كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
53))ما وراء الغيوم..
،
أنا مرهق القلب كما لو أنني أشعر بنبضاتي!،
و أتنفس ضيقاً مع كل إنقباضة وكأنني أستنشق أول أكسيد الحزن..
أريد مخرجاً للهدوء من كل هذا القلق..أنا حقاً مرهق..
.
،
لا يعرف مالجنون الذي فعله ليلة البارحه..
طردها بدون ان يرف له جفن..!
هي المخطئه، كان يجب عليها ان تعلن اعتراضها او على الأقل تُصر على معرفة السبب،
لكنها إنصاعت لأوامره و رحلت بدون أي تعليق..!
بزغ نور يومٍ جديد و مازال يراوح مكانه..
.
،
.
،
استيقظ متكاسلاً وفتح عينيه بكسل ليراها مستيقظه هنالك تنظر إليه من مكان جلوسها على الأريكه بروب الاستحمام الابيض،ابتسم بخمول وهو مازال على وسادته/صباح الخير
ببريق إبتسامه لترد صباحه بالإسبانيه/بويونِس دياز "أوفيسيال" .
جلس قليلاً وهو ينظر إليها مبتسماً/من زمان ماسمعت هالكلام.
بنفس ابتسامتها و نظرات اللهفه/Te amo
بنفس إبتسامته/ليش صاحيه بدري كذا؟!مانمتي الا متأخره!
تركت اريكتها لتتجه إليه/صحيت ابي اشبع عيوني بشوفتك
اتسعت ابتسامته وهو يراها تقترب منه و تجلس عنده/ليتك صحيتني معك
داعبت خده بأناملها و كأنها تتفقد ملامحه، هنالك جروح كثيره اصبحت سطحيه مع مرور الوقت،لم تكن هذه الجروح و الخدوش في وجهه قبل الحرب/شفتك نايم بتعب و واضح عليك الارهاق ماحبيت اصحيك و اقطع عليك راحتك،
داعب خصلات شعرها وهو يرتبها خلف أذنها و يريح عينيه بالنظر لملامحها الهادئه،منذ متى لم يرى شيئاً لطيفاً و ينطق بالحياة، حتى العتاب الذي كان يخبأه بعد رؤية تركي تبدد الآن، هي تعشقه ومازالت تحتفظ ببساطتها و نقاء قلبها..
لم تستطيع إبعاد عينيها عنه،تنفست وهي ترى ازدياد سمرته الفاتنه عن السابق و ذقنه الذي قد خففه كثيراً حتى لا يكاد يُرى/وين لحيتك؟!
استغرب وهو يضع يده على ذقنه بإبتسامه/شلتها قبل اجي اشوفك،مابي اخوفك
عقدت حاجبها كالاطفال وهي تمد شفتيا/بس انا احبها ليه كذاا؟!
عاد ليبتسم وهو يداعب خدها/لو ادري انها تعجبك تركتها بس ولا يهمك بتطلع مره ثانيه وبخليها علشانك، بس لا تمدين لي هالبوز اللي يخليني اتأكد انك للحين بنت صغيره!
مازالت تمد شفتيها باسلوبها الطفولي/ماني صغيره، خلاص بصير أم لأثنين ان شاء الله
بنفس ابتسامته وهو يرى دلعها عليه/احلفي؟
ابتسمت اخيراً وهي تأخذ يده و ترفع اسفل بجامتها الواسعه وتضعها على بطنها الذي يتحرك و هي تراقب ردات فعله بصمت/بدون احلف بيردون عليك.
انصت بحماس للحركه التي شعر بها و رآها/وش يسوون؟!رالي!!
رفعت كتفيها بدلع/هذي حركات احتجاجيه ضدك،ليه تقول لأمهم بنت صغيره.
عاد ليبتسم وهو يقترب من بطنها العاري و يقبله و يطيل القبله وهو يمسح عليه بلطف وهو يهمس لهم بهمس تسمعه هي/لا توجعون ماما انا بس امازحها.
