كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
لم تستطيع تجاوز ذبوله و حزنه الظاهر، كانت تعرفه دائماً صلب و يقف بكل قوه أمام كبار الأمور، ابتسمت بصعوبه و هي تمد إليه كوب قهوه/صباح الخير
أخذ كوب القهوه وهو يحاول بفشل ان يبتسم لينحني و يقبّل رأسها/حي هالصباح.
أشارت للداخل/ادخل عندك و إلا تطلع معي المجلس احسن؟
اشار لأريكة المكتب بصمت وهو يدخل و يجلس في الكرسي المنفرد، لتدخل و تغلق الباب و تجلس هي في المقابل على الاريكه الطويله وهي ترى صمته/أنا عارفه الأوضاع اللي صايره و معكره جوك..قلبي معك ياخوي ومصيرها تُفرج ان شاء الله
إرتشف من كوب قهوته وهو يصغي لحديثها بصمت..،
أردفت بحزن على حاله/الضغوط ماهي شيء جديد عليك يا عزام، انت شايف اللي تحت عينك، منت ملاحظ انك تغيرت لدرجة ماعدت تتصل بي وانت اللي ماكنت تتركني قبل تعرف اني اختك؟!! انت عمرك ماتترك واجباتك عبث ، عزام قول وشفيك يا عزوتي؟!
نطق حزنه على ملامحه، فلم يسأله أحد بهذا الإلحاح من قبل و لكن اخته اخترقت قلبه في هذا الصباح الخانق له/تعبان شوي
سألته بلهفه وهي ترى لمعة عينيه الصامده/وش متعبك؟!
نظر إليها وهو يرى قلق الأمهات على ملامحها،لا تعرف أنها سألته سؤالاً عميقاً بعمق وجعه بحيث لم يعد يعرف ما يُتعبه مما يعذّبه/تعبان من كل شيء..، تعبان من الهواء اللي أتنفسه، تعبان من هزايمي، تعبان من فشلي وحظي اللي واقف بوجهي حتى بعلاقاتي مع اللي أحبهم، تعبان لدرجة أني انتظر موتي كل صباح واشوفه يعاندني يمر جنبي و يتعداني، تصوري حتى موتي يعاندني!!
نزلت دمعتها وهي تضع قهوتها على الطاوله أمامها/بسم الله عليك من التعب، وش هالكلام يا عزام كنت اشوفك دايماً قوي وماتهاب!
ابتسم بخيبه/قوي؟! هذي اكثر صفه تقمصتها بحياتي، القوّه ناسبت شكلي الخارجي فقط لكن داخلي ضعيف ومهزوم ,داخلي طفل صغير يبكي على موت امه من 32 سنه..!
مسحت دمعتها الحاره وهي ترى تماسكه رغم كل شيء سكتت قليلاً وهي تحاول إستيعاب صوت وجعه الموغل في القلب/غريب! كيف تخفي المظاهر اللامعه أنقاض بقايا إنسان؟! انا كنت اظن محد ذاق التعب والحزن كثري او عالأقل اكثر مني!
ابتسم يداري حزنه/هذا جزء بسيط، تدرين وش اكثر شيء مُتعب في هالحياة هو إني مضطر أعيش و أقوم بواجباتي كامله تجاه الكل و كأنه ما صار شيء، و بداخلي صوت يصرخ وده اني انسحب من هالحياة بكبرها.
سكتت للحظات وهي تتأمل عمق الحزن الذي فاجئها به، و غياب الشموس المريب/لو بيدي اخذت هالتعب منك ياخوي..قول لي وش بخاطرك و اسويه،انت منت لحالك انا معك وابونا بعد.
ابتسم وهو يتأمل ملامحها القريبه من والده/زين اللي تزوج ابوي و جاب لي اخت تفزع لي ولو بعد كل هالسنين.
أحبت نبرته ونظرته التي تشوبها لمعة براءة ذلك الطفل الذي تحدث عنه/فديتك، عرفت الشموس باللي صار؟!
ترك الكوب على الطاوله أمامه ليحاول تجاوز أزمته التي تعصف به منذ غادرته فلم يعتاد الفضفضه/الشموس مادرت عن شيء، أو أنها درت و ما تبي ترجع..الله اعلم.
استغربت إجابته ولكن فهمتها بعد كل تلك الفضفضه/أفهم من هالكلام أنك ماتدري وينها؟!
وقف وهو يبتسم بخيبه/للأسف يا هوازن ما أدري وهذا اعتبريه اعتراف بفشل اخوك و خيبته ، لذلك مهما صار لا تثقين بواحد فاشل ومهزوم مثلي أبداً .
