كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
صباحاً ،
اغتسلت تحت ماء بارد وهي تأخذ على عاتقها الإنتقام و تفكر بأسوء الأمور التي من الممكن أن تفعلها، لا شيء سيُطفىء نيرانها المتقده داخلها، حتى ان هذا الماء البارد ينزل حمماً على جسدها الغض..!
لم يعد نايف كما كانت تنظر إليه فهو الآن بات قاتل أخيها بنظرها، لو لم يجلب تلك المشعوذه الشقراء للمنزل لما تسبب بكل تلك الكوارث ..
سمعت صوت طرقات الباب ومن ثم نداء هند التي خافت بعد تأخرها في الإستحمام...،
خلف الباب قلقت من صمتها ولكن ارتاحت بعد سماعها لتوقف الماء وخروجها من تحته
لحظات لتخرج لها بروب إستحمامها السكري و شعرها المنثور بلا منشقه، كان وجهها يوحي بشيء غريب، ناظريها اليوم معقودان و هي صامته/شهد لا تخوفيني عليك تكفين بلا صمتك المرعب هذا..!
تجاوزتها ثم راحت تجلس على الأريكه وهي تجفف شعرها بصمت مطبق.. الجميع يعرف و لكن الجميع يصمت لأنه نايف لكنها لن تصمت وتبتلع ما فعله بسهوله!
تحدثت شهد برجاء وهي تلتقط مشطاً و تذهب إليها لتمشط شعرها المبلول وتجحد دموعها/شهودة قلبي والله اني حاسه بوجعك، تركي اخوي مثلما هو اخوك، فجعني فراقه مثلما فجعك، وابي من يواسيني يا بنت
شعرت بيدها تهتز و يسقط منها المشط على الأرض، لتلتفت إليها غير متفاجأه بمشاعرها ولكنها ازدادت حزناً لتلوم نفسها وهي ترى هند تنهار باكيه هكذا!!
وقفت من جلوسها لتلتفت إليها تواسيها بعناق باكي/يا هند انا استمد قوتي فيك، تركي راح من الدنيا لكن بداخلي احسه ما ابعد و لا غاب، احساس ان اسمه ماهو مفارقني،
خافت هند من حديثها/شخد لا تخوفيني عليك..
اكملت شهد بدموع وهي تروي ما رأته/البارح في منامي كان يقول انا راجع ماني مفارقك، فرحت لدرجة قمت و انا اتبسم و ابكي فرح لكن الواقع صدمني...لا راجع و لاني شايفته
إزداد حزنها عليها/احلام يا قلبي احلام..يلا ألبسي و جففي شعرك، المعزين بيجون و ابوك جاي بالطريق مثلما قال نايف.
إلتمعت عينيها اكثر و هي تتذكر ذلك الأب، فقط لو احتضنهما و لم يحتاجا لنايف..،
.
،
.
،
.
.
،
.
قررت تجهيز الفطور مع الخدم، لم تستطيع النوم و طفلها ليس في جوارها ..
انتهت من ترتيب الفطور البسيط عند عمها في صالة المنزل البعيده عن داخله،
لاحظ شحوبها اليوم ليس كالأيام السابقه/وش فيك يا بنتي اليوم منتي بخير!
اخذت الدلّه لتسكب له فنجاناً/لا ابد مانمت زين البارح، ولا قدرت انام بعد الفجر...
اخذ منها الفنجان وهو يرتشف منه بهدوء/علشان راكان مع ابوه؟!
جلست وهي تجيبه/يعني مثلك خابر ماتعودت،
تحدث وعينه في فنجانه الذي يرتشفه/هذا وضعك ليله بس، تخيلي وضع اللي له حول الشهر ما شاف ولده..!!
رفع عينيه لها وهو يردف/الشوق للولد ما يباريه شوق، جعل عدو عينك يا بنتي محروم من شوفتهم.
لم تستطيع التعليق كان رده موجعاً فكيف لو سمعته من عزام ذاته..،
حضرت هوازن وهي تجلس بعدما ألقت تحيتها/السلام عليكم
ردت السلام و سكبت لها فنجاناً لتسألها بعد ذلك/كيف صحة مازن هاللحين؟
براحه/الحمدلله احسن من قبل كثير بعدما استجاب للعلاج،هاللحين يمشي ولو ماهو هذاك المشي لكن افضل
نظرت لساعتها بشكل سريع/الحمدلله،الله يحفظه لك
لاحظتها تتلفت و كأنها تنتظر أحداً/راكان وينه؟!
