كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
دخلت قبلها تحمل اكياساً وتضعها لتجلس بعد ذلك بتعب/خلاص معاد احس بأقدامي تعبتتت
جلست بنشاطها وهي تفتح احد الاكياس/اهم شيء انتهينا من اغلب المستلزمات صح شهود؟!
إلتفتت إليها/اعتقد كذا و باقي حاجات بسيطه بناخذها بعدين بس شايله هم الفستان من وين بناخذه؟! ماعجبني شيء للآن
هند بإبتسامه/هذا أمره سهل ماعليك
استرخت بجلستها/يعنني كل شيء له عندك حل،
بنفس إبتسامتها/طلبت من نيفو ارقام مصممين تتعامل معهم الشموس،بحيث ما تدخل الشموس او تعرف اخاف إذا عرفت تحرجنا و تدفع عنا..و عطتني ثلاث ارقام و مصممين تصاميمهم تفتح النفس
شعرت بالإحباط وهي تعدل جلستها/يا غبيه تدرين فساتين الشموس و خواتها الواحد بكم؟! مايقل عن 15 ألف ..
تفاجئت/يووه انا حاطه خمسة ألآف للفستان..وش هالإحباط!!
ضحكت/وانا حاطه نفسك والله مابي من ابوي شيء ولا ابي ادخل اخوات زوجي بجهازي..كله بمهري بسس
حزنت من موقفها تجاه والدها/معقوله بتتزوجين وابوك ما يحضر زواجك!!
شعرت بالغصه فهي لا تعرف أي الأباء هو، كم تتمنى لو كان مثل والد هند مهتم و يعاملها كصديقته،علاقتهما جميله..
أحست هند انها نبشت جرحها/شهود اسفه إذا ضايقتك..مالت علي ما اعرف أثمن كلامي
ابتسمت رغم فيضان عينيها/اصلاً عادي تعودت على جفاه..
رحمتها/طيب ليه تبكين؟! دامك تعودتي على جفاه!
نطقت بحزن/جفاه حيل يوجعني.
حزنت معها لتلعن نفسها التي دفعتها لبعثرت اوجاعها..اقتربت منها وربتت على كتفها بمواساة..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
أوقف سيارته في احد الاماكن البعيده جداً!!
ليرى اين ينتظره سيف، هنالك بعض الرجال يقفون حول سياره تبدو متعطله و يحاولون البحث عن سبب عطلها و يبدو نقاشهم حامي...
وفي الجهة الأخرى يقف اثنان يرفعان عن اكمامهما و يتحدثان بنظرات مريبه، هذا الحي النائي يفتقر حتى لأصوات لعب الأطفال! البيوت قليله و متباعده و هنالك اراضي بيضاء كثيره!!
سيف موجود هنا بحسب الخريطه و لكن اين هو؟
رفع هاتفه ليتصل به و لكنه تفاجىء برد احدهم على هاتف سيف/اشكرك لسرعة وصولك
اخذ يدير ناظريه في المكان بريبه و يلاحظ ان الرجال حول تلك السياره يتركونها و يتقدمون إليه وكل منهم يحمل حديده ثقيله و من الواضح على ماذا ينوون.
هم كثر و الكثره تغلب الشجاعه كيف سيصد عشرة اشخاص لوحده؟! و كل منهم يحمل سلاحاً أبيض!!
تقدم من بينهم ليقف وسطهم مبتسماً/جابك الله يا عزام
لم يتوقع ان يراه أبداً/فياض!!
بنظرة تحدي/الله الله، شكلك متوقع اخفتي للأبد!
بإبتسامة إحتقار/المفروض انك تقعد بمكان ماحد يعرفك فيه أو تولّع بنفسك و تحرقها لأن اللي سويته ما يبيض الوجه،بس مامن رجوله يا فياض..
رد غاضباً/تعقب و..
قاطعه غاضباً/تعقب و تخسي أنت و خمتك اللي جايبهم معك يالزلابه، لو فيك خير جيت تقابلني لحالك.
ضحك ساخراً/ليه يابو الرجوله كلها..من هاللحين بتعلن استسلامك علشان كم واحد جو معي؟!!
بابتسامه ساخره/مشتريهم و جايبهم معك و تقول جو معك؟!!
