كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
68))ما وراء الغيوم..
كانت تحاول ان تتحضر نفسياً لخوض هذه التجربه المريره.. و لكن حينما سمعت صراخ احداهن و بكاء الأخرى بدأ الضعف يتسلل إلى قلبها.. وهي ترى الممرضه ترتب الملاقط والمقصات و ما إلى ذلك..
حاولت المضي لهذه العمليه بإغماض عينيها...حتى سمعت خطوات الممرضه تقترب منها لتفتح عينيها وهي تراها تحقن إبرة في كيس السيروم المعلق لتسألها بخوف وعين لامعه/وش هذا؟!
تحدثت تلك بإبتسامه/هذا عشان يسوي طلق بسييط ممكن هذا بيبي ينزل بدون مشكله
فتحت عينيها على إتساعها، لتنزع الإبره بعنف من ظهر كفها لتصرخ من ألم نزع الإبره، وهي تعترض/لا لا
استغربت الممرضه وهي تراها تحاول النزول من كرسي الولاده/مدام ليه يسوي كذاا؟!!
صرخت وهي تنادي الطبيبه/لا تلمسيني مابي انزل شيء
الممرضه بحزن/بس مدام بيبي موت.. انتي في اخذ دواء دكتوره قبل يومين صح؟!
تذكرت ذلك الدواء الذي طلبت منها الطبيبه استخدامه إذا ارادت ان تجهض، و لكنها اخبرتها انه مقويات لها.. ولا تخص الجنين..!!!
حسناً هي من أرادت الإجهاض ولكن كان على الطبيبه ان تكون واضحه معها/نااادي الدكتوره بسررعه ناديهاا
طرقت الباب وهي تنادي من خلف باب غرفة الولاده/نيررس!!
فتحت الممرضه وهي غاضبه/مدام ممنوع دخوول
دفعتها الشموس وهي تدخل متجاهله المنع/وين شهد حسين؟!
كانت تستلقي مكانها و دم يدها يلطخ السرير و لبسها الزهري.. لمحت دخول الشموس و لكن لم يعد بها قوه، شعرت انها تبذل مجهوداً نفسياً وجسديا منذ أيام بلا فائده، لتناديها بصوت ضغيف/الشموس...
اقتربت منها وهي مرعوبه من منظر الدم.. غطتها جيداً وهي تمسك بيدها و تقترب من رأسها خائفه/وش سوولك هنا يا بنت؟! وش سبب التسقيط لا يكون تعبتي نفسك بس
ابتسمت للشموس ثم غابت عن الوعي اثر نزيفها و معاركها الداخليه..، شعرت ان روحها تسحب من بين جنبات ضلوعها.. يترائى لها وجه تركي الباسم لتبتسم وهي تغلق عينيها...!
خافت الشموس وهي تراها تفقد وعيها بين يديها لتصرخ بالممرضه التي ذهبت مسرعه تنادي الاطباء، اما الشموس فأخرجت هاتفها من حقيبتها و اتصلت بعزام وهي تتحدث بنبره باكيه/عزام خلهم يجهزون الإسعاف لازم ننقلها غير هالمستشفى تكفى
على الطرف الآخر/الشموس وش صاير للبنت؟! ليه نوديها مستشفى ثاني؟!
بنفس بكائها/البنت بتعبانه و ما شفت عنايه تمريضيه و القسم مافيه اطباء، ما راح انتظر اخسرها مثلما خسرت جنينها.. بسرعه حبيبي..
،
خارج القسم..
اغلق هاتفه منها ليجري اتصالاته وهو يذهب للإستقبال.. إضطر لإستئجار سيارة إسعاف لتنقلها..
كان كل ذلك خلال عشر دقائق... حتى عاود الاتصال بها وهو يدخل مع المسعفين و الممرضه التي ساعدتها..
ركبت معها في سارة الإسعاف وهي تبكي على حالة شهد مع إصفرار لونها المفاجئ!!
وضعت يدها بطنها بخوف الفقد.. ليس هنالك ارعب من هذه الفكره بمخيلتها الآن.. كان الله في عون شهد..
.
.
.
.
.
.
في غرفة الطوارئ بعدما استعادة وعيها أخيراً، جلست وهي تتحسس رأسها و ترى زوجها يقف أمامها و يتحدث بالهاتف بإهتمام.. تراه يبدو غير قلق وهو يرد على المتصل/اهم شيء صحتها صارت بخير... مشكوور انت والشموس والله انكم فكيتوا ازمه..
