه. و تجاوزي
ابتسمت بخفوت وهي تقف/بعد شوي جاي وليد.. و لازم اقوله رأيي بنفسي، ماكنت حابه أواجهه لكن نايف مُصر اني انزل له و اقول بنفسي كل اللي ابي.
ابتسمت/حلووو، يعني نايف يوافقني رأيي،يا سبحان الله شايفه كيف توارد الخواطر بيننا رهيب، دام زوجته زعلانه، ماعندي مانع اخذ مكانها ترى
ضحكت فلو أنه اعجبها لما تحدثت عنه هكذا ببساطه، هي تعرف جيداً الإعجاب و الحب/حتى هالشيء ما اتوقع يغير رأي شهد فيه و لا يحرك بها ساكن
استرخت بجلستها وهي ترى ليال تتجه لمرآة الزينه و تتفقد وجهها و تلم شعرها/عاد والله نايف رجل ينحب، شفته من شوي
ضحكت/يعني افهم انك حبيتيه
ضحكت هي الآخرى/ لا مايصير احب واحد كبري، احسه بزر..
بدأت بترتيب شعرها، وهي تسايرها بالأحاديث/يعني كم* عمر المحظوظ اللي تبينه مثلاً؟!
مدت ساقيها على الطاوله التي أمامها/اللي ابيه واحد كبير شوي يعني، و يكون طبيب جراح مشهور شعره يخالطه بعض الشيب و..
قاطعتها وهي تلتفت إليها/واسمه وليد بعد شرايك؟
عضت على شفتها السفليه بغمزه/يا سلااام عليييك فهمتيني
رمتها بالفرشاة وهي ترد مزاحها/تعاالي وريني وش اقتراحاتك يا مصيبه انتي..اجل تبين طليقي هاه اشبعي فيه
اطلقت ضحكتها وهي تتذكر" سيف" لا تدري لماذا الآن و لكن سيف لم يؤذيها أبداً ، ذلك الرجل الذي تعجبها عاديته و شجاعته و مروءته، من الظلم ان تكسره و تجرحه برفض الزواج منه فيما تمازح الآخرين بالحب،.
تعترف بلؤم رفضها الزواج منه..ولكن احياناً تضطرنا المواقف لترك ما نحب.
.
.
.
.
.
.
.
|