كاتب الموضوع :
رشآ الخياليه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: ما وراء الغيوم... بقلمي/ رشآ الخياليه
51))ما وراء الغيوم..
.
ما مر في عمري مراحل "كل عمري مرحله"
في كل عمري كنت طفل وكنت كهل وكنت شاب!
؛
،
دخل المنزل متأخراً الواحد ليلاً ..لا احد هنا و الظلام يعم المكان..نزع شماغه و جلس ينتظر اللاشيء..
حتى الآن لم يبلغه عزام بأي شيء!!
اعاد تشغيل التلفزيون و ظل يقلب قنواته..ليستقر على احداها ..
الدقائق في الوحده ثقيله ولا لون لها ولا رائحه..هاهي ربع ساعه تمر كالدهر !
لا يصدق ان سنوات العمر كلها مضت في العمل فقط..جفاف ووحده!!
سمع صوت احد الاطفال ينزل من الأعلى وهو يلهث و ينادي/جدتي!
رآه يتعثر اسفل الدرج ليذهب إليه بقلق بعد رؤية دموع خوفه/عبود وش مصحيك هالوقت؟!
اشار للأعلى وهو يبكي/ماما تبي جده
استغرب/ليه؟!
أشار لقدمه/طلع من رجليها دم كثيير وهي تبكي ماتقدر تمشي
وقف وهو يطلبه بدون تفكير/تعال وصلني غرفتها، جدتك نايمه
وقف معه و صعدا للأعلى بعجله!!
.
.
ببكاء مكتوم حاولت إخراج الإبره من قدمها و لكن دون جدوى كانت قد تغلغلت داخل قدمها من الأصابع ويكاد يشلّها!! ظهور الدم لم يكفي لتخرجها
الأمر يزداد سوءاً رغم صبرها الذي إعتادت عليه، لم تستطيع كتم بكائها هذه المره!!
سمعت صوت خطوات ثقيله ليست لأبن زوجها خافت/عبوودي! وين رحت؟
دخل عبدالله وهو حزين لمنظر دموعها/ماما خلاص لا تبكين عمي فيصل جاء
تنهدت وهي تحاول لملمت شعرها المنثور والوقوف/ليه تناديه يا قلبي قلت جده مو عمو، روح قوله خلاص طابت
بدموع/بس انتي ما طبتي ماما شوفي دمك
ناداها من خلف الباب/سلطانه وش صاير لك؟
حاولت إيقاف بكائها لترد عليه ولكنها عجزت و عجزت حتى عن الوقوف لتسقط مجدداً و تصدر اهاتها...و خوف عبدالله الذي ظل يناديها
هنا تجاهل كل شيء ليدخل،بعد بكاء عبدالله الذي أخافه على ما أصابها، ليجدها ملقاة على الأرض و قدمها متورمه من جهة الأصابع، بشكل مرعب!! /اخو جوزاء!!! سلطانه وش فيك؟
لم يكن ينقصها هذه الليله من الألم ليدخل عليها فيصل رغم كل محاولاتها و حرصها على التهرب من مواجهته حتى صدفه في هذا المنزل، تحترم فيصل كثيراً لذلك تخجل منه..لم تعد تحتمل بعد رؤيته يمسك قدمها وهي متكشفه هكذا/فيصل انا بخير اطلع برا..
رفع حاجبه بدون ان يلتفت لوجهها/يا بنت الحلال فاهم بس انتي تعبانه بالحيل، محد موجود غير امي تحت وماتقدر تسوي لك شيء..و جوزاء ببيتها
ابتلعت ريق الوجع والخجل و الخوف معاً..،لتصرخ وهو يحاول رؤية عمق جرحها/وش دخل برجلك.
بوجع/إبرة خياطه كانت ضايعه مني وجلست ادورها مالقيتها لين دخلت برجلي و انا ادورها
عرف الآن عمق المشكله و حجم صبرها و رجفتها و تنهيداتها، تركها و دار بعينيه في الغرفه بشكل سريع ليرى الشماعه اخذ عبائتها و شالها/لازم نلحق عليك بسرعه جرحك غاير والإبره داخل.
إستسلمت للواقع ستموت من شدة الألم، باتت تفتح وتغمض عينيها بإرهاق مع نزيف الدم المتقطع حتى اغمضت عينيها..!!
