بعد مرور يومين على الأحداث السابقه...,
تجلس في غرفتها قبالة جهاز اللابتوب وتبحث عما كانت تبحث عنه منذ عدة أيام "أنسب طرق الإجهاض وافضل الأطباء و الحلول".. رغم رعشة أناملها وهي تضغط مفاتيح الجهاز و عينيها اللامعه إلا إنها مصممه على ذلك..هذا الكائن البغيض لن يبقى داخلها حتى يكبر و تتكشف أمام والدتها..,
سمعت صوت طرقات باب ثم فُتح لتغلق الجهاز بسرعه بعدما رأت والدتها تدخل/أمي؟
إستغربت أسلوب إغلاق جهازها فجأه حينما رأتها ولكن تجاوزت ذلك/شهود وش مقعدك لحالك ومخليتني لحالي؟!
وقفت بإرتباك/شفت عمي صالح عندك وقلت اخليكم براحتكم
ابتسمت لها/عمك طلع بعدما افطر عنده شغل بدري..تعالي عندي مليت لحالي يا بنتي.
بادلتها بإبتسامها مرتبكه وهي تترك جهازها و تلحق بها/مشينا يا قلبي..
أصبحت تستغرب تصرفاتها مؤخراً, حتى غرفتها فقدت رونقها و روائحها العطريه التي كانت تعشقها..باتت جامده بلا حياه..مفرش سريرها لم تغيره منذ أسابيع وهذا ليس من عادة إبنتها..تعرف شغفها بالترتيب و الأناقه في غرفتها وفي نفسها..
خرجت معها وهي تفكر بأن مقتل أخيها هو من جعلها أنثى بلا روح..و لكن إلى متى؟,,عليها أن تتجاوز فالقاتله في قبضة العداله وسوف يتم القصاص منها...,
حزنت على حالها فهي تمتلك ملامحها و تحمل جينات حزنها..لعلها ترث القدر المرير الذي جربته سابقاً خاصة بعد صفعة نايف في عزاء تركي...ذلك مالا تريده, ولن تحتمل أن ترى إبنتها تجربه..
.
,
.
,
.
,
,
.
,
.
في غرفة قصيّه داخل اسوار المنزل..تم وضعها فيها منذ أيام ..حتى والدتها لم تطل عليها لتراها..تعلم أن والدتها ووالدها منفصلين ولكن ولو..هي إبنتها..!
تذكرت حديث مريم ذات يوم"أنتي بنت معجونه من الندم و الكراهيه , صدقيني لو في أمك ذرة إحساس بالأمومه ما هجرتك..و كانت سوت المستحيل علشان تشوفك لو من بعيد..هذي مستحيل تكون أم مستحيييل"
شعرت أنها تتنهد تنفسها..البرد ينهش جسدها الغض في هذه الغرفه البارده بدون ستائر و في بدايات الشتاء..جفاف العاطفه لا يبقي ولا يذر..
سمعت صوت همس خلف النافذه لتمسح دموعها البائسه بظهر كفها كطفله ولدت يتيمه مُلقاه على قارعة الطريق تنهشهشا الوحده ولم ينتبه لها أحدٌ من الماره..,
تجدد الهمس لتقف متردده ثم شدت خطواتها المرعوبه بعدما سمعت رجاء خلف النافذه, شعرت أنه صوت جديد عليها لا تعرفه, بصوت مرتعب/من؟
شعرت بقربها من النافذه من صوت اناهيد أنفاسها فنادتها مجدداً/غريبه أنا عارفه انك جنب الطاقه طلّي علي بسرعه..والله بقولك شيء مهم يخصك ,غريبه أنا ماني مثلهم اقسم بالله
بطبيعتها الطيبه صدقتها و اطلت عليها بصمت حتى تبيّن وجهها لها..
صمتت للحظه بعد رؤية وجهها ملائكي الطلّه,أكبرتها وهي تذكر الله جهاراً, لم يدور بداخلها أن تكون غريبه بهذا الجمال الخالي من أية رتوش, حتى أثار الضرب و البكاء لم تزيدها إلا فتنه!!