تحدثت و هي تحاول ان تنزل لا تعلم كم لبثت/صالح وين بنتي؟! ودني لها تكفى بشوفها
ابتسم وهو يعيدها لتجلس مكانها/ارتااحي شووي.. تعبتي و جلست معك كم ساعه.. اما شهد لا تخافين عليها معها الشموس و عزام اخذوها لمستشفى ثاني..
إزداد قلقها/لمستشفى ثااني!! ليه شفيها بنتي يا صالح ليه ياخذونها من هنا
احتضن اناملها بكفه وهو يحاول تهدأتها/هاللحين بنروح و نتطمن عليها، قلتلك الشموس معها لا تخافين..
.
.
..
.
.
.
.
...
.
مازالت لا تفهم حقيقة ما حدث لشهد!
هي بخير الآن واستعادت وعيها و ما زالت صامته!!
دخلت الطبيبه مبتسمه/هاه ان شاء الله صرتي احسن يا شهد.؟
لم ترد لترد عنها الشموس/صارت احسن بس الظاهر مرهقه..
جلست وهي تطلب من الممرضه وضع الجل على بطن شهد/بس باقي نشوف السونار وش يقول و بعدها نقرر اذا تروح بيتها ترتاح او تقعد عندنا..
بدأ قلق الشموس وهي ترى برود ردة فعل شهد تبدو بلا روح!!/سونار!
بدأت الطبيبه بتمرير جهاز السونار على بطنها للحظات ثم تحدثت بما تراه/ما شاء الله كل الامور بخير ووضع الجنين ممتاز.. مستغربه كيف شخصوا حالتك هناك!
ما زالت صامته لتثير شكوك الشموس التي تسأل بدورها الطبيبه/سمعينا النبض لو سمحتي
استجابت لها وهي ترفع صوته/نبضه طبيعي جدا لجنين بحجمه..
ابتلعت تلك الغصه وهي تسمع صوت جنينها و لكنها لم تلتفت للشاشه التي بجانبها،.. لم تحاول يوما ان تطلب سماع صوت نبضه ولكن الشموس بهذا الطلب تضعفها..
انتهت الطبيبه من عملها و خرجت، لتتوجه الشموس بالحديث لها/سببتي لأمك رعب الله يهديك..
تذكرتها لتسأل أخيراً /وينها؟!
الشموس/جاتك بهذاك المستوصف لكن تعبت و انهارت وقت ما ظنت انك سقطتي.. وحاليا هي بخير و جايه لهنا بالطريق و طلبتها تجيب لك ملابس و عبايه..
مسحت دمعتها التي انسكبت وهي تفكر بما حدث"
سألتها بفضول فهي تشك بما حدث/انتي ماتبين هالحمل صح؟.. جاوبي بصراحه انا اختك يا شهد
تحدثت تلك بنبرة موجعه/كنت ناويه اتخلص منه بس ضعفت باللحظه الاخيره، فقدت شجاعتي
كانت متأكده من ذلك/يعني غيرتي رأيك؟!
صمتت بحزن وهي تنوي عدم الإحتفاظ به..
ألحت بسؤالها فهي كأختها و نايف يهمها ان يكون له ولد/افهم انك حابه تولدينه؟!
تذكرت تركي و حرقة مقتله/أنا خذلتني قوتي هالمره و تراجعت عن العمليه، لكنها ما زالت تدور براسي.. انا مابي نايف يالشموس و مابي أي ذكرى منه..
حزنت الشموس/لهالدرجه كرهتيه؟! و انا اللي كنت اظنك تحبينه!!
نطقت بألم/على قدر حجم الحب يصير الخذلان اضعاف يالشموس... كل شيء ينتعوض إلا اخوي ماله عوض لو كيف ما يكون.
ابتسمت الشموس بحزن/غريبه، انا رغم زعلي من عزام وكل اللي صار بيننا و رغم هجري له و طلبي للطلاق منه مافكرت أبداً أنتقم منه باجهاض حملي.. لأني معتبرته شيء لي أنا مثلما له هو.. حرقتي على فقده بتكون اكثر و اكبر من غضبي من ابوه... اقصى شيء سويته اني للآن ماقلت له عن حملي الثاني وناويه اقوله قريب خلاص
بكت/انتي قويه يالشموس اهنيك على نفسك.
ابتسمت/و انتي اقوى بعد.. الجنين حق لك، المفروض تشوفينه كغنيمة حرب انتي الرابحه فيها مو كإبن لعدوك.. فكري فيه و انسي ان له أب جارحك.. لا تفكرين بنايف.