ردة وهي تحاول ان تلتهي بخاتمها/نايم عند ابوه من البارح
نظرت لساعتها/بعد قلبي اخوي من انخطف ولد نيفادا و قاسي ما ارتاح و لا تهنى بنومه و البارح كملت معه، الله يرحمك يا تركي،
لا تعلم لماذا شعرت بنبرة اللوم من حديث هوازن، قررت الذهاب لغرفتها في الأعلى او احد اخواتها..،
رأها تقف فجأه/وين يا بنتي ما افطرتي
بدون تردد/شوي وراجعه يا عمي
راقبتها هوازن حتى ابتعدت/نفسي ادري وين كانت فيه،ما شاء الله عليها ما تخاف!!
ترك فنجانه ليأمرها/قومي وديني لغرفة اختي
استغربت طلبه/وش تبي تروح لها شوي وتنزل
تنهد/عمتك هاللحين مكسورة قلب وتبي من يواسيها، لا احد منكم يتركها يلا قومي يا بنتي وديني لها
.
،
.
.
،
.
،
.
،
بالكاد فتحت باب الجناح الذي هجرته منذ مده..،
دلفت و اغلقت الباب خلفها وهي تمرر ناظريّها على اثاث المكتب الذي لطالما أحبته و ارتاحت في جنباته، الكتب مازالت مكانها و كل شيء كما تركته..،
اتجهت لباب الغرفه المغلق لتفتحه و تستقبلها البروده الشديده!
اسرعت في خطواتها بعدما أضاءت بعض المصابيح الصغيره وهي تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف حتى رفعت درجة الحراره،
لتلتفت للسرير تبحث عن طفلها لتجده متوسداً صدر والده العاري، سيموت عزام ولن يغير عادته هذه!
لم تستطيع ان تشيح بنظرها عنهما ولو لثانيه!
منظرهما معاً يبدو فاتناً، و الوضع يبدو طبيعياً، و رائحة الذكريات تفوح من زوايا الغرفه،
يالله حتى بعد محاولاتي اليائسه في تشتيت ذكرياتي تعود علي عكسيه !
انتبهت لحركته التي سكنت،ينام بشكل عميق و يبدو مرهقاً، من الواضح ان راكان عذّبه بالسهر ليلة البارحه حتى نام..
إقتربت لتأخذ طفلها معها قبل ان يستيقظ عزام ولكنها تفاجأت به يثبته و يمنعها من أخذه لتهمس/بوديه غرفته أريح لك!
انزله بجانبه ليعتدل جالساً/الغرفه ماهي ضايقه فيه..خليه ينام هنا
هزت رأسها بمسايره وهي تتشبث بشالها الخفيف على كتفيها لتقرر الخروج/مثلما تبي.. عن اذنك
تحدث بهدوءه/زين اللي جيتي تقوميني، اعمام تركي الله يرحمه وابوه جايين بعد نص ساعه، جهزوا القهوه بالمجلس الخارجي.
إنتابها الفضول بعد حديثه/دفنتوه قبل يجي ابوه!!
ابعد الغطاء عن باقي جسده وهو ينزل من السرير و يلتقط منشفته/إكرام الميت دفنه.
راقبت تحركاته بفضول لتسأله/وش اللي صار معكم قبل وفاته؟!
توقف قليلاً عند سؤالها ليستدير و يلتفت إليها بتمعن كيف لها ان تكون بارده كل هذا البرود بعد الذي فعلته به، كيف تواجهه و تنسى بسهوله..!
إرتابت من حدة نظرته و لكن لم تُظهر له ذلك/اسفه.. مو وقته هالسؤال،
رن هاتفه ليذهب إليه و يلتقطه وهو يرآها تذهب لطفلها وتغطيه جيداً/نعم محمد؟ ..وعليكم السلام وش عندك من بدري؟!! ...اي محامي؟! اييه تذكرت،اسمع حوّل له المبلغ اللي طلبه، و اخذ منه تقرير من قضايا البنات...يومين وراجع وبشوف كل شيء ماشي حسب الأصول..
سمعت جيداً ما قال في المكالمه، هنالك أيضاً "بنات" ولكن هذه المره لم يخفي الأمر ربما أنه لم يعد هنالك خط رجعه يفكر به!!،..تركت الغرفه و خرجت بنفس هدوء دخولها،..
