كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
تنهد وهو يحاول ان يجعلها في الصوره/ليال هالزواج لازم يتم علشانك ماهو علشاني، لا تنسين اللي صار بينا
ضحكت حتى هدأت و هي تنظر لعينيه الكاذبه/أنا مستحيل أنسى شيء صار بينا يا وليد، لكن* ليش من البدايه تطلق وانت عارف كل شيء صار بينا؟!! إلا إذا عندك أهداف ثانيه أنا ما أعرفها، يعني إذا فيه بنت غيري تكلم و بلاها هاللف و الدوران كله.
معها حق و لكنه كان يريد ان تكرهه قبل ان يتزوجها ليداري ما حدث سابقاً بينهما/ليال أنا ماعندي شيء أقوله غير ان الزواج لازم يتم.. و بلا عناد
بإعتراض/ما راح يتم يا وليد، شرايك؟!
نطق وهو يعاود هدوءه/وانا اللي توقعت تفرحين بعد!
اتسعت حدقة عينيها بحنق بعد الذي فهمته/أفرح!!! يعني أفهم انك بزواجك هالمره تبي تستر علي بالشيء اللي انت تسببت فيه أصلاً صح؟!! غلطان يا بابا.
هز رأسه و بثقه/اي نعم، انا عارف انك معاد تطيقيني بس هالشيء لازم يصير لمصلحتك انتي اولاً و أخيراً.
لا تصدق ما تسمعه منه مازال لا يريدها و لكنه يتتبعها و كأنه يقسم أن لا يسمح لها بنسيانه/اذا يهمك هالشيء رووح لأخوي و عمي وولد عمي و قول لهم اللي صار اعترف لهم انك خنتني و لعبت بي لعب و انك طلقتني لجل اكرهك و* رجعت تبي تذلني بحجة سترك علي..!!
لم يصدق ما تهذي به/انتي اكيد انجنيتي! لو صاحيه ماقلتي هالكلام عن نفسك.
مسحت دمعتها التي كادت تبلل كبريائها الملقى على الأرض بسببه/لو صاحيه من زمان ما صدقتك و تركت نفسي و انجرفت وراك حتى انه معاد اقدر ارجع لنفسي القديمه.. لو صاحيه كان تبعت عقلي و دست على قلبي.
يالله تتحدث و كأن روحها جاثيه و تلفظ أنفاسها، لا تعرف بذلك أنها تدنيه من حتفه/يمكن القدر جمعنا علشان نفترق.. ماتدرين يمكن لكل منّا رحله ووجهه جديده أفضل، بالأول خلينا نتزوج و بعد كم شهر ننفصل بهدوء احسن.
للمرة الأولى تعجز عن تفسير نبرة صوته المناديه للفراق، بدا و كأن صوته يتدفق بحزن، ولكنه ليس بحزين هو صلب كما عرفته دائماً، لم تتردد في سؤاله/ليه لفيت و درت حول الطلاق؟! ليه تتعبني معك دام بالنهايه فراق!
تنهد/ليال....
قاطعته بثبات/ماراح يتم هالزواج و إذا بالحيل هامتك سمعتي.. روح بكرا لأهلي و قولهم وش صار بينك وبين بنتهم...
شد ذراعها بقوه وهو يقربها لوجهه/لياال لا تتهاونين بهالشيء، انا ما أرضى عليك
استغلت تقريبه لها لتصفعه بيدها الأخرى ولكنه* كان متمسكاً بها لتتحدث من بين اسنانها/والله ان رجعت تطلبني من اهلي مره ثانيه لأقول لأخوي عن اللي صار بينا..والله يا وليد.
حدث ما لم يتوقعه يوماً ، لقد نجح في كسب عداوتها..!
لم يعد بمقدوره مقاومة قوانين الجاذبيه في عينيها اللامعه بفعل دموع كبرياءها المذبوح.. عليه الرحيل الآن لأن كل شيء بداخله بدأ ينتفض من أجل دمع عينيها.
رأته يفتح الباب و ينزل بهدوء و كأنه لا يأبه بنيرانه التي أشعلها خلفه!
