كاتب الموضوع :
احلام تركي
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: حقيقة
الفصل السابع
قبل مغادرتها المدينة اقتربت سلام من منزل والدها ،وقفت عند الرصيف ،لم يتغير المنزل بنفس الدهان الباهت والجدران المتشققة ،والباب المهترىء،تساءلت ماذا قد يكون حصل لوالدها واختها ،اغمضت عينيها ،دارت في عقلها افكار وافكار ،اخيرا قررت الدخول للاطمءنان ،فمهما حصل كانت هي المعيلة الوحيدة ،شعرت بالقلق ،تقدمت للباب ودقت عليه ،وانتظرت بعد وقت فتح الباب كان من فتحه شاب غريب طويل وقوي وعليه مسحة وسامة ،كان يرتدي قميص نوم وشعره مشعت ،بالكاد يفتح عينيه التين غرقتا في زرقة محيطة كهالات حول عينيه ، لم تكن قد راته سابقا ،خفق قلبها وقالت "من انت ' رد بجمود وهو ينظر للفتاة الشابة الواقفة امامه 'صاحب المنزل من تكونين ؟" ردت "انا ...اين هم ساكنوا المنزل الرجل العجوز وابنته ؟" رد "اتسالين عن ليلى ووالدها " ردت "اجل " اجابها ' ' العجوز مات منذ شهر اما ابنته فقد رحلت " سالته 'من تكون انت ؟" رد "انا مراد ' عادت الذكريات لراس سلام مراد كان اسم الرجل الذي ارادت ليلى الزواج منه ،قالت 'هل تزوجتها ؟" رد "لا حسن كما في اطار التحضير لكن وفاة والدها جعل الامر يتعقد " سالت "لما انت في منلها ولما هي خارجه ؟" رد "انت تكثرين الاسئلة من تكونين ؟" ردت "انا سلام اخت ليلى الكبرى " تحرك مراد وهو يقول 'اختها ؟" ردت "انا صاحبة المنزل " قال وهو يبتسم "تريدين طردي " قالت "اريد ايضا ان اعرف اين هي اختي " قال وهو يمسك الباب استعدادا لغلقه " اختك كتبت المنزل باسمي انه منزلي الان " واغلق الباب ،تجمدت اسارير سلام ،عرفت انه تلاعب باختها واخذ منها المنزل ،فكرت لابد ان والدها مات من الصدمة ،في لحظات تجمعت الذكريات التى تركتها هنا وغادرت ،اختها والدها منزلها ،كم هي جبانة لقد تركت عائلتها وغرقت هي في رواياتها التافهة ،قطبت حاجبها شعرت بالغضب يغلي في عروقها ،قامت بالطرق عل الباب بعنف كانها تريد كسره نبعد وقت فتح مراد قال "اتريدين تحطيم الباب " ردت "غادر منزلي ايها اللص الحقير " رد "اذا اذهبي للمحكمة حتى الشرطة لن تستطيع اخراجي " وعاد لغلق الباب ،ضربت الارض بقدمها وصل غضبها لحد لاطاقة لها بحبسه ،قالت " ستدفع الثمن " وغادرت المكان ، عليها اللجوء الى محامي ،ستخوض حرب شرسة ،قصدت البنك القت نظرة على حسابها البنكي ،فكرت عليها ايضا العودة للعمل ،عليها العودة لحياتها سريعا ،اخرجت مبلغا كبيرا ،وقصدت وكالة للايجار ،كان عليها ايجاد ماوى اولا ،بعد اخذ ورد وجدت شقة بغرفتين ومطبخ كانت مناسبة في السعر ايضا ،دفعت مقدما لعام املة ان لا تطول المسالة لاكثر من عام ، وسوت وضعية عملها ،رغم تغير مدرستها الا ان هذا لم يزعجها ،لم تكن تبعد المدرسة الجديدة عن مسكنها المؤقت بمسافة كبيرة ،شعرت ان الحياة تبتسم لها ،لم تجد اي مشكلات في كل ما فعلته ،انهت كل تلك الامور قبل ان ينتصف النهار ،عادت لشقتها الجديدة ،قامت بتنظيفها الكامل ،تبضعت اشترت الصروريات فراش اغطية طاولة موقد ثلاجة صغيرة ،وبعض الاواني ،ملابسها القليلة وضعتها في صندوق الذي كانت فيه الثلاجة ،في نهاية النهار القت نظرة على مسكنها المتواضع ،لا تلفاز لا سرير لا خزانة لا ستائر ،مع ذلك شعرت انه منزلها وكان اكثر من كاف ما اشترته ،اعدت شيءا لتاكله ونامت سريعا .
في منزل داود كانت والدته في فرحة عارمة ،اخيرا غادرت الدخيلة منزلها ،لم تات على ذكرها في الفطور ،كان عبوس كريم يوضح بشكل كبير ،قال كريم " اعتقد اني ساغادر اليوم " سالته "لماذا هل طرا امر ما " رد " لدي اسبابي ' ونهض ابتسمت العجوز وواصلت تناول افطارها .