ناداها قبل ان تفتح الباب/كيف الحمل معك؟!
ابتلعت ريق الغضب، قبل قليل لم يجيبها على سؤالها و الآن يبادرها بآخر، إستدارت إليه مستفهمه/أي حمل؟!
رفع حاجبه و احتدت نظرته/حملك..ماقلتي لي انك حامل؟
ابتسمت بسخريه/اذكر، بس وقتها كنت ابي اتخلص منك لا اكثر، و للأسف ماتخلصت منك اضطريت اتحملك ليله كامله..
لم يصدق ما تقوله/شلون يعني؟! كذبتي علي؟!
هزت رأسها وهي تثبت شالها الرقيق/شوفت عينك ، بس شكراً لأنك ما قلت لهم عن حملي الكاذب..ماني ناقصه مجاملات عائليه ...عن اذنك.
ألجمته الصدمه لم ينبس بكلمه أخرى، فقط أخذ منشفته و استدار للحمام خلفه..
بأنفاس متقطعه، لم يكن ينتظر حديثاً كهذا منها،
و كيف ينتظر منها ان تعامله وهو من يعاملها بحسب مزاجه؟!!
اغمض عينيه وهو يقف تحت الماء المتدفق محاولاً نسيان كل شيء..
يريد ان تمر هذه الفتره بكل ما فيها بسلام..مرهق من كل شيء و زاده فراق تركي المفاجىء ألماً ..
حتى زوجته التي كان يبطن لها الوعيد تبخر كل وعيده في اللحظه التي رآها فيها..
لا شيء يصالحه في هذه الحياة سوى وجود راكان و ضحكته..و لن يسمح لها بسلبه مجدداً..
.
،
.
،
.
،
.
انتهت من لبسها وهي تخرج من غرفتها متثاقله باكيه،تركي بمثابة الأخ الأصغر ليس أقل من ذلك..خبر فقدانه المفجع أتى بمدامعها كلها وهي تفكر بكيف حال زوجة ابيها و شهد..يالله ألهمهم الصبر و السلوى،
جلست منتظره لقدوم ريما التي طلبت منها مرافقتها للعزاء،ظلت تتمتم بدعاء و تلح عليه..
كان جالساً متأثراً و مستغرباً لحزنها العميق، دموعها لا تجف منذ أخبرها، رق قلبه لها وهو يسمع أناهيدها و عبراتها ليدفعه ذلك لمواساتها/ادعي له بالرحمه و المغفره يا قلبي بدال هالبكى، شلون بتروحين تواسين أمه واخته و انتي تصيحين كذا؟!
رفعت عينيها له وهي تحاول ان تعبر/تعرف لمن تكون مقطوع بصحراء و مالك أحد غير رفيق واحد هو اللي مصبرك على عطش هالصحراء و يساعدك على الحياة فيها، هذا تركي بالنسبه لأمه واخته، تركي حتى انا كان يعاملني مثل اخته، يخاف علي و يداري خاطري مع خاطر شهد ، يجيب اللي احبه ويشاركنا باللي يحب، نسولف و نضحك سوى،
انسان يحب الكل
اقترب منها وامسك بيديها ليحاول تهدأتها/الله يرحمه و يغفر له و يربط على قلوبكم، هذا مصير محتوم، و لكن يا بخت تركي في حبايبه الكثار، صلينا عليه بالمقبره و كان الناس زحمه و الصفوف كثيره ، و اليوم رحت العزاء فالظهر و ما شاء الله الناس يزيدون..هالولد محظوظ و اكيد عنده خبيئه ما يعلم بها إلا الله..
فرحت بما قاله عن مراسم وداعه الأخيره/الحمدلله الحمدلله الله يجبر خاطرك يا عبدالرحمن.
نزلت في هذه اللحظات/خلصت يلا نمشي
وقف و ساعدها على الوقوف وهو ممسكاً بيدهاو يسير بها و يحاول ان يواسيها...،
ظلت تراقبهما مبتسمه وهي تمشي خلفهما، يبدو عبدالرحمن عاشقاً حقيقياً و رجلاً بمعنى الكلمه، تعجبها معاملته لهند و رقّته معها يتحول لشخص آخر حينما تكون أمامه..!
.
،
.
،
.
،
.