رأته يطيل عناق بطنها بصمت، احبت اقترابه هذا، لتداعب شعر رأسه بصمت خائفه، الله وحده يعلم كم تخاف فقدانه في تلك الحرب، و كم ترعبها فكرة ان تربي هذين الطفلين بدونه..
عادت لمنزلها بهدوء، وهي تتناسى ما حدث في المشفى، اي احتكاك آخر معه ستكون النهايه التي لا تريدها معه..
تذكرت حديثه عن عدم ثقتها به..تريد ان تثق تريد ان ترتاح من غيرتها..
جلست وهي مازالت ترتدي عبائتها و شالها يرتاح على كتفها لتحاول ان تستوعب ما حدث..!
سمعت صوت ليال تتحدث مع احدهم بالهاتف وقفت وهي تتبع صوتها لتراها تقف على الشرفه الكبيره المطله على الحديقه تتبسم وتتحدث! لم ترتاح و هي تراها تتحدث هكذا ظنت انه وليد ...انتظرت واقفه قبالتها حتى انتهت ليال ..اي جدال معها الآن عقيم!
ابتسمت ليال وهي تغلق هاتفها تحت نظرات الشموس المتسائله بصمت لتجيبها/وربي انه نايف ..اقسم انه مو وليد..
مازالت صامته و تبحر بعينيها...،
فهمت انها فقدت الأمل بها لتبتسم وهي تقترب منها وتتحدث بهدوء/وحتى لو تكلمت مع وليد هاللحين،حلالي، حبيبي و غاية مرادي..ماراح اخاف و لا بخجل.
استمرت بسماعها صامته ...،
جلست على اقرب كرسي تحت انظار الشموس الصامته/لا تسوين فيها مصدومه من جرأتي ،ترى سبق و قلت لك اول مارجعت من ألمانيا اني احبه حب عفيف و مستحيل اقتل نفسي بالغرور و انا احبه و لولا صديقتي اللي ظنيتها زوجته كنت بتزوجه...بس انتي قمتي تنسين كل شيء حتى نفسك
تنهدت اخيراً وهي تترك وقوفها وتجلس في طرف الجلسه التي فيها ليال وتنطق بفقدان أمل/ليتني انسى كل شيء يا ليت ..
استغربت نبرتها اليائسه و عدم تعليقها على تصريحها السابق/اي صح وش صاير يالشموس؟! كنتي طالعه علشان تجيبين هوازن متى رجعتي؟! ومتى طلعتي ومن وين راجعه بدري كذا!!!
إلتمعت عينيها بارهاق فلم ينتبه احد لغيابها البارحه، لم يفتقدها أحد سوا ام رواد التي تعتني براكان/من البارح كنت مع هوازن بالمستشفى..لين جاء عزام من الخرج..و تركته عندها و طلعت اقصد قال لي ارجعي و انا بقعد عندها
استغربت/وش يقعده عندها وهو ماهو محرم؟!!وين زوجها وليه هوازن بالمستشفى وش صاير لها؟!
تنهدت مره اخرى بتعب وهي تقف/سالفه طويله ، انا رايحه لغرفتي ارتاح، لحد يزعجني، و تكفين انتبهي لراكان و ريحي ام رواد منه ،انا حيل مرهقه يا ليال.
رأتها تذهب بحزن و بإنطفاء،لم تكن يوماً بهذا البؤس و اليأس!
مامعنى حديثها الذي قالته قبل قليل؟! كيف تقول انها تركت هوازن و برفقتها عزام؟!!
اخذت هاتفها وهي تتصل بعمتها هند،لعلها تعرف شيئاً من جنون عزام، فلا مبالاة الشموس مميته حقاً، كيف تترك عزام عند احداهن وتعود للمنزل تبحث عن النوم..!
تراجعت أخيراً عن تدخلها ..لربما لن يكون هذا التدخل في صالح أختها..
سيكون كل شيء واضحاً فعزام لم يفعل ما يغضب احداً هنا و ردة فعل أختها كانت هادئه جداً.. من الأفضل الإنتظار حتى تتضح الرؤيا غداً و ربما الليله..!
،
.
،
.
،
.
،
.