وقفت وعينيها تنطق حزنا لتعانقه وتشد عليه/بظل أثق فيك لين اموت انت أملي بعد الله و ظلي اللي اتذرى فيه، مهما باروا فيك العالم تذكر ان لك أخت ما تشوف الدنيا إلا فيك.
بادلها العناق وهو يشعر بنوع من الراحه بعد فضفضته لها، و دموعها ليهمس لها/وراي روحه للشرطه بعد شوي و انتي عطلتيني ببكاك.
ابتعدت عن صدره قليلاً وهي تنظر لوجهه و تتفحص ملامحه لتتحدث برجاء/طلبتك هالكلام اللي قلته لي انساه عندي لا تقوله لأحد ثاني، انت قوي و قد هالعالم و متأكده انك بتغلبهم، صدقني حتى الشموس بتندم عاللي سوته، مصيرها ترجع معتذره و تفهم قلبك، قوول لي انت من تقدر تبتعد عنك؟!
بنفس ابتسامته/الشموس قدرت و ابعدت.
هزت رأسها بالنفي/مستحيل تبعد، و راح اراهنك على هالشيء، حتى يمكن انها حالياً قريبه منك و منت حاس فيها، المهم انها ما ابعدت عن دوايرك انت،و بتقول قالت هوازن.
لم يصدق نفسه كيف تحدث أخيراً بما يقتله من الداخل ببطىء؟!، هذه الأخت كغيمة ماطره ساقها الله لتمطر في صحراء قلبه، ابتسم بخفوت/أنتي وش جابك لي مع هالصباح؟!
شدت على يده بإهتمام/مانمت البارح، و من فتره افكر فيك، اقول قل اتصاله و حتى طلته علي انقطعت، اكلني قلبي عليك، هاللحين عرفت وش موجعك و عرفت ان قلقي عليك معه حق.
لم يستطيع ان يعلّق على دفء لهفتها، اقترب ليطبع قبلته على جبينها/الله لا يحرمني هالقلب..يلا ابي اجهز نفسي و اطلع الشرطه قبل اروح عملي تامرين شيء
نطقت برجاء/طلبتك إذا اتصلت بك رد علي حتى لو بكلمه ورد غطاها أو حتى رساله، لا تشغل قلبي عليك..
حرك رأسه بالإيجاب وهو يتركها ليذهب لغرفته،، تنهدت وهي تستودعه في ودائع الرحمن، اخذت كوبي القهوه و خرجت مغلقةً الباب خلفها...،
واجهتها ليال وهي تجلس في جلستهم المعتاده في الصاله الجانبيه و تكاد دمعتها لا تجف/صحى؟!
جلست بحزن/صحى و كان شكله شكل اللي ما نام،ويلي على اخوي.
تنهدت بحسره/من اللي ارتاح بنومه بهالبيت؟! عسى الله يعديها على خير ، ما قالك خبر عن الشموس؟!
نطقت بتعب وهي تحمل هم أخيها/ما سألته عنها
استغربت/مو معقول حتى عزام ما يدري عنها وين رايحه!
تنهدت/الله يسامحها.
شكّت ليال في موضوعها/تظنين ان الشموس مسافره من وراء زوجها و من دون علمه.
ردت وقلبها مشغول به فقط/ما ادري، لكن اللي متأكده منه انه لو الشموس عندها خبر باللي صار لولد اختها مستحيل تغيب دقيقه..
هزت رأسها بموافقه/بهذي صدقتي، و هذا يؤكد لي انها مغلقه جوالها نهائي و كل وسيلة اتصال و حتى ما فكرت تسأل عننا من بعيد لبعيد..
نزلت أم رواد من اعلى وهي تسأل بلهفه/محد اتصل؟!
ليال/لا و نايف من البارح ماهو مبين، يا رب ارحمنا من هاللي إنّا فيه،
جلست ام رواد بتعب على طرف الأريكه وهي تنتحب،كبتت كثيراً وهي بغرفة نيفادا التي لم تعرف شيئاً بعد.،بكت حتى اقتربت منها هوازن و ليال كل منهما تحاول ان تواسيها ولكن المصاب يجمعهم ..
إنهارت ليال باكيه و كأنه لم تبكي قبلاً، لتنضم معهم اميره التي كانت تراقبهم من بعيد وتلعب بجهازها اللوحي..،
.
،
.
،
.
،
.
،
منذ ليلة البارحه وهو يبحث عن أي دليل يقوده إليها و لكن لا جدوى!