تداركت نفسها لتتحدث/غريبه, يمكن ما تعرفيني..أنا طيف زوجة اخوك عبدالملك..لسى متزوجين من سنه ونص و ما عرفت عنك إلا من فتره
إلتمعت عينيها, أتزوج أخوها,آه سارت الحياه بأهلها و عاشوا أيامهم بدونها, وهي التي كانت تفكر بهم في كل لحظه هل مازالوا بخير هل يذكرونها هل ستراهم مجدداً/احسن لك يا طيف تروحين قبل لا تصيرين مطلقه..
حركت رأسها بالنفي/ماني رايحه قبل اقولك اللي عندي..غريبه أنا ماعرفك, لكن تصرفات اهلك معك خلت عقلي بكفي..ماني مصدقه ان فيه أهل يجورون على ضناهم كذا..
ابتسمت وسط دموعها لحديثها الذي يبدو غريباً,الكثير مثلها يتعرضن للظلم من ذويهم و دار الرعايه مليئه بالقصص التي جعلتها تظن ان حب الأهل ماهو إلا قصص مسلسلات/الجور ماهو ظاهره كونيه..
قاطعتها بحزن/ولا هي ظاهره طبيعيه يا غريبه..أنتي شفتي السوء بعينه هنا ..ما راح انتظر منك كلام منطقي أو متفائل, أدري أن ظلم القرابه أشد من ظلم غيرهم.
استغربت حضورها/طيف انتي تضيعين وقتك ويمكن مستقبل زواجك مع وحده ما تعرفينها, روحي احسن لك ترى نهايتي معروفه
هزت رأسها بالنفي/طزز بزواجي..أصلاً بعد اللي عرفته مستحيل أكمل هالزواج ,الظلم متغلغل بنحور اخوانك وابوك...غريبه أنا جايه اقولك شيء مهم..سمعت من عبدالملك تخطيط ابوك يمكن ناويين يودونك لديرتكم..و اظن بيزوجونك واحد اسمه دسمان أو شيء زي كذا أسمه صعب
لم تصدق ماتسمعه لتتكتف خائفه,كانت تنتظر الموت بكل ترحيب أما أن يزوجوها ذلك الرجل الذي ينبذونه عشيرته وهجروه!!!
أردفت طيف بخوف وهي تتلفت/غريبه أنا جيت أحذرك و امشي..دعواتي لك ربي ينجيك منهم..واخذي هذي معك يمكن تنفعك, سلام
بعد تردد اخذت الشيء الأسود الصغير الذي قدمته لها و رأتها تذهب مسرعه,,!!!
نظرت ليدها لتنتبه أن ما اعطتها إياها هو سكين ذكيه صغيره جداً تضغط زر فتخرج من غمدها بشكل خاطف...!!
استغربت تصرفها الشجاع ولكنها ذكرتها بعزام..هنالك أناس ليس بمقدورهم إلا أن يكونوا طيبون...
ولكن ماذا عساها ان تفعل بهذه السكين؟ لن ترفعها على اخوتها و لا والدها حتى وان همّوا بقتلها..!!
.
,
.
في الطرف الآخر من نفس المنزل..في الملحق شابين أحدهما في الثلاثين و الآخر في العشرين بجانب والدهما,
ليتحدث عبدالملك/يبه وش السوات..البنت طاحت بكبودنا
والدهم/الليله جاينا واحدن من الديره عنده بالرياض مواعيد و معاملات..اسكتوا و لا احد يدري..
إستنكرعبدالمجيد /ياليييل ما يجون إلا في آخر الشهر والناس طفرانه!!
رد عبدالملك/المصيبه لا يكون اهله معه..و هذيك ما بعد وديناها المزرعه, مادري وش أخرنا لهاللحين؟!!
فكر الوالد بفكره لم تخطر على بال احدهم/إن كان ولابد فالبنت مثلما قلتلكم تروح للديره استر لنا..و نزوجها دسمان..و تقعد هناك و المهر والعرس علي بعد...