انتهت من لبس عبائتها وهي تخرج من غرفتها لتستعجل كلاً من هند الصغرى و شهد/يلا يا بنات وينكم تأخرنا
خرجت شهد وهي تحمل عبائتها على ذراعها /يمه والله بدري
رفعت حاجبها بإعتراض/لا يا روح امك ماا معنا وقت كافي و زواج اختك بالعيد
خرجتهند الصغرى من خلف شهد/الله الله يا شهد امورك سالك بتتزوجين راعي قصور و كل شي جاهز
ضحكت شهد/هووب دام من بدايتها بتتذمرين من عبدالرحمن اتركي الرجال و خليني ادور لك من سكان القصور
لوت فمها/وين يا خلف الله هذاك قبل يكتب عقده علي..هاللحين مافيه فكه
ابتسمت هند بخبث لتستدرجها/لا يا بنت صالح ان كان ماهو عالهوى قولي من هاللحين ترى يقدر ابوك يفكك منه بسهوله بعد
تراجعت وهي تتبسم بخجل/لا يووه وش يفكني منه وما يفكني منه..ترى كنت امزح بس
ضحكت شهد و هند لتأمرهن/اجل دام كذا يلا مشينا خلونا نكسب وقت.
شعرت بالخجل و هي ترى نظرات زوجة أبيها مع همزات شهد لها، و في الحقيقه لا تخفي توترها من اقتراب لقاءها بعبدالرحمن، ..
في السياره تلقت إتصالاً من عزام لترد بسعاده،منذ فتره لم يُسمعها صوته/هلا بابو راكان
على الطرف الآخر بصوت متوتر/هلابك عمتي، انتي بالبيت؟!
استغربت/طالعه مع بناتي للسوق،خير ياعزام صاير شيء؟!
لم يتردد في طلبها/عمه ابيك حالاً تجيني. اذا ماعندك احد غير السايق بجيك
خافت من نبرته و طلبه الجاد/خلاص يا قلبي بخلي بناتي يننزلوني المستشفى عندك و هم يرورحون،بس وين اجيك يا عمتك؟!
.
،
.
.
،
.
،
.
في الخرج..،
جلس بعدما انتهى من تحضير القهوه وهو يبتسم و يحمد الله كثيراً منذ ان عرف بعودة الجار القديم و صديق الطفوله...يالله هذه الدنيا تقاذفت عبدالله اخذته شاباً يافعاً و اعتدته كهلاً..! و ان نسي كل شيء عن ماضيهم الجميل هو مازال يحتفظ بذلك الماضي..،
من جهته مازال يستغرب نظرات ابو عبدالكريم ،مازال يحمدالله و يثني عليه منذ ان التقى به !!
نظراته تحوي شيئاً عجز عن معرفة فضوله بها و كثيراً ما خرج و رآه يبكي تحت النخله في ساحة المنزل !!
سمع آذان العصر و هو يهم بالوقوف ليصلي في مسجد الحي القديم/يابو عبدالكريم كب عنك القهوه وخلنا نروح للمسجد مابي اقفيها الفجر و الظهر ماخليتنا نظهر
ترك الدله من يده وهو يذهب إليه خائفاً من لقاء كبار اهل الحي به، كما اوصاه عزام يجب ان لا يخرج فجأه ويُصدم!!/بس يا بو عزام مايصير هاللحين
استغرب و استلطف في نفس الوقت ما ناداه به الآن ولكن ذلك لن يمنعه ليقاطعه/يلا بارك الله فيك يابو عبدالكريم والله انه عيب علي بعدما استصحيت اترك الصلاة بالمسجد و اجلس اصليها بالبيت يالله لا تعاقبنا..!!
ابتسم ابو عبدالكريم له وهو يسايره/قدام يالخوي نعنبو من ردك
خرجا بعدما انتهيا من وضوءهما..، الحاره تبدو مألوفه هنالك أطفال بأعمار التاسعه و العاشره يركضون خلف كرة بينهم فتركوها بعدما سمعوا صوت نداء ابو عبدالكريم لهم ليحثهم للذهاب للمسجد..
تركوا كرتهم و سابقوهم للمسجد الذي يقع في الخلف من الشارع..
