كاتب الموضوع :
احلام تركي
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: حقيقة
الفصل الثالث الجزء الاول
استيقظت سلام نشيطة ،على غير عادتها في ايامهما الرتيبة العادية ،شعرت انها في مغامرة حلوة ،لاول مرة لا تعرف ماذا سيحصل لها بعد ساعة ،او يوم ،ان عدم معرفة مستقبلها القريب جعلها بطريقة ما تشعر ان حياتها تغيرت قليلا ،ببعض الغموض والتشويق وربما بقليل من الامل ،هناك على الاقل احتمال انها لن تنهي يومها هذا كما تنهيه عادة ،بهذه الافكار اسرعت للمطبخ ،كانت قد اغتسلت ،لم تغير ثيابها التى جاءت بها ،فهي لا تملك الان غيرها ،مع ذلك ورغم عدم تغير حالتها الخارجية ،الا ان ما يسكن نفسها قد تغير ،وكان شحنة للحياة دبت فجاة في قلبها ،كانت تتحرك براحة وسرعة في المطبخ ،لم تحس بافراد عائلة خالد وخالد وهم واقفين مشدوهين امام باب المطبخ يراقبونها بصمت مندهش ،عندما راتهم منحتهم افضل ابتسامة وقالت "صباح الخير ،الفطور معد ،عليكم فقط الاغتسال " تكلمت دنيا قائلة "تبدين مختلفة " ،كان خالد قد لاحظ ايضا ان هذه المراة الواقفة امامه تختلف كليا عن تلك التى انتشلها من الطريق ،ردت مستفهمة "مختلفة كيف ؟" لم تعرف دنيا بما ترد عليها وقالت " لا اعرف " ،تكلم عمر "هل يمكننا تناول الطعام ؟ لقد اغتسلنا "ابتسمت سلام وقالت "بالتاكيد " ،اخذ الاولاد مقاعدهم ،بينما انتبهت سلام لالياس فسالت "ماذا عن الياس ؟" رد خالد الذي كان واقفا رابطا يديه على صدره " ساصعد اليه ،هلا جهزت له حليبه "ردت "في الحال " بعد دقائق كان خالد يحمل الياس بيده كان قد غير له حفاظه ،بدا الياس افضل بكثير من ليلة الامس ،اخذته عنه وقالت "يسعدني ان اطعمه" ،تركها خالد تجلس على المقعد الفارغ لتطعم الياس واخذ هو مقعده ،وانشغل بتناول افطاره ،وقفت دنيا وقالت "سنتاخر "والتفتت لعمر وعماد ،فقاما هما ايضا ،انتبهت سلام فهي ايضا لها مشاريعها ،فوقفت وقالت "انا ايضا ساتاخر " رد خالد وهو منكس الراس منشغل بتناول افطاره "انت ستذهبين معي لا تقلقي " عادت وجلست ،بينما اسرع الاولاد ،كانوا معتادين على الاعتماد على انفسهم ،فكرت سلام لقد اعتادوا على عدم وجود الام ،عندما انهى خالد طعامه وقف فسالته سلام "لكن من سيهتم بالياس ؟"رد بنفاذ صبر "سناخذه معنا "،واخذه منها وقال "تناولي فطورك " وغادر المطبخ ،تناولت طعامها بعجل ونظفت المطبخ ،ثم غادرته لتجد خالد يلاعب ابنه في غرفة المعيشة ،فقال دون ان يلتفت "جاهزة ؟" ردت "اجل " فسال "الى اين ؟" فردت "اولا الى منزل والدي " ،وقف خالد وقال "حسن هل ننطلق ؟" اومات براسها وهي تدرك ان هذه اللحظات ستكون اخر لحظاتها في هذا المنزل ،لن يتاتى لها توديع الاطفال ،خرجت من الباب الذي دخلته بالامس ،وسار خلفها خالد وهو يحمل ابنه ،اخذت عنه الياس ليتمكن من اغلاق باب المنزل ،ثم احضر السيارة ،رفعت راسها للسماء كان الجو صحوا ابهجها هذا ،عندما اوقف السيارة دخلتها، فانطلق كانت تدله على الطريق بهدوء وبدون اي كلام جانبي اخر ،هي لحد الساعة لاتزال خجلة من تصرفها الغريب ،ولا تجد له مبرر معقول ،عندما وصل بها الى منزلها ،اعطته الياس وسالت "هل تنتظرني ؟" رد عليها " لاتطيلي " خرجت من السيارة ،وبدون ان