كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
72))ما وراء الغيوم...
"كانت الهزيمة قد أصبحت يوميّة: كانت هي الشمس والشجر وهيئة الزمن وهذه الرغبة الخفيّه بأن يموت.."
يقوله أحدهم*
.....
خفض فنجان قهوته وهو يلتفت لنايف الصامت طوال حديثه، لم يقاطعه/أنا قلت اللي عندي يا نايف و هذي أسبابي، أما أختك على الراس و العين.
تحدث أخيراً وهو يلتفت إليه/أنا بصراحه ما كنت منتظر تزكيتك لأختي لأني عارفها و عارف قدرها زين، لكن أنت رجل قررت تنفصل و ماتكمل زواج و طلقت و ارسلت ورقة طلاقك لها، وش الهدف من زيارتك و تبريرك؟! أنت بهالطريقه جالس تسيء لنفسك! كان جيت انت بنفسك بالورقه بدال ترسلها إذا كنت ناوي تطلق، اما أنك تحوس الدنيا بعدين تجي تبرر، هالطريقه ماهي لك يا وليد.
تحدث وليد بضيق وهو يفتح زر ثوبه من أعلى/يجوز اني تأخرت و يجوز أني ظلمتها معي، كل الأمور وارده، انا...
دخل ابو عزام وهو يسمع رد نايف الذي وقف معترضاً/دامك بعد تقول انك تأخرت في طلاق اختي، فما أظن ان لوجودك اليوم ببيتي أي معنى، انت جالس تحرج نفسك عالفاضي،
رفع صوته معترضاً/لا يا نايف و انا ابوك، الرجال ما يطرد ضيوفه من بيته ولوكان بينه وبينه مشاكل، اجلس يا وليد و خلوني افهم وش اللي حاصل بينك وبين نسيبك؟!
نايف بانفلات اعصاب/يعقب و يخسى لا عاده نسيبي و لاهو كفو ،و إذا ماهو بطالع يا عمي عبدالله أنا اللي بطلع.. سلام عليك
استغرب وهو يلتفت لوليد الذي رآه يجلس وهو يسند رأسه على يديه المتكئه على ركبتيه/يا رجال ماتعلمني علامك ووش اللي صاير؟! لا يكون مزعل أخته؟! ترى والله ما يغضب الرجال من نسيبه ألا زعل أخته و ضيقها.
شعر أنه يختنق أكثر هو ضعيف إمامها لدرجة أن يبعدها عنه بأبشع الطرق حتى تنفر منه لو حاول التقرب منها، و ذلك لن يفهمه أحد/انا بقولك يا عم، هو ما حصل تفاهم وانت عارف النصيب، لذلك طلقتها
لم يصدق ما سمعه/يا ولدي مهما كان، تشوفها زينه بحق البنت و اهلها تطلقها بالملكه؟ أنت حتى ما عشت معها علشان تقول هالكلام، ترى التفاهم يجي بالعشره يا ولدي
يعرف كل ما قاله جيداً و يعرف جيداً رد ليال/علشان كذا يا عمي بو عزام انا جاي أبي استردها و زواجي منها
لو بغيته هالأسبوع ماعندي مانع، علشان القيل و القال، يا عمي انت كبيرهم و تمون عليهم كلهم، شور عليهم،
فهم مقصده جيداً/يعني بتصلح اللي صار بلحظه؟! و الله ياللي يطلق ليال مادري عنه!!!
برجاء/يا عم الزواج لازم يتم و انا على وعد هالمره و مددت إجازتي علشانها اسبوعين. و هذا أنا شهدت اخوها و شهدتك برجعتها
استغرب إصراره المفاجىء/يا ولدي شبلاك تهدد؟ ، خابرك رزين!!!
وقف وهو يرمي كلمته قبل ان يخرج/ان ما خليتوني اسوي الزواج هالاسبوعين هذي، و تراها ان حملت، فهو مني...
وقف بكامل قوته وهو يرى الرجل يخرج بعدما ألقى قنبلة الشك في قلبه.. لم يصدق!!، هل دخل بها فعلاً أم أنه ينوي ذلك ان لم يقروا حفل الزواج قبل سفره..؟!!
.
.
.
.
....
لـندن،..
لحق بها ليراها تذهب بسيارة الأجره التي كانت تركبها..، إذن تركت سيارتها حتى لا يفتقدها...،!!