بابتسامة سخريه/على اساس منت مستاجر واحد يراقب حريمك؟! ورمنعت زوجتك من العمل بس بهذي معك حق فيها يا شيخ لو اني متزوج الشموس والله ما اسمح لها تطلع برا البيت لو زياره.
هنا لم يعد يحتمل اكثر رمى بشماغه أرضاً ليهجم عليه و يضربه بقوه حتى أدمى وجهه..ولكن ابعدوه رجال فياض عنه و حاولوا يضربونه ولكنه كان إعصاراً و دمرهم..من سوء حظهم اختاروا الوقت الخاطىء لمواجهته!!
لم يتوقع فياض كل هذا من عزام و كأنه متمرس في القتال..اتجه إلى سيارته وهو يُخرج سلاحه و يحبله بالرصاص..
اخرج هاتفه الذي يرن من أبيه،تجاهله وهو ينوي التوجه صوب عزام ...
توقفت سياره تبدو سيارة نقل صغيره وقفز منها احدهم و كان ملثماً بشماغه و يحمل بيده خشبة عريضه..ليفزع مساعدةً لعزام ودفاعاً عنه..
لم يعرفه عزام ظن انه مجرد رجل شهم فقط رآه وحيداً و أراد مشاركته..!!
ذلك الرجل الملثم كان مقداماً حتى اقترب من عزام وهو يرى تقدم فياض بسلاحه بيده و يتجه ناحيتهم ،ليصرخ بعزام/يا عزام تكفى الرجال معه سلاح والله ما يوفرك لا تواجهه الرصاص بيده
لم يصدق ذلك إلتفت إليه/سلطان؟!!
فتح لثامه وهو يُلح عليه بعدما رأى فياض قادماً من الطرف الآخر من الشارع و يشهر مسدسه/عزام ناظر ورااك!!
رفع مسدسه وهو يحدده قادماً مازال يسير يريد إذلاله قبل كل شيء/عزاااام والله لردها لك و الله
لم يرد عليه عزام فقط تركه و اتجه لسيارته لا مبالي بما سيحدث، إن قتله الآن .. وهو يشير لسلطان ان يذهب هو الآخر
اشتد غضبه وهو يرى إستهانة عزام به، ليرفع مسدسه من بعيد/بوريك هاللحين كيف تستهين بس يابن الـ...
صوت مكابح سياره و إصطدام ضج بهذا الحي الهادىء!!
ليلتفت إليه عزام اخيراً و يرى الدماء و الحادث المريع الذي حدث ..
لم يصدق سلطان ما يراه الحي كان فارغاً والسياره جاءت من الجانب و إلتفت بسرعه و تفاجأت بوقوف فياض في منتصف الطريق!!!
كان شيئاً خيالياً ...و كأن هذه السياره مسخره لهذه اللحظه!!
نزل صاحب السياره متفاجئاً من الذي حدث/لا حول ولاقوّة إلا بالله..هذا وش موقفه هنا..يارب سامحني يا رب
اتجه سلطان للملقي على الأرض ليرى ما إذا كان على قيد الحياة..و لكن المنظر كان بشعاً جداً..ليكتشف انه مات.
إلتفت إلى عزام وهو يشير بكلتا يديه/الرجال مات
جلس صاحب السياره يندب حظه البائس بعدما اتصل بالإسعاف و تجمهر القله الذي سمعوا بصوت مكابح السياره في الجوار...
كل في هم وهو فقط يريد العثور على سيف ..تركهم واتجه للسياره التيكانوا ماجمعين عندها جميعهم لعله يراه..
لحقه سلطان وهو يستغرب/عزام تبي فزعه؟! تكفى قول
توقف وهو يلتفت غاضباً ليشدّه بياقة ثوبه بقوه و يضرب ظهره على السياره/انت وش طلعك وراي؟! طلعتك من السجن وللحين تلاحقني؟!!!
نطق ببريق عينيه/لك عندي دين يا عزام لو اعيش كل عمري ما وفيتك إياه،
استغرب/دين؟!!أي دين !!