ابتسم عبدالمجيد/عز الله انها فكره..مافيه غيره
سمعوا ضرب الباب ولم يفكر احدهما بفتحه حتى أمرهم والدهم/روحوا افتحوا الباب كسروه علي
ذهب احدهما ليفتحه بتذمر ....,
.
.
توقف عزام بصحبة سيف أمام منزل أهلها المنشود مع دورية للشرطه ترافقه, لم يجد أدنى شك أنهم ليسوا رجالاً كما تدّعي مظاهرهم الكاذبه..
أضواء المنزل مطفئه و ابوابه مغلقه رغم تواجد سياراتهم..عكس ما رآه في بقية الحي ..!
نزل الشرطي بعدما أمر العسكريين لأن يسبقاه و يطرقا الباب أولاً..
وقف سيف بصحبة عزام بجانب الرقيب ينتظران, لم يحتمل ما يحدث/يا بو راكان,هذوول ماهم عرب..أو انهم عصابه..البيت ظلام واصوات البزارين واصله للشارع!!
نطق وهو يداعب سبحته بين سبابته و إبهامه/لكل قوم حثاله يا سيف.
نطق بقهر/بس البنت ليه تنحاش منهم؟مشكله
رد وهو يعقد حاجبه/يا سيف هذي سالفتها سالفه بقولك إياها بعدين, لكن اللي موجعني هاللحين أخذتهم لها وفي بحمايتي..و الله ان يندمون دامني مسكت قضيتها بنفسي
رد بإعجاب/كفو يابو راكان..تقول و تطول..
أخيراً تم فتح الباب ليخرج لهم احدهم/نعم خير ان شاء الله؟!!!
العسكري برسميه/معنا امر من المحكمه بأخذ المواطنه غريبه....
رفع حاجبه مستنكراً/الظاهر انك غلطان ماعندنا وحده بهالأسم يالطيب
اقترب الرقيب غاضباً/أقول طلعوا المطلوبه بهدوء,ترى فيه شهود انكم انتم من خطفها
كاد يتحدث ولكن قاطعه عزام/علم ياصلك ويتعداك انت و من معك,ان حصل للبنت شيء تراني غريمكم , وقدام الحكومه اعلنها..إن كان فيكم رجال يدق الصدر وقتها يدافع عن نفسه
زم شفتيه بغضب وهو يسمع من عزام هذا التهديد الصريح ليحاول الهجوم/انت وش دخلك اصلاً؟!
ابتسم بسخريه/طبيعي ما تعرفني يالزلابه، لكن موعدي معكم المحكمه بكرا بالكثير إن ما جيتوا و البنت معكم والله ان أثمن حلفي ووقفتي هذي
صرخ بوجهه/اعلى ما بخيلك اركبه البنت ماهي عندنا
اشار عزام بيده وهو يستدير و قد عزم على أمره/جاك العلم..
خاف سيف من تهديد عزام، فهو يعرف تماماً انه لم ينثني يوماً عن وعد قطعه ترك المكان و لحق بعزام بعدما تحدث مع رجال الشرطه .
إنطلقا و الصمت يعم الحو لثواني لينطق سيف/وش ناوي عليه طال عمرك؟! هذول واضح ماعندهم ذمه
انشغل بالنظر لهاتفه الذي تصله رسائل مهمه/ملاحظ انك تفخم الوضع بيننا يا سيف ترى ماله داعي كل شوي طال عمرك وطال عمرك
تذكر الماضي ليلتفت إليه بجديه/عزام انا خايف عليك، روحك ماهي لعبه كان تركت الشرطه تتولى المهمه
اغلق الهاتف ليلتفت إليه بهدوءه المعروف عنه/لا تخاف اللي مثلهم جبناء، عمرك لا تخاف من واحد يستقوي على مره.
رن هاتفه/هذا المحامي يتصل وصلني المكتب و روح بعد انت مكتبك.. و نلتقي بالمحكمه ترى انت اللي بتجيب البنت الثانيه.. انا ما أأمن احد غيرك
تأفف سيف فهذا العمل ليس من شأنهما، و لكن عليه ان يقف بجانب عزام، ما زال لا يؤمن لأهل غريبه،و يراها تكبد عزام المشاكل..