ابتسمت لها أخيراً /اخر شخص توقعته بيقول لي انسي نايف هو انتي..!!
عبست وهي تحاول ان تخرجها من حالتها النفسيه/بلاك ماتدرين اني مخاصمته من زمان و ما اكلمه.. اوكي صحيح هو اخوي بس أنا ما احب الخطأ و لازم يدفع ثمن اخطاءه..انا ماني عمياء يا شهد، لو عزام سوى سوات اخوي ما سامحته.
سكتت وهي تشعر بتحسن بعد فضفضتها مع الشموس، وتتبسم وهي تتذكر انها حامل، لتنطق بدهشه/من جدك حامل و محد يدري للآن؟!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تتبسم/اي نعم و بولد قبلك بعد. دعوااتك تكون بنوته.
تنهدت بإبتسامتها/الله يرزقك بما تتمنين..
بإبتسامة سعاده/اميين.. المهم قبل انسى، موضوع الإجهاض خليه بيني و بينك و اي شيء تقررينه انا معك فيه، بس طلبتك لا تسوين شيء لحالك.. شهود ترى انتي مثل خواتي ليال و نيفو و اميره، اللي يوجعك يوجعني و اللي يفرحك يفرحني فاهمه يا شهود؟
امسكت بيدها التي تعانق أناملها بإمتنان/مادري وش اقولك والله، بس احبك والله
فرحت وهي تراها تتفاعل معها/و انا بعد احبك.. يلا شدي حيلك و تجاوزي هاللي تمرين فيه، و تذكري مافي شيء يستاهل ضيقتك و لا زعلك.
صمتت ممتنه لهذا اليوم الذي جعلها تسمع ما يجعلها تشعر بالأمل.. مشاركة الشموس لها أعادت لها جزء من نبضها، أحياناً لا نريد من أحد شيء سوا ان نشعر أنه يقف إلى جانبنا، ويشعر بنا... مشاركة أحاسيس و تضميدة قلب لا أكثر ولكنها تصنع فارق.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
خرج من عمله متجهاً لأخذها كما طلبه عزام..،بصمت يطرق سيارته ماعدا صوت مذيع الراديو..
توقف عند المكان المطلوب، هنا مكان الوقف و لكن كيف سيتواصل معها لتخرج له الآن؟!!
أخرج هاتفه وهو يقرر الإتصال بعزام ليخبرها ان تخرج فهو بالتأكيد يعرف رقم هاتفها..،
.
.
منذ تلقت إتصال عزام وهي مرتبكه، شعور التوتر لا تستطيع التغلب عليه فالذي سيأخذها هو سيف وليس عزام...،
خرجت من مكتبها بعدما اتصلت بليال واستأذنت منها..، كانت على علم بأن مواعيد قضيتها لم تنتهي بعد لذلك عذرتها...،
وصلت لسيارته وهي تسمي بالله و تركب و تغلق الباب هدوء/السلام عليكم.
لم يلتفت فقط حرك السياره/وعليكم السلام..
إلتزمت الصمت وهي تلاحظ جرح وجهه مازال لم يلتأم بعد، شعرت بلؤمها للحظه ولكن هو يستحق ذلك حينها لم تكن تعلم من هو...،
تحدث وهو يلعن إرتباكه الذي يداهمه هذه اللحظه/ترى بنروح المستشفى علشان تسوين تحليل
كتمت ضحكتها، هل يظن انها ستخرج معه بدون ان تدري عن وجهتها/أدري.
شعر بالغباء للحظه/خفت يعني تكونين ناسيه لوين بنروح.
استغربت/يعني اكيد رايحين مشوار يخص القضيه.
قرر الصمت أفضل له من هذا الهراء الذي يقول..،
أنبت نفسها كثيرآ ليس من الجيد الرد عليه بهكذا رد، شعرت للحظه بأنها عديمة حياء..!
.
.
.
.
.
.
.
.
انتهى من جلسته العلاجيه الأولى و خرج من المركز.. تمنى لو أنه أنجز فترته العلاجيه الأولى و لم يقطعها، إزداد العبء على ظهره الذي لم يكن مستعداً كل الاستعداد لكثرة الحركه التي تعرض لها حينما عاد للرياض..،
شعر للحظه أنه يحمل أطنانا من الحجاره على ظهره،
رفع هاتفه وهو يريد الإتصال بوليد و لكنه رأى رسالته، و استغرب انه اعتذر عن موعد الغداء الذي اقترحه..
|