أجابه و انفاسه تكاد تطير من شدة تأثره/يوم كنت بالسجن انت كنت ترسل لأمي و اخوي مصروف شهري يكفيهم و كنت تسدد عنهم فواتير الماء و الكهرباء،
استغرب فهو لم يخبر والدة سلطان بإسمه، تركه وهو يتجاهل ما سمعه/انت وااهم ..ماسويت لاهلك شيء
إزداد احترامه لعزام أضعافاً/انا ماعرف خويا كفو يا عزام..كلهم سلنتح و زلايب مانفعوا حتى اهلهم...اول ما قالت لي امي عن الفلوس اللي كانت تجيها بأسمي ما طرأ ببالي غيرك.. وش انت يا عزام؟!!
تجاهله فلا يطيق ان يذكر محاسنه احد أمامه، شعور الحاجة و الإمتنان لأجدهم موجع .. و قد ذاقه من قبل فلا يريد رؤية دموع الحاجه في عين احدهم..
صدح صوت مؤذن صلا المغرب ليقطع حديثه و هما واقفين،..
سمع صوت مكتوم يأتي من السياره التي يقفان أمامها..ليهب مسرعاً و يحاول فتحها و نجح في ذلك..قد كان يشك بوجودسيف هنا ..ليرى هاتفه ملقى امامه و هو مقيد القدمين واليدين و مغلق الفم/سييف!!
،
.
.
،
.
.
في مطار الملك خالد الدولي...،
كانت في حيره من أمرها ليست مرتاحه على الرغم انها مطمئنه من أن اخيها قادم و لكن هنالك شيء ما يجعلها على كف القلق ولا تعرف ماهو !!
شعورٌ لا تمتلك له تعريفاً دقيقاً يصفه و لكنه يمنعها من لذة التنفس براحه!
حاولت تجاهل ما يعكر صفو راحتها فهي الآن ترتقب عودة الغالي،
انتظرت كثيراً رؤيته و إطلالته التي إشتاقت لها كثيراً..هو منتهى الحلم الذي لطالما حلمت به..هو الذخر و السند و كل ما كانت تحلم به في هذه الحياة،
تعترف بينها و بين ذاتها أن نايف اخذ قطعة من قلبها حين ولد و قطعة منه حين أُصيب...و أخذه كله دائماً وأبداً..
تعلق والدها به و ان لم يوضح ذلك جعلها ترى نايف بصورة أبيها..و لم تتعلق بشخص في هذه الحياة كما تعلقت بأبيها..
لمحته قادماً بعدما ذكر المذيع الداخلي عن وصول رحلته..
لكنها تفاجئت بالتي يصطحبها معه..تمنت انها لم تنتبه او أنها مخطئه..!!
يالله هو يسير على قدميه من جديد!
عاد نايف عاد والدها مجدداً إلى هذه الحياة، تلك الإبتسامه التي تراها على محياه حينما سقطت عينيه عليها تجعلها تنسى الدنيا بما فيها لحظتها..
اقترب منها واقفاً أمامها ببشاشته/انتي قصرتي و إلا انا اللي طلت!!
اختلطت دمعتها بابتسامتها لتعانقه/الحمدلله على سلامتك حبيبي .اللهم لك الحمد و الشكر صرت توقف على رجليك وتمشي يا قلبي ماني مصدقه انت بخير وواقف قبالي!!
عانقها وهو يهدئها بكائها اوجعه،هل هذه كله دموع فرح!!
ما بال الشموس و كأنها ليست تلك القويه كما عهدها!!/افااا الشموس ماتبكي
رفعت عينيها إليه/الشموس ولا شيء بلياك يا نايف و لا شي ، ..انت روح الشموس و روحها اليوم ردت لها من بعد غربة مشاعرها.
لم يستطيع التعليق فقط اخذها من هنا ليخرجا من المطار، ام تكن اخته هشةً هكذا من قبل، لطالما سافر و عاد و لم تستقبله بهذا الشكل!!!
جلست في السياره وهي تحتضن يدها بيده والشكوك تدراودها عن تلك التي معه/نايف ما قلت لي من هاللي معك؟!!
لاحظت نظرات الشموس لها كانت تلبس نظارات سوداء قاتمه وهي ترى الفخامه التي فهمتها من خلال الاستقبال بهذه السياره الفاخره و المريحه، ذات التصميم الشخصي.. و كأنهم في مجلس مصغّر بالغ الفخامه..