سيجن مما فعله بعائلته،هو الملام و لن يسامح نفسه أبداً إن حدث مكروه لأحدهم..
دخل تركي مستعجلاً وهو يراه بدلاً من عزام، ليقرر ترك المكتب له..
ناداه قبل ان يخرج/تركي وقف
توقف تركي بإشمئزاز وهو يلتفت إليه/خير ان شاء الله!
نايف/تركي بلا هالصدود ترانا اهل
ضرب بيده الباب وهو يكرر ما قاله/بينك وبين اختي موتي يا نايف ..فااهم "مووتي"
توقف بقلّة حيله بعدما خرج تركيو تركه بين حيرته،لعن الفكره التي جعلته يساعد أولينا بالقدوم هنا و جعلها تسكن مع أهله..،
.
،
نزل من سيارته متفاجئاً من احداهن كادت ترمي بنفسها أمام سيارته، لينزع نظارته وهو يصرخ بهن غاضباً/ناويه تنتحرين انتي؟!!
تركت مكانها الذي تقف به لتتجه ناحيته/اسفه يا ستاذ عزام لكن قسم بالله
تركها وهو يتهرب ويشير لرجال امن المؤسسه بطردها،لا تنقصه مصائب تأتي من خلف النساء، يكفيه جداً ما هو فيه منهن..
رأته يدخل المؤسسه و الرجال يمنعونها من الحديث معه لتبكي وهي ترجوهم و معها صاحبتها التي أتت معها/تكفون ياهل الخير والله اني محتاجه وقفة احد معي، عزااام
تجاهل صوتها و لأول مره يتجاهل صوتاً يستفزع مرؤته، عاد ليلبس نظارته وهو يقف في الإستقبال و يلقي أوامره عليهم/ممنوع دخول أي جنس مره للمجموعه،تحت أي ظرف كان مفهوم؟ ابيك تعمم هالكلام للسكيورتيه..
استغرب الموظفين طلبه ولكن امتثلوا له/ابشر طال عمرك..
رفع ناظريه للكاميرا الموجهه إليه ليتذكر أمراً مهماً/تركي وصل؟!
الموظف/وصل لكن طلع من شوي
ضرب بيده على الطاوله بخفه ثم تركهم ليستخدم المصعد للأعلى..وهو يتصل بتركي على عجاله من أمره/الوه تركي اسمعني زين ابيك تروح للشرطه حالاً وتعطيهم اسم الفندق اللي نزلت فيه المتهمه،اكيد عندهم كاميرات مراقبه ،اولينا استحاله تكون لحالها اكيد معها فريق يساعدونها
دخل مكتبه بعدما اغلق الهاتف وهو يشعر بخفة في نفسه،شعور جيد بعد مجالسة أخته صباحاً ،كاد يختنق وحيداً لولاها بعد الله..
.
،
.
،
.
تحت مظلات مواقف السيارات..،
رجتها بخوف وهي تلتفت يميناً و شمالاً/مريم شكلنا غلط وحنا واقفين هنا وش نننتظر بالله
مريم بهزة جسد غريبه/ماراح اتزحزح لين أقابل عزام المناع، اذا تحركت من هنا بيمسكونا و انا ارحم عندي انتحر و لا ارجع لدار الرعايه يا غريبه
ابتلعت الخوف و هي ترى نظرات عامل النظافه بين الحين والآخر/مريم شووفي هذاك يناظرني بشكل يخوف!
التفتت إليها وهي غاضبه/ما ينلام عمره ما شاف هالعيون الزرق غطي وجهك يا بنت لا تلفتين الانظار لنا
غطت وجهها بيدين مرتجفتين وهي تثبت نقابها/وش ذنبي انا يا رب رحمتك
تذكرت اسئلتها الكثيره بخصوص غريبه فلا احد كان يسمح بالاحاديث الجانبيه كثيراً في الدار لتسألها بفضول/تعالي انتي وش اصلك..معليش بس جد شعرك مايل للاشقر و واضح خلقه عيونك مادري كيف لونها ازرق او باهت!!
تذكرت الماضي بحزن و نطقت بعد تردد/والله مادري ابوي يتهم امي و امي تبري نفسها و تحلف و جدتي تقول ماهي لنا و دايم مسكرين علي البيت و لا اطلع لأحد.. المشكله اني نفس بشراتهم كلهم لكن فرقت معهم العين والشعر
لم تفهم بعد/يا بنتي معليش خذيني على قد عقلي، كيف ما يبونك ومخلينك عندهم ، اقصد كيف وصلتي الدار دام عندك عايله!!