انتظرها تتجاوب معه ولكنه تفاجىء بجمودها و صوت عبدالله وهو يقول/ماما نامت
إضطر ليلتفت إليها ويقترب من وجهها ليرى تفاصيل ملامحها الغارقه في دموعها و عرقها رغم برودة الغرفه!، صفعها وهو يناديها/سلطانه ؟ سلطانه !
بدون تردد لفها بعبائتها و حملها بسرعه لسيارته وهو يوصي عبدالله/عبودي سكر غرفة ماما وروح لأختك وخلك مؤدب لا تخليها تصحى
كان سيلحق به ولكنه توقف مع إلحاح عمه ظل ينظر ليدي تلك الإنسانه اللطيفه وهو يتذكر طلبها منه وهي تداعب خده و رأسه "ثاني مره لا تناديني عمه، قولي ماما"
كانت هي من تجلس معه معظم الوقت وتتحدث معه بعكس الجميع مشغولين!!
عاد لغرفته مع اخته ليعمل بوصيته..
.
.
،
.
،
،
.
،
.
،
.
في جلسة تحت الشمس المشرقه صباحاً في حديقتها،
تضع طفلها بجانبها في سريره المتنقل وهي ترتشف قهوتها و تتتبسم لحركات يديه التي بدأت تحاول مسك الأشياء!
نظرت لساعتها تشير للسابعه والنصف متباطئةً خروجه من الغرفه، فتذكرت ان اليوم عطلته الخاصه..
تنهدت و تابعت إرتشاف قهوتها بهدوء..
خرج من الحمام مستغرباً خروجها من الغرفه بهذا التوقيت.. رن هاتفه برساله ليتجه إليه في المكتب خارج الغرفه، وانتبه لتواجدها في الحديقه من خلال شرفات الزجاج العازل!!
وقف يراقبهما من بعيد و يرى إبتساماتها لطفلها الذي حملته ووضعته يرتاح على صدرها لا يرتدي سوى بربتوز ابيض!
لم يستطيع الصمود بعيداً وهو يراه خرج لهما/صباح الخير
إلتفتت إليه بشبح ابتسامه/صباح النور، تبي فطورك هاللحين و الا تنتظر شوي؟
اشار بالنفي/بعدين
ثم إقترب منها كثيراً ليأخذ طفله وهو يحدثه/متى بتكبر هااه؟! ليه طالع من غرفتك بهاللبس!!
ضحكت/بلا غيره، على كيف ولدي ينبسط و يسوي اللي يبي
جلس وهو يداعبه/طلع صدق يا راكان ما يدلع الولد إلا أمه!..خذ راحتك يابوك قبل تكبر وتتزوج و تشيل الهم.
فهمت مقصده وتجاهلته وهي تسكب له قهوته/وش صار على دعوة الشركة الامريكيه؟! بتسافر؟
أعاد الطفل الى سريره و وضع المظله عليه عن الشمس وعاد لمكانه واخذ قهوته/اظن لازم اسافر.
تمنت لو يقترح ان تسافر معه، ولكن ذلك مستحيلاً بعد الذي حدث...
تحدث بعدما تذكر شيئاً/وش بغيت اقول، ترى اهل فيصل الراشد بيجونكم نهاية الاسبوع...
استغربت/بس ما اتصلوا بي؟!
بنفس هدوءه إرتشف قهوته/مو شرط ..اتصل بي فيصل وهذا يكفي..
عادت لتصمت وهي تبحر في فنجانها،لم يعد هنالك ما يتحدثان عنه، وهو يلتهي بهاتفه عنها حتى في هذا الوقت الباكر من الصباح..!
تعرف ان مافعلته والدة فيصل بعدم الإتصال بها مُستقصداً، هي لا تريد التواصل معها..تلك العجوز لم تنسى الماضي بعد !...كان الله في عون ليال.
.
.
،
.
.
.
جلس ينتظر خلف الستار وهو يسمع صوتها المبحوح وهي تناديه، تجاهل كل شيء وهو ينظر لساعته، ثم سقطت عينيه على أشعة قدمها ليرى انغراس الإبره مابين عظام مشط القدم لم يستطيع البقاء وهو يسمع صوت وجعها ..!