،
.
.
.
.
،
،
،
،
في تجمع للموظفات بمناسبة عودة إحداهن من اجازة وضعها، تبدو غرفة الاجتماعات مبهجه بألوان البالونات والباقاتالورد وطاوله مليئه بالهدايا،..
تجلس هي توزع إبتسامات المجامله و تستمع لأحاديثهن و ضحكاتهن،
مضى شهرين على موعد عودته و لكنه لم يعد حتى الآن!!
و منذ ذلك اللحين وهو يقاطع الإتصال بها و يتجاهلها!!
ليست غبيه فهي تعلم ان الجميع في المنزل يتسائل عن غيابه من تلميحاتهم،
غيابه بات مزعجا..
لم تلاحظ ان المكان قد بات خالياً بعدما رحل الجميع حتى ربتت عزه على كتفها وهي تجلس بجانبها/وين وصلتي؟
عادت للواقع وهي تلتفت إليها بصمت لثواني ثم نطقت/راحوا البنات!
ضحكت/لااا واااضح انك كنتي بعيد و يمكن برا السعوديه كلها بعد
لم تستطيع الصبر اكثر لتسألها/يتصل فيكم وليد؟
استغربت حتى طريقة سؤالها/يومياً يكلم أمي و انا كل اسبوع تقريباً، ليه؟
صدمها الجواب/يعني هو بخير؟ الحمدلله
زاد استغرابها لتبتسم وهي تغمز ممازحه/يعني بتفهميني انكم ماتكلمون بعض يومياً؟!! كثري منها
تركت الكأس الذي بيدها وهي تترك الطاوله، يغمرها شعور لعين بالضعف و الحنين و الخوف/من اكثر من شهرين ما اتصل.. و حبيت استفسر عنه فقط لأن موعد رجعته راح و هو للحين ما رجع و لااتصل، بس دامه بخير فهذا يكفيني
شعرت بنبرتها مرتجفه و ليست كما العاده، صدمها تبلد وليد وهو الذي كان ثائرا و سعيدا جداً حينما تمكن من الزواج بها وعقد قرانه معها!!!
جلست على كرسيها خلف مكتبها في الجهه الاخرى من الغرفه، لترى الدهشه ترتسم على محياها/شفيك عزه؟.. روحي نادي عاملات النظافه يرتبون طاولة الاجتماعات و جهزي لي ملفات الطلاب ابي اشوف مستوى تقدمهم و تقييم معلماتهم و، لأن بكرا بيجينا وفد من الخدمه الاجتماعيه و التعليم الخاص.
استغربت تجاوزها الموضوع من شخصي الى العمل، هنالك سر لاتعرفه، ليال ليست كثيرة ثرثره و لا احاديث، سؤالها اليوم عن وليد كشف شيئاً مخفيا... /ان شاء الله عن اذنك
تنهدت وهي تلقي القلم من يدها المرتجفه بعد خروج عزه، لتلوم نفسها لأنها لم تسيطر على نفسها الملهوفه عليه أمام اخته، هو بخير و يتصل بهم باستمرار!!
إذن لماذا يتجاهلها بهذا الشكل الموجع؟!!
تمنت على الله ان لا يكسر لها قلباً..
،
،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أوقفت السائق أمام العماره المطلوبه و هي ترى موقعها و حجمها، عزام ليس بتلك السذاجه ليضعهن في اماكن مكتظه بالسكان، يحسب له انه ايضاً جعلهن على مقربه من مقر عمله،..
رن هاتفها لترى أسمه يزين الشاشه لتجيبه/هلا عزام
على الطرف الآخر/وصلتي المكان يا قلبي؟!
نزلت وهي تتحدث إليه/ايوه وصلت..
على الطرف الآخر بنبره قلقه/متأكده انك ماتبين احد معك
بضحكه صغيره/شدعوه عزام، انت مو تقول البنت لحالها ليه اخذ احد معي؟! إلا ان كنت مستقل بقدراتي هذا شيء ثاني!