،
انتهى من استجوابهم في المحكمه و طلب المحامي بإخلاء سبيلهن حتى البت في قضاياهن الشائكه..،
توقف المحامي امام مريم متسائلاً باستغراب/انتي لك بيت بس مالك ولي أمر و هذي مشكله في النظام اللي يشرط تسليمك لولي أمر او كفيل
تسائلت بحزن عميق/و إذا مالي أحد؟! اقعد محبوسه طول عمري؟! انا انسانه بالغه عاقله مو معقوله اثناء التحقيقات و العقوبات يعاملوني كمستقله و مسؤله عن نفسي و لمن تثبت ببرائتي و يجي وقت اطلاق سراحي اكون ماني قد الثقه ولازم لي ولي أمر!!
ابتسم المحامي الذي اكتسى وجهه الشيب/مرافعه اقوى من مرافعاتي يا بنتي، لكن ابشرك الامور بالسليم و حقك و حق رفيقتك بتاخذونه،ابو راكان موصي عليكم توصيه و بإذن الله يعينني ربي و اساعدكم.
فرحت ببارقة الأمل/ياا رب
اشار للسياره التي أقلّتهم للمحكمه/يلا يا بنتي روحوا مع سواقكم و لا تنسون فيه جلسه السبوع الجاي احتمال يتم استدعائكم..
اشارت بالموافقه وهي تركب سيارة الشركه التي وفرها عزام لهن..
إلتزمت صمتها وهي ترى رفيقتها تنتحب بجانبها، لتلتفت إليها/شفيك تصيحين انتي، الرجال طمنا و كل شيء بيكون بخير
إلتفتت إليها بعينين غارقه في دموعها/صعبت علي نفسي..و انا اشوف الأغراب يدافعون عني و يحموني ..واهلي المحسوبين علي نافريني و ماهم سائلين عني..من قال ان الامهات ما يكرهون عيالهم؟!
تحدثت مريم بحقد فقصة غريبه تحز في النفس/الأمهات ما يكرهون حتى في فصائل الحيوانات..لكن أمك ماهي من اي جنس الله يـ....
قاطعتها بخوف/لا تدعين عليها..تكفين
نزلت دمعتها بحزن/ماتطيقك، كانت حابستك عن عيون الناس و كأنك عار و بعد هذا كله ما سألت عنك خمس سنين في الدار!! و للحين قلبك يحن؟!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي ما زالت تذرف الدموع/تظل أمي ..جنتي يا مريم
لم تجد كلاماً لترد به على هذا الكم الهائل من اللطف و السريره النظيفه بـ"غريبه" رغم كل شيء قذر واجهته منهم ، هذا ما يسمونها النفوس الطاهره التي مهما تعرضت للألم لا تستطيع ان تكره أو تحقد!!!
من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه؟!!
.
،
.
،
.
،
.
،
،
.
إنتهت الليله من إستقبال المعزيات عند مقعدها بجانب عمتها المُحتسبه و الراضيه بقضاء الله وقدره.. كان قدوم هند بنت صالح كارثياً لم تكن عوناً أبداً اكتملت مع شهد في صف واحد حتى اخذتهما ليال للداخل و تركت تلك التي حضرت مع هند لوحدها تسارقها النظرات بين اللحظه و الأخرى..!!
مالذي تريده بنظراتها تلك في وقت كهذا؟!!
قدم يمشي وهو يحمل هاتفاً محمولاً و يلعب به، عرفت انه جهاز عزام، لتأخذه منه وهي غاضبه من تصرفه،كيف يعطي هاتفه لطفل صغير؟!!/بابا راكان ليه كذا؟! تعال اجلس هنا
ابتسم بخبث وهو يبتعد/لاا
استغربت للمرة الأولى ينطق هذه الكلمه/روح جوري يلا
حرك رأسه بالنفي وهو مازال يبتسم حتى انتبهت له هند/تعال لبى قلبك تعال ابوسك يا حبيبي
فرح بنداءها ليتجه ناحيتها، حملته و اجلسته على فخذها لتقبله، ما اجمل رائحته و صوت انفاسه بعدما ركض بسرعه، تذكرت الفقيد حينما كان في عمره لتضمه لصدرها بهدوء و هي تحاول ان تهدىء روع فقدها/الله يحفظك و يقر عين والديك فيك يا حبيبي انت
تأثرت وهي تعرف ما داهم عمتها حينما عانقت راكان/اميين يالحبيبه اميين، الله يجعله من البارين فيك بعد..