نزلت وهي تلمحه ينزل من سيارته غاضباً عندما كانت تحاسب السائق، لتركض للداخل وهي خائفه لتجد والدتها أمامها/يمماااه ابوي
ستنتهي بالتأكيد الليله هذا ما كانت تخافه وهي تراه يدخل غاضباً وهو يناديها/ريمااااا
اختبأت خلف والدتها المرعوبه أصلاً /شفييك ليه ترفع صوتك كذا
وسّع ربطة عنقه بضيق و رأها هنالك خلف والدتها التي لطالما دافعت عنها و دللتها كثيراً/ليه ارفع صووتي هااه، نعنبو بليسك البنت توها راجعه البيت وتقولين ليه ترفع صوتك، انا إن ما ذبحتها ماني مرتاح
تحدثت من خلف والدتها/يبه ماسويت شي بس كنت بمطعم اتعشى وين المشكله
اتجه إليها وهو يسحب زوجته ويبعدها عنها و يشدها من ذراعها بقوه، لم يرفع يده يوماً عليها حتى انه لم يصرخ بوجهها/أنا الغلطان اللي تاركك لأمك تربيك، علبالها تطلعك بريطانيه،
حاولت ان تبعده عن ابنتها المدلله/بس خلاااص مانبي فضايح الليله ناسي انك عازم الناس بكرا.
تذكر عزيمته لعزام ولكن لن يدعها من عقابه الليله، أخذها لغرفتها ليرميها بداخلها و بتهديد/فيك خييير يا ريما اطلعي برا هالغرفه.. وانت بعد العزيمه لي تصرف ثاني معك والله والله انك على اول طياره للسعوديه و الجواز مسحوب، انا موظف معتمده عليه الدوله لإدارة مصالحها فالملحق الثقافي، ماقدر اضبط مصالح بيتي!!! ماعليييه ملحوقه خير.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم التالي...،
رمى الهاتف من يده على الطاوله أمامه بإعتراض واضح/قلت لك لا تلعبين بأعصابي وطلعيني من راسك يرحم والديك يالشموس، رقمي و غيرته وش تبين بعد؟!
ابتسمت لإنفعاله/عزام انا ماطلبت شيء مررره صعب
اتجه إليها برجاء/ان كان هذا اختبار ثقه قوليلي طال عمرك، علشان اترك لك حياتك هذي انا ماني عايش بعسكريه، جبتك معي علشان ننبسط وانتي للحين تفكرين هل ريما تلاحقني و الا لا؟ اتوقع خلصنا من موضوعها و قلت لك كل شيء صار منها و مني وحتى حرفيا!! والله اني ارتحت الفتره اللي راحت منها، لكن انتي مادري وش تفكرين فيه!!
وقفت وهي تتجه إليه بإبتسامتها لتربت على كتفه/حبيبي اللي زعل، خلاص، والله معاد اجيب لك سيرتها بس هدي شوي!!
صد وهو يبعد يديها عنه و يدير لها ظهره بصمت غاضب..،
اقتربت رغم ابعاده لها لتضمه من الخلف وهي تهمس/خلاص عااد عزاام!
حاول ابعاد ذراعيها التي تتشبثان به بهدوء ولكنها تتشبث اكثر/الشموس خلاص
برفض/لااا لين تسامحني،
بدون مقدمات/سامحتك يا بنت الحلال بس ابعدي عني وراي عزيمه الليله
تركته وهي تبتعد لتقف أمامه بإبتسامه/بروح معك
تأفف/صحيح عزموك بس ماهو من صالحك تروحين معي لهم، انتي ماتبين هالناس!
بنفس إبتسامتها/قلتلك بروووح معك وين ماتروح، اوكي؟ ابي اجرب شعور المره اللي لاصقه بزوجها كذا وين ما يروح، اذا كان ممتع كملت و اذا مليت بريحك مني و يجلس بالبيت و بنتفق بعدها، ماشي؟!
جلس مسترخياً بعد كل ذلك الشد و الجذب وهو يراها مازالت تحتفظ بإبتسامتها أمامه، تُرى مالذي تنوي فعله به..!!
مازالت غامضه بالنسبة له و ذلك ما يجعل سحرها لا ينطفئ أبداً في قلبه!
.
.
.
.
.
..
في أرض اليمامه... (الريــاض) ...،
منذ البارحه وهي برفقة رفيقة الدرب في المستشفى، تراقب هذا الكائن الصغير الذي يغمض عينيه و يحرك يديه ببطء شديد، رائحة البراءه و الطُهر.. ابتسمت وهي تلتفت لترى "رويدا" تغط في نوم عميق كمن لم تنم منذ مدةٍ طويله..ليلة البارحه كانت طويلة جداً حتى خلتها لا نهاية لها..!