هنالك صف من البيوت قديمة الطراز كالطراز الذي كان سائداً في السبعينات ومازالت تحتفظ بشكلها من الخارج،
توقف قليلاً أمام احد تلك البيوت ليسمع صوت شيخاً كبيراً في السن يخرج من منزله ويطلب من السائق ان يخرج معه للمسجد ليتفاجىء بأن شجرة اللوز التي يحبها قد كُسر غصن منها و عُبث بها فيصدح غاضباً، و شاتماً اطفال الحي بأكمله "لا ابوكم لا ابو من جمعكم يا هالبزارين الشياطين "
هذا الصوت وهذه النبره الغاضبه بالتحديد قد سمعها ولكن لا يعلم اين؟!
و كأنه يعرف هذا الرجل!!
استغرب ابو عبدالكريم وقوفه ليناديه/يابو عزام المسجد بارك الله فيك
انتبه لتوقفه ليتحرك و يتبعه وهو يسأله/هالرجال وش يقال له؟!
رد بحزن على ذاكرته المثقوبه/هذا هذال محمد "راعي الهدباء" أبله كانت وش كثرها من اول وهاللحين ما معه غير ثلاثين راس
هذال راعي الهدباء!!!، سمع صوتاً في راسه ينادي باستفزاع (خيال البل وانا راع الهدباء، تكفون يا رجال الهدباء غدت لها شهرين ماعينتها، افزعوا معي و انشدوا عنها فالديار)
لماذا يشعر بأن هذا الصوت ليس غريب عليه ابداً و ان حتى الرائحه القادمه من المزارع القريبه من الحي روائح مألوفه !!
دخل المسجد و الإمام يقيم للصلاة ليكبروا و يصلوا جميعاً...!
انتهى من صلاته ليلتفت بتعجب وهو يدقق في وجه هذا الرجل الجديد !
لا بل ليش جديداً!!! ترك مكانه وهو يطلب من رفيقه مرافقته/يا رجال هذا ماهو يشبه عبدالله المناع؟!
تعكز على عصاه وهو يقف على مسافه قصيره من والد هوازن ليرفع صوته متعجباً/خيال الهدباء و انا اخو منيره انت عبدالله المناع ابو عزام ماغيره!!!
صاح صاحبه الذي يقارب لعمره واكبر/لا إله إلا الله ، اي و الله هو
استغرب والد هوازن اجتماع جماعة المسجد حوله ليلتفت لابو عبدالكريم باستفهام وهو يشعر بصداع برأسه يفاجئه/وش العلم؟!
تقدم إمام المسجد وهو يبتسم له مهللاً وهو يعانقه/سبحان من يحيي العظام و هي رميم! اخيراً رجعت يابو عزام..عز الله انك جبت ولد..
مازال مستغرباً ولكنه تفاجىء اكثر من تصريح ابو عبدالكريم/يا جماعه ترى الرجال فاقد ذاكرته ارفقوا به، ولده عزام جابه الخرج و راح الرياض عنده شغله مهمه وراجع ان شاء الله..
شعر و كأن ماساً كهربائياً ضرب رأسه وسط سلام الرجال و ترحيبهم الحار به، الآن عرف لماذا كل تلك المشاعر الدافئه التي آنستها روحه و احتضنته منذ وطئت قدميه هذا الحي العتيق وهذا المسجد القديم!
لكنه سقط مغشياً عليه تحت هذا الضغط الرهيب، و طوارىء الذاكره المهجوره التي تصعقه بين لحظه و أخرى، فهو لم يعرف شيئاً بالكليه و كل هذه معلومات عرفها للتو عن نفسه و فاجئته!!
كان يعرف انه فاقداً للذاكره فأي شيء يدله على ماضيه سيشدّه بلا هواده...
،
.
،
.
،
.
،
.
وقفت مستغربه بعد الذي سمعته من عزام ، هنالك مفاجأه اخرى...!
و كأن كل ماحدث منذ وفاة أخيها "راكان" يخبرها ان لكل حدث حكمه..!
رفع عينيه لها وهو ينتظر ردة فعلها/تعرفين شيء..سبق و شفتيه؟!