في وقت متاخر قصد داود مكتبه ،كان لديه مكتب محاماة وسط المدينة ،شهرة داود كمحامي تخطت الحدود ،كان يفوز باي قضية مهما كانت صعوبتها ،لكنه كان يقبل الدعاوى التى يريدها ،لذلك من القضايا التى كانت تاتيه كان ياخد قضة او قضيتين ،كان ياخذ الاصعب ،لذلك لقب بمحامي الشيطان ، كان نادرا ما يقصد مكتبه ، قصد مكتبه و القى نظرة على الدعاوى التى عرضت عليه ثم عاد ادراجه .
في صباح اليوم التالي قصدت سلام عملها ،وبعد ذلك تفرغت للبحث عن محامي ،لكن لم يقبل بقضيتها احد ،كل من تقابله كان يقول نفس الكلام القانون لا يحمي المغفلين ،كانت القضية ميؤوس منها ، اخر مكتب زارته قال كلاما مختلفا نوعا ما ،قال لها المحامي العجوز "حتى محامي الشيطان لن يتمكن من حلها " سالته "محامي الشيطان ؟" رد "اجل الم تسمعي به انه بارع جدا ،لكنه لا يقبل القضايا بسهولة " سالته "هلا اعطيتني عنوانه " ،فكر العجوز ثم اخيرا منحها كارث شغير يحمل اسم وعنوان المحامي ،قرات الاسم داود ،تذكرت مباشرة داود الذي تعرفه ،ثم نفضت الفكره عن راسها ،عادت للعجوز وشكرته باخلاص وتركته ، وقصدت مباشرة مكتب محامي الشيطان ،كانت الساعة تدق دقتها الرابعة عصرا ،دخلت لمكتب مترف وجدت فتاة شابة جدابة عند الاستقبال ،قالت بتوتر "اهذا مكتب المحامي داود " ردت الشابة بابتسامة ودودة "اجل هل من خدمة ؟" ردت "انا هنا من اجل قضية " ردت "اه ...الواقع انت لابد سمعت ان المحامي لا يقبل اغلب القضايا لديه عقلية مختلفة " قالت سلام "اعلم ،قيل لي انه لا يقبل الا القضايا الصعبة ،قضيتي ميؤوس منها تقريبا ،لم يرغب اي محامي زرته حتى الان في متابعتها لذلك المحامي داود هو املي الوحيد "فكرت الفتاة الشابة وقالت "انتظري هنا " جلست سلام في اريكة فخمة بينما دخلت الفتاة الى مكتب المحامي ،عادت بعد وقت ،رجحت سلام ان سبب الاطالة هو محاولتها اقناعه ،خرجت الفتاة وقالت "اعتذر لكنه رفض " تنهدت وقالت "توقعت ذلك انه المحامي الذي لا يخسر وكذلك لا يقبل القضايا بسهولة " انهت كلماتها وهجمت على مكتب المحامي الخاص ،فتحت الباب سريعا وهي تسمع نداء الشابة لها ،لحقتها الشابة للداخل ،كانت سلام تحت وقع الصدمة وهي ترى داود الذي تعرفه حق المعرفة ،الذي تحفظ ملامحه غيبا ،جالسا على اريكة مغنض العينين يضع سماعات الاذن ،قالت الفتاة "عذرا سيدي لم اتمكن من منعها " ،بقي داود مغمض العينين وقال "اعتذارك مقبول اخرجيها " ،تكلمت سلام اخيرا بعد ان تمكنت من ايجاد صوتها " انا ارغب في مكالمتك " فتح داود عينيه ،عرف صاحب الصوت ،نظر اليها متفاجئا وقال "سلام ؟" جلس معتدلا ،ونزع السماعات وتابع "ماذا تفعلين هنا ؟" ردت "لم اعلم انك انت محامي الشيطان " نظر داود اليها من راسها حتى اغمص القدم ،كانت ترتدي ذات الثوب الاحمر الرث الذي قابلها فيه اول مرة ،بينما اختبا شعرها خلف راسها ككعكة ،امام نظراته المندهشة اسرعت الفتاة تحاول اخراج سلام ،لكن داود قاطعها وقال "اتركيها ساقابلها " انسحبت الفتاة تاركة سلام واقفة وهي غارقة في الاحراج ، وقف داود واقترب منها قال "اعتقدت انك خرجت من حياتي ،لم اتوقع ان تاتي الى مكتبي حتى في اسوء كوابيسي " ردت "عذرا ....لكن لا تسىء الظن جئت لاقابل محامي الشيطان " وضع يديه في جيب سرواله وقال "وبعد ان عرفت انه انا ماهو قرارك " ردت "اعتقد انه حسن حظ لانك هو انت لن ترفض مسك قضيتي " سالها "لماذا لن ارفض " ردت "لابد ان تكون ممتنا لي لخروجي من حياتكم الم تكن رغبتك ان اترك الاولاد " ضحك داود وقال "ان رفضت هل ستعودين لحربك الفاشلة مع امي " ردت "لا .....