غريبه بحزن اعمق/ابوي انفصل عن امي بعدما جابتني و عشت دايم محبوسه اذا جونا ناس او مناسبه و مره من المرات كسرت الحجز و نزلت من غرفتي بحفلة خطبة اختي كان وقتها عمري 17 سنه لبست و تجهزت و نزلت لهم استغليت انشغالهم عني ، تخيلي ما يخلوني اطلع لجماعتنا!!
طلعت لهم هذاك الوقت و الله لا يوريك الكل انكرني بداية بأمي و جداتي و نهايه باختي اللي اكبر مني!!
من يومها انزع الخوف و الرهبه منهم، عرفت اني فعلاً غريبه عنهم اسم على مسمى ،كرهتهم و عرفت ان هالدنيا مالها صاحب و فليتها وكل ما سألوني ما جاوبتهم لين جاء يوم وغبت عنهم فتره يومين و ثلاثه و اسبوع كنت اروح عند رفيقتي بس ما علمتهم، بلغوا الشرطه و اتهموني بأشياء غريبه ماعمري سويتها
طبعاً انا كل اللي كنت اسويه اهرب منهم لصديقتي وجدتها ناس طيبيين
بفضولها الذي شدها/طيب وش صار بعد هالسالفه وراء ماقعدتي عند العجوز دام اهلك مرخصينك كذا
أجابت بقهر/خالهم شافني مره بالغلط و اعتقد اعجبته و انا صغيرة سن و يدري ان اهلي مايبوني، طلب يتزوجني بس رفضت خير اتزوج واحد اكبر مني بخمس و ثلاثين سنه!! بعدها الشايب الحقود بلّغ عني و شوفت عينك..
مازالت مستغربه/غريبه من جدك؟! هذي تصرفات اطفال وشو اللي تهربين من اهلك للجيران و
تنهدت/اكيد وقتها كانت تصرفات اطفال بس من كان يحس بي؟! هم كانوا عارفين كل شيء يصير معي و انبسطوا يوم مسكتني الشرطه و رفضوا يستلموني منهم بعدها الشرطه اخذوني لمركز الرعايه و هذا انا من هذيك السنه خمس سنوات ماشفت أمي ولا أبوي اللي كان ماهو متقبلني.
دمعت عينيها وهي تتذكر والدتها الرحوم/كانت عندي أم تسوى الدنيا و كنت انا بنتها الوحيده بعد وفاة اخوي بحادث قبل زواجه بشهر..تعبت امي و بطلت وظيفتها و انا تركت الدراسه و اشتغلت بدالها في مشغل محترم...كنت مبسوطه لان تصفيف الشعر و قصّه شغله تستهويني و كان لي زبايني،
لين جاتني يوم من الايام زبونه دهورتني بكذبها و قالت بفتح لك مركز تجميل خاص فيك و بموقع ممتاز بس تنفذين اللي ابيه و وافقت في لحظة طمع كنت ابي استقل بشغلي و بعدها معاد شفت الخير .. خربت بيوت ناس و حبستني ببيت مهجور و شفت جريمة قتل قدامي خلتني انهبل دخلت بتحقيقات و سين وجيم و قضيت فتره بالمستشفى ما اتكلم ماكنت مستوعبه كمية الخبث و النجاسه في هذيك المخلوقه لدرجة ان امي ماتت مقهوره و قالتها لي ببرود لا انا غسلتها ولا وقفت بعزاها..و عشان مالي احد دخلوني دار الرعايه،. انا ماني مجرمه و حتى عندي صك براءه من المحكمه و عندي بيت ليه تحطوني بالرعايه!!!
استغربت صديقتها، لتبتسم/يلا هذانا طلعنا و افتكينا
مريم بخوف/لكن ماندري وش تاليتها يا غريبه، ان ما فزع لنا عزام بنروح فيها
مازالت مستغربه إصرارها عليه/وش معنى عزام؟!واضح انه رجال اقشر و شايف نفسه ماشفتي كيف كرشنا من بوابة الشركه و خلا السكيورتيه يطردونا
بأمل يتجدد رغم كل شيء/هذي ماهي شخصية عزام،عزام اللي اعرفه ما كان كذا، لكن طبيعي يكره جنس الحريم وما يثق فيهم ما ينلام ،اللي سوته فيه مها يحط العقل بالكف..ووالله اني اشك انه مازال مع زوجته
استغربت اكثر/مها هذي لا يكون راعية سالفة المشغل اللي ورطتك؟!