رحل بصمت ليخبرها أن كل شيء وصل لنهايته معها و لم يعد شيئاً صالحاً للحديث عنه، رحل و ترك برد هجره يسكن عظامها و يؤلمها وليس لذلك البرد من دواء، فقط إحتضار دائم..
ظل في سيارته يراقبها حتى رحلت.. لحق بها حتى تأكده من دخولها المنزل، ثم ذهب إلى طريقه.. لا يدري مالذي يفعله في هذه الشوارع شبه الخاليه و مالذي يدفعه للتفكير بالذهاب لأحدهم في هكذا توقيت، و كأنه يهرب من البقاء وحيداً مع نفسه اللوامه..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تعبت من الوقوف أمام باب المنزل وهي تنتظرها، نظرت للساعه تلك البنت ليس من عادتها السهر خارج المنزل و لكن منذ ارتباطها بوليد صارت أحياناً تتصرف بطيش..!
نزل من الأعلى وهو يرى زوجة أبيه تقف هنالك متسمره و بكل لحظه تراقب ساعتها، ماذا تنتظر في هكذا ساعة متأخره من الليل...؟!!
ليقترب ويسألها بفضول/خالتي ام رواد شفيك واقفه هنا من تنتظرين هالوقت؟!!
ابتلعت ريق الخوف لأول مرة تشعر بهكذا إرتباك و توتر/هاه!!
استغرب شحوب لونها ليقترب ناحية الباب ثم عاد للنظر إليها ولكنه انتبه لدخول السياره وتبين له وجهها/انا ولد ابوي!!
ام رواد امسكت بيده/نايف تعال يمه بقولك..
قاطعها وهو يسحب يده منها و يخرج متجهاً لأخته التي نزلت من السياره/تو الناس!
ليست بمزاج جدال آخر هذه الليله تجاهلته وهي تتجاوزه للداخل و لكنه لحق بها، حتى امسك بذراعها بقوه و أدارها نحوه/وش مخليك برا لهاللحين؟!!
نظرت لعينيه ببرود/اترك يدي
ضغط على ذراعها اكثر وهو ينفضها بشدها/تكلمي لا تجننيني وينك لهالوقت؟! لا وانا اللي رافض ارجعك لطليقك بعد
ستجن هذه الليله بالتأكيد/مالك شغل و اترك يدي، اما رجوعي لوليد صار مستحيل. و أنا أسوي اللي أبيه و يناسبني فااهم يالبزر.
لم يتمالك نفسه ليصفعها، حسناً هي اكبر منه و لكنها تجاوزت الحدود و كسرت قيود الحياء و الخجل، ولا تبدو نادمه/أوريك هالبزر وش بيسوي ياليال، ان انجنيتي تالي هالعمر فيه رجال بيمسكك يأدبك لين تعقلين او تموتين.
شعرت بطعم الدم في فمها و نزفت شفتيها قليلا /تضربني يا نايف!!
بغضب امسك فكها السفلي حتى لا تتحدث بما يغضبه/و أكسر لك راسك بعد... و اخذي العلم اللي يجمد على الشارب، زواجك من وليد نهاية الأسبوع، أنا كنت رافض ولكن بعد هالليله و الله مالك إلا رجال ياطى على رقبتك.. و كل ما يسويه وليد فيك حلال
حاولت أم رواد تفريقهما و لكنها عجزت لترجوه ببكاءها/ناايف يا قلبي اترك اختك خلاص..
لاتصدق بأن يحدث لها كل ذلك في يوم واحد، هذا كثر عليها، كثيرٌ جداً... لدرجة أنها ستسقط من هذا الثقل.. لم تتمالك نفسها لتنهار بين يديه و تفقد وعيها..!!!
للمرة الأولى يتمنى لها الأذى للمرة الأولى يتمنى لو تموت ليرتاح... لم يفزع لسقوطها* تجاهلها وهي تسقط من بين يديه، وصورتها تبكي حزناً عند قدميه وهو مقعد تترائى أمام ناظريه، صوت دعاءها و رجاءها، افتخارها به في أشد أيامه خيبه، كل ذلك يدفعه للبكاء عليها و النزول لها و حملها رغماً عن ألم ظهره و خنجر وجع الشك الذي غرسته في خاصرة ثقته بها.