نطق نايف وهو ينظر إلى اولينا/بعدين اقولك.
لم ترتاح لوجودها ابداً..،
.
.
،
.
،
.
،
.
استيقظت وهي تنظر مستغربه وجودها هنا..و برفقة هند التي ظلت عندها مرافقه..، لم يكن لديها ماتقول و هي تتذكر ماحدث تلك الليله في المول حينما رأت طفلها هناك..كلمات مشاري أحدثت فجوةً عميقه في قلبها. تهوي بها كلما حاولت تجاهل مشاعرها..
حاولت للمرة العاشره إستنطاقها/هوازن تكفين قولي أي شيء تكلمي لا تخرفيني عليك.
نطقت بعد تنهيدةٍ موجعه/وشلون ابوي لا يكون عرف باللي صار
ابتسمت بسعاده بعدما تحدثت اخيراً/الحمدلله هذا انتي تتكلمين، ابوك دامه مع ولده فهو بخير و ماعليه إلا العافيه
استغربت ولكن فكرت بعزام فهو يعامله كأبيه/ماندري وين نودي جمايل عزام..جد خجلانه منه
قررت الحديث/مابين الاب وولده جمايل
إلتفتت إليها قد استشكت في نيتها و كأنها تريد الحديث عن شيء ما/حاسه عندك شيء ودك تقولينه
إلتمعت عينيها وهي تحاول ان تعرف كيف تبدأ معها/اول ماجيت المستشفى علشان اشوفك و سمعت قصه حقيقيه اقرب للخيال ..و اثرت بي للحين..
سألت وهي تحاول ان تعدل جلستها بعد كل ذلك الخمول/سمعيني إياها ، اخب القصص المؤثره
قررت الحديث/قبل اربعين سنه في محافظة الخرج..كان فيه رجل اسمه عبدالله وزوجته اسمها ساره متزوجين وعين الله عليهم مبسوطين و كل واحد يحب الثاني و يغليه، حملت الزوجه و بعد فتره من حملها سافر الزوج في مقناص مع اصدقاءه و ابعد كثير واختفى عن الانظار و بعد فتره من البحث لقوهم في صحراء النفود اللي مات مكانه و اللي اكله السبع و هالزوج بعد لقوا ثيابه بالدم فقالوا اكيد اكلته السباع وفعلاً اعلنوا وفاته ووقفوا بحث..
تفاعلت ونطقت بخوف/لا يكون مات عبدالله!!
بنفي/هذا اللي كانوا يظنونه..وولدت ساره بعد كذا و جابت ولد و سمته عزام..مان بخاطره يسمي هالاسم ربته ساره و توفت و هالولد عمره تسع سنين و لكن كبر هالولد و طلع رجال عصامي ينشد الظهر فيه و كون نفسه و بعد فتره دارت به الدنيا و اكتشف ان ابوه له اخو و عايله غنيه بس كل شيء كان بنهايته العم توفى وابنه الوحيد صار عليه حادث و دخل غيبوبه طويله حيل و بعدها قرر يتزوج بنته مروا بظروف كثيره و مره من المرات لقى بنت تستغيث بالشارع علشان ابوها الشايب المريض، قرر يساعدها لله وكان فرحان و شيء يدخل السرور بقلبه لمن يكون مع هالشايب اللي اصلاً فاقد ذاكرته وماله احد..و قدر بعد فتره يساعد هالبنت و يزوجها برجل محترم..
شعرت بالغصه و هي تسمع بقصة عزام، لم يخفاها ذلك فهي في قصته..،
أردفت وهي تلاحظ إلتماع الدمع في عينيها/كان بزياره مره لزوجة خاله وكان هالشايب معه و هي تتعرف عليه و قالت له
إنهمرت دموعها و هي تشعر بمشاعر فرح غريبه، و لكن حتى الآن لا تعرف من هو والدها وهل يعرفونه!!، إنعقد لسانها عن أي تعليق..!!
اكملت و هي تحاول ان لا تبكي/طلع هالشايب هو ابو عزام المفقود من اربعين سنه و الكل كان يظن بوفاته..