هدأت نبرته/اشك بنفسي و لا أشك فيك..
ضحكت مجدداً بعدما دخلت المصعد و اغلقته/قد مره قلتلك ان اسلوب غزلك قديم و معاد احد يستخدمه؟!
بنفس نبرته الهادئه/لا ما قد قلتيها بس ما عليه انتي موجوده علميني!
ابتسمت وهي تراه يتحين الفرص/بس الغزل مثل الحب و الوفاء محد يتعلمه من احد..
تنهد حتى سمعته ليتحدث/إذا قلت انك صعبه لا تلوميني.. يلا اشوفك بالبيت
اغلقت الهاتف وهي تقف امام الشقه المنشوده، وتحاول نسيان التفكير به، عليها ان تتعلم القوه اكثر من ذلك عليه ان يعرف أن رجوعها إليه ليس يعني رجوع المياه لمجاريها الطبيعيه..،
طرقت الباب لتنتظر لحظات حتى فتحت الباب، استغربت انها لم تسأل عمن يطرق الباب/السلام عليكم
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى حضور الشموس شخصياً إليها، ما سيجعل الأمر يزداد تعقيداً ان تذكرتها/وعليكم السلام هلابك ام راكان تفضلي
دخلت وهي تلتزم صمتها و تنظر لأرجاء الشقه بنظرتها المتعاليه، لتدخل قبل ان تنتظرها...
لحقت بها والرعب يدب في كل ذرات جسدها، تمنت ان لا تعرفها الآن حتى لا ترميها لكلاب الشوارع مجدداً، الشموس قادره على ذلك و ما غيرة مها المجنونه الا دليلٌ دامغ على ذلك، مها التي لم تهزمها إمرأه كما فعلت بها الشموس!!
لم يفوتها إرتباكها و صدمتها من حضورها لتتحدث/شفيك يا مريم ليه لونك مخطوف كذا؟!
لم تستطيع السكوت اكثر من ذلك لتتحدث بنبرة مرتجفه باكيه/الشموس و رب الكعبه كنت ناويه اقول لعزام عن كل شيء سويته و عن لعبة مها القذره معك لكن خفت يتخلى عن مساعدتي انا صفقتني الدنيا يالشموس، انا تبهذلت بهذلت عمري وفكرت في من راح يساعدني بدون يذلني و يستغلني من اللي عرفتهم و ما لقيت إلا عزام. و اذا اعترافي له بيريحني من عقابك فأنا مستعده اعترف اني انا اللي ساعدت مها في تخريب حياته
وضعت ساقا على الأخرى وهي تنظر إليها بتأمل لثواني بصمت، لا تعرف كيف ذهبت كل صرخات الغضب و الويل و الثبور التي كانت تستلج داخلها، الشكر كله لعمها الذي أعطاها فرصة الإختلاء بالنفس و الراحه من كل ضغوطها/لا مابيك تفضحين نفسك كفايه الذل اللي انتي عايشته لكن جاوبيني..
شعرت بالحزن على نفسها فهي من وضعت نفسها بهذا الموقف المخزي/اسألي بجاوبك بكل شيء
سألتها بتحقيق/اختفيتي فجأه وين رحتي فيه حتى امك مالقيناك عندها!
جلست منهاره وهي تتذكر مافعلته بها مها من رعب وسجن و حرمان و اخيرا رؤية عملية قتل أمام عينيها/خطفتني مها و سجنتني ببيت اهلها القديم، لو تذكرين مره اتصلت بك وقلت تعالي لمستوصف كنت ناويه اقولك كل شيء لكنها كانت عامله حسابها لكل شيء و كشفتني و حبستني.. كانت مجنونه بعزام و زاد جنانها بعدما قرر يرفض الانصياع لطلباتها وخافت مني افضحها لأني عارفه كل شيء سوته، عرفت كيف تستغل حاجتي و ضعفي.
ظلت الشموس تستمع إليها بصدمه، ما فعلته مها من إجرام و حقاره يفوق اي تخيل لإنسان سوي الفطره!!
،
.