حركت رأسها بالنفي وهي تتذكر كل الماضي وحديث اختها لولوه فهي قد اخبرتها بكل شيء/لا ..بس لولوه قالت لو ابوي ما يدري عن عمي عبدالله كيف اخذ اسمه؟..مثلما انت عارف شهادة الميلاد زمان ما يطلعها إلا الأب ..ابوي ما مان عادل مع اخوي عبدالله..
نطق بضيق/و لا حتى عدل مع جدتي خلدا.. ما ابطت عايشه ماتت مقهوره.
إلتفتت إليه بحزن/تذكرها؟!
حرك رأسه بالنفي،وهو يتذكر حديث أمه عنها/لا توفيت مابعد خلص ابوي المتوسط.. وماتزوجت غير جدي عبدالعزيز.
يالله كم من القلوب حطم رجلٌ واحد؟!، والدها بعكس جدها الذي كان علماً وأسس كل هذه الامبراطوريه الماليه التي حافظ عليها راكان حفيده و اخيها في نفس الوقت..
نطق بقهر فالذي جعل والده بلا عائله تعرفه وتخاف عليه هو جده/والله اني تمنيت اني ماعرفت حقيقة جدي، عالاقل ما كنت باكرهه و أ.... استغفر الله العظيم
فهمته لتحاول تهدأته/الميت ماتجوز عليه غير الرحمه..الوالد طلع عايش ، رجعت اخوي فرصه لنا كلنا نعوضه
ابتسم بسخريه وهو يصد و تنزل دمعته بقهر، كيف سيعوضون من ليسوا بذاكرته وليس بذاكرتهم؟! كلاهما لا يجمعهم اي شيء غير الدم.. كانت السنوات الطويله كفيله ببناء الحواجز و الطبقات بينهما، حتى لو أراد ان يعيش مع والده و يعوضه من سيعوضه ذاكرته و فقدانه لسند العائله؟!
تذكرت أمراً مهما لتسأله/وين الشموس؟!هي قايله لي امس انها بتجيب هوازن و طلبت نجي اليوم نسهر عندكم، كيف عرفت انت انها هنا؟!
تذكر بريق عينيها و انكسارها وهو يطردها من هنا/هي اللي جابت هوازن هنا،كانوا بالسوق و صار اللي صار
استغربت/قلت لها ان هوازن اختك؟! و الا بس كذا
تنهد وهو يشعر ان الأمور تنفلت من يده، ولم يعد يتحكم بقلبه المعطوب ومشاعره المضطربه مع كل طرف/لا ما قلت لها خليتها ترجع البيت وجلست انا هنا لحالي عند اختي
زاد استغرابها/وهي ما قالت شيء؟!راحت عادي بدون ما تستفسر عاللي تسويه؟!
نطق بضيق وهو يتذكر دموع صدمتها من طرده لها/ماسمحت لها، كنت لحظتها متوتر ومعصب و حالتي حاله
لم تصدق ما يقوله/وهي مطلوب منها ماتعصب عليك و تنطم و تطلع بهدوء ،صح؟! ليه ما اتصلت بعدما هديت وعطيتها خبر ؟!
فرك جبينه بشبه ضياع وهو يعجز عن الرد عليها، فهي لا تعرف تفاصيل ما يحدث بينه وبين الشموس..الله وحده يعلم كم يعاني الأمرين.
إستنطقته/عزام اتصل فيها..لا تجلس كذا تخلي الافكار تلعب براسها
استرخى بلامبالاته/مافيني اتصل هاللحين يا عمه وهي مصيرها تعرف
اخرجت هاتفها على عجل/هي مو حي الله وحده من الجماعه علشان تقول مصيرها تعرف، هذي زوجتك والمفروض انها بداالي بهالمكان،اصلاً مادري ليه طردتها..؟!!
لم يرد فكل شيء بينهما خراب..
فتحت هاتفها لتتصل بالشموس و هي تضع مكبر الصوت في غرفة الانتظار التي يجلسان بها..لحظات ليأتيها صوتها الهادىء/السلام عليكم الشموس.