لم تصدق بعد ما سمعته لا تحتاج لتوضيح اكثر من ذلك ولكنها تريد سماع ذلك بصريح العباره/يعني؟!
ردت بعبرةٍ تختنق من شدة تأثر هوازن/ايه ابو عزام هو نفسه ابوك..أنتم اخوان والله يهنيكم وهيني فيكم
اغمضت عينيها وهي ترفع رأسها للأعلى شعور يغمرها لأول مره، والدها ليس ورقة سقطت من دفتر الحياة، تبكي وتبتسم في نفس الوقت، ما ألطفك يا صاحب اللطف الخفي..يالله.
كانت موقنه و مؤمنه ان الغيوم التي تغطي حياتها منذ وعت على هذه الحياة ستنقشع و سترى شمس سعادتها أخيراً و ستختفي ظلمة الهموم للأبد..ما فات يكفيها و رب الناس يكفيها..."يالله قد كان عزام أخوها منذ البدايه و ليس فقط الآن..كانت تعرف ذلك لكن لم تظن ولو للحظه ان يكون ما تشعر به هو الحقيقه!!!"
.
،
.
،
.
،
.
الخرج..،
و كأنه في مهب الذكريات تعصف به، ..
تدار فناجين القهوة بلا انقطاع و هنالك اجتماع لمعظم الذين عاصروه هنا..وهو في صدر المجلس تهوي عينيه في نظرة فارغه..، اسماءهم و ذكرياتهم كالوميض في ذاكرته المهجوره!
هذا الكم الهائل لا يحتمله..
كانت زوجته حاملاً...يذكر ذلك الموقف جيداً حينما ودعته ليلة خروجه و طلبت منه ان لا يتأخر كانت ترمقه بعينين لامعتين و ناعستين حد الثماله..تشبهه نعم تشبه عيني عزام تماماً..
رفع رأسه لعبدالكريم الذي بجانبه وهو يسأله بلهفه غريبه و فضول/ابي عزام ياخوك اتصل به
بأسف/ماهو بجاي الليله، يقول عنده شغلتن لازم يخلصها بنفسه وبيعوّد ان شاء الله... لا تخاف يابو عزام تراك بين اهلك و ربعك
لم ييتطيع الصبر ليسأله فهو لم يسمع عن والدة عزام أي شيء/طيب بنشدك يابوعبدالكريم ام عزام وينها؟!
تنهد وهو يعز عليه حاله الحزين و المتفاجىء من كل شيء/ساره ماتت الله يرحمها من عمر عزام تسع سنين..
انقبض قلبه و هو يأخذ طرف شماغه و يغطي بها وجهه المتأثر من إنسكاب الذاكره كالسيل منذ ان صلى اول صلاةٍ في مسجد حيّه القديم وحارته العتيقه...
يريد ان يستريح برؤية عزام و هوازن فهما المتبقي و هما من يهتمان ..هوازن تمثل الجرح و الدواء...لطالما عانى هذين معه..لطالما اعتنت به إبنته و اعتنى به إبنه منذ ان إلتقى به أول مره..
كان ولداً صالحاً.. و رجلاً نبيلاً و هذا ماخفف عبىء انهمار الذاكره المثقوبه..
ماذا فعلت بك الأيام يا ساره؟! لماذا رحلتي بسرعه قبل ان اعود؟!!!
شعر ببرودة وجهه و وهن مرهق هو و سيقع لو استمر ..حتى فقد وعيه
لاحظه ابو عبدالكريم ليصيح بأبناءه/ألحقوا الرجال يا عيال..يا كاسر تعال يابوك
اقترب كاسر بسرعه وهو يبعدهم فهو الطبيب،امسك بيده و إختبر سرعة نبضه و حرارة جسده وعينيه ليهدأ/ابو عزام مجهد و محتاج ينام..برأيي يا جماعه تروحون و بكرا تزورونه و يكون عزام قد وصل بعد
ابو عبدالكريم وهو يؤيد حديث إبنه/وهو صادق يا جماعه وهو صادق..
خرج الجميع وبقي ابو عبدالكريم وابنه كاسر الذي قرر المكوث هذه الليله بما انه ليس له مناوبه الليله..
.
،
.
|