خرج للممر الذي أمام الطوارىء وظل ينتظر انتهائهم...
مرت الساعه والنصف و بعد تحويلها لغرفة عمليات معقمه حضرت موظفة الإستقبال تناديه/فيصل الراشد؟
رفع رأسه من إتكائه على يديه/نعم أنا
الموظفه/الدكتور يناديك
رتب شماغه وهو ذاهب إلى الغرفه المقصوده، دخل بطلب من الطبيب، الذي وجده يقف عند طاولة الضماد و يخلع قفازاته/بشر دكتور
إلتفت إليه وهو يتحدث بجديه/الحمدلله كل شيء تمام طلعنا الإبره و خيطنا الجرح بس عاد يبي لها تقعد تحت الملاحظه هاليومين عندنا
إرتاح/يعني زال الخطر ما تضررت قدمها؟!
بابتسامه/والله يبي لها وقت علشان تمشي عليها لازمها عكاز فتره لأن عضلات القدم مخيطه مثلما انت عارف الإبره كانت منغرسه بشكل غريب داخلها.. حالياً نامت بعدما دخلها البنج، الافضل ترتاح بعد كل هالوجع..سلام
بنفس هدوءه/سلام..
خرج الطبيب بعدما أوصى الممرضه بعدة ادويه لها...
وقف يراقب الممرضه تنتهي من عملها و تخرج، لفتته تلك النائمه و رموشها التي ذبلت من الدموع ، تبدو جميله و هادئه، حتى في قمة تعبها، تسائل كيف يخون أخيه ولديه مثلها؟!!!ثم تسائل لماذا رفضته هو ؟!
تذكر نفسه و موقفه الغير مناسب ليخرج وهو يحاول الإتصال بجوزاء..!
.
.
.
.
،
.
.
.
.
العاشره صباحاً..،
مازالت في سريرها..لم تذهب للعمل و اخبرت نائبتها بعدم حضورها في رسالةٍ نصيه..
حتى الآن لم تصدق ما حدث البارحه، كان أشبه بحلم!!
من أين تأتي المواقف الغبيه و ردات الفعل المشوهه؟!!
كيف يسمح لنفسه بلقاءها خلسه؟
لم تكن تتوقع ان تؤدي أمامه دور الغبيه!
لم تتوقع ان يكون وليد بتلك الجرأه!! مالذي حدث ليتغير هكذا؟!!
تذكرت حديثه عن أخبار رشا و بأنها أخته..!
هذا الدنيا جداً صغيره..الآن رشا باتت تجمع عدة ثقافات، لم تتوقع ان تتزوج رشا، ماذا فعل بها ذلك الكردي...إبتسمت وهي تتذكر أحاديث ومواقفها مع تلك الصديقه، ...
رن هاتفها برسالةٍ نصيه لتفتحها بإرتباك بعد معرفتها بأنها منه، لابد و أنه نسي نفسه ليرسل هكذا كلمات!!!
أعادت قراءتها مرةً أخرى لتتأكد بأنها لا تحلم [ابي تحرصين على نفسك مني حتى لو صدفه لا اشوفك، المره الجايه إذا شفتك ، صدقيني ماراح اعتقك مني، وهذا وعد]
ارسلت له في الحال؛ [ضعيف!]
رد في الحال؛ [نسيت اقولك البارح، كلمي عزام و قولي له انك غيرتي رايك و ارفضي الشاب اللطيف اللي متقدم لك، مابي اتمشكل مع أحد].
عقدت حاجبها لتعتدل جالسه في منتصف سريرها وترسل له ؛ [فيصل عاجبني، ليه أرفضه؟!.]
أرسل ضحكه طويله وبعدها؛[لو صدق عاجبك ما جلستي تناقشيني فيه!....خليك من عنادك وتصرفي صح لو مره ..حذرتك"مابي اتمشكل" ]
ظلت للحظات تتخيل يديها تمسك بغير يدي وليد..!
رجلٌ غيره؟!! يعني شعور ميت ، حياه رتيبه و نهايه معروفه!
لا تستطيع تخيل ذلك..
تذكرت جرأة وليد و إحمرار عينيه بعدما نعتته بالضعف،
هو من دفعها لوصفه بهكذا وصف،هو لم يخطو خطوه حقيقيه تجاهها،ظل ينظر من بعيد في إنتظار السماء تمطر لقاءاً..!