لكني بحاجة فعلا لمحامي " سالها "لقد تركتنا قبل يوم واحد هل احدثت مشاكل في ظرف يوم ؟" ردت "لا " همت بالكلام لكنها توقفت وقالت "ان لم ترغب في مساعدتي لاداعي لاتكلم اكثر " نظر اليها وفكر طويلا ثم قال "ماهي قضيتك " ابتهجت سلام وخفق قلبها اسرع وقالت "اذن هل ستساعدني " رد "ان كانت القضية تستحق تعبي وان كنت تستطيعين دفع اتعابي " ردت " بالتاكيد القضية ميؤوس منها تقريبا والمال لن نختلف " ضحك وقال "القضية ميؤوس منها ،يبدو انك جمعت قدرا جيدا من المعلومات عني " ردت " لقد رفض كل من قابلته مسكها يقوولون انها قضية خاسرة ،احدهم قال حتى محماي الشيطان لن ينجح فيها " قال "لقد اثرت فضولي ،حسن اجلسي " وترك لها الاريكة التى كان مستلق عليها وجلس على كرسي مكتبه وقال "انا اصغ " بدات سلام الكلام قصت عليه بالتفصيل ما حصل بعد ان غادرت منزله ،اصغى داود بدقة ثم قال وهو يكتب على ورقة "اذن منزل والدك حصل عليه خطيب اختك وهي مختفية الان " ردت "اجل " سالها "هل حصل عليه قبل ام بعد وفاة والدك ؟" ردت "لست متاكدة ربما قبل ان يموت اختي هي من يعرف وانا لا اعرف مكانها الان ،قال لي ذلك الرجل ان الوثائق قانونية " رد عليها وهو ينظر للورقة التى خط فيها "انه ليس احتيال اعتقد ان اختك تنازلت بارداتها عن المنزل له وبالنظر الى ان المنزل لوالدك فاعتقد ان والدك قد تنازل لها عليه قبل ان تتنازل هي لخطيبها المزعوم على المنزل " سالت "هل هذا ممكن ؟" رد "هذا اسوء احتمال الذي يجعل القضية صعبة ذلك ان التنازل قانوني في هذه الحالة " ردت "تقول انه اسوء احتمال هناك احتمالات اخرى " رد "انا اعتمد في تحليلي دائما على الاحتمال الاسوء لذلك افوز في قضاياي لكن النقطة التى تجعل للقضية امل هو اختفاء اختك اعتقد ان له يدا في هذا ربما من البداية هذا الرجل اراد المنزل " ردت "كنت وابي نعارض عليه لكنها اصرت عليه " تابع داود متجاهلا ما قالته "ان اعتبرنا انه من اخفاها يمكننا الدخول من هذه النقطة انه اجبرها على التنازل او ضغط عليها والا لما اختفت اليس كذلك اعتقد انها مختلفة عنك لابد انها ذات شخصية عنيدة ومتيبسة الراس وغير مبالية ليست من النوع الذي يهرب اليس كذلك ' ردت "هذا صحيح تحليلك دقيق كيف عرفت ؟" رد "ان تعرف مثل هكذا رجل وترغب في الزواج منه رغم عيوبه الظاهرة يجعلها شخصا غير مبالي وعنيد " اومات سلام ،قال "حسن جدا ،القضية باختصار صعبة وهي من النوع الذي يستهويني لذلك اوافق على مسكها " قالت سلام بفرح ظاهر "هذا يسعدني حقا " رد "عليك ان تكوني مستعدة القضايا الصعبة اتبع طرقا صعبة في حلها اني اتحايل كما يتحايل خصمي لذلك .." قاطعته "لذلك تلقب بمحامي الشيطان " ابتسم داود وذابت سلام في تلك الابتسامة ،قال "هذا صحيح لا اريد اي تعليق او تدخل منك في طريقة حلها لن اقبل منك دروسا في الاخلاق هذا شرطي " ردت "موافقة انه يستحق ولن اشفق على وغد مثله "قال "جيد " طبق الورقة وقال بشيء من الامبالاه "اذن اين تقيمين؟ " ردت وقد فاجاها سؤاله "اجرت شقة صغيرة وعدت لعملي " قال "احسنت " ،فهمت من هذا ان المقابلة انتهت ،وقفت وسارت للباب وقفت وسالت "كيف حالهم ؟" رد "اعتقدت انك نسيتي امرهم " ردت "احبهم واقلق عليهم " رد "انهم بخير ،فقط دنيا والتوام تفاجؤوا قليلا لعدم وداعك لهم " ابتسمت وامسكت بالمقبض وقالت "مع الوقت سامحى من ذاكرتهم "قال لها " اداوم بعد الظهر دوما ساقوم ببعض الابحاث حول الرجل كاول خطوة "ردت " حسن ...شكرا لك " وغادرت واقفلت الباب خلفها .
وقف داود وسار قليلا هل هي مصادفة ام انه القدر ،كان لوقت قريب مؤمن انه لن يراها ،لكن ان تات الى هنا بقدمها هذا امر لم يتوقعه ابدا ...
عادت الى شقتها وقد امتصت الصدمة ،كانت سعيدة لانها ستراه ،وان كان بسبب قضية ،هي ستراه ،هذا كل ما كانت تفكر فيه الان...
يتبع
|