على الطرف الآخر/وعليكم السلام عمتي..
استغربت هدوءها/انتي بخير يام راكان؟! لا يكون نايمه و ازعجتك بس
بهدوءها/لا ماني نايمه يا عمه...سّمي وش بغيتي؟!
ازداد استغرابها و هي تشعر انها طبيعيه و نبرة صوتها عاديه/طيب رحتي تجيبين هوازن؟! و الا اروح أمرها اجيبها معي؟
بدون تردد/اخذتها يا عمه بس والله مادري وش اقولك .
إستنطقتها/قولي و ما عليك.
تنهدت/كان ضايق صدرها و اخذتها نتقهوى برا..و صادفنا ولدها بالمول كان لحاله بعربته وماحوله حد..ماقدرت تتحمل وتعبت نفسياً وطليقها ماقصر بوقاحته معها، ركبنا السياره راجعين شهقت شهقه تخرع و اغمي عليها فوراً ، حالياً هي تعبانه و بروح لها بعد شوي المستشفى...تركت عزام عندها
هذا كله عرفته و لكن مازالت تستغرب/طيب ليه تتركين عزام عندها لحاله و ترجعين البيت؟!
بنفس هدوءها/طلب مني ارجع علشان راكان و رجعت ..وهي اصلاً ما كانت تحتاجني وقتها..عموماً انا رايحه لها هاللحين و ان شاء الله تكون احسن
رفعت عينيها لعزام الذي تفاجىء بهدوءها و بردودها لترد عليها/طيب الشموس انا بعد بروح لها سلام
اغلقت الهاتف وهي ترى صمت عزام واسترخاءه بعد المكالمه /سمعت وش قالت؟!.. لو وحده غيرها كان فضحتك بالله وخلقه
إلتزم صمته وهو واثق ان الشموس لن تتحدث لأحد عن إهانه تعرضت لها، مهما كان، هي تعتني بشموخها و تأبى ان يشفق عليها أحد مهما أوجعها الألم ..يعرف تماماً أنها ستموت و لن تشتكي...
ستأتي لزيارة هوازن بعد طردي لها البارحه!! لتؤكد لعمتي و للجميع انها بخير فقط و ان الوضع بيننا طبيعياً!!
أخرج هاتفه و ارسل لها رسالةً سريعه و اغلقه..
ستجن من بروده/أشوفك سكتت!! بالله وش بيكون ردك على مرتك بعدما تجي بعد شوي؟! تصرفك غريب ماني قادره ألقى له تفسير
وقف وهو ينوي الخروج/عن اذنك بروح للدكتور اشوف كيف تحاليل هوازن،
استوقفته وهي تسأله/عزام وش صاير علمني.
ابتسم وهو يلتفت إليها لتطمئن/لا تخافين ما صاير شيء..يلا عن اذنك رايح للدكتور، روحي انتي عند هوازن وانتبهي لها.
خرج تحت نظرات إستغرابها، لتذهب بدورها الى هوازن..أمامهم الكثير و هوازن مقبله على تغيير اكبر مما تتخيله...
.
،
.
،
.
،
.
،
انتهت من تجهيز نفسها لتهم بالخروج ستزور هوازن وبعدها ستذهب لإستقبال أخيها في المطار..
عليها ان ترفع قلبها عن قاع المشاعر قليلاً..لتستطيع الإبتعاد عنه كما طلب منها،
الأمور تعقدت كثيراً بينهما حتى وصلت للنهايه و بات الفراق هو المتبقي..لتنتهي هذه المأساة بينهما..
لم تعد تحتمل مزيداً من الإقصاء و التهميش، و لم تعد تريد سماع إهاناته التي تحملتها كثيراً في الآونه الأخيره..،
اخرجت هاتفها وهي تنتظرها عند الباب لتتصل بليال لعلها انتهت لتذهب معها و تفاجئت برسالته التي ارسلها منذ دقائق
[لا تجين المستشفى.]
ابتلعت غصتها وهي تغلق الهاتف، وتضع يدها على جبينها بحركه لا إراديه محاولةً ان لا تبكي...