كان يجب ان يفعل شيئاً لتكتمل علاقتهما، لا ان يتعامل بتلك السلبيه!!
سمعت طرقات الباب ومن ثم صوت انفتاحه ...،
دخلت ووقفت متكتفه عند الباب وهي تراها تجلس في منتصف سريرها و يتضح انها نامت كثيراً، لتنطق بالإسبانيه/فينالمنتي!! صح النوووم!!
زحفت و تركت سريرها لتغسل وجهها/من امس وانتي تنطين بغرفتي وش عندك؟!
دخلت وهي تنظر لهاتفها بجانب وسادتها و تتبسم بخبث/أبد والله حبيت الكليجا اللي بثلاجتك وجايه آخذ منها بعد.
تركت غسيل وجهها و خرجت لها بدون ان تجففه/وشو؟! فتحتي ثلاجتي؟!!
مثلت الإستغراب/شفيك محسستني فاتحه درجك الخاص!! كلها ثلاجه
اقتربت منها وهي تزم شفتيها/انتي فاهمه وش اقصد!!
اتجهت للثلاجه/اقصد الكليجا مافيه شيء غيرها
أوقفتها وهي تفهم تلميحاتها/نيفو بلا استهبال، خلاص يالبزر ، فهمت انك قريتي المكتوب.
بإبتسامه جانبيه اقتربت وهي توكزها/هاا وش السالفه؟! منهو؟!
إتسعت عينيها/شدراك انه رجال يمكن وحده من زميلاتي مسويه مقلب.
صغرت عينيها/ماشفتي وجهك شلون تلون اول ما جبت السيره!! انطقي بس عساه فيصل؟!
عادت لتكمل غسل وجهها و تجفيفه/مش فيصل.. وش يعرفني فيصل اصلاً!
اقتربت بترقب/يعني واحد ثاني؟!صح؟!
إلتفتت إليها بتملل وهي تعود لتجلس في سريرها بهدوء/اكيد يالذكيه بيكون واحد ثاني دامه مو فيصل..
تفاجأت من إجابتها/تعترفين انك ..
قاطعتها وهي لا تعلم ماذا ستقول/لا و مالك دخل يا نيفادا..براا
عقدت حاجبها/ماني طالعه لين أفهم تبين فيصل صدق و إلا الدعوه بالنسبه لك تحصيل حاصل..؟!!
استغربت سؤالها/وشو اللي تحصيل حاصل وش هالخرابيط؟! لا تتكلمين بمواضيع اكبر منك؟! "من احب ومن بتزوج هذا شيء يخصني"
ردت بجديه/لا والله إلا شيء يفشل و يحط القيمه كونك تعرفين رجال ماهو زوجك ولا محرمك، ولا تقولين لي اسكتي انتي صغيره! الصغير هو اللي مايعرف حدود الله، ولا تقولين احبه وشعور إعجاب تكفين لا تطيحين من عيني يا ليال،
لاحظت جديتها و لمعة عينيها لتتجه إليها وهي تشدها من عضديها وتنفضها/انجنيتي انتي؟! تظنين إني بعد هالعمر بصاحب واحد بحجة احبه؟! اجل ليه ارفض الخطاب؟ لعانه مثلاً؟!
ضغطت على رأسها وهي تحاول ان تمنع دموع صدمتها/طيب فسري لي اللي مكتوب بالكرتون، طلعيني كذابه انا ابي اقتنع.
تنهدت وهي تتركها وتتجه لسريرها وتجلس على طرفه وتحاول ان تهدأ،لن يتركها وليد و شأنها..! تذكرت البارحه و زادت رغبتها في الإقتصاص منه/قصه طويله و أصلاً ماله داعي تعرفينها.
جلست وهي تحاول ان ترتاح/وشو اللي ماله داعي؟!!! القصه طويله! يعني لها زمن ماهي توها!!! قولي لي يا ليال مابي انصدم فيك بعد هالعمر
رفعت ناظريها لها،بداخلها نزاع لا ينفك قلبها يأمرها و عقلها ينهاها..و من الواضح ان لا فرار من نيفادا/نفختي لي قلبي يا نيفادا
بإصرار/مافيه فكه
....،
.
