كاتب الموضوع :
احلام تركي
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: حقيقة
الفصل الثامن
وقفت سلام في قلب شقة داود ، كانت وهي تلاحق كل ركن وزاوية في الشقة تقارنها بشفتها المؤجرة ، قال داود وهو يلاحظ جمودها " ستقيمين هنا الى ان تنتهي قضيتك " نظرت اليه وقالت "شقتك انها "قاطعها وقال " لا اسمى محامي الشيطان بلا مقابل ،انها نتيجة عملية لعملي لذلك حرصت على ان تكون مناسبة لقمة انجازاتي لا ترتبكي وتصرفي على سجيتك " اوامات باسها ،قال "حسن ساغادر الان تعرفي على الشقة بنفسك لا تردي على اي اتصال " لم تسمع اخر كلمة قالها وهي تضع حقيبتها ارضا ،محاولة محاربة افكار زاحمتها انهما ليسا مناسبين ابدا ،انصرف داود وبقيت هي مع افكارها .
في سيارته فكر داود في خطوته التالية ، كان قد اخرج فكرة اللجوء الى المحكمة نهائيا من راسه ،عرف بغريزته ان مراد لديه صلة قوية مع اصحاب النفوذ ،لذلك هو قوي ولذلك لم يمسكه احد ،لذلك قرر محاربته بنفسه،في هذه اللحظات كان قد بدا يندم على الزج بنفسه في هذا الامر ،ماهو سبب قبوله اهو الشعور بالشفقة على تلك الشابة ،ام هو محاولة لاثبات ذاته اكثر ،لم يولد بعد من يهزمه ،هذه هي الفكرة كانت تملا كيانه ، ايا كان السبب لقد انتهى الامر وهو واقع فيه لا محالة ،كانت خطوته التالية ملاحقة مراد ،عليه ان يعرف ان كان يعرف مكان اخت سلام اولا ،كان ايجادها هو اهم خطوة ،بعدها تتدحرج باقي حبات المسبحة ، تلك الفتاة هي المفتاح ،كما انه اراد ان يطمئن حقا عليها ،اوقف سيارته غير بعيد عن منزل سلام ،بانتظار خروج مراد .
رتبت سلام اغراضها في غرفة الضيوف ،كانت قد تجولت في كل الغرف دخلت غرفة داود ،كانت غير مرتبة عرفت انه نام فيها ،زارت المطبخ لم يكن يحوي الكثيرفكرت ان عليها التبضع قريبا ،شعرت بالغرابة في شقة داود ،شعرت بالفراغ ماذا تقعل هنا ،هل لها الحق في البقاء هنا ،رن فجاة هاتف غرفة داود ،ارادت ان لا ترد لكنها فكرت قد يكون هو من يتصل ،اسرعت لترد ،فوجات ان كانت والدته في الطرف الاخر ،صدمت والدته من صوت المراة التى ترد على الهاتف ،اقفلت الخط ول تتحدث ،بينما خفق قلب سلام رعبا ،لم ولن تنسى صوت تلك العجوز ،كانت في الشقة تدور على نفسها عندما قرع الجرس ،ارادت ان لا تفتح بيقت جامدة في الردهة بانتظار رحيل الطارق ،لكنها صدمت عندما دار المفتاح وفتحت الباب ،وقفا والدة داود وكريم جامدين وهما يحدقان في سلام وهي تقف في منتصف الردهة ،لم تتكلم سلام بينما كاد يغمى على العجوز ،كانت كل اطرافها ترعش من شدة الغضب ،تمالك كريم نفسه وسالها بصوت مبحوح يكاد لا يسمع "ماذا تفعلين في شقة داود سلام ؟' كان السؤال اتهامي هكذا فكرت سلام ،نظرت لكريم ثم لوادة داود وقالت "انا ...انا لقد احضرني داود الى هنا " تحركت والدته الى الغرفة الت ينام فيها والدها فتحت الباب ،كان الفراش كما تركه داود ،تحركت لكل غرف الشقة ،بينما كانت تهدي وهي تتحرك ،كان كريم ينظر الى سلام ،كانت مختلفة جذابة بشرتها حيوية نكانت تضج حياة وانوثة ،كانت مختلفة عن سلام التى راها قبل ايام ،عادت والدة داود لسلام وقفت امامها وبدون مقدمات صفعتها على وجهها وقالت "كيف جعلت ابني يعيش معك في الحرام ،ابني الذي ربيته بيدي هذه ربيته على الاخلاق والاستقامة كيف تحوليه الى فاسق ايتها الداعرة العانس" تجمدت سلام امام هذه الكلمات ،لم يتدخل كريم بقي صامتا دون ان يقول شيءا ،لم تستطع ان تجد سلام صوتها ،ارادت البكاء رادت الصراخ لكن صوتها اختفى لم تستع قول شيء ،تابعت العجوز " ليس لدلك اي كلمات للدفاع عن نفسك بالطبع ماذا يمكنك قوله اخبريني " نظر كريم الى سلام التى ملات الدموع عينيها لتسقط على وجهها دون ان تنبس بكلمة ،قالت العجوز "غادري الشقة حالا " قال كريم اخيرا 'لعل لداود راي اخر عليك ان تنتظري عمتي" ردت "هذه الشمطاء تصر على ازعاجي بدات باحفادي وهاهي الان تجر معها ابني الى الخطيئة " قال كريم ' فلنعد الان احفادك تركتهم مع الخادمة علينا العودة ،انا ساتصل بداود وهو من عليه ايجاد حل للامر " شكرت سلام تدخل كريم ،ارادت شكره ،لكن صوتها خانها مجددا ،وفقط تبسمت له بينما قابل بسمتها بجمود ،وخرج سريعا لحقته العجوز دون اطالة ، بينما جلست سلام ووضعت وجهها بين يديها ،على تلك الحالة دخل عليها داود بعد ساعتين من رحيل كريم وعمته ،وقف ينظر اليها رفعت هي بصرها اليه ،كانت عينيها قد جفتا من زمن ، قال وهو مقطب الجبين "الم اقل لك لا تردي على الهاتف " لم ترد فتابع "امي معتادة على الاتصال اليومي بي لذلك حذرتك ،الان هي مصرة على وجود علاقة محرمة بيننا تصر على مغادرتك الشقة ،عندما رايتها كانت في حالة هستيريا لا تصدق " انتظر ردها فلما لم ترد قال "مابك ردي علي " وقفت وقالت بصعوبة "اسفة " رد "هل هذا ما استعت قوله اسفة ،كل ما افعله هو من اجلك لقد حولت حياتي الى فوضى ذلك الرجل مراد لحقته لساعة بصعوبة تمكنت من معرفة مكان عمله لا يبدو الامر سهلا ابدا القضية قد تطول وانت فقط تسببين المشاكل " ردت مجددا "اسفة " واسرعت لحقيبتها اخذتها وغادرت امامه دون ان يقول كلمة لمنعها ولا هي انتظرت ذلك ،اسرع واغلق الباب.
|