لاحظت احمرار عينيها ولمعانها و هي تقف عندها بدون ان تنتبه لها/الشموس فيك شيء؟ ليه ماسكه راسك كذا مصدعه؟!
أشارت بالنفي وهي تحاول لملمت نفسها بعد رسالته/لا مافيني شيء بس حسيت بدوخه شوي لاني كنت جالسه ووقفت بسرعه
حاولت الاقتناع بتبريرها/طيب تقدرين تروحين معي و الا ترتاحين احسن.
ذهبت لتجلس في اقرب كرسي في الصاله/شكلي بجلس ماني رايحه، روحي انتي وتعذري لي من هوازن اذا كانت صاحيه
تجاهلت ما فكرت به لترتدي عبائتها و تخرج...
حاولت ان تصمد في وجه ظروفها و ان لا تعطي الأمور اكبر من حجمها، عليها ان تبتعد عنه كما طلب.. و اليوم سيصل أخيها من السفر و سينتهي كل شيء كما قال.
رفعت هاتفها وهي تتصل بالخادمه/جوري هاتيلي بلاك كوفي بالصاله..
لحظات لترى الخادمتين و احداهن نزلت بالمصعد ببعض الأشياءبيدها و الاخرى قدمت لها قهوتها/ثانكيو جوري
بإبتسامتها/ويلكم مدام
بتساؤل/اختك وين رايحه بهالاشياء؟!
بنفس إبتسامتها/تحت مدام نيفادا اند هير هسبند، هي نوم هنا لاست نايت
لم تصدق،كيف تفعل ذلك بدون ان تكلف نفسها عناء إخبارها بشيء؟!/اوكي جوري روحي و نظفي غرفة نايف اليوم بيوصل، غيري غطاء السرير و حطي له ادوات الحمام كلها.. واذا خلصتي ناديني اشوف
بمسايره/اوكي مدام..
ذهبت الخادمه و ظلت تحتسي قهوتها بتمهل، بعد ثلاث ساعات سيصل أخيها إلى هنا و سيتغير كل شيء للأبد..
لن تظل هنا ستفعل ما خططت عليه و ستسافر لندن و ستستقر هناك بعيداً عنه.
،
.
.
.
،
،
،
،
خرج من عيادة العيون برفقته بتال إبن اخته، يحمله بين يديه وهو يدردش معه بعد الخوف الذي إنتابه قبل قليل عند الطبيب ..
اتجه إلى الإستقبال ليحاسب ليجد عزام أمامه!!
طلب الطبيب فوراً و قرر العوده و لكنه رأى وليد أمامه اخيراً!!! لم يصدق أنه هنا في الرياض و لم يتصل به!! تجاهله و كأنه لم يراه ليمضي لقسم التنويم..
لم يحبذ هذا اللقاء الباهت، عرف ان خبر خطبته وصله،لحق به/عزااام لحظه.. وقف يا رجل اناديك!
تجاهل نداءه وهو يستمر في سيره حتى دخل المصعد،تمنى ان لا يلحق به لألا يقتله..و لكنه تفاجىء بدخوله المصعد في اللحظات الاخيره بصحبة الطفل..و طل صامتاً،..
نطق بغضب/ناديتك ليه تسوي نفسك ما تسمعني
نطق بهدوء مصطنع/قصر صوتك لاتوطاك قدام هالبزر اللي شايله تراها واصله معي منك إلين هنا<<< أشار لأنفه
بقهر/وش أنا مسوي؟!
نطق بنقس هدوءه الغاضب بعدما فتح المصعد ليخرجون/انت عارف وش خطاك اللي مسويه والدليل لك كم يوم بالرياض و لا اتصلت ولا سلمت..
رفع حاجبه مستنكراً وهو يضع الطفل من يذه/قصدك اني ماني قد المقام؟! والله ماقصرت يا عزام!!!