،
.
،
.
،
.
اغلق الهاتف وهو يترك مكانه و يعود لمكتبه حيث المحامي ينتظره، ليجلس وهو يبتسم له..،
استغرب المحامي وهو يرى ابتسامته في هكذا ظروف/سمعنا الاخبار الطيبه
اجابه وهو يضع هاتفه امامه على سطح المكتب/الاخبار الطيبه ابيها منك،الجلسه الجايه ابيك تشكك في نسب غريبه لأهلها و تطالب بتحليل الـdna
اتسعت حدقة عينه/ليه طيب؟ شايف شي ماني شايفه؟
بهدوء جاد/انا رحت قبل شوي لبيت اهلها يا رجل محد منهم عينه ملونه!! حتى البزارين طلوا علينا من وراء الباب و ما فيه منهم اللي عينه ملونه او فاتحه عكس البنت المستوره ماشفنا غير عيونها وكانت فاتحه بشكل يثير الريبه!!
هالشيء خلاني استشك و هالشك بيقطعه التحليل.
قلق المحامي/اخاف هالتحليل يفتح لك ابواب انت بغنى عنها!
ارتاح بجلسته/انا جاهز لكل شيء و لا يهمك.. شوف شغلك بس، ابي اخلص من هالقضيه بأسرع وقت..
هز المحامي رأسه وهو يقف/مثلما تبي، انا ماشي سلام
راقبه يخرح/سلام
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
دخلت منزل اهلها يسبقها أطفالها المبتهجين بإبتساماتهم/ندى انتبهي لاخوانك
ضحك وهو يراهم يركضون للداخل بدون ان يلتفتوا خلفهم/شفيهم تركونا وكأنهم كانوا محبوسين
بابتسامه/كله لعيون التوأم، متشوقيين يشوفونهم
نزع نظارته وهو يغزوها بنظراته/دام كذا يبي لك تجيبين لنا توأم.
رفعت حاحبها بإبتسامه كيد نسائيه تتقنها/على يدك، شد حيلك حبيبي
عاد ليرتدي نظارته وهو مازال مبتسماً/على خير، يلا انا طالع تامرين شيء؟
قبلت جبينه وهي تودعه/سلامتك يابو ندى
تنهد وهو يلتفت للمنزل/شكل قاسي ماهو موجود نادي خالتي بسلم عليها قبل امشي
هزت رأسها/ابشر
تركته وهو يراقب خطواتها المبتعده عنه حتى إلتفاتتها الأخيره مقترنه بإبتسامتها، يالله كيف الحال يتبدل من جليد لنيران تشتعل؟!
كيف يبدل الفراق و الشقاء كل الأحوال رأساً على عقب!
هذه هي اللهفه التي حلم بها في عينيها، و الإحترام الذي لم يتبدل بها منذ عرفها قد كانت الصفه التي تجعلها مفضله لديه مهما كان برودها، تحترم وجوده وغيابه تحترم كل ما يخصه من والدين و اهل و حتى اشياءه الخاصه...، لم يجد في نفسه سوى الحب لها..
لا يعلم لماذا يتذكر كل ذلك الآن، و بهذه اللحظه التي ودعها بها لأيام معدودات ستمضيها بعيده عنه..
قطع تفكيره بها صوت خالته التي رحبت به و هي قادمه من بعيد...،
.
.
.
.
.
.
.
.
،
،
في الداخل كانت تجلس و بجانبها طفليها كل في عربته، وحولها اطفال مدى الذين يعبرون ببرائتهم،
ضحكت وهي ترى القلق على ملامح نيفادا/لا تخافين عزام يحبهم و ماهو مأذيهم
ابتسمت وهي تقف لتسلم عليها/حي الله ام ندى
إلتفتت اليهم بعدما سلمت عليها/ما شاء الله تغيروا
بإبتسامتها/اكيد خلاص كبروا
إلتفتت إليها بعدما حملت احدهما/وين قاسي؟!
هزت كتفيها/طالع مقناص مع رفيقه، تعرفين من زمان ما مسك سلاح و ما اطلق رصاص ويده بدأت تحكه.