هزت رأسها بالإيجاب/هي، و قد ما اقولك فيها كيد و خبث و ذكاء ماراح اوفيها وصفها ..كانت جميله بشكل يفجع لكن بنفس الوقت زي ماتقولين شيطانه متلبسه بقالب بشري جميل، الخبيثه للخبيث عمر الطيب ماياخذ خبيثه و العكس.. هذي هي مها باختصار طوول عمرها خبيثه و بنفس الوقت الله بلاها بعشق رجال طيب و الله سبحانه حفظه منها،هي ماتت بسوء افعالها وهو بقى. واللي تورط بالنص واكل تبن انا الغبيه.
وقفت غريبه بعدما رأت خروج عزام/هذا هو طلع ياربي وش نسوي وين نروح لو طردنا بعد
وقفت مريم متشبثه بعبائتها الباليه لتنتظره عند سيارته وتمنع الحارس من أخذها لإيصالها له..
ترقف الحارس مستغرباً/يا أخت لو سمحتي ابي السياره ابعدي عن طريقي
تحدثت مريم بصوت مرتجف/ماراح ابعد لين اشوف مديركم عزام.
تأفف وهو عاجز عن الإقتراب منها خوفاً من أن تبتليه بنفسها/لا حول ولاقوة إلا بالله، انتي من وين طلعتي لنا هاليوم؟!!
وقفت بإصرار/قول اللي تقوله ماني متحركه من عند السياره
تركها وهو غاضب ليعود لعزام بخيبه، حضر عزام غاضباً ليشير إليها بتهديد/انا ماني فاضي لاشكالكم انتي و إياها ان ما ابعدتوا عن هالمكان و حليتوا عن سماي و الله ما يردني إلا الشرطه.
بكت مريم/يا عزام والله ماجيتك انا و رفيقتي إلا متسكره بوجيهنا من كل جهه، ..طامعه بفزعتك أمي اللي انا وحيدتها ماتت و ماقدرت احضر عزاها ولا حتى غسلتها و من بعدها الدنيا نهشت بي ،مالي احد والله العظيم مالي احد ينصفني من اللي ظلموني انا و هالبنت غيرك و انت محامي و تقدر تساعدنا، كل اللي ابيه ارجع اسكن ببيت امي معززه مكرمه.
لم يكن ينقصه هم ليبتلي بآخر، هذه البنت استطاعت ان تلامس قلبه حينما ذكرت وفاة والدتها..هدأت نبرته وهو يستعيذ من إبليس إن كان يؤزها/شوفي يا مسلمه أنا ما امارس المحاماه حالياً، و كل اللي اقدر عليه اني اوكل لكم محامي يوقف معكم لين تاخذون حقكم، غير كذا اسمحوا لي..
بكت/طيب وين بنسكن للحظتها ..؟!
نزع نظارته وهو يُخرج هاتفه النقال و يجري إتصاله بالسكرتير/اسمع يا محمد ابيك تأمن شقه مفروشه بشكل عاجل خلال دقايق يعني، و تسلمها للبنتين اللي راح تلقاهم بالمحاسبه، لحظه وش اساميكم انتم
شعرت بانفراجه قريبه/انا مريم وهذي غريبه صديقتي و لها قضيه بعد
عاد ليكمل حديثه مع السكرتير/اساميهم مريم وغريبه، شوفوا امورهم و وكل لهم محامي من اللي نعرفهم خله يتابع قضيتهم و عطوني الاخبار اول بأول..يلا سلام
نطقت بسعاده و دمعتها تبلل نقابها الله يوفقك و يسعدك و يجعل لك من كل ضيق مخرجا يا رب العالمين..اقسم انك سويت فينا خير ما يعلمه غير رب العباد، الله يقدرني و ارده لك
نطق بضيق وهو يتركها و يمشي/فكيني من شرّك ولعاد تلحقيني و بتكونين سويتي خير و رديتي جميل.
رأته يبتعد لتتنهد ألماً/رغم كل شيء وقف لنا بالقراج و سمع لنا بكل مروءه و ساعدنا وانتي قبل شوي تقولين مغرور!! هاللحين فهمت موت مها عليه!، الله يكفينا شر الحرام و يقويني على رد جميله حتى لو بالاعتذار
غريبه بتردد/اعذريني ماتعودت اشوف رجال حقيقيين.
اخذت نفسها لتلحق بالسكيورتي الذي دعاها للمؤسسه/تعالي يا غريبه قلتلك هو رجال واحد ان ساعدنا و الا بنروح فيها، وهذا الله يسره لنا و ساعدنا.