نطق غاضباً ليمسك وليد بياقة قميصه بقوه/انت عارف وش خطاك فلا تلف و تغير بالمقاصد على كيفك، احسن لك حالياً تكمل هروب وتخفي وجهك عني
زم شفتيه وهو يرد بغضب/لا تغلط يا عزام انا ماهربت من احد و لا سويت شيء غلط
ابتسم بسخريه وهو مازال يشده من قميصه/دام ماسويت غلط ليه ما قلت لي عن نواياك؟! ليه تتواصل معي بدون ماتقول لي شيء عن اللي صار بينك وبين نايف؟!
كانت قادمه خلفهم و رأت وليد يدفع عزام الغاضب عنه، توقفت مكانها وهي متفاجأه مما يحدث!!
شعر بغضب و أبعد يد عزام عن قميصه/انت ماتدري عن حقيقة اللي صار هناك..كل شيء بتعرفه من نايف
نطق بلا مبالاه/مالي رفيق عزالله معاد يهمني موضوعك دامك من البدايه تجاهلتني..ماقصرت في
دخل عزام للغرفه وتركه خارجاً ، قد يحتمل ان يغضب الجميع ماعدا عزام، فهو بمكانة الأخ و يعرفه معرفة الدم..صد و لمح قدومها من هنالك،لا يعرف كيف يتصرف وهو يتسائل هل رأت ماحدث بينه وبين عزام؟!!
حمل ابن اخته و ذهب من الجهة الأخرى و كأنه لم يراها..
إستغربت تهربه منها، قد كان يهدد انه لن يتركها لو رأها صدفه!
و عزام غاضب منه!!
قررت تاهل ماتفكر به و تطرق باب غرفة هوازن لتدخل بعد رد عمتها هند وتلقي تحيتها/السلام عليكم
استغربت هند حضورها لوحدها/وعليكم السلام..
استنكرت جلوس عزام هكذا عند هوازن/شلونها هاللحين؟!
عزام/ان شاء الله احسن
هند بفضول/وين الشموس؟!
ردت وهي تشعر بأنهما يخفيان أمراً/كان بتروح معي و فجأه حست بصداع ودوخه و قررت تجلس
لا يعلم لماذا لم يفرح بإمتثالها لأمره فوراً و عدم حضورها، و كأنه يريد منها العكس..!
قرر الخروج ليشغل رأسه بأي شيء عنها، تلقى في هذه اللحظات مكالمه من سيف ليعتذر منهن و يخرج/عن اذنكم عندي شغل..عمه انتبهي على هوازن تكفين
بابتسامة دافئه/اختك بعيوني
انتظرته يخرج لتلتفت الى عمتها بتساؤل فضولي/وش الساالفه يا عمه!
تنهدت هند فهي مضطره من الآن شرح كل شيء لهن ولجميع افراد العائله...
.
،
.
،
.
،
.
خرج مسرعاً و هاتفه في أذنه ليركب سيارته و يخرج مسرعاً من مواقف سيارات المشفى، ..
نطق بإهتمام/سيف لازم اروح بنفسي و اشوف وين موقع بيته و ابيك تجيب لي تفاصيل حياته مشاويره اليوميه وخوياه اللي يجلس معهم و استراحته اللي يسهر فيها اذا كان راعي استراحات.
على الطرف الآخر بإهتمام/طال عمرك اصلاً انا عرفته صدفه في استراحة واحد من خوياي و تتبعته لك..اي بالله راعي استراحات بس ماعنده غير متابعة الكوره ..هو يشتغل في شركة الكهرباء مهندس..حياته ماعليها غبار.
نطق بقهر/انا اللي بغبر له حياته ..يلا سيف انا جايك بالطريق ارسل لي اللوكيشن بسرعه....سلام
اغلق هاتفه وهو يبتسم بحقد،شعور بالكراهيه لم يعهده..يريد التنفيس عن مشاعره السلبيه هذه...الوجع حينما يعشعش في قلوب الرجال يوّلد الكراهيه..!
تلقى رساله منها كان يفتح هاتفه ليرى الموقع الذي أرسله سيف ليقرأ رسالتها ببرود[وصول اخوي بعد ساعه ..إذا حاب تسوي الواجب]
تجاهل الرد عليها و راح يتتبع الموقع الذي أرسله له سيف..!
لم يلاحظ تلك السياره التي تتبعه..!!
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
|