ضحكت لتسأل بفضول/بشري كيف نتيجة اختباراتك؟!
بسعاده/ابشرك نجحت، صحيح مو المأمول لكن ماني مصدقه بزحمة حياتي الجديده، الاهم نسبة الثانويه
ضحكت/كان أجلتي هالسنه ليه مستعجله
حركت يديها/انتي عارفه اخوك، معند مايبي شيء يمنعني من دراستي وما قصر معي و الله، وخالتي بعد ماقصرت شالت هم الصغار اغلب الليالي لحالها
تذكرت تغير والدتها الجذري/بس ماتخيلين سعادة أمي اذا اتصلت فيها، ماهي فاضيه لشيء كل سوالفها عن الصغار و ترسل صورهم بقروبنا، مع كبر سن أمي ترقق قلبها مثل طفل مع عيال قاسي، خصوصاً بعد كل اللي مرت فيه من انكسرت
ضحكت وهي تتذكر رجائها/اسكتي صارت تخلق لي مليون عذر علشان ينام واحد من الصغار عندها، اخر شيء بعدما طلعت نتايجي قالت سافروا استانسوا انتم ما سافرتوا شهر عسل و اتركوهم عندي
تكاد لا تصدق ماتسمعه منها، لتسألها/تقدرين تروحين و تخلينهم عندها
هدأت وهي تتذكر الماضي الذي يؤلم قلبها/أي أم حافظفت على عيالها و حبتهم اكيد بتحافظ على احفادها منهم.. اكيد بأمنهم عند خالتي حصه وهي احرص مني عليهم ، بس كل اللي اخاف منه اني اتعبها
سمعتها وهي قادمه، خفق قلبها وهي تسمع للمرة الأولى أحداً يطريها هكذا، لم تعرف ان السمعه ليست مكلفه فقط خلق طيب و حسن معامله، مسحت دمعتها وهي تدخل/أبداً مافيه تعب و لا شيء انتي بس اصملي
ضحكت مدى/الوالده ماعندها وقت يا نيفو، لا تدورين اعذار و سافري تراه عرض مغري، ليت احد يقولي بمسك عيالك بس روحي دلعي عمرك
ضحكت نيفادا/قل اعوذ برب الناس!! خالتي اسكتي لين تروح هالحسود
مضت ليلتهن بأجواء عائليه حميمه صارت سمة لهذا المنزل، الذي تغير قدره و سكانه منذ دخلت نيفادا إليه...!
"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
،
.
،
.
،
.
،
.
في طريقهما ناحية شمال شرق نجد حيث الصحاري و بدايات الشتاء و موسم الطيور المهاجره..، بمقعد الراكب يلف شماغه الكشميري على رأسه بطريقه يتقنها و مشغولاً بحشو حزامه بالرصاص و تنظيف مسدسه،..
ابتسم صاحبه وهو يراه منهنك بسلاحه/يا بوسلمان ترى اشغلتني انت و سلاحك ليه ماجهزت فالبيت
ابتسم وهو يتذكرها/مابغيت اروع المره، اخذته ومشيت، أساساً طلعت وهي زعلانه ماهيب راضيه بطلعتي تقول خايفه
انفجر ضاحكاً /ما شاء الله عليك قدرت تعصاها
رفع حاجبه وهو يمازحه/اجل تبيني اقعد جنبها دايم!! سووق بس و لا تنسى توقف عند اقرب محطه و عب التانكي بنزين، مانبي ننسى شيء
هز رأسه وهو مازال يضحك/ابشر يالحمش
تأفف وهو يكتم ضحكته هو الآخر/مسلط و لقى له سالفه وش بيسكته!!
بعد لحظات تجاوزتهما سيارة من نوع "جيب" مسرعه بشكل مفاجئ و جنوني لتتبعها سيارة أخرى كادت تصطدم بهما، يعرف تماماً هذه السياره و لكن ظن انه فقط يتوهم ليصمت لذكرى تركي التي مرت به في هذه اللحظه التي تمسه بشكل خاص.
.
.