لحقت بها غريبه و هي مازالت تحت تأثير الصدمه التي جعلتها تخجل حتى من نفسها، تمنت ان لا تقابل عزام مرةً أخرى حتى لا تتذكر غبائها وهي تتهمه بالغرور.
ابتسمت بسعاده وهي ترى بوادر إنفراج أزمتها ..تريد إستعادة كرامتها التي عبث بها مرضى عائلتها..
.
.
،
.
،
.
،
.
بمساعدة رجال الشرطه تم التحفظ على شريط الكاميرات التي أوضحت الكثير..هنالك سيده و رجل صورته واضحه جداً ..،
ابتيم تركي بفخر وهويرى تفكير عزام المتواصل معه يجعل عملهما أسهل من تعقيدات عبث نايف..،
إلتفت للضابط/اعتقد طال عمرك صار واضح معكم وجوه كل المتهمين
الضابط/صحيح لكن الأهم هل هم ما زالوا بالسعوديه و إلا سافروا؟! هذا شيء راح نعرفه بعد البحث الجنائي و ان شاء الله راح نعرف إذا هم بالأراضي السعوديه أو خارجها..
إرتعب تركي من فكرة أن يتم إخراج الطفل إلى خارج البلاد/و ولدنا طال عمرك؟!يقدرون يطلعونه معهم
ابتسم/يا تركي هذول واضح من عملهم التنظيم و الخبره، يعني اكيد ما خطفوا الطفل إلا مرتبين وضعه معهم ومكان إقامته حتى..الطفل بيكون امان لهم و راح يكون الورقه الأخيره اللي بيحاربون بها إذا كانوا مازالوا بالسعوديه، أما إذا خارجها فالحسابات تختلف جداً
شعر بالإحباط يراوده و يزعزع ما بناه من ثقه....
ليخرج بعد خروج رجال الشرطه و يصعد سيارته وهو يفكر لعله يجد حلاً لم يخطر على بال أحد..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
مضى أصعب أسبوع مر عليه في حياته كلها...، أصعب حتى من أن يواجه العدو عارِ الصدر و بلا سلاح في معركة محسومة ضده!
حتى زوجته لم يستطيع رؤيتها، كان يتحاشا زيارتها و يكتفي بالكلمات القصيره في مكالماتها..
قضى أياماً يطيل السير على غير هدى من مكان لآخر وهو يعرف تماماً انه يبذل مجهوداً فارغاً ولكن الجلوس في المنزل لن يفيده أيضاً..،
ألم يدك أضلاع صدره و هم يمسك بخناقه، و يحبس أنفاسه..
،
وجدت إبنها يجلس متأنقاً ينتظر أذان صلاة الجمعه باكراً كعادته، غرس والده و عزام بنفسه حرصه على الصلاة مذ كان طفلاً صغيراً جداً..،
و لكنها تراه الآن يذبل يوماً بعد الآخر هذا الإبن عانى كثيراً مع ابناءه و عانى قبل ذلك من زوجته الأولى، هذه الحياة لا تلبث ان تصفو له حتى تنقلب ضده..! حتى زوجته التي زرعت السعاده في قلبه لم يطيل البقاء معها ليذهب لساحات القتال ومن ثم بتر ساقه و الآن في قلبه لوعة فقد طفله و فلذة كبده، قاسي لا يستحق ذلك كله ، "يالله لا تعاقبني بعذاب إبني" ،
تذكرت بندم عذاباتها التي كانت تكيلها لعزام وهو طفل، يالله هل تعاقبني في طفلي؟! يارب اغفر لي و ارحم قلبه و رد له طفله حياً معافا..
لمح والدته قادمه ليحاول الوقوف خوف من سؤالها/يلا يمه انا رايح اصلي
امسكت بيده وهي تتحدث له/لا تشيل هم يا ولدي، بيفرجها ربك،
هز رأسه بمسايره وهو يهم بالخروج/الله كريم ..،عن اذنك يمّه.
رأته يخرج منكسراً هنالك شيء ما يقول لها أنها السبب في تعاسته،جلست تبكي مكانها لأول مره تشعر أنها عاله و عبء على أحدهم، صنائع صباها تحصدها بوجع أبنائها..ما يؤلم القلب أننا لا نستطيع دفع الحزن و الألم عن ابنائنا مهما فعلنا و لكننا نقاسمهم الألم و الحزن نفسه و بشكل مضاعف..
لمحتها ساره بصحبة مدى وهما يخرجان من المطبخ، خافتا ان مكروهاً لطفلهم حدث لتبكي هكذا،لتتحلقان حولها متسائلة ساره/يمه ليه تصيحين بعد، سلّوم صارله شيء عرفتوا عنه شيء؟!