طرق الباب لترتب حجابها وهي تقف، اخبرتها رويدا انه سيأتي بعد نصف ساعه و لكنها نامت/تعال دكتور معتصم!
دخل مبتسماً و السعاده تبدو على محياه/السلام عليكم.
ابتعدتعن سرير الطفل وهي ترى عينيه تبحث عنه/وعليكم السلام، مبروك ما جاكم و يتربى بعزكم يا رب
اتجه لطفله وهو يتأمله/الله يبارك فيك.. ليال ماقصرتي والله اتعبناكِ معانا، رويدا أصرت عليك و كانت بتنجن لو ما جيتي
رحمتها فهي في الغربه بلا والدتها/ولو! هذي اختي رورو ومابيني و بينها أي شكر و رسميات، هي تأمرني مو بس تطلبني اجيها.
اختفت ابتسامته وهو يرثي لصاحبه الذي خسر زوجه مثل ليال رغم الجاه و المكانه الإجتماعيه إلا انها بسيطه في تعاملها و غير متعاليه ابداً، لا تحتاجها رويدا إلا وجدتها، يكاد يجزم انها خسارة العمر لوليد و بعض الخسارات لا تُعوض، كان الله في عون الإثنين معاً../يلاشكل رورو ماراح تصحى دحين، انا رايح عشان عندي عمليات اليوم، إذا احتجتوا اي حاجه اتصلوا، و حقيقي شكرا يا ليال.. عقبال عندك
اختفت ابتسامتها بعد خروجه لتجلس كمن يجلسي يحصي خسائره، لم يعد لتلك الكلمه صدىً رقيق كما في كان في السابق!!!
تذكرت حديث الشموس الآن، كانت واقعيه جداً، ماذا عن* المستقبل، ماذا لو رغبت بشده في إنجاب طفل؟! ماحدث لا يمكن ان تجعله عائقاً دون المضي في حياتها، تذكرت حماقاتها مع وليد لتقف وهي تنفضه من رأسها في محاولة لنسيانه قدر المستطاع....،
.
.
.
.
.
.
.
منذ أن أخبره عزام برفض غريبه وهو متفاجئاً و ربما مصدوماً من رفضها الذي لم يقنعه ، كان يظن أنها ستفرح كثيراً بذلك، كان يظن أنها تراه منقذاً لها من الوحده، كانت الظنون ترفعه عالياً حتى تركته يسقط وحيداً على أرض الواقع.. أساء تقديره للأمور، هي ليست كما يظن، الظروف القاسيه و تخلي الأهل و مواجهة الحياة وحدها صنعت منها إمرأه صلبه و قويه،.. لا يستطيع أحد كسرها..
لا يصدق أنه خسرها..!
دخل أحد الموظفين ليبحث عن عزام و ذكر أنه لأمر مهم، ثم رآه يتجه إلى الإستقبال بهدوء و لحق به وهو يناديه/عاااصم
أنتبه له عاصم قبل ان يصل مكتبه/مرحبا سيف.
ابتسم له وهو يصافحه/مرحبابك، سم تقول امر مهم لابو راكان!!! وش العلم صاير شيء بالمؤسسه و لا اعرفه
ابتسم له/لا ي رجال ابو راكان موصيني بحاجه و انا سويتها، و جيت بقوله لكن ملحوقه متى ما عوّد من السفر بقول له العلوم اللي عندي كلها
بمحاوله لإستدراجه/بخصوص وشو العلوم هذي؟!
ضرب على كتفه بممازحه فهو يعرف سيف جيداً/لا تحااول مانب قايلك تخص شيءماهو يم الشركه مرره
أعاد له الضربه بممازحه/يا رجال تراني ادري بالسالفه مير احسن لك قولها. هي تخص بنت
اتسعت عينيه متفاجئ/شدراك؟!
ابتسم لوقوعه بالفخ/ابو راكان خويي، و داري انه بيرسلك تنشد عنها لانك من القسم القانوني هنا و تلميذ صالح، يلا انطق وين رحت ووشهو علمك؟!!
لم يرى منه بداً سيف محق فهو قريب جداً من عزام، أشار لمكتبه/تعال معي و بقولك كل شيء عرفته. و يمكن بعد انت تساعدني و تفكر معي.
تحمس وهو يذهب معه، سيمسك بخيط يخصها اخيراً، لن يرتاح حتى يصل إليها، هي تستحق أن يُفني عمراً لنيلها و لن يبالي لو ضاع العمر في سبيل ذلك...
.
|