بحزن ابتسامه/ولد عزام و الشموس ما ينخاف عليه..بيطلع عليهم ان شاء الله .
إلتقطت تلك الحديث لتسأل بفضول لم تستطيع كتمانه/هذا ولد عزام؟!
استغرب الجميع صيغة سؤالها، لتجيبها الشموس التي إستحالت نظراتها المستنكره لها/نعم..ولده
توقعت ان يكون ابن عزام اكبر من هذا و لكن من الجميل ان يكون طفلاً صغيراً/اجل من فيكم الشموس، لأن ماتعرفت
ام رواد لم تعجبها هذه البنت و لا حتى وقت تعارفها هذا، لتقف وهي تتجه لهند/ام شهد تعالي ارتاحي طولتي بجلستك و بطنك وش كبره يا عمري..
سايرتها و ذهبت معها، بالأساس تريد التواري عن الأنظار قليلاً لترتاح في سكب دموعها..،
تبعتهم لولوه و جلست هوازن وحدها معهم..
اجابتها الشموس/وش معنى الشموس؟!
بصراحتها/حابه اشوف زوجة عزام كيف بتكون.. عزام معرفة الوالد من معرفة راكان الله يرحمه وسبق و زارنا في لندن و شخصيته جداً قياديه و فخمه
تحدثت هوازن باستغراب/انتي من جدك
إلتزمت هدوءها رغم غليانها الداخلي/قياديه و فخمه!...اها من هو الوالد؟! ومن انتي
أجابتها بفخر/ريما سالم الحازم..
عرفت والدها،ولكن لم ترتاح لمعرفتها هي/اجل زاركم بلندن؟!
اشارت بالإيجاب/ايوه مره كان لحاله و مره كان بضيافة الوالد بعشاء للسفير و مجموعه رجال اعمال متواجدين بلندن.. وألتقينا مره انا وياه في طياره لأبها..و كان جنبي، انسان راقي.
تتذكر تلك المره حينما اتصلت به و ردت عليه فتاه، أكانت هذه؟! هل أصر على الرحله في السياحيه من اجل هذه؟! لم تعلّق على ما سمعته اكتفت بالصمت و النظر لساعتها حتى رن هاتفها بإسم نوره موظفتها و رفيقتها بنفس الوقت، لتذهب و هي ترد على مكالمتها ..،
استغربت ريما تلك النظرات الحاده منها، شخصيتها ذات الهيبه و نبرة صوتها الواثق تجعلها محل شك في نفسها، لتلتفت إلى هوازن/اجل انتي زوجة عزام؟!
ابتسمت بخفوت على غبائها وهي تراها تتعمد إستفزاز الشموس/لا و انتي الصادقه أنا أخته..هذي اللي تو كانت جالسه وراحت تكلم بتليفونها هي الشموس.
لم تصدق، هذه من أجابتها على الخط ذلك اليوم، تذكرت نبرة الصوت جيداً إلتزمت صمتها وهي تفكر بضرتها، لذلك ابتسم لي عزام تلك الليله، هو يعاني منها...هكذا كانت تفكر..،
.
،
.
،
.
،
.
انتهت من مكالمة نوره التي كانت تعزي و تعتذر لتعبها، لتتلقى فوراً اتصالاً من عزام،
استغربت اتصاله،كيف عرف أنها أعادت تشغيل رقمها، اخذت نفساً وهي ترد/نعم
على الطرف الآخر/خلي ريما الحازم تفتح جوالها، خالها يتصل عليها و الا قولي لها تطلع وراها رحله بالطياره
بعدم تصديق/خالها..! اوكي بقول لها تطلع لك.
ناداها قبل ان تغلق الخط/الشموس!!
ليس مجالاً للضحك و لكنه يدعوها لذلك/لا ماقصدي شيء بس كنا بسيرتك قبل شوي و البنت وااضح انها تعرفك و حييل معجبه فيك، اوكي لا تخاف بقولها خلاص،باي
اغلقت الخط قبل ان تنتظر ما سيقول..،لتنادي الخادمه التي تلاعب طفلها/جوري تعالي ...
.
،
.
،
.
،
.
هذا ما استنتجه هو الآخر تلك الفتاة لا تمتلك ذرة حياء و خجل، حتى في اوقات كهذه!!!!