مدى بإلحاح/تكلمي يمه تكفين.
نطقت وهي تحاول كفكفة دموعهز الغزيره/هذي حوبة عزام، والله ما اشوف عيالي مبسوطين إلا و يتنكدون..هذي حووبته ماراح تتركني ليوم الدين..واللي راح بالرجلين قاسي
دمعت ساره وهي تحاول تهدئتها/يمّه تعوذي من ابليس، هذي وساوس..
هزت رأسها بالنفي/لا ماهي وساوس،قد حذرتني اختي مضاوي من حوبة اليتيم لكن ما اقتنعت..يارب تعفو عني و تسامحني ياااارب
تنهدت مدى وهي تعانقها/الله يسامحك على كل حال يا قلبي، ارفقي على نفسك تكفين..
جلست ساره وهي صامته،ما اوجع تأنيب الضمير و بكاء الأمهات..،
،
.
.
.
.
،
بعد العصر ..،
وضعت قهوتها على الطاوله و بعض الكوكيز و صحن كيكه صغيره..وهي تنتظر عبدالرحمن الذي اخبرها انه سيذهب لمشوار مهم بعد الصلاة ثم سيعود..سكبت فنجان قهوه لريما و تراها مشغوله بجهازها و بالسناب خاصه، تراها تتحدث به بالإنجليزيه كثيراً /اقول ريما عطيني سنابك ابي اضيفك
ترددت كثيراً و لكن فكرت في تخصيصها لتبتسم/اوكي هاتي جوالك
اخذت هاتفها بعدما أضافتها لتبتسم بخبث/مشكووره ريوومه..
ابتسمت لها وهي تلتهي بسنابها/شدعوه!
عادت هند لتصور حساب السناب لريما ومن ثم خرجت منه لتدخل بحساب آخر يحمل إسماً آخر اجنبي و تضيفها، تعرف تماماً أن ريما ليست غبيه لتدعها تطلع على ماتفعله...، لم تعد تستسيغ غموضها و براءتها المصطنعه أمام عبدالرحمن..،
تحدثت بحيره/اقول هند!
وضعت هاتفها على الطاوله و بدأت بإحتساء قهوتها/قولي
نطقت وهي تدير خاتماً في إصبعها/عزام.. اقصد زوجته رحنا لهم مرتين ماشفتها ؟!! غريبه يعني!
فهمت نبرتها حينما نطقت أولاً اسم عزام/الشموس ماهي زوجه عاديه او مجرد ربة منزل،الشموس سيدة اعمال و تسافر كثير وهالشيء متعودين عليه و شيء عادي يعني..
بفضول/تسافر للخارج لحالها؟!! عادي عندكم!!
ابتسمت وهي تتأملها كيف تنأى بنفسها/عندكم؟!! على اساس فيه فرق؟! المهم ماعلينا هي سفراتها الداخليه تروح بلحالها عادي لأنها ترجع بسرعه بس للخارج مستحيل يخليها عزام،يموووت عليها تلقينهم يسافرون برا سوا و يطولون شوي.
شعرت بحرقه/وش نشاطها التجاري دام عزام هو الرئيس؟!
ارتشفت هند من فنجانها وهي تجيبها/كلن له مجاله وهي برضو لها مجالها ،خصوصاً انها من وجوه المجتمع. ما شاء الله عليها ذكاء و جمال ومال وش يبي الرجل اكثر من كذا
ضحكت وهي تلتقط من الكوكيز/سمعت ان الرجال ما يحبون المرأه الذكيه!!يعني تكون فيه دايماً صدامات و كذا
ضحكت هي بدورها/الرجل الحقيقي الواثق من نفسه ما يخاف ..و لا تخافين انتي بعد المره الذكيه تعرف متى وكيف تحافظ على زوجها و بيتها..يعني اذا تركته فتأكدي ان كبدها حايمه منه.
صمتت وهي تفكر في حديثها و كيف لها اللقاء بعزام مجدداً ،الظروف الحاليه جداً مربكه ،لذلك اي وقت يضيع هنا بلا فائده..!!
.
،
.
،
ليلاً في الشرطه..؛
انتهى الضابط من سرد نتائج البحث الجنائي/مثلما قلت لكم العصابه أسبانيه و تاريخ دخولهم للمملكه من دبي من تقريباً 6شهور ما عدا أولينا طبعاً..