،
.
،
.
،
يقف في المطار ليودعهما..لا تخفاه نظراتها التي يتحاشاها كثيراً.. امسك بيد تركي/توصلون بالسلامه.سلموا عالاهل قدامكم
بابتسامته/الله يسلمك، يوصل ان شاء الله..سلام
اخذ تركي الحقائب ليذهب و وقفت هي أمامه متسائله عن تصرفاته،بنبره محببه/كان ودي اجلس معك هنا، أو عالأقل اودعك بشكل ثاني، بس اخوي معي!
رفع حاجبه مستنكراً لحديثها/كيف بشكل ثاني؟!
تفهم انه غبي ويجهل التعامل مع الجنس الآخر و تجزم ان لا علاقات سابقه له،اجابته ببساطه/اضمك مثلاً..
بإبتسامه/ملاحظ انك جريئه معي!
هي نفسها لا تعرف كيف تخرج تلك الجرأه أمامه و لكنها أحبتها لغرض في نفسها/في واحد يقول كذا لزوجته؟! عموماً لنا لقاء وان شاء الله العيد يكون موعدنا..منتظرتك
تذكر ان علاجه ينتهي بنهاية رمضان/خير ان شاء الله
امسكت بيده متعمده لتضمها بكفيها بنعومتها/ان شاء الله يا قلبي..ان شاء الله.
لاحظ وقوف تركي بعيداً ومتمللاً/تركي استنى واجد ، يلا بحفظ الله
تركت يده وعينيها تودعه/استودعتك الله..
أخرج عقب سيجارته وأشعلها لتجعل من صدره رماداً ، وقف مكانه طويلاً ينتظر مغادرتها حتى اختفت عن ناظريه، تغزوه بلا رحمه وتعلّقه على حبال الهوى ، تجعله يكره تلك اللحظه التي قرر خطبتها بها...بريق عينيها يخبره بصدقها، ولكن لا يجب ان تتأمل كثيراً تلك الحالمه..
.
،
.
،
.
،
.
،
،
.
.
في أحد مولات العاصمه..،
خرج من احد المحلات و هو غير راض/يمدينا نروح لمحلات ثانيه، بتروح معي معتصم والا تعبت؟!
استغرب ليرد بلهجته السودانيه المُحببه/يا زول صار لينا ساعتين من محل لمحل، و إنتا حتى ما قلت لي شنو ناوي تشتري بالزبط!!
ابتسم من انفعاله/ابداً طال عمرك، اتفرج بس ابي اخذ فكره
نزع المعتصم نظارته الطبيه وهو ينظر إليه بتعجب/كل دي الزحمه و المشاوير و ما عايز تشتري؟!! وليد انا ماني فاضي زيك عندي اجازه يومين وانت ضيعت علي يوم في السوق
بنفس إبتسامته/ولا يهمك..هاللحين بعوضك و بغديك بأحلى مطعم ..بصراحه مدحوه لي وابي اجربه انا وياك و نحكم عليه شرايك؟!
عاد ليلبس نظارته/بعد شنو؟! سديت نفسي دور لينا حاجه تانيه
ضحك/ماهو بكيفك انا حجزت طاوله، يلا مشينا ، بنتعشى و بنروح لبعض المحلات بعد
امسك بيده المعتصم وهو جاد فيما يقول/تعال قول لي لا يكون ناوي تعمل بزنس من ورايا، انا بديت اشك بصراحه اعترف
امسك بيده وهو يشاكسه بالحديث/يا رجال بسوي بزنس وش كبره، وش استفدنا من الطب غير الشيب و التعب؟!تعال اعلمك بكل شيء احسن علشان تكون على بينه معي.
ذهب معه مستغرباً لا يصدق ما يتحدث به وليد..!!!!!
.
،
.
،
.
،
.
.
.
خرج من مكتبه وهو يأمر السكرتير بإغلاقه، تذكر شيئاً وعاد إليه/اسمع أكدت حجزي على الخميس؟
وصع اوراقه جانبا. وهو يجيبه/تم طال عمرك، على الساعه اربعه بعد العصر..
ابتسم على حماسه يعلم انه جديد في العمل بمكتبه الخاص بعدما اخذ سابقه إجازه/إسمع يا محمد كلمة "طال عمرك" هذي ماحب اسمعها..مفهوم؟!