يشعر بالخجل ان رجلاً مثل عبدالرحمن قريباً لها، عبدالرحمن لا يستحق ان تعبث بسمعته فتاه مثلها..،
يريد الدخول قبل خروجها ولكن اضطر ان يخبره بأن كل شيء على ما يرام و ستخرج له ابنة اخته حالاً...،
تذكر تلك الليله في ظلام الحديقه وهي تبادله العناق في لحظة ضياع منه ثم هددته بها فعرف لحظتها ماهو مطلبها من هذا الفخ القذر..ستدفع ثمن ذلك و لكن ليس الآن..، عليه ان يكون حكيماً و يفكر جيداً هذه المرّه..،
إستعاذ من كيدها و دخل مجلسه عند والده..
كان اليوم مرهقاً كالأيام الماضيه..
لاحظ صمته و سرحانه في الفراغ أمامه ليسأله معاتباً/ليه يا ولدي ما اتصلت بي فالخرح وقلت لي اللي صار من بدايته؟!
تذكر جيداً انه لم يخبره ولكن كيف جاءه هو الخبر ليرفع ناظريّه له/ما حبيت اني ازعجك توقعت الامور بتنتهي على خير، لكن لله ما اعطى و لله ما أخذ... بس انت يبه من علمك باللي صار؟!
تفاجىء بسؤاله، للحظه حاول ان يفكر بحيله/دريت من الجوال، ابو عبدالكريم يقول الخبر جايه فيه.
إستغرب و لكن فعلاً الخبر انتشر منذ ايام عن اختطاف الطفل،ليعود و يرفع طرفي شماغه و يتحدث بألم/شعور الذنب بيقتلني ياليتني ما خليته يجازف معي
قاطعه غاضباً/استغفر الله يا ولد، هالكلام ما يجوز و انت رجل صالح و مؤمن بالأقدار، تعوذ من ابليس ترى هذي افكاره
نظر لساعته وهو يرفع رأسه لوالده/الليله سهرت انفداك، والسهر ما يصلح لك
وقف وهو يتجاهل عصاه التي بجانبه/انا بخير و لا في إلا العافيه، ولدي عندي و بنتي بخير و عرفت خواتي و ربعي و ناسي، و الله يا ولدي انها سعاده ما عرفتها من سنين طويله، فلا تشيل همي و ارتاح
لاحظه يترك عصاته و يسير بدونها لينتلبه شعور الفرح/الحمدلله صاير تستغني عن العصا، وش السر وانت تارك نص ادويتك هنا؟!
تذكر الخرج و أيامه التي قضاها هناك بين المزارع و الغذاء الطبيعي/الخرج علومها زينه يا ولدي
ابتسم لحماس والده/يا يبه اخاف بس تزوجت هناك من وراي!
ابتسم مسايره و هو يمر امامه/مشينا مشينا ننام، ماني مخليك تستدرجني لين اعترف لك.
..
.
،
.
،
.
دخل يحسب خطواته حتى وصل الطابق الثاني كان يبحث عنها و بداخله خوف لا يعلم ما سببه أو لعله يعرف و يحاول ان يتجاوزه ..،
في الصاله العلويه تحتسي قهوتها المره وتحاول إستنطاق صمت مدامعها من قلقها عليها لمحته ليال قادماً لتقف و تشير لنيفادا بأن تذهب معها/يلا نيفو علشان تاخذين دواك قبل تنامين..تصبحين على خير شهود
لم ترد كانت تنظر للفراغ أمامها، ما أبشع برد الغياب وشعور فقدان السند ،بل فقدان الحبيب الحقيقي ،تركي كان المقرب حينما كانت وحيده في منزل والدها، كان السند لها طوال حياته، خسارتها فادحه و قلبها من فراقه الأبدي مفطور ..
فرح بذهاب اخواته ليتقدم ويجلس بجانبها بهدوء بعدما قبّل رأسها/عظّم الله اجرك و احسن الله عزاك..
لم ترد كانت صافنه أمامها و دمعتها لا تتوقف/....