تفكر في رد فعل والدها او اختها قرعت الجرس ،بعد مدة فتح لها والدها ،كان وجهه شاحبا ،عرفت انه لم ينم طيلة الليل ،كان قلقا ،لكنها لم تكن متاكدة تماما ان كان قلقا عليها ام على ما يمكن ان تفعله،ولجت المنزل بدون ان تقول كلمة ،لحق بها والدها بسيل من الكلام الغاضب والاسئلة المتوقعة ،والتى لم تكن تفكر في الاجابة عليها ،راها تحزم حقيبتها ثم جمعت اوراقها في حقيبة صغيرة ،ولم تنسى مفتاح منزل جدتها ،كما اخذت كل ما كانت تخبؤه من مدخرات ،وهكذا اصبحت جاهزة ،القت نظرة اخيرة على غرفتها تفكر ان نسيت شيئا فرات رواية جين اير التى كانت قد اهدتها اليها احدى زميلاتها ،كانت قد تركتها مهلمة في الغرفة ولم تفكر في قراءتها ،ولم تعرف سببا لهذه الهدية ،اخذتها بيد عجلة وهي تفكر بالم ان هذه هي الهدية الوحيدة التى تلقتها في حياتها ،تاسفت لانه كان عليها معاملة الهدية بتقدير اكبر ،قامت بكل هذا ولم تحفل بوالدها الواقف جامدا امام الباب ،ابتعد لها عندما غادرت غرفتها ،فوجدت اختها واقفة امامها بشعر مشعت وبعينين شبه مغمضتين ،سالتها "اخيرا عادت الفاسقةالمدللة ،اين امضيت الليل ؟" لم تجبها فقد كانت عازمة على عدم قول شيء ،ولا كلمة ستخرج من شفتيها مهما قالا لها ومهما استفزاها ،فقط لانها لا تعرف حقا كيف ستقول انها امضت ليلتها في بيت رجل غريب كاد يدهسها ،تصرفت بجمود امام ملاحظة اختها النابية ،اخيرا وعندما وقفت امام الباب الخارجي ،التفتت الى منزلها القت نظرة اخيرة عليه ،ثم قالت من دون ان تنظر الى والدها واختها "وداعا "،صدم والدها واختها وعقدت الدهشة لسانهما ،لم يعلما هل هما يحلمان ام ان سلام الهادئة الصبورة ،قد جاءت للمنزل واخذت اغراضها وخرجت ،في لحظات الصدمة تلك كان سلام تسرع الخطى الى السيارة الواقفة غير بعيد عن المنزل ،وتمكن والدها واختها من رؤية السيارة ولمحا الرجل لمحة خاطفة ،كان هناك رجل وقد ركبت معه سلام ،كان هذا اكبر من ان يصدقاه كلاهما ،عندما ركبت السيارة قالت "شكرا لانتظاري "،القى خالد نظرة على التمثالين الجامدين امام الباب ،والتقت نظراتهما ،ثم انطلق سريعا ،تكلم خالد بعد صمت وجيز "حقا كان هذا سريعا " ردت "السرعة كانت مطلوبة "سالها "هل خفت ان تتراجعي عن قرارك ؟" ردت "كلا ،خفت ان اضطر للتفسير ،وانا لا املك تفسيرا ،حتى انا لا اعرف كيف امضيت ليلتي في منزل رجل غريب التقطني من الطريق "فكر خالد هو الاخر لا يستطيع تفسير اقدامه على هذا ،لم يعلق بشيء ،كانت سلام قد وضعت حقيبتيها في المقاعد الخلفية عندما ركبت السيارة ،تركت الهدية في حجرها واخذت الياس بيدها ،كانت تحمله برفق ام وبلطف كانت تلاعبه عندما سالها وهو يرمق الرواية بفضول "هل قرات الرواية ؟" ردت " لا ليس بعد انها هدية حصلت عليها مؤخرا "،رد عليها "جميل من هو "ردت وقد فهمت تلميحه "انها زميلتي ،لا افهم لماذا اهدتني هكذا هدية "رد "ربما ستفهمين عندما تقرئيها ،والان اين الوجهة ؟ " ردت "وقد فاجها تغييره السريع للموضوع "الى المدرسة "فزاد خالد من سرعة السيارة بعد ان اعطته العنوان ،كان مستعجلا ،لم يعرف لما كان يريد وبسرعة انهاء حكايته الصغيرة مع هذه المراة ،لكنه عرف انه يريد لكل هذه الغرابة ان تنتهي ........
|