كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
زالت في طور الصدمه من نتائج تحاليل غريبه، البنت لا تشكو من أي عله و بشرتها تشع نضاره، كيف تعاني من نقص في الصفائح الدمويه و نقص في الهيموجلوبين!!
لن تسكت هنالك خطأ ما بالتأكيد..!
خرجت من الحمام وهي ترى شرود ليال يطول اكثر من اللازم/ليال وش مقعدك هنا روحي داومي، مريم عندي خلاص
استنكرت برودها/انتي شلون تتكلمين بهالبرود؟! شلون تبيني اروح و اخليك بهالحاله؟!! ، بقعد و بنتظر الدكتور يشرف، انا ماني تاركتك بكون جنبك لين تطيبين
ابتسمت لها/ليال ترى و الله ماتعودت على اللهفه، وش فيها إذا مرضت؟! عادي يعني كلن يمرض*
إلتمعت عينيها بحزن فهي تعرف جيداً كم هو من الصعب ان يواجه احدهم المرض وحيداً دون سند/لا ماهو عادي، انا اكثر وحده تعرف قيمة ان شخص يوقف جنبك و يدعمك، ماني تاركتك فاهمه؟*
رأتها تقف متوتره/ليه وقفتي، ارتاحي والله ما ازعلك
اخذت شالها لتتحجب و تغلق عبائتها و هي تنوي الخروج بعدما أخذت حقيبتها الصغيره/بروح اسوي اتصالاتي، ماراح انتظر الدكتور يداوم.*
دخلت بهذه الأثناء مريم وهي تحمل اكواب قهوه/ليال وين رايحه؟!*
اخذت كوب قهوه منها و ردت بصيغة أمر/لا تعطين غريبه قهوه، مايصلح لنقص الحديد و ضعف الدم، انا رايحه مشوار هنا* وراجعه
جلست مريم متسائله/وين راحت ليال؟!*
غريبه/رايحه للدكتور، معانده ماتبي تروح بيتهم لين تطمن.*
تأثرت مريم وهي تتذكر الأذى الذي كانت ستذيقه لهذه العائله التي لم تعاملها إلا بكل لطف!/ناس طيبين مره، رغم كل شيء هالبذخ اللي هم فيه، إلا انهم يحسسونك ببساطتهم
.*
.*
.*
.*
.*
إتجهت للعيادات.. ليخبروها ان الطبيب لم يحضر اليوم!، لتقرر بعدها الذهاب للإداره بنفسها و ستفعل ما تراه صائباً، للحظه شعرت بالغثيان، رن هاتفها لترد وهي تقف بالقرب من قسم الإداره.. توقفت لترد هي ملزومه بذلك فالمتصل هي الشموس/هلا الشموس.. اووكي ادري اني غلطانه بس و الله الأمر ضروري... ليه انتي و عزام مافي داعي تجون..!
مر من أمامها عمال النظافه تفوح من منظفاتهم تلك الروائح التي كرهتها منذ أيام مرضها حينما كانت رفيقة المستشفيات..، شعرت بالغثيان للحظات وهي تنهي الإتصال بالشموس..*
قررت دخول القسم حتى رأت خروجه منه بلباسه الإخضر هذا اللبلس تعرفه جيداً، و كأنه يعمل هنا..!*
يبدو منهكاً و التعب يتضح على عيناه التي سقطت عليها..، حاولت تجاوزه وهي تثبت لثامها، لعله لم ينتبه لها..*
و لكنها تفاجئت بصوته يوقفها/لا تسوين نفسك ما شفتيني
حاولت تجاهله وهي تمر بجانبه حتى أمسك بذراعها و يوقفها أمامه/بنت!*
لتسحب ذراعها من يده و لكنه يثبتها بشكل جعل غضبها يزداد أضعافا منه/أنا أصلاً ماني شايفتك، مو اسوي نفسي ما شفتك، اترك يدي الله ياخذ... <<<لم تستطيع إكمالها...*
استغفر الله، انت مو تبي ننفصل ليه واقف بطريقي؟!
يكاد ينفجر كبتاً وهو يراها تفهمه خاطئه تظن أنه يريد فراقاً، ولكن ما يحدث الآن أبشع من الفراق بمسافات ضوئيه مهلكه..*
هي ثواني فقط، لاحظته يتدثر الصمت مجدداً و يدعها فريسةً لظنونها و نيران غيرتها.. لتنفض يدها من يده بقوه، و كأنها تنتزعها، عليه ان يعي أن مسلسل متعته معها إنتهى تماماً و هو بنفسه قتل المشاعر التي جعلتها تحبه يومآ..لتتركه و تدخل ذلك القسم..،*
عاد للقسم مجدداً لن يدعها وحيده، سيعرف ماذا تريد و* من هو المريض من عائلتها...و لكن لن يجعلها تراه فتتوتر.. سيساعدها حتماً..
.
.
.
.
.
.
.
نزل بصحبته الشموس القلقه/الشموس تركدي، شكلك ناسيه انك حامل
بقلق لا تستطيع ان تخفيه/كل خوفي تكون هي المريضه و انا يا غافلين لكم الله مثل المرّه اللي راحت، هالبنت شااطره تخبي عني*
كان سيرد و لكنه لمح رفيق العمر يخرج من المستشفى و لم ينتبه له/وش جاب وليد هنا؟!!*
الشموس التفتت لما ينظر إليه، لتستشك في وجوده وليال بنفس المكان/متى رجع البلد و ليه ما درينا عنه؟!*
بنفس تساؤلها/لو أدري ما استنكرت وجوده، لكن لي تفاهم معه، خلينا نشوف وضع ليال بالأول.*
ألتزمت صمتها تجاه ذلك الرجل الذي علّق أختها به ثم انقطع...، كل ما تخشاه أن يخيب أمل ليال وتنكسر ....،
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.*
.