لم يلومها بل كان يريد رؤيتها منذ الأمس ولكن لم تحن الفرصه، يعرف انها الآن تمر بأسوأ أزماتها، مد انامله ليمسح دمعاتها و لكنها ابعدت يده عن وجهها بهدوء قاتل..،
تنهد وهو يحاول ان يفتح مجال الحديث ليجعلها تفضفض عن مكامن حزنها/فقدك هو فقدي يا شهد، تركي أ
قاطعته بنفس هدوءها المميت/و الله مافقده بهالدنيا كثر اخته أحد و لا انوجع كثر أمه أحد..لا تكذب بمواساة مالها قيمه
اغمض عينيه ليفتحها وهو يحاول ان يتبنى حديثاً لائقاً لهذا الموقف/ادري يا قلبي، لكن تأكدي اني بكون جنبك طول العمر، ما راح اقول اني بغطي غيابه لأن محد يحل مكان احد لكن بحاول قد ما فيني يا شهد
ابتسمت بسخريه وهي تلتفت إليه أخيراً/يا جعل منت العوض يا نايف. و الله اللي ماحولي احد.
استنكر مقولتها/مابي اغلط عليك اعدلي كلامك تراني زوجك، توفي اخوك و محترم حزنك فلا تغلطين على واحد ما
قاطعته بصرامه و بنفس نبرتها الهادئه/انا غلطت غلطة عمري بأني خليتك تقرب مني بالوقت اللي اخوي حالف ما ارد لك إلا وهو ميت..بعدها علطول مات و قاتلته رفيقتك، ، طلقني يا نايف النفس طابت و معاد ودها بك.
استنكر حديثها ليرد بنبرة اعلى من قبلها وهو يقف/انا ماني مكلمك هالفتره ، بتعدي هالأيام و بتعرفين انك غلطانه و استعجلتي على زوجك.
وقفت لترد بنفس قانعه منه/الزوج بداله زوج لكن الأخ ماله عوض يا نايف و انا ماقدر اقعد مع واحد ادري ان زوجي المهزوز هو سبب مقتل اخوي
اخرسها بصفعه بعد حديثها الذي يجرحه وهو غاضب/و الله يا بعد هالكلام ان طلاقك ما راح تشمينه طوول عمرك،
تحسست خدها وهي تبتسم بإنكسار/الله يرحمك يا خوي كان عندك بُعد نظر..قليل مرجله
صرخ بها/شههد!!! بسس
حضرت الشموس و ليال من غرفتيهما بسرعه و خلفهما ام رواد التي كانت عند الصغار../شفييكم صوتكم طلع
نطقت شهد وهي تنوي ترك المكان/انا بكرا راجعه مع أمي للبيت و والله و انا اخت تركي يا نايف معاد يجمعني بك عقد زواج سواءاً طلقت او ما طلقت "انت آخر همي"..أصلاً مالك موقفٍ مع الرجال علشان يوخذ بكلامك..
تركته يحترق من وهي تذهب تحت انظار والدتها التي تراها من باب غرفتها و تبكي بصمت، تعرف جيداً ان شهد لم ترفع صوتها يوماً و لم تتحدث بهكذا كراهيه إلا الليله، و بذلك فهي جاده بموقفها من هذه العلاقه، لن تضغط عليها فهي تعرف منذ البدايه ان نايف لم يحبها و كيف كانت شهد معه..،
اغلقت الباب في محاوله لغلق احزانها لهذه الليله، لم تعد تحتمل اكثر مع اقتراب موعد ولادتها..!
.،
.
لم تعلّق اخواته وهن ينظرن إليه بشفقه الجميع يعرف ان قاتلة تركي هي تلك السوسة الشقراء التي غرسها هنا بينهم حتى تمكنت ..
لم يحتمل نظراتهن هذه ليعقد حاجبه وهو يؤكد موقفه/طلاق ماني مطلقها و خلوكم شاهدين بتقعد طول عمرها معلقه..
الشموس بجديّه/ماهو احسن لك، ترى ما ينجبر قلب على قلب يا نايف
بلا مبالاة فقد جرحته شهد بما يكفي امام الجميع/ماهو لازم تكون ببيتي لو هي بآخر الكون بتكون معلقه، والله ماخليها تعرف غيري وانا ولد راكان
ابتسمت بخيبه وهي تراه يذهب غاضباً و يتخذ قراراً مجحفاً و ظالماً بحق زوجته المكلومه بوفاة أخيها/لك الله يا راكان عز الله ما جبت ولد.
أيدتها ليال بصمت..نايف كان خيبةً كبيره لا يمكن دفعها سوى انه أخ عزيز .. و يعادل الروح مهما فعل ومهما ملأته العيوب..
.
،
.
.........
|