تذكر عزام السياره التي طاردت نيفادا في وقت مضى،قد أخبرته انها إماراتيه و قائده اجنبي لم تتضح ملامحه جيداً لها/من الإمارات؟!! هذا يفسر ان سياراتهم كانت بلوحات إماراتيه
ابتسم الضابط/مو شرط، احياناً تكون لوحات مزوره و كثير مسكنا ناس بلوحات مزوره او بدون لوحات أصلاً..الإجرام ماله حدود..
قاسي بخيبه/يعني حالياً مافيه خبر عنهم
الضابط/حنا مجتهدين و ماخذين بعين الإعتبار ان معهم طفل صغير وممكن يتأذى لو عرفوا بتحركاتنا وراهم..مازلنا معممين عالفنادق و كل مكاتب العقار و حتى المنافذ الحدوديه و كل مكان تتخيلونه..اذا طولوا بالإختباء يومين او اسبوع مصيرهم يطلعون من جحرهم اللي هم فيه و راح ينصادون لحظتها.
هز رأسه قاسي وهو يقف متعكزاً و يخرج ليتبعه عزام و تركي الذي ظل يفكر بالسياره السوداء و حديث الضابط عن تغيير اللوحات..!
ركبوا السياره وهو من يقودها ليفكر بشكل مسموع/هم يستخدمون سيارات ويغيرون لوحات ماهي صعبه يعلقون لوحة على بيت و يقولون للإيجار..حتى لو المستأجره سعوديه..معليه فيه شيء غامض بقصة هالبيت
إلتفت إليه عزام وهو يوافقه/انا مابلعت السالفه من اولها بس سكتت لان الدعوه فيها سعوديه، ماتوقع انهم بيتعاونون مع سعوديه و تخليهم يستخدمون اسمها في جريمه، هذا اسمه غباء مهما كان..!
استغرب قاسي حديثهم/انتم وش تتكلمون عنه اي بيت هذا؟!
تركي بحماسته/انا بروح للبيت واشوف بنفسي، من الاوول شاك فيه
عزام رفع شماغه بشكل فوضوي للأعلى/قدام يا تركي انا طاقة صبري نفذت إما حياة سعيده و إلا موته شهيده
مسح قاسي على وجهه بقهر فلا يستطيع حتى الركض مثلهم لو ارادوا و لا القفز، كل الذي فعله هو انه يفكر جدياً في عجزه الذي طعن حيويته و روحه الوثّابه لإنقاذ الناس و فعل الخير و المروءه..ما أقبح قهر الرجال.
أوقفوا سيارتهم ثم نزع كل منهم شماغه بعد رؤية المنزل مضاء في الأعلى ولوحة الإعلان مازالت معلقه!!!
أشار تركي للسور من الخارج/أنا بنط من هنا و بفتح لك يا عزام
ابتسم عزام وهو يرفع طرف ثوبه ويربطه على خصره و يسبقه للسور/يلا نط و عطني خبر بجوالك لا تفتح الباب وتسوي مشكله ان كان البيت فيه ناس بنط معك من نفس المكان و قاسي ينتظر بمكان السايق متى ما انتهينا جينا ركض
قاسي بقلق فهو يعرف النظام جيداً وما يفعلانه ضد النظام/شباب و اذا انتم غلطانين بالبيت ،دخولكم بهالشكل جريمه
تركي بإصرار/اقص يدي من مكانها اذا ماهم فيه،لكن ماعندي دليل اقدمه للشرطه
عزام/يا قاسي ماراح نضر أحد نبي ولدنا وبس، لو هم اتصلوا و طلبوا فديه كان دفعنا اللي يبونه لكن واضح ان الهدف شيء اكبر و يمكن ناويين يسفرونه معهم برا ويخلونه ورقة ضغط و بعدها تحلم تشوف الولد.
شد شعره بيساره وهو يكتم صرخته/يعني انتم بتغامرون لولدي تدافعون عنه وانا اقعد هنا انتظركم بلا فايده؟!!
قبل عزام رأسه/انت دافعت عن ديرتك واهلها كلهم،ما يمنع نفزع لك يوم و نرد دينك
نزلت دمعته ليتفاجىء بيد عزام تمسحها وهو يشدد عليه/والله انها تحرقني فلا تزيدها علي يا قاسي
هز رأسه وهو يصد عنهم و يشير خلفهم/يلا روحوا وانا بنتظركم هنا و السياره بتكون شغاله بس شووفوا ان تأخرتوا او ما اتصلتوا بي ترى بتصل بالشرطه
فكر عزام قليلاً ليرد/عطنا ربع ساعه اذا ماردينا عليك اتصل بالشرطه..
.
،
.
،
.
،
.
...،
|