.
.
.
.
.
.
.
.
صباح يوم جديد...،
تركت فراشها الممتد على الأرض لتتبع الضوء الذي يتسلل من خلف الستاره، وهي تسمع أصوات العصافير في الشجرة الوحيده التي في ساحة المنزل بأغصانها الممتده حتى نافذتها..
شعور بالسعاده بعد ليلة نوم هادئه، وهي تراقب تلك الطيور تطعم صغارها بعد عودتها من رحلتها الصباحيه للبحث عن طعام،،
عش واحد يجمعهما و الكثير من الصغار بينهما.. دورة حياة صغيره و جميله.
ابتسمت لحظها البائس لم تحصل على الحب صغيره و لا يحق لها ان تعيشه كبيره، ليس هنالك من فرص نجاة من هذه الحياة.
تذكرت سيف في هذه اللحظات، لقد فعلت الصواب حينما رفضته لا يمكنها المجازفه لتكرار المأساة معه، عليه ان يكون بعيدا عن عينيها بمسافة كافيه بحيث ان لا تلتقي به مجدداً... لن تحتمل مشاعره المندفعه بالحب النقي فهي بدافع الشفقه على كل حال مهما حاول تلميعها..غير أن شعور ان تكون محبوباً من أحدهم يعطي للروح نشوة لا يمكن تضاهيها نشوة أخرى.
طرقت الباب وفتحته مباشرةً وهي تناديها بخوفها الذي صار سمتها/غريبه بسم الله عليك، ليه اناديك وماتردين
اغلقت النافذه بوجه الهواء البارد لتلتفت إليها مبتسمه/مريوم حبيبتي اظمتى بتتعاملين بطبيعيه و تتركين الفجعه؟! مايصير كلما تأخر عليك و الا غبت شوي تجيك حالة الفزع هذي
حاولت تجاوز شعورها وهي تبعد خصلات شعرها خلف أذنها بيدين مرتجفتين/أنا احاول و الله احاول بس اخاف افقدك و ربي مالي غيرك افهمي
رفعت حاجبها وهي تتكتف/دام مالي غيرك ليه تعاتبيني لرفضي سيف؟! ليه كنتي تلحين علي اوافق
اتلعت ريق الذعر و الحزن على حالها/خفت تكونين رافضته علشاني، انا مابيك تندمين بعدين، الفرص قليله للي مثلنا و انا و انتي وحيدات، بكرا إذا عجزنا من بيقوم فينا من بيونسنا؟ فكرتي بهالشيء
لا تعرف بماذا ترد على تلك المكتئبه دوماً لتتقدم إليها و تمسك بيديها المشتبكه/حبيبتي مريم، علم الغيب عند الله وحده، صدقيني هو مرتب لنا أشياء احلى، انتي بس تفائلي و أدعي، يعني متخيله* اننا نوصل لهالمرحله انا توظفت و انتي رجع لك اعتبارك و استعدتي بيتك و حريتك،،، كل هالأشياء ماكنا نتخيلها تصير و لكنها بقدرة قادر صارت... الله إذا قدر لنا شيء بيرتب لنا الظروف و يهيئ لنا الأسباب لذلك تطمني..
ابتلت عينيها بالدموع تريد حقاً ان تكون متفائله و لكن كيف ستتخلص من رعبها الذي يعشعش في صدرها و يمنعها من حرية الحياة/أحس اني محتاجه لأمي، ابي ارتاح من همي تعبت
هذا ماليس بيديها التخفيف عنه، الشوق لمن رحل إلى ربه... فقط ضمتها لصدرها لتجعلها تبكي حتى ترتاح كعادتها حينما تتراكم بداخلها المخاوف..
لم تجرب أن تحضنها أمها يوماً، أو بالأحرى من كانت تظنها أمها... لا تعرف شعور اللجوء إلى صدرها في أيام قلقها.. تعودت ان تعتمد على نفسها بكل شيء.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع
|