بادله الإبتسامه وهو تعجبه شخصيته و تواضعه/ان شاء الله دكتور عزام
حاول تذكر شيء/انت تعرفني؟، اظن سبق و تقابلنا صح؟!
فرح بذاكرته التي إنتقته/كنت طالب عندك في الجامعه، و كل الدفعه تذكرك بالخير
ابتسم للذاكره الجميله مع طلبته و حزن في ذات الوقت لمرور كل ذلك الوقت وحيداً و مازال/ما شاء الله يعني جمعتنا الدراسه و جمعنا العمل، اتمنى تكون عند حسن الظن..
بسعاده وحماس/ان شاء الله دكتور
بابتسامه لا تكاد تتضح/ طيب يا محمد كمل شغلك و بالتوفيق..
نزل متجاهلاً احاديث الموظفين و بعض من ناداه ركب سيارته و انطلق بها، يالله كيف لموقف بسيط ان يُشعرك بكل تعب السنين في لحظه واحده..مضت الاربعون ثقيلةً جداً.. لا شيء مميز بها..سوى أن طفله الأول زينها بقدومه..
نظر للمرآه العاكسه وهو يرى عينيه،كم تحتفظ بالخدوش التي شوهت ذاكرته و عجز كل شيء عن ترميمها..
حتى تغلغل فيه اليأس و جعلته يؤمن ان الذي لم يحصل عليه في الثلاثين لن يحصل عليه في الأربعين..و لا حتى اخر يوم في حياته.. عليه ان يستمر فقط بالتنفس حتى اخر نفس..بلا حياة!!!
.
،
.
،
.
،
.
،
بعد يوم على الأحداث السابقه..،
رن جرس شقته ليترك جهاز المشي الذي بات يستخدمه كثيراً..اخذ منشفته الصغيره ليجفف حبات العرق.. واتجه ناحية الباب ليفتحه مستغرباً من سيزوره في هكذا وقت ؟!!
فتح الباب ليراها تبتسم له/هااي نايف
تسمر مكانه ظن انها لن تعود/أولينا!
دخلت و هي تحمل البيتزا/يو آ هانقري رايت؟!
اغلق الباب و دخل ليجلس وهو يراقبها تأتي بعلب المرطبات و تفتحها له و تفتح صناديق البيتزا/وين كنتي؟!
بابتسامه تخفي اشياء/وذ قيرل فرند..بس انا ما هبيت اتركك
نظر إليها مستغرباً تصرفاتها،غابت فجأه ثم عادت !!/ثانكس
تسائلت بفضول/وين يور سستر شهد؟!
اكل قطعة بيتزا صغيره ليجيبها/سافرت للسعوديه من كم يوم
ابتسمت وهي تتذكرها/شي واز سو كيوت اند بيوتيفل..
تباً كان يحاول ان ينساها في الأيام الماضيه ولكن تأبى ان تغيب عنه!!، اخذ علبة السجائر من فوق الطاوله و خرج للشرفه يدخن سيجارته التي باتت جليسته وحبيبته..
تركت البيتزا لتلحق به و تقف بجانبه على الشرفه/فيه بروبلم؟!
ابتسم بتملل وهو ينثر رماد سيجارته خارج الشرفه، و ينفث دخانها في وجهها/أولينا ممكن اروح معك بكرا للكولج اللي موظفك معلمة عربي فيه؟!!ودي اشوفه
لم تفهم و لكنه تحدث عن المعهد/نو عندي عمل .. انتا عندك اكسرسايسس كتير
لاحظ تهربها و من ثم اخذها لعقب سيجاره آخر لتصد عنه و تنظر للمدينه و هي تدخن..!
ظل يتأمل ملامحها جيداً..لا يدري لماذا اليوم ولكن صورة شهد تأتي بينه و بينها الآن،
ترك التحديق فيها و قرر تدخين سيجارته بصمت كما تفعل دائماً..
هنالك اشياء كثيره أهم و عليه العمل عليها.. منذ فتره يريد الحديث مع عزام ولكنه ينسى ..شهر رمضان اقترب لابد ان يتصل به يهنئه ويتحدث معه عن كل شيء..
.
،
،
.
،
.
،
.
،
|