انتهت من ترتيب غرفتها و وضعت كتبها جانبا بعدما جمعتها في احد الرفوف التي خصصتها لها، لتعود لأخيها الصغير الذي تركته في سريرها نائماً بسلام و يتبسم!*
مدت أناملها لأنامله الناعمه بإبتسامه، يبدو فاتناً و لطيفاً..*
بعد أشهر قليله من الآن سيكون لها طفلها الذي يخصها دون غيرها، طفلها الذي ستعيش من أجله.. سيشاركها هذه الغرفه و سينام في حضنها ها هنا.. سيكون أسمه تركي، سيعود تركي مجدداً للحياة..*
إلتمعت عينيها وهي تتذكر أخيها الفقيد،
في رمضان الماضي، كان يتمنى ان يكون حمل والدتهم بصبي ليعادل كفة البنات و ليلعب معه كرة القدم، و لكنه توفي قبل ان يولد هذا الصبي الذي تمناه كثيراً، و مازالت كفت البنات هي العليا...،
للمرة الأولى تتمنى ان تفقد ذاكرتها المشبعه به، ففكرة أنها لن تراه مجدداً تكاد تُفقدها أنفاسها، تثير حزنها* الذي أصبح لا يفارقها مهما تلاهت عنه..*
فُتح الباب في هذه اللحظات لترى دخولها الفوضوي كعادتها.. و لكن هذه المره كانت محمله بأكياس هدايا و محلات أطفال معروفه و كلمتها المعتاده/أنا جييييت!*
وقفت لتسلم عليها و هي تمازحها/انتي يا بنت ما أمداك تغيبين ترى وش جابك
صغرت عينيها وهي تبعدها/ماجيت لسواد عيونك جايه لعزوز ابعدي عني بس
ضحكت وهي تراها تخرج الهدايا و ترميها حول أخيها/يا بنت مابعد عرف كيف يحرك يدينه علشان يمسك هالألعاب
إلتفتت إليها بإبتسامه مشاكسه/اووه خليني انبسط تكفين، من سنييين نفسي ادخل محلات ألعاب الأطفال و اشتري و الحمدلله ربي تلطف بي و صار عندي حجه ادخلها
ضحكت وهي تحمل إحدى الدمى الكبيره/هالبارني باخذه لي
تذكرت ما أحضرته لها/فدوه، ايي صحح تذكررت خذي هذاك الكيس تراه لتركي
ابتسمت وهي تلتقط الكيس و تفتحه، لترى علبة حذاء صغيره جداً و بجانبها طقم بربتوزات ملونه، و دميه صغيره/يا عمرري هنوده، عقبال اشتري هدايا ولدك، بس ليش جايبه جزمه مره صغيره*
بابتسامه وهي ترفع حاجبها/طبعاً حبيبتي أجل تبين تركي الصغير تحرقه الرمضاء و الا تلعب به الاشواك و القزاز.
ابتسمت وهي تتخيل ذلك الطفل الذي تحدثها عنه، سيكون لها، و لكنها لا تشعر بشيء الآن، هي فقط تحاول أن تتأقلم على واقعها، عليها ان تفعل ذلك لأجل والدتها و لنفسها... "الشموس محقه هذا الطفل لي"*
.*
.
.
.*
.*
خرج من غرفته منزعجاً، لم يأخذ كفايته من النوم بعد.. و لكن جرس الباب لا ينفك يرن،... من سيزوره بهكذا وقت و المطر يشتد..*
فتح الباب وهو يكظم غيظه/نعم!!*
إلتفت إليه وهو يرفع حاجبه بغضب/اي والله تغيرت يا وليد بدال مرحبا" نعم"!!*
ابتلع الخوف إبتلاعاً، هل عرف بما حدث بينه وبين ليال!! /هـ هـلا ابو راكان تفضل..*
اتجه إليه وهو يشده بياقة بيجامته بقوه و ينفضه/وش عندك؟!*
خاف/عزام خلنا ندخل عن المطر و نتفاهم
ابتسم له وهو ينفضه بقوه/وش نتفاهم عليه يا وليد؟!*
عرف الآن أنه لم يعرف بشيء وانه فقط يمازحه..*
.*
.*
.
.
...*
منذ ساعات يتجول في الأسواق.. يبحث عن هديه أو شيء جميل يليق بالضيف القادم و يليق بها،
للمرة الأولى يعشق التسوق، أخذ كل ما يتعلق بطفله الذي ينتظره... هكذا وجد نفسه يفعل..،*
خرج بمشترياته و خلفه عامل يحمل معه الأكياس لمواقف السيارات المبتله بمياه الأمطار..*
ليتفاجئ بصراخ العامل الذي هرب و يرفع رأسه وينصدم بتلك السياره الزرقاء تتجه ناحيته بسرعه هائله و بدون ان تشعل المصابيح...!!*
حدث كل شيء خلال ثواني...، ثواني فقط أنهت كل شيء...*
انقلبت الموازين بلحظه، لم يسمع سوى صوت المسعفين.. أحدهما كان يقول ان النزيف في تزايد...*
.*
.*
.*
.*
.*
، يتبع..*
انتهى
|